رواية حور الشيطان الفصل السابع 7 بقلم ملاك محمد
بارت 7





قاد بيجاد سيارته متوجها الي المشفى التي بها حور و نيران الغضب تتأجج به
اما عند عاصي و حور ، ما أن وصلوا الي المشفى و توجهوا الي زياد لرؤيته
رحب بها زياد بحرارة ، فنظرت هي له فوجدته شاب وسيم للغايه ، فلم تتعجب من هذا ، فأصبح هذا متوقع ، فبالنهايه هو اخو الشيطان و من المؤكد أنه قد اخذ بعضا من جماله ، تصنعت حور الألم
فدلف معها الي غرفة الكشف و طلبت من عاصي و منار أن يبقوا خارجاً ، أخذت حور تتجاذب الحديث معه و تلومه علي عدم مجيئه لرؤيتها، ما أن فاقت و جعلها تتعرف به، بما انه عمها
، فأخبرها بأسفه و أنه قد قرر المجئ لها و لكنها سابقته بالمجئ معه ، و م ثم قالت
حور بخبث :: رجلي هتبقى كويسة يا زياد ، عايزه اقدر أحضر خطوبة منار
صطدم زياد مما يسمع و قال بحدة واضحهزياد :: خطوبة مين ؟؟!! منار و دا من أمتي و ليه مفيش حد قالي
حور :: الحقيقة هو لسه مفيش حاجة تمت ، دا واحد شاف منار و معجب بيها
و حابب انه يتقدملها ، و لسه طنط علياء هتشوف رأي منار ، و أعتقد أن منار مش هترفض
خاصة أنه شاب وسيم و من عيلة و كمان اعجب بيها وحبها
شعر زياد بالغضب و نيران تندلع بقلبه ، ماذا أي عريس هذا
قد يأخذ منه صغيرته منار ، التي لطالما اهتم بها في صغره ، و طالما كانت معلقة به
و هنا و انتبه الي حديثه :: صغيرته منار ، أهذا يعني أنه لطالما أحبها ، إذا ما كان حبه
لحوريه ، تذكر حينما رقصت مع أسد و كم اغضبه هذا ، لقد شعر بالغيرة عليها
هل من الممكن أن يخسرها و تصبح لرجلا آخر ، كلا لن يحدث ابدا ، لن يخسرها
نظر لحور و قال::: حور رجليكي كويسة مفيش فيها حاجه ، التواء بسيط ، هدخلك عاصي
يساعدك و انا هتكلم مع منار شويه ، لتومئ له برأسها ، و ما أن استدار حتي ابتسمت علي خطتها و ذكائها ،فيبدو انه الآخر كان يحبها و لا يعلم .
بينما ما أن خرج زياد ، حتي أخبر عاصي انها بخير و أن عليه الدلوف لمساعدتها ، فدلف عاصي و ما أن فعل و أوشكت منار علي اللحاق به ، حتي امسكها زياد من ذراعها و جذبها معه الي غرفة مكتبه ، تحت دهشتها من فعلته ، ليدلف بها الي الغرفه ، و يغلق الباب خلفه ، ثم ينظر لها و يقول بوجه حاد الملامح
زياد ::- انتى عارفه أن جيلك عريس و أنه شافك و معجب بيكي
لتستغرب منار من حديثه و سؤاله هذا و تنظر نحوه بدهشه ، فيتابع قائلاً
زياد :: ردي عليا انتي عارفه و يا ترى هتوافقي عليه
منار :: انا معرفش حاجه عن الكلام دا ؟؟ ، مين قالك و ليه بتسأل؟؟
زياد بعصبيه :: مين اللى قالي مش مهم ، و يسأل ليه ، لأنك مش هتوافقي عليه يا منار فاهمه؟؟
لتشعر منار بالغضب من طريقته هذه في الحديث معها ،فتقول بحدة
منار :: أوافق أو أرفض انا حره ، و دا مش يخصك
زياد ::لا انتي مش حرة و يخصني لأنك ليا انا و مستحيل تكوني لغيري يا منار
لتصدم منار و ترمقه منار بنظرات دهشه من حديثه ، بينما هو اخذ يقترب منها ، لترتعد هي للخلف
حتي اصطدمت بالحائط من خلفها ، بينما هو اقترب الي ان لم يبقي بينهم إلا أنشأ واحد
و قال بنبرة هامسه :: يخصني يا منار لأني بحبك ، ايوا بحبك من و انتي صغيره ، و كنت غبي
و مش عارف ، لحد ما حسيت انى ممكن اخسرك ، وقتها قلبي رفض الفكره
و أدركت اني ما حبتش غيرك و انتي يا منار ايه إحساسك ليه ، بتحبيني ؟؟
لترتجف منار من قربه هذا و حديثه التي لطالما تمنت أن تسمعه ، فلم تدرك اذا كان حلم من أحلامها أم واقع ، شعرت بقلبها يخفق عالياً ، بينما هو شعر أنها لا ترفضه و إنما ربما هناك مشاعر أيضا بداخلها له و أراد التأكد أكثر ، فأقترب بوجهة أكثر قاطعا أي فاصل بينهما انحني و لمس شفتيها بشفتيه ، فأطاحت شفتيها بعالمه ، بينما هي شعرت بتزلزل الأرض من تحتها و قلبها الذي أصبح كالطبل من فرط ما شعر بها0 ، ابتعد عنها ، فرأها مغمضة العين ترتجف ، فأبتسم حينما تأكد انها تكن له ما يكنه لها ، فقال
زياد :: خلاص انا اخدت جوابي و قريب جدا هطلبك من أكرم يا مناري ، فتحي عيونك
لتفتح منار أعينها و تطالعه بتيهه و بدون وعي ، لتترنح هي، فيقهق هو عليها و يقول
زياد:: في إيه يا بنتي ، مش كانت بوسة دي ، هو انا اديتك حقنة بنج ، أجمدي كده الله يخربيتك ، امال هتعملي ايه لما نتجوز و يجذبها لتجلس علي احدي المقاعد ، بينما لا يستطيع التوقف عن الابتسام عليها ، لتدارك هي نفسها ،و تذهب من أمامه مسرعة
ليقهق بشده عليها ، و يؤنب نفسه علي عدم الشعور بها سابقاً
بينما ما أن دلف عاصي الي الغرفه و التفت ليرى منار ، لتقول له حور بينما تشير إليه أن يأتي
حور :: تعالى تعالى، مش هنا ، زياد خطفها و راح يكلمها كلمتين مهمين ، الظاهر هيعترف لها بحبه دلوقتي
عاصي بذهول :: انتي بتتكلمي جد ، انتى لحقتي ،دا انا قولت قدمنا مشوار ، تيجي من نص ساعه و تأثرى عليه، قولي لي قولتيله ايه ، سحرتيه
حور بغرور بينما تربت علي كتفه :: يا بني دا انا الحور و ليا تأثيري
عاصي بقهقه و اندهاش :: قولي يا مصيبة ، قولتيله أية
حور بينما تزم شفتيها :: ولا حاجه ، قولتله أن منار جايلها عريس و معجب بيها
و الظاهر أن هو كمان كان بيحبها و مش عارف ، فلما حس أن راجل تاني هيخدها منه
ف فاق لما حس انه هيخسرها ، هو بس كان محتاج دفعه قويه .
