رواية مستنقع الذئاب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم فاطمة احمد
الفصل الثامن والثلاثون ( الجزء الاول )
____________________
دلفت أسيل للحمام النسائي و بعد دقائق كانت تعدل طرحتها وملابسها سمعت صوت الباب يفتح و يغلق ف استدارت لتنصدم عندما رأت رجلا ذو ملامح مريبة ينظر لها بخبث..... بلعت ريقها و تلعثمت :
- ااا الحمام ده ل... للستات انت بتعمل ايه هنا اطلع برا والا هطلب الامن.
ابتسم و اقترب منها ليزداد خوفها كادت تصرخ لكنه كمم فمها و الصقها في الحائط صاحت بكتوم فهمس بشر :
- محدش هيساعدك متحاوليش انا قدرك الأسود ومحدش هينجيكي مني.... !!
جحظت عينيها بفزع فتابع :
- على فكرة انتي مزة اوي انا مشلتش عيني من عليكي من لما دخلتي يا بخت جوزك في جمالك ده اكيد مبسوط معاكي اوي بس ملوش حق يسيبك لوحدك كده هو مش عارف ان في صيادين بيحبو يصطادو الغزالات خاصة الاغنيا زيك.
انهى كلامه وهو ينزع السوار الذي على معصمها و خاتمها حاولت أسيل ابعاده لكنها لم تستطع اتسعت ابتسامته القذرة و اقترب منها اكثر لكن سرعان ما تأوه بألم عندما لكمته بعنف في بطنه ودفعته عنها لتصرخ بغضب :
- انت واحد حقير و ندل ازاي تعمل كده فاكرني هخاف منك !! اتجهت للباب المقفل و ادارت القفل وقبل ان تفتحه و تخرج امسكها و دفعها على الارض !
صرخت أسيل و اغمضت عيناها بخوف لكن فجأة دوى صوت صراخ قوي نظرت له و انصدمت عندما وجدت الرجل يمسك يده التي تنزف بغزارة فهمست وهي تنظر خلفه :
- ليث !
*** قبل دقائق.
خرج ليث ووضع الأكياس الكثيرة في سيارته و دخل مجددا اخرج هاتفه يعبث به الى حين خروجها لكنه انتبه ل أحدهم وهو يدخل لحمام النساء بحذر ، تفاجأ و قبض على يده بعنف و اتجه له لكن الزحمة ابطأت خطواته كثيرا و استطاع الوصول بصعوبة اخرج سلاحه و كتم صوته ليسمع صوت صراخ زوجته فتح الباب بسرعة و انصدم عندما رأى أسيل ملقية على الارض و الاخر يقترب منها ف اشهر سلاحه عليه و اطلق النار على يده دون تردد !
تأوه الرجل بألم فنظرت أسيل لليث و نهضت اقتربت منه وكادت تحتضنه لكنه ابعدها و اتجه للآخر لكم وجهه و ركله في المنطقة تحت الحزام وهو يزمجر بشراسة :
- انت ازااي تتهجم على مراتي يا *** يا **** انا هقتلك ومش هرحمك ! ، امسكه من شعره و القاه على الحوض لينجرح جبينه ثم انقض عليه يضربه بوحشية و أسيل تقف بعيدا تبكي بقوة اجتمع الناس على صوت الصراخ و دخل المدير و رجال الأمن و ابعدوا ليث عنه بصعوبة وهم فزعين من الجثة الهامدة على الارض ، استدار المدير له قائلا باتهام :
- ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا و انتو موجودين ليه !
تحدث ليث من بين اسنانه :
- المفروض انا اللي اسألك ازاي مول كبير زي ده مفيهوش حراسة و الأمن هنا مستهتر لدرجة تخلى الحيوان ده يتهجم على مراتي انتو فايدتكم ايه ها !
تفاجأ المدير لكنه ردد بجدية :
- حضرتك احنا متفهمين موقفك بس مفيش داعي نعمل الدوشة ديه كلها على حاجة بسيطة.
احمرت عيناه بشدة من الاستفزاز الغير مباشر فصرخ :
- حاجة بسيطة هااا لو انت مش عارف بتكلم مين ف احب اقولك اني هقفلكم الزريبة ديه ب اشارة واحدة مني بس قبل ده..... نظر للملقي على الارضية و يكاد يفقد وعيه و تحرك لينقض عليه مجددا لكنه سمع صوتها يهتف ب اسمه بضعف نظر لها وجدها ملتصقة في الحائط و تحتضن جسدها و دموعها تنزل بغزارة فزع و اقترب منها و جذبها لأحضانه هامسا :
- خلاص يا عمري متعيطيش انا هنا مفيش حاجة وحشة هتحصلك.
دفنت وجهها في صدره مرددة بصوت مختنق :
- انا خايفة..... خفت متلحقنيش و تساعدني.... ليث طلعني من هنا انا خايفة.
ربت على ظهرها و قبل رأسها هامسا :
- ماشي هنطلع متخفيش انا جمبك اهدي بس.
تقدم منه المدير و قال باحترام مزيف :
- حضرتك الحادثة ديه اول مرة تحصل معانا المول عليه حراسة مشددة في كل وقت و ده خطأ غير مقصود و احنا هنتصرف معاه و نعاقبه بس...
قاطعه بضيق :
- خلاص ماشي..... اقترب من الرجل و نزع منه ما اخذه من أسيل مهمهما بقسوة :
- المرة ديه انقذوك مني بس اقسم بربي لو شوفت وشك تاني ل أقتلك يا *** من غير ما اتردد.
اخفض رأسه بخزي ووجهه مليئ بالدماء :
- سامحني يا باشا.
رمقه بقرف و عاد ل أسيل وضع الخاتم في اصبعها و السوار على معصمها بحنان و خرج بعدما كرر المدير شكره و اعتذاره لكي لا يقوم هذا " المتوحش " بافتعال مشكلة تضر بسمعة المكان و ايضا كان متعجبا كيف يكون عنيفا معهم و لطيفا مع زوجته هكذا.
خرج ليث و نظر أسيل بابتسامة :
- عايزة نروح على فين دلوقتي.
اجابته بصوت مختنق :
- عايزة ارجع البيت روحني يا ليث.
مرر يده على وجهها بحنان و تمتم :
- خلاص ياحبيبتي انسي اللي حصل انا معاكي اهو وبعدين انا واقع من الجوع متنسيش ان بقالي 5 ساعات بلف معاكي عايز اكل ايه رايك نطلع ناكل فوق بيعملو بيتزا بتجنن.... يلا.
كادت تعترض لكنه سحبها و صعدا للطابق العلوي اخذها لمطعم يقدم الوجبات السريعة و سحب لها الكرسي لتجلس عليه و جلس امامها و طلب بيتزا ايطالية من النوع الفاخر و مشروبات غازية و بدأ يطعم أسيل وهي تضحك :
- انا بعرف اكل لوحدي على فكرة.
ابتسم و ادخل قطعة في فمها مجيبا :
- كلي و اسكتي حد لاقي الدلع و بيقول لأ يا نكدية يا هادمة اللذات و اللحظات الرومانسية.
قهقهت أسيل و أطعمته ايضا فمط شفته بضيق :
- شايفاني ولد علشان تأكليني الناس هيقولو عليا ايه.
أسيل بابتسامة استفزاز :
- عشان البنات اللي قاعدين على الترابيزة قدامنا يعرفو انك غير متاح يا حبيبي.
نظر ليث لطاولة الفتيات و كانت احداهن تبتسم له فبادلها الابتسامة :
- طب والنعمة مزز خاصة ام عيون خضرا ديه.
ضيقت عينيها بغيظ :
- تحب اجبلك رقمها ؟
امسك يدها بلهفة :
- قولي والله بتتكلمي جد !!
وكزته أسيل بقوة و ضحكت فبادلها ليث الضحك وهو سعيد لأنه استطاع اخراجها من حالتها ، طالعته قليلا و هتفت :
- ليث انت ليه بتحميني دايما من كل مشكلة بقع فيها ؟
استغرب سؤالها لكنه رد :
- انتي حبيبتي و انا مستعد اضحي بنفسي علشانك و مستعد اعمل كل حاجة علشان تفضل الابتسامة الحلوة ديه منورة وشك.
ادمعت عيني أسيل و هتفت :
- بس انا غلطت معاك كتير و عملت حاجات ضايقتك و.....
قاطعها ليث بجدية وهو يمسك يدها :
- حتى انا غلطت في حقك ومكنتش بفهم عليكي يا أسيل بس ده ميعنيش ان حبي ليكي يقل مستحيل اصلا لأن كل يوم عشقي ليكي بيزيد و هفضل احميكي من هنا ل اخر نفس و ده مش مجرد كلام انا بقول الحقيقة.
ضغط على يدها و قبلها ببطئ و رقة جعلت أسيل تتوتر خاصة ان هناك من يتابعهم حيث سمعت احداهن تكلم صديقتها :
- شايفة الشاب اللي قاعد هناك مع البنت الواضح انها مراته بصيلهم وهو بيدللها ياااه لو الاقي واحد زيه امور و حنين كده.
ضحكت صديقتها و قالت :
- ماشاء الله انا هاين عليا اخطفه منها دلوقتي و اتجوزه.
ابتسمت أسيل و همست :
- مش وقته الناس كلها بتبصلنا.
ليث بابتسامة جميلة :
- انا مش بتكسف من اني اظهر عشقي ليكي قدام حد و بعدين انتي حبيبتي في اي وقت واي مكان محدش ليه دعوة بينا ، خلصتي أكل نروح ؟
- اه عايزة اروح الملاهي.
نهض ليث و دفع الحساب و امسك يد زوجته و خرجا اخذها للملاهي و قضيا وقتا ممتعا و ركبا اكثر من لعبة و اشترى لها كل ما تريده ليضحك بعدما رآها تأكل الايس كريم بسعادة طفولية :
- ههههه حاسس اني جاي مع طفلة والله اول مرة بشوف الجانب ده منك.
