رواية تائهة في قلب اعمي الفصل التاسع 9 بقلم زينب القاضي
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه.
لأ إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
1
"تضيق بنا كأنها لن تتسع، وتتسع كما أنها لم تضيق بنا يوماً ، هذه هي الحياة فإذا ضاقت بك ، فأعلم أنها مسألة وقت وتتسع ، وإذا اتسعت بك وجعلتك تتلاطم بينها ، ستضيق عليك كي تناسبك ، فتحلي بالصبر والثبات ، ولا تنسي إنك مخيرا ، ولست مسيرا "
بعد ما يقارب الساعة والنصف وقفت السيارة أمام إحدي عربات الفول والتي كانت مكتظة بالبشر.
+
ألتفت الحارس إلي الخلف وتحدث بإحراج:
-دي زحمة أوي يا باشا تحب نروح واحدة تانية؟
+
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ دي احسن واحدة هنا.
+
تنهد الحارس بقلة حيلة وقال:
-طيب تحبوا أجيب ايه ؟
+
ردت بإختصار:
-ولا أي حاجة أنا إلي هنزل.
+
لم تدع لأحد مجال للرفض هبطت من السيارة واتجهت إلي الباب الاخر وفتحت له الباب:
-يلا أنزل.
+
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-انزل فين هو فيه ترابيزات فاضية ؟
+
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ أحنا هنقعد علي الرصيف أنزل أنزل.
+
ظل جالساً قليلاً بتردد إلي أن قرر أن يهبط وسط صدمة الحارس والسائق.
+
أمسكت يده بحرص وتحركت به وهو خلفها مغيب تمام وهذا حاله عندما يكون بالقرب منها يتنحي العقل جانباً ويأخذ القلب مكانه.
+
وصلت إلي رصيف عالي وساعدته أن يجلس برفق:
-اقعد هنا وشوية وجاية ليك.
إستمع لها وجلس بحذر شديد وهتف بأمر:
-أستني
توقفت متسائلة:
-محتاج حاجة ؟
أومأ بإيجاب ووضع يده بجيبه وأخرج محفظته ومد يده بها:
-خدي الفلوس الي أنتي عايزاها وهاتي.
رمقته معاتبة كأنه يراها وقالت:
-لأ طبعاً مش هينفع
ردد بإصرار:
-مينفعش تبقي معايا وتصرفي أنتي سامعة ولا لأ أنا بسمع كلامك في كل حاجة دي لأ.
تنهدت بضيق شديد وقالت:
-ودي بالذات مينفعش أسمع كلامك فيها حضرتك هتصرف عليا بصفتك أيه ؟
-تخصيني.
نطقها بعفوية.
+
كم أعجبتها الكلمة ولكن تظاهرت بالعكس وقالت:
-صدقني مش هينفع حطها في جيبك كده مينفعش وأنا عزماك يا سيدي بقي.
❈-❈-❈
إحتدت ملامح وجهه بغضب فأسترسلت بإيضاح:
-حضرتك عشان الراجل يصرف علي ست يبقي أما أخته أو مراته أو بنته لكن أنا مش ولا واحدة في دول ممكن تعين محفظتك بقي ؟ دقيقتين وراجعة.
+
تنهد بضجر ووضعها في جيبه بصمت تام وهو يفكر في كلمة واحدة أطنبا أذنه ماذا لو كانت زوجته كان وضعه سيختلف كثيراً هو يحتاجها بشدة إلي جانبه لا يدري لما لكنه إحساس جديد عليه لم يعلمه سوي معها هي فقط يحتاج لها دائماً أصبحت هي بطلة أحلامه في الفترة الماضية خل من الممكن أن يكون هذا حب ؟ ولكن إذا كان حب فما مصيره هل سيخاطر مرة آخري ويضع قلبه بين يدي إمراة من جديد حتي لو خاطر هل ستوافق أن تتزوجه ؟
+
فاق من شروده علي صوتها المرح:
-اصح وفوق كده جايبة ليك شوية فول وفلافل وبصل أخضر حكاية.
