رواية خلخال الفصل السادس 6 بقلم هدير السيد
الفصل السادس
صفقت باب السياره خلفها وتحركت مسرعه الى داخل الفيلا .. نظرت لها حماتها باستنكار ثم انتبهت لذاك الذى يحاول اللحاق بها فاستوقفته
جمالات : فى إيه يا محمد بتجرى وراها ليه عملت حاجه !
زفر محمد بضيق ثم استغفر الله فى سره : معلش يا أمى هرجعلك تانى ...ثم تحرك لاحقاً بها
فتح باب الغرفه بعنف وهتف بانفعال : ممكن أعرف انتى ازاى تاخدى قرار السفر لوحدك كده هو انا إيه طرطور
ندى محاوله التماسك : طيب بالراحه إقفل بس الباب ونتفاهم
زفر محمد بضيق واغلق الباب ثم كتف ساعديه امام صدره : أدينى قفلته ها اتفضلى فهمينى
ندى محاوله السيطره على دموعها : مفيش الى حصل انى كلمت جدو ولما قالى انى وحشته قولتله هجيلك بكره ابعتلى عربيه ثم حركت كتفيها بلا مبالاه : بس ده كل الى حصل
إقترب منها محمد بهدوء واحتضن خصرها بإحدى يديه وحرك أنامله على وجنتها بحنان وأردف : ليه عرضتى الفكره وسعيتى فيها طالما مش هتتحمليها
نظرت له بلوم ثم أشاحت بوجهها .... أمسكن ذقنها وأعاد وجهها إليه وهمس : خلاص يا ندى انا أصلا الناس دى معجبونيش ننهى الحوار من سكات
نظرت له برجاء وهمست : يعنى هتصرف نظر عن موضوع الخلفه !
تلعثم محمد وتغيرت ملامحه للضيق فلم تمهله
ندى : خلاص يا محمد انت عاوز اولاد ودى اهلها غلابه مش هتعملنا مشاكل وهى بنت طيبه وعاوزة تعيش
محمد بضيق : بس دى لوكال أوى يا ندى
ندى بتأنيب : بس بتخلف يا محمد ... ثمx تسائلت بهدوء : مش ده الى نفسك فيه ؟
نظر لها ملياً ثم إحتضنها برفق وأومأ بشرود فالقادم يستشعره يحوى الكثير
------------------------------------------------
لم تتغير رغم مرور خمس سنوات نفس بريق العينان الزمردى ، نفس رقتها ، نفس مشيتها الهادئه الواثقه التى يعشق ولكن الإختلاف الوحيد أنها ليست له !!
تبادلا التحيه ثم أشار لها لمطعم جانبى
باسم : تعالى نقعد علشان تفهمينى بالراحه
أومأت بصمت وتحركت أمامه
جلسا على إحدى الطاولات فشبك يديه على الطاوله وانحنى بجزعه للامام وتكلم بجديه
باسم : خير عاوزانى فى ايه
نظرت هند حولها بوجل ثم أعادت وجهها له وأردفت : أأنا عاوزة أطلب الخلع
نظر لها بشك : وليه جيالى انا
هند ببدايه بكاء : أصل أهلى مش موافقين
باسم باستفهام : يعنى ايه مش موافقين اكيد عندك أسبابك
اومأت له هند : أيوة اسبابى كتير وهم عارفين ومع ذلك مش عاوزينى اتطلق علشان ابنى
باسم باستفهام : معلش بالراحه كده فهمينى
إبتلعت هند ريقها وتلفتت حولها بتوتر : بيعاملنى وحش جداً ضرب وإهانه وخيانه كل يوم واحده واقول ربنا هيهديه بس واضح ان الى فيه طبع مبيتغيرش ... ثم تلفتت حولها مجددا بوجل : و وكمان بقي بيشرب وبيسهر للصبح وبيرجع مش عارف يقف على رجله .. معادش بيشتغل تقريبا ومعتمد على الورث الى باباه سابهوله
باسم : طب وأهلك عارفين كل ده وساكتين ليه
إبتسمت هند بسخريه : علشان الطلاق خايفين انى اتطلق ثم همست برجاء : أرجوك يا باسم ساعدنى انا مليش حد يقف جنبى وكلهم ضدى معاه علشان البيت والولد ورغم انه مبيتغيرش الا انهم مصرين انه وعدهم يتغير ولسه عندهم أمل بس ... بس انا بقيت بكرهه يا باسم تخيل تعيش مع شخص مبتحسش معاه بالأمان وبتكرهه ومجبر تكمل غصب عنك
باسم بضيق : إزاى يسكتوا لحد الامور ما توصل بينكم لكده ... ثم أضاف بسخريه : مش ده العريس الى ميترفضش الى رفضونى علشانه
أخفضت رأسها بخجل وهمست : أنا اسفه يا باسم ... ثم رفعت راسها بعينان باكيتان : بس انت كنت زميلى قبل أى شئ انا عارفه ان ممكن تكون بتكرهنى بس إعتبرنى واحده غريبه فى ضيقه ولجأت ليك ثم أضافت برجاء : هتساعدنى !
