رواية مستنقع الذئاب الفصل السابع والعشرين 27 بقلم فاطمة احمد
الفصل السابع والعشرون ( الجزء الاول )
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم لحد البارت دا.
















_______________________
صدمت أسيل من كلامه رغم توقعها بأنه سيقوله فهمست بقوة :
- انت اكيد مجنون !! لا مستحيل اعمل كده انت فاكر اني ممكن اطلب الطلاق من ليث تبقى غلطان !!
جاسر بضحكة خبيثة :
- تمام يبقى لازم تشوفي حبل المشنقة وهو بيلف حوالين رقبته ياحبيبتي...... بصي انتي متاخديش قرارك دلوقتي فكري كويس و لعلمك التحقيق مش هيفيد فحاجة انا بس اللي اقدر انقذه من الاعدام حياته واقفة على كلمة واحدة منك واللي هي طلقني.... معاكي من هنا لبكره فكري متستعجليش.
شعرت بالخوف لكنها تشجعت قائلة :
- انسى..... و على فكرة الكل هيعرف انك انت اللي عملت كده.
- ههههه ازاي من خلال المكالمة اللي سجلتيها صح ؟
تفاجأت من معرفته بأنها تسجل حديثهم فتابع :
- هههههه هو انتي فاكرة اني مش عارف باللي بتعمليه انا ضابط على فكرة و طبيعي جدا اعرف كل خطوة بتعمليها انتي او اي حد غيرك ولو فكرتي تدي التسجيل للواء ببساطة اقدر اثبت انه مزيف وان ليث اللي خلاكي تعملي كده عشان ينقذ نفسه و يلبسني التهمة ايه رايك.
جزت على اسنانها بغضب :
- انا مشوفتش حد فحقارتك ابدا !! انت اا......
قاطعها جاسر ببرود :
- من غير كلام كتير نتيجة التحقيق و الحكم هيطلعو بكره و التنفيذ بعد يومين لو مش عايزة تشوفي حبيبك واخد مؤبد او بيتشنق قدامك اطلبي الطلاق و صدقيني هطلعه من اللي هو فيه هستنى قرارك باي.
اغلق الخط والقى الهاتف على سطح مكتبه بينما وضعت أسيل يدها على فمها تشهق ببكاء و تردد :
- لو ليث طلقني هموت من القهر.... انا مبقدرش اعيش من غيره مبقدرش انا هعمل ايه دلوقتي لو نتيجة التحقيق مكنتش لصالحه هيتعاقب وكل ده بسببي.... يارب ساعدني.
______________________
مرت تلك الليلة صعبة على الجميع وحل الصباح لتصعد الشمس محتلة السماء مشرقة على بعضهم و مظلمة على البعض الاخر.
في مركز المخابرات اخرج العساكر ليث و اخذوه لغرفة التحقيق كان اللواء ووكيل النيابة و الضباط مجتمعين دخل و رأسه مرفوع وملامح وجهه باردة لا تظهر ما يفكر فيه ابتسم جاسر بخبث بينما ردد وكيل النيابة برسمية :
- بعد التحقيق لقينا ان التهم والدلائل الموجهة ضدك كلها صح و اسمك مذكور فجميع الشبكات المخترقة و مساعدك الايمن اعترف عليك ضابط ليث.... عندك كلام تقوله ؟
غمغم ليث بصوت قاتم :
- بما انكم شايفين تني بجد المذنب ف انا معنديش حاجة اقولها.
اللواء بجدية :
- يعني انت بتعترف ب انك مشترك في المنظمة الاجرامية يا ليث ؟
لم يجب عليه فصاح زياد بانفعال :
- ليث قول حاجة دافع عن نفسك احنا عارفين انهم عاملين مؤامرة عليك وعايزين يلبسوك اطلع من هدوؤك وقولهم ان ملكش دعوة.
رفع اللواء يده مشيرا له بالسكوت ليقول :
- بما ان الاثباتات كلها ضدك وانت معترف قررنا انا و النيابة انك تتحول للسجن و هتاخد اعدام.... و تنفيذ الحكم بعد اسبوع.
انتفض زياد وبقية الضباط بينما رمقه جاسر بشماتة لكن مع ذلك لم يرف له رمش و ظل واقفل بشموخ غير منصدم ولا متفاجئ من القرار او هذا ما يعتقد..... اخذته العساكر و ذهب جاسر معهم بعد مدة كان يدخل للزنزانة وملامح وجهه لم تتغير فابتسم الاخر و دلف اليه قائلا :
- غريبة انت ليه مش خايف يا ذئب انت هتتعدم بعد اسبوع من دلوقتي !!
مط شفته بتهكم وتمتم :
- المجرمين هما اللي بيخافو من العقاب انما انا مبخافش من الموت عشان انا بريء و انت عارف ده كويس..... مش انت اللي لفقت القضية ديه ولبستهالي ؟
ضحك جاسر و اردف :
- تصدق انا رغم اني بكرهك ومبطيقكش بس معجب بذكاءك انت فاهم كل اللي حواليك.... الا حاجة واحدة.
لم يعلق على كلامه بل اظهر عدم المبالاة اراد جاسر استفزازه فهمس :
- مراتك أسيل اللي بتحبها و بتموت فيها.... على فكرة بنت بالجمال ده لازم تعشقها لانها مبتتعوضش.
جز على اسنانه وقبض على يده بعنف حتى ظهرت عروقها رمقه بعينيه الحمراوتان وفي غضون ثواني كان يقف امامه ليمسكه من ملابسه هامسا :
- اوعى تجيب سيرة مراتي على لسانك الوسخ يا *** أسيل خط احمر بتقدر تستفزني بكل حاجة الا هي !!
قهقه جاسر و قال :
- ههههه اااه لو تعرف اني مش بس جبت سيرتها على لساني..... انا خليتها تحبني وتحضني وبمزاجها كمان.... انا هو حبيبها اللي مرضيتش تقولك اسمه يا ليث.
انصدم مما يقوله وهمس :
- انت كداب.
ازاح يده بقوة واجابه :
- لا انا مش بكذب انا و أسيل بنعرف بعض من يجي 3 شهور وكانت حبيبتي وانت اكيد عارف اللي حصل بيننا..... و لعلمك كمان اتفقت مع أسيل انها تطلق منك و بعدين نتجوز انت عارف هي مش عايزة تبقى أرملة ضابط خاين و نضطر نستنى 4 شهور و 10 ايام عشان نتجوز اصل....
قاطعه ليث بلكمة عنيفة وهو يصرخ :
- اخرس يا حيوان ازاي تتجرأ تتكلم كده على مراتي !! دفعه على الحائط و وضع يديه حول عنقه يخنقه بعنف و يزمجر :
- يعني انت الحيوان اللي خدعها و رسم عليها انه بيحبها و خلاها تعيش كوابيس و اوهمها انه اغتصبها.... أسيل قالتلي كل حاجة عنك بس مرضيتش تقولي اسمك و يمكن انا عارف ليه عشان مأذيكش بس للاسف نهايتك هتكون على ايدي انا هقتلك عشان ارتاح كده كده هموت يعني مش فارقة.
حاول ابعاد يديه عنه لكنه لم يستطع بدأ لون بشرته يتحول للون الازرق دليلا على الاختناق فردد بصعوبة :
- انت فاكر انك لما تقتلني هترتاح...... أسيل هتكرهك جدا وهتفضل تكرهك حتى بعد موتك لانها بتحبني انا وبس و عمرها ما حبتك يا ليث... انا...
لم يستطع اكمال حديثه بسبب اختناقه ضغط ليث عليه اكثر لكن فجأة دخلت العساكر عندما رأوا ما يحدث و ابعدوا ليث عنه وهو يصرخ :
- سيبوووني.... انا لازم اقتله انا هقتل الحقير ده ابعدو عني !!!
وضع جاسر يديه على رقبته وهو ينهج و يسحب اكبر كمية من الهواء فقد كان على وشك شعرة من الموت لو تأخر العساكر دقيقة واحدة فقط كان سيصبح من الاموات الآن ! تحرك و خرج من الزنزانة و قال موجها كلامه لليث :
- هتندم على اللي عملته صدقني يا ليث.
ضرب القضبان بعنف و صرخ :
- لو كنت راجل مكنتش هتخاف مني كده بس اقسم بالله انت اللي هتندم وموتك هيبقى على ايديا فاااهم انا اللي هقتلك !!
ضحك جاسر بقوة وهتف :
- هتقتلني ازاي وانت مسجون كده و بعد اسبوع بالضبط هتموت بطريقة مهينة استسلم للواقع يا ليث انت هتموت من هنا وانا و أسيل نرجع لبعض...... مع السلامة يا ذئب هههههههه.
