رواية مستنقع الذئاب الفصل السادس والعشرين 26 بقلم فاطمة احمد
الفصل السادس والعشرون
______________________
ترجلت أسيل ايضا في نفس الوقت التي توقفت فيه السيارات امامها و خرج اثنان من العساكر وللصدمة كان جاسر يترأسهم..... اقترب منه بابتسامة ثقة فسأله ليث بعبوس :
- في ايه ؟ البوليس جاي معاك ليه !!
ارتبكت أسيل و امسكت يده بخوف ليضغط عليها مهدئا اياهما.... نظر جاسر ليدهما المشتبكتان و قال :
- للاسف مضطرين نقبض عليك وناخدك على النيابة لانك متهم بتجارة المخدرات وكمان اشتراكك في منظمة الاجرام السرية....
شهقت أسيل بصدمة بينما عقك ليث حاجبيه بغضب :
- ايه الهبل اللي بتقوله ده انت اتجننت !!
جاسر بحدة :
- احترم نفسك ومتنساش انك مجرد مجرم لما تتكلم مع الضابط اتكلم ب احترام..... خدوه على البوكس !!
تعلقت أسيل بذراعه و قالت ببكاء :
- ليث متروحش دول عايزين يوقعوك ففخ متروحش و تسيبني.
نظر لها و ابتسم رغم غضبه ودهشته لكي لا يخيفها مرر يده على وجنتها وهمس :
- متخفيش ديه مسألة بسيطة و هتتحل انتي ارجعي البيت وانا هشوف.....
قاطعته بتوجس :
- لا انا هجي معاك مستحيل اسيبك لوحدك يا ليث .
رمقها بنظرات حادة مغمغما :
- قولتلك روحي اوعى تجي ورايا.
جاسر بصوت عالي :
- يلا مش هنقعد هنا اتفضل معانا.
اقترب منه العساكر لكنه اوقفهما بحركة من يده وركب سيارة الشرطة بمفرده ابتسم جاسر بشر و نظر لأسيل ثم ذهب و ركب سيارته منطلقا خلف العساكر.....
ظلت أسيل مكانها منصدمة مما حدث ثم بدون تفكير اتصلت بفارس و اخبرته بما حدث فهو يعلم بأن ليث عميل سري ثم انطلقت بسيارتها خلفهم......
______________________
في مركز المخابرات.
تكلم بعصبية وهو يقف امامه :
- سيادة اللواء ازاي بتصدق عني الكلام ده انا بقالي بشتغل على القضية ديه 4 شهور ده غير ال 6 شهور اللي كنت بدرب فيهم قبل ما انزل الاسكندرية و حضرتك شوفت بنفسك قد ايه كنت بتعب ازاي بالبساطة ديه بتتهمني بالخيانة !!
اللواء بصرامة :
- الدلائل كلها ضدك يا ليث كل الشبكات اللي كنت بتخترقها كانت ب اسمك انت اللي عملت الشبكات السرية عشان كده كنت بتقدر تخترقهم بسهولة رغم فشل المتخصصين في الهكر من النوع ده و عميل من عملاء المنظمة اعترف عليك وكمان لقينا كمية هيروين كبيرة متهربة في صندوق عربيتك الدلائل كلها بتأكد انك صاحب المنظمة السرية و دخلت المركز علشان تعرف معلومات اكتر عننا !!
هز رأسه متمتما باستنكار :
- لنفرض ان كل ده صح واني جاسوس للمنظمة هكون مثلا غبي لدرجة اني احط ممنوعات فعربيتي و فنص النهار كمان !!
تكلم جاسر هذه المرة :
- طبعا عشان انت ضابط في المخابرات ومحدش كان هيسترجي يكلمك بتقدر تعمل اللي عايزه انت استغليت صلاحياتك و خنت اا...
قاطعه ليث بحزم :
- اخرس اوعى تتهمني بالخيانة انا عمري ما خنت ولا هخون فاهم !!
تحدث زياد بجدية :
- سيادة اللواء لسه متأكدناش ان ليث هو صاحب المنظمة السرية ممكن جدا يكون اللي حصل مؤامرة ضده اشمعنا المعلومات الخطيرة ديه ظهرت مرة واحدة و كلها بتدي اتهام مباشر لليث انا بعتقد ان في ناس عايزة تورطه ب اعتباره من اكفأ العملاء اللي عندنا.
عبد الرحيم مؤيدا اياه :
- بتفق مع الضابط زياد فكلامه الذئب تعب معانا اوي مع انه مش ملزم بالمهمة ديه و ساعدنا جدا مش ممكن يكون هو جاسوس المنظمة.
قبض جاسر على يده بقوة لاعنا زياد و عبد الرحيم في سره تنحنح وكاد يتكلم لكن فاجأه اللواء بكلامه الصارم :
- هتتعرض على وكيل النيابة ونحقق معاك و على ما تثبت براءتك او ادانتك هتفضل رهن الاعتقال ديه القوانين.
انصدم ليث لكنه تمالك نفسه وهمهم بصلابة :
- امرك يا فندم..... بس لو سمحت لازم اللي يحقق يكون واحد موثوق فيه عشان انا متأكد ان اللي بيورطني هيشتري الشهود و الدلائل و المحققين و هيثبت التهمة عليا.
تشدق جاسر باستنكار :
- هنحقق ليه كل حاجة بتوضح ادانتك ولا انت عايز تضيع الوقت عشان تلاقي طريقة للتهرب.
تجاهل اللواء كلامه وهتف برسمية :
- هنعمل الازم بس دلوقتي مضطرين نحطك في الزنزانة ديه القوانين ، سلم سلاحك وكل اللي يخصك.
اومأ و اخرج سلاحه ووضعه على طاولة المكتب و بطاقة هويته و الاوراق التي تخص عمله كضابط حزن زياد من اجله فهو ضحى بسلامته و حريته وتعرض للمخاطر من اجل هذه القضية لكن تم اتهامه ظلما بالخيانة هل هذا جزاء من يعمل بضمير يعاقب اما الذي يخدع و يخون يكرم و يستخدم نفوذه للنجاة من اخطائه ؟!
تم سجن ليث الى حين التحقيق في القضية اكثر كان جاسر سعيدا متشفيا لما حدث له فهو من دبر هذه المؤامرة انتقاما منه ومن أسيل التي اهانته اكثر من مرة ورفضته ايضا و فضلت ليث عنه والان سيستمتع بألمها ثم يستغل الوضع ليستعيدها و يجعلها ترضخ له.
استدار ليتفاجأ بزياد يقف خلفه ف ابتسم وقال :
- خير يا زياد في حاجة ؟
زياد بتفكير :
- انا مصدوم من اللي حصل ليث مستحيل يبقى كده انا عارفه كويس يعني مش معقول يكون طول الفترة الماضية بيضحك علينا.
تنهد وربت على كتفه مصطنعا الاهتمام :
- وانا كمان متفاجئ زيك ويمكن اكتر انا طول عمري بكرهه صح بس رغم كده كنت واثق انه من اكفأ الضباط و بثق فيه يعني متوقعتش يجي يوم و اعرف ان الشخص اللي كان بيتابع قضية المنظمة هو نفسه اللي أسسها..... بس اللواء أمر بالتحقيق اكتر و هنتأكد اذا ليث بريء او مذنب مع اني متمني يطلع هو والكل يعرفه على حقيقته.
