رواية تائهة في قلب اعمي الفصل العاشر 10 بقلم زينب القاضي
"ليس كل من يبتسم في وجهك يحبك أنت لا تعلم ما يخفيه خلف تلك الابتسامة "
+
انقبض قلبه وتسأل بخلع:
-أنتِ هتسبيني ؟
+
تنهدت بحزن وقالت:
-أيوة طبيعي وقت ما تخف لازم أسيبك مش هتبقي محتاج ليا خلاص.
+
"يبقي مش عايز أخف عايزك جنبي دايما يا صفا"
نطقها ياسين بتلقائية، فرمقته هي بعتاب وقالت:
-أيه إلي بتقوله ده بس بعد الشر عنك بإذن الله تخف وترجع بالسلامة يارب.
+
غام الحزن علي قلب الآخر وتحدث بمرارة:
-بس أنتِ مش هتبقي في حياتي هكمل أزاي من غيرك ؟ صفا أنا أتعودت علي وجودي جنبك خلاص يومي مش بيكمل غير بيكي.
+
تجمعت الدموع داخل مقلتيها وهتفت بحزن:
-المهم أنت تبقي بخير وبس وبإذن نقدر نتقابل ونشوف بعض دايما.
+
قطع حديثهم رنين هاتفها، أخرجته من حقيبتها ونظر الي الشاشة بتوتر، تسأل بحيرة:
-مش بتردي ليه ؟ مين بيتكلم ؟
+
أجابت بهدوء:
-ده دكتور عصام.
+
امتعض وجهه وتحدث بغيرة:
-وعايز أيه دكتور عصام ده كمان منك ؟. وبيتصل بيكي ليه من الأساس ؟
+
تعجبت من حديثه وتحدثت بهدوء وقالت:
-طبيعي يتصل بيا وأكيد عشان يطمئن علي حالتك.
+
تجاهل ما قالته وتحدث بحدة:
-وهيفضل يرن كده ما تردي عليه.
+
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر.
+
ضغط علي علامة الرد ووضعت الهاتف علي أذنها:
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته الحمد لله أخبار حضرتك أيه ؟ ياسين باشا كويس أيوة خلاص تمام بإذن الله سلام عليكم.
+
أغلقت الهاتف ووضعته بحقيبتها، بينما تسأل هو بغيرة:
-هو عايز أيه ؟
+
ردت بهدوء:
-كان بيسأل عن حاجة في الشغل.
+
زفر بضيق وقال:
-تمام.
+
تسألت باهتمام:
-تحب نروح بقي الوقت أتأخر.
+
أومأ بإيجاب:
-رغم أن الجو حلو بس عندك حق الوقت اتأخر خلينا نروح.
❈-❈-❈
نهضت بهدوء، وكذلك نهض هو الآخر قامت بمساعدته حتي أستقل السيارة واتجهت هي إلي الباب الآخر وأستقلت إلي جواره.
+
تحدث ياسين إلي السائق:
-هنوصل أنسة صفا الآول لبيتها.
+
اعترضت صفا علي الفور:
-لأ لأ مفيش داعي أنا هروح بتاكسي.
+
تجاهل رفضها وتحدث بحزم:
-قولي العنوان للسواق يلا.
+
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر.
+
أملت السائق العنوان، ولآول مرة يحاول ياسين أن يكتشف صفا فتسأل باهتمام:
-أنتِ ليكي أخوات يا صفا ؟
+
حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:
-لأ أنا بنت وحيدة بس والدي أتوفي وأنا صغيرة ووالدتي رفضت تتجوز وفضلت جنبي تربيني.
+
تبسم بإعجاب:
-ربنا يخليها ليكي يارب.
+
أمنت علي دعائه:
-يارب.
+
استفسر بفضول :
-عندك كام سنة يا صفا ؟
+
ردت ببساطة:
-٢٨ سنة.
+
تبسم بهدوء وقال:
-العمر كله يا صفا.
+
صمت قليلاً وتسأل باهتمام:
-ه أنتِ ارتبطي قبل كده يا صفا ؟
+
حركت رأسها نافية وهتفت مبتسمة:
-لأ مرتبطش قبل كده .
+
تحدث بعفوية:
-وهي الرجالة اتعمت؟!
+
تبمست بخجل وقالت:
-لأ الرجالة متعمتش ولا حاجة مش يمكن أنا إلي وحشة ؟
+
حرك رأسه نافياً وأجاب بتلقائية:
-لأ طبعاً أنتِ مش وحشة أنتِ حلوة من بره وجوه ماما قالت كده.