غادر المكان تاركا اياه يلكم الحائط عدة مرات وهو يلعن كل شيء من حوله اذا حبيب زوجته السابق هو نفسه جاسر كان امامه طوال الوقت وكان يتلاعب به مثلما فعلت أسيل جعلت من حبه لعبة و سخرت منه واستغبته لماذا كل هذا و الان هو بين القضبان عاجز عن فعل شيء سحقا !!
** من الناحية الاخرى.
علم الجميع بالحكم الذي اصدر على ليث انهارت زهرة و تم نقلها للمشفى و ذهبت معها فريدة بينما انصدمت أسيل وهي تدرك ان ما اخبره بها جاسر يتحقق و ليث سيأخذ الاعدام ظلما !!
تحركت وركبت سيارتها و انطلقت بها بسرعة وهي تبكي بهستيريا و كلام ذلك الحقير يتردد في اذنها توقفت فجأة واسندت رأسها على المقود و صاحت :
- انا لو انفصلت عن ليث مش هقدر اكمل حياتي ازاي ياربي هطلب منه الطلاق و ارجع لجاسر اللي مبكرهش حد زيه ازاي هعمل نفسي انانية و حبه مبيهمنيش و اتخلى عنه..... بس فنفس الوقت لو عملت كده ليث هيتحرر و هنقذه من الموت صحيح هو هيكرهني اوي بس مدام سلامته هي المقابل هقبل ب اي حاجة.
رن هاتفها فجأة وكانت مدركة جيدا من هو فتحت الخط و تمتمت :
- انا موافقة هطلب الطلاق من ليث و ارجعلك.... هعمل نفسي كمان اني مبحبوش و مش بتهمني غير مصلحتي بس في المقابل عايزة ليث يطلع من الحبس.
ابتسم بانتصار وتشدق ب :
- ولا يهمك يا قلبي اعملي اللي اتفقنا عليه و اوعدك انه هيطلع ف اسرع وقت.
- هما يومين مش اكتر !! هروحله النهارده و اطلب الطلاق و عايزاه يطلع بكره بالكتير فاهم !
هتفت بها في نبرة جامدة ليؤكد لها :
- اوعدك ان ليث هيطلع نفذي بس اللي قولتلك عليه و اه على فكرة هو بقى عارف اني انا حبيبك السابق.
جحظت عيناها بدهشة :
- نعم !! انت اللي قولتله !!
جاسر وهو يمرر يده على عنقه التي تحمل اثار اصابع ليث عندما كان يخنقه :
- انا قولتله كل حاجة وكمان عن انك كنتي خايفة عليا عشان كده مقولتيلوش عن اسمي وكمان عن انك هتطلبي منه الطلاق ف اسرع وقت يلا سهلتلك المهمة اهو باي ياحبيبتي.
اغلق الهاتف فصرخت أسيل وهي تشتمه و تلعنه :
- حقير سافل الله يلعنك و ياخدك يارب !!
مسحت دموعها و اتجهت للسجن الذي يوجد فيه ليث اخذت اذنا بالزيارة و عندما وصلت لزنزانته وجدته يقف موليا لها ظهره و ينظر للجدار بدون ان يتحرك اخذت نفسا عميقا ودعت ان يعطيها الله القوة لتفعل ما يجب عليها ثم نادته بخفوت :
- ليث.
فور سماع اسمها افاق من شروده و استدار لها و عندما رآها غمغم ببرود :
- ايوة خير ايه سر الزيارة الحلوة ديه ؟
ابتسمت بحزن و همست :
- انت عامل ايه ؟ ان شاء الله تطلع ف اسرع وقت.
همهم منتظرا بقية كلامها لتخفض رأسها و تهتف بصوت مرتجف :
- انا كنت عايزة..... احم انا جيتلك عشان اطلب ال... الطلاق.
نظر لها بسرعة و اعتقد انه يتوهم ما سمعه عقد حاجباه فتابعت بشجاعة :
- بص انا بتمنى بجد انك تطلع بس للاسف انت ضابط خاين و هتتعدم بعد اسبوع وانا مش عايزة ابقى ارملتك انا عايزة اسمي يكون بعيد عن اسمك.
ليث بعدم تصديق :
- انتي بتقولي ايه ؟ هو بجد فاكرة اني خاين و مش عايزة اسمك يرتبط ب اسمي !!
لم تستطع التعليق فتابع بشراسة :
- انتي ايييه فهميني ايه كل الحقارة اللي فيكي ديه.... انا عمري ماتخيلتك تكوني كده وبعدين خيانة ايه اللي بتتكلمي عليها وانتي اكبر خاينة شوفتها فحياتي كلها الاول خبيتي عليا قصتك مع حبيبك اللي طلع ف الاخير جاسر الكلب و مثلتي عليا دور المغتصبة وانك مش فيرجن و امبارح بس كنتي بتمثلي عليا الحب و الزعل و بتعيطي بس النهارده هههههه مش بيشرفك انك....
توقف عن كلامه عندما انفجرت باكية وهي تردد :
- بس بقى خلاص.... متعذبنيش اكتر من كده !! انت لازم تطلقني والنهارده قبل بكره انا مش عايزاك افهم !!
تحركت لتذهب لكنه امسك يدها و جذبها حتى التصقت في قضبان الزنزانة شهقت بخضة فهمس :
- هو اللي طلب منك تعملي كده صح..... ايه هو المقابل جاسر هيعمل ايه لو انفصلتي عني..... جاااوبي !!
انتفضت من صراخه فقالت :
- انا هعمل كل حاجة عشان تطلع من هنا يا ليث... و حبي ليك حقيقي و عمري مفكرت اخونك اوعى تنسى الجملة ديه.... انا بحبك وهفضل احبك ل اخر يوم فعمري بس ارجوك طلقني دلوقتي.
افلت يده و هز رأسه وهو يبتسم بسخرية :
- هههه الحب ده واضح اوي...... ماشي يا أسيل وافقت على الطلاق..... وورقتك بكره هتوصلك و هتتحرري مني ... !
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم لحد البارت دا.
_______________________
صدمت أسيل من كلامه رغم توقعها بأنه سيقوله فهمست بقوة :
- انت اكيد مجنون !! لا مستحيل اعمل كده انت فاكر اني ممكن اطلب الطلاق من ليث تبقى غلطان !!
جاسر بضحكة خبيثة :
- تمام يبقى لازم تشوفي حبل المشنقة وهو بيلف حوالين رقبته ياحبيبتي...... بصي انتي متاخديش قرارك دلوقتي فكري كويس و لعلمك التحقيق مش هيفيد فحاجة انا بس اللي اقدر انقذه من الاعدام حياته واقفة على كلمة واحدة منك واللي هي طلقني.... معاكي من هنا لبكره فكري متستعجليش.
شعرت بالخوف لكنها تشجعت قائلة :
- انسى..... و على فكرة الكل هيعرف انك انت اللي عملت كده.
- ههههه ازاي من خلال المكالمة اللي سجلتيها صح ؟
تفاجأت من معرفته بأنها تسجل حديثهم فتابع :
- هههههه هو انتي فاكرة اني مش عارف باللي بتعمليه انا ضابط على فكرة و طبيعي جدا اعرف كل خطوة بتعمليها انتي او اي حد غيرك ولو فكرتي تدي التسجيل للواء ببساطة اقدر اثبت انه مزيف وان ليث اللي خلاكي تعملي كده عشان ينقذ نفسه و يلبسني التهمة ايه رايك.
جزت على اسنانها بغضب :
- انا مشوفتش حد فحقارتك ابدا !! انت اا......
قاطعها جاسر ببرود :
- من غير كلام كتير نتيجة التحقيق و الحكم هيطلعو بكره و التنفيذ بعد يومين لو مش عايزة تشوفي حبيبك واخد مؤبد او بيتشنق قدامك اطلبي الطلاق و صدقيني هطلعه من اللي هو فيه هستنى قرارك باي.
اغلق الخط والقى الهاتف على سطح مكتبه بينما وضعت أسيل يدها على فمها تشهق ببكاء و تردد :
- لو ليث طلقني هموت من القهر.... انا مبقدرش اعيش من غيره مبقدرش انا هعمل ايه دلوقتي لو نتيجة التحقيق مكنتش لصالحه هيتعاقب وكل ده بسببي.... يارب ساعدني.
______________________
مرت تلك الليلة صعبة على الجميع وحل الصباح لتصعد الشمس محتلة السماء مشرقة على بعضهم و مظلمة على البعض الاخر.