زفر باسم بإستسلام : أولا انا عمرى ما كرهتك انا كرهت تصرف والدك وثانيا أيوة هساعدك يا هند وربنا يقدم الى فيه الخير
تهللت ملامحها فتناول هاتفه وطلب رقما وانتظر
باسم : إزيك يا مطنشنى
الطرف الآخر : ............
باسم : ماشي يا عم المهم كنت عاوزك فى قضيه
الطرف الآخر : ............
باسم ناظراً لتلك التى تتابع بترقب : لا مش ليا لواحده معرفتى قضيه خلع
الطرف الآخر : .............
باسم شاكراً : حبيبي والله خلاص هعدى عليك انا وهى فى المكتب دلوقتى تسلم يا جو
أغلق الهاتف ثم أشار للنادل
باسم : اتنين لمون لو سمحت
اومأ له النادل وانصرف
نظرت له بتساؤل : ها حصل إيه!
باسم بجديه : هنشرب اللمون على ما يكون هو وصل مكتبه ده محامى صاحبى مهتم بقضايا العنف ضد المرأه وهو اكتر حد هيعرف يساعدك إسمه ... يوسف فهمى
------------------------------------------------
جلست جمالات ومها متجاورتان فى المقعد المقابل له فى حجره مكتبه .. تنظران جهته فى وجل
تحمحم جالياً صوته : إحم يا جماعه فى موضوع لازم تعرفوه
نظرت له جمالات مضيقه عينيها بشك ومها بلا مبالاه
محمد : أنا هكتب كتابى بكره
انفرجت شفتا أمه عن إبتسامه ونظرت له مها بضيق فتابع : عاوزكم تجزولها أوضه وياريت تكون بعيده عن اوضه ندى
هبت امه واقفه محتضنه له : مبروك يا حبيبي ايوة كده فرح قلبى نفسي اشوف ولادك قبل ما أموت
إحتضن محمد راسها مقبلاً أعلاها ثم نظر لتلك المنكمشه على نفسها : إيه يا مها معلقتيش يعنى
مها بحقد : هعلق ليه انت راجل وتعمل الى عاوزه تجرح ندى ، تتجوز عليها ... ثم اضافت بسخريه : ما انت راجل بقي مبتغلطش
انفجرت جمالات صارخه فى وجهها : عيب تكلمى أخوكى الكبير كده
محمد بهدوء : سيبيها يا ماما هى زعلانه علشان ندى .. ثم نظر لها وأردف : ندى هى الى جابتلى العروسه
نظرت له جمالات بذهول فأومأ برأسه متابعاً : ومش بس كده دى جت معايا انهارده طلبناها من أهلها
ثم أضاف موجهاً حديثه لوالدته : وعلى فكره ندى مسافره بكره الصعيد لجدى هتغير جو يومين
زفرت جمالات بارتياح : أحسن
محمد بغضب : ليه كده هى عملتلك ايه ده بدال ما تصعب عليكى انتى متخيله الموضوع سهل عليها
جمالات محركه كتفها بلا مبالاه : انا لا بحبها ولا كنت بحب أمها السماويه دى لولا جدك الله يسامحه مكنتش جوزتهالك
استغفر محمد فى سره ثم تناول هاتفه : انا هروح اتصل بالحاج اتطمن عليه وأعرفه بالى هيحصل علشان ميزعلش ... وترك لهم الغرفه وانصرف
-----------------------------------------------
ليه أكده يا وليدى تكسر بجلب البنيه هى دى أمانه عمك الله يرحمه
محمد : يا حاج هى بنفسها الى سعت فى الموضوع وغير كده انا نفسي فى ولد يشيل إسمى هو مش حقى يعنى
الجد : حجك يا ولدى حجك . وهى هتاجى باكر كيف ما جالتلى !
