اخر الروايات

رواية خلخال الفصل الثامن 8 بقلم هدير السيد

رواية خلخال الفصل الثامن 8 بقلم هدير السيد



الفصل الثامن

بعينان تغشاهما سحابه من دموع أبى كبريائها أن تذرفها .. جلست فى السياره بعقل غائب .. صامته إلا من عقل يمتلئ بالضجيج .. الألم يعتصر قلبها والوهن والهوان أصبحا ونيساها .. لم تشعر بطول الطريق ولا بنظرات جمالات الجانبيه لها بين الفينه والأخرى .. ولا بمها الغائبه تماما عما يحدث حولها شارده فى مصير حتمى لو علم جدها وأخاها بمصيبتها .....
وصلت السياره الى وجهتها .... ترجل الجميع من السيارة ووقفت السياره الأخرى والتى كانت كنوع من الحراسه الخاصه لهم ..
أقبل عليهم الحاج بلال الصاوى متكئاً على عكازه بهيبته المعهوده مرحباً
ألقت بنفسها فى احضانه وأنهارت كل حصونها بمجرد أن لامست انامله رأسها مربتاً عليها .. ذرفت دموع اليأس والهوان التى حبستها طويلا .. نظرت لها جمالات بإستنكار وهمت بالحديث فأوقفها الحاج بلال بإشاره محذره من يده .. اومأت بطاعه وإصطحبت إبنتها الى الداخل
تابعهم الحاج بلال بنظراته وهو لازال محتضناً تلك الباكيه وهمس برفق : إهدى يا بتى ده جضى ربنا هنجول إيه
شهقت بصوت مرتفع فربت على رأسها وتابع : الى حصول حصول والولد معذور يا بنيتى منيش جادر امنعه ده حجه
ثم قبل قمه رأسها وإصطحبها لداخل القصر
------------------------------------------------
فى الصباح فى فيلا الصاوى
رن هاتفه بإصرار ففتح عينين وزفر بضيق ثم تناوله مجيباً دون النظر للرقم
محمد : أيوة
باسم : ناموسيتك كحلى يا عريس ها نقول مبروك سبع ولا قطه
جلس محمد فاركاً عينيه بنعاس : الناس تقول صباح الخير
باسم ضاحكاً : يبقي قطه يا خيبتها التقيله
محمد بضيق : يا عم اسكت وانت مش فاهم حاجه
باسم : فى حاجه ولا إيه !
زفر محمد وهتف : ندى يا باسم شكلها تعبلى نفسيتى ونظرتها ليا مش عاوزة تروح من بالى انا طول الليل بحاول أنام مفيش . يادوب بعد الفجر صليت ونمت بالعافيه
باسم باستفهام : والعروسه !
محمد ساخراً : نكدت عليها وسيبتها ونمت فى أوضتى أنا وندى
باسم بانفعال : ولما انت صعبان عليك مراتك اتهببت ليه ما قولتلك مليون مره إتبنوا عيل وخلاص وهتكسب فيه ثواب
محمد بنفس الإنفعال : عاوز عيل من صلبى متنساش انى رغم التعليم العالى والتحضر والعيشه فى مصر إلا إنى راجل صعيدى عاوز يبقالى عزوة عاوز لما أموت حد يشيل إسمى ويكمل الى بدأته
باسم بمهادنه : طيب خلاص إهدى وقوم راضى البنيه الى ملهاش ذنب دى .. إلا صحيح هى إسمها إيه !
محمد بتذكر : ممم نجلا باين ثم صمت قليلاً مفكراً وأردف لا لا ليلى أعتقد
باسم ساخراً : تعتقد وعمال تقولى صعيدى وانت مش عارف إسم مراتك قوم الله يرضى عليك إتعرف عليها على الأقل
محمد : انا كنت ناوى أعتذرلها إمبارح بس لسانها المتبرى منها خلانى أخدت الموضوع على كرامتى
باسم ضاحكاً : أوباااا دبحتلك القطه يا بيضه
محمد بغيظ : تصدق انا غلطان انى بحكيلك إقفل قبل ما أتغابى عليك
باسم بأستسلام : خلاص يا عم ثم صمت قليلا وأضاف بتساؤل : هى الحاجه وأختك معاكوا فى الفيلا ؟
محمد : لأ راحوا مع ندى الصعيد
باسم بحذر : هى أختك عرفت إن جدك عاوز يجوزها أما تخلص !
محمد ساخرا : تخلص مييين ده ناوى يجوزها السفريه دى
باسم محاولاً التظاهر بالهدوء : إزاى اصلا وانت مش هناك ؟
محمد بإدراك : ياااه نسيت أقولك انى رايحلهم بكره
باسم بذهول : بكره !
محمد : اه بكره هقعد إسبوع هيخلص فيه كل حاجه وهاخد ندى والحاجه وارجع
باسم : واختك
محمد بضيق : هيجوزها إبن عمى هعمل ايه يعنى وبعدين هو آه عايش فى الصعيد بس متعلم وهيسيبها تكمل تعليمها والحاج واثق انه هو ده الى هيحافظ عليها
