اخر الروايات

رواية مستنقع الذئاب الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم فاطمة احمد

رواية مستنقع الذئاب الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم فاطمة احمد 


الفصل التاسع والثلاثون : نهاية !!

______________________

في نفس الوقت.
في جهاز الاستخبارات.

كان ليث مع اللواء و الضباط يراقبون الحواسيب و ينتظرون اي اشارة تدل على وجود احدهم في الاماكن التي تم وضع اجهزة المراقبة فيها...... ضيق ليث عيناه و فجأة لمح جاسر وهو يخرج من احدى الشقق في منطقة معزولة و قبل ان يركب سيارته اقترب من موضع الكاميرا و اشار بيده يمينا و شمالا كعلامة وداع و ابتسم قائلا :
- برافو يا ذئب طول عمري بقول عليك ذكي و بتفهم لدرجة انك عرفت مكاني في حين انه المركز كله فشل في القضية بس للاسف الشديد انت اتأخرت ومش هتلاقيني ههههه متفاجئ صح انت نسيت اني ضابط زيك ولا ايه و ممكن اتوقع كل تحركاتك و كمان مش الكل وفي ومخلص زيك وده بيساعدني على اني احقق اهدافي.... يلا شاااو يا جماعة اتشرفت باللعب معاكم.

ابتسم لتتعطل الكاميرا و يختفى نهائيا عن انظارهم تفاجأ عبد الرحيم و ردد :
- هو ازاي عرف اننا بنراقبه و عرف مكان الكاميرات !!

جز على اسنانه وضرب بقبضته الطاولة هامسا :
- قولتلكم في جواسيس وسطينا بينقلولوه المعلومات..... اهو ضيعناه تاني انا نبهت عليكم متسلموش المخطط غير للي بتثقو فيهم يا زياد.

زياد بحيرة :
- انا فعلا عملت كده و اتعاملنا مع الاطراف اللي بنثق فيهم بس حتى ال GPS ااا.....

صمت عند ادراكه لشيء ما ثم تابع بدهشة :
- الضابط خالد هو اللي اتكفل بالموضوع يا ليث.

صاح اللواء بحزم :
- يا عسكري ! عايز الضابط خالد يكون عندي في غضون دقيقة واحدة بسرعة !

ضرب له تعظيم سلام و خرج و عاد اليه بعد دقائق متحدثا برسمية :
- حضرتك الضابط خالد مش موجود في مكتبه وكمان غايب من امبارح و واخد معاه هويته و بطاقاته و بدلته و كل الاسلحة اللي عنده.

اغمض ليث عيناه و تمتم :
- اكتر واحد بنثق فيه خدعنا..... كان دايما معانا في كل العمليات و فجأة الادلة بتختفي اتاريه هو السبب.

لاحظ اللواء حنقه و عصبيته فتنهد مغمغما :
- احنا لسه مش متأكدين من انه هو الجاسوس التاني اللي كان بيننا هنحقق في الموضوع و ان شاء الله عن قريب نلاقي جاسر و مش هيقدر يهرب مننا تاني.

نظر له ليث بخنق ثم تطلع لساعة يده و استأذن ليذهب في نفس الوقت الذي رن فيه هاتف زياد بوصول رسالة من سارة " زياد تعالى على بيتي بسرعة محتاجاك ضروري ومتقولش لحد " استغرب بشدة لكنه هز كتفيه و غادر هو ايضا....

ركب ليث سيارته و انطلق بها ، اخذ هاتفه و طلب رقم أسيل عدة مرات و لم تجب كاد يتصل بوالدته ليطمئن عليها لكنه توقف :
- انا سبتها نايمة اكيد لسه مصحيتش ماهي بتنام بالساعات ، شعر بانقباض في قلبه و بدأ ينبض بعنف تفاجأ ووضع يده عليه هامسا :
- انا ليه قلقان كده لازم اهدى عشان اوصل لنتيجة ومضيعش وقت اكتر.

تابع قيادته ووصل للفيلا بعد فترة قصيرة دخل ووجد زهرة ف ابتسم :
- ماما حبيبتي انتي بتعملي ايه.

بادلته الابتسامة :
- بحضرلك العشا ياحبيب قلبي بقالك زمان مكلتش من ايديا.

- تسلميلي يارب.... هي أسيل فين لسه مفاقتش هطلع اشوفها.