أسيل :
- لسه مشوفتش حاجة خاصة الجانب المادي انا هتسبب في افلاسك ههههههه.
- ايوة ما انا قلت اني جاي من دبي مصدقتنيش.
ضحكا سوية و مر الوقت سريعا حتى حل الظلام عاد ليث معها للمنزل و دخل للحمام اما أسيل فكانت تغير ملابسها عندما ناداها من الداخل يطلب المنشفة احضرتها له و فتحت الباب قليلا :
- خد.
امسك ليق يدها بخبث :
- ما تجي تاخدي شاور معايا.
ضحكت بخفة و اغلقت الباب :
- خود لوحدك انا رايحة اعملك حاجة تاكلها عشان متقولش اني كسولة ومبعرفش اعمل حاجة.
نزلت للمطبخ و اعدت العشاء و عندما صعدت اليه وجدته نائما بعمق و ملامحه بريئة كالأطفال ابتسمت ولم ترد ايقاظه و ازعاجه ف استلقت بجانبه هي ايضا تتذكر مواقف هذا اليوم ، تلمست وجنته هامسة :
- شكرا لأنك في حياتي و شكرا عشان حبيتني للدرجة ديه ، انا بحبك.
_______________________
في شقة في الاسكندرية.
كان نائما عندما رن هاتفه ف اجاب بسرعة :
- ايه الاخبار عرفت تخطفها ؟
- للأسف لا يا جاسر ياشا من لما طلعت و الذئب مش سايبها ثانية طول الوقت معاها حتى لما دخلت الحمام و كنت هدخل وراها جه واحد و حاول يتهجم عليها و....
قاطعه جاسر بانتباه :
- يتهجم عليها ؟ مين ده !
- واحد شكله حرامي اتهجم عليها و كان هيسرقها بس الذئب انقذها وبعدها فضل ماسكها و من شويا رجعو على البيت.
مسح على وجهه بضيق و صرخ :
- يعني انا كلفتك بمهمة ومعرفتش تنفذها كنت تضربه و تاخد أسيل غصب ! عمتا افضل راقبهم و انتهز اي فرصة تكون فيها لوحدها و اوعى حد ياخد باله من وجودك مفهوم !
اغلق الخط بغضب و القى الهاتف على السرير :
- وبعدين بقى ليث هيفضل لازق فيها طول الوقت بس لحد امتى هتحميها مسيرك تسيبها لوحدها وقتها انا مش هتأخر لحظة و اخذها منك و ابقى وريني هتحميها مني ازاي ههههههه.
______________________
في اليوم التالي.
في احدى الفنادق في شرم الشيخ كان يجلس مستندا على باب الشرفة وهو عاري الصدر و نور تجلس في حضنه ترتدي قميصه و تلعب بخصلات شعرها بعبوس ف ابتسم :
- مالك ليه هادية كده مش من عوايدك.
اجابته بتذمر طفولي :
- يعني مش عارف انت نسيت لما زعقتلي امبارح قدام الناس !!
تذكر فارس عندما اصرت على نزول البحر المليئ بالرجال لكنه اعترض فعاندت معه و استغفلته و دخلت ليوبخها بقوة..... ابتسم و قبل وجنتها هامسا :
- طب مانتي بردو نرفزتيني قولتلك متنزليش و هبقى اوديكي البيسين تعومي براحتك بس انتي اصريتي و خليتي الرجالة كلها تتفرج عليكي و جسمك كله باين احمدي ربك لاني زعقتلك بس و معملتش حاجة تانية و بعدين انا صالحتك بليلة حلوة اوي معقولة لسه زعلانة.... حبيبتي انا ممكن اتقبل كل اخطائك و استحمل تصرفاتك بس الا غيرتي عليكي متستفزنيش بيها.
نفخت خديها بحزن و قالت :
- انت واحد خنيق انا مبعرفش حبيتك على ايه.
شدد على خصرها ضاحكا :
- عشان انا بحبك يا نور عيني.
ابتسمت على الاسم الذي يطلقه عليها دائما و فجأة عبست :
- فارس هو مفيش جديد على جاسر ؟
تضايق من سيرته فتنهد :
- لأ لسه.... بتسألي ليه ؟
- عادي فضول..... فارس أسيل وحشاني اوي ممكن ترن عليها و تخليني اكلمها بليييز متقولش لأ بليييز.
ضحك فارس و قرص وجنتها بخفة ثم اخذ هاتفه الملقي على الأرض واتصل بشقيقته منتظرا الرد.....
في ذلك الوقت كانت أسيل نائمة مع ليث بعمق سمعت رنين هاتفها ففتحت عيناها بكسل و عندما رأت اسم المتصل اجابت بسرعة :
- فارس اخويا ازيك انا مش مصدقة اتك اتصلت.
فارس بحب :
- حبيبة قلب اخوكي وحشتيني اوي والله ازيك عاملة ايه معلش نور اصرت نكلمك.
- طبعا انتو بتقدرو تتصلو في اي وقت يا حبيبي... ازيك يا نور.
نور بسعادة :
- انا مية مية ياحبيبتي وانتي عاملة ايه اكيد مبسوطة مع جوزك في شهر العسل صح.
فارس :
- ههههه صحيح هو فينه مش راضي يكلمنا ولا ايه.
- لا ابدا ليث نايم ومبتوقعش يصحى دلوقتي.
نور بخبث :
- اممم نايم قولتيلي يا ترى ليه هاهاها.
خجلت أسيل من كلامها امام شقيقها هكذا لتشعر فجأة بالهاتف يسحب من يدها فتح الاسبكير و قال :
- فارس انت ليه مقولتليش عن العذاب اللي هتعذبه لما اعمل شوبينج مع اختك ده انا طول اليوم و انا بلف معاها.
قهقه بشدة واردف :
- خلاص انا عرفت مالك عمتا ده جزء صغير من اللي هيتعمل فيك لسه التقيل جاي ورا و هتفسلك باذن الله.
تحدثت أسيل بتذمر :
- على فكرة انتو زودتوها جدا مش للدرجة ديه يعني.... فارس انت هتحفل عليا !!
- ههههه مين انا لالا ابدا يا قلبي استغفر الله انا بتكلم على نور وبعدين هضايقك ليه وانا مستني اسمع صوتك من فترة ها.
نور بتذكر :
- صحيح يا أسيل انتو هتنزلو الاسكندرية امتى عشان ننزل معاكم.
أسيل : ههههه لحقتي تزهقي من فارس لالا سمعة اخويا على المحك.
فارس بضيق مصطنع :
- سمعة ايه يابت احترمي نفسك ههههه نور اصلا مدايقة من لما عرفت ان ج.....
قاطعه ليث بسرعة :
- بقولك ايه اقفل بقى لاني مشغول مع مراتي ومش فاضيين هنبقى نتصل بعدين باي.
تفاجأت أسيل لكن فارس ادرك انه تعمد ان يقاطعها عندما كان سيتحدث عن جاسر فتمتم :
- ماشي يا ليث خد بالك من اختي كويس باي حبيبتي.
- باي حبيبي باي نور.
اغلقت الخط و نظرت له بعتاب :
- ليه قولتله كده والله كسفتني.
نظر لها باقتضاب ولم بعلق فسألته باستغراب :
- انت بتبصلي كده ليه ؟
غمغم بجدية وهو يقربها منه :
- متقوليلوش حبيبي تاني انا بس اللي حبيبك ممنوع تقوليها لفارس.
رفعت حاجبها بتعجب :
- بتتكلم جد فارس اخويا و متعودة اقوله حبيبي.... انت غيران ؟
رد عليها بضيق :
- اه غيران و اسمعي الكلام احسن ااا...
قاطعته بضحكة وهي تجاريه في غيرته الزائدة :
- حاضر هسمع الكلام ومش هقول حبيبي الا ليك انت تمام ؟ يلا انا هقوم اخد شاور و بعدين اعملك الغدا انت امبارح نمت قبل ما تاكل.
جذبها من خصرها و همس :
- وانا كمان عايز اخد شاور بس معاكي.... تعالي.
فزعت من كلامه و تلعثمت :
- ااانا لا طبعا مستحيل.
غمغم بصلابة مزيفة :
- انا قلت ايه مش هعيد كلامي مرتين.... يلا.
امسك يدها و جذبها لتنهض معه فضربت الارض بقدمها ودخلت معه.....
بعد مدة كانت في المطبخ تعد الطعام و تدندن و ليث مستند على الحائط يتأملها بإعجاب كانت ترتدي فستان قصير للغاية باللون الأبيض ذو حمالات رفيعة و ترفع شعرها الأسود المبلل للاعلى مثبتة اياه بدبوس وتتحرك بإنسيابية شديدة فكانت مغرية حقا ، اقترب منها و احتضنها من الخلف قائلا :
- عملتي ايه غدا.
أسيل بابتسامة خفيفة :
- مكرونة بالبيشاميل و فراخ و بطاطا محمرة معاها مايونيز و كاتشاب عايز حاجة تانية.
- اممم سلطة خضار انا بحبها.
عقدت حاجبيها و استدارت له :
- سلطة خضار ؟ خضار !! يعع انا مبحبهاش.
ضحك ليث و قال :
- خلاص انا هعملها و هخليكي تاكليها وتطلبيها تاني.
- ههههه انا عمري ما اكلتها هاكلها دلوقتي يعني انسى.
نظر لها بتحدي ثم اخرج الخضر من الثلاجة و اردف وهو يقطعها ( شكله زي اللي في الصورة اللي نزلتها ) :
- تعرفي يا أسيل ان الطبخ فن و انا ك ليث مبعرفش اعمل حاجة غير الاندومي و السلطة و بعتبرهم دليل على موهبتي عارفة ليه عشان انا بتعب عليهم اوي مثلا دلوختعبت وانا بقطع عشان كده انتي هتساعديني قطعي البطاطا و الجزر و الفاصوليا قطع صغيرة عايزهم و اسلقيهم في ماية و ملح.
