رواية مستنقع الذئاب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة احمد
الفصل الواحد و الثلاثون : مشاجرة
_______________________
دهشت من سؤالها وقالت :
- نعم ؟
اعادت سؤالها بهدوء :
- انتي لسه بتحبي ليث ولا لأ ؟ لو لسه بتحبيه متكمليش الخطوبة لانك مش هتكوني مبسوطة معاه بس اذا....
ابتسمت سارة وتمتمت :
- لأ انا واثقة من قراري و عارفة ايه كمان انا عرفت ان مشاعري لليث كانت مجرد اعجاب وده غلطي من الاول انا مكنش ينفع ابصله او اتعامل معاه كتير كان لازم اغض بصري عنه يمكن انا انجذبتله بسبب شخصيته و تصرفاته بس لما عدى وقت كتير من غير ما أشوفه مبقتش افكر فيه خالص انا نسيته بجد يا أسيل ...... ارجوكي انسي اللي عملته ديه كانت لحظة ضعف بسبب اللي اسمه جاسر انا ندمانة اوي ومش عارفة اسامح نفسي.
تنهدت بعمق و اردفت :
- اللي عملتيه.... اللي عملتيه أذاني اوي يا سارة في الوقت اللي الكل خاني فيه انا وثقت فيكي حكيتلك على كل حاجة حصلت معايا وبدل ما تحفظي سري روحتي شوهتي الحقيقة للشخص اللي بحبه و خليتيه...... سارة انا محتاجة وقت عشان اعرف افكر انا هقفل دلوقتي الف مبروك تاني.
اغلقت الخط قبل ان تسمع ردها لتزفر بخنق و تكمل عملها حتى رأت نور تدخل و معها حقيبتها ، ضحكت بخفة و قالت :
- هههههه هو فارس استسلم و سمحلك تجي ؟
اجابتها بضحكة خافتة :
- طنط فريدة اخدتني بالعافية لو تشوفي وش فارس بقى ازاي حسيته هيعيط الصراحة انا فرحت فيه اوي هههههه.
ابتسمت أسيل بغمزة :
- الواضح انك مبسوطة جدا صح.
تنهدت نور و هتفت :
- اه فعلا الامور اتصلحت بيني و بين فارس من شويا كنا مع بعض و اعترفلي بحبه و اعتذر و انا كمان اعتذرت منه.
رفعت حاجبها بلؤم :
- اها عشان كده كان مضايق للدرجة ديه لما قزلتله هتنامي معايا اتاريكم كنتو عايشين في جو رومانسي وانا و ماما بوظناه صح.
ابتسمت بخجل فاقتربت منها واحتضنتها هامسة بصدق :
- ربنا يخليكم لبعض و يديم السعادة اللي شايفاها في عيونك ديه انا فعلا كنت بلاحظ حب فارس الكبير ليكي و عذابه لما كنتي زعلانة و دايما بتسرحي الحمد لله ان ربنا عوضه بحبك عن....
توقفت عن الكلام وعضت على شفتها بندم لكن نور ابتسمت :
- كان بيحب سهر اوي صح ؟
تنهدت مجيبة :
- كان بيعشقها من الطفولة يا نور لما كان يشوفها الفرحة متبقاش سايعاه و لما انتحرت حسيت انه مات معاها كمان...... ثم تابعت بامتنان :
- و انتي ظهرتي في حياته صحيح اللقاء من الاول كان غلط بس قدرتي تخليه يحبك و يتعلق فيكي وممكن اكتر من حبه لسهر انا مش عارفة اتشكرك ازاي عشان سامحتيه رغم اللي عمله فيكي دلوقتي فرحكم قرب افتحو صفحة جديدة و انسو الماضي لأنكم لو فضلتو عايشينه مس هتعرفو تعيشو الحاضر..... ولا المستقبل.
همست اخر جملة بشرود حزين لتسألها نور :
- سرحتي في ايه يا أسيل انتي كويسة ؟
هزت رأسها بنعم :
- اه كويسة..... يلا انا فضيتلك مكان في الدولاب حطي هدومك و تعالي نتعشى.
- ماشي.
______________________
في فيلا الشافعي.