عاصي بينما يقترب منها و يقرص وجنتيها الاثنان معا و يقول
عاصي:: انتي مصيبة ، احلي مصيبة شفتها في حياتي و يقبل كلا وجنتيها
ليدلف الوحش الضاري و يشهد هذا المشهد ، فتتأجج نيران في قلبه و تقذف عيناه علي هيئة حمم بركانية
كافيه بأصهار الصلب ، ليصدح صوته غاضباً ::: عااااااصي ، ليتفاجئ كلا من هما من وجوده ، فيبتعد عاصي عنها و يستدير عاصي ليطالعه فيشعر بالخطر من هذا الوحش الضاري الذي سوف يفتك به لا محال ، فأرتد مبتعدا ما ان إلتهم هو المسافة بينهم و اقترب منه بغضب عارم ، لينقذه دخول كلا من منار و خلفها زياد ، ليحاول بيجاد كتم غضبه عنه و يضغط علي قبضة يده بشده ، ليقترب زياد منه و يعانقه ، فقد مضي الكثير علي آخر مره فيها التقوا ،و يطمنه علي حور و قدمها ، بينما هو كان يرمقهم بنظراته الغاضبة د، و التي ارعبت حور منه ، و كذلك عاصي حمد الله على دولفهم في الوقت المناسب ، فلا رغبة له بالعراك معه الآن ، فالعراك معه قادم لا محال منه ، و لكن عليه أن يكون مستعدا ،
بينما بيجاد ظلا يطالعهم بغضب حتي زياد حدثه قائلا
زياد :: بيجاد كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ، ياريت تيجي معايا المكتب شويه
حور بمرح:: قول يا زيزو هنا من غير ما تتكسف ، احنا عارفين انت عايزه في ايه ، ولا تحب أكون أنا ولية أمرك و اتكلم بالنيابة عنك . ثم توجه نظرها لبيجاد
و تقول :: بص يا بيجادو ، بأعتبار زياد بيكون عمي و انا بنت أخوه اللى لحد الان مش مستوعب الفكره انك بابا و أن انا بنتك ، بس ما علينا ، انا بطلب ايد منار لعمو زياد ، و ياريت تكون مناصر للحب ،لأن منار بتعشق زياد و زياد كان أهبل و مش عارف انه بيحبها،و انا جيت اديت مهمتي و اديته الدافع ليفهم حقيقة حبه و وفقت عروسان في الحلال و مش محتاجه شكر ، انا بس بتمنلكم السعاده ، ليصدم زياد من حديثها و ينفجر ضاحكا ، فهي لم تتغير أبداً، و كذلك عاصي الذي
قال:: لي حق اقول عليكي مصيبة حلو و أبوس خدودك دي و احسده عليكي ولا لا ، انتي كارثة ، احلي كارثه في حياتنا
لتتعالي قهقة حور بينما تقول بمرح :: يا بني انتم من غيرى ضايعين ، انا كيوبيد الحب في العيله دي
و تتابع بينما تغمز لعاصي:: و هجمع كل القلوب العاشقة لبعضها قريب ، و طبعاً لم تخفي تلك الغمزه علي ذاك الوحش الضارى ، الذي اقترب منها حد الخطر ، و وضع يديه علي كتفيها بقوه ، بينما يقول
بيجاد بحدة :: و يا تري مين هما القلوب العاشقة إللي في العيله دي غير زياد و منار ، افيديني يا حور
مش يمكن اساعدك علي تجميعهم
لتلوي حور ثغرها ، بينما تحدث نفسها بصوت مسموع كالعادة :: قصدك تفرفهم ، هو انا هبله اقولك ، عمرك شفت شيطان بيجمع قلوب ، دا بيحطمهم بس ، يا جدع كنت ساعدت نفسك ، بدل ما انت عازب لحد دلوقت .
ليستمع لها الجميع ، و يعي عاصي أنها كانت تظن أنها تحادث نفسها مثله ، فتلك الصغيره تشبهه كثيرًا
فينظر نحوها و يقول :: هو انتي فاكره ان مش سمع كل كل كلمه قولتيها انتي دلوقتي يا مصيبة ، كلنا سمعنا قولتي اية ، استلقي وعدك بقا ، لتستدير حور بوجهها له ، فتطالع لهب أزرق مشتعل و ليست عينان أبداً ، لو كانت قدمها بخير الآن لفرت هاربة منه لا محال ، أما الآن فهي عالقة تحت براثنه و ربما ستهلك لا محال ، لتحاول ادعاء القوه و أنها لا تهابه، بينما بداخلها ترتجف من غضبه، و تقول بينما تزدرد ريقها و تحاول إضافة جو من المرح :: هو انا مش هبطل العاده اللى موديني في داهية دي ، انا يعني كان قصدي انت ، ايوه انت ، عايزين نجمع قلبك مع مزة حلوه كده و تبقي مرات آب شريرة و تعذبنا و يجي لي أنا و حورية الأمير الوسيم إللي هينقذنا من عذابها ،
بينما هو احتدت نظراته أكثر من حديثها و نظرات الغضب و الألم امتزجت معا بعيناه ،
لتطالعة هي فتجد أن نظراته أحتدت أكثر ،
فتقول :: هو انت بترعب كده ليه ، انا بهزر والله ، هو انت مش بتعرف تضحك ، إلحقني يا عاصى انت و زياد ، لتقترب منار التي كانت تشعر بالخجل و الامتنان من حور منذ قليل ، و التي لاحظت نظرات عمها المتألمه أكثر من الغاضبة و التي أن طالت حور ، ستؤدي بها لا محال ، فهو بات وحش مجروح القلب ، قد يفتك بمن يقع تحت براثنه ،لتقف بجانبها ، بينما تقول
منار :: خلاص يا عمو ، انت عارف انها مجنونه و بتهزر ، دا طبعها و متعودين عليه ،
حور :: اه و الله مجنونه ، بس سبني كده و أبعد عني ، تعالي يا عاصي شيلني و روحني من قدامه
ليصدم بيجاد و يقول بغضب :: نعم يشيلك ، ازاي ، هو انتي جيت هنا و الأستاذ كان شيلك
حور ببلاهه ،فهي لم تدرك بعد أنه يغار و قد يفتك بها :: اه طبعا ، هو انت مش ملاحظ أن رجلي تعباني و مش قادرة امشي عليها ولا ايه ، آمال يعني هنزل سلم القصر و اركب العربيه ازاي ، فطبيعي
يعني أنه يشلني
عاصي :: الله يخربيتك يا حور ، انا اخرتي هتكون بسببك و علي ايد ابوكي
ليتملك الغضب منه و يتلبسه شيطانة و يقول :: و انا شايف انك بقيتي كويسة و تقدري تمشي عليها ، علشان كده ، هتمشي لوحدك يا حور ، و مفيش حد هيساعدك ، يلا انزلي قدامي أحسنلك، لأني جبت أخري منك ، و انت بقى حسابك معايا بعدان يا عاصي
عاصي :: عادي متوقع أن اخرتي علي ايديك في يوم من الايام بسبب بناتك
ليرمقه بنظرة غيظ و يقول :: بالظبط ، لو مش بعدت عنهم ، اتأكد أنها قريبه
تم يتوجه بنظره الي زياد و يقول :: انا هكلم أكرم في الموضوع و نحدد ميعاد تيجي انت و ماما و الدكتور أدهم تطلبوها رسمي ، ليسعد قلب زياد و ينظر لمنار بينما يغمز لها بعينيه مع ابتسمه ، لتخجل هي
لينظر بيجاد لحور و يقول :: اتفضلي أنزلي يلا
حور :: رجلي بتوجعني جدا مش هقدر امشي عليها
بيجاد :: لا هتقدري يا حور ، يلا اتفضلي أنزلي من علي سرير الكشف
عاصي :: يا بيجاد ، حور مش هتقدر تمشي عليها
بيجاد :: أبعد يا عاصي و أظن أن الموضوع بيني و بينها ، ما يخصكش ثم يتابع بحدة يلا انزلى
لتستجيب له حور و تحاول أن تنزل و ما أن بدأت تضغط علي قدمها ،حتي آلمتها و تأوهت و لكنها آبت أن تظهر له هذا ، و حاولت المشي و الضغط عليها و لكن لم تستطع و تألمت بشده ، بينما هو كان يتابعها و تأوهتها تحرق قلبه ، حاول أن يقاوم ضعفه أمامها ولكن لما يستطع ، خطى خطوتان خلفها و انحني و باغتها بحملها ، فصدمت هي من فعلته و حاولت الاعتراض
قائله :: نزلني مش محتاجه مساعدتك
بيجاد :: أخرسى يا حور ، و من هنا لما نوصل الأفضل مش اسمع صوتك ،
علشان انا متحكم بغضبي بالعافية و يتوجه بها خارج المشفى و من خلفه عاصي و منار
و ضعها بسيارته و صعد هو الآخر ، بينما منار مع عاصي بسيارته .