فعلت ما قاله لها وتركتهم في الثلاجة بينما هو يمزج الثوم مع الذرة المعلبة والمايونيز و الخل و الملح و الفلفل و الزعتر البري واللبن و الليمون ووضع الخليط على الخضار حتى تجانست جيدا مع كمية المايونيز الكبيرة التي وضعها و زين الطبق بالذرة من فوق و عندما انتهى عدل تيشرته بغرور :
- مين الشيف الشربيني ناو ! يلا نحط الأكل.
اومأت ووضعت الأطباق على السفرة و اخذت الشوطة و تذوقت السلطة لتردد بدهشة :
- الله ديه حلوة اوي انت شيف فعلا اتعلمت الطريقة منين اكيد من ماما زهرة صح.
نفى برأسه مبتسما :
- لا من بابا ربنا يرحمه لما كنت صغير كنت دايما بشوفه يساعد ماما و يعمل السلطة ديه ويفضل طول اليوم بيمدح نفسه و انا اتعلمتها منه.
شعرت بالحزن اتجاهه خاصة انها عاشت بدون والدها لكن على الاقل قضت معه سنوات طويلة قبل ان يموت اما ليث فتيتم من طفولته..... ارادت تغيير الموضوع فوضعت المكرونة امامه :
- قولي بقى ايه رايك فيها.
تذوقها ليث و هتف وهو يبعث لها قبلة في الهواء :
- بتجنن بس مش كأنك قللتي الاكل المرة ديه انا مش هشبع كده.
رفعت حاجبها باستغراب ثم ضحكت :
- حبيبي انا لو جبت 3 اشخاص تانيين ياكلو معاك هيشبعو ويقولو ده كتير بس انت اللي اللهم صلي على النبي بتاكل قد كده يارب متطلعلكش كرش بس.
مرر يده على عضلات بطنه بلؤم :
- قولتلك من قبل اني بحرق كل اللي باكله في الجيم و عضلاتي كل يوم بتكبر اكتر الكرش هتجي منين ياحبيبتي المهم اني باكل و مبحرمش نفسي من حاجة و بس بقى عشان انا حاسس انك هتحسديني.
ضحكت عليه و هزت رأسها يمينا و شمالا و تابعت تناول طعامها و بعد انتهائها دخلت للمطبخ بينما خرج ليث ووقف امام المسبح و اجرى اتصالا.
ليث بجدية :
- انا عرفت احدد الاماكن اللي ممكن جاسر يكون فيها هبعتهالك يا زياد ع الايميل.
زياد :
- تمام يا ذئب انا هفتش في الاماكن المطلوبة.
هز رأسه و تابع :
- حاجة تانية اتعاملو مع الناس اللي بتثقو فيها تمام الثقة جاسر ممكن يكون حاطط جواسيس بينقولوله المعلومات اللي تخلينا نمسكه انا من غير حاجة شاكك او متأكد من انه بعت حد يراقبني و يراقب تصرفاتي..... لف انظاره في المكان و تابع بهمس :
- مش مطمن ، خايف يتعرضو ل أسيل لما مكنش معاها.
- احم طب ما ده كويس اقصد يعني لو فعلا في حد بيراقبك هنخليه يحس ان مفيش حماية على مراتك و ممكن يتهجم عليها و احنا كده نقدر نمسكه و .....
قاطعه ليث بصراخ حاد :
- انت مجنون مستحيل اعمل من مراتي طعم انا مش فاقد الأمل لدرجة اني اعرض أسيل للخطر علشان تمسكوه !
زياد بعقلانية :
- انا مش بقصد حاجة و مراتك هتبقى في حماية مش هتتأذى بس ده بيساعدنا ف اننا نقفشه ديه قضية خطيرة ومتعلقة بالأمن يعني انت مضطر تعمل اللي عليك عشان نقدر ......
قاطعه مجددا بتهديد :
- اي كان اللي يدخل مراتي في القضية او حتى يفكر يجي جمبها هقتله و ارميه لكلاب الشوارع احمد ربك لانك صاحبي والا كنت ندمتك على كلامك ده اشد الندم اوعى اسمعك بتقول كده تاني كلامي واضح !!
اغلق الخط و استدار ليجد أسيل تقف خلفه اقتربت منه و.....
____________________
دلفت أسيل للحمام النسائي و بعد دقائق كانت تعدل طرحتها وملابسها سمعت صوت الباب يفتح و يغلق ف استدارت لتنصدم عندما رأت رجلا ذو ملامح مريبة ينظر لها بخبث..... بلعت ريقها و تلعثمت :
- ااا الحمام ده ل... للستات انت بتعمل ايه هنا اطلع برا والا هطلب الامن.
ابتسم و اقترب منها ليزداد خوفها كادت تصرخ لكنه كمم فمها و الصقها في الحائط صاحت بكتوم فهمس بشر :
- محدش هيساعدك متحاوليش انا قدرك الأسود ومحدش هينجيكي مني.... !!
جحظت عينيها بفزع فتابع :
- على فكرة انتي مزة اوي انا مشلتش عيني من عليكي من لما دخلتي يا بخت جوزك في جمالك ده اكيد مبسوط معاكي اوي بس ملوش حق يسيبك لوحدك كده هو مش عارف ان في صيادين بيحبو يصطادو الغزالات خاصة الاغنيا زيك.
انهى كلامه وهو ينزع السوار الذي على معصمها و خاتمها حاولت أسيل ابعاده لكنها لم تستطع اتسعت ابتسامته القذرة و اقترب منها اكثر لكن سرعان ما تأوه بألم عندما لكمته بعنف في بطنه ودفعته عنها لتصرخ بغضب :
- انت واحد حقير و ندل ازاي تعمل كده فاكرني هخاف منك !! اتجهت للباب المقفل و ادارت القفل وقبل ان تفتحه و تخرج امسكها و دفعها على الارض !
صرخت أسيل و اغمضت عيناها بخوف لكن فجأة دوى صوت صراخ قوي نظرت له و انصدمت عندما وجدت الرجل يمسك يده التي تنزف بغزارة فهمست وهي تنظر خلفه :
- ليث !
*** قبل دقائق.
خرج ليث ووضع الأكياس الكثيرة في سيارته و دخل مجددا اخرج هاتفه يعبث به الى حين خروجها لكنه انتبه ل أحدهم وهو يدخل لحمام النساء بحذر ، تفاجأ و قبض على يده بعنف و اتجه له لكن الزحمة ابطأت خطواته كثيرا و استطاع الوصول بصعوبة اخرج سلاحه و كتم صوته ليسمع صوت صراخ زوجته فتح الباب بسرعة و انصدم عندما رأى أسيل ملقية على الارض و الاخر يقترب منها ف اشهر سلاحه عليه و اطلق النار على يده دون تردد !
تأوه الرجل بألم فنظرت أسيل لليث و نهضت اقتربت منه وكادت تحتضنه لكنه ابعدها و اتجه للآخر لكم وجهه و ركله في المنطقة تحت الحزام وهو يزمجر بشراسة :
- انت ازااي تتهجم على مراتي يا *** يا **** انا هقتلك ومش هرحمك ! ، امسكه من شعره و القاه على الحوض لينجرح جبينه ثم انقض عليه يضربه بوحشية و أسيل تقف بعيدا تبكي بقوة اجتمع الناس على صوت الصراخ و دخل المدير و رجال الأمن و ابعدوا ليث عنه بصعوبة وهم فزعين من الجثة الهامدة على الارض ، استدار المدير له قائلا باتهام :
- ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا و انتو موجودين ليه !
تحدث ليث من بين اسنانه :
- المفروض انا اللي اسألك ازاي مول كبير زي ده مفيهوش حراسة و الأمن هنا مستهتر لدرجة تخلى الحيوان ده يتهجم على مراتي انتو فايدتكم ايه ها !
تفاجأ المدير لكنه ردد بجدية :
- حضرتك احنا متفهمين موقفك بس مفيش داعي نعمل الدوشة ديه كلها على حاجة بسيطة.
احمرت عيناه بشدة من الاستفزاز الغير مباشر فصرخ :
- حاجة بسيطة هااا لو انت مش عارف بتكلم مين ف احب اقولك اني هقفلكم الزريبة ديه ب اشارة واحدة مني بس قبل ده..... نظر للملقي على الارضية و يكاد يفقد وعيه و تحرك لينقض عليه مجددا لكنه سمع صوتها يهتف ب اسمه بضعف نظر لها وجدها ملتصقة في الحائط و تحتضن جسدها و دموعها تنزل بغزارة فزع و اقترب منها و جذبها لأحضانه هامسا :
- خلاص يا عمري متعيطيش انا هنا مفيش حاجة وحشة هتحصلك.
دفنت وجهها في صدره مرددة بصوت مختنق :
- انا خايفة..... خفت متلحقنيش و تساعدني.... ليث طلعني من هنا انا خايفة.
ربت على ظهرها و قبل رأسها هامسا :
- ماشي هنطلع متخفيش انا جمبك اهدي بس.
تقدم منه المدير و قال باحترام مزيف :
- حضرتك الحادثة ديه اول مرة تحصل معانا المول عليه حراسة مشددة في كل وقت و ده خطأ غير مقصود و احنا هنتصرف معاه و نعاقبه بس...
قاطعه بضيق :
- خلاص ماشي..... اقترب من الرجل و نزع منه ما اخذه من أسيل مهمهما بقسوة :
- المرة ديه انقذوك مني بس اقسم بربي لو شوفت وشك تاني ل أقتلك يا *** من غير ما اتردد.
اخفض رأسه بخزي ووجهه مليئ بالدماء :
- سامحني يا باشا.
رمقه بقرف و عاد ل أسيل وضع الخاتم في اصبعها و السوار على معصمها بحنان و خرج بعدما كرر المدير شكره و اعتذاره لكي لا يقوم هذا " المتوحش " بافتعال مشكلة تضر بسمعة المكان و ايضا كان متعجبا كيف يكون عنيفا معهم و لطيفا مع زوجته هكذا.