نظر له زياد بصمت ولم يعلق غادر المركز ليتفاجأ ب أسيل مع اخيها يريدان الدخول لكن رجل الأمن يمنعهما.
أسيل بغضب وهي تتحدث :
- انت مبتفهمش بقولك انا هدخل يعني هدخل.
غمغم بخشونة غليظة :
- يا مدام افهمي ممنوع تدخلي من غير اذن اصلا انتي ب اي صفة عايزة تخشي....... نقل انظاره لفارس متابعا :
- يا استاذ ارجوك فهمها الموضوع مبتقدروش تدخلو المركز.
تنهد فارس وهو يخبرها للمرة العشرين :
- أسيل بس بقى ممنوع ندخل على الاقل اا...
قاطعهما زياد الذي اقترب :
- مدام أسيل انتي بتعملي ايه هنا ؟
نظرت له بلهفة :
- ليث قبضو عليه انا عايزة اشوفه و اطمن عليه ايه اللي حصل معاه !!
فارس بجدية :
- ضابط زياد عايزين نفهم ليه العساكر جت وخدت ليث بالطريقة ديه رغم انه يعتبر ضابط فجهاز المخابرات و ايه اللي حصله ممكن نفهم !!
تنهد ولم يدري ما يقوله فسمح لهما بالدخول و اخذهما لمكتبه و اخبرهما بما حدث و بالتهم المنسوبة لليث و بأنه تم اعتقاله الى حين انتهاء التحقيق.... انصدمت بقوة وقالت :
- مستحيل ليث يكون كده حرام عليكم تظلموه.
فارس بدهشة :
- انتو متأكدين من الادلة ديه ؟!
تنهد بيأس :
- للأسف الادلة جاية من مصدر موثوق و ليث اتحبس لو القصة كانت متعلقة بالهروين اللي التقى فعربيته بس كان هيتفصل من الخدمة انما هو متهم بحاجات اكبر و اخطر من كده بكتير..... صمت قليلا وتابع :
- ولو بعد التحقيق ملقوش اللي بيرئه ف للاسف هيتعاقب اشد عقاب ممكن نتخيله يعني.....
قاطعته أسيل بدموع :
- اعدام ؟ هياخد اعدام صح ؟!
اخفض رأسه ولم يتكلم ف انهارت جالسة على الكرسي و دموعها تغرق وجهها هي متأكدة من ان ليث بريء و جاسر خلف هذه المؤامرة فلقد وعدها بالانتقام منهما الآن ليث يدفع ثمن اخطائها و يمكن ان تكون حياته هي الثمن وكله بسببها و بسبب ذلك الحقير !! قلق فارس من حالتها ف اقترب منها و جثى على ركبتيه امسك يدها و همس بطمأنة :
- حبيبتي متخافيش مدام ليث بريء مش هيتظلم اطمني.
نظرت له بابتسامة متألمة :
- للأسف يا فارس دايما المجرم الحقيقي بينفذ و البريء يتعاقب مكانه...... انا متأكدة ان ليث بريء و في حد متآمر ضده...... فارس انا عايزة اشوفه.
زياد برفض :
- اسف بس ليث قالي لو حد جه يزوره مسمحلوش يدخل يشوفه و غير كده لازملك اذن عشان تعرفي تزوريه.
مسحت أسيل دموعها وهتفت بقوة :
- حتى لو رافض انا لازم اشوفه و غصب عنه لاني لازم اقوله كلام مهم اوي و هحصل على الاذن.
انتصبت واقفة و خرجت بينما اقترب فارس من زياد متمتما بحذر :
- ضابط زياد قولي الحقيقة في أمل ان ليث يطلع من التهمة ديه ؟
هز رأسه بحزن :
- الامل ضعيف جدا الادلة كلها ضده ولو ادانته اتأكدت هياخد يا مؤبد يا..... يا اعدام.
اغمض عيناه زافرا ببطئ ثم غادر ليرى اين ذهبت شقيقته.....
_____________________
في نفس الوقت.
كانت سارة تدخل للمركز لترى والدها وكالعادة لا تستطيع العساكر منعها فهي إبنة اللواء ، كادت تدخل لغرفة مكتبه لكنها توقفت عندما سمعت احدهم يتكلم مع صديقه حول الذي حدث مع ليث وعن اعتقاله صدمت بشدة و دخلت لتجد والدها جالسا على كرسي مكتبه وعندما رآها ابتسم :
- سارة انتي واقفة عندك ليه تعالي اقعدي هنا.
تقدمت منه سارة بتعجب :
- بابا انتو بجد قبضتو على الضابط ليث ؟ هز رأسه بإيجاب فتابعت :
- بس ليه اقصد يعني انت كنت بتقولي انه من اكفأ الضباط اللي هنا ازاي....
قاطعها بجدية :
- سارة ديه امور سرية انتي ملكيش دعوة بيها بس مع ذلك هحترم فضولك و اقولك ان الضابط ليث متهم ب انه جاسوس للمنظمة اللي كنا بندور على صاحبها وهو نفسه الضابط الخاين اللي وسطينا و اللي كنا بندور عليه كمان.
رفعت حاجبيها بعدم تصديق :
- حضرتك بتتكلم على ليث ؟ ده غلط الدكتور ليث مستحيل يكون كده اصلا كنت بتقولي انه بيتعب جدا فشغله وانك بتثق فيه ازاي انت بتتهمه دلوقتي ؟؟
رد عليها بهدوء :
- انا كلفت كام واحد ثقة يحققو في الموضوع و كل حاجة هتتوضح بعد التحقيق..... انتي متشغليش بالك قوليلي كنتي عايزة ايه بسرعة عشان انا مشغول حاليا.
تنهدت بسخط وقبل ان تتكلم طرق الباب ثم فتح لتتفاجأ سارة بدخول أسيل...... نظر لها اللواء و قال :
- أسيل انتي بتعملي ايه هنا ؟
تحدثت أسيل بصوت مختنق :
- اونكل عبد الله انا عايزة اشوف ليث بعد اذنك.
وقف اللواء و اقترب منها متمتما بتريث :
- مبتقدريش دلوقتي لغاية انتهاء التحقيق ااا...
قاطعته بحدة رغم دموعها :
- حضرتك مبتقدرش تمنعني اشوف جوزي لو سمحت انا.... انا عايزة اشوفه ولو ل 5 دقايق بس ارجوك.
نظرت لها سارة بحزن واردفت :
- بابا ارجوك اديها الاذن تشوفه علشان خاطري.
رمقتها أسيل ببإشمئزاز و تجاهلتها بينما تنهد اللواء باستسلام :
- ماشي هسمحلك تشوفيه المرة ديه بس.... اتفضلي معايا.
هزت رأسها بلهفة و ذهبت معه و سارة خلفهما اخذها لإحدى الغرف الموجود فيها ليث فهو لم يرد ان يضع في زنزانة مثل المجرمين..... دخلت اليه و رأته يقف امام النافذة ينظر منها بشرود نزلت دمعتها و تشدقت بدموع :
- ليث !!
استدار حين سماع صوتها و تفاجأ لرؤيتها فقال :
- أسيل ! انتي بتعملي ايه هنا ؟
انفجرت في البكاء و ركضت نحوه انقضت عليه تحتضنه بقوة و تشبثت بقميصه وهي تردد :
- متسيبنيش لوحدي بالله عليك..... انا مش هقدر اعيش من غيرك يا ليث.
