رواية خلخال الفصل السابع 7 بقلم هدير السيد
الفصل السابع
نظر لها بقلق وهتف : خير يا مها فى حاجه حصلت !
مها ناظرة لمن حولها بتوتر : م ممكن نتكلم لوحدنا بعد إذنك
ربتت فاطمه على كتفها بحنان : بس متمشيش هنتعشي سوا
مها : معلش يا طنط مره تانيه علشان متأخرش
فاطمه بعتاب : وهو انا هسيبك تمشي لوحدك متقلقيش باسم وهاجر هيوصلوكى
إبتسمت لها مها فأشارت لهاجر برأسها لتتبعها
هاجر بمرحها المعتاد : متتأخروش علشان نلحق نقعد مع بعض شويه .. إبتسمت لها مها فبادلتها الإبتسام وانصرفت لاحقه بأمها ...
باسم بتساؤل : فى إيه ؟
مها بتوتر : ه هو انت عملت إيه مع ماهر
باسم واضعاً يده فى جيب بنطاله بسخريه : اااه هو ده الى جايه تسألى عنه .. كان ممكن تسألى بالتليفون على فكره بدال ما تتعبى نفسك
مها بضيق : انا آسفه وهمت بالإنصراف فامسك معصمها
باسم برفق : معلش يا مها اليوم كان مضغوط شويه أقعدى فهمينى عاوزة إيه
جلست مها وجلس مقابلاً لها
مها فاركه يدها بتوتر : ع عاوزاك تقنعه يتجوزنى
باسم بانفعال : انتى اتجننتى ! أقنع مين ده كلب وحتى لو إتجوزك انتى فاكره هتعيشى سعيده ده هيكرهك فى عيشتك لانه اتغصب على جوازك ثم مسح وجهه بيده واضاف برفق : إستهدى بالله يا مها وفكرى بعقل
مها وقد ترقرقت الدموع فى عينيها : جدو عاوزنى اروح البلد بكره مع ماما وندى وانا سمعت ماما وأبيه محمد بيتكلموا و و ثم صمتت مبتلعه ريقها وأردفت : وعرفت انه ناوى يجوزنى إبن عمى
هب باسم واقفاً وهتف بذهول : بالسرعه دى
نظرت له مها بشك : إنت كنت عارف
أومأ باسم بضيق وأردف : أيوة بس محمد قالى انه هيأجلها لبعد ما تخلصى
مها بأسي : أهو جدو مصمم ومحمد وماما مش هيقدروا يعارضوه
باسم متخللاً شعيراته القصيره بأنامله بضيق جلى : والعمل
مها ببكاء : مش عارفه انا فكرت انك تخليه يتجوزنى .. ثم رفعت عيناها الباكيتان إليه : انت عارف لو عرفوا إنى .. إنى مش ب بنت هيموتونى انا حتى معييش ورقه جوازى العرفى
باسم وقد رق لحالها : خلاص اهدى وسيبيها لله هنلاقيلها حل
مها بتساؤل : هعمل عمليه ؟
باسم بانفعال : لا طبعاً ده إسمه غش
مها بيأس : أمال هنعمل إيه بس !
باسم متحركاً جهه باب الغرفه : سيبيها لله تعالى نطلعلهم علشان ميستغربوش تأخيرنا وانا هشوف حل بأمر الله متخافيش
أومأت مها باستسلام ونهضت تابعة له
------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى فى الشركه
أنهى محمد اتصاله مع باسم وجلس شارداً يطرق بقلمه على مكتبه
طرق باسم الباب ودلف ناظراً لصديقه باستفسار : خير فى إيه انت هتصدعنى انا عارف ثم أضاف مازحاً وهو يجلس أمام مكتبه : ياريتنى ما رجعتلك التليفونx
إ
بتسم محمد بهدوء : انا كتب كتابى إنهارده
تلاشت إبتسامه باسم : بالسرعه دى هو فى إيه مالكم كلكوا مستعجلين كده هى الدنيا هتطير
محمد بتساؤل : كلنا مين ؟
باسم بانتباه : ها لا يعنى قصدى انت مستعجل كده ليه !!
محمد بضيق : ندى الى مستعجله مش أنا
باسم ببلاهه : ندى !
