رواية تائهة في قلب اعمي الفصل السابع 7 بقلم زينب القاضي
حاول النهوض والفتك به لكن أمسكه امير بقوة وتحرك به إلي المرحاض أدخله إلي الداخل وتركه يأخذ حريته وغادر .
+
ذهب إلي صفا وتحدث معتذراً:
-أسف يا دكتورة.
+
اتسعت عينيها وقالت:
-بتقول أيه بس هتودينا في داهية.
+
ضرب الآخر جبينه بخفة وعقب:
-معلش نسيت .
+
فتح باب المرحاض بعد فترة وإتجه أمير سريعاً وسانده مرة آخري وتحرك به إلي أن أوصله إلي الفراش.
+
وضعت يدها في منتصف خصرها وتسألت:
-أنت هتفضل قاعد كده أتفضل قوم أتوضي وصلي ؟
+
زفر بنفاذ صبر وقال:
-هقوم أصلي بس مش عشان أوامر من جنابك لا ده عشان فرض من ربنا.
+
ابتسمت بإتساع وصقفت بيدها بخفة:
-شاطر أنت شطور هنزل أجبلك الفطار تكون خلصت .
+
تحركت من أمامه وغادرت وهو يشتعل غيظاً بينما يقف أمير يحاول كبت ضحكاته بصعوبة.
+
شعر الآخر به وتحدث ساخراً:
-أضحك كاتم الضحكة ليه هتفطس وأرتاح منك.
+
كأنها كانت إشارة لينفجر الآخر ضاحكاً وهو يقول:
-أسف أسف بس بصراحة جامدة البنت دي الصراحة.
+
نهض ياسين بوهن وقال:
-أفرش المصلية ووديني القبلة.
+
أومأ بإيجاب وبالفعل نفذ مطلبه أنهي صلاته ونهض مرة آخري بمساعدة أمير وتمدد علي الفراش مرة آخري.
❈-❈-❈
هبطت إلي المطبخ وقابلتها الخادمة:
-تؤمري بحاجة يا فندم؟
+
أومأت صفا بإيجاب:
-أيوة كنت عايزة بطاطس وبيض.
+
الخادمة بحيرة:
-بطاطس وبيض ؟
+
صفا بحيرة:
-أيوة وسمن بلدي كمان مش موجودين ؟
+
ردت الأخري بإيجاب:
-ها لا طبعاً موجودين بس حضرتك بتعملي بيهم أيه؟
+
أجابت ببساطة:
-هجهز فطار ياسين.
+
الخادمة بصدمة:
-بس ياسين باشا مش بيفطر الاكل ده ؟
+
هتفت بملل:
-ممكن تجبيهم ليا وأنا هتصرف.
+
رفعت يدها باستسلام وقالت:
-تحت أمرك.
+
أعدت لها الخادمة ما طلبته وأحضرته لها.
+
تسألت صفا باهتمام:
-هو فيه أير فراير صح؟
+
أومأت بإيجاب:
-أيوة.
+
تبسمت صفا بحماس:
-حلو هجهز البطاطس ونحطها فيها وأنتي أسلقي البيض.
+
ردت الخادمة بطاعة:
-أوامرك حاضر.
+
بعد فترة.
+
تحدثت الخادمة بإحترام:
-البيص اتسلق وقشرته كمان.
+
أومأت بإيجاب وقالت:
-تمام هاتيه.
+
آخذته منها صفا وقامت بوضع ملعقة كبيرة من الذبدة في الطاسة وبدأت بتحريك البيض بها.
+
تسالت الخادمة بقلق:
-هو البيض المدحرج ده لمين؟
+
ردت ببساطة:
-ياسين.
+
تسألت بصدمة كبيرة:
-ياسين باشا هياكل بيض مدحرج وبطاطس مقلية ؟!
+
ردت بنفاذ صبر:
-أيوة هياكلها متشغليش بالك أنتي.
+
أكملت صفا اعداد الطعام وآخذتها وغادرت المطبخ وسط تعجب الخادمة.
❈-❈-❈
طرق الباب بعد قليلاً ودلفت حاملة الإفطار الخاص بياسين وضعته علي الطاولة.
+
-مممم الريحة جامدة وتفتح النفس الصراحة.
+
نطقها أمير يتلذذ .
+
ابتسمت بهدوء وقالت:
-تقدر تفطر معاه.
+
رغم أنا رائحة الطعام الشهية داعبت أنفه لكن تحدث بغرور:
-آيه الفطار ده ؟ أنتي إلي عملاه ؟
+
ردت بثقة:
-أيوة أنا إلي عملاه بيض مسلوق ومدحرج في السمنة البلدي وبطاطس محمرة وجبنة بطاطم ومربي وكوباية لبن ده فطارك من هنا ورايح.