انصدم من فعلتها لكنه تدارك نفسه و لف يديه حول خصرها ودفن رأسه في عنقها هامسا :
- هشش متعيطيش كل حاجة هتبقى كويسة وانا هطلع من التهم المنسوبة ليا اطمني انا مش هسيبك.... عنري ماهسيبك انتي كل حياتي انا عايش علشانك.
رغم صدمتها بكلامه الرقيق لكنها بكت اكثر و قالت :
- كل ده بيحصل بسببي... من اول ما خطبتني المشاكل مش سايباك انا نحس عليك يا ليث اسفة انا السبب.
هز رأسه بنفي وهتف بنبرة رجولية ساحرة :
- متقوليش على نفسك كده كل اللي حصل مقدر ربنا كاتب علينا نعيشه واحنا بنرضى بالمكتوب مهما كان..... ابعدها عنه ومسح دموعها برقة :
- بس بقى بطلي دموع انتي حلوة لما تعيطي اه بس احلى لما بتكوني بتضحكي.
ابتسمت رغما عنها ومسحت دموعها فتابع بصوت جاد :
- صحيح انتي ايه اللي جابك هنا مش قولتلك متجيش ليه بقى مبتسمعيش الكلام ؟؟
رفعت رأسها اليه بغضب :
- و اسيبك لوحدك كده يا سلام يعني انت لو كنت مكاني كنت هتسيبني ؟!
- لأ.
- وانا كمان مش هسيبك..... انا مش فاهمة ازاي ده حصل يعني الأدلة كلها بقت ضدك فجأة اكيد في واحد بيحاول يورطك مش بعيد يكون ضابط من الضباط اللي انت شغال معاهم.
ليث برفعة حاجب :
- وانتي عرفتي منين ان الادلة غلط وان في واحد بيحاول يورطني ؟
ابتسمت أسيل مجيبة :
- اللي يعرض نفسه للخطر وهو مش ملزوم اصلا واللي بيتصاوب اكتر من مرة ويرفض يروح المستشفى عشان سرية الجهاز مستحيل يبقى خاين ده اولا..... و ثانيا مدام مش انت المذنب اكيد عايزين يورطوك ماهي التهم مجتش من حالها كده.
اولاها ليث ظهره وغمغم بصلابة :
- انتي متدخليش في حاجات مش بتخصك يا أسيل ومتجيش هنا تاني ده احسن للجميع.
شعرت بالحزن من نفوره لكنها فسرته بأنه غضب بسبب الذي يحدث معه..... حمحمت و هتفت بخفوت :
- طب مامتك حاليا بتكون عرفت باللي حصل هقولها ايه و امنعها ازاي من انها تجيلك اصلا من غير حاجة هي مش عارفة انك اا....
قاطعها ببرود :
- لا ماما عارفة كل حاجة من يجي اسبوع دخلت اوضتي بليل و انا مكنتش موجود و لقت أسلحة و حاجات بتخص الضباط وواجهتني و انا اضطريت اقولها اني عميل سري وحاجات زي ديه طبيعي اواجهها قوليلها متقلقش التحقيق هيخلص بعد يومين ويا الادانة تثبت عليا او اتبرأ منها.
همست بترقب وخوف :
- ولو.... ولو ثبتت اا.... ايه اللي هيحصل ؟
لم يجبها بل التزم الصمت ثم أمرها بحزم :
- يلا يا أسيل اطلعي..... مش عايز اشوفك هنا تاني ابدا !!
لم تتكلم لكنه سمع شهقات بكائها فأغمض عيناه بألم هو لا يريدها ان تراه في هذه الحالة و تحزن اكثر و تتأزم صحتها لا يزال يتذكر تحذير الطبيبة عن تعريضها لأي ضغط يسبب لها انهيار نفسي و جسدي حتى لو قسى عليها الان حزنها لن يكون اكثر من قهرها وهي تراه محبوسا ومن الممكن ايضا ان يعاقب حتى لو لم يفعل شيئا...... مسحت أسيل دموعها و اردفت :
- ماشي يا ليث انا مش هجي تاني اسفة عشان ضايقتك بوجودي..... انا رايحة.
تحركت و خرجت من الغرفة تاركة اياه شاردا فيما قاله و ايضا فيمن ورطه و زور الدلائل وجعله في موضع اتهام من هذا الذي لفق له جميع الجرائم يمكن ان يكون جاسر فهو يمقته كثيرا و يمكن ان يكون شخص غيره لكن اي من كان فهو بالتأكيد نفس الشخص الذي يبحث عنه منذ أشهر طويلة......
______________________
خرجت أسيل وهي تحاول كتم شهقاتها لكنها لم تستطع ف استندت على الحائط و انهمرت في البكاء غضبا منه بسبب قساوته و ايضا خوفا على ما سيحدث معه..... شعرت بيد تربت على كتفها ففتحت عيناها لتتفاجأ بسارة تقف امامها و عيناها ممتلئتان بالحزن و المواساة للحظة كادت ترتمي في احضانها لكنها فجأة تذكرت ما فعلته فقالت بحدة :
- انتي بتعملي ايه هنا ليكي عين تقفي قداميو تبصيلي بعد اللي عملتيه.... اه فهمت انتي عايزة اتشكرك عشان اقنعتي ابوكي ب اني اشوف جوزي ؟
هزت رأسها بنفي مجيبة :
- انا شوفتك بتعيطي وجيت عشان اهون عليكي احنا طول عمرنا كنا سند وظهر لبعض ولا نسيتي ؟
ابتسمت أسيل بمرارة :
- اهو بنفسك قولتي كنا يعني من الماضي و بعد اللي حضرتك عملتيه مبقتيش سند ولا حاجة بقيتي دمار بالنسبالي..... وبعدين سند ايه اللي بتتكلمي عنه وتهوني عليا ايه اكيد انتي حاليا مبسوطة عشان شايفاني بالحالة ديه بس فنفس الوقت زعلانة عشان اللي بتحبيه صح ؟
سارة بحدة وهي مندهشة مما تقوله :
- لا انا زعلانة علشانك انتي و لعلمك انا طلعت ليث من تفكيري و مبقاش يهمني..... امسكت يدها هامسة برجاء :
- أسيل ارجوكي سامحيني طب افتكري اي موقف حلو مني ممكن يخليكي تنسي الغلط اللي عملته فحقك !!
نظرت لها ثم سحبت يدها بدموع :
- انا عشان لسه مفتكرة مواقفك الحلوة معايا مرضتش انتقم منك ولااني اقول الحقيقة ل ابوكي و امك و اشوه صورتك قدامهم .... للاسف مش هعرف ابقى زيك....... كادت تذهب لكنها توقفت فجأة وقالت :
- انا عارفة كويس مين اللي ورطه بس لو عرفت انك مشتركة معاه زي المرة اللي فاتت اقسم بربي هندمك اشد الندم.
انصدمت سارة من اتهامها فأمسكت يدها هاتفة بعصبية :
- بس بقى كفاية اتهامات انا غلطت مرة ومش هغلط تاني انا مش مصدقة انك معتبراني حقيرة للدرجة ديه...... أسيل انا عمري ما تمنيت حاجة وحشة ليكي بالعكس كنت بدعي كل يوم ربنا يوفقك فحياتك و يسعدك متبقيش قاسية عليا كده ارجوكي سامحيني.