كان ليث جالسا في شرفة غرفته يستند على الكرسي الهزاز و يطالع القمر و النجوم التي تحوم حوله بشرود حتى دخلت أمه و عندما رأته ابتسمت :
- بتفكر في ايه ؟
نظر لها هامسا :
- مفيش يا ماما انا مش بفكر في حاجة.
مطت شفتها ثم جلست بجانبه و قالت :
- ليث مش احنا اتفقنا من زمان اوي ان مفيش حاجة هنخبيها عن بعض انت كنت بتحكيلي على كل حاجة فحياتك حتى لو كانت بسيطة بس بقيت تخبي عني اولا خبيت سبب وجودنا في الاسكندرية و عملك كضابط مخابرات و حبك ل أسيل و دلوقتي بتخبي عني السبب اللي مخليك سرحان طول الوقت انت مبقتش تثق فيا ؟
نظر لها مسرعا وقبل يدها :
- حبيبتي انا بس مش عايز ادايقك وكمان انا مش عايز اتكلم في اللي مضايقني متزعليش مني.
زهرة بحنان وهي تمسح على شعره :
- طبعا مش هزعل منك انا بحترم خصوصيتك بس عايزة انصحك بحاجة مهمة خود دايما الأمور ببساطة متعقدهاش يا حبيبي و متفكرش كتير و انسى اللي فات عيش حاضرك ومستقبلك مع اللي بتحبها و انسى الماضي.
ليث باستغراب :
- انتي ازاي عرفتي انا بفكر ف ايه من غير ما اقولك يا ماما ؟؟
ضحكت بخفة و اجابته :
- انت ابني ربيتك من لما كنت صغير لحد ما بقيت راجل افتخر فيه عشت معاك كل تفصيلة من تفاصيل حياتك ازاي مش هعرف اللي مضايقك ؟
قام ليث من كرسيه و استلقى على المقعد الذي تجلس عليه والدته ووضع رأسه على حجرها محتضنا اياها :
- انا مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك حياتي مبتسواش حاجة من دونك انا بحبك.
قبلت زهرة جبينه متمتمة :
- وانا بحبك يا ابني انا عايشة علشانك يا حبيبي...... اه نسيت اقولك انا عزمت قرايبينا اللي في المنصورة و قالو هيجو قبل الفرح بيوم و عمتك مديحة هتقعد معانا اسبوع و تروح.
ليث بانزعاج :
- مديحة هتقعد معانا اسبوع ؟ و اكيد امها هتقعد كمان صح مين اللي عزمهم انتي وافقتي ليه ؟
زهرة ضحكت و حذرته :
- عيب يا ولد دول عمتك و ستك المفروض ترحب بيهم.
تأفأف بضيق مغمغما :
- مقولناش حاجة بس انتي عارفة اسلوب كلامهم ومعاملتهم ناس معقدة بجد و هيعملو مشاكل مع أسيل لما تجي و بعدين لما انتي بتحبيهم اوي كده مجوش يساعدوكي في التجهيزات ليه انا لو مجبتش كام بنت تساعدك مكنتيش هتلحقي على حاجة.
ابتسمت و ارادت تغيير الموضوع فقالت :
- يوووه انا نسيت كنت جاية ليه يلا العشا جهز من ساعة تعالى تاكل.
نهض معها و نزلا للأسفل يتناولان الطعام حتى قال :
- ماما ممكن تجيبيلي ماية ساقعة من المطبخ.
اومأت و جلبت له ورددت وهي تجلس :
- اهو جبتلك ماية من المطبخ ياما في حاجات حصلت ف المطبخ و الباب مقفول.
توقف عن مضغ الطعام و نظر اليها :
- حلو اسلوب اللف و الدوران اللي بقيتي تستعمليه اليومين دول برافو بحبك وانتي كده ابقي استعمليه لما العائلة الكريمة تشرف و بالنسبة للمطبخ تاني مرة هقفله بالمفتاح عشان محدش يشوف اللي بيحصل يا زوزو ياحبيبتي.
القت عليه المعلقة بإحتقار مصطنع :
- اتلم يا قليل الادب انا مربتكش كده.