قالها وهو ينظر للغرفة العلوية و تحرك ليذهب لكنها اوقفته بتعجب :
- أسيل صحيت من زمان و طلعت انت ....

قاطعها ليث بذهول وهو يستدير اليها :
- نعم ؟ طلعت امتى و على فين يا ماما انا قولتلك متسيبيهاش تخرج مهما حصل.

انتفضت من شكله و اجابته :
- قالتلي رايحة ل صاحبتها سارة و خدت الإذن منك و انا معرفتش امنعها ، و طلعت من يجي ساعة ونص كده.

انصدم من كلامها و عادت نبضات قلبه ترتفع ثانية اتصل بها و رن رنتان ثم فصل الخط اتصل مجددا ليجد الهاتف مغلقا !! رمى هاتفه على الارض بغضب و فجأة سمع صوت جرس الباب فتحه بسرعة معتقدا انها هي لكنه وجد زياد و سارة التي سألته بقلق :
- هي أسيل هنا ؟ رنت عليا من مدة طويلة و قالتلي انها جاية و بعدين قفلت بس مجتش ابدا طمني هي هما صح.

زهرة بتوجس وهي تنظر لهم :
- في ايه يا جماعة ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا و انت قلقان عليها كده ليه..... نظرت لسارة وتابعت :
- أسيل طلعت من اكتر من ساعة و مرجعتش يمكن تكون راحت لمامتها تزورها.

نفت سارة بدموع :
- لأ ، هي كانت مصممة تجيلي عشان تعرف ليث مخبي عليها ايه تقريبا كانت شاكة ف ان السر اللي مخبيه متعلق بجاسر متوقعش راحت ل امها.... انا حاولت امنعها بس هي...

صمتت و نظرت لليث الذي كانت ملامحه جامدة لا تدل على شيء و دعت ان تكون أسيل بخير فهي شبه متأكدة ان جاسر وراء اختفائها.

________________________
في مكان اخر.

تأوهت و فتحت عيناها ببطئ و لفت رأسها في المكان لتجد انها جالسة في مكان شبه مهجور انتفضت وقد تذكرت ما حدث فصرخت :
- لــيـــث !!

- اخيرا فوقتي ياحبيبتي بتصوتي ليه بس انتي خايفة.

اتسعت عيناها بصدمة وفغرت فاهها عندما رأت اكثر شخص تبغضه يدخل و يبتسم تلك الابتسامة الحقيرة همست أسيل بعدم تصديق :
- ج....ج.. جاسر .... لا مستحيل !!

ضحك و جثى على ركبتيه ليقابلها مباشرة :
- ليه مستحيل انا قولتلك مش هتعرفو تخلصو مني حتى لو سجنتوني و روحتو ل اخر الدنيا..... بس ايه بقى شهر العسل كان حلو ولا.....

رمقته بحدة فتابع :
- ههههه متستغربيش ياحبيبتي انا عارف كل تحركاتكم و كل حاجة بتعمليها انتي و جوزك كنت على علم بيها انا مراقبكم من لما دخلت الحبس و هربت بعد فرحكم بيومين علشان كده الذئب خدك و سافر على مطروح.

اندهشت أسيل من كلامه ليقول بتأثر مصطنع :
- العاشق الولهان عشان يضمن حمايتك و انك متضايقيش من سيرتي اخدك معاه و اختار يبقى البادي جارد بتاعك و يحميكي مني حتى على حساب حياته والصراحة انا خططت ل اكتر من مرة اني اخطفك ومقدرتش لانه طول الوقت معاكي بس هههههه انتي عملتي ايه استغفلتيه و خرجتي من غير ما تقوليله و ادي النتيجة انتي معايا دلوقتي و انا مبسوط اووي لاننا مع بعض.

ادمعت عيناها بخوف فمرر اصبعه على وجنتها و تمتم :
- بس ازاي سمحتيله يلمسك جسمك ده المفروض يكون ليا بس و انتي سمحتيله يقرب منك مع انك ملكي ليه عملتي كده.

جزت على اسنانها و صاحت :
- انت مجنون يلا ليث جوزي و حلالي و انا الصراحة ببقى مبسوطة اوي و انا معاه و في حضنه و جسمي وعقلي وقلبي كلهم ملكه هو فاااهم !!