اغمضت عيناها لتمنع دموع التأثر من النزول فهي تود احتضانها و اخذ الأمان منها كالعادة لكن كلما تذكرت ما فعلته و ماقالته لليث رغم انها وثقت بها و اخبرتها سرا خطيرا لم تتجرأ و تخبره حتى ل والدتها لكنها ببساطة زورت الحقيقة بطريقة بشعة قذرة ولم يهمها ما سيحدث لها ان ام يصدق ليث بأنها مظلومة ، سحبت يدها بقوة و ذهبت كان فارس بانتظارها و عندما رآها اخبرته بأنها ذهبت لرؤية ليث ثم غادرا عائدين للمنزل.
ظلت سارة واقفة مكانها متألمة من كلام صديقتها حتى رأت يدا تقترب منها و تحمل منديلا ورقيا نظرت له وجدته زياد الذي قال :
- خدي امسحي دموعك.
ترددت قليلا ثم اخذت المنديل و مسحت دموعها لتسأله بصوت مبحوح :
- انت كنت معاهم لما لقيتو الدلائل صح طب انتو متأكدين ان الادلة من مصادر موثوقة ؟
زياد بلهجة رسمية :
- المصادر لسه مجهولة معرفناش مين اللي بعتها بس متخفيش الحق هيظهر ف الاخر.
اومأت بخفة و مدت يدها لتعطيه المنديل لكنه ابتسم :
- سيبيه معاكي احسن وقت اللي تزعلي و تعيطي امسحي دموعك بيه.
تجهمت ملامحها لتردد :
- لا طبعا انت فاكر اا....
لم تكمل كلامها لأنه ذهب و تركها زفرت بغضب و كادت ترميه لكنها توقفت و اخفته في حقيبة يدها و غادرت.....
______________________
في المنزل.
دلفت أسيل لغرفتها مباشرة بعد وصولها بينما جلس فارس مع فريدة و زهرة يخبرهما بإعتقاله مؤقتا.
زهرة بقلق :
- بس لو التهمة ثبتت على ليث كده ممكن يعدموه !!
فارس بيأس :
- ان شاء الله التحقيقات تجيب نتيجة ايجابية بس اللي انا مستغرباه ان ليث مجربش يدافع عن حاله لما سألت الضابط زياد قالي انه نكر التهم بعدين سكت ولنا اعتقلوه متكلمش ولا حرف ملامحه كانت باردة ومش باين عليه التوتر خالص !!
ابتسمت زهرة بدموع :
- ابني طول عمره مبيظهرش اللي بيفكر فيه ولا بيبرر اصلا هيقول ايه وهو شايف الناس اللي ساعدهم ز خاطر بحياته عشانهم بيتهموه ومش واثقين فيه.
فريدة بتريث :
- يا زهرة ديه القوانين وهما مش عارفين ليث زينا التهم كانت كلها موجهة ضده طبيعي يتحول للتحقيق و بعدين يا حبيبتي ربنا مبيظلمش حد و بما ان ليث بريء اكيد هيطلع من المشكلة ديه.
- ان شاء الله..... بعد اذنك عايزة ادخل اشوف أسيل.
نهضت و ذهبت لغرفتها طرقت الباب ودخلت وجدت أسيل جالسة على سريرها تضم قدميها لصدرها و تنظر للفراع ودموعها تنزل بصمت..... اقترب منها و عندما لاحظت وجودها القت نفسها في احضانها مرددة ببكاء :
- طنط زهرة....... كل اللي بيحصل لليث ده بسببي ياريت مدخلتش حياته من لما شافني وهو فمشاكل انا اسفة يا طنط كله بسببي.
عقدت حاجبيها باستغراب من كلامها :
- انتي بتقولي ايه يا أسيل انا مش فاهمة كلامك !!
انتبهت لما قالته فأجابتها بارتباك :
- اقصد من لما ارتبط بيا وهو من مشكلة لمشكلة و اتأكدت اني نحس عليه..... وكمان لما روحتله فاجأني انه بيعاملني ببرود فضيع.... كأنه بيتهمني.
هزت رأسها بنفي و قالت :
- اولا اللي حصل كان كله مقدر يحصل ثانيا انا عارفة ليث كويس لما يقع في مشكلة مش بيحب يضايق اللي حواليه عشان كده بيبعدهم عنه...... انا لاحظت في الفترة الاخيرة جفاء المعاملة بينكم اظاهر انه مضايق منك بس مهما اتخانقتو اتأكدي انه عمرك ما هيلومك على حاجة..... حبيبتي ليث بيحبك وانا عارفة انك كمان بتحبيه ولازم تقفي جنبه في الوقت ده ماشي.
هزت رأسها بإيجاب ثم سألتها باستغراب :
- ممكن سؤال انا ليه مش شايفاكي بتعيطي او منهارة اي ام مكانك كانت هتخاف على ابنها وتقعد تعيط بس انا شايفة حضرتك قوية و بتشجعيني.
زهرة بحنان :
- ربنا وحده عالم باللي فقلبي مهما كنت خايفة بس واثقة فربنا واثقة ان في حكمة لكل حاجة في الحياة ياحبيبتي ومتأكدة هيطلع من اللي فيه باذن الله.
اخفضت رأسها وحدثت نفسها :
- انا هعرف اطلعه من المشكلة ديه اوعدك..... ابتسمت و قالت :
- طنط انا عايزة ارتاح شويا ممكن.
- طبعا ياحبيبتي انا اصلا كنت رايحة البيت.
ودعتها وخرجت بينما اخذت أسيل هاتفها و اتصلت بأحد الارقام منتظرة الرد.....
** كان جالسا في مكتبه عندما اضاء اسمها على شاشة هاتفه ابتسم بمكر و فتح الخط :
- حبيبتي أسيل انا كنت مستني اتصالك.
مطت شفتها بقرف و قالت :
- انت عملت ايه يا جاسر للدرجة ديه انت قذر مبتخافش ربنا !!
رفع حاجبه باستمتاع و ادعى عدم الفهم :
- قصدك ايه انا عملت ايه ؟؟
صاحت بنفاذ صبر وهي تدخل حمامها لكي لا يسمع احد كلامها :
- متعملش نفسك بريء انا عارفة كويس انك السبب ف اعتقال ليث عشان تنتقم مني وجهتله تهم غلط انت فاكر نفسك ايه هاا !! من الاخر انت عايز ايه من كل ده عشان يطلع.
ضحك جاسر باستفزاز :
- اخيرا وصلتي للنقطة المهمة..... ايوة يا أسيل التهم ديه كلها كانت غلط انا زورت الدلائل وكل حاجة عشان ليث يبقى المتهم الوحيد وكل ده كان انتقام..... بس مش منك لا انتقام منه لانه سرقك مني.
جزت على اسنانها وهمست :
- لا انت اللي ضيعتني من ايدك وقت اللي كنت بحبك وبموت فيك انت خدعتني و خليتني اعيش فكابوس ولما اتجاوزت الموضوع و ليث ظهر فحياتي و خد مني قلبي انت ظهرت تاني وقال ايه بتحبني وحاولت تعتدي عليا لو مهربتش منك ودلوقتي متهمه بتهم خطيرة قولي عايز ايه عشان ليث يطلع !!
ابتسم و استند بظهره على الكرسي وهو يردد :
- لو مش عايزاه يتعاقب وياخد اعدام خليه يطلقك.... وانا اوعدك اني هطلعه....