قهقه ليث ثم نهض و قبل وجنتها قائلا :
- يا قلب قليل الادب انا طالع وهرجع متأخر متستننيش و نامي.
- حاضر انا اتعودت على سهرك برا البيت خد بالك من نفسك.
- ماشي سلام.
غادر ليث بينما تنهدت زهرة بقوة مرددة :
- ربنا يسعدك يابني و يكملك بعقلك.
______________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت سارة على صوت رنين هاتفها فتحت الخط وتكلمت بصوت ناعس :
- ميين.
- صباح الخير يا قمر.
انتبهت لصوته فقالت بدهشة :
- زياد ؟
ضحك زياد قائلا :
- شكلك لسه فايقة من النوم ايوة انا زياد ياستي.
سارة بضيق :
- انت جبت رقمي منين يا استاذ ؟؟
اجابها بتهكم ساخر :
- معلش يعني بس المفروض اني ضابط و طبيعي اعرف رقم اي حد عايزه بس شايفك مكشرة يعني.
نهضت جالسة و تشدقت بجدية :
- اولا المفروض كنت تاخد اذن بابا قبل متاخد رقمي ثانيا مينفعش تكلمني غير و انا قاعدة مع الكل لانك اصلا لسه مبقتش خطيبي و ثالثا الكلام الخارج عن الحدود انا مش عايزة اسمعه لاني مش حلالك !!
اعجب زياد بكلامها و شعر بأنه أحب جوهرة نادرة فهمس :
- اسف بس انا مقدرتش امنع نفسي من اني اكلمك اول واحد بعد ما تصحي من النوم و على فكرة انا مش بقصد حاجة وحشة بكلامي انا بعرف حدودي كويس بس القصة اني بنسى الحدود ديه شويا لما اكلمك ، ثم تابع بمرح :
- خلاص تاني مرة هاخد الاذن من ابوكي عشان اكلمك كده حلو صح ؟
ضربت رأسها بخفة وهي تحركه يمينا و شمالا لتقول :
- عايز ايه على الصبح ؟؟
قضب حاجبيه ورد عليها :
- افندم انتي مش عارفة انا متصل ليه نسيتي اننا هننزل نجيب الشبكة و مامتك و ابوكي هيجم معانا !!
عضت على لسانها فلقد نست الموضوع بالكامل لكنها حمحمت بذكاء :
- طبعا مش ناسية بس مكنش في داعي تتصل في الوقت ده اكيد مش هنروح الساعة 10 الصبح لسه بدري المهم الكلام ده مش معايا اتكلم مع اهلي احسن انا هقفل سلام.
اغلقت الهاتف بسرعة ليتفاجأ زياد و يهمس :
- انا شكلي هتعب معاها اوي بس بتستاهل التعب ديه حبيبة قلبي بردو.
نهضت سارة و استحمت و تناولت فطورها ثم ذهبت مع أبيها و أمها و زياد ووالدته للمول و اختارت شبكة رقيقة و جميلة و غالية الثمن ايضا فزياد لم يرد ان يحرمها من اي شيء تحبه ، بعد انتهائهم ذهبوا الى مطعم على الكورنيش و جلست معه بمفردها رغم رفضها الشديد لذلك و البقية جلسوا في كازلة مجاورة يتناقشون حول التجهيزات حمحم زياد و اردف :
- سارة لو مضايقة من قعدتنا لوحدنا ممكن نقعد مع التانيين عادي ؟!
خجلت سارة و همست :
- لا انا بس.... انا مكسوفة شويا لان اول مرة اقعد مع شاب ولوحدنا كمان.
ابتسم برقة لكلامها :
- بس انا مش غريب ومفيش داعي تتكسفي كلامنا مش هيبقى خارج الحدود خالص و خطوبتنا هتتعمل بعد اسبوع و فرحنا بعده بشهر عشان كده عايز نتعرف على بعض اكتر.