امسك جاسر كتفيها وهزها بعنف :
- قلبك و جسمك و عقلك دول ليا انا مش لحد تاني انا دخلت حياتك قبله و حبيتيني بجنون و انا عارف انك لسه بتحبيني زي الاول بس زعلانة مني و عايزة تعاقبيني.... احتضن وجهها و تحدث بلهفة مريضة :
- صح يا أسيل احنا بنحب بعض و هنعيش طول العمر سوا و هقتل ليث و اي حد يفكر يفرقنا و نتجوز و نعيش مبسوطين.

انصدمت من كلامه و تصرفاته الخارجة عن حدود العقلانية فصاحت :
- ايوة انا كنت بحبك بس انت اللي ضيعتني من ايدك انت اللي خدعتني و استغليتني و اعتبرتني بنت ليل تشبع رغباتك بيها كنت هتغتصبني و عيشتني اسوء ايام حياتي و جاي تقولي لسه بحبك ليه انت فاكر انك كسرت رجلي عشان انسى يا جاسر ! انت كسرتلي قلبي و احلامي و حياتي و كسرتلي ثقتي في كل الناس و رميتني و لولا ليث كان زماني ميتة ليث هو اللي اداني الامل في الحياة حبني و احترمني و حب يهليني حلاله حتى و احنا متجوزين رفض يغصبني على حاجة مش عايزاها انت ازاي بتقارن نفسك بليث اصلا انت واحد مريض نفسي و متملك مبتهتمش الا برغباتك و المظاهر الكدابة انت لا بتحبني ولا حاجة عايز تمتلكني او بالاحرى عايز تاخد كل حاجة لليث لأنك بتغير منه عشان هو احسن منك بمراحل !!

قبض على يده بعنف و احمرت عيناه من شدة الغضب اتجه اليها وكاد يضربها لكنها اوقفته وهي تقول :
- اوعى تفكر تمد ايدك عليا والا هكسرهالك و متفكرش اني خايفة منك و اتأكد ان ليث هيلاقيك و يقتلك.

قهقه جاسر بقوة و اجابها :
- هههه انتي طموحة اوي و خيالك واسع هههههه جوزك هيلاقيني ازاي احنا دلوقتي في الغابة و مش هيعرف يوصلي حتى ال GPS اللي في دبلتك بوظته...... رن هاتفها ب اسم ليث فتابع :
- هههه الظاهر انهم خدو بالهم من اختفائك و بيكونو قلقانين عليكي عمتا محاولاتهم فاشلة.

اغلق الهاتف كليا و اخرج منه الشريحة و كسرها و رماها ابتسم بخفة و قال :
- خلصت من اخر طريقة ممكن يوصلك بيها.

سمعت صوت خطوات هادئة ف نظرت خلفه بسرعة لتجد احدهم يرتدي بدلة عسكرية و يتقدم عقدت حاجبيها بتوجس ليبتسم :
- اهلا مدام أسيل انا الضابط خالد اللي بشتغل مع جوزك و يعتبر اني من الناس اللي بيثق فيهم ثقة عميا.

جاسر بضحكة :
- الجاسوس بتاعي و ايدي اليمين كان دايما وسطيهم عشان كده كنت بعرف اي حاجة تخص الجهاز و لولاه كنت اتقفشت النهارده ههههه بس قدرت اهرب و انتي جيتيلي بنفسك.

أسيل بقرف :
- انت احقر واحد شوفته في حياتي و انا بكرهك لحد الموت مهما هربت و اتخبيت مسيرك تقع تحت ايد ليث.

ابتسم بسخرية و امسك فكها :
- هنشوف يا أسيل ف الاخر واحد بس اللي هيفضل عايش انا.... او هو.

ترك و خرج و خالد خلفه لتنهار قوتها المزيفة و تضع رأسها على قدميها المقيدتان تبكي بقوة و تدعي بأن يجدها ليث سريعا رغم تخلص هذا الحقير من كل اجهزة التتبع لكنها متأكدة من ان ليث سيجد طريقة للوصول اليها.....

في الخارج.

ضحك خالد بخبث مرددا :
- بس متوقعتش ان مرات الذئب تطلع قوية كده عارف انا من اول مرة شوفتها فيها لما نطت من على الجبل و ليث انقذها اعجبت بجمالها و جسمها و حتى يوم فرحهم كان نفسي تكون مراتي مش مراته اا....

