اخر الروايات

رواية ميما الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم اسماء الاباصيري 

ميما بقلم اسماء الاباصيرى
31. عودة من الموت
............... : آسفة ... اعلم انها لا تفى ولا تكفى امام كل افعالي وتصرفاتي السابقة طوال تلك السنين لكني حقاً آسفة
نطقت بها رولا بندم شديد عقب دلوفها غرفة مريم والتى تفاجأت تلك الاخيرة بتواجدها بالفيلا
لم يقابل اعتذارها اى رد فعل من مريم لتردف بندم أشد
رولا : اعلم كرهك ومقتك لي لكن انا حقاً نادمة .... و اعلم ايضاً انك غير ملزمة بمسامحتى لكن رغبت بإخبارك انى نادمة على كل ما مضى
مريم بصدمة : انا لا اكرهك ..... ثم اعتدلت في جلستها لتكمل بثبات ..... فلتجلسي اولاً
واخيرا ومنذ دخولها الغرفة تخلت عن وقفتها على عتبتها لتتقدم نحو مريم القابعة على الفراش فتجلس امامها
مريم : ماذا حدث ؟ اعذريني لكن لا اجد من الطبيعى ان استمع لما قلته للتو
اومأت رولا بخزى وقد شارفت على الانخراط فى نوبة اخرى من البكاء قد اعتادتها بالفترة الاخيرة
رولا : لقد أسأت اليك طوال تلك السنين .... استغللت وفاة والديكي وزدت جرحك ألماً و عمقاً... وها قد ذاقنى الله ماهو اصعب من فقدان احد الابوين .... ثم اكملت ببكاء ....... حتى انى لا اعلم من هو ابي تحديداً
وبدأت فى البكاء بشدة وقد ازداد صوت شهقاتها لتتأثر مريم بحالتها وتقترب منها تستقبلها فى احضانها بحنو
مريم بتعاطف : فلتهدأي قليلاً ولتستمعى الي ..... لا استطيع الكذب و القول انى سامحتك على كل ما مضى لكن ...... فلنقل اني على استعداد لنسيان الماضي ان رأيت منك ما يعوضنى عن اساءاتك لي ..... كما انى ارى ان الله لم يعاقبك دون اعطائك فرصة للرجوع اليه .... بل منحك الادهم ...... الادهم شخص رائع فلتريه كتعويض من الله على ما مضى ..... ارجو ان تدركي اصالة معدنه و تسعين للتغير من اجله فهو يستحق ذلك
شعرت بها تومأ وقد ازداد بكائها لكن مريم ادركت انها بحاجة لاخراج كل ما بجوفها حتى تستطيع البدء من جديد
صافى بصراخ : اخبرتك لا املك فلس واحد .... انتهى امري
........... : هذه ليست مشكلتى انا مديون بمبلغ كبير وبحاجة لسداد جزء منه فى الحال والا ستكون حياتى هى المقابل
صافي بحدة : و ماشأنى انا بديونك سامر ؟ فلتذهب بها الى الجحيم يكفى ما اعطيتك اياه طوال تلك السنين
سامر بمكر و شر : سأذهب الى الجحيم لكن قبلها سأنشر خبر صغير فحواه ان سيدة المجتمع صافي العزبي قد حملت طفلة غير شرعية لتنسبها الى زوجها السيد عمر البندارى طمعاً فى الحصول على جزء من تركته
صافي بخوف : ليس معى ايه نقود بالوقت الحالى ... لقد انتهيت ... حتى رولا ابنتك علمت بشأن حقيقة والدها ولم ارها منذ ذلك الحين
سامر : فلتجدي حلاً .... تلك مشكلتك انت
صافي بغضب : كل ماحدث لنا من وراء تلك الحقيرة مريم
سامر : مريم ؟
صافي : ابنة احمد
سامر بتهكم : حبيبك السابق
صافي : تلك الحقيرة كم اود التخلص منها
سامر بمكر : و لم لا ؟
فرح بصراخ : لا اريد .... قلت لا اريد
سعاد بغيظ : ماهو الذي لا تريديه ؟
فرح بخوف : لا اريد الزواج .... لما اتزوج فى حين يمكننى البقاء هنا معكم ..... انا فقط لا اريد
سعاد : كفي عن جنونك هذا غداً زفافك
فرح ببكاء : لكن امي لا اريد ..... لا اريد تركك انتى وابي
سعاد بحنو : حبيبتي هذه هى سنة الحياة لابد من زواجك ... حمداً لله انك رزقت برجل جيد كفارس ..... هو يحبك وسيرعاك جيداً كما فعلنا نحن طوال تلك السنين كما يجب عليك رعايته انتى الاخرى والحرص على راحته
فرح : اعلم ذلك لكن ....
