اخر الروايات

رواية ميما الفصل الثلاثون 30 بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما الفصل الثلاثون 30 بقلم اسماء الاباصيري 

30. عقاب
............ : موافقة
نطقت بها رولا بقلق رداً على عرض الادهم بالزواج بها ليوجه لها نظرة تحمل الكثير من السخرية فيردف
الادهم بسخرية : اذاً لا ارى اي داعٍ لفترة خطوبة وما الى ذلك فكلاً منا على معرفة جيدة بالآخر
رولا بسرعة : لا .. لا اوافق على هذا .. احتاج فترة من الوقت ل .. ل.. لتحضير احتياجاتى و الاستعداد نفسياً للزواج
حدجها بنظرة استخفاف قبل ان ينتبه لحديث صافى
صافي : بني فلتدع لها بعضاً من الوقت للاستعداد
الادهم بعدم اقتناع : اذاً فلنجعله عقد قرآن فقط ... وسيكون بنهاية هذا الاسبوع مع زفاف فارس وآسر
ثم هب واقفاً مغادراً منزله والذي عاد اليه صباحاً فور اتصال آتاه من صافي تخبره بضرورة مجيئه للحصول على رداً بخصوص عرضه السابق
بإحدى الكافيهات
فرح بتعب وصراخ : يكفى هذا لقد تعبت ... ثلاث ساعات ولم تعجبك اى بدلة مما رآيناهم لقد اخترت بدلتي من اول اتيليه دخلناه
مريم : و ما ذنبي اننا لم نجد ما يعجبني ... لدى بخيالى تصور معين لفستان زفافي ولم اجده حتى الان
فرح بغضب : ولما لم تقولى هذا الى الآن كان بإمكاننا الذهاب لتفصيل فستانك بالشكل الذي تريدين
تأففت مريم فى حزن لغضب صديقتها وبدأت دموعها فى التكون داخل مقلتيها لتلاحظهم فرح وتهتف بها
فرح : ماذا حدث الآن ؟ لم انت على وشك البكاء ؟ ماذا حدث ؟
انفجرت الاخرى فى البكاء لتثير ذعر صديقتها والتى تحركت من مقعدها المقابل لمريم فتجلس بجانبها وتأخذها بأحضانها مربتة على ظهرها
فرح: مريم ما الامر ؟ لم تبكين ؟
مريم ببكاء : خائفة ؟
فرح بدهشة : خائفة ؟ و لما الخوف ؟
مريم ببكاء : اشعر بالوحدة ... سأتزوج و مازلت اشعر بكونى وحيدة لا اهل لى ..... كم كنت اتمنى وجود امى لتشاركنى سعادتى .... تذهب معى لإختيار فستان زفافي .. تدمع عيناها عند رؤيتى به وأشاركها البكاء خوفاً من الابتعاد عنها .... اشتقت لابي و الذي كان ليضع يده بيدى ليسلمنى لآسر بنفسه ...... لقد اشتقت اليهم فرح ...... اشتقت اليهم كثيراً ..... ياللهى كم انا فى حاجة لوجودهم بجانبي الآن اكثر من اي وقت مضى
دمعت عينا فرح عن سماعها لحديث صديقتها لتبعدها عن احضانها بلطف وتحدثها بهدوء
فرح بإبتسامة حانية : وماذا عنى انا ؟ الست صديقتك و شقيقتك ؟ الم اعوضك ولو القليل من افتقادك لوالديك ... اعلم ان الامر صعب لكن انا معك وامى كذلك ستهتم بى وبك .... لا تحزنيني بحديثك ودموعك تلك ...... سنتزوج ممن اختارته قلوبنا .... اذاً ....... مرحى لذلك
هتفت جملتها الاخيرة فى مرح وسعادة لتلاحظ الابتسامة ترتسم على ثغر صديقتها فتطمئن و لو قليلاً على حالها
فارس بدهشة : هل جننت ؟ رولا ؟؟؟؟؟