في مركز المخابرات اخرج العساكر ليث و اخذوه لغرفة التحقيق كان اللواء ووكيل النيابة و الضباط مجتمعين دخل و رأسه مرفوع وملامح وجهه باردة لا تظهر ما يفكر فيه ابتسم جاسر بخبث بينما ردد وكيل النيابة برسمية :
- بعد التحقيق لقينا ان التهم والدلائل الموجهة ضدك كلها صح و اسمك مذكور فجميع الشبكات المخترقة و مساعدك الايمن اعترف عليك ضابط ليث.... عندك كلام تقوله ؟
غمغم ليث بصوت قاتم :
- بما انكم شايفين تني بجد المذنب ف انا معنديش حاجة اقولها.
اللواء بجدية :
- يعني انت بتعترف ب انك مشترك في المنظمة الاجرامية يا ليث ؟
لم يجب عليه فصاح زياد بانفعال :
- ليث قول حاجة دافع عن نفسك احنا عارفين انهم عاملين مؤامرة عليك وعايزين يلبسوك اطلع من هدوؤك وقولهم ان ملكش دعوة.
رفع اللواء يده مشيرا له بالسكوت ليقول :
- بما ان الاثباتات كلها ضدك وانت معترف قررنا انا و النيابة انك تتحول للسجن و هتاخد اعدام.... و تنفيذ الحكم بعد اسبوع.
انتفض زياد وبقية الضباط بينما رمقه جاسر بشماتة لكن مع ذلك لم يرف له رمش و ظل واقفل بشموخ غير منصدم ولا متفاجئ من القرار او هذا ما يعتقد..... اخذته العساكر و ذهب جاسر معهم بعد مدة كان يدخل للزنزانة وملامح وجهه لم تتغير فابتسم الاخر و دلف اليه قائلا :
- غريبة انت ليه مش خايف يا ذئب انت هتتعدم بعد اسبوع من دلوقتي !!
مط شفته بتهكم وتمتم :
- المجرمين هما اللي بيخافو من العقاب انما انا مبخافش من الموت عشان انا بريء و انت عارف ده كويس..... مش انت اللي لفقت القضية ديه ولبستهالي ؟
ضحك جاسر و اردف :
- تصدق انا رغم اني بكرهك ومبطيقكش بس معجب بذكاءك انت فاهم كل اللي حواليك.... الا حاجة واحدة.
لم يعلق على كلامه بل اظهر عدم المبالاة اراد جاسر استفزازه فهمس :
- مراتك أسيل اللي بتحبها و بتموت فيها.... على فكرة بنت بالجمال ده لازم تعشقها لانها مبتتعوضش.
جز على اسنانه وقبض على يده بعنف حتى ظهرت عروقها رمقه بعينيه الحمراوتان وفي غضون ثواني كان يقف امامه ليمسكه من ملابسه هامسا :
- اوعى تجيب سيرة مراتي على لسانك الوسخ يا *** أسيل خط احمر بتقدر تستفزني بكل حاجة الا هي !!
قهقه جاسر و قال :
- ههههه اااه لو تعرف اني مش بس جبت سيرتها على لساني..... انا خليتها تحبني وتحضني وبمزاجها كمان.... انا هو حبيبها اللي مرضيتش تقولك اسمه يا ليث.
انصدم مما يقوله وهمس :
- انت كداب.
ازاح يده بقوة واجابه :
- لا انا مش بكذب انا و أسيل بنعرف بعض من يجي 3 شهور وكانت حبيبتي وانت اكيد عارف اللي حصل بيننا..... و لعلمك كمان اتفقت مع أسيل انها تطلق منك و بعدين نتجوز انت عارف هي مش عايزة تبقى أرملة ضابط خاين و نضطر نستنى 4 شهور و 10 ايام عشان نتجوز اصل....
قاطعه ليث بلكمة عنيفة وهو يصرخ :
- اخرس يا حيوان ازاي تتجرأ تتكلم كده على مراتي !! دفعه على الحائط و وضع يديه حول عنقه يخنقه بعنف و يزمجر :
- يعني انت الحيوان اللي خدعها و رسم عليها انه بيحبها و خلاها تعيش كوابيس و اوهمها انه اغتصبها.... أسيل قالتلي كل حاجة عنك بس مرضيتش تقولي اسمك و يمكن انا عارف ليه عشان مأذيكش بس للاسف نهايتك هتكون على ايدي انا هقتلك عشان ارتاح كده كده هموت يعني مش فارقة.
حاول ابعاد يديه عنه لكنه لم يستطع بدأ لون بشرته يتحول للون الازرق دليلا على الاختناق فردد بصعوبة :
- انت فاكر انك لما تقتلني هترتاح...... أسيل هتكرهك جدا وهتفضل تكرهك حتى بعد موتك لانها بتحبني انا وبس و عمرها ما حبتك يا ليث... انا...
لم يستطع اكمال حديثه بسبب اختناقه ضغط ليث عليه اكثر لكن فجأة دخلت العساكر عندما رأوا ما يحدث و ابعدوا ليث عنه وهو يصرخ :
- سيبوووني.... انا لازم اقتله انا هقتل الحقير ده ابعدو عني !!!
وضع جاسر يديه على رقبته وهو ينهج و يسحب اكبر كمية من الهواء فقد كان على وشك شعرة من الموت لو تأخر العساكر دقيقة واحدة فقط كان سيصبح من الاموات الآن ! تحرك و خرج من الزنزانة و قال موجها كلامه لليث :
- هتندم على اللي عملته صدقني يا ليث.
ضرب القضبان بعنف و صرخ :
- لو كنت راجل مكنتش هتخاف مني كده بس اقسم بالله انت اللي هتندم وموتك هيبقى على ايديا فاااهم انا اللي هقتلك !!
ضحك جاسر بقوة وهتف :
- هتقتلني ازاي وانت مسجون كده و بعد اسبوع بالضبط هتموت بطريقة مهينة استسلم للواقع يا ليث انت هتموت من هنا وانا و أسيل نرجع لبعض...... مع السلامة يا ذئب هههههههه.
غادر المكان تاركا اياه يلكم الحائط عدة مرات وهو يلعن كل شيء من حوله اذا حبيب زوجته السابق هو نفسه جاسر كان امامه طوال الوقت وكان يتلاعب به مثلما فعلت أسيل جعلت من حبه لعبة و سخرت منه واستغبته لماذا كل هذا و الان هو بين القضبان عاجز عن فعل شيء سحقا !!
** من الناحية الاخرى.
علم الجميع بالحكم الذي اصدر على ليث انهارت زهرة و تم نقلها للمشفى و ذهبت معها فريدة بينما انصدمت أسيل وهي تدرك ان ما اخبره بها جاسر يتحقق و ليث سيأخذ الاعدام ظلما !!
تحركت وركبت سيارتها و انطلقت بها بسرعة وهي تبكي بهستيريا و كلام ذلك الحقير يتردد في اذنها توقفت فجأة واسندت رأسها على المقود و صاحت :
- انا لو انفصلت عن ليث مش هقدر اكمل حياتي ازاي ياربي هطلب منه الطلاق و ارجع لجاسر اللي مبكرهش حد زيه ازاي هعمل نفسي انانية و حبه مبيهمنيش و اتخلى عنه..... بس فنفس الوقت لو عملت كده ليث هيتحرر و هنقذه من الموت صحيح هو هيكرهني اوي بس مدام سلامته هي المقابل هقبل ب اي حاجة.
رن هاتفها فجأة وكانت مدركة جيدا من هو فتحت الخط و تمتمت :
- انا موافقة هطلب الطلاق من ليث و ارجعلك.... هعمل نفسي كمان اني مبحبوش و مش بتهمني غير مصلحتي بس في المقابل عايزة ليث يطلع من الحبس.
ابتسم بانتصار وتشدق ب :
- ولا يهمك يا قلبي اعملي اللي اتفقنا عليه و اوعدك انه هيطلع ف اسرع وقت.
- هما يومين مش اكتر !! هروحله النهارده و اطلب الطلاق و عايزاه يطلع بكره بالكتير فاهم !
هتفت بها في نبرة جامدة ليؤكد لها :
- اوعدك ان ليث هيطلع نفذي بس اللي قولتلك عليه و اه على فكرة هو بقى عارف اني انا حبيبك السابق.
جحظت عيناها بدهشة :
- نعم !! انت اللي قولتله !!
جاسر وهو يمرر يده على عنقه التي تحمل اثار اصابع ليث عندما كان يخنقه :
- انا قولتله كل حاجة وكمان عن انك كنتي خايفة عليا عشان كده مقولتيلوش عن اسمي وكمان عن انك هتطلبي منه الطلاق ف اسرع وقت يلا سهلتلك المهمة اهو باي ياحبيبتي.
اغلق الهاتف فصرخت أسيل وهي تشتمه و تلعنه :
- حقير سافل الله يلعنك و ياخدك يارب !!
مسحت دموعها و اتجهت للسجن الذي يوجد فيه ليث اخذت اذنا بالزيارة و عندما وصلت لزنزانته وجدته يقف موليا لها ظهره و ينظر للجدار بدون ان يتحرك اخذت نفسا عميقا ودعت ان يعطيها الله القوة لتفعل ما يجب عليها ثم نادته بخفوت :
- ليث.
