رواية ميما الفصل الثاني والثلاثون 32 والاخير بقلم اسماء الاباصيري
32. الاخيرة
زفاف كاد يتحول الى عزاء بسقوط العروس غارقة بدمائها وسط عويل وصراخ الضيوف وصدمة الاحباء
تسمر بمكانه فور سقوطها بين يديه واستشعاره لدمائها السائلة بكفيه ليستيقظ من صدمته ويهرع بها الى خارج القاعة وسط هتافه بالادهم وفارس لإحضار سيارة واللذان كانا فى حالة لا يحسدا عليها وسط صراخ وبكاء كلاً من رولا وفرح لكن الادهم كان الاسرع فى تدارك الامر ليأمر السائق بأخذهم فوراً الى الفيلا وامر افراد الامن بتشديد الحراسة عليها
اثناء حمله لها ووضعها بالمقعد الخلفي كانت لا تزال شبه واعية استجابة لرجاؤه واستجداءه لها ان لا تغيب عن الوعي محاولة التماسك بأقصى ما لديها لتجيبه حتى وان كان بأنين مكتوم لكنه يطمئنه بأنها ما زالت معه .. مازال قلبها ينبض
تركها بصعوبة بالمقعد الخلفي بين يدي والدها والذي سارع بالجلوس معها ليتجه هو سريعاً الى مقعد السائق وسط اعتراض من الادهم وفارس لكنه تجاهلهم مدركاً بداخله انه هو الوحيد القادر على الذهاب بها بأقصي سرعة الى اقرب مشفى وانقاذ محبوبته غير واثق من سرعة اى شخص آخر بالقيادة
واخيراً وصلوا الى اقرب مشفى ليسارع هو بحملها الى الداخل يتبعه والدها و ابناء عمه
ومن فورها ادخلتها المشفى لغرفة العمليات ليبق الجميع بالخارج ينتظرون فرداً واحداً يطمئنهم على حال طفلتهم
جلس احمد بإنهاك يبكي حسرة على حظه وحظ ابنته فبعد عودتها لاحضانه يصيبها ما يبعدها عنه ويحرمه منها بينما اتجه اليه فارس محاولاً تهدئته واخباره انها ستكون على ما يرام
فارس بقلق : عمي فلتهدأ قليلاً انهيارك الآن لا ينفعها .... اعلم ان الامر صعب والمصيبة كبيرة لكن اثق ان الله سيعيدها لنا بألف خير
احمد بضعف : آآآه يا بنتي لم أشبع من رائحتك بعد ....... اعلم ان عقاب الله لا مفر منه لكنك لا ذنب لك ليعاقبني الله بك
عقد فارس حاجباه بدون فهم لمقصد عمه لكنه لم يجد انه الوقت المناسب لسؤاله عما يقصد واكتفى بمحاولة تهدئته
ولأول مرة يتخلى عن قوته وصموده لتمتليء عيناه الحمراء بالدموع ويخر جسده ارضاً امام الباب الموجودة خلفه فيشعر بيد احد ما قد وُضعت على احدى كتفيه ويسمع بعدها صوت الادهم
الادهم : تماسك قليلاً آسر لن يسرها رؤيتك بهذا الشكل
آسر بقهر : لقد سقطت امامي يا ادهم ..... دماءها على يدي ...... اغتالوها امام ناظري وانا لم اقوى على حمايتها
الادهم بغضب : فقط تستيقظ ونطمئن على حالتها وبعدها سآتى بمن فعلها و ان كان بسابع ارض
اشتعلت عينا آسر بغضب مخيف و جز على اسنانه بغيظ ليجيب
آسر : بل انا من سآتي به وحينها لن اتوانى عن سلخه حياً و .....