سعاد بصرامة : لا لكن فى الامر ... غداً يوم زواجك و كفى
مريم بغضب : أتمزح معى غدا الزفاف وانت ترغب بالذهاب للشركة
تحدثت مريم بغضب وهى تراه بغرفته امام المرآة يستعد للذهاب
آسر : روما ... حبيبتي ماعلاقة زفافنا بذهابي للشركة ..... انا فقط احتاج عدة ساعات للاستعداد و ليس شهراً
مريم : حسنا ً لا تتأخر
اومأ لها بهدوء لتردف
مريم : ارغب بالخروج مع رولا فهى لم تشتري بعد فستان لعقد قرانها
آسر بتوجس : بمفردكم ؟
مريم ببراءة : يمكن للسائق ان يقلنا
آسر بجدية : لا داعى لذلك اذهبى للاستعداد وسآخذكم بطريقي
ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها لتتجه سريعاً نحوه و تطبع قبلة على احدى وجنتيه لتهتف فى سعادة
مريم : حقاً ؟ شكراً لك حبي
رنا : احم احم .... عذراً آسر هناك من يطلب مقابلتك
عقد حاجبيه بإستغراب فهو لم يعطى اية مواعيد لليوم
آسر : من ؟
رنا : لم يخبرني أسمه لكنه مصر على رؤيتك
آسر بإستسلام : دعيه يدخل
سمحت للرجل بالدخول لتنصرف هى سريعاً بإشارة من آسر
كان رجلاً ظنه آسر فى العقد الخامس من عمره .. ملامحه مألوفة للغاية مما اثار قلقاً بداخله
سمح له بالجلوس ليتحدث الرجل برزانة
............... : كبرت كثيراً واصبحت رجلاً
عقد آسر ما بين حاجبيه ليردف
آسر : عذراً لكن من انت ؟
نظر له الرجل نظرة حملت الكثير من المعانى منها الشوق والحنين والحنو
............... : احمد .... احمد البنداري ...... عمك
مريم بتأفف : وهذا ايضا غير مناسب
رولا : لكن لما ؟ اراه جيد احب هذا اللون
مريم : اعتراضي ليس على لونه لكن ...... ثم اردفت بشك ..... ألم يعطيك الادهم عدة تعليمات عند اختيارك الفستان ؟
رولا بلا مبالاة : بلى اعطانى ..... اخذت تعد على ايديها ...... طويل .. واسع .... محتشم......... لكن اريد اختيار ما يناسبنى لن يعقد قرآنى كل يوم
مريم : ظننتك تنوين التغير بالفعل
رولا بإهتمام : بالطبع اريد
مريم : رولا .... انتى تريدين بداية جديدة اذن فلتسعى لذلك وحتى يوفقك الله بها يجب ارضاؤه
رولا : تلمحين ان ارتدي الحجاب !!!
مريم : بالحقيقة ... نعم افعل
رولا : اتعلمين عند ارتدائك الحجاب لاول مرة اعجبنى مظهرك وجاءت لى خاطرة بإرتدائه لكن والدتى العزيزة محت الفكرة من تفكيري نهائياً
مريم بحماس : إذاً لما لا نفاجئ الادهم غداً
رولا : أتعنين ؟
مريم : نعم ما رأيك ؟
رولا بتردد : مممممم حسناً لنفعل
آسر بصدمة : عذراً ؟؟؟؟؟؟
احمد : اعلم ان الامر صادم ..... لكن ها انا امامك حى ارزق
آسر : كيف ؟ كيف هذا ؟
احمد : بعد حادثة غرق المركب وانفصالى عن مريم وسعاد رحمها الله جرفتنى المياه بعيداً ليجدنى بعض الاشخاص على احدى الشواطئ ببلد نائية لكنى وللاسف كنت فاقد للذاكرة لا اعلم من انا او ماذا اتى بي لهذا المكان ..... اعتنت بى عائلة ما حتى استعدت قواي لاجد لنفسي مأوى وعمل مناسب ...... حدثت الكثير من الامور لكن لا داعى لشرحها حتى عادت ذاكرتى منذ شهران احاول خلالها التوصل الى ان كانت مريم ابنتي حية ام .........