فور سماع اسمها افاق من شروده و استدار لها و عندما رآها غمغم ببرود :
- ايوة خير ايه سر الزيارة الحلوة ديه ؟
ابتسمت بحزن و همست :
- انت عامل ايه ؟ ان شاء الله تطلع ف اسرع وقت.
همهم منتظرا بقية كلامها لتخفض رأسها و تهتف بصوت مرتجف :
- انا كنت عايزة..... احم انا جيتلك عشان اطلب ال... الطلاق.
نظر لها بسرعة و اعتقد انه يتوهم ما سمعه عقد حاجباه فتابعت بشجاعة :
- بص انا بتمنى بجد انك تطلع بس للاسف انت ضابط خاين و هتتعدم بعد اسبوع وانا مش عايزة ابقى ارملتك انا عايزة اسمي يكون بعيد عن اسمك.
ليث بعدم تصديق :
- انتي بتقولي ايه ؟ هو بجد فاكرة اني خاين و مش عايزة اسمك يرتبط ب اسمي !!
لم تستطع التعليق فتابع بشراسة :
- انتي ايييه فهميني ايه كل الحقارة اللي فيكي ديه.... انا عمري ماتخيلتك تكوني كده وبعدين خيانة ايه اللي بتتكلمي عليها وانتي اكبر خاينة شوفتها فحياتي كلها الاول خبيتي عليا قصتك مع حبيبك اللي طلع ف الاخير جاسر الكلب و مثلتي عليا دور المغتصبة وانك مش فيرجن و امبارح بس كنتي بتمثلي عليا الحب و الزعل و بتعيطي بس النهارده هههههه مش بيشرفك انك....
توقف عن كلامه عندما انفجرت باكية وهي تردد :
- بس بقى خلاص.... متعذبنيش اكتر من كده !! انت لازم تطلقني والنهارده قبل بكره انا مش عايزاك افهم !!
تحركت لتذهب لكنه امسك يدها و جذبها حتى التصقت في قضبان الزنزانة شهقت بخضة فهمس :
- هو اللي طلب منك تعملي كده صح..... ايه هو المقابل جاسر هيعمل ايه لو انفصلتي عني..... جاااوبي !!
انتفضت من صراخه فقالت :
- انا هعمل كل حاجة عشان تطلع من هنا يا ليث... و حبي ليك حقيقي و عمري مفكرت اخونك اوعى تنسى الجملة ديه.... انا بحبك وهفضل احبك ل اخر يوم فعمري بس ارجوك طلقني دلوقتي.
افلت يده و هز رأسه وهو يبتسم بسخرية :
- هههه الحب ده واضح اوي...... ماشي يا أسيل وافقت على الطلاق..... وورقتك بكره هتوصلك و هتتحرري مني ... !
الفصل السابع والعشرون ( الجزء الثاني ) : اعتقال !
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم بقي لحد البارت دا
















_______________________
رفعت نظرها له فتابع :
- متخافيش هتتطلقي ف اقرب وقت...... تقدري تروحي دلوقتي و شكرا على سؤالك عليا.
اغمضت عينيها بحرقة ونظرت له نظرة اخيرة و غادرت بينما وضع ليث قبضتيه على الحائط و اسند رأسه عليهما هامسا :
- انتي دايما بتوجعيني يا أسيل وانا بفضل ابرر تصرفاتك بس خلاص كفاية كده انا اكتفيت منك !
عندما خرجت أسيل تفاجأت بوجود جاسر مستندا على سيارتها قضبت حاجبيها و اتجهت اليه وقفت امامه و تشدقت بلهجة قوية :
- انت لحقتني ليه علشان تتأكد اني عملت اللي انت عايزه ؟
ابتسم جاسر :
- الصراحة اه ومفيش داعي تقوليلي عملتي ايه لان الدموع اللي ف عينيكي بتوضح اللي حصل جوا ها قوليلي بقيتي مطلقة ولا لسه ؟
- ورقة الطلاق هتوصل بكره.
- تمام و عشان عارف ان ليث بقى يكرهك اوي مش هيتردد ف انه يطلقك و هينفذ كلامه وانا كمان هنفذ كلامي..... اخرج بطاقة ذاكرة من جيبه و قال :
- الكرت ميموري ده فيه تسجيل لواحد بيقول انه عرف يتهم العميل السري ليث و هيتخلص منه بعد اسبوع و ان ده كان كله خطة عشان يلبسوه فقضية ملوش علاقة فيها وطبعا هوضح ان الشبكات المخترقة اللي ب اسم ليث كانت كلها مزيفة و مش هيفضل ساعة واحدة جوا الحبس...... الاول احلفي انك متقوليش الحقيقة و مترجعيلوش.
أسيل بسخط :
- انا لما اقول الكلام بنفذه ومش بكدب يعني مش هحلف عشان جنابك تصدق و ياريت انت تنفذ كلامك لان لو ليث مطلعش النهارده اقسم بربي هتندم وانت عارف اني مش ضعيفة ابدا و اقدر ائذيك من غير ما اتردد.
رمقها بإعجاب هاتفا :
- انا حبيتك بسبب قوة شخصيتك مش زي البنات اللي قبلك كانو كلهم ضعاف انتي رغم اللي حصلك مني مضعفتيش و اتجرأتي و ضربتيني 3 مرات كمان وعلشان تحمي ليث هتسبيه و تستحملي فراقه قليل اللي فشجاعتك ديه بس متقلقيش لما نرجع لبعض هتحسي بحبي و كرهك ليا هيتحول لحب من تاني.
لم تعلق على كلامه ذاك و رددت :
- ماشي انا رايحة دلوقتي اعمل اللي اتفقنا عليه يا جاسر.
تركته وركبت سيارتها و انطلقت بها بينما تنهد هو بارتياح و اتجه لمركز المخابرات و ادخل الشريحة في جميع الحواسيب و ذهب لغرفة مكتبه لتظهر بعد مدة المعلومات التي تبرئ ليث في حواسيب الجميع !!
الضابط زياد بسعادة :
- يعني كده ليث بريء يا سيادة اللواء انا كنت عارف انه مستحيل يكون كده حضرتك دلوقتي اتأكدت انه بريء !!
هز رأسه بإيجاب متمتما :
- الحمد لله ان براءته ظهرت انا كنت مصدوم من الاتهامات الموجهة ضده خاصة انه مدافعش عن نفسه زياد خد الدلائل ع المحكمة العسكرية ليث لازم يطلع النهارده قبل بكره.
- أمرك !
______________________
بعد مرور وقت طويل قضته أسيل في البكاء و الدعاء لليث انهت صلاتها وكانت تشعر بارتياح عجيب ابتسمت ثم ارتدت ملابس للخروج و اتجهت للمستشفى وتحديدا الى غرفة زهرة فبعد انهيارها ونقلها الى هناك لم تجد وقتا للسؤال عليها طرقت الباب ودلفت وجدت زهرة مستلقية على السرير و تبكي و فريدة جالسة بجانبها تهون عليها و فارس يجلس بعيدا عنهما بعض الشيء.......
لاحظت فريدة وحودها فقالت بعبوس :
- أسيل انتي كنتي فين ومبترديش على اتصالاتي ليه ؟.
اقتربت منها و اردفت :
- انا روحت اشوف ليث الصبح بعدين رجعت البيت وقعدت اصلي و ادعيله..... تابعت بحزن وهي ترى بكاء والدته :
- متعيطيش يا طنط انا متأكدة ان ليث هيطلع قريبا عشان هو بريء من التهم الموجهة ضده مش انتي اللي قولتيلي كده ؟؟
زهرة بدموع :
- بس ليث اتحكم عليه اعدام و الحكم هيتنفذ بعد اسبوع من دلوقتي ومحدش هيعرف يطلعه حتى هو مش راضي يدافع عن نفسه و رفض اطلب المساعدة من العيلة في المنصورة انا مش عارفة ليث بيفكر ازاي حياته فخطر ومع ذلك مستسلم بطريقة مس طبيعية.
فارس بتفكير :
- ممكن تكون في حاجة معينة في دماغه بيفكر فيها اقصد يعني ليث مش من النوع اللي بيستسلم و بروده ده غريب الا اذا كان فعلا.....
قاطعته أسيل بحدة :
- فارس الشخص اللي بيسيب حياته الطبيعية و بيسيب مدينته و عيلته و يتدرب و يعرض حياته للخطر اكتر من مرة وهو مش مجبور اصلا مستحيل يبقى خاين ليث وفي و مخلص لشغله جدا بس دايما الانسان الكويس هو اللي بيتعاقب على حاجة معملهاش وانا عارفة ان ليث نظيف و أمين مش خاين ومتأكدة انه هيطلع !!