خرج ليث و نظر أسيل بابتسامة :
- عايزة نروح على فين دلوقتي.
اجابته بصوت مختنق :
- عايزة ارجع البيت روحني يا ليث.
مرر يده على وجهها بحنان و تمتم :
- خلاص ياحبيبتي انسي اللي حصل انا معاكي اهو وبعدين انا واقع من الجوع متنسيش ان بقالي 5 ساعات بلف معاكي عايز اكل ايه رايك نطلع ناكل فوق بيعملو بيتزا بتجنن.... يلا.
كادت تعترض لكنه سحبها و صعدا للطابق العلوي اخذها لمطعم يقدم الوجبات السريعة و سحب لها الكرسي لتجلس عليه و جلس امامها و طلب بيتزا ايطالية من النوع الفاخر و مشروبات غازية و بدأ يطعم أسيل وهي تضحك :
- انا بعرف اكل لوحدي على فكرة.
ابتسم و ادخل قطعة في فمها مجيبا :
- كلي و اسكتي حد لاقي الدلع و بيقول لأ يا نكدية يا هادمة اللذات و اللحظات الرومانسية.
قهقهت أسيل و أطعمته ايضا فمط شفته بضيق :
- شايفاني ولد علشان تأكليني الناس هيقولو عليا ايه.
أسيل بابتسامة استفزاز :
- عشان البنات اللي قاعدين على الترابيزة قدامنا يعرفو انك غير متاح يا حبيبي.
نظر ليث لطاولة الفتيات و كانت احداهن تبتسم له فبادلها الابتسامة :
- طب والنعمة مزز خاصة ام عيون خضرا ديه.
ضيقت عينيها بغيظ :
- تحب اجبلك رقمها ؟
امسك يدها بلهفة :
- قولي والله بتتكلمي جد !!
وكزته أسيل بقوة و ضحكت فبادلها ليث الضحك وهو سعيد لأنه استطاع اخراجها من حالتها ، طالعته قليلا و هتفت :
- ليث انت ليه بتحميني دايما من كل مشكلة بقع فيها ؟
استغرب سؤالها لكنه رد :
- انتي حبيبتي و انا مستعد اضحي بنفسي علشانك و مستعد اعمل كل حاجة علشان تفضل الابتسامة الحلوة ديه منورة وشك.
ادمعت عيني أسيل و هتفت :
- بس انا غلطت معاك كتير و عملت حاجات ضايقتك و.....
قاطعها ليث بجدية وهو يمسك يدها :
- حتى انا غلطت في حقك ومكنتش بفهم عليكي يا أسيل بس ده ميعنيش ان حبي ليكي يقل مستحيل اصلا لأن كل يوم عشقي ليكي بيزيد و هفضل احميكي من هنا ل اخر نفس و ده مش مجرد كلام انا بقول الحقيقة.
ضغط على يدها و قبلها ببطئ و رقة جعلت أسيل تتوتر خاصة ان هناك من يتابعهم حيث سمعت احداهن تكلم صديقتها :
- شايفة الشاب اللي قاعد هناك مع البنت الواضح انها مراته بصيلهم وهو بيدللها ياااه لو الاقي واحد زيه امور و حنين كده.
ضحكت صديقتها و قالت :
- ماشاء الله انا هاين عليا اخطفه منها دلوقتي و اتجوزه.
ابتسمت أسيل و همست :
- مش وقته الناس كلها بتبصلنا.
ليث بابتسامة جميلة :
- انا مش بتكسف من اني اظهر عشقي ليكي قدام حد و بعدين انتي حبيبتي في اي وقت واي مكان محدش ليه دعوة بينا ، خلصتي أكل نروح ؟
- اه عايزة اروح الملاهي.
نهض ليث و دفع الحساب و امسك يد زوجته و خرجا اخذها للملاهي و قضيا وقتا ممتعا و ركبا اكثر من لعبة و اشترى لها كل ما تريده ليضحك بعدما رآها تأكل الايس كريم بسعادة طفولية :
- ههههه حاسس اني جاي مع طفلة والله اول مرة بشوف الجانب ده منك.
أسيل :
- لسه مشوفتش حاجة خاصة الجانب المادي انا هتسبب في افلاسك ههههههه.
- ايوة ما انا قلت اني جاي من دبي مصدقتنيش.
ضحكا سوية و مر الوقت سريعا حتى حل الظلام عاد ليث معها للمنزل و دخل للحمام اما أسيل فكانت تغير ملابسها عندما ناداها من الداخل يطلب المنشفة احضرتها له و فتحت الباب قليلا :
- خد.
امسك ليق يدها بخبث :
- ما تجي تاخدي شاور معايا.
ضحكت بخفة و اغلقت الباب :
- خود لوحدك انا رايحة اعملك حاجة تاكلها عشان متقولش اني كسولة ومبعرفش اعمل حاجة.
نزلت للمطبخ و اعدت العشاء و عندما صعدت اليه وجدته نائما بعمق و ملامحه بريئة كالأطفال ابتسمت ولم ترد ايقاظه و ازعاجه ف استلقت بجانبه هي ايضا تتذكر مواقف هذا اليوم ، تلمست وجنته هامسة :
- شكرا لأنك في حياتي و شكرا عشان حبيتني للدرجة ديه ، انا بحبك.
_______________________
في شقة في الاسكندرية.
كان نائما عندما رن هاتفه ف اجاب بسرعة :
- ايه الاخبار عرفت تخطفها ؟
- للأسف لا يا جاسر ياشا من لما طلعت و الذئب مش سايبها ثانية طول الوقت معاها حتى لما دخلت الحمام و كنت هدخل وراها جه واحد و حاول يتهجم عليها و....
قاطعه جاسر بانتباه :
- يتهجم عليها ؟ مين ده !
- واحد شكله حرامي اتهجم عليها و كان هيسرقها بس الذئب انقذها وبعدها فضل ماسكها و من شويا رجعو على البيت.
مسح على وجهه بضيق و صرخ :
- يعني انا كلفتك بمهمة ومعرفتش تنفذها كنت تضربه و تاخد أسيل غصب ! عمتا افضل راقبهم و انتهز اي فرصة تكون فيها لوحدها و اوعى حد ياخد باله من وجودك مفهوم !
اغلق الخط بغضب و القى الهاتف على السرير :
- وبعدين بقى ليث هيفضل لازق فيها طول الوقت بس لحد امتى هتحميها مسيرك تسيبها لوحدها وقتها انا مش هتأخر لحظة و اخذها منك و ابقى وريني هتحميها مني ازاي ههههههه.
______________________
في اليوم التالي.
في احدى الفنادق في شرم الشيخ كان يجلس مستندا على باب الشرفة وهو عاري الصدر و نور تجلس في حضنه ترتدي قميصه و تلعب بخصلات شعرها بعبوس ف ابتسم :
- مالك ليه هادية كده مش من عوايدك.
اجابته بتذمر طفولي :
- يعني مش عارف انت نسيت لما زعقتلي امبارح قدام الناس !!
تذكر فارس عندما اصرت على نزول البحر المليئ بالرجال لكنه اعترض فعاندت معه و استغفلته و دخلت ليوبخها بقوة..... ابتسم و قبل وجنتها هامسا :
- طب مانتي بردو نرفزتيني قولتلك متنزليش و هبقى اوديكي البيسين تعومي براحتك بس انتي اصريتي و خليتي الرجالة كلها تتفرج عليكي و جسمك كله باين احمدي ربك لاني زعقتلك بس و معملتش حاجة تانية و بعدين انا صالحتك بليلة حلوة اوي معقولة لسه زعلانة.... حبيبتي انا ممكن اتقبل كل اخطائك و استحمل تصرفاتك بس الا غيرتي عليكي متستفزنيش بيها.
نفخت خديها بحزن و قالت :
- انت واحد خنيق انا مبعرفش حبيتك على ايه.
شدد على خصرها ضاحكا :
- عشان انا بحبك يا نور عيني.
ابتسمت على الاسم الذي يطلقه عليها دائما و فجأة عبست :
- فارس هو مفيش جديد على جاسر ؟
تضايق من سيرته فتنهد :
- لأ لسه.... بتسألي ليه ؟
- عادي فضول..... فارس أسيل وحشاني اوي ممكن ترن عليها و تخليني اكلمها بليييز متقولش لأ بليييز.
ضحك فارس و قرص وجنتها بخفة ثم اخذ هاتفه الملقي على الأرض واتصل بشقيقته منتظرا الرد.....
في ذلك الوقت كانت أسيل نائمة مع ليث بعمق سمعت رنين هاتفها ففتحت عيناها بكسل و عندما رأت اسم المتصل اجابت بسرعة :
- فارس اخويا ازيك انا مش مصدقة اتك اتصلت.
فارس بحب :
- حبيبة قلب اخوكي وحشتيني اوي والله ازيك عاملة ايه معلش نور اصرت نكلمك.
- طبعا انتو بتقدرو تتصلو في اي وقت يا حبيبي... ازيك يا نور.
نور بسعادة :
- انا مية مية ياحبيبتي وانتي عاملة ايه اكيد مبسوطة مع جوزك في شهر العسل صح.
فارس :
- ههههه صحيح هو فينه مش راضي يكلمنا ولا ايه.
- لا ابدا ليث نايم ومبتوقعش يصحى دلوقتي.
نور بخبث :
- اممم نايم قولتيلي يا ترى ليه هاهاها.
خجلت أسيل من كلامها امام شقيقها هكذا لتشعر فجأة بالهاتف يسحب من يدها فتح الاسبكير و قال :
- فارس انت ليه مقولتليش عن العذاب اللي هتعذبه لما اعمل شوبينج مع اختك ده انا طول اليوم و انا بلف معاها.