في السياره ، نظر لها بحدة و
قال :: اربطي حزامك
حور :: مش مهم
بيجاد :: قولت اربطي
لم تستجب و أشارت بوجهها الناحية الأخرى ، فقام بالانحناء و ربطه لها و من ثم
قادها بسرعه كبيره اجفلتها ، حاولت التماسك ، و لكن كان يزيد من سرعته الر أن ارتعبت
و أخذت بالصراخ عليه أن يتوقف ، اوقفها فجأه ، فكادت أن تصطدم لولا حزام الأمان ، و لكن لم ينجو هو اصطدم بمقود السيارة و جرح جبينه و لم يأبي ، فذاك الجرح لا يقارن بجرح قلبه الغائر ،
بينما هي نظرت إليه و ما أن أوشكت علي الصراخ ، حتي لاحظت جرح جبينه، فأنخلع قلبها عليه
صرخت و قالت ::: دم ، انت بتنزف ،تجاهل حديثها ، و تابع قيادة سيارته ،بينما هي لم تفهم تصرفاته تلك معها ، لما يعاملها هكذا ، حاولت فك حزامها و مدت يداها جذبت بعض المحارم من أمامها و انحنت تحاول إزالة دمائه بهلع ، قلبها كان يهوي و لم تفهم لما ، رغم ازدراء عقلها لمعاملته معها إلا أن القلب كان واعيا لعشقا بات في أعماقه ، أخذ يدق بعنف يحاول أن يخبرها بمكنوناته، لعله يستطيع أن يحيي ذاكرة ذاك العقل الغافل و يدرك أن من أمامه هو العشق بذاته ،
أفق أيها العقل و استعد ذكرياتك ، فذاك المتألم هو عشق حياتك،
أفق أيها العقل و استمع لدقاتي، هي كافيله أن تجعلك تسترد ما انت عنه غافل
أفق أيها العقل يكفينا الم ، فأنت الآن وحدك القادر علي منح السعاده
أما هو رجفه اجتاحته ما أن لامست اناملها جبينه ، رجفه استشعرها القلب فزاد من دقاته ، تداركها العقل
فأنبه عن شئ خاطئ ، مد يده و ازاح يدها بعنف واضح ،صدمت حقاً من فعلته تلك و أيقنت انه يبغضها و لا يتقبلها أبداً ، و لكن لما !!؟؟ هل اسأت له قبلا ، لذا يبغضها هكذا ،
لما يتعامل معها هكذا!!؟؟ ترى هل فرض وجودهم عليه !!؟؟
إذا كان هكذا ، فلما هما الآن معه ، لما لم يتركانه و يذهبا ، فهم بغني أبا لا يتقبلهما ، امتلأ الدمع بعينيها مع قرار بالحديث مع حورية ، صمتت الي ان وصلا إلى القصر ، لم تنتظر أن يهبط و يساعدها ، بل فتحت السياره و بادرت الهبوط و أخذت تحاول المشي علي قدميها ، ليهبط هو من السيارة و يغلق بابها بشدة و يتجه نحوها و من دون حديث يعاود حملها ، لم تعترض و لم تحادثه مطلقاً ، دلف الي القصر و صعد بها و وضعه علي الفراش ، بينما هي كانتزتجاهد في حبس دموعها ، على تلك المعامله الجافة منه ، التى تحرق قلبها و روحها ، و ما أن خرج و أغلق الباب ، حتي سمحت لدموعها أخيراً بالهبوط بينما تعالت أصوات شهقاتها ، ليقف هو علي الباب و يستمع لصوت بكائها الذي يقطع أوصال قلبه ،ويحرق روحه ، دون قدره علي إعادة الدلوف وحثها علي إلا تفعل ، لحظات وقف جامدا يستمع لأنينها ، و دموعها تنسج الحزن بأنحاء قلبه إلا أن ملأه ، ولكنه معذور ، قربها يوتره ، هو لم يتقبل كونها ابنته بعد ، مازالت لمستها ترجف جسده و تزيد من نبضه ، لم ليست هناك أيا من مشاعر الأبوة اتجاها ، لم يشعر بقلبه يهفو لها ، ثمة شئ خاطئ
أهو بقلبه أهو معطوب!!! ، أم أنه هناك شئ آخر ، شعوره اتجاهها يختلف تماماً عن شعوره بحوريه
سقطت دمعة ألم من عينية ، ازاحها سريعاً فلا يجوز لأحد رؤيتها ابدا ، تحرك مبتعدا عن الباب و هبط الدرج بحث عن حورية إلى أن و أخيراً وجدها ، طلب منها الصعود لها ، فأستجابت له ، و ما أن فعلت و دلف الآفة ، حتي رأتها تبكي بشده ، اقتربت منها و انحنت تجذبها بأحضانها ، لتقول حور من وسط بكائها
حور- هو احنا ليه هنا ، متقبلنا، نمشي من هنا يا حورية
حوريه- ايه اللي بتقول دا يا حور ، انتي غلطانه ، انتى ما تعرفي هو بيحبك اد ايه
بس هو طبعه صعب شويه ، و اللى عاني منه في حياته مش شويه يا حور
بطلي انتى جنانك دا يا حور و اعقلي و أعطيه شوية وقت يتقبل وجودنا
بطلى عياط يلا يا مجنونه ، و تقوم بكفكفة دموعها ، و الابتسام لها ، لتستجيب لها
اما هو دلف إلى مكتبه و خلع سترته و قام بفتح أزرار قميصه العلوية و شمر عن ساعديه و رمي بثقلها علي المقعد متنهدا، ثواني و دق باب المكتب ، فأذن للطارق بالدلوف ، و ما كان غير أكرم ، دلف و جلس أمامه و حدثه بيجاد عن زياد و طلب زواجه من منار و أخبره انه يحبها و هي الاخري تحبه ، سعد أكرم من هذا الخبر د فزياد شاب رائع و لكن عليه سؤال منار أولا ، ليخرج من مكتبه و يصعد الي غرفة منار و يطرق بابها ، فتأذن له بالدلوف ، ليدلف و يجلس بجانبها علي الفراش و يقول
أكرم :: انتي عارفه طبعاً أن زياد طلب يتجوزك ، و انا هنا علشان اعرف رئيك بالأول
ثم أردف بخبث قائلا :: يعني لو مش عايزه هرفضه علي طوال
منار :: لا لا ، انا موافقه
ليبتسم عليها و يقول :: بتحبيه
لتخجل هي و تومئ برأسها بينما تنظر للأسفل
أكرم ::يبقي مبروك يا بنت أكرم ، و ربنا يستر من ردة فعل أمك ، بس أهم حاجه سعادتك انتى ،
يلا انا هروح اتكلم مع علياء في موضعكم ولا اقولك ، ايه رأيك ننهي الموضوع ، بأننا نخلي عمك يبلغها هو بقرار جوازكم ، وينقذنا منها هي و أمها ، والله فكره حلوه ، لتبتسم هي علي حديثه و صحة ما قاله