سارة بحيرة :
- الخطوبة بعد اسبوع مش شايف انه فاضل وقت قليل اوي انت ليه مستعجل كده ؟
تنهد بحب و غمز لها بمزاح :
- انا لو عليا نعمل الفرح النهارده قبل بكره بس ابوكي مش هيوافق اضافة الى انه رئيسي في الشغل ولو كلامي معجبوش هيقطع عليا لقمة عيشي يرضيكي افضل من غير شغل و تلاقيني بشحت على باب الجامع ؟
لم تستطع كتم ضحتها من كلامه فضحكت بخفة و قالت :
- على فكرة انا متأكد ان عقلك مش سليم ازاي انت ضابط ومش بتبطل هزار كده.
مط شفته بقرف مزيف :
- خمسة خمسة يا شيخة انتو الستات نكديين كده ليه مش بتطيقو الراجل الكئيب ولا بتحبو الفرفوش والله مغلطش اللي قال عليكم صنف نكد.
اغمضت عينيها وضغطت على شفتها لتكتم ضحكاتها العالية ركز زياد عليها و قال :
- ياااه احنا نرجع لموضوعنا احسن عشان شايف ابوكي اللوا وهو بيبصلي كأني خاطف بنته.
- ههههه حاضر.
تكلمت معه سارة بأشياء كثيرة تخص حفلة الخطوبة و الزفاف لينتهي اليوم سريعا و يعود كل منهم لمنزله وقد بدأت تخلق مشاعر جديدة....
______________________
يوم جديد.
استيقم فارس و خرج من غرفته ليجد نور التي ابتسمت عندما رأته :
- صباح الخير ياحبيبي.
فارس بضيق :
- حبيبك ؟ صباح النور نمتي كويس مبسوطة بالاوضة الجديدة مرتاحة فيها ؟
كتمت ضحكتها و اومأت :
- ايوة جدا لو كنت اعرف ان اوضة أسيل مريحة بالشكل ده كنت نمت فيها من زمان.
- لا والله ؟ ماشي ياحبيبتي تتهني بيها كلهم اسبوع ونص و هعرفك المكان المناسب اللي لازم تنامي فيه.
خجلت من تلميحاته و قبل ان تتكلم جاءت فريدة :
- نور تلفونك جوا بيرن يابنتي روحي ردي.
اومأت و ذهبت بينما ضيق فارس عينيه :
- مااماا والله نور مراتي و عادي اكلمها يعني.
فريدة :- ولو انت مش هتتعامل معاها غير لما تعملو الفرح انا مبضمنكش لو سبتك معاها لوحدك عارفاك حيوان و قليل ادب !!
شهق بدهشة مشيرا لنفسه :
- انا حيوان يا ماما ؟ ماشي ربنا على الظالم انا رايح شغلي.
أسيل بصوت عالي :
- مع السلامة خود راحتك متجيش تاني يا حبيبي.
ضربها بالوسادة بقوة فقالت :
- اااي مامي شوفيه !!
زفرت فريدة بيأس من شجارهم الدائم و ذهبت للمطبخ و غادر فارس لتتصل أسيل بليث وعندما اجابها قالت :
- يا واد تقيل عبرني يا مدمرني.
ليث بضحكة استغراب :
- خير ان شاء الله مالك في ايه الواضح انك رايقة النهارده.
اجابته بلؤم :
- ما انت مش بتكلمني ابدا اوعى تكون فاكر تلعب عليا و تتقل وكده انا مش بتاعت الحركات ديه.
ليث باقتضاب :
- ولا انا بتاع حركات المراهقين ديه و مش عايز اكلمك ولا اتعامل معاكي تمام.
غضبت منه و صاحت :
- والله ولا انا ميتة فدباديبك انا مش فاضية ليك ااا..
قاطعها بنبرة تدل على عصبيته :
- احترمي نفسك انتي مش بتكلمي اخوكي و طولة اللسان ديه مش عليا فاهمة.
ابتسمت بتهكم معلقة :
- ايوة بقى اتلكك عشان نتخانق اقولك حاجة انا غلطانة لأني كلمتك اولع مطرح ما انت قاعد ووو....
لم تكمل كلامها لانها سمعت صافرة انهاء المكالمة فشهقت بصدمة :
- ايه الحقارة ديه ازاي يتكلم معايا كده.... ماشي يا ليث لو مجتش كلمتني بنفسك النهارده مش هيبقى اسمي أسيل.