قهقه بشدة واردف :
- خلاص انا عرفت مالك عمتا ده جزء صغير من اللي هيتعمل فيك لسه التقيل جاي ورا و هتفسلك باذن الله.
تحدثت أسيل بتذمر :
- على فكرة انتو زودتوها جدا مش للدرجة ديه يعني.... فارس انت هتحفل عليا !!
- ههههه مين انا لالا ابدا يا قلبي استغفر الله انا بتكلم على نور وبعدين هضايقك ليه وانا مستني اسمع صوتك من فترة ها.
نور بتذكر :
- صحيح يا أسيل انتو هتنزلو الاسكندرية امتى عشان ننزل معاكم.
أسيل : ههههه لحقتي تزهقي من فارس لالا سمعة اخويا على المحك.
فارس بضيق مصطنع :
- سمعة ايه يابت احترمي نفسك ههههه نور اصلا مدايقة من لما عرفت ان ج.....
قاطعه ليث بسرعة :
- بقولك ايه اقفل بقى لاني مشغول مع مراتي ومش فاضيين هنبقى نتصل بعدين باي.
تفاجأت أسيل لكن فارس ادرك انه تعمد ان يقاطعها عندما كان سيتحدث عن جاسر فتمتم :
- ماشي يا ليث خد بالك من اختي كويس باي حبيبتي.
- باي حبيبي باي نور.
اغلقت الخط و نظرت له بعتاب :
- ليه قولتله كده والله كسفتني.
نظر لها باقتضاب ولم بعلق فسألته باستغراب :
- انت بتبصلي كده ليه ؟
غمغم بجدية وهو يقربها منه :
- متقوليلوش حبيبي تاني انا بس اللي حبيبك ممنوع تقوليها لفارس.
رفعت حاجبها بتعجب :
- بتتكلم جد فارس اخويا و متعودة اقوله حبيبي.... انت غيران ؟
رد عليها بضيق :
- اه غيران و اسمعي الكلام احسن ااا...
قاطعته بضحكة وهي تجاريه في غيرته الزائدة :
- حاضر هسمع الكلام ومش هقول حبيبي الا ليك انت تمام ؟ يلا انا هقوم اخد شاور و بعدين اعملك الغدا انت امبارح نمت قبل ما تاكل.
جذبها من خصرها و همس :
- وانا كمان عايز اخد شاور بس معاكي.... تعالي.
فزعت من كلامه و تلعثمت :
- ااانا لا طبعا مستحيل.
غمغم بصلابة مزيفة :
- انا قلت ايه مش هعيد كلامي مرتين.... يلا.
امسك يدها و جذبها لتنهض معه فضربت الارض بقدمها ودخلت معه.....
بعد مدة كانت في المطبخ تعد الطعام و تدندن و ليث مستند على الحائط يتأملها بإعجاب كانت ترتدي فستان قصير للغاية باللون الأبيض ذو حمالات رفيعة و ترفع شعرها الأسود المبلل للاعلى مثبتة اياه بدبوس وتتحرك بإنسيابية شديدة فكانت مغرية حقا ، اقترب منها و احتضنها من الخلف قائلا :
- عملتي ايه غدا.
أسيل بابتسامة خفيفة :
- مكرونة بالبيشاميل و فراخ و بطاطا محمرة معاها مايونيز و كاتشاب عايز حاجة تانية.
- اممم سلطة خضار انا بحبها.
عقدت حاجبيها و استدارت له :
- سلطة خضار ؟ خضار !! يعع انا مبحبهاش.
ضحك ليث و قال :
- خلاص انا هعملها و هخليكي تاكليها وتطلبيها تاني.
- ههههه انا عمري ما اكلتها هاكلها دلوقتي يعني انسى.
نظر لها بتحدي ثم اخرج الخضر من الثلاجة و اردف وهو يقطعها ( شكله زي اللي في الصورة اللي نزلتها ) :
- تعرفي يا أسيل ان الطبخ فن و انا ك ليث مبعرفش اعمل حاجة غير الاندومي و السلطة و بعتبرهم دليل على موهبتي عارفة ليه عشان انا بتعب عليهم اوي مثلا دلوختعبت وانا بقطع عشان كده انتي هتساعديني قطعي البطاطا و الجزر و الفاصوليا قطع صغيرة عايزهم و اسلقيهم في ماية و ملح.
فعلت ما قاله لها وتركتهم في الثلاجة بينما هو يمزج الثوم مع الذرة المعلبة والمايونيز و الخل و الملح و الفلفل و الزعتر البري واللبن و الليمون ووضع الخليط على الخضار حتى تجانست جيدا مع كمية المايونيز الكبيرة التي وضعها و زين الطبق بالذرة من فوق و عندما انتهى عدل تيشرته بغرور :
- مين الشيف الشربيني ناو ! يلا نحط الأكل.
اومأت ووضعت الأطباق على السفرة و اخذت الشوطة و تذوقت السلطة لتردد بدهشة :
- الله ديه حلوة اوي انت شيف فعلا اتعلمت الطريقة منين اكيد من ماما زهرة صح.
نفى برأسه مبتسما :
- لا من بابا ربنا يرحمه لما كنت صغير كنت دايما بشوفه يساعد ماما و يعمل السلطة ديه ويفضل طول اليوم بيمدح نفسه و انا اتعلمتها منه.
شعرت بالحزن اتجاهه خاصة انها عاشت بدون والدها لكن على الاقل قضت معه سنوات طويلة قبل ان يموت اما ليث فتيتم من طفولته..... ارادت تغيير الموضوع فوضعت المكرونة امامه :
- قولي بقى ايه رايك فيها.
تذوقها ليث و هتف وهو يبعث لها قبلة في الهواء :
- بتجنن بس مش كأنك قللتي الاكل المرة ديه انا مش هشبع كده.
رفعت حاجبها باستغراب ثم ضحكت :
- حبيبي انا لو جبت 3 اشخاص تانيين ياكلو معاك هيشبعو ويقولو ده كتير بس انت اللي اللهم صلي على النبي بتاكل قد كده يارب متطلعلكش كرش بس.
مرر يده على عضلات بطنه بلؤم :
- قولتلك من قبل اني بحرق كل اللي باكله في الجيم و عضلاتي كل يوم بتكبر اكتر الكرش هتجي منين ياحبيبتي المهم اني باكل و مبحرمش نفسي من حاجة و بس بقى عشان انا حاسس انك هتحسديني.
ضحكت عليه و هزت رأسها يمينا و شمالا و تابعت تناول طعامها و بعد انتهائها دخلت للمطبخ بينما خرج ليث ووقف امام المسبح و اجرى اتصالا.
ليث بجدية :
- انا عرفت احدد الاماكن اللي ممكن جاسر يكون فيها هبعتهالك يا زياد ع الايميل.
زياد :
- تمام يا ذئب انا هفتش في الاماكن المطلوبة.
هز رأسه و تابع :
- حاجة تانية اتعاملو مع الناس اللي بتثقو فيها تمام الثقة جاسر ممكن يكون حاطط جواسيس بينقولوله المعلومات اللي تخلينا نمسكه انا من غير حاجة شاكك او متأكد من انه بعت حد يراقبني و يراقب تصرفاتي..... لف انظاره في المكان و تابع بهمس :
- مش مطمن ، خايف يتعرضو ل أسيل لما مكنش معاها.
- احم طب ما ده كويس اقصد يعني لو فعلا في حد بيراقبك هنخليه يحس ان مفيش حماية على مراتك و ممكن يتهجم عليها و احنا كده نقدر نمسكه و .....
قاطعه ليث بصراخ حاد :
- انت مجنون مستحيل اعمل من مراتي طعم انا مش فاقد الأمل لدرجة اني اعرض أسيل للخطر علشان تمسكوه !
زياد بعقلانية :
- انا مش بقصد حاجة و مراتك هتبقى في حماية مش هتتأذى بس ده بيساعدنا ف اننا نقفشه ديه قضية خطيرة ومتعلقة بالأمن يعني انت مضطر تعمل اللي عليك عشان نقدر ......
قاطعه مجددا بتهديد :
- اي كان اللي يدخل مراتي في القضية او حتى يفكر يجي جمبها هقتله و ارميه لكلاب الشوارع احمد ربك لانك صاحبي والا كنت ندمتك على كلامك ده اشد الندم اوعى اسمعك بتقول كده تاني كلامي واضح !!
اغلق الخط و استدار ليجد أسيل تقف خلفه اقتربت منه و.....
الفصل الثامن والثلاثون ( الجزء الثاني ) : خوف.
_______________________
اغلق الخط و استدار ليجد أسيل تقف خلفه اقتربت منه و سألته بقلق :
- انت كنت بتزعق على مين وليه متنرفز كده في ايه ؟
غمغم بجفاء وهو يبعد وجهه عنها :
- مفيش شوية مشاكل في الشغل متشغليش بالك.
- بس ااا....
قاطعها بنظرة مميتة و صاح :
- قولتلك مفيش حاجة انتي مبتفهميش و بتزني عليا كده ليه !!
انتفضت من صراخه و تراجعت للخلف فهي تفزع منه كثيرا عندما يكون غاضبا هكذا ، اخفضت رأسها وهمست :
- انا بس كنت بسأل عشان اطمن مش قصدي اضايقك.
التفت و دلفت للمنزل مسرعة بينما زفر ليث بخنق متمتما :
- تاااني مش كنت سيطرت على عصبيتك وخلصت منها ليه رجعت تتعصب و أسيل مالها ليه تزعقلها كده اوووف.
دخل خلفها و صعد للأعلى ليجدها تجرب الملابس التي اشترتها و عندما رأته ادعت التجاهل ووضعت احدى الفساتين على جسدها و نظرت في المرآة ، ابتسم ليث هاتفا :
- مش هتوريني جبتيلي ايه.