فإذا اخبرها عمه ، فسيكون الأمر منهيا ولن تجرؤ علي رفض أمره ، ليتركها و يتوجه الي غرفتها و يقرر أن يحدث بيجاد في الغد ليخبرها هو بالأمر ، مضي الليل عليهم و هو غارق في العمل بغرفته حتي يشغل عقلها عن التفكير بها ، أما هي تركته حوريه و ذهبت للغرفة الاخري التي أعدها لها بيجاد ، بينما الغرفه القريبة له كانت لحور ، لتحاول هي النوم و بعد محاولات كثيره تغفو أخيراً ، لتروادها ذكريات لهم في أحلامها مشوشة لم تفهمها بعد ، إلى أن روادتها ذكري تلك الحادثه و عماد يقترب منها يحاول الاعتداء عليها و محاولة مقاومتها له ، و صراخها مستنجده بأسمه، إلى أن صرخت بأسمه في وسط كابوسها، بينما هو كان تعب و قرر التوجه الي غرفته و ما أن فعل و أوشك علي الدلوف لغرفة ، حتي سمة صرخها و مناجته بأسمه ، فأنخلع قلبه و سقط من صراخها ، فأقتحم الغرفه و رأها نائمة تنازع في كابوسها، اقترب منها و انحني نحوها يحاول أن يفيقها ، لتسارعه في نومها ، و تحاول ابعدها عنها ، صارخه به ان يبعد و يتركها و ان لا يفعل ، ليحثها هو علي ان تفيق ، لتفيق أخيرا و الذعر يمتلكها ، بينما تتشبث في حضن و تبكي بشده قائله :: خليه يبعد عني ، أرجوك خليه يبعد ، القذر عاوز و تبكي بشده ، ليدرك هو ما تقصده و أنه ربما تلك الذكري تداهمها ، هل يعني هذا أن الحقير نال منها ، هل اتم فعلته بها و اعتدى عليها ، و عند تلك الفكره و انشق قلبه إلى نصفين ، كلا بل إنه تحولا لشظايا مثله مثل روحه المتألمه ، اندلعت نيران بقلبه و ظهر لهيبها بعيناه ، سوف يقتله لا محال ما أن يعثر عليه ، ترى كما عانت هي حينها ، انتبه الذعر من أن تعود لها ذكريتها و تدرك حقيقة وضعهم و تعانى ولكن ذعرها هذا يكسره ويحطمه، مائل أن تذكرت كل تلك المعاناه تنهار و يخسرها مجددا ، شدد من احضانها عند تلك الفكره و أخذ يمسد علي شعرها بينما يهمس لها أن تهدأ و أنه هنا ، ابتعدت عنة و دموعها ماتزال تهبط بغزارة ، و ذعر ، نظر لها و القلق يتملكه من أن تكون تذكرت ، بينما هي أمسكت برأسها متألمه من تلك الأصوات الأصوات الصور المشوشه التي تداهمها ، تخبرها بأن تتوقف ، كان مشهد رؤيتها هكذا يصعقه ، تغاضي عن ارتباكه بقربه بقربه جذبها الي احضانها مجدداً، يحاول التهدئة من روعها ، يخبرها أن لا تفكر وان تحاول الراحه فقط ، استمر بهذا الوقت لبضعة من الوقت ،حتى عفت و أخيرا بين يديه ، تنهد بألم و ازاحها و وضعها علي الفراش ، و نظر لها مطولا ، خشي أن يتركها ، فقام من موضعه بقربه و جلس علي الاريكه بالغرفة يطالعها بألم وحصر ، لقد عانت كثيرا بسببه ، هو وحده ، حبهما كان خاطئ منذ البداية، وجوده قربها خاطئ أيضاً ، ما يبقي هو عدم عورة علي عماد ، و إلا كان ابتعد عنهم ليريحهم من لعنته
مضي الليل وهو جالس أمامها يطالعها ، حتي أتى الصباح ، فذهب حتي لا تراه بغرفتها
و ما أن ذهب ، حتي فاقت هى من نومها ، لحظات و ذكريات أمس روادتها ، ولكن لم تستطع التفكير اذا كانت حلماً أم واقع ، هو الآن ليس هنا ، تنهدت هي لأمها ، فباتت تحلم بنيل عاطفته ،التي يحجبها عنها
اما عند حوريه ، كانت لا تزال نائمة ، حتي استيقظ هو عاصي وتسلل لغرفتها، دلف وجدها ما تزال نائمة جلس علي الفراش يطالعها ، كم كانت جميله و هادئه مد يديه يمسد علي شعرها ، رأي خصلات متمرده تحجب رؤية وجهها المحبب له عنه ، و ما أن فعل و ظهر وجهها الملائكي له ،حتي شعر برغبة ملحة في الاقترب منها ، انحني و اقترب من وجهها قبل كلتا عيناها و وجنتيها و انفها الصغير بحب و مشاعر صادقه وعند رؤية شفتيها لم يستطع الابتعاد اقترب و أخذ جرعة من اكسير الحياه خاصتها ، فتململت هي ، وفتحت عيناها لتقبل عيناه تحدق به و شفتيها التي تلامس خاصتها ، صدمت من رؤيته و دفعته عنها ، فأنزاح قليلا و جلس يطالعها قائلا ببحة صوت متحشرج من فرط ما يشعر به قربها وقال
عاصي :: صباح الخير ، علي احلي جنيه سلبت قلبي وعقلى منى
لتطالعة بغضب و تقول ::انت مجنون ، إيه اللي دخلك اوضتي ، وكمان وكمان --
انت سافل و قليل الأدب والله يا عاصي ، اطلع براا ، قبل ما حد ما يشوفك
عاصي ببرودة إبتسامة :: والله نفسي و يجبرون إدارى الفضيحة و اتجوزك
حوريه :: عاصي ، برااااا ، اطلع برااااا، لو بابا شافك هيقتلك ، هو مش طايقك اصلا
عاصي بغمزه:: خايفة عليا ، اعترفي انك بتحبيني و خايفة عليا
حوريه:: لا مش هتعرف ، يلا برااااا
عاصي :: مش هتعرفي !!اممم يعنى بتحبيني و رفض تعترفي ، حلو اوي الاعتراف دا
و انا وراكي وراكي لحد ما تعترفي يا حوريه ، ثم ينهض و يباغتها بأنحنائه و تقبيله لشفتيها بقبلة سريعة
ثم ينظر لها بتحدي و يخرج من الغرفه ، و ما أن فعل و خرج حتي وضعت بديها علي شفتيها و ابتسمت علي ذاك المجنون ،الذى يبدو أنها قد وقعت له ، ولكن لن تعترف ابدا بذلك ، حتى تتأكد من صدق مشاعره لها .
مرت عدة أيام ، قد تماثلت فيها حور الشفاء و نهضت من علي فراشها و مارست روتينها اليومي بشكل طبيعي ، بأستثنناء تلك الذكريات و الصور المشوشه التى تداهمها ، و أيضا وجدت متعه رهيبة في إثارة غضب بيجاد ، لتحصل علي اهتمامه بها ، فكان أغلب الوقت يتجنبها إلا عندما تخطئ ، فلاحة أن أكثر ما يثير جنونه و غضبه عليها هو الاقتراب من عاصي أو حازم ، لذا قررت اللعب معه معه الاستمتاع بغضبه الملازم لقربه .
أما بالنسبة لزيادة و منار ، فقد أخبر أكرم بيجاد ، أن يخبر هو عليا حتي لا تسير المشاكل و استجاب له بيجاد و فعل هذا و اخبرها أن زياد سوف يتزوج من منار ، و أن هذا قرار نهائي ، لم تستطع الاعتراض أو التحدث أمام سلطته و رعبها منه ، و لكنها بالطبع قد أفرغت غضبها كله بأكرم الذي لم يبالى إلا بسعادة ابنته ، و أتى ذاك اليوم و جاء زياد و منيره و أدهم للتقدم و طلب منار للزواج من ابنهم و قابلا حور و عانقتها منيرة بشده و اخبرها كم هي سعيدة بكونها علي قيد الحياه و برؤيتها الآن
و أنها تعتذر لعدم مجيئه فورا لمرض زوجها الدكتور أدهم و الذي بالطبع تذكرت حور و كالعاده أظهرت مرحها معه ، والذي رآه بيجاد لأول مره معه ، وعلم بقربه لأحمد ، و طلب منه الدلوف لمكتبة ، و ما أن دلف وا وجلسة سويا ، حتي حاولت بيجاد معرفة بعض الأمور عن ماضي أحمد و زهره و ورد و مكان ولادة حور و حورية و عدة تفاصيل عن حياتهم ، و الذي علم أنه تمت والدتهما بكندا و طلب منه بيجاد محاولة معرفة اسم المشفى ، فاخبره انه هناك صديق لها مستقر هناك و ابنه كان صديق لأحمد و سوف يجعلها يحاول معرفة الأمر و جلب ملف ولادتهما من كندا ،