باسم بشرود : خير ان شاء الله اسيبك أنا دلوقتى
محمد : ماشي سلام
باسم : سلام
------------------------------------------------
لم تستطع النوم البارحه وكانها كانت نائمه فوق كومه من الأشواك بدلت ملابسها ونزلت الى حديقه القصر ....
شارده تفكر فى حالها وما وصلت إليه .. تتذكر أيامها معه .. يوم علمت من جدها انه رشحها لمحمد كزوجه مستقبليه كاد قلبها يتوقف من عنف خفقاته لم تصدق أن تتزوجه هو صديق طفولتها وحلم صباها .. لم تستطع أن تجعله يبادلها المشاعر .. حاولت يعلم الله كم حاولت ولكن عجزها عن الحمل أفشل جميع محاولاتها اليائسه لإجتذابه كحبيب لا فقط كزوج ...
اااااه كانت تلك صرختها عندما إرتطم شئ ما بكتفها .... نظرت لذلك الشئ الذى ما كان سوى كره من نوع الكفر تلك الكرات الثقيله التى نراها فى مباريات الكره ... صوت ضحكه طفوليه اطربت آذانها ... نظرت جهه الصوت فوجدت طفل لم يتعدى السابعه من عمره يضحك بإنطلاق .. شعر حريري أسود ذكرها بحبيب طفولتها شعر لصاوى صغير وعينان بندقيتان ببريق طفولى وأهداب كثيفه ، فم صغير وأنف شامخ ... إبتسمت له بحنان أشارت له ليقترب ... عقد حاجباه وركض مبتعداً عنها .. ركضت خلفه باحثه عنه فاصطدمت بإحدى الخادمات
الخادمه : باه مالك يا ست ندى بتجرى كده ليييه وواخده ف وشك
ندى وهى تبحث بعيناها عنه : ولد صغير كان بيلعب فى الجنينه خبطنى بالكورة ولما جيت أكلمه جرى منى
الخادمه بضيق : تلاجيه الواد الصغير إبن الست هنيه
ندى بإستفهام : هنيه بنت عمى عارف !
الخادمه : أيوة يا ستى هى ثم اكملت بأسي : يا حبه جلبى ساعه ما ولدته وهى مرميه ف فرشتها ثم إقتربت منها متلفته حولها بحذر وهمست : أصل الست هنديه جالها الجلب من عشر سنين والداكتور منعها من الخلف بس هى يا ولداه كان نفسها فى جطعه عيل يملى عليها الدار
ندى بتساؤل : وهى حالتها إيه دلوقتى ؟
الخادمه ببكاء : يا حبه عينى تعبانه جوى كل يوم الداكتور حداها وحالتها عفشه جوى علشان إكده تلجى الواد إبنها العفريت ده حدانا ف الجصر لأنها متجدرش ترعاه
ندى بحزن : وجوزها ؟
الخادمه : جوزها يا نضرى بيرعاها وبياخد باله منيها ومجاطع امه إكمنها عاوزة تجوزه
ندى متذكره حالها : سبحان الله ربنا يشفيهاله يارب ويقومها لإبنها بالسلامه
ثم أضافت بتساؤل : هو إبنها إسمه إيه !
الخادمه : إسمه حيدر وأبوه إبن كبير عيله الأسيوطى .. حمزة الأسيوطى
ندى باحثه بعينيها : طب تفتكرى هرب كده على فين !
الخادمه مشيره لمكان ما : تلتجيه حدا الشجره الى هناك دهي ثم اعادت نظرها لها ضاحكه : معارفاش إيه جصته معاها
أومأت لها ندى وتحركت باحثه عنه
وكما قالت الخادمه وجدته مختبئاً خلف الشجره وينظر لها بعين واحده من خلفها
إقتربت بحرص باسمه وهمست : تعالا يا حيدى متخافش منى أنا قريبه مامتك
أومأ لها نفياً فأقتربت اكثر ممسكه يده برفق ساحبه له من خلف الشجره .. ثم إنحنت حتى وصلت لمستوى طوله وشعثت شعره بمزاح فأراح يدها وعدل من تصفيف شعره بيده
ندى ضاحكه : إيه بس انا بهزر معاك
حيدر بطفوليه : مبلعبش مع بنته
ندى بضحك : بنته ! بس انا مش بنته انا إسمى طنط ندى
حيدر عاقدا حاجبيه : إيه طنط ده
ندى بمزاح : أمال بتقول إيه للى اكبر منك
حيدر : خالة
اومأت ندى موافقه : يبقي خالة . ثم أشارت لنفسها : انا خالة ندى ثم امسكت يده مصافحه : ممكن نبقي أصحاب يا حيدر ثم أضافت لاويه فمها بطفوليه انا ضيفه هنا ومعنديش اصحاب
أومأ لها بابتسامه وصافحها بود فقربته منها مقبله وجنته
دفعها عنه هاتفاً : إتحشمى
ندى ذاهله : أتحشم ليه !