أومأ محمد موافقاً : ندى كلمت الحاج علشان تروحله ثم أضاف بأسي : أنا عارف علشان مش هتتحمل تفضل فى البيت يوم جوازى بغيرها ثم طأطأ رأسه وأردف : عندها حق
باسم بإستفهام : طب وليه السرعه ؟
محمد : انا فاهم ندى طول عمرها ماشيه بمبدأ وقوع البلاء ولا إنتظاره
أومأ له باسم بضيق متفهماً ثم إقترب من المكتب مضيفاً بيقين : إنت مش بتحبها يا محمد
زفر محمد بضيق : انا معرفش يعنى إيه حب انت عارف أبويا راجل صعيدى جد معاملته كانت جافه معايا ثم أضاف ساخراً : بحجه انه عاوزنى أطلع راجل يعتمد عليه ولما مات شيلت انا المسئوليه كامله حتى لما فكرت أتجوز جدى إقترح عليا ندى وانا وافقت لانها طيبه وجدعه وعلشان عمى الله يرحمه ثم صمت قليلاً وأردف : بحترمها وبقدرها بس نفسي فى طفل يا باسم انا مش مفترى بس ده حقى
نهض باسم مربتاً على كتف صديقه : خلاص ربنا يقدم الى فيه الخير
محمد برجاء : هتيجى بليل !
باسم بابتسامه : هو انا ينفع اسيبك فى يوم زى ده بردو
بادله محمد الإبتسام : ده العشم يا صاحبى
------------------------------------------------
أدخل
دلفت فتاه فى العقد الثانى بهدوء متسائله : حضرتك استاذه حلا خطيبه أستاذ يوسف فهمى المحامى
إبتسمت لها حلا واومأت بإدراك : انتى مدام هند صح
هند بابتسامه : صح
حلا مشيره للمقعد امام مكتبها : اتفضلى ارتاحى
جلست هند بهدوء فشرعت حلا بالحديث
حلا بعمليه : بصى يا ستى انا صحفيه ولكنى عضو فى منظمه حقوق المرأه كمان فهتلاقى ستات بتيجى عاوزة تقابلنى بنحاول نساعدهم ونحل مشاكلهم ثم أشارت لها : وانتى هتبقي سكرتيرتى
أومأت لها هند بابتسامه فأردفت : وأما بالنسبه لمشكلتك فأنا عرضتها على رئيسه الجمعيه وهنبدأ مع أستاذ يوسف فى إجرائات الخلع
تهللت ملامح هند وهتفت واقفه : بجد !
حلا بإبتسامه واثقه : جد الجد
------------------------------------------------
كانت جالسه بين نساء حارتها تستمع لأحاديثهم الجانبيه المزعجه
إمرأه ١ : ياختى شوفتى البت وقعت واقفه ياعينى على بناتنا هنقول إيه
إمرأه ٢ : اه ياختى مطلقه ولعبت ع الراجل وخدته من مراته
إمرأه ١ : بنات آخر زمن ياختى كويس انها غارت دى كانت بتشاغل مصطفى صاحب القهوة وعاوزة تخطفه من مراته
إمرأه ٢ : يالهوى الحربايه انا كنت بخاف على جوزى منها
تلألأت الدموع فى عينيها ونظرت لندى الجالسه بجانب حماتها بأسي ثم حركت راسها ناحيه أخت زوجها التى لم تبدى أى رد فعل شارده وفقط
ثم حولت رأسها جهه حماتها المستقبليه التى لم تخفى إنزعاجها من فقرهم منذ وطأت قدمها داخل المنزل
قطع شرودها صوت امها : يلا يا عروسه عريسك بره مستنيكى
تحركت بهدوء ناظره لندى التى إنسحب الدم من وجهها وشحبت كالاموات .....
دلفت الى السياره بجانبه دون كلمه وإلتصقت بالباب ناظره للوجوه حولها بصمت تترقب القادم
لم يتحدثا طيله الطريق وعندما وصلا الى الفيلا وجدت سيارتان كبيرتان تنتظران فى حديقه الفيلا
ترجلت من السياره ولمحت ندى وحماتها وإبنتها تركبان إحدى السيارات بينما خرج من الأخرى رجل يرتدى عمامه وجلباب صعيدى مباركاً لزوجها
زوجها !! يا الله لقد توقعت أنها لن تتخلص من لقب المطلقه البغيض ما حيت ثم نظرت للواقف أمامها بضيق .. مجرد وغد آخر ضحى بزوجته بلا ذره ضمير
تنبهت عندما سمعت صوت عجلات السيارات تغادر الفيلا ونظره ندى جهه زوجها وكأنها تشيعه بعينيها الى مثواه الأخير ...
(ليس الموت فقط أن تنتهى حياتك ولكنك قد يموت كل ما بك حياً . يقتات عليك الموت رويداً رويداً ولا تملك الا الإستسلام لمصيرك الذى خطه القدر دون إرده منك . لتصبح مجرد تابع ذليل تركض وحيداً فى أروقه الحرمان )
نظر لها من فوق كتفه وهتف بضيق : هتفضلى واقفه عندك كده كتير ولا ناويه تباتى فى جنينه الفيلا !!
