اخر الروايات

رواية زوجة ابي حاتم وعليا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أمنية سليم

رواية زوجة ابي حاتم وعليا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أمنية سليم



                                    
ولج "يوسف" لغرفة "حور" بعدما اسنده "ماجد" وتركه يدلف بمفرده وانتظره خارجا ..كان يسير بخطوات بطيئة فمازال جسده ضعيفا بعد .. تعلق بصره بها حيث ترقد على السرير المعدنى كان وجهها شاحبا ولكنها مازلت اجمل فتاة فى عيناه .. كان شعرها مبعثرا بفوضوية وبعض خصلاتها على وجهها .. ليقترب من السرير وينظر لها بعينان مشتاقة ونبضات قلبه تكاد تصرخ ندما وهياما ..ليسحب ذلك المقعد ويقربه من سريرها ليتنهد بوجع وهو يمسك كفها ليرفع لشفاه ليقبله بحب وندم حقيقى .. لتخنه عبراته ليبكى بألم فهو لم يتوقع ان يفعل بمحبوبته هذا !!
ليهمس بيكاء وهو يضم كفها لقلبه :
-ساميحنى يا حور.. انا معرفش ازاى فكرت اذيكى .. بس صدقينى يا حبيبتى غصب عنى .. انا الغيرة كانت بتحرقنى كل ما افكر انك ممكن تكونى كدا .. كانت نار بتحرق روحى . كنت بحس انى مش قادر اتنفس .. .. ليردف بندم وهو يقبل كفها :
-انا الموت كان عندى اهون من انى اخسرك .. او تكونى لحد غيرى .. انا قلبى بينبض بس عشانك وبيكى ... ليغمض عيناه بألم ويهمس كانه يطلب العفو منها:
--انا حسيت انى بتحرق لما مريم قالتلى دا ونارى زادت بكلام فريدة .. محستش بروحى غير وانا عمال اشرب واشرب عشان انساكى . كنت حاسس انى هتجنن ... ليردف بنحيب وشهقات متتالية:
-حبيت وقتها اكرهك فكرت ان الغيرة دى عشان حد ملكك ..شيطانى هييألى ان ممكن نارى تبرد لو لمستك او ذليتك .. لكن لا انا لو كنت قدرت اعملها كنت هدبح قلبى بايدى قبل ما ادبحك .. وجعك بيضرب فى قلبى قبلك .. ليحرك راسه ببكاء وهو يضم كفها لصدره:
-كنت هكسر نفسى قبل ما اكسرك .. انتى الوحيدة اللى حسيت معها بالامان بعد موت امى .. كنت بحس انى محتاجك وجود بخلينى اطمن .. اتجننت لما حسيت انك هتروحى منى حسيت انهم لتانى مرة بيحاولوا ياخدوا امى منى .. مكنتش عارف انى اللى بضيعك بايدى 
توقف عندما وصل لمسامعه صوت شجار فى الخارج ليكفف عبراته بسرعة ليقتحم " مالك" الغرفة ةخلفه "ماجد" يحاول ان يمنعه 
مالك بعصبية :
-انت ايه اللى جابك هنا 
ماجد وهو يحاول تهدئة مالك :
-اهدا حضرتك بلاش تعمل مشكلة من لا شى 
مالك بغضب وهو يقترب من يوسف :
_اتفضل اطلع برا .. واوعى تفكر تقربلها تانى .. ليردف بتوعد:
-لاما صدقنى المرة الجاية محدش هيرحمك منى ولا حتى عليا 
اشاح"يوسف"بوجهه بعيدا حتى لا يرى دموعه "مالك" لكن لفت وجهه نحوه عندما سمع اسم عليا :
- وعليا ايه دخلها !!
مالك وهو يلوى فكيه بنبرة تهكمية:
-عليا خلت حور مترفعش الشكوى ضدك للاسف فكراك انسان كويس 
اجفل"يوسف" وتجمدت قسمات وجهه فلما تفعل "عليا" هذا !! .. لما تحاول حمايته .. وليست تلك المرة الاولى فهو مازال يتذكر مساعدتها له واحتضانها له فى تلك الليلة .. يتذكر تجنبه لها اليوم التالى وتفهمها للامر .. فلما تساعده دوما !! .. رغم سوءه دوما فى حقها !!