- كويس طلعنا بنتوقع صح كمان اهو ؟
كان هذا صوتا رجوليا باردا تعرفه جيدا نبض قلبها بعنف و استدارت اليه لتهمس :
- ليث !!
_____________________
قبل ساعات.
كان يجلس داخل الزنزانة عندما جاء عسكري و قال :
- ضابط ليث تقدر تطلع دلوقتي.
رفع رأسه ونظر له بحدة :
- يعني ؟ مش انا محبوس هطلع ازاي ولا حصلت معجزة و اثبتو براءتي ؟
ظهر زياد وهو يضحك :
- هههههه لا مش معجزة تماما بس تقدر تقول كده...... مبروك اثبتو براءتك و قرار اخلاء السبيل جه من المحكمة من شويا.
رفع احدى حاجبيه بسخرية ثم انتصب واقفا و خرج من الزنزانة وهو يردد :
- ومين بقى اللي لقى الدلائل ؟
هز كتفيه بجهل :
- المعلومات جت من مصدر مجهول بس بينت الحقيقة..... احتضنه بقوة و اردف :
- انا مبسوط عشان رجعتلنا بالسلامة اسف مقدرتش اثبت براءتك لما حبسوك بس كنت متأكد من.....
لم يكمل كلامه لان ليث دفعه عنه و ذهب اتجها لمركز المخابرات و كان الكل بإنتظاره و بمجرد ان رآه اللواء حتى ابتسم :
- ليث اخيرا جيت تعالى.
تقدم منه وملامح وجهه جامدة استغرب البقية منه لانه من المفترض ان يكون سعيدا لكنهم فسروا الأمر بأنه متضايق قليلا منهم بسبب اتهامهم.
تنهد اللواء وربت على كتفه هامسا :
- بعتذر منك رغم اني كنت متأكد من براءتك بس مقدرتش اعمل حاجة اسف.
غمغم بصلابة وهو ينظر للجميع بعدائية :
- سيادة اللواء ديه هي القوانين ولو كنت مكانك كنت هعمل نفس اللي انت عملته...... بس بما اني بريء عرفتو بقى مين هو المجرم الحقيقي ؟
عبد الرحيم بجدية :
- لا لسه.
اومأ ورمق جاسر بطرف عينه هاتفا :
- هيتعرف قريبا انا متأكد ، بقدر اروح دلوقتي وصلتني اخبار ان امي في المشفى ولازم اروح اطمن عليها ؟
- طبعا بتقدر..... مستنيينك بكره يا ليث.
غادر الغرفة و خلفه زياد امسكه من كتفه وقال بتعجب :
- ليث انت مضايق مني ؟ ليه بتتجاهلني من ساعة ما شوفتني انا عملت حاجة غلط ؟!
توقف و استدار له فجأة :
- انت كنت بتعرف صح ؟
- اعرف ايه !!
اجابه بحدة وهو يجز على اسنانه :
- بخصوص علاقة صاحبك..... مع مراتي.
انصدم زياد من سؤاله ولم يدري ما يجب عليه قوله فهو لم يتوقع ان يتعرض لهذا الموقف بالذات ! تنحنح و رد عليه بارتباك :
- ااا... ايوة كنت عارف بس يعني....
مط شفته بتهكم وكاد يذهب لكن زياد اوقفه :
- اسمعني يا ليث اللي حصل كان من الماضي و جاسر هو اللي كان بيلف حوالين مراتك اه هي مشيت معاه بس كانت متحفظة جدا و مكنتش تسمحله يقرب منها صدقني أسيل بنت كويسة و بتحبك انت مشوفتهاش كانت بتعيط ازاي لما دخلت الحبس يمكن انت طلعت بفضل دعواتها اصلا.
رفع رأسه اليه و شرد في كلامه ليغمغم بقوة :
- مبقش ينفع حبها ليا انا هطلق أسيل بكره.
زياد بصدمة :
- انت بتقول ايه !! يا ليث اسمعني ااا.....
قطع كلامه عندما تركه و ذهب مسرعا كان جاسر يستمع لحديثها و عندما قال ليث بأنه سيطلقها ابتسم بخبث :
- الخطة نجحت..... دلوقتي أسيل هتبقى ليا و مجرد ما يطلقها هلبسه تهمة تانية هياخد فيها اعدام هههههه وبكده ابقى ضربت عصفورين بحجر واحد.
اتجه ليث للمستشفى مسرعا و سأل على اسم والدته ثم ركض لغرفتها وعندما فتح الباب سمع كلام أسيل عن انه بريء وهي واثقة به و سيخرج قريبا جدا...... رمقها بتهكم و غمغم بصوته الرجولي :
- كويس طلعنا بنتوقع صح كمان اهو ؟
انتفضت أسيل واستدار لتجده واقفا بشموخ امامها ابتسمت بسعادة و كادت تهرع له لتحتضنه لكنها توقفت فجأة بعد ان تداركت نفسها و تذكرت انه يجب عليها الابتعاد عنه....
زهرة بلهفة وهي لا تصدق انه امامها :
- ابني حبيبي انت هنا..... حاولت النهوض لكنه اسرع اليها و احتضنها بقوة هامسا :
- خفت عليكي جدا لما عرفت انك تعبتي ليه ضايقتي نفسك كده ها انتي عارفة ان ابنك قوي ومش هيموت الموتة ديه ليه بقى بتتعبي نفسك علشاني.
زهرة بدموع وهي تقبل كل انش من وجهه :
- يا حبيب امك هو انا ليا غيرك احبه و اخاف عليه انا كنت بموت كل دقيقة بس كنت بدعي القوة..... بس لما طلع الحكم بالاعدام فقدت قوتي كلها لمجرد تخيلي اني هخسرك الحمد لله انك طلعت من المشكلة ديه.
فارس بابتسامة :
- حمد لله على السلامة يا بطل قولنا بقى انت خرجت ازاي.
اخبرهم ليث بأنهم وجدوا معلومات اضافية اثبتت براءته و محاولة احدهم لتوريطه لذلك رفعت الاتهامات عنه بقيت زهرة تحتضنه و أسيل تراقبهما و تتمنى ان تكون مكانها ان تستمتع بحضنه قدر الامكان قبل ان يتطلقا صحيح انها ستتعذب لكن عذابها لا يهم بالمقارنة مع سلامته ، مسحت دموعها و استأذنت و خرجت من الغرفة لمحها ليث فخرج هو ايضا وجدها جالسة على احدى المقاعد ، وقف امامها و هتف ب :
- انتي كأنك مبسوطة عشان طلعت صح ؟
ابتسمت بوهن و اجابته :
- مشاعري مش مهمة يا ليث.
جلس بجانبها و مرر يده على وجنتها هامسا :
- مين اللي قالك ان مشاعرك مش مهمة بالنسبالي ؟
اغمضت عينيها وعادت نبضات قلبها تتصارع فيما بينها اقترب ليث منها اكثر حتى التصقت شفته بوجنتها.... همس وهو يغمض عيناه ايضا :
- العلاقة ديه هتنتهي بكره..... مش انتي اللي مكنتيش عايزة اسمك يرتبط ب اسم خاين ؟ هحررك من الاسم و العلاقة ديه.
شهقت من اقترابه و نهضت بسرعة لتبتعد عنه امسك ليث يدها و قال :
- انتي قولتي كمان انك هتعملي اي حاجة عشان حبك..... حتى انا يا أسيل بعمل اي حاجة عشان اللي بحبه..... و عشان اللي بكرهه كمان افضلي فاكرة الكلام ده كويس.
نظرت له بحيرة ثم سحبت يدها و غادرت المستشفى بأكملها زفر ليث بغضب و بعد فترة اخرج والدته و عادا للمنزل اما فارس و فريدة فذهبا لمنزلهما ايضا....
_____________________
كانت نور جالسة في غرفتها عندما دخل فارس وهو يتثاءب بتعب نهضت بسرعة و قالت بلهفة :
- انت جيت ليه اتأخرت كده ؟!
ابتسم فارس و امسك وجنتها بحنان :
- طول اليوم كنت من مكان لمكان ومرتحتش والله معلش مكنش قصدي اقلقك عليا.
نور بهمس :
- ولا يهمك..... اقعد ترتاح وانا هجهزلك الحمام اكيد تعبان وعايز تاخد شاور ، تحركت لتذهب لكنه امسك يدها مردفا بجدية :
- لا انا عايز اكلمك..... بخصوص الحادث اللي حصل معاكي من قبل انا لقيت الراجل اللي ضربك.
شهقت بصدمة هاتفة :
- بجد يا فارس انت لقيته !! طب خدته على القسم صح طيب هو قال مين اللي بعته ااا....