آسر بسرعة : بخير ... هى بخير وبأفضل حال
احمد بحنان و لهفة : خذنى اليها اريد ان اراها بعيني ليطمئن قلبي .... اشتقت اليها كثيراً
آسر : بالطبع ستراها .... و احم غدا زواجنا
اتسعت مقلتا احمد دهشة بهذا الخبر ليردف بتوجس
احمد بقلق : كم عمرك ؟
آسر بحرج : 35 .....اعلم ان فارق السن كبير لكننا متفاهمان كما اني عاقد عليها بالفعل
استشعر احمد اصرار آسر على اتمام زيجته و تمسكه بإبنته ورفضه لاي رأي آخر قد يقف بطريقه
فارس : أتمزح ؟ عمي احمد على قيد الحياة ؟؟؟؟؟
آسر : نعم ولهذا هاتفتك لتتصل بفرح وتطلب منها المجئ للفيلا لتكون بجوار مريم عند علمها بالامر .... لا اعرف رد فعلها
فارس : حسناً حسناً سأهاتفها فوراً وآتي بها
آسر : جيد واخبر الادهم بالامر
فارس : حسناً وداعاً
آسر : وداعاً
ليغلق آسر الهاتف و يحادث عمه قائلا ً
آسر : والآن دعنا نذهب
احمد بلهفة : هيا
و بعد ساعات نجدها ما تزال بحضن ابيها باكية ترفض اى دعوة منهم للخروج من بين احضانه
مريم ببكاء : لا اصدق هذا ...... حقاً انت هنا معي ..... لست بحلم أليس كذلك ؟
أحمد وقد ادمعت عيناه وزاد من عناقها : بلى يا قلبي بلى يا فلذة كبدي انا هنا بجانبك وانتى بين احضانى بعد فراق خمسة عشر عاماً
مريم بطفولة : اذاً ستمسك بيدي غدا وتسلمنى لآسر بنفسك.... يالله كم حلمت بهذا
احمد بمكر : لم اوافق بعد على زواجك هذا
تصلبت هي بين يداه وكادت ان تجيب الا ان آسر قد سبقها بالحديث
آسر بصرامة : عمي ... مريم زوجتى اخبرتك انى عاقد عليها لذا هى من حقي
احمد بعند : وهى ابنتي والتى حرمت منها لخمسة عشر عاماً كما اننى يمكننى جعلك تطلقها حتى تصبح من حقى انا
آسر بقلق : مستحيل ان افعل ... مريم زوجتى ولن اتركها وان كنت الفظ انفاسي الاخيرة ..... ثم صرخ بها .... مريم تعالى هنا بجانبي
تحركت انظارها بين ابيها وزوجها لتظهر عليها الحيرة فشفق عليها والدها ليردف
احمد بحنو : استمعى لزوجك فهو ولي امرك الان
ازدادت ابتسامتها لتعيد احتضانه بقوة اثناء همسها بكلمات الاشتياق و يذفر آسر انفاسه بإرتياح وسط ضحك الجميع وسخريتهم منه
باليوم التالى نجدهم جميعا بقاعة افراح يتراقص كل ثنائي منهم على صوت موسيقى هادئة
فرح بغيظ : اين تظنك ذاهب بيدك تلك ؟ كف عن ملامستى بوقاحة
فارس بإستفزاز : ومع من اتواقح سوى زوجتي
فرح : فارس ..... حقاً كف عن ذلك انت تخجلنى
فارس بضحك : حقاً الهذا يجب ان اتوقف لانى اخجلك ام لانه لا يصح
فرح بحيرة : الاثنان
فارس بخبث : اذاً فلتعتادى على الخجل لانى سأمضى باقى الليلة بإخجالك اما عن كونه يصح ام لا فهو يصح و يصح و يصح
الادهم : سعيدة !!!
اومأت هى بهدوء ليكمل
الادهم : فليديم الله فرحتك وسعادتك
رولا بخجل : وانت ؟
الادهم : اشعر انى املك الدنيا بأكملها ..... لا تدركين مدى سعادتى عند رؤيتك بحجابك ..... ارى انك بدأتى بداية جديدة وارغب انا الاخر بفعل المثل
آسر بحدة : ألم اخبرك بتقليل زينتك تلك ؟
مريم بهيام : احبك
آسر بإبتسامة : تغيرين الموضوع هاااا
مريم : ياالهى كم تبدو وسيم ........ كم احبك
آسر بحب : احبك
تاه كلاً منهم بعالمهم الخاص قبل ان يستمعا الى صوت صراخ تلاه صوت طلقة نارية ليشعر بعدها بجسدها قد مال بثقله على صدره و قد ابتلت يداه بسائل ما ليرفعها فيرى دماء محبوبته تملأها
...................
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close