لينتفض على لمسة "ماجد" لكتفه :
-يلا بينا يا يوسف .. انت لسه تعبان 
هز يوسغ راسه بحركة بسيطه ليسنده "ماجد" ليسير بجواره ببطء وقبل ان يخرح يقف مقابلا "لمالك" ليقول بوهن:
-انا مش خايفة من تهديداتك .. لانى استحق اتعاقب .. وخارج دلوقتى بس عشانها مش عشان تهديداتك وزهيقك دا ... ليردف بضعف وهو يحيك عنقه بيده ليقلع تلك القلادة التى كانت فى عنقه ويمكس بكف "مالك" قائلا برجاء:
السلسلة دى اغلى حاجة عندى .. ليردف بنبرة حزينة :
-دى كانت هدية من امى لما حور تصحى قولها يوسف محبش ولا هيحب غيرك .. قولها انى هختفى تماما من حياتها وانها لو حبت تعاقبنى انا مستعد اروح اسلم نفسى .. واديها السلسلة دى قولها يوسف بترجاكى تقبليها دى اغلى حاجة فى روحى وبديها لاغلى انسانة فى حياتى 
كاد مالك ان يلقى السلسال ارضا عندما دقق فيها وتذكر تلك القلادة "كانت يوم ميلاد مريم عندما اصر يوسف فى ذلك اليوم على والدته ان تحضر لها سلسال مثل شقيقته ..فابتسم ابتسامة بسيطة ليطيل النظر فى يوسف يتذكر كيف كانا مقربان فى طفولتهما ولا يفترقان .. فاحس بالشفقة عليه ليتحمم بهدوء بنبرة ممززوجة بالجدية وهو يضم كفه على السلسال:
-تمام .. هقولها بس لو رفضت تاخدها وقتها هرجعهالك تانى 
يوسف بامتنان:
- شكرا .... واردف برجاء:
-ارجوك خلى بالك منها ... ولو سمحت حاول تطمننى عليها 
كاد " مالك" ان يجيبها ... عندما تابع يوسف بصوت مخنوق:
-عارف انك كارهنى ومطيقنيش .. بس مظنش انك كارهنى اكتر مانا كاره نفسى بس ارجوك طمننى عليها ولو مش حابب تكلمنى ممكن اديلك رقم صاحبى تكلمه 
مالك بجدية وهو يعقد حاجبه:
-خلاص .. ليردف بجفاء:
-المهم تتفضل برا دلوقتى .. حور تعبانه ومظنش كويس انها تشوفك دلوقتى دا هيخلى حالتها تسوء 
اومأ "يوسف" بتفهم قبل ان ينظر لها نظرة مطولة كانه يملى ناظريه من رؤيتها يشبع قلبه بها قبل ان يخرج
لينفخ "مالك" بضيق هو ينقل نظره بين السلسلة وحور ليقول بتنهيدة:
-واضح ان عيال عليا مجانين بس واضح ان قدرى وقدرك يا حور مرتبط بيهم والقلوب متعلقة 
****************************************************************************************
اجفلت " عليا" وتصلبت ملامحها فقد فاق شر "نجوان" كل توقعاتها كيف فعلت هذا بشقيقتها !! .. كيف اوهمتها ان طفلها ولد ميتا .. واخذته منها لتعطيه لامراة اخرى ! 
افاقت على صوت السائق:
-وصلنا يا مدام 
لتترجل من السيارة بعدما اعطت سائق الاجرة نقوده وصعدت لشقة حور فهى بحاجة للراحة فهى لم تنم منذ امس وكل تلك الاحداث صعبة منذ اصابه ابنها وانهيار حور والان ما علمت به للتو 
لتخرج المفتاح من حقيبتها لتفتح الباب لتدلف وتجلس على اقرب مقعد لتتذكر ما سمعته 

نجوان بغضب وهى تنظر حولها بخوف تخشى ان يسمعهما احد لتقول بغضب:
-انت جنتت ازاى قدرت تهددنى 
ليتحرك الرجل من تحت الشجرة ويقف امامها .. لتجحظ عين "عليا " بصدمة وتتمتم بصدمة:
- عاابد !!