قاطع وعيده هذا خروج الطبيب منهكاً ليسرعوا جميعاً نحوه فى مقدمتهم آسر و الذي هتف
آسر بلهفة : كيف هى ؟ كيف هى زوجتى ؟
الطبيب : لا داعى للقلق لقد اخرجنا الطلقة بنجاح ولحسن الحظ اصابتها لم تكن بالخطيرة ولم تؤذي اياً من اعضائها الحيوية ولهذا ستنقل من فورها الى غرفة العناية القصوى كإجراء روتيني ومن بعدها الى غرفة عادية ..... ثم اضاف بإبتسامة ....... حمداً لله على سلامة العروس
خر كلاً من احمد وآسر ساجدين سجدة شكر الى ربهم حامدين اياه على عودة صغيرتهم اليهم سالمة
: من تظن نفسك حتى تمنعنى عن مرافقتها للمشفى ..... هل جننت ؟؟؟
فارس بغضب وصراخ : فرح .... ألزمى حدودك عند حديثك معي ..... كما ان حالتك وقتها لم تكن ستساعدنى على الوقوف بجانب آسر و عمي .
فرح بغضب : اذاً الحل هو ان تتركنى وتذهب وانا اكاد اجن على رفيقة عمرى ان كانت مازالت على قيد الحياة ام .....
وبترت عبارتها لتمتليء عيناها بالدموع و تدخل بنوبة بكاء مريرة اطاحت بكل غضبه واستياؤه منها لتجعله يقترب نحوها دون تفكير ويغرسها بداخل احضناه فى محاولة لتهدئتها وايقافها عن البكاء
فارس بحنو : ششششش كفى بكاء ..... ها قد اتيتي للمشفى وتأكدتي من كونها بخير و اطمأن قلبك ..... ما داعى البكاء الآن ........ ششششششش كفى كفى
رولا ببكاء : ادهم ؟؟؟
التفت اليها ادهم والذي كان يجاور آسر الواقف امام غرفة العناية
تفاجأ بها بالمشفى ليتجه نحوها سريعاً
الادهم : ماذا تفعلين هنا ؟ كيف اتيتي وحدك؟
رولا ببكاء : اتيت انا و فرح مع السائق ..... اخبرنى كيف هى مريم الآن ؟
تنهد الادهم بغير رضا على تهورهم و خروجهم دون حراسة حيث انهم لم يمسكوا بالفاعل بعد
الادهم : بخير ..... هى بالعناية الان و استيقاظها سيكون قريبا برأي طبيبها
رولا بخفوت : حمداً لله
لاحظ هو شحوبها وضعفها الواضح ليمسك بها بهدوء ويتجه نحو احدى المقاعد ليتركها لدقائق ليعود محملاً ببعض البسكويت و كوب عصير داكفى
الادهم : تناولى كل هذا الان دون جدال ....... لقد تزوجت بفتاة وليس مومياء
لتمتثل هى الي امره وتشرع بتناول الطعام دون نقاش وبداخلها تزداد حدة مشاعرها الجديدة اتجاه زوجها
اما هو نجده يصارع نفسه ليمنعها من اختراق هذا الزجاج المغيظ الحائل بينه وبين محبوبته ...... "ممنوع الزيارة" ..... جملة بغيضة القاها الطبيب بوجه بكل صفاقة .... وكأنه سيمسها بأذي .. هذا الاحمق لا يدرك ان علاجها ببقاؤه بجانبها ممسكاً بيدها يشجعها على فتح زمردتا عيناها ........ كلما يتذكر لحظة اصابتها وتهاوي جسدها بين يديه يشعر بإنقباضة بصدره و كأن روحه تُسحب منه ألف مرة بالثانية الواحدة ...... سيأتى به .... سيأتي بهذا الحقير و سيرد له كل آهة خرجت منها آلاف و آلاف
احمد بمرارة : ستستيقظ بني ....... فالله رحيم عادل لا يعاقب احد بذنب احد آخر
التفت اليه آسر وبعينه تساؤل عن مغزى حديثه .... كاد احمد يجيبه على هذا التساؤل لكن قاطعه صوت الطبيب