+
جلست جوراه ووضعت الطعام في منتصفهم وبدأت في فتح الطعام وسط صدمته وذهوله.
+
أخرجت سندوتش ووضعتها بين يده:
-أتفضل كل بقي تأكل بصل ؟
+
تحسس السندوتش بين يديه وتسأل:
-بصل ؟
+
ابتسمت بخفة وعقبت:
-بصل اخضر متعرفوش ؟
+
اشمئز وجهه وقال:
-لأ لا شكراً.
+
تحدثت مازحة:
-كل بقي أطمئن العربية دي نضيفة علي فكرة.
+
بدأت تتناول الطعام بنهم شديد بينما ظل متردداً إلي أن حسم قراره وقربه من فمه وبدأ يأكل ببطئ في البداية ولكن أعجبه المذاق بالفعل وبدأ يتناوله بتلذذ.
+
أنهت طعامها وجدته هو الآخر قد قارب علي الإنتهاء من طعامه هو الآخر وضعت سندوتش بيده وآخذت الآخر وبدأت تتناول بنهم شديد.
+
بعد فترة نفضت يدها ونهضت انتبه لها وتسأل:
-راحة فين ؟
+
ردت بلهفة:
-دقيقة وجاية.
+
ركضت من أمامه سريعاً وعادت بعد قليل وهي تحمل كوبين من عصير القصب الطازج اقتربت منه ووضعت الكوب بيده:
-اشرب بقي احبس.
+
تسأل بحيرة:
-ايه ده ؟
+
ابتسمت بهدوء وقالت:
-ده بقي شوب عصير قصب من فخفاخينا جربه هيعجبك اوي.
+
ابتسم بحب وقال:
-أي حاجة بتقولي عليها بحبها.
+
أتسعت ابتسامتها وبدأ في تناول العصير وهي كذلك أنتهت جولتهم وتحركوا سويا إلي السيارة وعادوا إلي الفيلا..
❈-❈-❈
كانت تجلس سلوي تشاهد التلفاز بإندماج قاطعها رنين الباب اتجهت الخادمة لفتح الباب ودلفت صفا وهي توجه ياسين للدخول.
+
نهضت علي الفور أستقبلت نجلها وهي تساعده علي الدخول وهي تتسأل باهتمام:
-طمني يا حبيبي أنت كويس؟
+
تبسم براحة وقال:
-بخير الحمد لله يا ماما.
+
تنهدت بارتياح وتداركت قائلة:
-طيب الحمد لله أهم حاجة الخروجة تكون عجبتك ؟
+
أومأ بإيجاب واستطرد بحماس:
-جداً يا أمي كنت محتاج الخروجة دي أوي ممتن لصفا بجد.
+
ردت مبتسمة:
-هو أنا عملت أيه بس كتر خيرك أنت إلي وافقت تيجي معايا نفطر.
+
قادته سلوي إلي أقرب مقعد وساعدته أن يجلس وتحدثت معاتبة:
-أنا أصلاً زعلانة منك يا صفا.
+
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-زعلانة مني أنا ؟ ليه كده بس؟
+
تحدث ياسين هو الآخر مستفهماً:
-هي عملت أيه يا ماما ؟
+
ردت بإنزعاج:
-عنيدة أوي يا ياسين تخيل كوباية المياه مش بتشربها هنا ؟
❈-❈-❈
رمقها بعتاب وأضاف متهكماً:
-ليه كده ؟ حد قالك أننا بخلي يا صفا ولا أيه ؟
+
تبسمت بإحراج وأجابت:
-أولاً هنا مكان شغل يعني مش مسموح ليا أكل أو أشرب في شغلي.