عابد بتهكم وهو يضع يده فى جيب معطفه:
- معشت ولا كونت يا هانم .. بس بصراحة الواحد قلبه بقا يوجعه على الست نادية وهى محرومة من ابنها وفكراه ميت وهو قدام عينها 
نجوان بعينان قاتمة بنبرة غاضبة:
-من امتا الحنان دا كله ... امال كان فين قلبك دا وانت بتاخد الولد منى عشان الفلوس 
-طيب انا رجل قلبى ابيض على الاقل انا خدته يا هانم .. مش احسن ما حضرتك كنتى عوزانى ارميه فى الشارع والله اعلم كان زمانه حصله ايه 
نجوان بتهديد وهى ترفع سبابتها فى وجهه:
-عابد .. اسلوبك الرخيص دا متعملوش معايا انا مش بتهدد .. لتردف بتهكم:
-لو السر دا اتعرف انت اول واحد هتروح فى داهية .. لكن انا محدش هيقدر يلمسنى .. وقتها هتبقا كلمتك مقابل كلمتى !! .. هنشوف وقتها هيصدقوا مين !
عابد وهو يبتلع ريقه بخوف:
-نادية هانم هتصدقنى 
- وبعد ما هتصدقك 1.. تفتكر هى هتسيبك وقتها من غير ما تدفعك التمن 
عابد بتلعثم:
-هق..هقول لحاتم بيه 
نجوان وهى تتدعى اللامبالاة:
-قول .. قبل ما تقوله هكون سبت مصر كلها ومحدش هيقدر يلمسنى .. لكن انت !!
زاغت عين عابد فهو فعلا سيقع نفسه فى ورطة !.. فهو اضعف من ان يواجه غضب عائلة مهران فهو بالاكيد سيسحق تحت اقدامهم 
لاحظت "نجوان" خوفه فاكملت بقوة:
- عموما عشان انا متعودتش انسى خدمات اللى بيساعدنى فهديلك فلوس مقابل حاجة هتعملهالى 
عابد بفرح :
-حق يا هانم 
كادت ان تجيبه "نجوان" عندما سمع صوت خلفهما لتلتف لترى ما هذا .. ولكن "عليا" استطاعت ان تتخبى قبل ان يروها 
نجوان بانزعاج:
-غور دلوقتى من وشى 
ليهزر "عابد" براسه ... لتزفر "نجوان" بغضب وهى تخرج هاتفها من جيب كنزتها لتجرى اتصال ما لترد:
-ايوة يا كاميليا !! ... انت فين .. فى مصيبة وهتخرب بيتك وبيتى!!... شويه وهقابلك فى النادى .. باى 
لتغلق "نجوان" الهاتتف وتدلف للفيلا .. لتخرج عليا من خلف احدى الاشجار وقد احست بالذهول .. لكنها قررت ان ترحل الان لتفكر قبل ان تفعل خطوتها القدامة !
عليا وهى تنفخ بحيرة بصوت عالى:
- لازم اعرف مين ابن نادية .. هو الورقة الرابحة ليا .. نادية هى اللى معها سر قتل كامل لو عرفت مين ابنها وقتها هقدر اساومها .. لتردف بيأس:
-براءتى هى اللى هترجعلى عيالى لحضنى مرة تانية لازم اعرف من قتل فى اسرع وقت حتى لو خربت الدنيا على دماغهم .. لتضييق عيناها بغضب:
-عابد هو طرف الخيط 
**************************************************************
ترجل "حاتم" من سيارته بعدما تلقى اتصال من "عبدالرحمن" رفيقه ليخبره بان ابنه يرقد فى مشفاه منذ الامس .. ليدلف "حاتم" للمشفى بخطوات سريعة.. ويستقل المصعد ليصعد لغرفة ابنه .. ليقف المصعد فى الطابق الثانى .. ليلمح "مريم" تقف شاردة امام احدى الغرف ومسندة راسها على الحائط ليسير نحوها بخوف 
_مريم !!