الطبيب : سيد آسر ...... على حسب ما لدى من معلومات فأنت زوج المريضة أليس كذلك؟
آسر بإنتباه : نعم هذا صحيح ..... هل هناك امر ما؟
تنحنح الطبيب بمكانه ليهتف آسر بنفاذ صبر
آسر : هذا والدها .... يمكنك الحديث
الطبيب : اذاً فلتتبعاني الى المكتب من فضلكم
اومأ له كلاً من آسر واحمد فى قلق ليتجها خلفه فى صمت
آسر بصدمة : عفواً ؟؟؟؟؟؟؟
الطبيب : اعلم ان الامر صعب تقبله لكن هذا هو الواقع ... الانسة مريم مصابة باللوكيميا (سرطان الدم) و للاسف بمرحلة متقدمة من المرض ..... هذا ما اثبتته التحاليل
آسر ببلاهة : لا يمكن ...... زوجتى بخير هى لم تشتكى من اى شيء من قبل كيف هذا ؟
الطبيب : هذا المرض صعب اكتشافه حيث ان اعراضه تظهر عندما يكون بمرحلة متأخرة
احمد ببكاء : رحماك يالله رحماك يالله فلتصيبني انا وخفف عن ابنتي ... رحمتك يااااارب
حاول آسر استجماع افكاره ليتسائل بعد ذلك بخشية
آسر : و هل ... هل لهذا المرض علاج ؟
تنهد الطبيب ليجيب بهدوء وقد اثار شفقته رؤية احمد بهذا الشكل
الطبيب : بالطبع هناك علاج و مراحل عدة لكن بحالة الآنسة لا يوجد بيدينا سوى عملية زرع خلايا جذعية ولتتم يجب علينا ايجاد متبرع مناسب
آسر بتفاؤل : انا .... يمكننى التبرع
الطبيب : يمكنك بالتأكيد لكن يجب اجراء بعض التحاليل اللازمة حتى نجد من يتوافق معها وهذا للاسف احتمال ليس بكبير سوى بين الاقارب
هتف احمد سريعاً
احمد : انا..... انا والدها يمكنك اخذ ما تشاء مني لكن ابنتي .... ابنتي انقذها ارجوك
الطبيب بهدوء : يا سادة .. الامر ليس بيدي يجب اجراء فحوصات وتحاليل ومن تتوافق عينته بعينة المريضة يمكنه التبرع
آسر : اذاً هذا والدها هنا وانا ابن عمها و هناك ابناء عمى ايضاً
اومأ الطبيب ليكمل
الطبيب : حسناً هذا جيد ارجو ان يتوافق احدكم معها والان اتبعونى وسأرافقكم الى الطبيب المسئول عن مثل هذه الحالات
علم الجميع بنبأ مرض مريم وسيطر الحزن عليهم مرة اخرى بعد فرحتهم بنجاتها لكن لم يسمح لهم آسر باليأس وقام كلاً منه هو واحمد وفارس والادهم بعمل التحاليل اللازمة
وباليوم الثانى لهم بالمشفى استيقظوا جميعاً على صراخ فرح ليتجهوا سريعاً نحو غرفة مريم ليجدوها قد استيقظت اخيراً وتبادل الجميع ابتسامة ضعيفة
واخيراً وبعد فترة بقيا وحدهما بعد انصرافهم جميعاً بعد الاطمئنان على صحتها
نراه يستلقى بجانبها على فراش المشفى وقد افسحت له مكان يتسع لجسمه الضخم بالنسبة لقدها النحيف محتضناً اياها فنجدها قد اراحت رأسها بهدوء على صدره العريض لتسمعه يهتف
آسر : احبك احبك ..... قلدها بسخرية ليكمل ...... وها قد جعلتيني امضى اول يومان من شهر العسل بالمشفى
ضربت صدره بقبضتها لتجيب
مريم : و اين ذهب من كان يقول ان اى مكان بصحبتي ماهو الا جنة على الارض
آسر بحب وصدق : هنا ..... بجانبك وسيظل كذلك مهما حدث
ثم اعتدل بجلسته ليكمل بهدوء
آسر : روما... فلتستمعى الي ... لدى ما اخبرك به وارجو منك الهدوء والانتظار الى ان انتهى مما على وشك قوله