الادهم بلا مبالاة : لا لم اجن و نعم رولا
فارس : لماذا؟ لمَ هى ؟ هى لا تناسبك
الادهم بغموض : لذا اخترتها
فارس : ماذا قلت ؟
الادهم : لا شيء .. لاتهتم لما قلته .. لقد اتيت فقط لاخبرك ان عقد القرآن سيكون بيوم زفافك انت وآسر ابلغه بذلك
ثم غادر مكتب اخيه دون ان ينتظر رده
بمنزل الادهم
صافي على الهاتف : هل هذا تهديد ؟ فلتنتبه لمن تحادث ، انا صافي العزبي ............. لقد توفي عمر ( والد آسر ) وانتهى الامر ........... هههههههه وهل تظنه لا يدرك الامر ........ نعم يعلم جيداً انها ليست شقيقته ...... آسر تماماً كأبيه تقبل فكرة خيانة زوجة الاب بلا مبالاة ...... لا هو يظنه شخصاً آخر ........ ثم احتدت فى الحديث ...... لا تتحدث معى بهذه اللهجة ... تهديدك هذا لا معنى له طالما ستُطال انت الآخر فى هذا الشأن ..........صافي لا تُهدد دع هذا حلقة بأذنيك .... وداعاً
ثم اغلقت الهاتف واستدارت فجأة لترى ابنتها تقف على عتبة غرفتها بعينيها نظرة صدمة وتساؤل عن مكنون مكالمتها تلك
رولا بصدمة : ما معنى كلامك هذا ؟ من ليست شقيقة من ؟ و عن اى خيانة تتحدثين ؟
ابتلعت صافى ريقها بصعوبة قبل ان تردف بهدوء مصطنع
صافي : ماذا تقصدين ؟
رولا بحدة : امي ... مع من كانت تلك المحادثة ؟ و من تقصدين بالخيانة ؟
صافى بغضب : رولا كفي عن صراخك هذا لست فى حالة تسمح لى بتحمل دلالك ؟
تقدمت رولا نحو والدتها لتقف امامها فى اصرار لمعرفة معنى كلامها منذ قليل
رولا بحدة : ستخبريني والآن ما قصدتيه بحديثك
صافي بصراخ : قصدتك انتى و آسر
رجعت صافى بجسدها للخلف فى صدمة لتهتف بذهول
رولا بهجوم : ماذا تعنين ؟ ماذا بشأن آسر ؟ ما به اخي ؟
صافى بحدة وجنون : ليس اخاكي .... آسر ليس اخاكي ..... كفاكِ خداع لنفسك ...ألم تشعرين بذلك ؟ ..... لستِ شقيقته وهو ليس اخاكي
رولا بصدمة : اذاً ...... المقصود بالخيانة هو انتي
صافي بتبجح : ليست خيانة ...... عمر كان على علم بهذا ....... علاقاتى مقابل احتمالى البقاء معه
رولا : احتمالك ؟
صافى : كان عقيم
رولا : و آسر ؟
صافي : اصيب بالعقم بعد ولادته
تمكنت الصدمة من رولا لتلقيها ارضاً دون مقاومة منها ........ لم تستطع قدماها ان تحملاها ...... هى ليست ابنه اباها ....... ليست اخت لشقيقها .... تباً هو ليس شقيقها ..... استعادت باقى حديث والدتها لتبتلع غصة بحلقها وجاهدت لاخراج الكلام
رولا : هل آسر .... هل آسر يعلم بشأن هذا ؟
صافى بلا مبالاة : نعم ... لقد رآنى مع احدهم ذات مرة عندما كان صغيراً
توجهت رولا على ركبتيها نحو والدتها وجهها اغرقته الدموع تنظر لها فى ضعف وبكاء لتمسك بقدما والدتها تسألها وترجو اجابة ترضيها
رولا بضعف : أهو والدي ؟
صافى : ماذا ؟
رولا : ذلك الشخص ..... الذى رآك آسر معه ... أهو والدي ؟
ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه صافى لتهتف بسخرية