+
أتسعت عينيه بعدم إستيعاب وتسأل:
-نعم أنا هاكل الأكل الغريب ده أنا مش بأكل العك ده بفطر..
+
قاطعته بإستعلاء:
-عارفة بتفكر أيه هو اللانشون والجبنة التركي دول أكل ولا الفينو نفسه أكل لا طبعاً يلا يلا قوم عشان تفطر .
+
ألتفت إلي أمير وهتفت بأمر:
-أفطر وفطره معاك بعد إذنكم.
+
إقترب من ياسين وقال:
-بصراحة الأكل ريحته تحفة جرب يا عم يوم من نفسنا.
+
تنهد بقلة حيلة ورد:
-تمام.
+
بدأوا يتناولوا الطعام وعادت هي بعد قليلاً وبيدها أدوات تنظيف تطلع لها أمير بحيرة وتسألت:
-أنتي هتعملي ايه ؟
+
غمغمت بإختصار:
-البلكونة متبهدلة أوي وأنا هنضفها .
+
لم تعطيه فرصة للرد أو الرفض تحركت إلي الخارج وبدأت في تنظيف الشرفة بالفعل .
+
أنهي ياسين إفطاره وتحدث بإقتضاب:
-فين القهوة ؟
+
ردت عليه هي بثقة:
-مفيش قهوة كوباية اللبن عندك أشربها بسرعة عشان احنا مش فاضين .
+
ضغط علي شفتيه بغيظ وقال :
-مش بشرب لبن وبعدين أنتي مين عشان تقولي ليا أعمل أيه ومعملش أيه ؟
❈-❈-❈
ردت بثقة وهي تقف أمامه مباشرة وتمسك كأس الحليب وتقربه من فمه:
-أنا ممرضة حضرتك وكلامي هنا أوامر.
+
فتح فمه لكن تفاجأ بكأس الحليب في فمه حاول أن يبتعد أو يلقيه جانباً لكن قيد أمير يده بإشارة منه لم تدع له مجالاً للرفض وتجرعه دفعة واحدة وهو يرمقها بنظرات مشتلعة لو كانت النظرات تقتل لوقعت جثة هامدة الأن.
+
إبتعدت عنه ووضعت الكأس الفارغ علي الطاولة وهي تصقف بحماس :
-شاطور يلا بقي معاد الدواء.
+
صاح بجنون:
-أنتي مجنونة فاكرة نفسك مين عشان تعملي كده أتفضلي بره مش عايز أشوف وشك هنا تاني.
+
فتحت علبة الدواء وأخرجت علاجه ولم تعبأ بحديثه وتحدثت بلهجة أمرة:
-طيب خد علاجك يلا وكمل كلامك بعدين.
+
أتسعت عينيه وتسأل:
-هو أنتي ايه معندكيش دم معندكيش كرامة.
+
ردت بملل:
-لأ طبعاً عندي بس أنا عارفة أنت بتعمل أيه كويس أتفضل خد علاجك.
+
وضعت كأس الماء بيده واليد الآخري الكبسول المفترض آخذه زفر بحنق وآخذه.
+
نهض أمير مستئذناً:
-طيب همشي أنا عشان الشركة محتاج حاجة ؟
+
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ بس ياريت تاخد الكائنة دي معاك من هنا.
+
تجاهلت حديثه وقالت:
-لأ يا استاذ أمير مش محتاج حاجه أطمئن أنا هنا معاه مع السلامة أنت .
+
تطلع لها بتردد وغادر أتسعت عين الآخر وهو يصيح بجنون:
-هو أنتِ أيه يا شيخة جنس ملتك أيه أمشي من هنا.
+
جلست علي المقعد بثقة واضعة ساق فوق ساق وتحدثت بثقة:
-أنا قولتلك أنا فهماك عصبيتك جزء من شخصيتك لكن مع حالتك وعجزك لتستخدم عصبيتك دي في إنك تظهر نفسك خايف إلي حواليك يهملوك أو يبطلوا يحترموك وده فعلاً هيحصل لأنك بتهنهم وتقلل منهم ده هيكرهم فيك وبدل ما هيكونوا بيتمنوا ترجع لطبيعتك هيتمنوا تفضل طول عمرك عاجز أنا سهل جداً أقوم أمشي فوراً وبكره ممرضة غيري تيجي وبعدين أنت تمشيها طيب وايه الحل هتفضل كده ؟ مش هيحصل تحسن في حالتك ؟ ولا هتقدر تعمل العملية ألي أهم عامل فيها أن حالتك النفسية تتحسن علي فكرة أنا أو غيري هنا عشان نساعدك مش عشان نأذيك عارفة إنك ما بينك وما بين نفسك بتقارن ازاي احنا بنساعدك وأقرب حد ليك أتخلي عنك صح كلامي ، إمتعض وجهه أكثر فأكملت حديثها بثقة كلامي صح بس هي لو بتحبك فعلاً كانت فضلت جنبك إلي بيحب حد بيفضل جنبه ويتقبله بعيوبه وسلبياته قبل إيجابياته كمان .