لتلتفت "مريم" وتجده والدها .. لتحس بوقتها بالغربة فى البكاء لترمى نفسها فى احضان والدها لتبكى بنحيب حار .. كانت تريد ان يحتضنها احد فهى تتألم 
حاتم بخوف وهو يربت على ظهرها:
-فيه ايه .. يوسف كويس 
لتزيد "مريم" من شهقاتها وهى تزيد فى ضمها لابيها .. حاتم بقلق بالغ وهو يبعدها عن حضنها ليقول بنفاذ صبر:
- فيه ايه انطقى .. اخوكى ماله 
لتشهق ببكاء وتجيبه :
-يوسف كويس ..
ليزفر "حاتم" بارتياح فبكاءها جعلها يموت رعبا ليقول بحنان وهو يجذبها مرة اخرى لحضنه:
-مالك يا حبيبتى !
-انا تعبانه اوى يا بابا .. ليه ماما ماتت وسابتنا .. انا عايزاها 
اجفل "حاتم" ليغمض عيناه بحزن ولم يجيبها .. فهو السبب فيما يعانيه ابناءه وفيما عانته زوجته فهو دمرهم بسبب غروه وشكه وتخليه عن زوجته وها هو الان يحصد ما زرعه فهى لن تغفر له ابدا .. واولادها لن يسامحوه 
لتتابع "مريم" بوجع:
-انا محتجاها يا بابا ... عاوزه اعيط فى حضنها .. انا قلبى بيوجعنى اوى 
حاتم بحزن وصوت مخنوق:
-كل حاجه هتتحل يا حبيبتى 
لتهز "مريم" راسها ببكاء:
-مافيش حاجة هتتحل .. كل حاجة انتهت 
حاتم وهو يضمها بقوة لحضنها ويهمس:
-صدقينى هتتحل .. وانا هصلح كل حاجة خربتها زمان 
ليرفع "حاتم" وجه ابنته ويمسح دموعها ويقول بحب:
-انا قلتلك قبل كدا .. اننى بحبك 
لتومأ مريم براسه ببكاء متقطع :
- لا مقلتش 
حاتم بابتسامة:
-انا بحبك اوى انتى واخوكى .. انتم احلى حاجة حصلتلى فى حياتى بعد امكم ... انتم اغلى حاجة عندى واردف باسف:
-سامحينى يا حبيبتى .. انا عارف انى مكنتش اب كويس ليكى ولاخوكى .. وظلمتكم معايا .. بس صدقينى انتم اغلى حاجة فى عمرى كله .. انتى ويوسف اغلى هدية من امكم 
لتبتسم " مريم" وتسأله:
- وعليا !! 
ليتنهد "حاتم" بحزن:
-عليا دى حاجة تانية 
- بتحبها هى اكتر ولا مامى
حاتم بوجع:
-بحبهم هم الاتنين اد بعض .. مع انى مستهلهمش .. انا غلطت فى حقهم اوى ..واذيتهم متير
مريم بعدم فهم:
- اذيتهم ازاى 
حاتم بنصف ابتسامة وهو يضع يده على ظهرها:
-مش وقته يا حبيبتى .. يلا بينا نشوف يوسف 
دخــلا لغرفة "يوسف" الذى كان نائما .. ليقترب منه "حاتم" ويمسد على شعره وينحنى ليقبل جبينه :
-الحمد لله انك بخير .. انا كنت هموت لو جرالك حاجة 
لتساله مريم :
-بابى امال عليا فين !
ليقطب "حاتم" جبيبنه ويجيبها بحزن:
-عليا سابت البيت ومشيت 
اجفلت "مريم" احست الان فقط انها تحب عليا بل احبتها منذ اول يوم راتها .. كأن هناك رابط يربط قلبهما ببعض .. لكنها خسرتها بسبب عنادها 
لتساله بحدة:
-وانت ازاى تسمحلها تمشى !.. هى مكنش لازم تمشى .. مش بمزاجها 
حاتم بتعجب:
-انتى زعلان عشان عليا مشيت !
مريم بضيق:
-وهزعل ليه ... كدا احسن انا مكنتش بحبها اصلا .. واشاحت بوجهها بعيدا عن ابيها لتمسح دمعة خانت كبرياءها وفرت 
حاتم وهو يقترب منها وهى تعطيه ظهرها ويضع يده على كتفها:
-ولما انتى بتكرهيها اوى كدا ليه بتعيطى !