حيدر بفخر : ميصوحش حرمه تبوسنى ولا تعبط فيا
ندى بتساؤل : تعبط فيك إزاى
إحتضن نفسه هاتفاً : إكده
ضحكت ندى بانطلاق : دمك شربات يا حيدر خلاص مش هعبط فيك الا لما ناخد الإذن من ماما ماشى !
حيدر : ماشي
ندى ممسكه بطنها : انا جوعت أوى يا حيدر ثم اضافت متسائله : إنت فطرت
حرك رأسه نفياً فامسكت يده متحركه جهه القصر : طيب يلا نفطر علشان عاوزة ألعب معاك شويه موافق !
حيدر بحماس : موافج
------------------------------------------------
جلس فى بهو الفيلا يتابع إحدى المباريات باهتمام .. صوت رنه خلخالها أزعجه فنظر لها بضيق فبادلته النظره بتحدى واسرعت من حركتها حوله مدعيه ترتيب المكان النظيف بالفعل وهمست لنفسها : بيضايقك صوت الخلخال طب اهو اهو
محمد هاتفاً بحنق : إنتى بتعملى ايه !
ليلى متخصره : هكون بعمل إيه بنضف
محمد بعصبيه : هو فى حاجه تنضفيها وبعدين الخدامين فين !
ليلى بلا مبالاه : مشيتهم
محمد بذهول : نعم
ليلى بثقه : ايوة البيت مفيهوش غيرنا هنحتاجهم فى إيه هى بعزقه فلوس وخلاص
محمد بسخريه : إيه خايفه على الورث
رفعت إحدى حاجبيها وهتفت : لا خليلك ورثك لنفسك
محمد : طيب أقعدى لو سمحتى مش عارف اشوف الماتش
ليلى رافعه كتفيها : هو انا جيت جنبك انت الى عمال تتكلم
محمد باستسلام : خلاص انا غلطانلك بس بطلى حركه البتاع الى فى رجلك ده موترنى
رفعت جلبابها حتى ركبتيها وحركت قدمها مغيظه : ليه يا سي محمد ده جميل
محمد مبتلعاً ريقه : ط طيب إتفضلى يا تقعدى يا تمشي
تحركت ليلى جالسه على المقعد امامه بثقه بعد ان أرضى أنوثتها تأثره بها وهمست : لا هتفرج معاك
أشاح بنظره عنها وحاول التركيز فى المباراه ولكنه دون إراده منه كان يختلس النظر لها بين لحظه وأخرى
------------------------------------------------
جلست تحاول تنظيف انفاسها فهى م تشعر قبلاً بكل ذلك الحماس والنشاط الذى روى كل شبر قاحل بروحها
ندى : تعالا يا حيدر نريح شويه ونكمل لعب
حيدر بسخريه : انى راجل ماتعبش واصل
ندى ضاحكه : احسن راجل فى الدنيا
إفترقت شفتاه عن إبتسامه تحمل كل معانى البرائه التى تفتقدها فى عالم الكبار البغيض الذى تعيش به
حيدر !! صوت رجولى خشن نبهها فنظرت لذلك الذى ركض حيدر فى إتجاهه
حيدر بسعاده : أبوى
تلقفه حمزة بحنان هاتفا : كيف راجلى الصغير
حيدر بفخر : كيف السبع يابوى
قهقه حمزة بصوت مرتفع وقبل وجنته ثم أنزله أرضاً وامسك يدك وقبل ان يتحرك هتفت به ندى : يا أستاذ
نظر لها حمزة بتساؤل : بتكلمينى آنى !
ندى : أيوة
حمزة : خير
ندى فاركه يدها بتوتر : ح حضرتك ممكن تسيبه يبات معايا
نظر لها متفحصاً ثم هتف بتساؤل : انتى مين بجى علشان يبيت حداكى
ندى : أنا ندى بنت عم هنيه
حمزة بإدراك : إييييوة ضيوف مصر بتوع الحاج بلال
ندى برفق : أيوة ثم أضافت برجاء : ممكن تسيبه معايا بقى
حمزة بحده : ولدى ميباتش بعيد عن حضن أمه واصل بالإذن يا ست ... وإصطحب إبنه وانصرف تاركاً لها تنظر للصغير بحزن
------------------------------------------------
لم يستطيع التركيز فى عمله عقله يعمل فى إتجاه واحد ... كيف يجنب صديقه الخزى والعار بين أفراد عائلته فرك رأسه بضيق تم زفر باستسلام وتناول هاتفه
باسم : الواد الى قولتلك عليه عملت معاه ايه !
الطرف الآخر :...........
باسم : إدفع للبنت خليها تعترف انها غلطت فى الشقه والواد ده عاوزه عندى بكره
الطرف الآخر : .............
باسم بحزم : معرفش اتصرف ... ثم أغلق الخط لاعناً الظروف التى ستجبره على التعامل مع أمثال ذلك الوغد .... ماهر


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close