نظرت له بحقد ولم ترد ولكنها تحركت بهدوء مستفز حتى دلفت الى داخل الفيلا
أخذت تنظر حولها بإنبهار لم تغفله عيناه المتابعتان بصمت
تحرك أمامها ناظراً لها دون كلمه وكأنه يقول دون كلمات : إتبعينى
زفرت بضيق وهمست من بين أسنانها : يارب تقع على السلم الى فرحانلى بيه ده تتكسر رقابتك يا بعيد
سمع همهمتها دون إستيعاب فهتف : بتقولى إيه !
ليلى : بكلم نفسي إيه بلاش
نظر لها لأعلى وأسفل باحتقار واكمل طريقه
ادخلها إلى غرفتها وأغلق الباب خلفه أخذت تتلفت حولها بانبهار فقاطعها هاتفاً : أقعدى عاوز أقولك كلمتين
رفعت شفتها بإنزعاج فنظر لها بتفحص وأردف : بصى يا بنت الناس جوازنا له سبب واحد وبس مراتى ندى وانتى بالنسبالى مجرد وعاء تجيبيلى إبنى وبعدها لو عاوزة تطلقى معنديش أى مانع أما لو عاوزة تكملى وتفضلى جنب إبنك لما يجى إن شاء الله فبردو معنديش مانع ثم رفع إصبعه محذراً : وندى ست البيت هنا فاهمه يعنى شغل الضراير والكلام ده ميتعملش معاها ندى بنت عمى قبل ما تكون مراتى هتحترميها برضاكى او غصب عنك انتى حرة ثم اشار لقدمها وأردف : وإيه الإزعاج الى حطاه فى رجلك ده
تشدقت ليلى وهتفت : ده خلخال ماله مش عاجبك !
محمد بإشمئزاز : أه مش عاجبنى ويتقلع الواحد مش ناقص صداع
ليلى بانفعال : لا بص يا سي الأستاذ كلامك الى رصيته ده ولا يفرق معايا الست ندى هشيلها فى عينى مش علشان كلامك الى زى الدبش ده لأ علشان هى ست جدعه وقويه وانا بحترمها ... ثم حركت قدمها مغيظه وهتفت : أما بقي على الخلخال فمش قالعاه والى عندك أعمله
إقترب محمد طاحناً أسنانه رافعاً يده فشمخت برأسها ولم تحرك ساكناً وهتفت بحقد : إضرب مش جديد عليكوا أصلاً كلكوا صنف واحد متتخيروش عن بعض ... ثم إقتربت أكثر منه باستفزار وأردفت : وبردو هعمل الى عاوزاه
قبض محمد أصابعه مستغفراً فى سره ثم أنزل يده وتركها وأنصرف
انهارت كل حصونها الوهميه وهوت على طرف الفراش محاوله كتم شهقاتها عنه لاعنه حظها الذى دوماً ما يوقعها فى اشباه الرجال ....
دلف الى غرفته مع ندى .. أغلق الباب بانفعال وتحرك فى الغرفه جيئه وذهاب كأسد جريح لن ينسي ابداً نظرات ندى الكسيره التى كانت كطعنه فى صميم رجولته كانت وكانها تنعى أياماً قضوها سوياً ، تنعى حبها اليائس له .. ولكنه هكذا رجل لم يخلق للحب ! هكذا صنع منه اباه رحمه الله وهكذا علمه الرجوله ! لعن نفسه وحظه ألف مره لم يشأ جرحها بتلك الطريقه ولكن ما حيلته معها والقدر حرمها الإنجاب . وما حيلته مع نفسه التى تتوق لتتلمس تلك الأنامل الصغيره الهشه . تتوق لعبق الطفوله التى حرم منها . يتمزق قلبه كلما لمح طفلاً ينادى اباه .. تلك الكلمه التى تاقت نفسه لسماعها من بين شفاه ورديه وفم لا يحوى سوى زوج من الأسنان . تلملم مشاعره وتبعثرها مجدداً بفوضويه محببه ...
جلس على حافه فراشه زافراً بضيق لم يعامل إمرأه فى حياته قط بتلك الوضاعه التى عامل بها ليلى ولكن نظرات ندى يستشعرها كخناجر مسمومه تنغز بدنه بلا هواده ..... خلع ملابسه ودلف الى الحمام مزيلاً عنه غبار الذاكره الذى كاد يخنقه ..