مريم بصوت مخنوق:
-انا مبعيطش 
حاتم وهو يديرها لتقف امامه ويسالها بهدوء:
-امال وشك زعلان ليه وصوتك ماله 
لتغمض "مريم" عيناها ثم تنفجر باكية :
-انا بحبها يا بابى .. انا مبكرهاش مع انى حاولت بس مقدرتش انا عاوزاها ترجع 
ليحتضنها ابيها ويقول بقوة :
-هترجع يا مريم ... وعد منى هرجعها لبيتى وحياتى تانى
***************************************************************************
اسـبـــوعـان مــرا
**********
وقد غادرت "حور" المشفى برفقة عليا رفضت المكوث عندما علمت بان "يوسف "بنفس المشفى ... ورجع "يوسف" لمنزله بعد ان تحسنت حالته الصحية فصمم على مغادرة المشفى وقد حزن عندما علم من شقيقته برحيل " عليا" فهو احب تلك المراة وكان يريد ان يشكرها ولكنها رحلت ولكنه علم من "نبيلة" انها تهاتفها يوميا للاطمئنان على حالته .. اما حاتم فقد حاول ان يعيد عليا مرة اخرى ولكنها رفضت وطردته من منزلها وصممت على موقفها ورغبتها فى الانفصال ... مريم حاولت ان تتحدث مع مالك ولكنه رفض ان يكلمها .. نجوان زادت امورها سوءا بعد شجارها الاخير مع كاميليا عندما رفضت ان تعطيها نقود لتسكت "عابد" واخبرتها بانها ستترك كل شى وتسافر للخارج بصحبة معتز .. رجعت نادية من انجلترا عندما علمت باصابةة يوسف وقد قررت ان تذهب لعليا فهى قد عزمت على ان تبوح بكل شى وتنال عقابها فيكفيها عذاب ضميرها ... فريدة اصبحت حبيسة منزلها بعد ان طردها يوسف من منزله عندما ذهبت لزيارته واخبرها كم يكرهها وكم هى صديقة سيئة وانه يمقتها اصبحت حالتها صعبة اصبحت تكره نفسها فكيف فعلت هذا بحور !! ..صالح اصبح علاقته قوية بعليا بعدما علم بعودتها لمنزل حور مرة اخرى وعرف بطلبها للطلاق ... عليا مازالت تبحث عن طريقة لتستدرج عابد لتعلم منه الحقيقة 
*****************************************
كانت "عليا" تنظر لساعتها فالوقت يمر طويلا وهى تنتظر "عابد" بعد ان هاتفته وطلبت مقابلته فى احدى الكافيهات لتلمحه يدخل لتشير له ليسير نحوها 
عابد باعتذار وهو يجلس:
-اسف يا هانم بس الطريق كان زحمة
عليا بهدوء:
-ولا يهمك يا عابد .. المهم تشرب ايه 
-لا كتر خيرك يا هانم .. حضرتك عوزانى فى ايه 
عليا بهدوء:
-من الاخر ومن غير لف ودوران .. مين ابن نادية 
جحظت عيناه وفتح فمه ليبتلع ريقه بخوف ويقول بتوتر:
- نادية مين 
-نادية مهران يا عابد 
عابد بادعاء:
-ايه اللى حضرتك بتقوليه دا .. نادية هانم معندهش عيال هى متجوزتش اصلا 
عليا بحدة:
- بطل استعباط يا عابد احسنلك .. اانا بعيونى دول شيفاك وانت واقف مع نجوان وسمعت كل حرف دار بينكم
عابد باندفاع:
- محصلش
عليا بنفاذ صبر :
-انا هقول لنادية وحاتم 
عابد بتوتر وقلق:
-قولى يا هانم .. انا معرفش حاجة من اللى بتقوليه دا .