_______________________
دهشت من سؤالها وقالت :
- نعم ؟
اعادت سؤالها بهدوء :
- انتي لسه بتحبي ليث ولا لأ ؟ لو لسه بتحبيه متكمليش الخطوبة لانك مش هتكوني مبسوطة معاه بس اذا....
ابتسمت سارة وتمتمت :
- لأ انا واثقة من قراري و عارفة ايه كمان انا عرفت ان مشاعري لليث كانت مجرد اعجاب وده غلطي من الاول انا مكنش ينفع ابصله او اتعامل معاه كتير كان لازم اغض بصري عنه يمكن انا انجذبتله بسبب شخصيته و تصرفاته بس لما عدى وقت كتير من غير ما أشوفه مبقتش افكر فيه خالص انا نسيته بجد يا أسيل ...... ارجوكي انسي اللي عملته ديه كانت لحظة ضعف بسبب اللي اسمه جاسر انا ندمانة اوي ومش عارفة اسامح نفسي.
تنهدت بعمق و اردفت :
- اللي عملتيه.... اللي عملتيه أذاني اوي يا سارة في الوقت اللي الكل خاني فيه انا وثقت فيكي حكيتلك على كل حاجة حصلت معايا وبدل ما تحفظي سري روحتي شوهتي الحقيقة للشخص اللي بحبه و خليتيه...... سارة انا محتاجة وقت عشان اعرف افكر انا هقفل دلوقتي الف مبروك تاني.
اغلقت الخط قبل ان تسمع ردها لتزفر بخنق و تكمل عملها حتى رأت نور تدخل و معها حقيبتها ، ضحكت بخفة و قالت :
- هههههه هو فارس استسلم و سمحلك تجي ؟
اجابتها بضحكة خافتة :
- طنط فريدة اخدتني بالعافية لو تشوفي وش فارس بقى ازاي حسيته هيعيط الصراحة انا فرحت فيه اوي هههههه.
ابتسمت أسيل بغمزة :
- الواضح انك مبسوطة جدا صح.
تنهدت نور و هتفت :
- اه فعلا الامور اتصلحت بيني و بين فارس من شويا كنا مع بعض و اعترفلي بحبه و اعتذر و انا كمان اعتذرت منه.
رفعت حاجبها بلؤم :
- اها عشان كده كان مضايق للدرجة ديه لما قزلتله هتنامي معايا اتاريكم كنتو عايشين في جو رومانسي وانا و ماما بوظناه صح.
ابتسمت بخجل فاقتربت منها واحتضنتها هامسة بصدق :
- ربنا يخليكم لبعض و يديم السعادة اللي شايفاها في عيونك ديه انا فعلا كنت بلاحظ حب فارس الكبير ليكي و عذابه لما كنتي زعلانة و دايما بتسرحي الحمد لله ان ربنا عوضه بحبك عن....
توقفت عن الكلام وعضت على شفتها بندم لكن نور ابتسمت :
- كان بيحب سهر اوي صح ؟
تنهدت مجيبة :
- كان بيعشقها من الطفولة يا نور لما كان يشوفها الفرحة متبقاش سايعاه و لما انتحرت حسيت انه مات معاها كمان...... ثم تابعت بامتنان :
- و انتي ظهرتي في حياته صحيح اللقاء من الاول كان غلط بس قدرتي تخليه يحبك و يتعلق فيكي وممكن اكتر من حبه لسهر انا مش عارفة اتشكرك ازاي عشان سامحتيه رغم اللي عمله فيكي دلوقتي فرحكم قرب افتحو صفحة جديدة و انسو الماضي لأنكم لو فضلتو عايشينه مس هتعرفو تعيشو الحاضر..... ولا المستقبل.
همست اخر جملة بشرود حزين لتسألها نور :
- سرحتي في ايه يا أسيل انتي كويسة ؟
هزت رأسها بنعم :
- اه كويسة..... يلا انا فضيتلك مكان في الدولاب حطي هدومك و تعالي نتعشى.
- ماشي.
______________________
في فيلا الشافعي.