قاطعه جاسر بتهديد :
- متقولش مراته تاني أسيل من النهارده هي ملكي و اسمها منسوب ل إسمي بس ! اوعى تجيب سيرتهم مع بعض تاني فاهم !!

- احم ايوة فاهم...... جاسر خد اهو كل اللي تحتاجه عشان تسافر جواز سفر مزيف و شقة في المكان اللي رايحله و رقم حسابك في البنك اسحب فلوسك اللي مخبيها وكمان العربية اهي بس مقابل كل ده انا عايز اقضي ليلة مع المزة اللي جوا.

جاسر ببرود :
- مش دلوقتي بعد ما الامور تهدى هتتسلى معاها ك شكر على مساعدتي عشان تعرف اني مبسيبش ديون حد عليا.

تهللت اساريره و نظر للكوخ الذي توجد فيه أسيل و اردف :
- اطمن محدش بيعرف المكان اللي هتسافرله انا قتلت كل الناس اللي بتقدر توصلك و الوضع بقى آمن.

حدجه بغموض مغمغما :
- لسه في حد بيعرف كل اللي يخصني و لازم اقتله و اخلص منه هو كمان.

- مين ده ؟

ابتسم بمكر وفي لحظة اخرج سلاحه و اطلق النار على رأس خالد ! نظر له وهو يقع ارضا فاقدا للحياة و هتف :
- اخر دليل عليا خلصت منه و قال ايه عايز يقضي ليلة مع حبيبتي من كل عقله فاكر اني ممكن اقدم حاجة بحبها لواحد غيري ، ههههه دلوقتي مفيش حاجة تمنعنا نسافر مع بعض من البلد ده و هبقى ابعت واحد يقتل ليث كمان عشان يعرف ان لسه متخلقش اللي ياخد حاجة من جاسر المنشاوي.

سمعت أسيل صوت اطلاق النار ف انتفضت و نزلت دموعها اكثر كمشت جسدها لتلمح قلادتها التي تحاوط عنقها و تخفيها الطرحة..... ابتسمت و تذكرت يوم ان كانت مع زوجها في المول فهمست :
- انت فين يا ليث..... ساعدني انا هموت من الخوف.

_______________________

في فيلا الشافعي.

كان الجميع هناك بعدما علم فارس و نور و فريدة ب اختفاء أسيل و العساكر كانت موجودة ايضا ، كان ليث يمشي ذهابا و ايابا و ينظر كل ثانية لهاتفه لعل احدا يتصل به زفر بضيق و فجأة ركل طاولة زجاجية بقدمه لتسقط على الارض متهشمة !

انتفض الجميع فصرخ :
- هلاااقييها فيين دلوقتي الحقير عرف كل تحركاتي و بوظ ال GPS ومفيش حاجة تدل على مكانه هيكون خدها فيين !!

زهرة اقتربت منه و تمتمت :
- اهدى يابني لسه مش متأكدين ان اللي اسمه جاسر هو السب يمكن....

قاطعها وهو يجز على اسنانه :
- لا هو اللي خطفها انا متأكد جاسر كان مستني الفرصة عشان ياخدها ومع اني نبهتها مليون مرة متطلعش من دون اذني عندت.

فارس بحدة :
- وانت ازاي متأكد من ده ايه مشكلة جاسر مع اختي هو بيكرهك انت و أسيل ملهاش دعوة بالحرب اللي بينكم ليه يخطفها بقى !

تجاهل سؤاله فقال زياد :
- ااكيد عشان عارف ان ليث متعلق ب أسيل و بيستغل نقطة ضعفه.

حدجه بنظرات حارقة هاتفا :
- انا مش غبي عشان تضحكو عليا بكلمتين جاسر اول ما هرب ليث اخد اختي و سافر و كان بيحاول يمنع معرفتها بهروبه ليه بقى و اول ما طلعت من البيت خطفها ممكن افهم السبب !!

زفر بخنق و تحرك ليذهب لكن فارس امسك ذراعه :
- متتهربش من سؤالي قولي ايه مشكلة جاسر مع اختي !!

فقد ليث اعصابه ف استدار له و زمجر بعصبية :
- لان جاسر حاطط عينه عليها فاهم مهووس بيها و عايز يمتلكها عشان يأذيني مهووس لدرجة انه حاول يقتلني مرتين و دخلني الحبس وكنت هاخد اعدام و ساومها على طلاقي منها عشان يطلعني فاااهم ليه بقى انا متأكد انه خطفها !! ابعد من وشي.