قاطعها باقتضاب :
- جاسر.... اخوكي جاسر هو اللي بعت الراجل ده يضربك ويقتلك البيبي عشان ينتقم مني اخوكي هو اللي قتل ابننا يا نور.
فتحت عيناها بذهول و تراجعت للخلف خطوة :
- انت بتقوى ايه ؟ ده مستحيل !!
هز فارس رأسه بنفي :
- الراجل ده انا علمته درس مش هينساه وكان صعب يتكلم بس بعد ما خد كام علقة مني اعترف ان جاسر المنشاوي هو للي ااا....
قاطعته نور بغضب وصوت عالي :
- كفاية كدب انا مش مصدقاك !! مستحيل اخويا يعمل فيا كده هو اه زعلان مني بس مستحيل يفكر يأذيني انت للدرجة ديه بتكرهه عايز تلبسله حاجة معملهاش عيب عليك انت مريض وواحد كداب فاهم !!
تفاجأ من عدائيتها و برر :
- انتي واعية لكلامك انا هفتري عليه ليه يعني فاكرة الكل زي اخوكي !!
رفعت اصبعها في وجهه بحدة محذرة :
- اوعى تغلط فيه مفهوم !! اصلا مش بعيد تكون انت اللي بعت الراجل عشان يضربني و بكده تكون خلصت انتقامك مع موت ابني.
و لثاني مرة تصعقه بكلامها وهي تتهمه أنه من تسبب في التعدي عليها و قتل طفلهما..... هز رأسه بعدم تصديق :
- انتي بتقولي الكلام ده معقول كرهي يوصل ل اني اقتل ابني انتي فاكرة اني حقير للدرجة ديه ؟ تابع بصراخ منفعل :
- انااا اصلاا مكنتش اعرف انك حااامل يا نوور ازاي تتهميني بالكدب و بالتعدي عليكي !!!
صمتت نور ولم تجب بل ادركت فداحة خطئها فتحت فمها لتبرر موقفها لكنه تركها و غادر الغرفة بل المنزل بأكمله وهو لا يزال غير مصدق لما سمعه من اتهامات مهينة و جارحة له زفرت نور بعصبية وهمست :
- هو انا هصدقك انت ولا اثق ف اخويا ولا اعمل ايه !! اوووف هو راح فين دلوقتي ده كان تعبان ومش قادر يتحرك وانا طلعته من البيت تاني .... بس معقول يكون جاسر هو... هو اللي عمل فيا كده !!
______________________
صباح اليوم التالي.
توقف بسيارته وترجل منها بكل قوة و دخل يمشي بخطوات متزنة شامخة ضربت له العساكر تعظيم سلام ليكمل سيره و يقتحم مكتب جاسر و يصفع الباب خلفه بعنف.
انتفض جاسر بخضة ولكن عندما رآه ابتسم باستفزاز :
- اهلا يا ذئب اتفضل خير باين عليك متنرفز !!
اتجه اليه بسرعة ليمسكه من ياقة قميصه و يسحبه ليقف امامه لكمه بعنف و صرخ :
- انت قلت ل أسيل ايييه !! فهمني انت ساومتها على حريتي عشان تطلب الطلاق صح !!
مسح الدماء العالقة على شفته و ارظف بضحكة :
- ههههه انت بتقول ايه هو انت بتحاول تداري خيبتك وتلزقها فيا افهم بقى أسيل بتحبني انا و لقتها فرصة لما دخلت الحبس بس الحظ حالفك وطلعت منه.
- هه الحظ اللي حالفني ولا انت اللي طالعتني زي ما تسببت فوجودي فيه..... انت هو اللي لبستلي التهم ديه صح ؟
لم يجب عليه فصاح ليث :
- انطق !! انت اللي دبرت الخطة ديه عشان ابين اني خاين و اتعدم جاوب يا جااااسر !!
ابعد يده عنه ودفعه بقوة وهو يزمجر :
- ايوة ايوة انا اللي عملت كده انا اللي خليتهم يفكروك عضو في المنظمة و انا اللي حطيت الهيروين في عربيتك !! عارف ليه لانك خدت مني كل حاجة شغلي و احترامي الناس كلها كانت بتعتمد عليا بس لما انت جيت خطفت الاضواء ليث هو اللي هكر الشبكات ليث هو اللي عرف اماكن تسليم الشحنات ليث ليث ليث حتى البنت اللي انا بحبها رفضتني عشانك هددتها بيك و حاولت اقتلك مرتين لما ضربتك بالنار ولما خبطتك الشاحنة ومع ذلك انت ممتش و أسيل مرضيتش تسيبك فضلت متمسكة بيك عشان كده انا زورت كل حاجة تدل على انك عضو في المنظمة و ساومتها بيك قولتلها سيبيه والا هيتعدم و هههههههه خطتي نجحت و أسيل انفصلت عنك !!
بقي ينظر له ببرود حتى سأله :
- و المنظمة ؟ انت هو صاحب المنظمة صح وانت اللي بتاجر في المخدرات و الاسلحة ؟
اجابه بحقد وهو يقترب منه :
- ايوة انا..... انا هو زعيم المنظمة السرية كلها وانا صاحب المخازن اللي انت كنت بتقتحمها هتعمل ايه دلوقتي ها انت مش هتعرف تثبت عليا اي حاجة.
نظر له ليث بصمت ثم ابتسم فجأة وربت على كتفه :
- انا مش هعملك حاجة لانك للاسف انت اللي عملت !!
عقد حاجبيه وقبل ان يتكلم اشار له ليث لكاميرات المراقبة بمكر :
- انت اعترفت بكل حاجة يا جاسر اقدر اقولك دلوقتي الف مبروك عليك !!
وفي نفس الوقت فتح الباب و دخل اللواء و الضباط و العساكر ليقول ليث بصلابة :
- انت رهن الاعتقال يا جاسر بتهمة تسييرك لمنظمة احرامية و محاولة قتلي اكتر من مرة !!
رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم بقي لحد البارت دا
_______________________
رفعت نظرها له فتابع :
- متخافيش هتتطلقي ف اقرب وقت...... تقدري تروحي دلوقتي و شكرا على سؤالك عليا.
اغمضت عينيها بحرقة ونظرت له نظرة اخيرة و غادرت بينما وضع ليث قبضتيه على الحائط و اسند رأسه عليهما هامسا :
- انتي دايما بتوجعيني يا أسيل وانا بفضل ابرر تصرفاتك بس خلاص كفاية كده انا اكتفيت منك !
عندما خرجت أسيل تفاجأت بوجود جاسر مستندا على سيارتها قضبت حاجبيها و اتجهت اليه وقفت امامه و تشدقت بلهجة قوية :
- انت لحقتني ليه علشان تتأكد اني عملت اللي انت عايزه ؟
ابتسم جاسر :
- الصراحة اه ومفيش داعي تقوليلي عملتي ايه لان الدموع اللي ف عينيكي بتوضح اللي حصل جوا ها قوليلي بقيتي مطلقة ولا لسه ؟
- ورقة الطلاق هتوصل بكره.
- تمام و عشان عارف ان ليث بقى يكرهك اوي مش هيتردد ف انه يطلقك و هينفذ كلامه وانا كمان هنفذ كلامي..... اخرج بطاقة ذاكرة من جيبه و قال :
- الكرت ميموري ده فيه تسجيل لواحد بيقول انه عرف يتهم العميل السري ليث و هيتخلص منه بعد اسبوع و ان ده كان كله خطة عشان يلبسوه فقضية ملوش علاقة فيها وطبعا هوضح ان الشبكات المخترقة اللي ب اسم ليث كانت كلها مزيفة و مش هيفضل ساعة واحدة جوا الحبس...... الاول احلفي انك متقوليش الحقيقة و مترجعيلوش.
أسيل بسخط :
- انا لما اقول الكلام بنفذه ومش بكدب يعني مش هحلف عشان جنابك تصدق و ياريت انت تنفذ كلامك لان لو ليث مطلعش النهارده اقسم بربي هتندم وانت عارف اني مش ضعيفة ابدا و اقدر ائذيك من غير ما اتردد.
رمقها بإعجاب هاتفا :
- انا حبيتك بسبب قوة شخصيتك مش زي البنات اللي قبلك كانو كلهم ضعاف انتي رغم اللي حصلك مني مضعفتيش و اتجرأتي و ضربتيني 3 مرات كمان وعلشان تحمي ليث هتسبيه و تستحملي فراقه قليل اللي فشجاعتك ديه بس متقلقيش لما نرجع لبعض هتحسي بحبي و كرهك ليا هيتحول لحب من تاني.
لم تعلق على كلامه ذاك و رددت :
- ماشي انا رايحة دلوقتي اعمل اللي اتفقنا عليه يا جاسر.