ثم مرت عدة أيام أخري و بدأت الدراسه و أصرت حور و حوريه علي المداومة و عدم تأجيل تلك السنه و تفويتها عليهم ،فخضع بيجاد لرغبتهم و قام بعين حراسه ضخمة لمرافقتهم و بالطبع كان هو قائدهم ، ذهاباً و ايابا ، و لكن حور كانت تفقده أعصابه تماماً ، و تثير جنونه عليها ، فلولا أنها حور خاصته ، لكان قتلها ليرتاح منها و من مشاكلها
مجنونه انتى يا من رزقت بكى
تثيرى الشغب بعالمى
مرحة انتى يا فتاتى
أطاحتى بقلبى و أوديتى بعقلى
الي درب الجنون من افعالك
أصبحت متيما بكى ، اهوي كثيرا مشاغبتك لى
تشعرني بكوني أحيا ،
أنرتى حياتى و اخرجتنى من ظلمات حياه
كانت كالصحراء القاحلة ، بدونك انا لا أحيا
كونى لى ما دمت حيا، فحياتى دونك ليست بحياة اعيشها
~
~~~\\\\\\\
انتهي و يتبع
قاد بيجاد سيارته متوجها الي المشفى التي بها حور و نيران الغضب تتأجج به
اما عند عاصي و حور ، ما أن وصلوا الي المشفى و توجهوا الي زياد لرؤيته
رحب بها زياد بحرارة ، فنظرت هي له فوجدته شاب وسيم للغايه ، فلم تتعجب من هذا ، فأصبح هذا متوقع ، فبالنهايه هو اخو الشيطان و من المؤكد أنه قد اخذ بعضا من جماله ، تصنعت حور الألم
فدلف معها الي غرفة الكشف و طلبت من عاصي و منار أن يبقوا خارجاً ، أخذت حور تتجاذب الحديث معه و تلومه علي عدم مجيئه لرؤيتها، ما أن فاقت و جعلها تتعرف به، بما انه عمها
، فأخبرها بأسفه و أنه قد قرر المجئ لها و لكنها سابقته بالمجئ معه ، و م ثم قالت
حور بخبث :: رجلي هتبقى كويسة يا زياد ، عايزه اقدر أحضر خطوبة منار
صطدم زياد مما يسمع و قال بحدة واضحهزياد :: خطوبة مين ؟؟!! منار و دا من أمتي و ليه مفيش حد قالي
حور :: الحقيقة هو لسه مفيش حاجة تمت ، دا واحد شاف منار و معجب بيها
و حابب انه يتقدملها ، و لسه طنط علياء هتشوف رأي منار ، و أعتقد أن منار مش هترفض
خاصة أنه شاب وسيم و من عيلة و كمان اعجب بيها وحبها
شعر زياد بالغضب و نيران تندلع بقلبه ، ماذا أي عريس هذا
قد يأخذ منه صغيرته منار ، التي لطالما اهتم بها في صغره ، و طالما كانت معلقة به
و هنا و انتبه الي حديثه :: صغيرته منار ، أهذا يعني أنه لطالما أحبها ، إذا ما كان حبه
لحوريه ، تذكر حينما رقصت مع أسد و كم اغضبه هذا ، لقد شعر بالغيرة عليها
هل من الممكن أن يخسرها و تصبح لرجلا آخر ، كلا لن يحدث ابدا ، لن يخسرها
نظر لحور و قال::: حور رجليكي كويسة مفيش فيها حاجه ، التواء بسيط ، هدخلك عاصي
يساعدك و انا هتكلم مع منار شويه ، لتومئ له برأسها ، و ما أن استدار حتي ابتسمت علي خطتها و ذكائها ،فيبدو انه الآخر كان يحبها و لا يعلم .
بينما ما أن خرج زياد ، حتي أخبر عاصي انها بخير و أن عليه الدلوف لمساعدتها ، فدلف عاصي و ما أن فعل و أوشكت منار علي اللحاق به ، حتي امسكها زياد من ذراعها و جذبها معه الي غرفة مكتبه ، تحت دهشتها من فعلته ، ليدلف بها الي الغرفه ، و يغلق الباب خلفه ، ثم ينظر لها و يقول بوجه حاد الملامح
زياد ::- انتى عارفه أن جيلك عريس و أنه شافك و معجب بيكي
لتستغرب منار من حديثه و سؤاله هذا و تنظر نحوه بدهشه ، فيتابع قائلاً
زياد :: ردي عليا انتي عارفه و يا ترى هتوافقي عليه
منار :: انا معرفش حاجه عن الكلام دا ؟؟ ، مين قالك و ليه بتسأل؟؟
زياد بعصبيه :: مين اللى قالي مش مهم ، و يسأل ليه ، لأنك مش هتوافقي عليه يا منار فاهمه؟؟
لتشعر منار بالغضب من طريقته هذه في الحديث معها ،فتقول بحدة
منار :: أوافق أو أرفض انا حره ، و دا مش يخصك
زياد ::لا انتي مش حرة و يخصني لأنك ليا انا و مستحيل تكوني لغيري يا منار
لتصدم منار و ترمقه منار بنظرات دهشه من حديثه ، بينما هو اخذ يقترب منها ، لترتعد هي للخلف
حتي اصطدمت بالحائط من خلفها ، بينما هو اقترب الي ان لم يبقي بينهم إلا أنشأ واحد
و قال بنبرة هامسه :: يخصني يا منار لأني بحبك ، ايوا بحبك من و انتي صغيره ، و كنت غبي
و مش عارف ، لحد ما حسيت انى ممكن اخسرك ، وقتها قلبي رفض الفكره
و أدركت اني ما حبتش غيرك و انتي يا منار ايه إحساسك ليه ، بتحبيني ؟؟
لترتجف منار من قربه هذا و حديثه التي لطالما تمنت أن تسمعه ، فلم تدرك اذا كان حلم من أحلامها أم واقع ، شعرت بقلبها يخفق عالياً ، بينما هو شعر أنها لا ترفضه و إنما ربما هناك مشاعر أيضا بداخلها له و أراد التأكد أكثر ، فأقترب بوجهة أكثر قاطعا أي فاصل بينهما انحني و لمس شفتيها بشفتيه ، فأطاحت شفتيها بعالمه ، بينما هي شعرت بتزلزل الأرض من تحتها و قلبها الذي أصبح كالطبل من فرط ما شعر بها0 ، ابتعد عنها ، فرأها مغمضة العين ترتجف ، فأبتسم حينما تأكد انها تكن له ما يكنه لها ، فقال
زياد :: خلاص انا اخدت جوابي و قريب جدا هطلبك من أكرم يا مناري ، فتحي عيونك
لتفتح منار أعينها و تطالعه بتيهه و بدون وعي ، لتترنح هي، فيقهق هو عليها و يقول
زياد:: في إيه يا بنتي ، مش كانت بوسة دي ، هو انا اديتك حقنة بنج ، أجمدي كده الله يخربيتك ، امال هتعملي ايه لما نتجوز و يجذبها لتجلس علي احدي المقاعد ، بينما لا يستطيع التوقف عن الابتسام عليها ، لتدارك هي نفسها ،و تذهب من أمامه مسرعة
ليقهق بشده عليها ، و يؤنب نفسه علي عدم الشعور بها سابقاً
بينما ما أن دلف عاصي الي الغرفه و التفت ليرى منار ، لتقول له حور بينما تشير إليه أن يأتي
حور :: تعالى تعالى، مش هنا ، زياد خطفها و راح يكلمها كلمتين مهمين ، الظاهر هيعترف لها بحبه دلوقتي
عاصي بذهول :: انتي بتتكلمي جد ، انتى لحقتي ،دا انا قولت قدمنا مشوار ، تيجي من نص ساعه و تأثرى عليه، قولي لي قولتيله ايه ، سحرتيه
حور بغرور بينما تربت علي كتفه :: يا بني دا انا الحور و ليا تأثيري
عاصي بقهقه و اندهاش :: قولي يا مصيبة ، قولتيله أية
حور بينما تزم شفتيها :: ولا حاجه ، قولتله أن منار جايلها عريس و معجب بيها
و الظاهر أن هو كمان كان بيحبها و مش عارف ، فلما حس أن راجل تاني هيخدها منه
ف فاق لما حس انه هيخسرها ، هو بس كان محتاج دفعه قويه .