دفعه بقوة و اتجه للاب الخاص به يتفقد ان وصلته اشارة ما تاركا فارس و الجميع في حالة صدمة و اولهم زهرة التي ادركت انها كانت ستفقد ابنها مرات عديدة بسبب زوجته !! مسح ليث على وجهه بقوة و فجأة تذكر جهاز التعقب الذي وضعه في قلادة أسيل بعدما تعرضت للتهجم سحقا لقد نسي أمره تماما.

نظر لزياد و ردد :
- انا حطيت GPS في سلسلة أسيل بس مش عارف اذا كان خد باله منها.

تقدم منه و اخذ الجهاز الخاص بليث الموصول ب أسيل و عبث في الاب قليلا ليبتسم بتأمل :
- لسه شغال يا ليث اعتقد جاسر مخدش باله منه.

تأهب الجميع و هتفت سارة بدموع فرحة :
- يعني هنقدر نعرف مكان أسيل صح ؟!!

- استني نشوف.

مرت دقائق حتى ظهرت بقعة حمراء في احدى الغابات وتحديدا في كوخ صغير نهض ليث بسرعة و معه فارس و قال :
- انا عرفت المكان خلاص !! حمل سلاحه و اتجه ليغادر لكن اللواء اوقفه :
- انت رايح فين لازم نعمل خطة للقبض عليه الاول.

التف اليه و تشدق بنبرة ثابتة :
- مش محتاج خطة عشان انقذ مراتي اصلا الخطط منفعتش في حاجة و مش محتاج مساعدة عساكر !!

اللواء بعقلانية :
- انا مقدر موقفك وانك خايف على مراتك انا دلوقتي بنصحك بصفتي صديق ابوك المقرب في خطر كبير عليك لو روحت لوحدك وممكن تتأذى و يقدر يهرب.

نفى برأسه هامسا بحدة :
- مش هسمحله يهرب المرة ديه انا هقتله بنفسي.

تحدث فارس بحزم :
- وانا كمان هجي معاك !!

- قولت لأ محدش هيجي معايا.

- ليث متنساش ان أسيل اختي وانت مش هتخاف عليها اكتر مني.
هتف بها بعصبية ليجيبه ليث :
- و انا عارف جاسر عايز ايه من خطفه ل أسيل هو اللي بدأ اللعبة وانا اللي هنهيها محدش هيلحقني اوعى.

غادر الفيلا مسرعا غير آبه لنداءات زهرة نظر فارس لوالدته و نور اللتان تبكيان بقوة و سارة الواقفة امام والدها و هتف بصلابة :
- شكله اتجنن و عايز يأذي نفسه و يأذي اختي معاه انا هلحقه مش هسيبه يعرض حياته للخطر.

زياد بجدية :
- وانا هجي معاك ليث مش فوعيه وممكن يتهور.

نظر للواء الذي اومأ موافقا فخرجا و خلفهما العساكر ركبوا السيارات و لسوء الحظ كان ليث قد اختفى لذلك صعب عليهم لحاقه....

في نفس الوقت كان ليث يقود بسرعة فائقة تسابق الرياح و عقله مشغول ب أسيل و حالتها لماذا تعرض نفسها للخطر دائما لماذا ترفض ان تصغي لكلامه رغم تحذيره لها مرات عديدة ماذا سيفعل ان تأذت كيف سيعيش ان اصابها مكروه هل هي الآن في نفس المكان ام أخذوها لمكان اخر هل سيستطيع انقاذها ام ؟؟؟؟

بعد مدة طويلة وصل للمكان المشار اليه ترجل سريعا و نظر لشاشة هاتفه التي تدل على المكان بالتحديد و بدأ يتبع الاشارات حتى لمح احدى الأكواخ تنفس بحدة و تأهب عندما رأى جاسر يخرج منه و يعبث بهاتفه ، قبض على يده مغمغما :
- نهايتك قربت يا ندل.

رن هاتفه و كان زياد ففتح الخط وهمس :
- افندم !

- ليث احنا قربنا نوصل اوعى تتهور و تعمل تصرفات ممكن تأذي مراتك استنى الدعم سامعني !

ليث بإيجاز :
- ماشي بس متتأخروش.