تركته وركبت سيارتها و انطلقت بها بينما تنهد هو بارتياح و اتجه لمركز المخابرات و ادخل الشريحة في جميع الحواسيب و ذهب لغرفة مكتبه لتظهر بعد مدة المعلومات التي تبرئ ليث في حواسيب الجميع !!
الضابط زياد بسعادة :
- يعني كده ليث بريء يا سيادة اللواء انا كنت عارف انه مستحيل يكون كده حضرتك دلوقتي اتأكدت انه بريء !!
هز رأسه بإيجاب متمتما :
- الحمد لله ان براءته ظهرت انا كنت مصدوم من الاتهامات الموجهة ضده خاصة انه مدافعش عن نفسه زياد خد الدلائل ع المحكمة العسكرية ليث لازم يطلع النهارده قبل بكره.
- أمرك !
______________________
بعد مرور وقت طويل قضته أسيل في البكاء و الدعاء لليث انهت صلاتها وكانت تشعر بارتياح عجيب ابتسمت ثم ارتدت ملابس للخروج و اتجهت للمستشفى وتحديدا الى غرفة زهرة فبعد انهيارها ونقلها الى هناك لم تجد وقتا للسؤال عليها طرقت الباب ودلفت وجدت زهرة مستلقية على السرير و تبكي و فريدة جالسة بجانبها تهون عليها و فارس يجلس بعيدا عنهما بعض الشيء.......
لاحظت فريدة وحودها فقالت بعبوس :
- أسيل انتي كنتي فين ومبترديش على اتصالاتي ليه ؟.
اقتربت منها و اردفت :
- انا روحت اشوف ليث الصبح بعدين رجعت البيت وقعدت اصلي و ادعيله..... تابعت بحزن وهي ترى بكاء والدته :
- متعيطيش يا طنط انا متأكدة ان ليث هيطلع قريبا عشان هو بريء من التهم الموجهة ضده مش انتي اللي قولتيلي كده ؟؟
زهرة بدموع :
- بس ليث اتحكم عليه اعدام و الحكم هيتنفذ بعد اسبوع من دلوقتي ومحدش هيعرف يطلعه حتى هو مش راضي يدافع عن نفسه و رفض اطلب المساعدة من العيلة في المنصورة انا مش عارفة ليث بيفكر ازاي حياته فخطر ومع ذلك مستسلم بطريقة مس طبيعية.
فارس بتفكير :
- ممكن تكون في حاجة معينة في دماغه بيفكر فيها اقصد يعني ليث مش من النوع اللي بيستسلم و بروده ده غريب الا اذا كان فعلا.....
قاطعته أسيل بحدة :
- فارس الشخص اللي بيسيب حياته الطبيعية و بيسيب مدينته و عيلته و يتدرب و يعرض حياته للخطر اكتر من مرة وهو مش مجبور اصلا مستحيل يبقى خاين ليث وفي و مخلص لشغله جدا بس دايما الانسان الكويس هو اللي بيتعاقب على حاجة معملهاش وانا عارفة ان ليث نظيف و أمين مش خاين ومتأكدة انه هيطلع !!
- كويس طلعنا بنتوقع صح كمان اهو ؟
كان هذا صوتا رجوليا باردا تعرفه جيدا نبض قلبها بعنف و استدارت اليه لتهمس :
- ليث !!
_____________________
قبل ساعات.
كان يجلس داخل الزنزانة عندما جاء عسكري و قال :
- ضابط ليث تقدر تطلع دلوقتي.
رفع رأسه ونظر له بحدة :
- يعني ؟ مش انا محبوس هطلع ازاي ولا حصلت معجزة و اثبتو براءتي ؟
ظهر زياد وهو يضحك :
- هههههه لا مش معجزة تماما بس تقدر تقول كده...... مبروك اثبتو براءتك و قرار اخلاء السبيل جه من المحكمة من شويا.
رفع احدى حاجبيه بسخرية ثم انتصب واقفا و خرج من الزنزانة وهو يردد :
- ومين بقى اللي لقى الدلائل ؟
هز كتفيه بجهل :
- المعلومات جت من مصدر مجهول بس بينت الحقيقة..... احتضنه بقوة و اردف :
- انا مبسوط عشان رجعتلنا بالسلامة اسف مقدرتش اثبت براءتك لما حبسوك بس كنت متأكد من.....
لم يكمل كلامه لان ليث دفعه عنه و ذهب اتجها لمركز المخابرات و كان الكل بإنتظاره و بمجرد ان رآه اللواء حتى ابتسم :
- ليث اخيرا جيت تعالى.
تقدم منه وملامح وجهه جامدة استغرب البقية منه لانه من المفترض ان يكون سعيدا لكنهم فسروا الأمر بأنه متضايق قليلا منهم بسبب اتهامهم.
تنهد اللواء وربت على كتفه هامسا :
- بعتذر منك رغم اني كنت متأكد من براءتك بس مقدرتش اعمل حاجة اسف.
غمغم بصلابة وهو ينظر للجميع بعدائية :
- سيادة اللواء ديه هي القوانين ولو كنت مكانك كنت هعمل نفس اللي انت عملته...... بس بما اني بريء عرفتو بقى مين هو المجرم الحقيقي ؟
عبد الرحيم بجدية :
- لا لسه.
اومأ ورمق جاسر بطرف عينه هاتفا :
- هيتعرف قريبا انا متأكد ، بقدر اروح دلوقتي وصلتني اخبار ان امي في المشفى ولازم اروح اطمن عليها ؟
- طبعا بتقدر..... مستنيينك بكره يا ليث.
غادر الغرفة و خلفه زياد امسكه من كتفه وقال بتعجب :
- ليث انت مضايق مني ؟ ليه بتتجاهلني من ساعة ما شوفتني انا عملت حاجة غلط ؟!
توقف و استدار له فجأة :
- انت كنت بتعرف صح ؟
- اعرف ايه !!
اجابه بحدة وهو يجز على اسنانه :
- بخصوص علاقة صاحبك..... مع مراتي.
انصدم زياد من سؤاله ولم يدري ما يجب عليه قوله فهو لم يتوقع ان يتعرض لهذا الموقف بالذات ! تنحنح و رد عليه بارتباك :
- ااا... ايوة كنت عارف بس يعني....
مط شفته بتهكم وكاد يذهب لكن زياد اوقفه :
- اسمعني يا ليث اللي حصل كان من الماضي و جاسر هو اللي كان بيلف حوالين مراتك اه هي مشيت معاه بس كانت متحفظة جدا و مكنتش تسمحله يقرب منها صدقني أسيل بنت كويسة و بتحبك انت مشوفتهاش كانت بتعيط ازاي لما دخلت الحبس يمكن انت طلعت بفضل دعواتها اصلا.
رفع رأسه اليه و شرد في كلامه ليغمغم بقوة :
- مبقش ينفع حبها ليا انا هطلق أسيل بكره.
زياد بصدمة :
- انت بتقول ايه !! يا ليث اسمعني ااا.....
قطع كلامه عندما تركه و ذهب مسرعا كان جاسر يستمع لحديثها و عندما قال ليث بأنه سيطلقها ابتسم بخبث :
- الخطة نجحت..... دلوقتي أسيل هتبقى ليا و مجرد ما يطلقها هلبسه تهمة تانية هياخد فيها اعدام هههههه وبكده ابقى ضربت عصفورين بحجر واحد.
اتجه ليث للمستشفى مسرعا و سأل على اسم والدته ثم ركض لغرفتها وعندما فتح الباب سمع كلام أسيل عن انه بريء وهي واثقة به و سيخرج قريبا جدا...... رمقها بتهكم و غمغم بصوته الرجولي :
- كويس طلعنا بنتوقع صح كمان اهو ؟
انتفضت أسيل واستدار لتجده واقفا بشموخ امامها ابتسمت بسعادة و كادت تهرع له لتحتضنه لكنها توقفت فجأة بعد ان تداركت نفسها و تذكرت انه يجب عليها الابتعاد عنه....
زهرة بلهفة وهي لا تصدق انه امامها :
- ابني حبيبي انت هنا..... حاولت النهوض لكنه اسرع اليها و احتضنها بقوة هامسا :
- خفت عليكي جدا لما عرفت انك تعبتي ليه ضايقتي نفسك كده ها انتي عارفة ان ابنك قوي ومش هيموت الموتة ديه ليه بقى بتتعبي نفسك علشاني.
زهرة بدموع وهي تقبل كل انش من وجهه :
- يا حبيب امك هو انا ليا غيرك احبه و اخاف عليه انا كنت بموت كل دقيقة بس كنت بدعي القوة..... بس لما طلع الحكم بالاعدام فقدت قوتي كلها لمجرد تخيلي اني هخسرك الحمد لله انك طلعت من المشكلة ديه.