+
ضيقت عيناها بتركيز وتسألت:
-هو أنت سألت ماما عن شكلي ليه ؟ يهمك تعرف ؟
+
تبسم بحب وأردف بصدق:
-الشكل مش مقياس بس أنتِ حلوة جداً من جوه.
+
ردت ممتنة:
-شكراً ليك على كلامك الحلو ده شهادة أعتز بيها.
+
رد بهدوء:
-ده مش كلام وبس لأ ده وصف.
+
قطع حديثهم توقف السائق، مما جعل ياسين يتسأل بحيرة:
-وقفت ليه ؟
+
ردت صفا مبتسمة:
-عشان أحنا وصلنا خلاص.
+
امتعض وجهه بضيق وقال:
-بالسرعة دي .
+
تبسمت بهدوء وقالت:
-مش سرعة ولا حاجة أحنا بقالنا ساعة إلا ربع علي فكرة بس الوقت الحلو بيعدي بسرعة يلا محتاج حاجة ؟
+
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ سلامتك.
+
هبطت من السيارة، وبعدها تحرك السائق متجهاً إلي فيلا أحمد المحمدي مرة آخري.
❈-❈-❈
صعدت الدرج بخفة وفتحت باب الشقة ودلفت وجدت والدتها تقف في انتظارها.
+
جعدت جبينها وتسألت بقلق:
-خير يا ماما حضرتك واقفة كده ليه ؟
+
تجاهلت والدتها سؤالها وتسألت بحدة:
-عربية مين الي نزلتي منها يا صفا ؟
+
ابتلعت ريقها بتوتر وردت:
-دي ياسين .
+
قطبت الأخري جبينها بحيرة وتسألت:
-ايه ده هو سائق إزاي مش هو مش بيشوف ؟
+
ردت بهدوء:
-السواق إلي سايق.
+
تنهدت والدتها بضيق وقالت:
-ماشي يا صفا ممنوع تخرجي معاه تاني سامعة ولا لأ من أمتي وأحنا بنركب عربيات ناس غرب يا صفا؟ ولا شرع ولا دين يرضوا بكده يا بنتي.
+
تنهدت بحزن وقالت:
-حاضر يا أمي أوعدك مش هيحصل تاني.
+
تبسمت والدتها بحنان وقالت:
-ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويحفظك يارب.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي ذهبت صفا إلي المشفي بناء على طلب رئيسها رحب بها وجلست يتحدثون سويا إلي أن عاجلها بسؤال جعل وجهها يمتعض.
+
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-قصد حضرتك أيه يا دكتور ؟
+
تنهد بقلة حيلة وقال:
-قصدي يا دكتورة المريض تحسن بالفعل ونفسيته افضل أنتي كده مهمتك خلصت وأرجعي مكانك وظيفتك معاه انتهت أنا بقالي شهر مستني منك تنسحبي لكن منسحبتيش وجب عليا أنبهك يا بنتي.
+
تنهدت بحزن وقالت:
-حاضر يا دكتور إلي حضرتك شايفه .
+
تحدث بحنان:
-صفا أنا مش بس مدير ربنا يعلم معزتك عندي إزاي أنا بعتبرك وخايف عليكي يا بنتي.
+
تبسمت ممتنة وعقبت:
-شكراً لحضرتك أنا مش عارفة أقول لحضرتك أيه.
+
رد بهدوء:
-متقوليش أي حاجة خدي بالك من نفسك بس يا صفا.
+
أومأت بإيجاب:
-حاضر يا دكتور بعد إذن حضرتك.
+
رد بإختصار:
-أتفضلي يا بنتي.
+
نهضت وغادرت أسفل نظراته الحزينة وتمتم بشرود:
-شكي طلع في محله وحبتيه يا صفا.
❈-❈-❈
حاولت والدته معه لكنه تجاهل حديثها وتسأل:
-هي فين يا ماما حاولي تتصلي بيها؟
+
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-يا حبيبي تليفونها مغلق والله افطر أنت بس وخد علاجك لغاية ما تيجي.
+
إمتعض وجهه وتحدث مستنكراً:
-لأ مش هاكل وشوفي أمير يدور عليها أكيد حاجة حصلت ليها هي مش بتتأخر عليا كده .
+
قطع حديثهم طرق علي باب الغرفة ودخول صفا بلهفة:
-سلام عليكم ورحمه الله.