كان ليث جالسا في شرفة غرفته يستند على الكرسي الهزاز و يطالع القمر و النجوم التي تحوم حوله بشرود حتى دخلت أمه و عندما رأته ابتسمت :
- بتفكر في ايه ؟
نظر لها هامسا :
- مفيش يا ماما انا مش بفكر في حاجة.
مطت شفتها ثم جلست بجانبه و قالت :
- ليث مش احنا اتفقنا من زمان اوي ان مفيش حاجة هنخبيها عن بعض انت كنت بتحكيلي على كل حاجة فحياتك حتى لو كانت بسيطة بس بقيت تخبي عني اولا خبيت سبب وجودنا في الاسكندرية و عملك كضابط مخابرات و حبك ل أسيل و دلوقتي بتخبي عني السبب اللي مخليك سرحان طول الوقت انت مبقتش تثق فيا ؟
نظر لها مسرعا وقبل يدها :
- حبيبتي انا بس مش عايز ادايقك وكمان انا مش عايز اتكلم في اللي مضايقني متزعليش مني.
زهرة بحنان وهي تمسح على شعره :
- طبعا مش هزعل منك انا بحترم خصوصيتك بس عايزة انصحك بحاجة مهمة خود دايما الأمور ببساطة متعقدهاش يا حبيبي و متفكرش كتير و انسى اللي فات عيش حاضرك ومستقبلك مع اللي بتحبها و انسى الماضي.
ليث باستغراب :
- انتي ازاي عرفتي انا بفكر ف ايه من غير ما اقولك يا ماما ؟؟
ضحكت بخفة و اجابته :
- انت ابني ربيتك من لما كنت صغير لحد ما بقيت راجل افتخر فيه عشت معاك كل تفصيلة من تفاصيل حياتك ازاي مش هعرف اللي مضايقك ؟
قام ليث من كرسيه و استلقى على المقعد الذي تجلس عليه والدته ووضع رأسه على حجرها محتضنا اياها :
- انا مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك حياتي مبتسواش حاجة من دونك انا بحبك.
قبلت زهرة جبينه متمتمة :
- وانا بحبك يا ابني انا عايشة علشانك يا حبيبي...... اه نسيت اقولك انا عزمت قرايبينا اللي في المنصورة و قالو هيجو قبل الفرح بيوم و عمتك مديحة هتقعد معانا اسبوع و تروح.
ليث بانزعاج :
- مديحة هتقعد معانا اسبوع ؟ و اكيد امها هتقعد كمان صح مين اللي عزمهم انتي وافقتي ليه ؟
زهرة ضحكت و حذرته :
- عيب يا ولد دول عمتك و ستك المفروض ترحب بيهم.
تأفأف بضيق مغمغما :
- مقولناش حاجة بس انتي عارفة اسلوب كلامهم ومعاملتهم ناس معقدة بجد و هيعملو مشاكل مع أسيل لما تجي و بعدين لما انتي بتحبيهم اوي كده مجوش يساعدوكي في التجهيزات ليه انا لو مجبتش كام بنت تساعدك مكنتيش هتلحقي على حاجة.
ابتسمت و ارادت تغيير الموضوع فقالت :
- يوووه انا نسيت كنت جاية ليه يلا العشا جهز من ساعة تعالى تاكل.
نهض معها و نزلا للأسفل يتناولان الطعام حتى قال :
- ماما ممكن تجيبيلي ماية ساقعة من المطبخ.
اومأت و جلبت له ورددت وهي تجلس :
- اهو جبتلك ماية من المطبخ ياما في حاجات حصلت ف المطبخ و الباب مقفول.
توقف عن مضغ الطعام و نظر اليها :
- حلو اسلوب اللف و الدوران اللي بقيتي تستعمليه اليومين دول برافو بحبك وانتي كده ابقي استعمليه لما العائلة الكريمة تشرف و بالنسبة للمطبخ تاني مرة هقفله بالمفتاح عشان محدش يشوف اللي بيحصل يا زوزو ياحبيبتي.
القت عليه المعلقة بإحتقار مصطنع :
- اتلم يا قليل الادب انا مربتكش كده.