أسيل بهدوء :
- هتلاقي اللي يخصك في الدولاب شوفهم بنفسك ....... اخرجت قميص نوم اسود دون ان تنتبه ووضعته على جسدها بدون تركيز التمعت عيناه برغبة عندما تخيله عليها ف اقترب منها حتى التصق بها من الخلف و تشدق بنبرة خافتة :
- اللون الاسود بيطلع حلو عليكي ابقي البسيه ليا بالليل.
طالعته بعدم فهم و نظرت لما تحمله فشهقت بخفة و اعادته للخزانة مرددة :
- ماهو ده اللي انت شاطر فيه زعقلي و اتنرفز عليا بعدين تعالى عاكسني عشان....
قاطعها عندما جذبها اليه ووضع رأسها على صدره بحنان :
- متزعليش مني انتي عارفة عصبيتي مش قصدي.
مطت أسيل شفتها بحزن :
- انا مش زعلانة منك بالعكس انا كنت عايزة اهون عليك و اطمن بس خفت لما زعقتلي.... عصبيتك بتخوفني يا ليث بخاف اوي لما تقلب عليا.
مرر يده على شعرها و قبله بحب :
- متخفيش انا مهما كنت ف اسوء حالاتي مستحيل اأذيكي انا درك و سندك يا أسيل مينفعش تخافي مني ابدا ماشي.
اومأت بنعم ف ابعدها عنه و ضحك :
- يلا اضحكي بقى و خلينا ننزل البيسين نبلبط في الماية شويا.
ضحكت أسيل و اردفت :
- انزل انت و انا هحصلك .... عاملالك مفاجأة حلوة.
- اممم انا بعشق مفاجآتك هستناكي على نار يا قمر.
نزل للاسفل بعدما نزع تيشرته و غطس في الماء يسبح و بعد دقائق خرجت أسيل..... تصنم مكانه و فغر فاهه مما يرى كانت ترتدي مايوه قطعتين يظهر بكثيير مما يخفي و تسدل شعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها و تمشي اتجاهه بخطوات رشيقة جعلته يود الانقضاض عليها في الحال !!
غطست أسيل في الماء و اقتربت منه ورغم خجلها امام نظراته المفترسة الا انها تشجعت ووضعت يدها على صدره العاري هامسة بإغراء :
- في ايه يا حبيبي انت كويس.
بلع ريقه بصعوبة و اجابها :
- هبقى كويس منين و النار قايدة في جسمي يخربيتك انا مكنتش متخيل انك.....
قطعته بقبلة رقيقة على شفته وقالت :
- مش هتعلمني السباحة.
- اكيد هعلمك بس يارب مغرقش من المنظر ده.
لف يده على خصرها و بدأ يسبح معها وجسده ملتصق في جسدها وهي تتعمد اغراءه حتى فقد سيطرته وانقض عليها يقبلها بقوة و شغف في انحاء جسدها ابتسمت أسيل بخبث و همست :
- نطلع لفوق ؟
- يلا ، حملها بين يديه و صعدا للغرفة وضعها على السرير و تابع تقبيلها وهي تبادله حتى تمتمت :
- ليث.
همهم بتخدير وهو يرخي يديه :
- قلبه.
ابتسمت باتساع و اجابته :
- الف مبروك عليك المقلب تعيش وتاخد غيرها.
انهت كلامها وهي تدفعه بقوة و تهرع للحمام لتقفل الباب عليها انصدم ليث مما فعلته و طرقه بغضب :
- ايه الهبل لللي بتعمليه ده.
ضحكت أسيل من الداخل و اردفت :
- عشان تعرف تزعقلي تاني ده كان عقاب صغير بس ههههههه.
قضب حاجبيه و ركل الباب :
- انتي فاكرة نفسك كسبتي ازاي تعملي كده عمتا مش هتفضلي طول عمرك في الحمام مسيرك تطلعي وقتها شوفي هعمل فيكي ايه.
- ههههه مش خايفة.
زفر بعصبية و ذهب ليستلقي على الفراش و يغمض عيناه ابتسمت أسيل بانتصار و اخذت حماما طويلا ثم لفت المنشفة على جسدها و خرجت كانت الغرفة مظلمة و استغربت لرؤيتها ليث نائم اقتربت منه و حركت كتفه :
- ليث.... ليث انت نمت.
لم يجب عليها فهزت كتفيها :
- احسن علشان اااااه.
صاحت بخضة عندما استدار لها و رفع يداه و رماها على السرير و انحنى عليها و ملامحه لا تنذر بالخير اطلاقا فزعت بقوة منه فغمغم :
- انا قلت ايه على النقالب و التصرفات الغبية ديه مش انا قلت ممنوع تتحديني و تعملي حاجة تضايقني تاني .
تلعثمت برعب منه :
- ك ك كنت بهزر.... والله كنت بهزر.
شد خصلة من شعرها و جذبها اليه فتأوهت :
- والله العظيم كنت بهزر يا ليث.
هز رأسه بتوعد ثم كبل يداها ورفعهما هامسا :
- بتعاقبيني ها.... انا هوريكي العقاب على اصوله.
بلعت ريقها بارتجاف و اغمضت عيناها لتتسع ابتسامته الخبيثة و يقترب منها اكثر.....
بعد فترة ابتعد عنها و جذبها لحضنه لتقول :
- انا بكرهك على فكرة.
ليث وقد قبل وجنتها :
- وانا بمووت فيكي على فكرة يا حبيبة قلبي و عمري كله.
ابتسمت أسيل لكنها عبست مجددا :
- انت اللي زعقتلي.... قولي يا ليث انت مخبي عني حاجة.
تجهمت ملامحه و تجاهل سؤالها لتتابع :
- انا حاسة انك مخبي عني حاجة مهمة ليه دايما لما يجيلك اتصال بتبعد و تتكلم براحة اوي و تتنرفز انا لاحظت ده اكتر من مرة في ايه !!
ليث بصوت قاتم :
- شوية مشاكل في الشغل يا أسيل يعني حاجة مش بتخصك.
نفخت خدها بضجر و همست :
- ايه الدراغولا اللي بيقلب في لحظة ده ماله بقى دبش كده يووه شكلي مش هعرف حاجة منه.
سمعها ليث فهتف بجدية :
- بتبرطمي بتقولي ايه سمعيني كده.
ابتسمت باصطناع مجيبة :
- مبقولش حاجة انا ساكتة اهه و هنام.
قهقه بخفة عليها و احتضنها بقوة مرددا :
- بحبك يا مجنونة.
_______________________
بعد مرور اسبوع.
قضى ليث ايامه مع أسيل في المنزل الصيفي ولم يتركها للحظة واحدة مما جعل جاسوس ليث يفشل في اختطافها من بين يدي الذئب.
نور و فارس يعيشان احلى ايام مع بعضهما و بما ان السنة الدراسية اقتربت فقد بدأ يذاكر لها وسط تذمرها لكنه يقنعها بأن هذا افضل حيث لن تجد صعوبة في المناهج مقدما.
سارة يزداد حبها لزياد يوما عن يوم وهو كذلك و الان بقي على زواجهما اسبوع واحد.
______________________
في يوم جديد.
ركبت في السيارة بجانبه و قالت :
- اخيرا هنرجع الاسكندرية ماما و مامتك وحشوني اووي.
ليث بهدوء :
- ليه مكنتيش فرحانة وانتي معايا هنا.
هزت رأسها و استندت على كتفه :
- طبعا انا عشت احلى ايام حياتي معاك هنا اصلا كل اجازة هنجي تاني..... ابتسم و تابع قيادته و بعد ساعات وصل للاسكندرية اخذها اولا ل منزل والدتها وكان فارس و نور قد عادا سلمت عليهم بحرارة ثم اتجها للفيلا الخاصة به و رحبت بهما زهرة بسعادة و احتضنت أسيل وهي تردد :
- حبيبة قلبي وحشتيني اووي كده تطولي الغيبة علينا.
أسيل بصدق :
- وانتي كمان يا ماما وحشتيني بس ليث مكنش راضي يجي ده حتى اقنعته بالعافية اننا ننزل.
نظرت له بمشاغبة وضربت كتفه :
- قليل الادب ده ماهو عايز يستفرد بيكي بقى.
ابتسم ليث وحدث نفسه :
- مكنتش عايز ارجع لحد ما نلاقي جاسر بس لو فضلت اكتر أسيل كانت هتشك وكمان فرح زياد قرب مينفعش مننزلش ، حمحم و هتف بمرح :
- كلامك صح ماما ياحبيبتي لو مصممتش نجي مكنتش هفكر فيكم تاني خااالص و بعدين مش شايفة الجواز جاي على صحتي ازاي.
زهرة : صحة ايه بقى انا شايفة انك نقصت كام كيلو انت كنت بتصوم ولا ايه.
- لا بس أسيل مكنتش بتعملي أكل كنت مقضيها اندومي و سلطات لحد ما كان يغمى عليا من الجوع.
شهقت أسيل بدهشة :
- نعم انا مكنتش اعملك تاكل ده انا كنت شويا و هفتح مطعم من كتر اللي بطبخه انت كداب.
رمقها بحدة مغمغما :
- افندم انتي بتقولي عليا كداب ؟
زهرة بدفاع :
- تقول اللي عايزاه انت مالك انت.
ابتسمت باستفزاز و بدأت تلعب بحاجبيها فضحك بخفة و صعد لغرفته و بعد قليل صعدت خلفه.... احتضنته من الخلف بقوة :
- ليث انا بحبك.
ابتسم و التفت اليها :
- وانا بعشقك بس اشمعنا بتقوليلي الكلام ده دلوقتي.
هزت كتفيها بتلقائية :
- مش عارفة حسيت اني لازم اقولك انا بحبك قد ايه..... و لو لفيت العالم كله مش هلاقي واحد ب اخلاقك و رجولتك و حبك و حنانك.
احتضن وجهها بيديه متمتما :
- وانا مهما لفيت الدنيا كلها مش هلاقي بنت زيك يا حبي الاول و الاخير هفضل احبك ل اخر نفس فيا حتى لما اموت عايز اموت في حضنك.