عاصي بينما يقترب منها و يقرص وجنتيها الاثنان معا و يقول
عاصي:: انتي مصيبة ، احلي مصيبة شفتها في حياتي و يقبل كلا وجنتيها
ليدلف الوحش الضاري و يشهد هذا المشهد ، فتتأجج نيران في قلبه و تقذف عيناه علي هيئة حمم بركانية
كافيه بأصهار الصلب ، ليصدح صوته غاضباً ::: عااااااصي ، ليتفاجئ كلا من هما من وجوده ، فيبتعد عاصي عنها و يستدير عاصي ليطالعه فيشعر بالخطر من هذا الوحش الضاري الذي سوف يفتك به لا محال ، فأرتد مبتعدا ما ان إلتهم هو المسافة بينهم و اقترب منه بغضب عارم ، لينقذه دخول كلا من منار و خلفها زياد ، ليحاول بيجاد كتم غضبه عنه و يضغط علي قبضة يده بشده ، ليقترب زياد منه و يعانقه ، فقد مضي الكثير علي آخر مره فيها التقوا ،و يطمنه علي حور و قدمها ، بينما هو كان يرمقهم بنظراته الغاضبة د، و التي ارعبت حور منه ، و كذلك عاصي حمد الله على دولفهم في الوقت المناسب ، فلا رغبة له بالعراك معه الآن ، فالعراك معه قادم لا محال منه ، و لكن عليه أن يكون مستعدا ،
بينما بيجاد ظلا يطالعهم بغضب حتي زياد حدثه قائلا
زياد :: بيجاد كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ، ياريت تيجي معايا المكتب شويه
حور بمرح:: قول يا زيزو هنا من غير ما تتكسف ، احنا عارفين انت عايزه في ايه ، ولا تحب أكون أنا ولية أمرك و اتكلم بالنيابة عنك . ثم توجه نظرها لبيجاد
و تقول :: بص يا بيجادو ، بأعتبار زياد بيكون عمي و انا بنت أخوه اللى لحد الان مش مستوعب الفكره انك بابا و أن انا بنتك ، بس ما علينا ، انا بطلب ايد منار لعمو زياد ، و ياريت تكون مناصر للحب ،لأن منار بتعشق زياد و زياد كان أهبل و مش عارف انه بيحبها،و انا جيت اديت مهمتي و اديته الدافع ليفهم حقيقة حبه و وفقت عروسان في الحلال و مش محتاجه شكر ، انا بس بتمنلكم السعاده ، ليصدم زياد من حديثها و ينفجر ضاحكا ، فهي لم تتغير أبداً، و كذلك عاصي الذي
قال:: لي حق اقول عليكي مصيبة حلو و أبوس خدودك دي و احسده عليكي ولا لا ، انتي كارثة ، احلي كارثه في حياتنا
لتتعالي قهقة حور بينما تقول بمرح :: يا بني انتم من غيرى ضايعين ، انا كيوبيد الحب في العيله دي
و تتابع بينما تغمز لعاصي:: و هجمع كل القلوب العاشقة لبعضها قريب ، و طبعاً لم تخفي تلك الغمزه علي ذاك الوحش الضارى ، الذي اقترب منها حد الخطر ، و وضع يديه علي كتفيها بقوه ، بينما يقول
بيجاد بحدة :: و يا تري مين هما القلوب العاشقة إللي في العيله دي غير زياد و منار ، افيديني يا حور
مش يمكن اساعدك علي تجميعهم
لتلوي حور ثغرها ، بينما تحدث نفسها بصوت مسموع كالعادة :: قصدك تفرفهم ، هو انا هبله اقولك ، عمرك شفت شيطان بيجمع قلوب ، دا بيحطمهم بس ، يا جدع كنت ساعدت نفسك ، بدل ما انت عازب لحد دلوقت .
ليستمع لها الجميع ، و يعي عاصي أنها كانت تظن أنها تحادث نفسها مثله ، فتلك الصغيره تشبهه كثيرًا
فينظر نحوها و يقول :: هو انتي فاكره ان مش سمع كل كل كلمه قولتيها انتي دلوقتي يا مصيبة ، كلنا سمعنا قولتي اية ، استلقي وعدك بقا ، لتستدير حور بوجهها له ، فتطالع لهب أزرق مشتعل و ليست عينان أبداً ، لو كانت قدمها بخير الآن لفرت هاربة منه لا محال ، أما الآن فهي عالقة تحت براثنه و ربما ستهلك لا محال ، لتحاول ادعاء القوه و أنها لا تهابه، بينما بداخلها ترتجف من غضبه، و تقول بينما تزدرد ريقها و تحاول إضافة جو من المرح :: هو انا مش هبطل العاده اللى موديني في داهية دي ، انا يعني كان قصدي انت ، ايوه انت ، عايزين نجمع قلبك مع مزة حلوه كده و تبقي مرات آب شريرة و تعذبنا و يجي لي أنا و حورية الأمير الوسيم إللي هينقذنا من عذابها ،
بينما هو احتدت نظراته أكثر من حديثها و نظرات الغضب و الألم امتزجت معا بعيناه ،
لتطالعة هي فتجد أن نظراته أحتدت أكثر ،
فتقول :: هو انت بترعب كده ليه ، انا بهزر والله ، هو انت مش بتعرف تضحك ، إلحقني يا عاصى انت و زياد ، لتقترب منار التي كانت تشعر بالخجل و الامتنان من حور منذ قليل ، و التي لاحظت نظرات عمها المتألمه أكثر من الغاضبة و التي أن طالت حور ، ستؤدي بها لا محال ، فهو بات وحش مجروح القلب ، قد يفتك بمن يقع تحت براثنه ،لتقف بجانبها ، بينما تقول
منار :: خلاص يا عمو ، انت عارف انها مجنونه و بتهزر ، دا طبعها و متعودين عليه ،
حور :: اه و الله مجنونه ، بس سبني كده و أبعد عني ، تعالي يا عاصي شيلني و روحني من قدامه
ليصدم بيجاد و يقول بغضب :: نعم يشيلك ، ازاي ، هو انتي جيت هنا و الأستاذ كان شيلك
حور ببلاهه ،فهي لم تدرك بعد أنه يغار و قد يفتك بها :: اه طبعا ، هو انت مش ملاحظ أن رجلي تعباني و مش قادرة امشي عليها ولا ايه ، آمال يعني هنزل سلم القصر و اركب العربيه ازاي ، فطبيعي
يعني أنه يشلني
عاصي :: الله يخربيتك يا حور ، انا اخرتي هتكون بسببك و علي ايد ابوكي
ليتملك الغضب منه و يتلبسه شيطانة و يقول :: و انا شايف انك بقيتي كويسة و تقدري تمشي عليها ، علشان كده ، هتمشي لوحدك يا حور ، و مفيش حد هيساعدك ، يلا انزلي قدامي أحسنلك، لأني جبت أخري منك ، و انت بقى حسابك معايا بعدان يا عاصي
عاصي :: عادي متوقع أن اخرتي علي ايديك في يوم من الايام بسبب بناتك
ليرمقه بنظرة غيظ و يقول :: بالظبط ، لو مش بعدت عنهم ، اتأكد أنها قريبه
تم يتوجه بنظره الي زياد و يقول :: انا هكلم أكرم في الموضوع و نحدد ميعاد تيجي انت و ماما و الدكتور أدهم تطلبوها رسمي ، ليسعد قلب زياد و ينظر لمنار بينما يغمز لها بعينيه مع ابتسمه ، لتخجل هي
لينظر بيجاد لحور و يقول :: اتفضلي أنزلي يلا
حور :: رجلي بتوجعني جدا مش هقدر امشي عليها
بيجاد :: لا هتقدري يا حور ، يلا اتفضلي أنزلي من علي سرير الكشف
عاصي :: يا بيجاد ، حور مش هتقدر تمشي عليها
بيجاد :: أبعد يا عاصي و أظن أن الموضوع بيني و بينها ، ما يخصكش ثم يتابع بحدة يلا انزلى
لتستجيب له حور و تحاول أن تنزل و ما أن بدأت تضغط علي قدمها ،حتي آلمتها و تأوهت و لكنها آبت أن تظهر له هذا ، و حاولت المشي و الضغط عليها و لكن لم تستطع و تألمت بشده ، بينما هو كان يتابعها و تأوهتها تحرق قلبه ، حاول أن يقاوم ضعفه أمامها ولكن لما يستطع ، خطى خطوتان خلفها و انحني و باغتها بحملها ، فصدمت هي من فعلته و حاولت الاعتراض
قائله :: نزلني مش محتاجه مساعدتك
بيجاد :: أخرسى يا حور ، و من هنا لما نوصل الأفضل مش اسمع صوتك ،
علشان انا متحكم بغضبي بالعافية و يتوجه بها خارج المشفى و من خلفه عاصي و منار
و ضعها بسيارته و صعد هو الآخر ، بينما منار مع عاصي بسيارته .