صافي : هذا ما يظنه آسر .... لكن لا ليس هو
اغمضت رولا عيناها بألم لتسأل
رولا : اذاً ؟ من؟ من هو ؟
انتفضت صافى من مكانها وكأنها ادركت الان كم المعلومات التى اخبرت ابنتها بها لتنحنى نحو ابنتها الراكعة امامها تمسكها من اكتافها مساعدة اياها على النهوض لتهتف بها
صافى بصرامة : انتى ابنة عمر ...... انسى ما قلته منذ قليل .... كفاكي غباءاً لم احيا معه تلك السنين لأكشف بعد ذلك للجميع انك لست ابنته ويحصل آسر على كل ما تركه عمر ....... يكفى ان ذلك الخائن لم يترك لى فلساً واحداً من امواله ........ اتسمعين انتى ابنة عمر ........ انتى رولا عمر البندارى
ثم تركتها وخرجت من الغرفة لتتراخى قدما رولا فى ضعف وتتهاوى ارضا تائهة باكية لاتدرك من هى و من اى صلب اتت لكن ...... هو وحده من سيعلم ... هو وحده من سيساعدها
آسر : اشتقت اليك
مريم بحنق: ولهذا سافرت وتركتنى وحيدة هنا .... و لمدة خمسة ايام .... كيف طاوعك قلبك لفعلها
ابتسم على حنقها الطفولى هذا و زاد من احتضانها ليهمس
آسر : آلمنى قلبي كثيراً بسبب شوقى لك .. لكن كان لا مفر من ذهابي و سفري حتى اتفرغ تماما بعد الزواج ...... لقد انهيت اعمالى لمدة شهر قادم وبهذا يمكننا الذهاب فى شهر عسل بأي مكان ... فقد اشيري لاى بلد وسنذهب اليه
انتفضت من احضانه فور سماعها لحديثه لتهتف فى سعادة
مريم بفرح طفولي : حقاً ؟ اى مكان ؟
اومأ هو فى سعادة لتهتف هى
مريم : رائع ... اذن اريد الذهاب الى ..........
رولا بتعب : مرحباً رنا ...... هل آسر بالداخل ؟
رنا بدهشة : رولا ؟؟؟؟؟ ما الامر ؟ تبدين متعبة ...... فلتجلسي قليلاً
امتثلت هي لطلب صديقتها وجلست لتردف بعد ذلك
رولا : انا بخير ... فقط ارغب برؤية آسر
رنا : هو لم يأتى اليوم .... يبدو انه عاد فور رجوعه من الخارج الى المنزل
رولا بحزن : اذاً هو ليس هنا
اومأت رنا فى فضول لتردف
رنا بفضول : اخبريني ما الامر هل حدث شيئا ما ؟ هل من جديد مع مريم الحمقاء ... لم تطلعيني على اخبارهم منذ فترة
نظرت رولا لرنا صديقتها ...... صديقتها .... ابتسمت بسخرية لدعوتها بصديقة .... فهى كحالها هى ووالدتها ... كل اهتماماتها تنصب على النميمة ، الاموال ، افتعال المصائب
رولا : لم يحدث شئ انا ذاهبة
وقبل ان تتحرك من مقعدها رأته يدلف لداخل المكتب ليتفاجأ بتواجدها وينظر لها فى تساؤل حمحت فى خفوت لتقطع سيل التساؤلات التى تراها فى عينه
رولا بهدوء : مرحباً ادهم ... كيف حالك ؟
زوى ما بين حاجبيه ليردف بصوت غير قابل للنقاش
الادهم : اذهبي لمكتبي وانتظريني بالداخل
تفاجأت هى من صرامة نبرته لكنها وبدون شعور امتثلت لامره وتحركت من فورها نحو مكتبه
انتظرته لدقائق قليلة ظنت انها ستطول لتراه يدلف للداخل و يتجاهل الذهاب للجلوس خلف مكتبه فيتجه نحو مقعدها ويجلس بالمقعد المقابل
الادهم ببساطة : ما الامر ؟