+
إبتسم ساخراً وألتف إلي مصدر الصوت وتسأل:
-بجد ؟ علي أساس إنك تعرفيني وبتحبيني ؟ أنتِ هنا عشان تقضي وظيفتك وتاخدي فلوس وبس وعلي فكرة أنتِ زيك زيها تقبلي تتجوزي واحد زي أعمي وتكملي حياتك معاه.
+
-أقبل جداً هو أنت ليه بتقلل من نفسك ؟
نطقها بجراءة أعجبته وأرجعت ثقته بنفسه من جديد.
+
آخذت نفس عميق ملئت به رئتيها واسترسلت بإيضاح:
-أنت أفضل من غيرك كتير وكمان وضعك غيرك خليك واثق في نفس ومتقللش منها لأن زي ما انت شايف نفسك هتخلي الناس تشوفك ممكن أفهم حابس نفسك هنا ليه ؟ خايف الناس تشوفك كده وتشفق عليك بالعكس أنت غلطان وجودك هنا إلي بيخليهم يشفقوا عليك قوم أنزل تحت أقعد البلكونه أتمشي شوية أنزل الشركة بتاعتك أقعد وسط الموظفين أسمع وقول رايك إلي انت فيه ده هروب ويأس وأن دل علي شئ فهيدل إنك ضعيف وبتحاول تهرب من قدرك بدل ما توجهه أنا هسيبك وأنزل تحت فكر براحتك اه صحيح هحضر ليك الغداء علي ذوقي بلا شربة خضار وسوتيه بتاعك دول أكل عيانين يجيب المرض يلا سلام .
+
غادرت من أمامه لكن أوقفها بسؤاله:
-أنتِ قولتيلي إسمك أيه ؟
+
إستدارت له وتحدثت مبتسمة وقالت:
-صفا أسمي صفا.
+
تحركت من أمامه وغادرت بعد أن اغلقت الباب خلفها بينما هو نطق إسمها بتلذذ:
-صفا…
+
غادرت صفا بينما حدث هو نفسه بشرود:
-وأيه حكايتك أنتِ كمان يا ست صفا ؟. شكلك مختلفة فعلاً عن كل الممرضات أو كل الستات إلي أعرفها جريئة وعندية بس مش هتبقي أعند مني ويومين بالكتير هتمشي زي الي قبلك.
❈-❈-❈
ذهب إلي المطعم الذي سيقابل به العميل جلس على الطاولة وطلب فنجان من القهوة يتناوله ريثما يأتي العميل وهو يتطلع في المكان حوله وسرعان ما اتسعت عينيه وهو يراها ماكثة أمامه علي إحدي الطاولات تتناول الطعام بشراهة كما عاهدها.
+
نهض من مقعده وتوجه إلي الطاولة التي تجلس عليها وأشرف عليها بطوله الفارهه.
+
تركت ما بيدها وتطلعت له بإنتباه:
-أنت تاني ؟ خير لأكون بأكل كبدك أنت كمان ؟
+
ضحك بخفة وعقب:
-لأ يا ستي بس شوفتك وقولت أجي أقعد معاكي ينفع ؟
+
أومأت بخجل:
-أتفضل.
+
جلس أمامها وتحدث معرفا بحاله:
-أنا أمير الحسيني رجل أعمال.
+
ردت مبتسمة:
-دكتور نور جراحة أنا حابة أوضح ليك حاجة أقل عملية بدخلها بفضل واقفة علي رجلي شغل ٤ ساعات ده أقل حاجة طبيعي آول ما اخرج لازم أكل وأشرب فهمني مش مفجوعة وحاليا هخلص أكل وعندي عملية ٦ ساعات.
+
أشفق عليها وتحدث معتذراً:
-أسف بجدها وقتها كان حالة ياسين وأنتي منظرك كان حكاية الصراحة.
+
ابتسمت بخفة وعقبت:
-في دي عندك حق.
+
غمز بخفة وعقب:
-يعني صافيه لبن ؟
+
إبتسمت برفق:
-حليب يا قشطة.