_____________________
______________________
ترجلت أسيل ايضا في نفس الوقت التي توقفت فيه السيارات امامها و خرج اثنان من العساكر وللصدمة كان جاسر يترأسهم..... اقترب منه بابتسامة ثقة فسأله ليث بعبوس :
- في ايه ؟ البوليس جاي معاك ليه !!
ارتبكت أسيل و امسكت يده بخوف ليضغط عليها مهدئا اياهما.... نظر جاسر ليدهما المشتبكتان و قال :
- للاسف مضطرين نقبض عليك وناخدك على النيابة لانك متهم بتجارة المخدرات وكمان اشتراكك في منظمة الاجرام السرية....
شهقت أسيل بصدمة بينما عقك ليث حاجبيه بغضب :
- ايه الهبل اللي بتقوله ده انت اتجننت !!
جاسر بحدة :
- احترم نفسك ومتنساش انك مجرد مجرم لما تتكلم مع الضابط اتكلم ب احترام..... خدوه على البوكس !!
تعلقت أسيل بذراعه و قالت ببكاء :
- ليث متروحش دول عايزين يوقعوك ففخ متروحش و تسيبني.
نظر لها و ابتسم رغم غضبه ودهشته لكي لا يخيفها مرر يده على وجنتها وهمس :
- متخفيش ديه مسألة بسيطة و هتتحل انتي ارجعي البيت وانا هشوف.....
قاطعته بتوجس :
- لا انا هجي معاك مستحيل اسيبك لوحدك يا ليث .
رمقها بنظرات حادة مغمغما :
- قولتلك روحي اوعى تجي ورايا.
جاسر بصوت عالي :
- يلا مش هنقعد هنا اتفضل معانا.
اقترب منه العساكر لكنه اوقفهما بحركة من يده وركب سيارة الشرطة بمفرده ابتسم جاسر بشر و نظر لأسيل ثم ذهب و ركب سيارته منطلقا خلف العساكر.....
ظلت أسيل مكانها منصدمة مما حدث ثم بدون تفكير اتصلت بفارس و اخبرته بما حدث فهو يعلم بأن ليث عميل سري ثم انطلقت بسيارتها خلفهم......
______________________
في مركز المخابرات.
تكلم بعصبية وهو يقف امامه :
- سيادة اللواء ازاي بتصدق عني الكلام ده انا بقالي بشتغل على القضية ديه 4 شهور ده غير ال 6 شهور اللي كنت بدرب فيهم قبل ما انزل الاسكندرية و حضرتك شوفت بنفسك قد ايه كنت بتعب ازاي بالبساطة ديه بتتهمني بالخيانة !!
اللواء بصرامة :
- الدلائل كلها ضدك يا ليث كل الشبكات اللي كنت بتخترقها كانت ب اسمك انت اللي عملت الشبكات السرية عشان كده كنت بتقدر تخترقهم بسهولة رغم فشل المتخصصين في الهكر من النوع ده و عميل من عملاء المنظمة اعترف عليك وكمان لقينا كمية هيروين كبيرة متهربة في صندوق عربيتك الدلائل كلها بتأكد انك صاحب المنظمة السرية و دخلت المركز علشان تعرف معلومات اكتر عننا !!
هز رأسه متمتما باستنكار :
- لنفرض ان كل ده صح واني جاسوس للمنظمة هكون مثلا غبي لدرجة اني احط ممنوعات فعربيتي و فنص النهار كمان !!
تكلم جاسر هذه المرة :
- طبعا عشان انت ضابط في المخابرات ومحدش كان هيسترجي يكلمك بتقدر تعمل اللي عايزه انت استغليت صلاحياتك و خنت اا...
قاطعه ليث بحزم :
- اخرس اوعى تتهمني بالخيانة انا عمري ما خنت ولا هخون فاهم !!
تحدث زياد بجدية :
- سيادة اللواء لسه متأكدناش ان ليث هو صاحب المنظمة السرية ممكن جدا يكون اللي حصل مؤامرة ضده اشمعنا المعلومات الخطيرة ديه ظهرت مرة واحدة و كلها بتدي اتهام مباشر لليث انا بعتقد ان في ناس عايزة تورطه ب اعتباره من اكفأ العملاء اللي عندنا.
عبد الرحيم مؤيدا اياه :
- بتفق مع الضابط زياد فكلامه الذئب تعب معانا اوي مع انه مش ملزم بالمهمة ديه و ساعدنا جدا مش ممكن يكون هو جاسوس المنظمة.
قبض جاسر على يده بقوة لاعنا زياد و عبد الرحيم في سره تنحنح وكاد يتكلم لكن فاجأه اللواء بكلامه الصارم :
- هتتعرض على وكيل النيابة ونحقق معاك و على ما تثبت براءتك او ادانتك هتفضل رهن الاعتقال ديه القوانين.
انصدم ليث لكنه تمالك نفسه وهمهم بصلابة :
- امرك يا فندم..... بس لو سمحت لازم اللي يحقق يكون واحد موثوق فيه عشان انا متأكد ان اللي بيورطني هيشتري الشهود و الدلائل و المحققين و هيثبت التهمة عليا.
تشدق جاسر باستنكار :
- هنحقق ليه كل حاجة بتوضح ادانتك ولا انت عايز تضيع الوقت عشان تلاقي طريقة للتهرب.
تجاهل اللواء كلامه وهتف برسمية :
- هنعمل الازم بس دلوقتي مضطرين نحطك في الزنزانة ديه القوانين ، سلم سلاحك وكل اللي يخصك.
اومأ و اخرج سلاحه ووضعه على طاولة المكتب و بطاقة هويته و الاوراق التي تخص عمله كضابط حزن زياد من اجله فهو ضحى بسلامته و حريته وتعرض للمخاطر من اجل هذه القضية لكن تم اتهامه ظلما بالخيانة هل هذا جزاء من يعمل بضمير يعاقب اما الذي يخدع و يخون يكرم و يستخدم نفوذه للنجاة من اخطائه ؟!
تم سجن ليث الى حين التحقيق في القضية اكثر كان جاسر سعيدا متشفيا لما حدث له فهو من دبر هذه المؤامرة انتقاما منه ومن أسيل التي اهانته اكثر من مرة ورفضته ايضا و فضلت ليث عنه والان سيستمتع بألمها ثم يستغل الوضع ليستعيدها و يجعلها ترضخ له.
استدار ليتفاجأ بزياد يقف خلفه ف ابتسم وقال :
- خير يا زياد في حاجة ؟
زياد بتفكير :
- انا مصدوم من اللي حصل ليث مستحيل يبقى كده انا عارفه كويس يعني مش معقول يكون طول الفترة الماضية بيضحك علينا.
تنهد وربت على كتفه مصطنعا الاهتمام :
- وانا كمان متفاجئ زيك ويمكن اكتر انا طول عمري بكرهه صح بس رغم كده كنت واثق انه من اكفأ الضباط و بثق فيه يعني متوقعتش يجي يوم و اعرف ان الشخص اللي كان بيتابع قضية المنظمة هو نفسه اللي أسسها..... بس اللواء أمر بالتحقيق اكتر و هنتأكد اذا ليث بريء او مذنب مع اني متمني يطلع هو والكل يعرفه على حقيقته.