في السياره ، نظر لها بحدة و
قال :: اربطي حزامك
حور :: مش مهم
بيجاد :: قولت اربطي
لم تستجب و أشارت بوجهها الناحية الأخرى ، فقام بالانحناء و ربطه لها و من ثم
قادها بسرعه كبيره اجفلتها ، حاولت التماسك ، و لكن كان يزيد من سرعته الر أن ارتعبت
و أخذت بالصراخ عليه أن يتوقف ، اوقفها فجأه ، فكادت أن تصطدم لولا حزام الأمان ، و لكن لم ينجو هو اصطدم بمقود السيارة و جرح جبينه و لم يأبي ، فذاك الجرح لا يقارن بجرح قلبه الغائر ،
بينما هي نظرت إليه و ما أن أوشكت علي الصراخ ، حتي لاحظت جرح جبينه، فأنخلع قلبها عليه
صرخت و قالت ::: دم ، انت بتنزف ،تجاهل حديثها ، و تابع قيادة سيارته ،بينما هي لم تفهم تصرفاته تلك معها ، لما يعاملها هكذا ، حاولت فك حزامها و مدت يداها جذبت بعض المحارم من أمامها و انحنت تحاول إزالة دمائه بهلع ، قلبها كان يهوي و لم تفهم لما ، رغم ازدراء عقلها لمعاملته معها إلا أن القلب كان واعيا لعشقا بات في أعماقه ، أخذ يدق بعنف يحاول أن يخبرها بمكنوناته، لعله يستطيع أن يحيي ذاكرة ذاك العقل الغافل و يدرك أن من أمامه هو العشق بذاته ،
أفق أيها العقل و استعد ذكرياتك ، فذاك المتألم هو عشق حياتك،
أفق أيها العقل و استمع لدقاتي، هي كافيله أن تجعلك تسترد ما انت عنه غافل
أفق أيها العقل يكفينا الم ، فأنت الآن وحدك القادر علي منح السعاده
أما هو رجفه اجتاحته ما أن لامست اناملها جبينه ، رجفه استشعرها القلب فزاد من دقاته ، تداركها العقل
فأنبه عن شئ خاطئ ، مد يده و ازاح يدها بعنف واضح ،صدمت حقاً من فعلته تلك و أيقنت انه يبغضها و لا يتقبلها أبداً ، و لكن لما !!؟؟ هل اسأت له قبلا ، لذا يبغضها هكذا ،
لما يتعامل معها هكذا!!؟؟ ترى هل فرض وجودهم عليه !!؟؟
إذا كان هكذا ، فلما هما الآن معه ، لما لم يتركانه و يذهبا ، فهم بغني أبا لا يتقبلهما ، امتلأ الدمع بعينيها مع قرار بالحديث مع حورية ، صمتت الي ان وصلا إلى القصر ، لم تنتظر أن يهبط و يساعدها ، بل فتحت السياره و بادرت الهبوط و أخذت تحاول المشي علي قدميها ، ليهبط هو من السيارة و يغلق بابها بشدة و يتجه نحوها و من دون حديث يعاود حملها ، لم تعترض و لم تحادثه مطلقاً ، دلف الي القصر و صعد بها و وضعه علي الفراش ، بينما هي كانتزتجاهد في حبس دموعها ، على تلك المعامله الجافة منه ، التى تحرق قلبها و روحها ، و ما أن خرج و أغلق الباب ، حتي سمحت لدموعها أخيراً بالهبوط بينما تعالت أصوات شهقاتها ، ليقف هو علي الباب و يستمع لصوت بكائها الذي يقطع أوصال قلبه ،ويحرق روحه ، دون قدره علي إعادة الدلوف وحثها علي إلا تفعل ، لحظات وقف جامدا يستمع لأنينها ، و دموعها تنسج الحزن بأنحاء قلبه إلا أن ملأه ، ولكنه معذور ، قربها يوتره ، هو لم يتقبل كونها ابنته بعد ، مازالت لمستها ترجف جسده و تزيد من نبضه ، لم ليست هناك أيا من مشاعر الأبوة اتجاها ، لم يشعر بقلبه يهفو لها ، ثمة شئ خاطئ
أهو بقلبه أهو معطوب!!! ، أم أنه هناك شئ آخر ، شعوره اتجاهها يختلف تماماً عن شعوره بحوريه
سقطت دمعة ألم من عينية ، ازاحها سريعاً فلا يجوز لأحد رؤيتها ابدا ، تحرك مبتعدا عن الباب و هبط الدرج بحث عن حورية إلى أن و أخيراً وجدها ، طلب منها الصعود لها ، فأستجابت له ، و ما أن فعلت و دلف الآفة ، حتي رأتها تبكي بشده ، اقتربت منها و انحنت تجذبها بأحضانها ، لتقول حور من وسط بكائها
حور- هو احنا ليه هنا ، متقبلنا، نمشي من هنا يا حورية
حوريه- ايه اللي بتقول دا يا حور ، انتي غلطانه ، انتى ما تعرفي هو بيحبك اد ايه
بس هو طبعه صعب شويه ، و اللى عاني منه في حياته مش شويه يا حور
بطلي انتى جنانك دا يا حور و اعقلي و أعطيه شوية وقت يتقبل وجودنا
بطلى عياط يلا يا مجنونه ، و تقوم بكفكفة دموعها ، و الابتسام لها ، لتستجيب لها
اما هو دلف إلى مكتبه و خلع سترته و قام بفتح أزرار قميصه العلوية و شمر عن ساعديه و رمي بثقلها علي المقعد متنهدا، ثواني و دق باب المكتب ، فأذن للطارق بالدلوف ، و ما كان غير أكرم ، دلف و جلس أمامه و حدثه بيجاد عن زياد و طلب زواجه من منار و أخبره انه يحبها و هي الاخري تحبه ، سعد أكرم من هذا الخبر د فزياد شاب رائع و لكن عليه سؤال منار أولا ، ليخرج من مكتبه و يصعد الي غرفة منار و يطرق بابها ، فتأذن له بالدلوف ، ليدلف و يجلس بجانبها علي الفراش و يقول
أكرم :: انتي عارفه طبعاً أن زياد طلب يتجوزك ، و انا هنا علشان اعرف رئيك بالأول
ثم أردف بخبث قائلا :: يعني لو مش عايزه هرفضه علي طوال
منار :: لا لا ، انا موافقه
ليبتسم عليها و يقول :: بتحبيه
لتخجل هي و تومئ برأسها بينما تنظر للأسفل
أكرم ::يبقي مبروك يا بنت أكرم ، و ربنا يستر من ردة فعل أمك ، بس أهم حاجه سعادتك انتى ،
يلا انا هروح اتكلم مع علياء في موضعكم ولا اقولك ، ايه رأيك ننهي الموضوع ، بأننا نخلي عمك يبلغها هو بقرار جوازكم ، وينقذنا منها هي و أمها ، والله فكره حلوه ، لتبتسم هي علي حديثه و صحة ما قاله
فإذا اخبرها عمه ، فسيكون الأمر منهيا ولن تجرؤ علي رفض أمره ، ليتركها و يتوجه الي غرفتها و يقرر أن يحدث بيجاد في الغد ليخبرها هو بالأمر ، مضي الليل عليهم و هو غارق في العمل بغرفته حتي يشغل عقلها عن التفكير بها ، أما هي تركته حوريه و ذهبت للغرفة الاخري التي أعدها لها بيجاد ، بينما الغرفه القريبة له كانت لحور ، لتحاول هي النوم و بعد محاولات كثيره تغفو أخيراً ، لتروادها ذكريات لهم في أحلامها مشوشة لم تفهمها بعد ، إلى أن روادتها ذكري تلك الحادثه و عماد يقترب منها يحاول الاعتداء عليها و محاولة مقاومتها له ، و صراخها مستنجده بأسمه، إلى أن صرخت بأسمه في وسط كابوسها، بينما هو كان تعب و قرر التوجه الي غرفته و ما أن فعل و أوشك علي الدلوف لغرفة ، حتي سمة صرخها و مناجته بأسمه ، فأنخلع قلبه و سقط من صراخها ، فأقتحم الغرفه و رأها نائمة تنازع في كابوسها، اقترب منها و انحني نحوها يحاول أن يفيقها ، لتسارعه في نومها ، و تحاول ابعدها عنها ، صارخه به ان يبعد و يتركها و ان لا يفعل ، ليحثها هو علي ان تفيق ، لتفيق أخيرا و الذعر يمتلكها ، بينما تتشبث في