+
تسأل بحيرة:
-مش مسموح ليه وايه إلي مانع ؟
+
ردت ببساطة:
-أنا إلي مانعة نفسي وحاجة حدود وقت الشغل شغل .
+
أومأ بتفهم وأضاف مستفهماً:
-يعني سؤال أفهم بس أنتِ في شغلك في المستشفى مش بتأكلي؟
+
تبسمت بهدوء وقالت:
-مش بأكل لأن بكسل أكل أصلاً ومش بأكل في وقت الشغل بيبقي فيه وقت بريك فهمت وبأكل في الكافتيريا.
+
حرك رأسه بيأس ورد:
-عايز راحتك.
+
تسألت بحماس:
-تحب تتغدا أيه النهاردة ؟
+
مط شفتيه بحيرة:
-مش عارف عادي أي حاجة.
+
صمتت قليلاً مفكرة وأردفت بحماس :
-أيه رأيك في كشري ؟ مش هعمله هنطلبه من أبو طارق بتاع الكشري بس ممكن يبرد بلاش نبقي نروح نأكل كشري بره أيه رأيك في مكرونة وايت صوص وشورما فراخ.
+
أومأ باستحسان:
-تمام حلو ده.
+
صقفت بحماس وقالت:
-طيب هتفضل هنا ولا هتطلع أوضتك ؟
+
أجاب نافياً:
-لأ مش هطلع هقعد هنا مع ماما.
+
أومأت بإيجاب وردت:
-تمام هروح أحضر الغداء أنا.
غادرت صفا ونظرات سلوي تتبعها بحنان وتوجهت بنظراتها إلي ياسين وتحدثت بمغزي:
-طيب أوي صفا وبنت حلال.
+
أكد علي حديثها:
-أه فعلاً.
+
تسألت بخبث:
-أكلها حلو ؟
+
أجاب بتلقائية:
-حلو جداً.
+
تبسمت بمكر وقالت:
-طيب بلاش تنقل في الأكل يا حبيبي عشان تحافظ علي لياقتك الله يرحم أيام شربة الخضار.
+
تنهد بضجر:
-ماما لو سمحتي مش عايز أسمع حاجة عنها.
+
زفرت بضيق وقالت:
-طيب سكت.
+
ظل يحرك قدمه بتوتر مما جعل والدته تنتبه له وتتسأل:
-مالك يا حبيبي؟ عايز تقول حاجة؟
+
أومأ بإيجاب، وتدراك بحذر:
-أحنا لوحدنا صح ؟
+
أومأت بإيجاب:
-أيوة.
+
تنهد بإرتياح وتسأل بتردد:
-هي صفا حلوة؟!
+
إبتسامة فرحة ارتسمت علي وجهها وتسألت بدهاء:
-حلو أزاي يعني؟
+
امتعض وجهه وتحدث بغيظ:
-ماما بلاش لف ودوران وجاوبي لو سمحتي.
+
تبسمت بحب وقالت:
-هي زي القمر حلو قلباً وقالباً.
+
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-يعني أيه حلوة قلباً وقالباً ؟
+
ردت ببساطة:
-يعني كشكل حلوة وكروح حلوة نضيفها هي صفا وصافية من جوه.
+
أومأ بتفهم وقال:
-تمام.
❈-❈-❈
مر الوقت وجاء موعد الغداء خرج ياسين إلي الحديقة بمساعدة أمير جلس علي مقعد وجلس أمير في المقعد المقابل لهم، اقتربت صفا من الطاولة ووضعت فوقها صينية الطعام المرتص فوقها الطعام.
+
وضعت طبق ياسين أمامه ووضعت الشوكة في يده وتحدثت بحنان:
-الطبق جنب إيدك اليمين وكوباية العصير جنب إيدك الشمال هي وكوباية المياه محتاج حاجة تاني ؟
+
تبسم ممتناً وقال:
-لأ منحرمش منك تسلم ايدك.
+
تحدث أمير بمرح:
-تسلم إيدك والله يا صفا الأكل تحفة.