نظر له زياد بصمت ولم يعلق غادر المركز ليتفاجأ ب أسيل مع اخيها يريدان الدخول لكن رجل الأمن يمنعهما.
أسيل بغضب وهي تتحدث :
- انت مبتفهمش بقولك انا هدخل يعني هدخل.
غمغم بخشونة غليظة :
- يا مدام افهمي ممنوع تدخلي من غير اذن اصلا انتي ب اي صفة عايزة تخشي....... نقل انظاره لفارس متابعا :
- يا استاذ ارجوك فهمها الموضوع مبتقدروش تدخلو المركز.
تنهد فارس وهو يخبرها للمرة العشرين :
- أسيل بس بقى ممنوع ندخل على الاقل اا...
قاطعهما زياد الذي اقترب :
- مدام أسيل انتي بتعملي ايه هنا ؟
نظرت له بلهفة :
- ليث قبضو عليه انا عايزة اشوفه و اطمن عليه ايه اللي حصل معاه !!
فارس بجدية :
- ضابط زياد عايزين نفهم ليه العساكر جت وخدت ليث بالطريقة ديه رغم انه يعتبر ضابط فجهاز المخابرات و ايه اللي حصله ممكن نفهم !!
تنهد ولم يدري ما يقوله فسمح لهما بالدخول و اخذهما لمكتبه و اخبرهما بما حدث و بالتهم المنسوبة لليث و بأنه تم اعتقاله الى حين انتهاء التحقيق.... انصدمت بقوة وقالت :
- مستحيل ليث يكون كده حرام عليكم تظلموه.
فارس بدهشة :
- انتو متأكدين من الادلة ديه ؟!
تنهد بيأس :
- للأسف الادلة جاية من مصدر موثوق و ليث اتحبس لو القصة كانت متعلقة بالهروين اللي التقى فعربيته بس كان هيتفصل من الخدمة انما هو متهم بحاجات اكبر و اخطر من كده بكتير..... صمت قليلا وتابع :
- ولو بعد التحقيق ملقوش اللي بيرئه ف للاسف هيتعاقب اشد عقاب ممكن نتخيله يعني.....
قاطعته أسيل بدموع :
- اعدام ؟ هياخد اعدام صح ؟!
اخفض رأسه ولم يتكلم ف انهارت جالسة على الكرسي و دموعها تغرق وجهها هي متأكدة من ان ليث بريء و جاسر خلف هذه المؤامرة فلقد وعدها بالانتقام منهما الآن ليث يدفع ثمن اخطائها و يمكن ان تكون حياته هي الثمن وكله بسببها و بسبب ذلك الحقير !! قلق فارس من حالتها ف اقترب منها و جثى على ركبتيه امسك يدها و همس بطمأنة :
- حبيبتي متخافيش مدام ليث بريء مش هيتظلم اطمني.
نظرت له بابتسامة متألمة :
- للأسف يا فارس دايما المجرم الحقيقي بينفذ و البريء يتعاقب مكانه...... انا متأكدة ان ليث بريء و في حد متآمر ضده...... فارس انا عايزة اشوفه.
زياد برفض :
- اسف بس ليث قالي لو حد جه يزوره مسمحلوش يدخل يشوفه و غير كده لازملك اذن عشان تعرفي تزوريه.
مسحت أسيل دموعها وهتفت بقوة :
- حتى لو رافض انا لازم اشوفه و غصب عنه لاني لازم اقوله كلام مهم اوي و هحصل على الاذن.
انتصبت واقفة و خرجت بينما اقترب فارس من زياد متمتما بحذر :
- ضابط زياد قولي الحقيقة في أمل ان ليث يطلع من التهمة ديه ؟
هز رأسه بحزن :
- الامل ضعيف جدا الادلة كلها ضده ولو ادانته اتأكدت هياخد يا مؤبد يا..... يا اعدام.
اغمض عيناه زافرا ببطئ ثم غادر ليرى اين ذهبت شقيقته.....
_____________________
في نفس الوقت.
كانت سارة تدخل للمركز لترى والدها وكالعادة لا تستطيع العساكر منعها فهي إبنة اللواء ، كادت تدخل لغرفة مكتبه لكنها توقفت عندما سمعت احدهم يتكلم مع صديقه حول الذي حدث مع ليث وعن اعتقاله صدمت بشدة و دخلت لتجد والدها جالسا على كرسي مكتبه وعندما رآها ابتسم :
- سارة انتي واقفة عندك ليه تعالي اقعدي هنا.
تقدمت منه سارة بتعجب :
- بابا انتو بجد قبضتو على الضابط ليث ؟ هز رأسه بإيجاب فتابعت :
- بس ليه اقصد يعني انت كنت بتقولي انه من اكفأ الضباط اللي هنا ازاي....
قاطعها بجدية :
- سارة ديه امور سرية انتي ملكيش دعوة بيها بس مع ذلك هحترم فضولك و اقولك ان الضابط ليث متهم ب انه جاسوس للمنظمة اللي كنا بندور على صاحبها وهو نفسه الضابط الخاين اللي وسطينا و اللي كنا بندور عليه كمان.
رفعت حاجبيها بعدم تصديق :
- حضرتك بتتكلم على ليث ؟ ده غلط الدكتور ليث مستحيل يكون كده اصلا كنت بتقولي انه بيتعب جدا فشغله وانك بتثق فيه ازاي انت بتتهمه دلوقتي ؟؟
رد عليها بهدوء :
- انا كلفت كام واحد ثقة يحققو في الموضوع و كل حاجة هتتوضح بعد التحقيق..... انتي متشغليش بالك قوليلي كنتي عايزة ايه بسرعة عشان انا مشغول حاليا.
تنهدت بسخط وقبل ان تتكلم طرق الباب ثم فتح لتتفاجأ سارة بدخول أسيل...... نظر لها اللواء و قال :
- أسيل انتي بتعملي ايه هنا ؟
تحدثت أسيل بصوت مختنق :
- اونكل عبد الله انا عايزة اشوف ليث بعد اذنك.
وقف اللواء و اقترب منها متمتما بتريث :
- مبتقدريش دلوقتي لغاية انتهاء التحقيق ااا...
قاطعته بحدة رغم دموعها :
- حضرتك مبتقدرش تمنعني اشوف جوزي لو سمحت انا.... انا عايزة اشوفه ولو ل 5 دقايق بس ارجوك.
نظرت لها سارة بحزن واردفت :
- بابا ارجوك اديها الاذن تشوفه علشان خاطري.
رمقتها أسيل ببإشمئزاز و تجاهلتها بينما تنهد اللواء باستسلام :
- ماشي هسمحلك تشوفيه المرة ديه بس.... اتفضلي معايا.
هزت رأسها بلهفة و ذهبت معه و سارة خلفهما اخذها لإحدى الغرف الموجود فيها ليث فهو لم يرد ان يضع في زنزانة مثل المجرمين..... دخلت اليه و رأته يقف امام النافذة ينظر منها بشرود نزلت دمعتها و تشدقت بدموع :
- ليث !!
استدار حين سماع صوتها و تفاجأ لرؤيتها فقال :
- أسيل ! انتي بتعملي ايه هنا ؟
انفجرت في البكاء و ركضت نحوه انقضت عليه تحتضنه بقوة و تشبثت بقميصه وهي تردد :
- متسيبنيش لوحدي بالله عليك..... انا مش هقدر اعيش من غيرك يا ليث.