قهقه ليث ثم نهض و قبل وجنتها قائلا :
- يا قلب قليل الادب انا طالع وهرجع متأخر متستننيش و نامي.
- حاضر انا اتعودت على سهرك برا البيت خد بالك من نفسك.
- ماشي سلام.
غادر ليث بينما تنهدت زهرة بقوة مرددة :
- ربنا يسعدك يابني و يكملك بعقلك.
______________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت سارة على صوت رنين هاتفها فتحت الخط وتكلمت بصوت ناعس :
- ميين.
- صباح الخير يا قمر.
انتبهت لصوته فقالت بدهشة :
- زياد ؟
ضحك زياد قائلا :
- شكلك لسه فايقة من النوم ايوة انا زياد ياستي.
سارة بضيق :
- انت جبت رقمي منين يا استاذ ؟؟
اجابها بتهكم ساخر :
- معلش يعني بس المفروض اني ضابط و طبيعي اعرف رقم اي حد عايزه بس شايفك مكشرة يعني.
نهضت جالسة و تشدقت بجدية :
- اولا المفروض كنت تاخد اذن بابا قبل متاخد رقمي ثانيا مينفعش تكلمني غير و انا قاعدة مع الكل لانك اصلا لسه مبقتش خطيبي و ثالثا الكلام الخارج عن الحدود انا مش عايزة اسمعه لاني مش حلالك !!
اعجب زياد بكلامها و شعر بأنه أحب جوهرة نادرة فهمس :
- اسف بس انا مقدرتش امنع نفسي من اني اكلمك اول واحد بعد ما تصحي من النوم و على فكرة انا مش بقصد حاجة وحشة بكلامي انا بعرف حدودي كويس بس القصة اني بنسى الحدود ديه شويا لما اكلمك ، ثم تابع بمرح :
- خلاص تاني مرة هاخد الاذن من ابوكي عشان اكلمك كده حلو صح ؟
ضربت رأسها بخفة وهي تحركه يمينا و شمالا لتقول :
- عايز ايه على الصبح ؟؟
قضب حاجبيه ورد عليها :
- افندم انتي مش عارفة انا متصل ليه نسيتي اننا هننزل نجيب الشبكة و مامتك و ابوكي هيجم معانا !!
عضت على لسانها فلقد نست الموضوع بالكامل لكنها حمحمت بذكاء :
- طبعا مش ناسية بس مكنش في داعي تتصل في الوقت ده اكيد مش هنروح الساعة 10 الصبح لسه بدري المهم الكلام ده مش معايا اتكلم مع اهلي احسن انا هقفل سلام.
اغلقت الهاتف بسرعة ليتفاجأ زياد و يهمس :
- انا شكلي هتعب معاها اوي بس بتستاهل التعب ديه حبيبة قلبي بردو.
نهضت سارة و استحمت و تناولت فطورها ثم ذهبت مع أبيها و أمها و زياد ووالدته للمول و اختارت شبكة رقيقة و جميلة و غالية الثمن ايضا فزياد لم يرد ان يحرمها من اي شيء تحبه ، بعد انتهائهم ذهبوا الى مطعم على الكورنيش و جلست معه بمفردها رغم رفضها الشديد لذلك و البقية جلسوا في كازلة مجاورة يتناقشون حول التجهيزات حمحم زياد و اردف :
- سارة لو مضايقة من قعدتنا لوحدنا ممكن نقعد مع التانيين عادي ؟!
خجلت سارة و همست :
- لا انا بس.... انا مكسوفة شويا لان اول مرة اقعد مع شاب ولوحدنا كمان.
ابتسم برقة لكلامها :
- بس انا مش غريب ومفيش داعي تتكسفي كلامنا مش هيبقى خارج الحدود خالص و خطوبتنا هتتعمل بعد اسبوع و فرحنا بعده بشهر عشان كده عايز نتعرف على بعض اكتر.