+
ردت ببساطة:
-العفو بعد إذنكم.
+
غادرت صفا بينما امتعض وجه ياسين وصاح موبخاً:
-أيه صفا دي يا حيوان ؟
+
تسأل بحيرة:
-هي مش إسمها صفا؟
+
أجاب بغيرة:
-قولها يا أنسة.
+
تبسم أمير بمشاكسة:
-أوعي هو الباشا طب.
+
تهرب ياسين من الحوار وتحدث مبرراً:
-طب أيه يا حيوان أنت أنا بس عشان هي مضايقة.
+
رمقه ساخراً وعقب:
-بجد مضايقة بس أنا مش شايف أنها مضايقة.
+
رغم أنه كان يمزح لكن وقع الكلمات علي أذنه كان جارحاً، مما جعل أمير يهتف معتذراً:
-أنا والله ما أقصد يا ياسين أنا بهزر معاك.
+
أومأ بهدوء وقال:
-محصلش حاجة طمني أخبار الشغل أيه ؟
+
رد بعملية:
-تمام الشغل كويس ومستنيك ترجع مكانك من تاني
+
تسأل ياسين باهتمام:
-لسه بردوا مُصر علي موضوع شركة خاصة بيك؟
+
أومأ أمير وقال:
-أيوة بس أنا موقف كل حاجة لوقت ما أنت ترجع بالسلامة وتستلم كل حاجة.
+
تسأل ياسين بأمل:
-تفتكر هرجع أشوف تاني؟ ولا ده أمل أحنا بنتعلق فيه؟
+
تبسم أمير بهدوء وأجاب:
-بإذن الله هترجع تشوف أنا متعشم في ربنا خير بإذن الله سيبها علي الله يا صاحبي.
+
تنهد بقلة حيلة وقال:
-ونعم بالله.
❈-❈-❈
توالت الأيام وعلاقة ياسين بصفا تطورت عن ذي قبل كما تحسنت حالته الصحية بالفعل، مر شهرين كاملين أصبح ياسين شخص آخر عن ياسين القديم الجميع لاحظ تغيره أصبح شخص مفعم بالحيوية والنشاط يبتسم دائماً علي غير عادته.
+
في أحد الأيام كان يجلس ياسين يحتسي قهوته بينما صفا تتحرك ذهاباً وإياباً في الشرفة، مما جعل ياسين يتساءل بإنزعاج:
-يا بنتي أقعدي صوت جزمتك مزعج.
+
توقفت أمامها وهتفت معتذرة:
-أسفة معلش بس بفكر في حاجة.
+
تسأل بحيرة:
-بتفكري في أيه ؟
+
ردت ببساطة:
-هعمل غداء ليك أيه النهاردة.
+
أتسعت مقلتيه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:
-يا سلام الحيرة دي كلها عشان هتغدا أيه ؟
1
أومأت بإيجاب وقالت:
-أيوة.
+
تبسم ضاحكاً وعقب:
-يا ستي أي حاجة من إيدك هأكلها لا تقلقي يعني.
+
لمع في ذهنها فكرة فتسالت بفضول:
-أي حاجة أي حاجة ؟
+
تعجب من سؤالها وتسأل بحيرة:
-رغم أني مش مرتاح ليكي بس هأكل علي ذوقك مفيش مشكلة.
+
صقفت بحماس وقالت:
-حلو أوي يبقي حضرتك تاخد علاجك والحقنه ونروح عند أبو طارق.
+
تسأل باهتمام:
-مين أبو طارق ؟
+
ردت ببساطة:
-أبو طارق بتاع الكشري أيه رأيك؟
+
صمت قليلاً مفكراً وأضاف متسائلاً:
-هو أنا أسمع عنك بس أنتِ جربتيه هو نضيف يعني؟
+
تبسمت بهدوء وقالت:
-أطمئن هجهز الحقنة عشان تاخدها ونمشي.