ساورها القلق لتغير حالته المزاجية لكنها اخفت ذلك واكتفت بإيماءة تحثه على الاكمال
تنهد بقلق قبل ان يهم بسرد ما اخبره به الطبيب عن حالتها و طرق العلاج ليجد منها صمت مريب وهدوء غير متوقع ... طالعها بقلق لهدوءها هذا قبل ان تتنهد وتردف
مريم : اذاً انا مريضة بسرطان الدم ...... لا اعلم لما لكن لا اجد الامر مرعب كما تراه فهى ارادة الله كما انك قلت ان له علاج أليس كذلك؟
اومأ هو بتأكيد لتردف بإبتسامة
مريم بحب : وانت معي بجانبي ؟
ليومأ هو بقوة ويمسك بيديها بتملك لتكمل
مريم : اذاً ما الداعى للخوف والقلق ... الله معى ويوجد علاج .... و انت ..... وانت معي
ابتسم لها معجباً بقوتها وايمانها بالله وقد اخذ قراره بداخله بالصمود و المثابرة اياً كان ما سيقابلهم فيما بعد
مضى يومان آخران ظلت بهم مريم فى المشفى تحت رعاية و متابعة من الاطباء و بغرفتها ينتظر الجميع نتائج تحاليل
حتى ظهرت النتائج
و النتيجة عدم توافق اياً منهم
امتلأت عيناها بالدموع لكنها حاربت وصمدت حتى لا تضعف لكن شعر بها آسر فأتجه نحوها من فوره ليأخذها بين احضانه فى حين صمت الجميع كلاً منهم يفكر بالخطوة التالية حتى نطق احمد بما صدم الجميع
احمد بإرتباك : رولا يمكنها اجراء الاختبار
رولا بدهشة : انا؟ ..... لا مشكلة لدى .... لكن لما انا بالذات لمَ لم تقل فرح او غيرها ؟
فارس مؤكداً : هذا صحيح لما رولا خصيصاً
طالعه الجميع بتساؤل ليجيب بإستسلام
احمد : لانها ..... لانها شقيقتها
سُمعت شهقة لم يعلم احد ممن خرجت لكن تلاها صمت اطبق على الجميع ........ شقيقتها ..... من شقيقة من ؟ و كيف ؟
هذا ما دار بخلد الجميع ليقطع سيل افكارها صوت رولا المذعور
رولا : اذاً انت هو ؟ .... انت هو والدي ؟
نفى احمد سؤال رولا ليوضح
احمد : بل انتم شقيقات من الام
مريم بصدمة : اذاً رولا هى اختى .... ابنه امي ...سعاد
كانت مريم صاحبة هذا التساؤل ليكون جواب سؤالها هو النفى ايضا لتصرخ بوالدها
مريم : فسر ما تقول والا سأجن ...... كيف هى اختى ؟ كيف ؟
ابتلع ريقه بصعوبة قبل ان يفسر ما حدث
احمد : قبل زواج اخى من صافي كنا انا واخى نجدها صديقة عزيزة منذ ايام الدراسة الى ان تطور الامر لعلاقة اكثر تعقيداً فلقد اعترفت لى ذات مرة بعشقها لى لكنى رفضت مبادلتها بما تشعر به فهى كانت اخت لى لا اكثر كما انى كنت على علم بمشاعر اخى نحوها استمر حالنا هذا حتى يأس اخى منها وتزوج لكنها لم تكن قد يأست مني بعد و لكن ... دون فائدة ، حتى انجب اخى آسر وبعدها توفت زوجته ليعود مجدداً يستجدى مشاعر صافي فتميل له وترضى بالزواج منه انتقاماً منى عند علمها برغبتى من الزواج بسعاد
قاطعته مريم
مريم بأمل : و انتهى الامر اليس كذلك؟ انا اعلم ما حدث بعدها انت انفصلت عن العائلة و تزوجت امى وانجبتونى ...... اليس كذلك؟
نفى كلامها بحركة بسيطة من رأسه ليكمل بمرارة