اغلق الخط و فجأة وجد جاسر يلتف حوله بعصبية و ترقب ثم دخل سريعا ليخرج بعد دقائق وهو يمسك أسيل و يسحبها خلفه وهي تقاوم حتى صفعها..... صعدت الشياطين لرأسه و بدون تردد او حتى احتمال ما سيحدث بعد تهوره هذا اندفع له.....

كان جاسر يقف امام الكوخ يراقب الوضع من خلال هاتفه حتى ظهرت اشارة بوجود احدهم في المكان الذي وضع فيه اجهزة امنية اتسعت عيناه بدهشة و هتف :
- في حد موجود في مكان قريب من هنا ! بس ازاي انا.... ممكن يكون ليث لالا انا مستحيل اسيبه ياخد أسيل مني بعد ما تعبت عشان اوصلها مستحيل !!

دخل للكوخ سريعا ووجد أسيل تجلس مقيدة كما تركها نزع الحبل عنها و اوقفها وهو يقول :
- تعالي معايا.

سحبت يده بقوة :
- على فين انا مش رايحة معاك لحته و هستنى ليث يجي.

امسك جاسر ذراعه بعنف صارخا :
- لو ممشتيش معايا دلوقتي هقتل ليث اللي فرحانة بيه يلا تعالي مش عايز اتنرفز و اتهور عليكي.

سحبها خلفه و اخرجها وسط اعتراضها صرخت أسيل فيه :
- سيبني يا حيوان انت واخدني على فين قولتلك مش هجي معاك سيبن ااااااه.

صاحت بألم عندما التف اليها و رفع يده لتنزل على وجهها في صفعة عنيفة سقطت على الارض باكية ليفقد ليث التحكم في اعصابه كليا و يندفع اليه اشهر سلاحه ضده و صرخ :
- جاااسر !!

رفعت أسيل رأسها غير مصدقة لوجوده نهضت و ركضت اليه لكن جاسر امسكها ولف يده على عنقها و الاخرى اشهر بها مسدسه على رأسها :
- اقسم بربي هقتلها لو اتحركت خطوة تانية.

توقف ليث وهو يراها رهينة بين يديه بينما كادت أسيل تموت من الرعب ليتابع الاخر :
- نزل سلاحك والا هقتلها !

اضطر مرغما لوضع المسدس في الارض ورفع يداه بصلابة :
- اهو سبته..... سيب أسيل و قاتلني راجل لراجل متحتميش بالحريم.

ابتسم بمكر و اجاب :
- هههههه هسيبها ازاي وانا عملت كل ده عشانها حتى خالد اللي ساعدني قتلته من غير ما اتردد و مستعد اتخلى عن كل حاجة الا عن حبيبتي.

جز على اسنانه و احمرت عيناه بشدة لكنه اضطر ان يجاريه فقال :
- جاسر.... مشكلتك معايا مش معاها سيبها و انا هسلملك نفسي بس متأذيهاش.

تفاجأت من كلامه وتوقفت عن محاولة تحرير نفسها بينما قهقه جاسر :
- واااو كل ده حب للدرجة ديه انت بتحبها يا ليث مستعد تضحي بنفسك عشانها بس على فكرة هي مبتستاهلش تضحيتك ابدا و انا هاخدها يعني هاخدها امشي معايا...... حركها معه بحذر و هي تبكي بخوف اخرج ليث سلاحه الاحتياطي و اطلق النار عليه لتخدش ذراعه فقط تأوه جاسر بألم فدفعته أسيل بعيدا عنها.

اتجه ليث اليه و لكمه بعنف مزمجرا :
- يا واطي قولتلك متقربش من مراتي و انت خطفتها و بتضربها كمان همووووتك !

لكم بطنه بعنف و انقض عليه يضربه و جاسر يبادله الضرب بقوة ايضا حتى استطاع دفعه ووجه مسدسه على أسيل :
- انا هقتلها و اقتلك انت كمان.

فزعت وتسمرت مكانها ليردد ليث ب انفاس متسارعة :
- اوعى تعمل كده والا.....

جاسر بغل وحقد :
- مش هخسر حاجة مدام أسيل مش ليا يعني مش هتبقى لغيري هقتلها بنفسي و حياتي مش بتهم.

وضع اصبعه على الزناد لتغطي أسيل وجهها تلقائيا وقبل ان يطلق النار تحرك ليث بسرعة البرق ووقف امامه مباشرة لتصيب الرصاصة صدره !!