ابتلعت هى ريقها محاولة استدعاء بعض من الهدوء واللامبالاة لكنها فشلت فى ذلك وخرج صوتها ضعيفاً مما اثار المزيد من تساؤلاته
رولا : لا شيء
الادهم بصرامة : رولا ... اخبرينى والان ما الامر ؟ لما كنتى تبكين ؟
تفاجأت هى من ملاحظته للامر لكنها حاولت اخفاء ذلك
رولا : شجار مع ام.... شجار مع صافي هانم
الادهم بدهشة : الهذا تبكين ؟ اذاً انتي تحزنين مثلك مثلنا
ضايقها قوله هذا لكن هى تعلم انه نتيجة افعالها ولاول مرة ترى نفسها بعيون الاخرين ولا تراها بمرآتها الخاصة
رولا بسخرية مفتعلة : تخيل
الادهم : اذاً ... لما اتيتِ؟
رولا : اردت رؤية آسر وسؤاله عن امر ما ؟
الادهم بتساؤل: هل تحتاجين لشيء ما ؟ اموال ؟
رولا بإندفاع وصراخ : اهذا هو السبب الوحيد لمجيئي لأخي ؟
لتنتبه فوراً لنطقها بكلمة أخي فتمتلأ عيناها بالدموع قبل ان تنفجر باكية مما اثار خوف وقلق الادهم ليندفع نحوها يمسك بيداها بخوف
الادهم : رولا ما الامر ؟ لما تبكين ؟ آسف لاثارة غضبك لم اقصد هذا
لم تبدو كمن سمعت حرف واحد من حديثه فلقد استمر بكاءها لفترة حتى بدأت تهدأ قليلاً وتنتبه لوضعها هى و الادهم ..... فهى جالسة على مقعد بغرفة مكتبه وهو راكع بقدماه امامها يمسك بيدلها محاولاً تهدئتها لتجد نفسها و بدون شعور تسأله
رولا : لم تريد الزواج بي؟
تفاجأ هو من سؤالها وبدا له انه يوم المفاجآت خصيصاً من عروسه الجديدة
الادهم : ولم هذا السؤال الآن ؟
رولا : اريد جواب ...... ارجوك
تنهد هو بقلة حيلة وتحرك من جلسته تلك ليهب واقفاً فتحرك نحو مقعده ليجيب
الادهم : فلنقل انى استحقك
رولا دون فهم : لا افهم
الادهم : لقد تعاونت معك و مع والدتك لإيذاء مريم و الاستيلاء على نصيبها من الميراث .... لست شخصاً جيد و سأنال عقابي لا مفر .... لذا قررت اختياره لنفسي
رولا بصوت متعب : و انا هو هذا العقاب
اومأ هو ببساطة لترتسم ابتسامة واهنة على ثغرها
رولا بتعب : احسنت الاختيار
عم الصمت المكان لفترة قاطعه سؤال الادهم
الادهم مكرراً : ما الامر ؟ ألن تخبريني ؟
رولا : فقط اكتشفت ان آسر ليس بأخي و والدي ليس والدي
الادهم ببلاهة : عفواً !!!!!!
ثم شرعت فى سرد ما لديها من معلومات حديثة المعرفة بها لتنهى حديثها قائلة
رولا بسخرية : و الآن ارى ان فعلتك لا تستدعى ارتباطك بي وان تنول عقاب مؤلم الى هذا الحد فلتجد لنفسك عقاب اخف ومناسب لفعلتك
اجابها بعد صمت
الادهم : بماذا تشعرين ؟
رولا بشرود : تائهة .. خائفة .... وحيدة ..... ثم ابتسمت بسخرية ..... حقيرة
الادهم بإبتسامة متفهمة : هذا هو نفس شعوري ... تائه ..... خائف ... وحيد ...... حقير
...... لذا .....
انتي دائي ( علاجي ) وانا دائك ( علاجك ) .... فلنتزوج
........................
يتبع ......................


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close