سارة بحيرة :
- الخطوبة بعد اسبوع مش شايف انه فاضل وقت قليل اوي انت ليه مستعجل كده ؟
تنهد بحب و غمز لها بمزاح :
- انا لو عليا نعمل الفرح النهارده قبل بكره بس ابوكي مش هيوافق اضافة الى انه رئيسي في الشغل ولو كلامي معجبوش هيقطع عليا لقمة عيشي يرضيكي افضل من غير شغل و تلاقيني بشحت على باب الجامع ؟
لم تستطع كتم ضحتها من كلامه فضحكت بخفة و قالت :
- على فكرة انا متأكد ان عقلك مش سليم ازاي انت ضابط ومش بتبطل هزار كده.
مط شفته بقرف مزيف :
- خمسة خمسة يا شيخة انتو الستات نكديين كده ليه مش بتطيقو الراجل الكئيب ولا بتحبو الفرفوش والله مغلطش اللي قال عليكم صنف نكد.
اغمضت عينيها وضغطت على شفتها لتكتم ضحكاتها العالية ركز زياد عليها و قال :
- ياااه احنا نرجع لموضوعنا احسن عشان شايف ابوكي اللوا وهو بيبصلي كأني خاطف بنته.
- ههههه حاضر.
تكلمت معه سارة بأشياء كثيرة تخص حفلة الخطوبة و الزفاف لينتهي اليوم سريعا و يعود كل منهم لمنزله وقد بدأت تخلق مشاعر جديدة....
______________________
يوم جديد.
استيقم فارس و خرج من غرفته ليجد نور التي ابتسمت عندما رأته :
- صباح الخير ياحبيبي.
فارس بضيق :
- حبيبك ؟ صباح النور نمتي كويس مبسوطة بالاوضة الجديدة مرتاحة فيها ؟
كتمت ضحكتها و اومأت :
- ايوة جدا لو كنت اعرف ان اوضة أسيل مريحة بالشكل ده كنت نمت فيها من زمان.
- لا والله ؟ ماشي ياحبيبتي تتهني بيها كلهم اسبوع ونص و هعرفك المكان المناسب اللي لازم تنامي فيه.
خجلت من تلميحاته و قبل ان تتكلم جاءت فريدة :
- نور تلفونك جوا بيرن يابنتي روحي ردي.
اومأت و ذهبت بينما ضيق فارس عينيه :
- مااماا والله نور مراتي و عادي اكلمها يعني.
فريدة :- ولو انت مش هتتعامل معاها غير لما تعملو الفرح انا مبضمنكش لو سبتك معاها لوحدك عارفاك حيوان و قليل ادب !!
شهق بدهشة مشيرا لنفسه :
- انا حيوان يا ماما ؟ ماشي ربنا على الظالم انا رايح شغلي.
أسيل بصوت عالي :
- مع السلامة خود راحتك متجيش تاني يا حبيبي.
ضربها بالوسادة بقوة فقالت :
- اااي مامي شوفيه !!
زفرت فريدة بيأس من شجارهم الدائم و ذهبت للمطبخ و غادر فارس لتتصل أسيل بليث وعندما اجابها قالت :
- يا واد تقيل عبرني يا مدمرني.
ليث بضحكة استغراب :
- خير ان شاء الله مالك في ايه الواضح انك رايقة النهارده.
اجابته بلؤم :
- ما انت مش بتكلمني ابدا اوعى تكون فاكر تلعب عليا و تتقل وكده انا مش بتاعت الحركات ديه.
ليث باقتضاب :
- ولا انا بتاع حركات المراهقين ديه و مش عايز اكلمك ولا اتعامل معاكي تمام.
غضبت منه و صاحت :
- والله ولا انا ميتة فدباديبك انا مش فاضية ليك ااا..
قاطعها بنبرة تدل على عصبيته :
- احترمي نفسك انتي مش بتكلمي اخوكي و طولة اللسان ديه مش عليا فاهمة.
ابتسمت بتهكم معلقة :
- ايوة بقى اتلكك عشان نتخانق اقولك حاجة انا غلطانة لأني كلمتك اولع مطرح ما انت قاعد ووو....
لم تكمل كلامها لانها سمعت صافرة انهاء المكالمة فشهقت بصدمة :
- ايه الحقارة ديه ازاي يتكلم معايا كده.... ماشي يا ليث لو مجتش كلمتني بنفسك النهارده مش هيبقى اسمي أسيل.