انصدم من فعلتها لكنه تدارك نفسه و لف يديه حول خصرها ودفن رأسه في عنقها هامسا :
- هشش متعيطيش كل حاجة هتبقى كويسة وانا هطلع من التهم المنسوبة ليا اطمني انا مش هسيبك.... عنري ماهسيبك انتي كل حياتي انا عايش علشانك.
رغم صدمتها بكلامه الرقيق لكنها بكت اكثر و قالت :
- كل ده بيحصل بسببي... من اول ما خطبتني المشاكل مش سايباك انا نحس عليك يا ليث اسفة انا السبب.
هز رأسه بنفي وهتف بنبرة رجولية ساحرة :
- متقوليش على نفسك كده كل اللي حصل مقدر ربنا كاتب علينا نعيشه واحنا بنرضى بالمكتوب مهما كان..... ابعدها عنه ومسح دموعها برقة :
- بس بقى بطلي دموع انتي حلوة لما تعيطي اه بس احلى لما بتكوني بتضحكي.
ابتسمت رغما عنها ومسحت دموعها فتابع بصوت جاد :
- صحيح انتي ايه اللي جابك هنا مش قولتلك متجيش ليه بقى مبتسمعيش الكلام ؟؟
رفعت رأسها اليه بغضب :
- و اسيبك لوحدك كده يا سلام يعني انت لو كنت مكاني كنت هتسيبني ؟!
- لأ.
- وانا كمان مش هسيبك..... انا مش فاهمة ازاي ده حصل يعني الأدلة كلها بقت ضدك فجأة اكيد في واحد بيحاول يورطك مش بعيد يكون ضابط من الضباط اللي انت شغال معاهم.
ليث برفعة حاجب :
- وانتي عرفتي منين ان الادلة غلط وان في واحد بيحاول يورطني ؟
ابتسمت أسيل مجيبة :
- اللي يعرض نفسه للخطر وهو مش ملزوم اصلا واللي بيتصاوب اكتر من مرة ويرفض يروح المستشفى عشان سرية الجهاز مستحيل يبقى خاين ده اولا..... و ثانيا مدام مش انت المذنب اكيد عايزين يورطوك ماهي التهم مجتش من حالها كده.
اولاها ليث ظهره وغمغم بصلابة :
- انتي متدخليش في حاجات مش بتخصك يا أسيل ومتجيش هنا تاني ده احسن للجميع.
شعرت بالحزن من نفوره لكنها فسرته بأنه غضب بسبب الذي يحدث معه..... حمحمت و هتفت بخفوت :
- طب مامتك حاليا بتكون عرفت باللي حصل هقولها ايه و امنعها ازاي من انها تجيلك اصلا من غير حاجة هي مش عارفة انك اا....
قاطعها ببرود :
- لا ماما عارفة كل حاجة من يجي اسبوع دخلت اوضتي بليل و انا مكنتش موجود و لقت أسلحة و حاجات بتخص الضباط وواجهتني و انا اضطريت اقولها اني عميل سري وحاجات زي ديه طبيعي اواجهها قوليلها متقلقش التحقيق هيخلص بعد يومين ويا الادانة تثبت عليا او اتبرأ منها.
همست بترقب وخوف :
- ولو.... ولو ثبتت اا.... ايه اللي هيحصل ؟
لم يجبها بل التزم الصمت ثم أمرها بحزم :
- يلا يا أسيل اطلعي..... مش عايز اشوفك هنا تاني ابدا !!
لم تتكلم لكنه سمع شهقات بكائها فأغمض عيناه بألم هو لا يريدها ان تراه في هذه الحالة و تحزن اكثر و تتأزم صحتها لا يزال يتذكر تحذير الطبيبة عن تعريضها لأي ضغط يسبب لها انهيار نفسي و جسدي حتى لو قسى عليها الان حزنها لن يكون اكثر من قهرها وهي تراه محبوسا ومن الممكن ايضا ان يعاقب حتى لو لم يفعل شيئا...... مسحت أسيل دموعها و اردفت :
- ماشي يا ليث انا مش هجي تاني اسفة عشان ضايقتك بوجودي..... انا رايحة.
تحركت و خرجت من الغرفة تاركة اياه شاردا فيما قاله و ايضا فيمن ورطه و زور الدلائل وجعله في موضع اتهام من هذا الذي لفق له جميع الجرائم يمكن ان يكون جاسر فهو يمقته كثيرا و يمكن ان يكون شخص غيره لكن اي من كان فهو بالتأكيد نفس الشخص الذي يبحث عنه منذ أشهر طويلة......
______________________
خرجت أسيل وهي تحاول كتم شهقاتها لكنها لم تستطع ف استندت على الحائط و انهمرت في البكاء غضبا منه بسبب قساوته و ايضا خوفا على ما سيحدث معه..... شعرت بيد تربت على كتفها ففتحت عيناها لتتفاجأ بسارة تقف امامها و عيناها ممتلئتان بالحزن و المواساة للحظة كادت ترتمي في احضانها لكنها فجأة تذكرت ما فعلته فقالت بحدة :
- انتي بتعملي ايه هنا ليكي عين تقفي قداميو تبصيلي بعد اللي عملتيه.... اه فهمت انتي عايزة اتشكرك عشان اقنعتي ابوكي ب اني اشوف جوزي ؟
هزت رأسها بنفي مجيبة :
- انا شوفتك بتعيطي وجيت عشان اهون عليكي احنا طول عمرنا كنا سند وظهر لبعض ولا نسيتي ؟
ابتسمت أسيل بمرارة :
- اهو بنفسك قولتي كنا يعني من الماضي و بعد اللي حضرتك عملتيه مبقتيش سند ولا حاجة بقيتي دمار بالنسبالي..... وبعدين سند ايه اللي بتتكلمي عنه وتهوني عليا ايه اكيد انتي حاليا مبسوطة عشان شايفاني بالحالة ديه بس فنفس الوقت زعلانة عشان اللي بتحبيه صح ؟
سارة بحدة وهي مندهشة مما تقوله :
- لا انا زعلانة علشانك انتي و لعلمك انا طلعت ليث من تفكيري و مبقاش يهمني..... امسكت يدها هامسة برجاء :
- أسيل ارجوكي سامحيني طب افتكري اي موقف حلو مني ممكن يخليكي تنسي الغلط اللي عملته فحقك !!
نظرت لها ثم سحبت يدها بدموع :
- انا عشان لسه مفتكرة مواقفك الحلوة معايا مرضتش انتقم منك ولااني اقول الحقيقة ل ابوكي و امك و اشوه صورتك قدامهم .... للاسف مش هعرف ابقى زيك....... كادت تذهب لكنها توقفت فجأة وقالت :
- انا عارفة كويس مين اللي ورطه بس لو عرفت انك مشتركة معاه زي المرة اللي فاتت اقسم بربي هندمك اشد الندم.
انصدمت سارة من اتهامها فأمسكت يدها هاتفة بعصبية :
- بس بقى كفاية اتهامات انا غلطت مرة ومش هغلط تاني انا مش مصدقة انك معتبراني حقيرة للدرجة ديه...... أسيل انا عمري ما تمنيت حاجة وحشة ليكي بالعكس كنت بدعي كل يوم ربنا يوفقك فحياتك و يسعدك متبقيش قاسية عليا كده ارجوكي سامحيني.