محمد : أيوة يا حاج قالت انك هتبعتلها عربيه تاخدها
الجد : مظبوط ... ثم صمت قليلاً وأردف : عملت إيه فى موضوع أختك !
محمد : يا حاج تخلص بس كليتها وربك يسهل
الجد بانفعال : تخلص فى بيت جوزها انى اتفجت معاه هتدلى مصر تمتحن وتعاود وكل كتباتها وأوراجها هتجيلها لحديت عنديها إبعتها مع مرتك وابعت امك معاهم خليك مع عروستك يا وليدى
محمد : يا جدى بس ...
الجد : انت هتعصانى عاد جلتلك ابعت اختك وأمك مع مرتك خلوص الكلام
محمد باستسلام : أمرك يا حاج
ابلغ محمد والدته واخته بقرار جده فنظرت له جمالات بابتسامه : جدك صح احنا نسيبلكوا البيت كام يوم علشان تبقي براحتك يا عريس ثم غمزته
نظرت لهم مها بضيق وتركت منتويه الذهاب لغرفتها ... إستوقفها محمد : على فين مقولتيش رأيك
مها ولم تلتفت له : انا مليش رأى ثم تركتهم وانصرفت
جمالات ناظره فى إثرها بضيق : البت دى حالها مش عاجبنى خالص
محمد بشرود : أمال لو عرفت الى جدها ناويلها عليه
جمالات بقلق : ناويلها على ايه؟
محمد وقد انتبه من شروده : لا مفيش حاجه
أمسكت ذراعه وهتفت : ناويلها على ايه يا محمد
محمد باستسلام : ناوى يجوزها لواحد من ولاد اعمامى فى الصعيد
شهقت الأم ضاربه على صدرها : يالهوى يا بنتى هتعيش فى الصعيد بعيد عنى
محمد بضيق : دى أوامر الحاج تقدرى تعترضى
حركت رأسها نفياً وتبدلت ملامحها للحزن
غافله عن التى إتسعت حدقتاها بهلع ...