حضن و تبكي بشده قائله :: خليه يبعد عني ، أرجوك خليه يبعد ، القذر عاوز و تبكي بشده ، ليدرك هو ما تقصده و أنه ربما تلك الذكري تداهمها ، هل يعني هذا أن الحقير نال منها ، هل اتم فعلته بها و اعتدى عليها ، و عند تلك الفكره و انشق قلبه إلى نصفين ، كلا بل إنه تحولا لشظايا مثله مثل روحه المتألمه ، اندلعت نيران بقلبه و ظهر لهيبها بعيناه ، سوف يقتله لا محال ما أن يعثر عليه ، ترى كما عانت هي حينها ، انتبه الذعر من أن تعود لها ذكريتها و تدرك حقيقة وضعهم و تعانى ولكن ذعرها هذا يكسره ويحطمه، مائل أن تذكرت كل تلك المعاناه تنهار و يخسرها مجددا ، شدد من احضانها عند تلك الفكره و أخذ يمسد علي شعرها بينما يهمس لها أن تهدأ و أنه هنا ، ابتعدت عنة و دموعها ماتزال تهبط بغزارة ، و ذعر ، نظر لها و القلق يتملكه من أن تكون تذكرت ، بينما هي أمسكت برأسها متألمه من تلك الأصوات الأصوات الصور المشوشه التي تداهمها ، تخبرها بأن تتوقف ، كان مشهد رؤيتها هكذا يصعقه ، تغاضي عن ارتباكه بقربه بقربه جذبها الي احضانها مجدداً، يحاول التهدئة من روعها ، يخبرها أن لا تفكر وان تحاول الراحه فقط ، استمر بهذا الوقت لبضعة من الوقت ،حتى عفت و أخيرا بين يديه ، تنهد بألم و ازاحها و وضعها علي الفراش ، و نظر لها مطولا ، خشي أن يتركها ، فقام من موضعه بقربه و جلس علي الاريكه بالغرفة يطالعها بألم وحصر ، لقد عانت كثيرا بسببه ، هو وحده ، حبهما كان خاطئ منذ البداية، وجوده قربها خاطئ أيضاً ، ما يبقي هو عدم عورة علي عماد ، و إلا كان ابتعد عنهم ليريحهم من لعنته
مضي الليل وهو جالس أمامها يطالعها ، حتي أتى الصباح ، فذهب حتي لا تراه بغرفتها
و ما أن ذهب ، حتي فاقت هى من نومها ، لحظات و ذكريات أمس روادتها ، ولكن لم تستطع التفكير اذا كانت حلماً أم واقع ، هو الآن ليس هنا ، تنهدت هي لأمها ، فباتت تحلم بنيل عاطفته ،التي يحجبها عنها
اما عند حوريه ، كانت لا تزال نائمة ، حتي استيقظ هو عاصي وتسلل لغرفتها، دلف وجدها ما تزال نائمة جلس علي الفراش يطالعها ، كم كانت جميله و هادئه مد يديه يمسد علي شعرها ، رأي خصلات متمرده تحجب رؤية وجهها المحبب له عنه ، و ما أن فعل و ظهر وجهها الملائكي له ،حتي شعر برغبة ملحة في الاقترب منها ، انحني و اقترب من وجهها قبل كلتا عيناها و وجنتيها و انفها الصغير بحب و مشاعر صادقه وعند رؤية شفتيها لم يستطع الابتعاد اقترب و أخذ جرعة من اكسير الحياه خاصتها ، فتململت هي ، وفتحت عيناها لتقبل عيناه تحدق به و شفتيها التي تلامس خاصتها ، صدمت من رؤيته و دفعته عنها ، فأنزاح قليلا و جلس يطالعها قائلا ببحة صوت متحشرج من فرط ما يشعر به قربها وقال
عاصي :: صباح الخير ، علي احلي جنيه سلبت قلبي وعقلى منى
لتطالعة بغضب و تقول ::انت مجنون ، إيه اللي دخلك اوضتي ، وكمان وكمان --
انت سافل و قليل الأدب والله يا عاصي ، اطلع براا ، قبل ما حد ما يشوفك
عاصي ببرودة إبتسامة :: والله نفسي و يجبرون إدارى الفضيحة و اتجوزك
حوريه :: عاصي ، برااااا ، اطلع برااااا، لو بابا شافك هيقتلك ، هو مش طايقك اصلا
عاصي بغمزه:: خايفة عليا ، اعترفي انك بتحبيني و خايفة عليا
حوريه:: لا مش هتعرف ، يلا برااااا
عاصي :: مش هتعرفي !!اممم يعنى بتحبيني و رفض تعترفي ، حلو اوي الاعتراف دا
و انا وراكي وراكي لحد ما تعترفي يا حوريه ، ثم ينهض و يباغتها بأنحنائه و تقبيله لشفتيها بقبلة سريعة
ثم ينظر لها بتحدي و يخرج من الغرفه ، و ما أن فعل و خرج حتي وضعت بديها علي شفتيها و ابتسمت علي ذاك المجنون ،الذى يبدو أنها قد وقعت له ، ولكن لن تعترف ابدا بذلك ، حتى تتأكد من صدق مشاعره لها .
مرت عدة أيام ، قد تماثلت فيها حور الشفاء و نهضت من علي فراشها و مارست روتينها اليومي بشكل طبيعي ، بأستثنناء تلك الذكريات و الصور المشوشه التى تداهمها ، و أيضا وجدت متعه رهيبة في إثارة غضب بيجاد ، لتحصل علي اهتمامه بها ، فكان أغلب الوقت يتجنبها إلا عندما تخطئ ، فلاحة أن أكثر ما يثير جنونه و غضبه عليها هو الاقتراب من عاصي أو حازم ، لذا قررت اللعب معه معه الاستمتاع بغضبه الملازم لقربه .
أما بالنسبة لزيادة و منار ، فقد أخبر أكرم بيجاد ، أن يخبر هو عليا حتي لا تسير المشاكل و استجاب له بيجاد و فعل هذا و اخبرها أن زياد سوف يتزوج من منار ، و أن هذا قرار نهائي ، لم تستطع الاعتراض أو التحدث أمام سلطته و رعبها منه ، و لكنها بالطبع قد أفرغت غضبها كله بأكرم الذي لم يبالى إلا بسعادة ابنته ، و أتى ذاك اليوم و جاء زياد و منيره و أدهم للتقدم و طلب منار للزواج من ابنهم و قابلا حور و عانقتها منيرة بشده و اخبرها كم هي سعيدة بكونها علي قيد الحياه و برؤيتها الآن
و أنها تعتذر لعدم مجيئه فورا لمرض زوجها الدكتور أدهم و الذي بالطبع تذكرت حور و كالعاده أظهرت مرحها معه ، والذي رآه بيجاد لأول مره معه ، وعلم بقربه لأحمد ، و طلب منه الدلوف لمكتبة ، و ما أن دلف وا وجلسة سويا ، حتي حاولت بيجاد معرفة بعض الأمور عن ماضي أحمد و زهره و ورد و مكان ولادة حور و حورية و عدة تفاصيل عن حياتهم ، و الذي علم أنه تمت والدتهما بكندا و طلب منه بيجاد محاولة معرفة اسم المشفى ، فاخبره انه هناك صديق لها مستقر هناك و ابنه كان صديق لأحمد و سوف يجعلها يحاول معرفة الأمر و جلب ملف ولادتهما من كندا ،
ثم مرت عدة أيام أخري و بدأت الدراسه و أصرت حور و حوريه علي المداومة و عدم تأجيل تلك السنه و تفويتها عليهم ،فخضع بيجاد لرغبتهم و قام بعين حراسه ضخمة لمرافقتهم و بالطبع كان هو قائدهم ، ذهاباً و ايابا ، و لكن حور كانت تفقده أعصابه تماماً ، و تثير جنونه عليها ، فلولا أنها حور خاصته ، لكان قتلها ليرتاح منها و من مشاكلها
مجنونه انتى يا من رزقت بكى
تثيرى الشغب بعالمى
مرحة انتى يا فتاتى
أطاحتى بقلبى و أوديتى بعقلى
الي درب الجنون من افعالك
أصبحت متيما بكى ، اهوي كثيرا مشاغبتك لى
تشعرني بكوني أحيا ،
أنرتى حياتى و اخرجتنى من ظلمات حياه
كانت كالصحراء القاحلة ، بدونك انا لا أحيا
كونى لى ما دمت حيا، فحياتى دونك ليست بحياة اعيشها
~
~~~\\\\\\\
انتهي و يتبع