+
تنهد بسأم وقال:
-لازم الحقن أيدي بقت توجعني.
+
أغمضت عيناها بحزن وهتفت بحنان:
-معلش الحقن دي لازم تتاخد وريد لو ينفع تتاخد عضل كنت هشوف ممرض يديها ليك.
+
تسأل بحذر:
-وأنتِ مش بتدي حقن عضل لحد؟
+
ردت بهدوء:
-بدي بس بستان بس أو أطفال لكن رجالة لأ.
+
تنهد بإرتياح وقال:
-تمام ريحتي قلبي.
+
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-ليه مش فاهمة؟
+
تهرب من سؤالها وتحدث بهدوء:
-متخديش في بالك يلا هاتي الحقنة عشان نمشي .
+
أومأت بإيجاب وقالت:
-حاضر.
❈-❈-❈
بعد مرور ساعة كان يجلس ياسين وصفا في مطعم "أبو طارق" في انتظار حضور الطعام.
+
وصل النادل ووضع الأطباق وغادر، نظرت صفا إلي الأطباق وتوجهت بنظراتها إلي ياسين وسألت باهتمام:
-بتحب تأكله بشطة ولا دقه ؟
+
مط شفتيه بحيرة وقال:
-مجربتش الكشري من الأساس ولا مرة بحسه عك.
+
اتسعت مقتليها بحيرة وتسألت:
-طالما شايف أنه عك ليه وافقت وجينا هنا؟
+
رد ببساطة:
-طالما أنتِ بتحبيه ونفسك تأكليه حبيت أشاركك حاجة بتحبيها المهم أيه بقي الشطة وايه الدقة وأنتِ بتحبي تأكلي أزاي؟
+
استطردت بإيضاح:
-بصي يا سيدي الشطة بتبقي شطة زيت وحراقة جدااااااااااااا أما الدقة بتبقي مكونة من خل وتوم وشطة بتبقي اخف شوية أنا بقي يا سيدي بحب أكلها بشطة الزيت.
+
صمت قليلاً وأجاب:
-خلاص هأكل زيك
+
رمقته بتردد وهتفت بتوتر:
-حاضر بس مش هكتر ليك بردوا.
+
حرك رأسه بإيجاب:
-ماشي تمام.
+
أخذت طبقه ووضعت الصلصة أولاً ووضعت التقلية ثم وضعت القليل من الشطة وبدأت بتقليبه جيداً ثم وضعت الطبق أمامه ووضعت الملعقة بين يديه، وتحدثت باهتمام:
-الطبق قدامك بالظبط أطمئن أحنا في ترابيزة جانبية وأنت ضهرك للناس ووشك ليا.
+
تنهد بإرتياح ورد ممتناً:
-شكراً يا صفا.
+
رمقته بعتاب وقالت:
-شكراً علي أيه؟ أنا معملتش حاجة أصلاً دوق يلا وقولي رأيك.
+
تبسم بهدوء وحرك يده يتحسس الطبق حتي وصل إلي مبتغاها ووضع الملعقة بحذر داخل الطبق وبعدها رفع محتواها إلي فمه وبدأ يلوكه داخل فمه بتلذذ.
+
كانت تتأمله بعينين تفيضان عشقاً كم تتمني أن يبصر ويراها، ويشعر بمدي عشقها له ويعيشوا هذه الأوقات بسعادة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
+
فاقت من شرودها علي صوته فتسألت باهتمام:
-بتقول أيه ؟
+
رد بتلذذ:
-تحفة أوي الكشري ده.
+
تبسمت بحب:
-ألف هنا علي قلبك.
+
بدأت تعد طبقها هي الآخري وتأكله بشهية رغم أن في الواقع أكلتها ضعيفة ولكن منذ أن رأته أصبحت شهيتها مفتوحة.