اختفت ابتسامتها و رددت بضيق :
- ليث متتكلمش على الموت احنا هنعيش مع بعض كتييير اوي.
ليث :
- بس الموت حق علينا كلنا و انا راضي باليوم اللي ربنا يرد فيه امانته.
ضربت صدره بقوة :
- ليث لو بتحبني متجيبش سيرة الموت تاني ارجوك ، القت نفسها في احضانه و تابعت :
- انا بموت من غيرك..... بموت من غير ما اشوفك او اسمع صوتك و انت بتعترفلي بمشاعرك و وانت بتقرا قرآن بموت لو ملقتكش جمبي انا عايشة علشانك يا ليث.... متتكلمش على الموت مش هستحمل حاجة تبعدني عنك.
لف يداه عليها و جذبها اليه بقوة و دفن رأسه في عنقها هامسا :
- بحبك يا أسيل.... بحبك ومبقدرش اعيش من غيرك ثانية واحدة.
نزلت دموعها بخوف لا تعلم سببه و انقبض قلبها بمجرد تخيلها انه سيحصل له مكروه..... هزت رأسها بنفي تنكر ما تفكر به ثم ابتعدت عنه واردفت :
- انا تعبانة و عايزة انام ممكن تنام جمبي.
- ماشي تعالي.
امسك بيدها و استلقيا على الفراش وضعت رأسها على صدره لتغرق في النوم سريعا اما هو فظل يتأمل ملامحها ثم نهض و ارتدى ملابسه و خرج نزل للأسفل و غادر بعدما اوصى زهرة على أسيل و ذهب لمركز المخابرات.
بعد ساعة استيقظت أسيل ولم تجد ليث بجانبها ادركت انه خرج ف اتصلت بسارة و عندما اجابت هتفت بعبوس :
- الحيوانة اللي نسيتني ومش معبراني ب اتصال.
سارة بضحكة :
- هههههه هتصل بيكي ازاي وانتي فشهر العسل مع جوزك.
- لا احنا رجعنا خلاص اهه و في البيت دلوقتي.
سارة بسعادة :
- بجد ! طب انا هستأذن من بابا و اجيلك.
أسيل بنفي :
- لالا انا اللي هجيلك في كام سؤال فبالي اكيد انتي عارفة اجابته عايزة اسمعهم و هاخد راحتي لو مكنش في حد يقاطعنا.
- لا اوعى متخرجيش من البيت يا أسيل.
- ليه بقى ؟
اجابتها بارتباك :
- ااا انتي مخدتيش إذن جوزك و هيضايق منك متجيش انا اللي هجيلك بنفسي.
تجهم وجهها فتشدقت :
- اشمعنا يعني انا هجي يعني هجي نص ساعة و هبقى عندك و اه هسأل ليث قبل ما اجي باي.
اغلقت الهاتف وحدثت نفسها :
- ليث بيحكي كل حاجة ل زياد و زياد اكيد بيقول لسارة اللي بيحصل انا هسألها بقى ممكن اعرف ايه اللي مضايقه كده ، ارتدت ملابسها و فكرت ب ان تتصل بليث لكنها تراجعت خوفا من ان يمنعها نزلت للأسفل ووجدت زهرة فقالت :
- ماما انا طالعة.
زهرة باستغراب :
- على فين الوقت متأخر و ليث هيتعصب لو جه وملق.....
قاطعتها بكذب :
- انا رايحة لسارة و استأذنت منه حتى اتصلي و اسأليه.
طالعتها قليلا ثم اشاحت وجهها :
- مدام سألتيه يبقى براحتك روحي بس متتأخريش انتي عارفة ليث اذا جه قبلك هيحصل ايه.
- حاضر يا ماما انا رايحة باااي.
غادرت المنزل و ركبت سيارتها و انطلقت بها بسرعة وبعد دقائق ظهرت سيارة امامها انتفضت و ضغطت على المكابح في الوقت المناسب ، ترجلت من سيارتها بغضب و قبل ان تتحرك شعرت بمنديل يوضع على انفها صاحت بصوت مكتوم لكنها لم تستطع التحمل اكثر فاستسلمت و فقدت وعيها.....
نظر لها وهي بين يديه و ابتسم بشر حملها بسرعة و اخذها لسيارته..... منطلقا لمكان مجهول !!
______________________
_______________________
اغلق الخط و استدار ليجد أسيل تقف خلفه اقتربت منه و سألته بقلق :
- انت كنت بتزعق على مين وليه متنرفز كده في ايه ؟
غمغم بجفاء وهو يبعد وجهه عنها :
- مفيش شوية مشاكل في الشغل متشغليش بالك.
- بس ااا....
قاطعها بنظرة مميتة و صاح :
- قولتلك مفيش حاجة انتي مبتفهميش و بتزني عليا كده ليه !!
انتفضت من صراخه و تراجعت للخلف فهي تفزع منه كثيرا عندما يكون غاضبا هكذا ، اخفضت رأسها وهمست :
- انا بس كنت بسأل عشان اطمن مش قصدي اضايقك.
التفت و دلفت للمنزل مسرعة بينما زفر ليث بخنق متمتما :
- تاااني مش كنت سيطرت على عصبيتك وخلصت منها ليه رجعت تتعصب و أسيل مالها ليه تزعقلها كده اوووف.
دخل خلفها و صعد للأعلى ليجدها تجرب الملابس التي اشترتها و عندما رأته ادعت التجاهل ووضعت احدى الفساتين على جسدها و نظرت في المرآة ، ابتسم ليث هاتفا :
- مش هتوريني جبتيلي ايه.
أسيل بهدوء :
- هتلاقي اللي يخصك في الدولاب شوفهم بنفسك ....... اخرجت قميص نوم اسود دون ان تنتبه ووضعته على جسدها بدون تركيز التمعت عيناه برغبة عندما تخيله عليها ف اقترب منها حتى التصق بها من الخلف و تشدق بنبرة خافتة :
- اللون الاسود بيطلع حلو عليكي ابقي البسيه ليا بالليل.
طالعته بعدم فهم و نظرت لما تحمله فشهقت بخفة و اعادته للخزانة مرددة :
- ماهو ده اللي انت شاطر فيه زعقلي و اتنرفز عليا بعدين تعالى عاكسني عشان....
قاطعها عندما جذبها اليه ووضع رأسها على صدره بحنان :
- متزعليش مني انتي عارفة عصبيتي مش قصدي.
مطت أسيل شفتها بحزن :
- انا مش زعلانة منك بالعكس انا كنت عايزة اهون عليك و اطمن بس خفت لما زعقتلي.... عصبيتك بتخوفني يا ليث بخاف اوي لما تقلب عليا.
مرر يده على شعرها و قبله بحب :
- متخفيش انا مهما كنت ف اسوء حالاتي مستحيل اأذيكي انا درك و سندك يا أسيل مينفعش تخافي مني ابدا ماشي.
اومأت بنعم ف ابعدها عنه و ضحك :
- يلا اضحكي بقى و خلينا ننزل البيسين نبلبط في الماية شويا.
ضحكت أسيل و اردفت :
- انزل انت و انا هحصلك .... عاملالك مفاجأة حلوة.
- اممم انا بعشق مفاجآتك هستناكي على نار يا قمر.
نزل للاسفل بعدما نزع تيشرته و غطس في الماء يسبح و بعد دقائق خرجت أسيل..... تصنم مكانه و فغر فاهه مما يرى كانت ترتدي مايوه قطعتين يظهر بكثيير مما يخفي و تسدل شعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها و تمشي اتجاهه بخطوات رشيقة جعلته يود الانقضاض عليها في الحال !!
غطست أسيل في الماء و اقتربت منه ورغم خجلها امام نظراته المفترسة الا انها تشجعت ووضعت يدها على صدره العاري هامسة بإغراء :
- في ايه يا حبيبي انت كويس.
بلع ريقه بصعوبة و اجابها :
- هبقى كويس منين و النار قايدة في جسمي يخربيتك انا مكنتش متخيل انك.....
قطعته بقبلة رقيقة على شفته وقالت :
- مش هتعلمني السباحة.
- اكيد هعلمك بس يارب مغرقش من المنظر ده.
لف يده على خصرها و بدأ يسبح معها وجسده ملتصق في جسدها وهي تتعمد اغراءه حتى فقد سيطرته وانقض عليها يقبلها بقوة و شغف في انحاء جسدها ابتسمت أسيل بخبث و همست :
- نطلع لفوق ؟
- يلا ، حملها بين يديه و صعدا للغرفة وضعها على السرير و تابع تقبيلها وهي تبادله حتى تمتمت :
- ليث.
همهم بتخدير وهو يرخي يديه :
- قلبه.
ابتسمت باتساع و اجابته :
- الف مبروك عليك المقلب تعيش وتاخد غيرها.
انهت كلامها وهي تدفعه بقوة و تهرع للحمام لتقفل الباب عليها انصدم ليث مما فعلته و طرقه بغضب :
- ايه الهبل لللي بتعمليه ده.
ضحكت أسيل من الداخل و اردفت :
- عشان تعرف تزعقلي تاني ده كان عقاب صغير بس ههههههه.
قضب حاجبيه و ركل الباب :
- انتي فاكرة نفسك كسبتي ازاي تعملي كده عمتا مش هتفضلي طول عمرك في الحمام مسيرك تطلعي وقتها شوفي هعمل فيكي ايه.
- ههههه مش خايفة.
زفر بعصبية و ذهب ليستلقي على الفراش و يغمض عيناه ابتسمت أسيل بانتصار و اخذت حماما طويلا ثم لفت المنشفة على جسدها و خرجت كانت الغرفة مظلمة و استغربت لرؤيتها ليث نائم اقتربت منه و حركت كتفه :
- ليث.... ليث انت نمت.
لم يجب عليها فهزت كتفيها :
- احسن علشان اااااه.