لنتفض على صوت صالح وهو يسحب كرسى ويجلس بجواره ويضع امامه شيك فارغ ليقول بترغيب:
- دا شيك على بياض يعنى فيك تحط المبلغ اللى بتحلم بيه ..بشرط تقولنا مين ابن نادية 
عابد وقد لمعت عيناه وابتسم بخبث وطمع:
-وانا ايه يضمننى انكم مهتبلغوش عنى 
صالح بمكر:
-انت فيك تاخد الشيك دا وبالمبلغ اللى يعجبك فيك تسافر وتبقى غنى وقتها محدش هيقدر يلمسك 
صمت عابد قليلا ليفكر فى الامر ثم هتف بطمع:
-انا هاخد 20 مليون جنيه
عليا بحنق:
-انت اكيد اتجنننت 
صالح بهدوء :
-لحظة يا عليا .. وانا موافق يا عابد .. واخرج قلمه ووضع المبلغ ومد الشيك امامه:
- ها مين بقا ابن نادية !!
عابد بابتسامه واسعة وهو يمسك الشيك :
- على .. على ابنها 
صدمت "عليا" لتقول بدهشة:
- على ابنك !!
ليجيبها عابد بنفى:
- على مش ابنى .. على ابن الست نادية 
صالح باستفسار :
- ازاى دا !!
عابد بايضاح:
- ليلة ما الست نادية كانت بتولد كانت نبيلة مراتى كمان بتولد .. وقتها كانت نادية هانم متخبية فى مزرعة جوز كاميليا هانم وانا ونبيلة كنا بنخدمها ... ليلتها هى وومراتى ولدوا مع بعض .. بعد ما نادية هانم ولدت على الست نجوان ادتهولى عشان ارميه فى صندوق زبالة .. وقتها وانا اخده لاقيت العيل اللى مراتى ولدته ميت جنبها وقتها بدلت العيلين ومحدش عرف وقتها وخدت ابنى ودفنته وفهمت الست نجوان انى رميت الولد .. وقتها كانت نادية هانم تعبانه فترة عبال ما فاقت كاميليا هانم واختها قالولها ان الولد تولد ميت ودفنوه 
صدمت "عليا" من اعتراف " عابد" فاى قلب تمتلكه نجوان لتفعل ذلك .. ليتابع صالح متسائلا:
- مراتك تعرف 
- لا نبيلة متعرفش هى فاكرة على ابنها 
عليا بصدمة:
ولما نجوان فاكرة انك رميت ابن نادية امال كنت ببتزها ازاى 
عابد بقلق:
-على وهو صغير مرة اتعور وكان محتاج دم وقتها نادية هانم تبرعتله بدمها .. وكمان على من صغره فيه ملامح من نادية هانم معرفش ايه شكك نجوان هانم بعدها فترة هى عرفت انى كدبت عليها .. حاولت تطردنى لكنى هددتها انها لو طردتنا هقول لاختها على كل حاجة وبدات ابتزها 
لتغمض " عليا " عيناها فمازال عقلها غير قادر على الاستيعاب .. ولكنها ايضا لاحظت مدى الشبه بين "على " ونادية لكنها لم تعطى الامر اهمية 
ليتابع عابد بتوجس:
- انا كدا قولتلكم كل حاجة فيا امشى 
رمقته عليا بنظرة مشمئزة بينما رد صالح:
-غور من هنا وحسك عينك نشوفك تانى 
عابد وهو يومأ:
-حاضر يا باشا 
ليرحل مسرعا من امامهما .. لينظر صالح لعليا :
-ها ناوية تعملى ايه 
صالح بتنهيدة قوية:
- ناوية اخلى نادية تتكلم .. واردفت بتوعد:
-وادفع نجوان تمن كل ذنب عملته فى اللى حواليها 
***********************************************************************************
الصدمة .. كانت تلك تفسير ملامح حور فقد احست بالصدمة والذهول بعدما اعترفت لها فريدة بكل شى 
فريدة ببكاء:
-عارفة انك صعب تسامحينى .. لتردف ببكاء وهى تركع امامها :
- انا اذيتك كتير غيرت من حب يوسف ليكى .. حسيت جنبك انى وس** اوى وانتى نضيفة ونقية .. غيرتى سيطرت عليا حبيت اخليه يكرهك 