+
تنهد براحة ما أن إستمع إلي صوتها العذب ولكن تجاهل سلامها وتحدث بعصبية:
-أتأخرتي كده ليه ؟ كنتي فين وتليفونك مقفول ليه ؟
+
تحدثت والدته بإحراج:
-إهدي يا ياسين مش كده.
+
تجاهل حديث والدته وصاح بها:
-كنتي فين ؟
+
أجفلها صوته وتحدثت بإحراج:
-أنا كنت في المستشفى .
+
إنقبض قلبه وتسأل بلهفة:
-في المستشفى ليه ؟ أنتي تعبانة ؟
+
تنهدت بأسف وقالت:
-لأ هما طالبني في المستشفى حضرتك خلاص خفيت ومبقتش في حاجة ليا وكمان عملية أتحددت بعد شهر والمفروض تسافر في أقرب وقت يعني وجودي هنا مبقاش مهم.
+
-هتبعدي عني وتسبيني يا صفا ؟
نطقها بآلم.
+
إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-غصب عني مبقاش في داعي لممرضة حضرتك مبقتي في حاجة ليا هفضل بصفتي أيه ؟
+
-بصفتك مراتي أنا بحبك يا صفا تتجوزيني؟
نطقها بلهفة وشوق.
+
صدمت وتبادلت النظرات هو ووالدته وظلت صامته مما جعله يبتسم بمرارة:
-عندك حق تسكتي وترفضي هتتجوزي واحد أعمي.
+
تطلعت له بغيظ وقالت:
-قولت ميت مرة أنت مش عاجز ومتحاولش تقلل من نفسك سكوتي مش رد أنا بس انصدمت.
+
ابتسم بأمل وقال:
-يعني موافقة ؟ بصي خليكي جنبي ولما أسافر اعمل العميلة لو خفيت ورجعت أشوف نتجوز.
+
صمت قليلاً وتحدث بخزي:
-لو فضلت زي ما أنا شوفي حالك يا صفا.
+
رمقته معاتبة وقالت:
-أنا موافقة اتجوزك بس بشرط.
+
انتبه لها وتسأل:
-شرط أيه أؤمري ؟
+
ردت بهدوء:
-هنتجوز قبل ما تعمل العملية سواء فتحت أو فضلت زي ما أنت مش فارق معايا غير أكون جنبك وبس .
+
ظن أن يتوهم أو ما يستمع له غير حقيقي فسألها بحذر شديد:
-أنتي بتقولي ايه ؟
+
ابتسمت بهدوء وقالت:
-بقول موافقة أتجوزك قبل ما تعمل العملية أصلا أنا حبيتك كده وراضية بيك كده.
+
يا الله كما كان حديثها كالبلسم علي قلبه جعله يشعر برجولته ويزهو بنفسه لكن تغاضي عن ذلك سريعاً وتحدث محذراً:
-يعني لو مرجعتش أشوف مش هتطلبي الطلاق ؟
+
هزت رأسها نافية وعقبت:
-عمري ما هطلبه يا ياسين.
+
أتسعت عينيه مردداً إسمه:
-ياسين ؟ آول مرة تنطقي أسمي يا صفا أتمنيت أسمعه منك الفترة إلي فاتت .
+
عضت علي شفتيها بخجل وهتفت:
-كل حاجة بوقتها.
+
شعرت سلوي بالحرج وأنا لا داعي لوجودها نهضت مستئذنة وهي تضم ولدها بحب:
-مبروك يا حبيبي ألف مبروك ربنا يجعلها جوازة الضهر.
+
ابتسم بحب وقال:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي بلغي بابا عشان هنروح تخطب صفا بكره.
+
ابتعدت والدته وهي تبلع ريقها بتوجس فهي علي يقين أن والده لن يصمت ويدع الأمر يمر مرور الكرام من المؤكد.
+
اتجهت إلى صفا وضمتها بحب:
-مبروك يا حبيبتي.
+
ردت صفا بخجل:
-الله يبارك في حضرتك.
+
غادرت سلوي وتركتهم بمفردهم ابتسم بفرح وقال:
-أحكيلي عنك بقي يا صفا أنتي ليكي أخوات والدك والدتك شغالين أيه حياتك أيه ويا تري أنا أول واحد فيها ولا لا ؟
+
جلست علي المقعد وتحدثت بهدوء:
-أنا مليش أخوات يا سيدي وحيدة زيك بالظبط والدي كان محاسب بس اتوفي وأنا عندي سنتين مليش غير ماما وبس كانت شغالة ممرضة ورفضت تتجوز وتجيب ليا زوج اب بس يا سيدي.