+
نظرت إلي ساعتها وتحدثت معتذرة:
-لازم أمشي عشان شغلي سعيدة جداً أني شوفتك.
+
تحدث بابتسامة:
-أنا أسعد.
+
غادرت تاركة إياه ينظر في اثرها وعلي شفتيه إبتسامة عذبة كأن الحب سيطرق بابه هو الآخر.
❈-❈-❈
تقف في المطبخ تطلب منهم ما تحتاجه برقة شديد وسلوي تجلس تتأملها ألتفت لها مبتسمة وتسألت:
-حضرتك لسه قاعدة تتفرجي عليا؟
+
ابتسمت سلوي بخفة وعقبت:
-يعني الفطار وقولت سهلة كمان هتجهزي ليه الغداء ؟
+
جلست على الطاولة أمامها وتحدثت مبتسمة:
-أولا أنا بحب الطبخ جدا وسوري يعني حياة إبنك مملة أوي لازم يتعود علي الأكل بتاع المصريين ده أنا حاساه بسكوتة رغم العضلات دي كلها.
+
صمتت قليلاً وتسألت بفضول:
-هو حضرتك كمان بتأكلي الأكل الصحي ده ؟
+
قهقهت سلوي بسعادة وقالت:
-أيوة لأني عندي الكولسترول عالي شوية وياسين كان بياكل الأكل العادي وبيحب المحاشي بس من أربع سنين من وقت ما اتجوز عايش علي الأكل ده .
+
اتسعت عيناها بصدمة وعقبت:
-نعم عايش أربع سنين علي الأكل ده أنا لو مأكلتش كل أسبوع محشي احس أن فيه حاجة نقصاني بس ما يضرش أنا همشيه علي نظامي كده خليه يبقي راجل مصري أصيل.
+
ابتسمت سلوي بخفة وقالت:
-أتمني بس يكون نفسك طويل وما تمشيش .
+
صمتت قليلاً وتسألت بفضول:
-صحيح أنتي مفطرتيش وكمان رافضة تشربي حاجة ليه ؟
+
ردت ببساطة:
-لأني هنا في شغل يعني مش جاية أكل ولا أشرب.
+
رمقتها معاتبة وقالت:
-بس ده واجب علينا يعني كمان هتعملي الغداء عشان ياسين ومش هتأكلي منه هتفضلي جعانة لغاية ما تروحي ما يصحش يا بنتي.
+
ضحكت بخفة وعقبت:
-أنا ده طبعي مش بحب أكل بره البيت يلا هقوم أحضر أكل إبنك هعمله طاجن مكرونة بالبشاميل وفراخ بانية.
+
حركت رأسها بيأس وقالت:
-أنا عندي شك أنه يرضي يأكل الاكل ده بس جربي.
+
غمزت لها بخفة وعقبت:
-يا ست الكل أنا شربت إبنك اللبن مش هعرف أخليه يأكل العظمة دي بعد إذنك ابدأ بقي.
+
نهضت بالفعل وهي تتحرك بخفة أسفل نظرات سلوي الحانية اقتربت منها إحدي الخادمات وتحدثت بهمس:
-والله بت زي العسل مش زي العقربة إلي كان متجوزها.
+
رمقتها مبتسمة:
-فعلا عندك حق صفا وهي صفا بنت نقية أوي ما شاء الله.
+
أومأت الخادمة بإحترام:
-فعلاً أنا انصدمت أصلا أنها جت تجهز الفطار بنفسها والأعجب نوعية الفطار أنا كنت حاطة أيدي علي قلبي من ياسين باشا.
+
تسألت بفضول:
-ليه يعني ؟
+
أجابت بتوضيح:
-قصدي علي الفطار بس العجيب أنه فطر من الآكل والأجب بقي أن كمان حضرت الغداء ليه بإيدها بس علي الأقل حتي ترتاح وتشرب كوباية عصير أبداً حتي كوباية المياه مشربتهاش.
+
أومأت سلوي بتفهم:
-عندك حق والله خدي بالك منها دايما وطلبتها أوامر.
+
حركت رأسها بإيجاب وأشارت إلي عيونها:
-من عيوني يا ست الكل هروح أشوف شغلي محتاج حاجة يا هانم ؟
+
حركت رأسها نافية:
-لأ سلامتك.
+
غادرت الخادمة بينما تطلعت سلوي قليلاً في آثر صفا تفكر بها وبالفعل عادت بعينيها مرة أخري تفكر في صفا وهي تفكر ماذا لو كانت زوجة ولدها واحدة مثل صفا مؤكداً كانت حياته ستتغير للأفضل.
+
يتبع…