صاحت بخضة عندما استدار لها و رفع يداه و رماها على السرير و انحنى عليها و ملامحه لا تنذر بالخير اطلاقا فزعت بقوة منه فغمغم :
- انا قلت ايه على النقالب و التصرفات الغبية ديه مش انا قلت ممنوع تتحديني و تعملي حاجة تضايقني تاني .
تلعثمت برعب منه :
- ك ك كنت بهزر.... والله كنت بهزر.
شد خصلة من شعرها و جذبها اليه فتأوهت :
- والله العظيم كنت بهزر يا ليث.
هز رأسه بتوعد ثم كبل يداها ورفعهما هامسا :
- بتعاقبيني ها.... انا هوريكي العقاب على اصوله.
بلعت ريقها بارتجاف و اغمضت عيناها لتتسع ابتسامته الخبيثة و يقترب منها اكثر.....
بعد فترة ابتعد عنها و جذبها لحضنه لتقول :
- انا بكرهك على فكرة.
ليث وقد قبل وجنتها :
- وانا بمووت فيكي على فكرة يا حبيبة قلبي و عمري كله.
ابتسمت أسيل لكنها عبست مجددا :
- انت اللي زعقتلي.... قولي يا ليث انت مخبي عني حاجة.
تجهمت ملامحه و تجاهل سؤالها لتتابع :
- انا حاسة انك مخبي عني حاجة مهمة ليه دايما لما يجيلك اتصال بتبعد و تتكلم براحة اوي و تتنرفز انا لاحظت ده اكتر من مرة في ايه !!
ليث بصوت قاتم :
- شوية مشاكل في الشغل يا أسيل يعني حاجة مش بتخصك.
نفخت خدها بضجر و همست :
- ايه الدراغولا اللي بيقلب في لحظة ده ماله بقى دبش كده يووه شكلي مش هعرف حاجة منه.
سمعها ليث فهتف بجدية :
- بتبرطمي بتقولي ايه سمعيني كده.
ابتسمت باصطناع مجيبة :
- مبقولش حاجة انا ساكتة اهه و هنام.
قهقه بخفة عليها و احتضنها بقوة مرددا :
- بحبك يا مجنونة.
_______________________
بعد مرور اسبوع.
قضى ليث ايامه مع أسيل في المنزل الصيفي ولم يتركها للحظة واحدة مما جعل جاسوس ليث يفشل في اختطافها من بين يدي الذئب.
نور و فارس يعيشان احلى ايام مع بعضهما و بما ان السنة الدراسية اقتربت فقد بدأ يذاكر لها وسط تذمرها لكنه يقنعها بأن هذا افضل حيث لن تجد صعوبة في المناهج مقدما.
سارة يزداد حبها لزياد يوما عن يوم وهو كذلك و الان بقي على زواجهما اسبوع واحد.
______________________
في يوم جديد.
ركبت في السيارة بجانبه و قالت :
- اخيرا هنرجع الاسكندرية ماما و مامتك وحشوني اووي.
ليث بهدوء :
- ليه مكنتيش فرحانة وانتي معايا هنا.
هزت رأسها و استندت على كتفه :
- طبعا انا عشت احلى ايام حياتي معاك هنا اصلا كل اجازة هنجي تاني..... ابتسم و تابع قيادته و بعد ساعات وصل للاسكندرية اخذها اولا ل منزل والدتها وكان فارس و نور قد عادا سلمت عليهم بحرارة ثم اتجها للفيلا الخاصة به و رحبت بهما زهرة بسعادة و احتضنت أسيل وهي تردد :
- حبيبة قلبي وحشتيني اووي كده تطولي الغيبة علينا.
أسيل بصدق :
- وانتي كمان يا ماما وحشتيني بس ليث مكنش راضي يجي ده حتى اقنعته بالعافية اننا ننزل.
نظرت له بمشاغبة وضربت كتفه :
- قليل الادب ده ماهو عايز يستفرد بيكي بقى.
ابتسم ليث وحدث نفسه :
- مكنتش عايز ارجع لحد ما نلاقي جاسر بس لو فضلت اكتر أسيل كانت هتشك وكمان فرح زياد قرب مينفعش مننزلش ، حمحم و هتف بمرح :
- كلامك صح ماما ياحبيبتي لو مصممتش نجي مكنتش هفكر فيكم تاني خااالص و بعدين مش شايفة الجواز جاي على صحتي ازاي.
زهرة : صحة ايه بقى انا شايفة انك نقصت كام كيلو انت كنت بتصوم ولا ايه.
- لا بس أسيل مكنتش بتعملي أكل كنت مقضيها اندومي و سلطات لحد ما كان يغمى عليا من الجوع.
شهقت أسيل بدهشة :
- نعم انا مكنتش اعملك تاكل ده انا كنت شويا و هفتح مطعم من كتر اللي بطبخه انت كداب.
رمقها بحدة مغمغما :
- افندم انتي بتقولي عليا كداب ؟
زهرة بدفاع :
- تقول اللي عايزاه انت مالك انت.
ابتسمت باستفزاز و بدأت تلعب بحاجبيها فضحك بخفة و صعد لغرفته و بعد قليل صعدت خلفه.... احتضنته من الخلف بقوة :
- ليث انا بحبك.
ابتسم و التفت اليها :
- وانا بعشقك بس اشمعنا بتقوليلي الكلام ده دلوقتي.
هزت كتفيها بتلقائية :
- مش عارفة حسيت اني لازم اقولك انا بحبك قد ايه..... و لو لفيت العالم كله مش هلاقي واحد ب اخلاقك و رجولتك و حبك و حنانك.
احتضن وجهها بيديه متمتما :
- وانا مهما لفيت الدنيا كلها مش هلاقي بنت زيك يا حبي الاول و الاخير هفضل احبك ل اخر نفس فيا حتى لما اموت عايز اموت في حضنك.
اختفت ابتسامتها و رددت بضيق :
- ليث متتكلمش على الموت احنا هنعيش مع بعض كتييير اوي.
ليث :
- بس الموت حق علينا كلنا و انا راضي باليوم اللي ربنا يرد فيه امانته.
ضربت صدره بقوة :
- ليث لو بتحبني متجيبش سيرة الموت تاني ارجوك ، القت نفسها في احضانه و تابعت :
- انا بموت من غيرك..... بموت من غير ما اشوفك او اسمع صوتك و انت بتعترفلي بمشاعرك و وانت بتقرا قرآن بموت لو ملقتكش جمبي انا عايشة علشانك يا ليث.... متتكلمش على الموت مش هستحمل حاجة تبعدني عنك.
لف يداه عليها و جذبها اليه بقوة و دفن رأسه في عنقها هامسا :
- بحبك يا أسيل.... بحبك ومبقدرش اعيش من غيرك ثانية واحدة.
نزلت دموعها بخوف لا تعلم سببه و انقبض قلبها بمجرد تخيلها انه سيحصل له مكروه..... هزت رأسها بنفي تنكر ما تفكر به ثم ابتعدت عنه واردفت :
- انا تعبانة و عايزة انام ممكن تنام جمبي.
- ماشي تعالي.
امسك بيدها و استلقيا على الفراش وضعت رأسها على صدره لتغرق في النوم سريعا اما هو فظل يتأمل ملامحها ثم نهض و ارتدى ملابسه و خرج نزل للأسفل و غادر بعدما اوصى زهرة على أسيل و ذهب لمركز المخابرات.
بعد ساعة استيقظت أسيل ولم تجد ليث بجانبها ادركت انه خرج ف اتصلت بسارة و عندما اجابت هتفت بعبوس :
- الحيوانة اللي نسيتني ومش معبراني ب اتصال.
سارة بضحكة :
- هههههه هتصل بيكي ازاي وانتي فشهر العسل مع جوزك.
- لا احنا رجعنا خلاص اهه و في البيت دلوقتي.
سارة بسعادة :
- بجد ! طب انا هستأذن من بابا و اجيلك.
أسيل بنفي :
- لالا انا اللي هجيلك في كام سؤال فبالي اكيد انتي عارفة اجابته عايزة اسمعهم و هاخد راحتي لو مكنش في حد يقاطعنا.
- لا اوعى متخرجيش من البيت يا أسيل.
- ليه بقى ؟
اجابتها بارتباك :
- ااا انتي مخدتيش إذن جوزك و هيضايق منك متجيش انا اللي هجيلك بنفسي.
تجهم وجهها فتشدقت :
- اشمعنا يعني انا هجي يعني هجي نص ساعة و هبقى عندك و اه هسأل ليث قبل ما اجي باي.
اغلقت الهاتف وحدثت نفسها :
- ليث بيحكي كل حاجة ل زياد و زياد اكيد بيقول لسارة اللي بيحصل انا هسألها بقى ممكن اعرف ايه اللي مضايقه كده ، ارتدت ملابسها و فكرت ب ان تتصل بليث لكنها تراجعت خوفا من ان يمنعها نزلت للأسفل ووجدت زهرة فقالت :
- ماما انا طالعة.
زهرة باستغراب :
- على فين الوقت متأخر و ليث هيتعصب لو جه وملق.....
قاطعتها بكذب :
- انا رايحة لسارة و استأذنت منه حتى اتصلي و اسأليه.
طالعتها قليلا ثم اشاحت وجهها :
- مدام سألتيه يبقى براحتك روحي بس متتأخريش انتي عارفة ليث اذا جه قبلك هيحصل ايه.
- حاضر يا ماما انا رايحة باااي.
غادرت المنزل و ركبت سيارتها و انطلقت بها بسرعة وبعد دقائق ظهرت سيارة امامها انتفضت و ضغطت على المكابح في الوقت المناسب ، ترجلت من سيارتها بغضب و قبل ان تتحرك شعرت بمنديل يوضع على انفها صاحت بصوت مكتوم لكنها لم تستطع التحمل اكثر فاستسلمت و فقدت وعيها.....
نظر لها وهي بين يديه و ابتسم بشر حملها بسرعة و اخذها لسيارته..... منطلقا لمكان مجهول !!
______________________