+
أشفق عليها وتسأل:
-ما ردتيش علي سؤالي ؟ أنا آول واحد في حياتك ولا فيه غيري ؟
+
ابتسمت بخجل وهتفت:
-أنت آول حب في حياتي يا ياسين آول راجل أفتح ليه قلبي أتمني تكون أدها ومتكسرش قلبي يوم من الأيام.
+
تحدث بثقة:
-أوعدك إنك هتكوني أسعد واحدة في الدنيا يا صفا قلبي.
+
عجبها اللقب وتسألت:
-صفا قلبك ؟ أنت بتحبني بجد ؟
+
صمتت قليلاً وتسألت:
-طيب مدام فريدة ؟
+
إمتعض وجهه عند ذكر إسم زوجته السابقة فتحدث بإختصار:
-فريدة صفحة من حياتي وأتقفلت أتمني إنك تنسيها وتقفلي صفحتها أنتي كمان أظن لو كنت بحبها من الأساس مكنتش هحبك يا صفا ؟ القلب مش بيدق غير مرة واحدة وبس .
❈-❈-❈
انتفض من مكانه وهو يستمع إلي ما تقوله زوجته ظل ينظر لها كثيرا إلي أن صاح بجنون:
-نعم نعم إبنك أتجنن عايز يتجوز حتة ممرضة ؟
+
تنهدت بضيق وقالت:
-آولا هي مش ممرضة وأنا وأنت عارفين ده كويس وبعدين مالها ؟ بنت زي القمر أدب وأخلاق ؟
+
إبتسم ساخراً وعقب:
-وفين الحاسب والنسب أنتي ناسية إبنك كان متجوز مين ؟ عايزاه يتجوز دي بعدها دي تبقي فضيحة.
+
رمقته بإستياء وقالت:
-والله وهي فين مراته دي ؟ أطلقت وسابته في حالته دي ؟ صفا إلي مش عجباك موافقة تتجوز ابنك قبل العملية مش فارق معاها يشوف أو لأ .
+
إبتسم ساخراً وعقب:
-عشان فلوسه.
+
زفرت بحنق وقالت:
-فلوسه البنت كوباية الميا مش بتشربها هنا العربية بترقص توصلها عينها مليانة وبتحب إبنك بجد.
+
إبتلعت غصة مريرة بحلقها وأسترسلت بآلم:
-أنت عارف أن ممكن ياسين ميشوفش تاني خالص لو العملية فشلت وهيفضل طول عمره عاجز بعد ما أنا وأنت هنموت هنسيبه لوحده في الدنيا ؟ من غير زوجه ولا طفل ؟ صفا مناسبة صدقني.
+
لمعت في ذهنه خطة ماكرة فحديثها صحيح حسنا سيوافق علي الزيجة:
-موافق بس علي شرط هقوله ليهم ووافقوا كان بها موفقوش يبقي فركش.
❈-❈-❈
في شقة والدة صفا يجلس أحمد علي أحد المقاعد يتطلع حوله إلي الشقة بإحتقار بينما زوجته تجلس جواره ترمقه بضيق التفت إلي والدة صفا وتحدثت بلطف:
-أيه رايك يا حجة مسمعناش رأيك ؟
+
تطلعت إلي ياسين بحنان وهي علي يقين أن إبنتها تعشقه حد النخاع بالفعل وهذا ما صارحتها به لكن ما يقلقها هو نظرات والده أخذت نفس عميق وقالت:
-علي خيرة الله .
+
ابتسم ياسين بفرحة وقال:
-نقرأ الفاتحة وكتب الكتاب آخر الأسبوع.
+
تحدث أحمد بحزم:
-هنقرا طبعاً يا حبيبي بس هيبقي كتب كتاب بس يقتصر علينا أحنا.
+
انتبه الجميع له وتسألت والدة صفا بحيرة:
-ليه يا باشا مش فاهمة ؟ أنا وافقت علي السرعة دي عشان صفا عايزة تبقي جنب جوزها في محنته لكن دي بنتي الوحيدة وفرحتي لازم أعمل ليها فرح أفرح بيها.
+
ابتسم احمد بمكر وقال:
-أنا فاهم ده ومن حق حضرتك طبعاً بس تفتكري الفرح هيبقي أزاي وياسين ظروفه كده ؟ أنا مش هقدر أتحمل أشوف كسرة نفس أبني أو كسرته قدام حد.