حور بصدمة:
-ليه يا فريدة تعملى كدا .. انا غلطت معاكى في ايه .. لتردف ببكاء:
-عملت فيكى ايه عشان تشوهى اسمى وتدخلى المستشفى باسمى فى حاجة قذرة زى دى 
فريدة بندم وانهيار:
-انا حبيته يا حور .. غصب عنى حبيبته لما عرفت انه بحبك كرهتك كرهتك اووى .. حسيت انك هتسرقيه منى .. يوسف كان العوض اللى استنيته .. انا اتمرمطت واتبهدلت فى حياتى وبعت نفسى لواحد بكرهه وعملت اللى يغضب ربنا .. واردفت بوجع:
- وقتلت ابنى .. بقيت اقول شمعنا انتى محصلش ليكى حاجة وخدتى كل حاجة على الجاهز ليه يحبك انتى وميحبنيش 
حور ببكاء ونبرة متألمة:
-ومن قالك محصليش حاجة .. انتى اكتر حد عارف انا اتبهدلت اد ايه على ايد خالى ومراته .. شوفت الذل والويل هناك .. كل واحد كان طمعان فيا .. اتحرمت من حضن امى وابويا اصلا مشفتوش ... لتردف بصوت باكى مرتفع:
-انا اتبهدلت اكتر منك .. بس الفرق بينى وبينك انك استسهلتى يا فريدة وقبلتى تبيعى نفسك لاول شارى .. متلوميش حد يا فريدة لومى نفسك انتى اللى قبلتى تكونى بضاعة وليكى تمن 
ازادا بكاء فريدة بنحيب حار لتتابع حور بقسوة وهى تنهض من على الاريكة :
- حتى يوسف دا اللى انتى كرهتينى بسببه واذيتينى عشانه اوا واحد اذانى .. لتردف بمرارة:
-صدقينى لو كنتى قولتيلى انك حباه كنت بعدت عنه .. عارفة ليه يا فريدة .. لانك كنتى اختى 
انهارت فريدة وظلت تبكى بمرارة لتقول بندم واضح :
-انا مستحقش منك غير الكره انا زبالة واذيتك كتير 
حور بصلابة :
- انا مسمحاكى يا فريدة مسمحاكى عشان الايام الحلوة اللى كانت بينا .. ثم اردفت بألم:
-بس للاسف مهقدرش اثق فيكى تانى ولا حابة اعرفك تانى 
لترحل "حور" من امامها وتولج لغرفتها لتغلق الباب خلفها وهى تبكى بمرارة فقد خسرت اليوم صديقتها المقربة .. لم تتوقع يوما ان تفعل بها اقرب الناس اليها هذا 
بينما فريدة نهضت من على الارض بضعف فهى لا تستحق الحياة فهى خسرت كل شى فلما عليها ان تعيش !!
**********************************************************************
مــر يومـــان 
***********
ترجل "يوسف" برفقه شقيقته من سيارته فقد جاءا لمقابلة عليا ليقنعها بالعودة برفقتهما للمنزل 
مريم بخوف:
-تفتكر هتوافق ترجع معنا ؟
يوسف بقلق:
_معرفش يا مريم 
استقلا الاثنان المصعد .. ليتوقف المصعد في الدور الخامس لينزلا ويسيرا في اتجاه منزل عليا بعدما علما بعنوانها 
كان يوسف قلقا فاليوم سيري حبيبته .. سيري حور ؟ .. كيف أصبحت فهو يتمنى ان يراها .. يقسم انه كان سيجن لولا انه كان يعلم اخبارها من مالك 
كاد ان يضع اصبعه علي جرس الشقة ليفاجا بفتح الباب ليري مالك يخرج بصحبة رجل يبدو انه مأذون شرعيا!!
ليقول الرجل بمباركة:
_الف مبروك .. بالرفاء والبينين 
ليلمح حور تقف خلف مالك مبتسمة ؟
لينظر لشقيقته بخوف وقد تملكا الرعب منهما 
لتهتف مريم بخوف ونبرة متوترة:
_انتم اتجوزتم ؟
*************************************
ده البيدج بتاعي وانا زنانة 😂😂😜😜😜
لايك بقا للي حابب الرواية بس 😍😍

6



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close