احمد : مرت السنين بعد زواجى من سعاد ولم يرزقنا الله بطفل لنعلم بعد زيارتنا للطبيب كونها عقيمة
شهقة صدرت من مريم لكنها لم تمنع احمد من الاسترسال فى قصته
احمد : ساءت علاقتنا بتلك الفترة بسبب سوء نفسية سعاد بعد علمها بموضوع العقم لتزيد المشاكل بيننا و .... و ..... حينها كانت صافى قد عادت لبث سمومها بأذني ومحاولة استمالتى لها رغم .. رغم زواجها من اخي ...... ثم اكمل ببكاء مرير وندم .... كنت ضعيف ... علاقتى بسعاد كانت شبة مدمرة كل شيء امامي كان قد استحال للسواد وكل الابواب اغلقت بوجهي حينها كنت مغيب .... مخموراً و ... و .... حدث الامر لا اعلم كيف ؟
حاول تمالك نفسه ليكمل سرده لما حدث
احمد : بعدها جاءتنى تخبرني بنبأ حملها وقد علم اخى بالامر وثار وغضب لكن لم يستطع احدنا دفعها للتخلص من الجنين واستمر حملها حتى ولدت وبعدها اصر اخى على ان آخذ الطفلة و اخبارها انها قد ماتت عقاباً لها ... بعدها اخبرت سعاد بكل ما حدث وساءت علاقتنا اكثر فأكثر لكن ما جعلها تتدارك الامر هو وجود الطفلة معها وقد عوضتها عن مشاعر الامومة المحرومة منها
مريم بتوجس : و تلك الطفلة هى ..... انا ؟
اومأ هو مؤكداً لتنظر له بذهول قبل ان تصرخ وجعاً و ألماً وخيبة بقدوتها وبطلها الاول ..... صرخت بهم جميعاً ليتركوها وحيدة ... امتثل الجميع لأمرها الا آسر والذي اكتفى بضمها اليه ليكتم صرخاتها بصدره يربت على رأسها بشرود فهو لم يستفق بعد من بشاعة ما سمعته اذناه للتو
فور خروجهم من غرفتها اتجهت رولا خارج المشفى دون الاستماع الى صراخ الادهم والذي امرها بالتوقف لتتجاهله وتكمل طريقها الى مقصد واحد ....... صافي هانم
سامر : تبدين سعيدة للغاية رغم عدم تحقق مرادك
صافي بسعادة و ضحك : يكفيني رؤية وجه آسر تلك اللحظة وقد شمله الخوف والضعف .... اااااااه كم كان الامر ممتعاً ...... وتلك ... تلك الحقيرة رأيتها ضعيفة تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة لكن ما باليد حيلة فلم يأتى وقتها بعد
: اذاً فلقد كنتي انتى حقاً وراء هذه الفعلة ؟
التفتت صافي بحدة اتجاه الصوت لتستريح ملامحها فور رؤيتها لابنتها
صافي بلؤم : رولا حبيبتي انتى هنا ... واخيراً تذكرتي والدتك
نظرت لها بقرف قبل ان توجه انظارها نحو الرجل القابع بجانب والدتها
رولا : ومن هذا ؟ احد رجالك؟
سامر بحقارة : اذاً انتى رولا ..... لم تخبرينى صافي انى امتلك ابنة بهذا الجمال
رولا بصدمة : ابنة ؟
صافي بتنهيدة : نعم ..... اردتى معرفة من هو والدك .... انه هو .... سامر
ابتلعت رولا صدمتها فهى لم تأتى لهذا السبب
رولا : اذاً انتى وراء ما حدث لمريم أليس كذلك؟
صافي : ألم يكن هذا هدفنا ...... التخلص من مريم
رولا : كان ...... كان هدفى
صافي بلا مبالاة : اياً كان
رولا : عمى احمد ما زال على قيد الحياة هل علمتى بذلك ؟
صافى بصدمة : م ماذا؟
رولا : و لقد اسمعنى قصة غاية فى الاثارة ؟
صافي : .................