+
لاحظت تغير معالم وجهه ياسين إلي الحزن فتدخلت في الحديث:
-ماما أنا أصلاً مش عايزة فرح كفاية فرحتي أنا وياسين ببعض وفرحتنا بيكم أيه لازمة فرح كبير وأحنا مش فرحانين.
+
ابتسم بإمتنان وقال:
-وأنا اوعدك يا صفا لما اقوم بالسلامة هعمل ليكي أكبر فرح في مصر كلها.
+
داعبته بمرح :
-لأ يا عم أرجعلي أنت بالسلامة وبس.
+
تنهدت والدتها بحزن وقالت:
-زي ما تحبي يا بنتي.
+
تمت قراءة الفاتحة والإتفاق علي كتب الكتاب في نهاية الأسبوع.
❈-❈-❈
مضت الأيام علي قدم وساق ياسين طلب تجهيز جناح آخر ليمكث به هو وعروسه وتم هذا بمساعدة والدته وأمير لكن والده كان بعيداً كل البعد فهو مازال عازفاً عن تلك الزيجة.
أما صفا فهي تقوم بشراء ما يلزمها بمعاونة والدتها وصديقتيها نور ومروة.
وها قد جاء اليوم المنتظر يوم كتب الكتاب كان في منزل صفا وكان مقتصر علي ياسين ووالديه وأمير والمأذون وشاهد آخر ووالدة صفا وصديقتها ودكتور عصام الذي دعته كي يكون وكيلها لم ترتدي فستان زفاف إكتفت بفستان هادئ من اللون الأوف وايت وحجاب يماثله من نفس اللون.
فور أن تم عقد القران نهض ياسين بلهفة وهو يبحث عنها اقتربت منه بخجل شديد ضمها بحب وهو يقبل رأسها هامسا بحب:
-بحبك يا صفا القلب.
+
علي الطرف الآخر يقف أمير جوار نور ويتحدث بمكر:
-عقابلنا.
+
إرتبكت من حديثه وقالت:
-ها عقابلنا ازاي ؟
+
إبتسم بخفة وعقب ببراءة مزيفة:
-قصدي لما أنتي تتجوزي وأنا كمان وان شاء الله يكون في يوم واحد.
+
رمقته بحيرة ولم تتحدث.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد تململت في نومها وهي تشعر بلمسات حانية تداعب وجها فتحت عيناها بخجل وهي تجد وجه زوجها قريب منها ويضع يده فوق وجهها ويحركها ببطئ وهو يصوب كامل تركيزه عليه.
+
إبتسمت بحب وقالت:
-بتعمل أيه في وشي؟
+
أتسعت إبتسامته وهو يقول:
-صباح الخير يا حبيبي بصراحة نفسي أشوفك بحاول أحسس علي وشك عشان أعرف ملامحك.
+
إعتدلت وجلست جواره وتحدثت بدلال:
-لو طلعت وحشة هطلقني.
+
-إطلاقا لا طبعا أنا ما صدقت لقيتك.
نطقها بعفوية.
+
ابتسمت بخجل وهتفت:
-ماشي يا سيدي طيب ايه رايك بقي شكلي حلو ولا وحش ؟
+
ابتسم بخفة وعقب:
-أنتي قمر من غير حاجة يا قلبي أنتي ملامح وشك صغننة أوي وبخدود شوية ووشك مدور صح ولا غلط ؟
+
اتسعت عيناها بصدمة:
-صح فعلاً ؟
+
تنهد بحزن وقال:
-نفسي أشوفك أوي يا صفا وأفضل أبص في وشك لحد ما أحفر ملامحك جوه قلبي .
+
قبلت يده بحب وقالت:
-ان شاء الله يا حبيبي تفتح أنا واثقة من ده.
+
ضمها بحب إلي أحضانه بقوة وقال:
-يارب يا حبيبتي يارب.
+
امتعض وجهها بحزن وقالت:
-هتسافر الأسبوع الجاي خلاص وتبعد عني.
+
ربت علي ظهرها بحنان وقال :
-لو كان معاكي باسبور يا قلبي كنت أخدتك معايا لكن ده هيحتاج وقت وأنا عايز اعمل العملية النهاردة قبل بكره نفسي أشوفك يا صفا .
+
أسندت راسها علي صدره وهو يضمها بقوة وبداخلها تتمني أن يعود مبصرا ليس من أجلها بل من أجله هو فقط .
+
يتبع……
الحادي عشر من هنا