فلاش باك
غادرت الغرفه تلعن الرجال وقهر المرأه تنعى حظ ندى العثر كحظها ... عادت الى غرفتها فتنبهت لانها قد نست هاتفها فى غرفه المكتب ... عادت ادرجها وعندما همت بالدخول أستوقفتها كلمه أخاها( ناوى يجوزها لواحد من ولاد عمامها فى الصعيد)
(الخوف من المجهول قاتل يسلبنا راحتنا وامننا ، يجعلنا نرقص حفاه حول xxxxب الساعات التى تلدغنا مع كل دقه )
------------------------------------------------
جلسا أمام مكتبه وبدأت هند فى سرد قصتها بارتباك أمامه .... حرك راسه بضيق وهتف محدثاً باسم : والله الواحد قرف من الى بيشوفه فين الرجوله فى كده مش فاهم
باسم : رجوله ايه بس هى الاشكال دى ينفع تتسمى رجاله
يوسف بضيق : على رأيك
ثم عاد بنظره لهند المتابعه للحوار بصمت : متقليش يا مدام هند حضرتك هتعمليلى توكيل بالقضيه وانا هرفعها بعد ما يوصلنى بس دلوقتى انتى مينفعش تقعدى معاه فى بيت واحد لان الى زيه ميتضمنش
هند بذهول : طب هروح فين انا أهلى هيتفاجئوا زيهم زيه
قاطعها باسم : متقلقيش هأجرلك شقه انتى وابنك تقعدوا فيها لحد ما القضيه تنتهى
هند بضيق : و وهصرف منين انا مبشتغلش
هم باسم بالحديث فقاطعه يوسف : انا قارى فاتحتى وخطيبتى صحفيه اعتقد ممكن تلاقى ليكى شغل فى الجريده عندها إسمها حلا العمرى
نظر له باسم وهمس باستفهام : حلا إياها بتاعه حقوق المرأه
بادله يوسف الإبتسام وأومأ برأسه
إقترب منه باسم مباركاً ثم إستأذنه بالإنصراف
------------------------------------------------
تركت ما بيدها ناظره للهاتف بجانب عينيها ثم فتحت الخط
حلا : ألو
يوسف : مساء الخير يا حلا
حلا : مساء النور .. جبت رقمى منين!
يوسف : يعنى هيكون منين يعنى من كريم اكيد انا عاوزك فى حاجه مهمه
حلا : اتفضل
يوسف : لا مينفعش فى التيفون ممكن نتقابل فى أى كافيه
حلا ناظره فى ساعتها : تمام بس ساعه واحده بس
يوسف : مش عاوز اكتر منها .........
جلست تنظر له بذهول ثم تسائلت : وانت عاوز تساعدها وتشوفلها شغل
اومأ لها يوسف موافقاً : بالظبط عندك ليها شغل !
حلا : انت عارف ان مكتبى مفتوح لاى حاله زى دى ولو مفيش شغل أخترعلها شغل انشالله تبقى سكرتيره بتاعتى انا اصلاً كنت بدور على واحده
ثم نظرت له بشك : وانت بتساعدها ليه الى أعرفه ان المحامى ليه شغله واتعابه وبس
يوسف بابتسامه هادئه : مين قالك كده !
حلا بثقه : الدنيا
يوسف : بصى يا حلا مسيرك هتعرفى كل حاجه وسبب انى مهتم بقضايا المرأه بس لما تفتحيلى قلبك وتنوى تسمعى لانك عاوزة تعرفينى مش بسبب فضولك الصحفى
رفعت حاجبيها واردفت : عاجبانى ثقتك فى نفسك دى
يوسف بفخر : ولسه لما تعرفينى أكتر هتعجبك فيا حاجات كتير أنا واثق من ده
حلا متناوله حقيبتها : هنشوف يلا نقوم علشان متأخرش على شغلى والحق اروح بدرى وياريت تبعتلى الست دى بكره
نهض بدوره ثم نادى للنادل ونقده ماله ... أشار لها لتتقدمه فابتسمت بهدوء وغادرا المقهى .........
------------------------------------------------
عاد باسم الى منزله منهك القوى فقد كان يوم طويل بحق فبعد ان خرج من مكتب يوسف إصطحبها حتى منزلها وانتظر فى سيارته حتى أعدت حقائبها وعادت بصحبه إبنها ... كان قد أنهى للتو حديثه مع أحد السماسره الذى حصل لها على شقه مفروش لتمكث بها بصحبه ابنها حتى انتهاء القضيه ...x إستقبلته هاجر بحفاوة هاتفه : أبيه انت جيت تعالا شوف مين عندنا جوة ...
نظر لها بشك واردف : مين !
حركت كتفيها بطفوليه وهتفت راكضه من امامه : تعالا وانت تشوف بنفسك
باسم زافراً باستسلام : هو يوم طويل انا عارف ...ثم تحرك لاحقاً بأخته
دلف الى الغرفه لاحقاً بها وبمجرد ان خطى أولى خطواته بداخل الغرفه لمحها ... هتف ذاهلاً : مها !!