+
بعد فترة عاد ياسين بظهره إلي الخلف مستنداً علي ظهر المقعد ووضع يده علي بطنه بتخمة:
-حرام عليكي يا صفا الفورمة إلي عملتها في سنين أنتِ هتضيعيها في شهور.
+
مازحته قائلة:
-الحق عليا عشان عايزاك تبقي راجل مصري أصيل ؟
+
تسأل بحيرة:
-مش فاهم يعني أيه راجل مصري أصيل؟
+
تبسمت بإتساع وتداركت قائلة:
-يعني تبقي راجل بكرش وعلي رأي المثل إلي ملوش كرش ميسواش قرش.
+
أتسعت حدقتي عينه بغيظ وقال:
-بقي كده يا صفا عايزاني أبقي بكرش ؟
+
تبسمت ضاحكة:
-هههههههههه هيبقي شكلك مسخرة الصراحة.
+
رمقها شذراً ووضع يده في جيبه وأخرج محفظته ومد يده لها:
-أتفضلي طلعي فلوس وحاسبي عشان نمشي.
+
رفضت بحرج:
-لأ أنا إلي عزماك.
+
تحدث بحزم:
-المرة إلي فاتت عدتها المرة دي لأ اتفضلي ياريت زي ما بسمع كلامك تسمعي كلامي.
+
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر.
+
آخذت منه حافظة النقود بيد مرتعشة وسحبت منها ورقة من فئة المئة جنيه:
-أتفضل أخدت ١٠٠ج هو الطبقين ب٨٠ج هيبقي باقي ٢٠ج.
+
اخذ منها المحفظة وتمتم ضاحكاً:
-سبيها بقشيش للجرسون تعرفي أن أقل عزومة ليا بصرف فيها ١٠الاف جنيه؟
+
رد ببساطة:
-١٠الاف دول مرتبي في شهرين علي فكرة الأكل مش بسعره ولا بمكانه الأكل بالصحبة حلوة.
+
تبسم بشرود وقال:
-عندك حق
+
نهضت وهي تقول:
-طيب يلا عشان نمشي هنحاسب الكاشير تحب نروح؟
+
أجاب مستفهماً:
-أنتِ حابة نروح؟
+
حركت رأسها نافية وردت بحماس:
-لأ أيه رأيك نتمشي علي الكورنيش ونأكل تين شوكي ودرة مشوي؟
+
تبسم بهدوء وقال:
-طالما أنتِ حابة كده مفيش مشكلة.
+
صقفت بحماس وقالت:
-أشطا يلا بينا علي مارينا.
❈-❈-❈
في وقت غروب الشمس علي كورنيش النيل يجتمع كل زوجين وحبيبين يتأملوا منظر الغروب وعي إحدي المقاعد المعدنية كان يجلس ياسين وصفا وبيد كل منهم واحدة من الذرة المشوي يتناولوا بنهم ولكن ليس لطعمها الجيد فحسب لكن الصحبة هي من تعطي للطعام نكهة ومذاق مختلف.
+
داعبت نسمات الهواء وجه ياسين فأنعشته وتحدث براحة:
-الجو حلو ياريت كنت بشوف عشان أقدر أشوف إلي حواليا.
+
تألم قلبها لأجله وهتفت بمؤازرة لحاله ولنفسها هي الآخري فمهمتها أوشكت علي النهاية وستتركه وترحل ولكن يا أسفاه سترحل تاركة قلبها يعشقه حد النخاع:
-بإذن الله هتعمل العملية وهترجع تشوف تاني وتخرج وتعيش الأيام الحلوة دي تاني .
+
تغاضي عن جملتها وركز في كلمة واحدة دبت الذعر داخل قلبه فتسأل بحيرة:
-أعيشها؟ ليه مقولتيش نعيشها ؟
+
إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-أنا وجودي معاك وقتي ومجرد ما تعمل العملية يبقي كده مهمتي إنتهت…
+
يتبع….