انتفضت هي و صرخت بجنون :
- لاااا لــييييييث لااا !!

ركضت نحوه غير آبهة بجاسر الذي ظهرت علامات الشماتة و الانتصار على وجهه وضع ليث يده على موضع الرصاصة وهو يشعر بأن روحه تخرج من جسده انحنى للأمام لتسنده أسيل :
- ليث.... ليث ليه عملت كده لييييه.

لم يجبها و بدأت قواه تخور ليقهقه جاسر بشر :
- هههههههه نهايتكم انتو الاتنين على ايدي النهارده جهز نفسك للموت.

كاد يطلق عليه مجددا لكن ليث تحامل على نفسه و رفع قدمه في الهواء و ركل يده ليسقط المسدس منه شهق جاسر و انخفض ليأخذه ف استغل الاخر الفرصة و امسك يد أسيل و ركض بها ل خلف شجرة كبيرة و الدماء تنزف منه بغزارة حتى اصبحت ملابسه كلها باللون الاحمر.... وضعت أسيل يدها على الجرح وهي تبكي بهستيريا :
- ليث انت بتنزف ليه خدت الرصاصة بدالي.... ليث متسيبنيش ارجوك.

ابتسم بتعب ووضع يده على وجنتها :
- مش هموت.... مش هموت قبل ما اقتله.

- لا متقولش كده و النبي اااه.

صرخت عندما سمعت صوت اطلاق النار باتجاههم و اخفضت رأسها جذبها ليث اليه وهو يسمع جاسر :
- فاكر انك هتنقذها مني قولتلك اني مبسبش حاجة انا عايزها يا ذئب بس على فكرة انا مشوفتش واحد غبي زيك بيضحي بحياته عشان مراته ههههههه.

اغمض عيناه بألم مميت و امسك بسلاحه نهض بصعوبة في نفس الوقت الذي وصل فيه جاسر اليهما و ابتسم :
- مش هتعرف تهرب مني.

ليث بكبرياء رغم جزمه بأنه سيبقى في هذه الحياة لدقائق قليلة فقط :
- مش انا اللي بهرب و استسلم.... قبل.... قبل ما انفذ وعدي.

احتمت أسيل به لكنه ابعدها عنه ووجه الاثنان مسدساتهما في نفس اللحظة و اطلقا النار لتصيب كل منهما !!

صاحت أسيل ببكاء و سقطت على الارض بدون شعور تنظر لهما ابتسم ليث بعد ان تلقى الرصاصة الثانية في بطنه اما جاسر فوضع يده على صدره بألم وضعف.... امسكه الاخر من تلابيب قميصه و همهم بصوت اجش :
- قولتلك..... نهايتك على ايدي انا.

اخرج السكين من جيب بنطاله و فجأة وبدون مقدمات مرره على عنق جاسر بشدة لتنقطع انفاسه و يسقط على الارض فاقدا الحياة بعد كل ما ارتكبه من جرائم ، طالعه ليث بانتصار و فجأة هوى على الارض بجانبه تحاملت أسيل على نفسها و ركضت اليه و صرخت بهستيريا من حالته ، وضعت يدها على وجهه وهي تهزه :
- ليث.... ليث انت سامعني ليث افتح عيونك علشان خاطري.

فتح عيناه بضعف وعندما رآها ابتسم :
- لما.... لما قولتلك اني بضحي بحياتي علشانك كنت بقصد كلامي كويس انا.... انا من فترة حاسس اني هسيب الدنيا ديه بس متوقعتش بالسرعة ديه.

هزت رأسها بنفي و القت نفسها في احضانه :
- متقولش كده.... ارجوك وحياتي عندك استحمل شويا انت هتعيش ابوس ايدك متموتش ليث حبيبي انا هقتل نفسي لو سبتني مش هقدر اعيش من غيرك ليييث.

تنفس بعمق كأنه يسحب الاكسجين بصعوبة كبيرة و تمتم :
- انا كان نفسي اعيش معاكي اكتر كان نفسي نعيش سنين طويلة سوا بس مش زعلان لان .... لان.....

توقف عن الكلام لترفع رأسها ببطئ و تسمعه يهمس :
- لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله... محمد رسول....

شهق بقوة وتوقفت انفاسه لتصيح بعلو صوتها :
- لاااااا لييييث لااااا !!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close