فارس بابتسامة :
- حمد لله على السلامة يا بطل قولنا بقى انت خرجت ازاي.
اخبرهم ليث بأنهم وجدوا معلومات اضافية اثبتت براءته و محاولة احدهم لتوريطه لذلك رفعت الاتهامات عنه بقيت زهرة تحتضنه و أسيل تراقبهما و تتمنى ان تكون مكانها ان تستمتع بحضنه قدر الامكان قبل ان يتطلقا صحيح انها ستتعذب لكن عذابها لا يهم بالمقارنة مع سلامته ، مسحت دموعها و استأذنت و خرجت من الغرفة لمحها ليث فخرج هو ايضا وجدها جالسة على احدى المقاعد ، وقف امامها و هتف ب :
- انتي كأنك مبسوطة عشان طلعت صح ؟
ابتسمت بوهن و اجابته :
- مشاعري مش مهمة يا ليث.
جلس بجانبها و مرر يده على وجنتها هامسا :
- مين اللي قالك ان مشاعرك مش مهمة بالنسبالي ؟
اغمضت عينيها وعادت نبضات قلبها تتصارع فيما بينها اقترب ليث منها اكثر حتى التصقت شفته بوجنتها.... همس وهو يغمض عيناه ايضا :
- العلاقة ديه هتنتهي بكره..... مش انتي اللي مكنتيش عايزة اسمك يرتبط ب اسم خاين ؟ هحررك من الاسم و العلاقة ديه.
شهقت من اقترابه و نهضت بسرعة لتبتعد عنه امسك ليث يدها و قال :
- انتي قولتي كمان انك هتعملي اي حاجة عشان حبك..... حتى انا يا أسيل بعمل اي حاجة عشان اللي بحبه..... و عشان اللي بكرهه كمان افضلي فاكرة الكلام ده كويس.
نظرت له بحيرة ثم سحبت يدها و غادرت المستشفى بأكملها زفر ليث بغضب و بعد فترة اخرج والدته و عادا للمنزل اما فارس و فريدة فذهبا لمنزلهما ايضا....
_____________________
كانت نور جالسة في غرفتها عندما دخل فارس وهو يتثاءب بتعب نهضت بسرعة و قالت بلهفة :
- انت جيت ليه اتأخرت كده ؟!
ابتسم فارس و امسك وجنتها بحنان :
- طول اليوم كنت من مكان لمكان ومرتحتش والله معلش مكنش قصدي اقلقك عليا.
نور بهمس :
- ولا يهمك..... اقعد ترتاح وانا هجهزلك الحمام اكيد تعبان وعايز تاخد شاور ، تحركت لتذهب لكنه امسك يدها مردفا بجدية :
- لا انا عايز اكلمك..... بخصوص الحادث اللي حصل معاكي من قبل انا لقيت الراجل اللي ضربك.
شهقت بصدمة هاتفة :
- بجد يا فارس انت لقيته !! طب خدته على القسم صح طيب هو قال مين اللي بعته ااا....
قاطعها باقتضاب :
- جاسر.... اخوكي جاسر هو اللي بعت الراجل ده يضربك ويقتلك البيبي عشان ينتقم مني اخوكي هو اللي قتل ابننا يا نور.
فتحت عيناها بذهول و تراجعت للخلف خطوة :
- انت بتقوى ايه ؟ ده مستحيل !!
هز فارس رأسه بنفي :
- الراجل ده انا علمته درس مش هينساه وكان صعب يتكلم بس بعد ما خد كام علقة مني اعترف ان جاسر المنشاوي هو للي ااا....
قاطعته نور بغضب وصوت عالي :
- كفاية كدب انا مش مصدقاك !! مستحيل اخويا يعمل فيا كده هو اه زعلان مني بس مستحيل يفكر يأذيني انت للدرجة ديه بتكرهه عايز تلبسله حاجة معملهاش عيب عليك انت مريض وواحد كداب فاهم !!
تفاجأ من عدائيتها و برر :
- انتي واعية لكلامك انا هفتري عليه ليه يعني فاكرة الكل زي اخوكي !!
رفعت اصبعها في وجهه بحدة محذرة :
- اوعى تغلط فيه مفهوم !! اصلا مش بعيد تكون انت اللي بعت الراجل عشان يضربني و بكده تكون خلصت انتقامك مع موت ابني.
و لثاني مرة تصعقه بكلامها وهي تتهمه أنه من تسبب في التعدي عليها و قتل طفلهما..... هز رأسه بعدم تصديق :
- انتي بتقولي الكلام ده معقول كرهي يوصل ل اني اقتل ابني انتي فاكرة اني حقير للدرجة ديه ؟ تابع بصراخ منفعل :
- انااا اصلاا مكنتش اعرف انك حااامل يا نوور ازاي تتهميني بالكدب و بالتعدي عليكي !!!
صمتت نور ولم تجب بل ادركت فداحة خطئها فتحت فمها لتبرر موقفها لكنه تركها و غادر الغرفة بل المنزل بأكمله وهو لا يزال غير مصدق لما سمعه من اتهامات مهينة و جارحة له زفرت نور بعصبية وهمست :
- هو انا هصدقك انت ولا اثق ف اخويا ولا اعمل ايه !! اوووف هو راح فين دلوقتي ده كان تعبان ومش قادر يتحرك وانا طلعته من البيت تاني .... بس معقول يكون جاسر هو... هو اللي عمل فيا كده !!
______________________
صباح اليوم التالي.
توقف بسيارته وترجل منها بكل قوة و دخل يمشي بخطوات متزنة شامخة ضربت له العساكر تعظيم سلام ليكمل سيره و يقتحم مكتب جاسر و يصفع الباب خلفه بعنف.
انتفض جاسر بخضة ولكن عندما رآه ابتسم باستفزاز :
- اهلا يا ذئب اتفضل خير باين عليك متنرفز !!
اتجه اليه بسرعة ليمسكه من ياقة قميصه و يسحبه ليقف امامه لكمه بعنف و صرخ :
- انت قلت ل أسيل ايييه !! فهمني انت ساومتها على حريتي عشان تطلب الطلاق صح !!
مسح الدماء العالقة على شفته و ارظف بضحكة :
- ههههه انت بتقول ايه هو انت بتحاول تداري خيبتك وتلزقها فيا افهم بقى أسيل بتحبني انا و لقتها فرصة لما دخلت الحبس بس الحظ حالفك وطلعت منه.
- هه الحظ اللي حالفني ولا انت اللي طالعتني زي ما تسببت فوجودي فيه..... انت هو اللي لبستلي التهم ديه صح ؟
لم يجب عليه فصاح ليث :
- انطق !! انت اللي دبرت الخطة ديه عشان ابين اني خاين و اتعدم جاوب يا جااااسر !!
ابعد يده عنه ودفعه بقوة وهو يزمجر :
- ايوة ايوة انا اللي عملت كده انا اللي خليتهم يفكروك عضو في المنظمة و انا اللي حطيت الهيروين في عربيتك !! عارف ليه لانك خدت مني كل حاجة شغلي و احترامي الناس كلها كانت بتعتمد عليا بس لما انت جيت خطفت الاضواء ليث هو اللي هكر الشبكات ليث هو اللي عرف اماكن تسليم الشحنات ليث ليث ليث حتى البنت اللي انا بحبها رفضتني عشانك هددتها بيك و حاولت اقتلك مرتين لما ضربتك بالنار ولما خبطتك الشاحنة ومع ذلك انت ممتش و أسيل مرضيتش تسيبك فضلت متمسكة بيك عشان كده انا زورت كل حاجة تدل على انك عضو في المنظمة و ساومتها بيك قولتلها سيبيه والا هيتعدم و هههههههه خطتي نجحت و أسيل انفصلت عنك !!
بقي ينظر له ببرود حتى سأله :
- و المنظمة ؟ انت هو صاحب المنظمة صح وانت اللي بتاجر في المخدرات و الاسلحة ؟
اجابه بحقد وهو يقترب منه :
- ايوة انا..... انا هو زعيم المنظمة السرية كلها وانا صاحب المخازن اللي انت كنت بتقتحمها هتعمل ايه دلوقتي ها انت مش هتعرف تثبت عليا اي حاجة.
نظر له ليث بصمت ثم ابتسم فجأة وربت على كتفه :
- انا مش هعملك حاجة لانك للاسف انت اللي عملت !!
عقد حاجبيه وقبل ان يتكلم اشار له ليث لكاميرات المراقبة بمكر :
- انت اعترفت بكل حاجة يا جاسر اقدر اقولك دلوقتي الف مبروك عليك !!
وفي نفس الوقت فتح الباب و دخل اللواء و الضباط و العساكر ليقول ليث بصلابة :
- انت رهن الاعتقال يا جاسر بتهمة تسييرك لمنظمة احرامية و محاولة قتلي اكتر من مرة !!