رولا : لن اطيل عليكي كثيراً فقط سرد لنا ما حدث منذ عشرون عاماً و ماحدث بينكم وقتها ......و .... وتلك الطفلة ..... ابنتك
صافي بحدة : كفى عن ذكر الماضي
رولا متجاهلة لحديثها : و خمني ماذا ........... هى ... تلك الطفلة لم تمت
صافى : ماذا ؟
رولا بقسوة : تلك الطفلة .... لم تمت .... لكنك كدتي تقتليها بيديك
صافي بخفوت وصدمة : كذب .... كذب
رولا بقوة : نعم هى مريم ... مريم ابنتك ..... لكن لما اظنك ستهتمين فها انا ابنتك ولكنك كنت على استعداد لالقائي بالجحيم
صافي بصدمة : انتي لستي هى .... هى ابنتي ...ممن احببت... لكن هى ميتة ... اخبروني بموتها فور ولادتي لها ... مستحييييييل
رولا بسخرية : ها قد اتممت ما اتيت من اجله فلتتعذبي انتى بما اقترفته يداك وكفاك ظلماً وطغياناً كفاكي
ثم اتجهت رولا الى خارج المنزل تبكي ندماً وقهراً على ام لم تشعر يوماً منها بذرة حناناً او رحمة
وبداخل المنزل كانت صافي تصرخ بإنهيار وحين حاول سامر تهدئتها اتجهت نحوه وكأنها ادركت للتو وجوده بالمكان لتنقض عليه تهاجمه تتهمه بمحاولة قتل ابنتها متناسية انها من امرته بالفعل بهذا لتنتبه اثناء هجومها عليه لسكينة فاكهة كانت بجانبها لتأخذها و تغرسها بقلبه ثم تخرجها لتعيد غرسها بجزء مختلف من جسده بهيستيريا لتنتبه بعد فترة وقد عاد اليها وعيها فترى آثار فعلتها تلك وانهيارها ذاك لتحاول حساب الامر بعقلها لدقائق قبل ان تهم بطعن نفسها وتسقط بجانب جثة سامر دون حراك
...............
اجرت رولا الاختبارات والتحاليل ليجدوا توافق بين العينات وتتم بعدها عمليه زرع الخلايا الجذعية بنجاح و تخرج بعد فترة من المشفى
علم الجميع بعد فترة ما حدث لرولا و عثورهم على جثتها بمنزلها حزنت رولا عليها و مضت فترة ترى نفسها مذنبة فى حقها لكن نجح الادهم فى اخراجها من تلك الحالة لتزيد مشاعرها نحو الادهم ويجد هو الاخر فيها زوجة حنونة و طفلة بريئة رغم ما كانت عليه من قبل
فى حين ظل كلا من فارس و فرح كالقط والفأر لكن ما يغلب على علاقتهم تلك مشاعر حب وهيام من الدرجة الاولى تجعل اى خلاف بينهم ينتهي بعناق صامت دون التفوه بحرف واحد
اما بخصوص مريم و آسر
مريم : لن يطمئن قلبي حتى تستبدلها بشخص آخر
آسر بتأفف : مريم كفى عناد ....... لقد اكتفيت والان تحركى من طريقي لقد تأخرت بالفعل
مريم : لن اتحرك انش واحد قبل ان تعدنى ان تستبدلها بشخص اخر تلك ال رنا لن تستمر بالتواجد معك تحت سقف واحد ....... ثم صمتت قليلا قبل ان تردف بحدة ...... وكف عن دعوتى بمريم مريم تلك ....... لن تخيفنى هذه النغمة اسمي روما
آسر بإبتسامة لعوب : اذاً روما ..... من فضلك افسحى لى الطريق قبل ان .........
احاطت عنقه بيديها واقتربت منه بدلال لتقطع حديثه قائلة
مريم بدلع : قبل ان ماذا ؟
اغمض عيناه للحظات يحاول تمالك نفسه لكن يبدو انه قد فشل ليسرع حاملاً اياها عائداً مرة اخرى الى غرفتهم وقد اغلق الباب خلفهم ووضعها على الفراش
هم بالاقتراب منها وتقبيلها لتضع يديها حائلاً امام شفتيه لتهتف بغنج
مريم : ممنوع
هتف هو بنفاذ صبر : ما هو الممنوع ؟
ضحكت وقد علت صوت ضحكاتها لتنتشر بأرجاء الغرفة
مريم : تلك تعليمات الطبيب
اعتدل بجلسته واردف بإهتمام
آسر : عن اى طبيب تتحدثين لقد كنت معك فى مراجعتك الاخيرة واخبرنا الطبيب انك على ما يرام
مريم بحب وفرح : ليس هذا الطبيب ....وانما طبيبتي النسائية ....... انا .. انا حااااامل
تمت
..........................