اغمضت عيناها لتمنع دموع التأثر من النزول فهي تود احتضانها و اخذ الأمان منها كالعادة لكن كلما تذكرت ما فعلته و ماقالته لليث رغم انها وثقت بها و اخبرتها سرا خطيرا لم تتجرأ و تخبره حتى ل والدتها لكنها ببساطة زورت الحقيقة بطريقة بشعة قذرة ولم يهمها ما سيحدث لها ان ام يصدق ليث بأنها مظلومة ، سحبت يدها بقوة و ذهبت كان فارس بانتظارها و عندما رآها اخبرته بأنها ذهبت لرؤية ليث ثم غادرا عائدين للمنزل.
ظلت سارة واقفة مكانها متألمة من كلام صديقتها حتى رأت يدا تقترب منها و تحمل منديلا ورقيا نظرت له وجدته زياد الذي قال :
- خدي امسحي دموعك.
ترددت قليلا ثم اخذت المنديل و مسحت دموعها لتسأله بصوت مبحوح :
- انت كنت معاهم لما لقيتو الدلائل صح طب انتو متأكدين ان الادلة من مصادر موثوقة ؟
زياد بلهجة رسمية :
- المصادر لسه مجهولة معرفناش مين اللي بعتها بس متخفيش الحق هيظهر ف الاخر.
اومأت بخفة و مدت يدها لتعطيه المنديل لكنه ابتسم :
- سيبيه معاكي احسن وقت اللي تزعلي و تعيطي امسحي دموعك بيه.
تجهمت ملامحها لتردد :
- لا طبعا انت فاكر اا....
لم تكمل كلامها لأنه ذهب و تركها زفرت بغضب و كادت ترميه لكنها توقفت و اخفته في حقيبة يدها و غادرت.....
______________________
في المنزل.
دلفت أسيل لغرفتها مباشرة بعد وصولها بينما جلس فارس مع فريدة و زهرة يخبرهما بإعتقاله مؤقتا.
زهرة بقلق :
- بس لو التهمة ثبتت على ليث كده ممكن يعدموه !!
فارس بيأس :
- ان شاء الله التحقيقات تجيب نتيجة ايجابية بس اللي انا مستغرباه ان ليث مجربش يدافع عن حاله لما سألت الضابط زياد قالي انه نكر التهم بعدين سكت ولنا اعتقلوه متكلمش ولا حرف ملامحه كانت باردة ومش باين عليه التوتر خالص !!
ابتسمت زهرة بدموع :
- ابني طول عمره مبيظهرش اللي بيفكر فيه ولا بيبرر اصلا هيقول ايه وهو شايف الناس اللي ساعدهم ز خاطر بحياته عشانهم بيتهموه ومش واثقين فيه.
فريدة بتريث :
- يا زهرة ديه القوانين وهما مش عارفين ليث زينا التهم كانت كلها موجهة ضده طبيعي يتحول للتحقيق و بعدين يا حبيبتي ربنا مبيظلمش حد و بما ان ليث بريء اكيد هيطلع من المشكلة ديه.
- ان شاء الله..... بعد اذنك عايزة ادخل اشوف أسيل.
نهضت و ذهبت لغرفتها طرقت الباب ودخلت وجدت أسيل جالسة على سريرها تضم قدميها لصدرها و تنظر للفراع ودموعها تنزل بصمت..... اقترب منها و عندما لاحظت وجودها القت نفسها في احضانها مرددة ببكاء :
- طنط زهرة....... كل اللي بيحصل لليث ده بسببي ياريت مدخلتش حياته من لما شافني وهو فمشاكل انا اسفة يا طنط كله بسببي.
عقدت حاجبيها باستغراب من كلامها :
- انتي بتقولي ايه يا أسيل انا مش فاهمة كلامك !!
انتبهت لما قالته فأجابتها بارتباك :
- اقصد من لما ارتبط بيا وهو من مشكلة لمشكلة و اتأكدت اني نحس عليه..... وكمان لما روحتله فاجأني انه بيعاملني ببرود فضيع.... كأنه بيتهمني.
هزت رأسها بنفي و قالت :
- اولا اللي حصل كان كله مقدر يحصل ثانيا انا عارفة ليث كويس لما يقع في مشكلة مش بيحب يضايق اللي حواليه عشان كده بيبعدهم عنه...... انا لاحظت في الفترة الاخيرة جفاء المعاملة بينكم اظاهر انه مضايق منك بس مهما اتخانقتو اتأكدي انه عمرك ما هيلومك على حاجة..... حبيبتي ليث بيحبك وانا عارفة انك كمان بتحبيه ولازم تقفي جنبه في الوقت ده ماشي.
هزت رأسها بإيجاب ثم سألتها باستغراب :
- ممكن سؤال انا ليه مش شايفاكي بتعيطي او منهارة اي ام مكانك كانت هتخاف على ابنها وتقعد تعيط بس انا شايفة حضرتك قوية و بتشجعيني.
زهرة بحنان :
- ربنا وحده عالم باللي فقلبي مهما كنت خايفة بس واثقة فربنا واثقة ان في حكمة لكل حاجة في الحياة ياحبيبتي ومتأكدة هيطلع من اللي فيه باذن الله.
اخفضت رأسها وحدثت نفسها :
- انا هعرف اطلعه من المشكلة ديه اوعدك..... ابتسمت و قالت :
- طنط انا عايزة ارتاح شويا ممكن.
- طبعا ياحبيبتي انا اصلا كنت رايحة البيت.
ودعتها وخرجت بينما اخذت أسيل هاتفها و اتصلت بأحد الارقام منتظرة الرد.....
** كان جالسا في مكتبه عندما اضاء اسمها على شاشة هاتفه ابتسم بمكر و فتح الخط :
- حبيبتي أسيل انا كنت مستني اتصالك.
مطت شفتها بقرف و قالت :
- انت عملت ايه يا جاسر للدرجة ديه انت قذر مبتخافش ربنا !!
رفع حاجبه باستمتاع و ادعى عدم الفهم :
- قصدك ايه انا عملت ايه ؟؟
صاحت بنفاذ صبر وهي تدخل حمامها لكي لا يسمع احد كلامها :
- متعملش نفسك بريء انا عارفة كويس انك السبب ف اعتقال ليث عشان تنتقم مني وجهتله تهم غلط انت فاكر نفسك ايه هاا !! من الاخر انت عايز ايه من كل ده عشان يطلع.
ضحك جاسر باستفزاز :
- اخيرا وصلتي للنقطة المهمة..... ايوة يا أسيل التهم ديه كلها كانت غلط انا زورت الدلائل وكل حاجة عشان ليث يبقى المتهم الوحيد وكل ده كان انتقام..... بس مش منك لا انتقام منه لانه سرقك مني.
جزت على اسنانها وهمست :
- لا انت اللي ضيعتني من ايدك وقت اللي كنت بحبك وبموت فيك انت خدعتني و خليتني اعيش فكابوس ولما اتجاوزت الموضوع و ليث ظهر فحياتي و خد مني قلبي انت ظهرت تاني وقال ايه بتحبني وحاولت تعتدي عليا لو مهربتش منك ودلوقتي متهمه بتهم خطيرة قولي عايز ايه عشان ليث يطلع !!
ابتسم و استند بظهره على الكرسي وهو يردد :
- لو مش عايزاه يتعاقب وياخد اعدام خليه يطلقك.... وانا اوعدك اني هطلعه....
_____________________
