رواية حور الشيطان الفصل السادس 6 بقلم ملاك محمد
بارت 6




مرت عدة أيام عليهم لازمت فيها حور غرفتها حتي تم شفائها ،
كان فيها عاصي يزداد تعلق بها بشئ ملحوظ ،
فكان يوميا يقضي معها عدة ساعات يمرحون و يمزحون كثيرا
و كان هذا يضايق كلا من بيجاد و حورية
و أيضا حازم الذي كان يأتي بصوره مستمرة للاطمئنان عليها ،
و كان هذا يغضب عاصي بشده ، فهو لا يجده مناسب لحور ،
و كان ينعته دائما بالغليظ المتلبد ، أما عن بطلنا الوسيم سئ الحظ ،
فكان يتجانبها تماماً ، يطمئن عليها من وقت لآخر من بعيد ،
و كان يغضب بشده لأندمجها مع عاصي الغير مبرر و مفاجئ له ،
و أيضاً رؤية حازم كانت تثير غضبه ، عاد الي طبعه الحاد المعروف عنه سابقاً ،
بل ربما اسوء عاد ذاك الغاضب البارد القاسي ، فكان كفهد مجروح القلب مشتت العقل ،
يبحث هو و عاصي في كل مكان عن عماد دون جدوى من ايجاده ، تملكه الخوف ،
من أن ينجح بفعلته ذات يوم و يتمكن من اذيتها ، ازاد من عدد حراسه حول القصر ،
و انشغل بين إدارة شركاته و البحث عن عماد ، يحاول أن يشغل تفكيره عن ما حل به ،
و الابتعاد عن مرئه لها ، أما عن حور ،فكان يغضبها بشدة قلة اهتمامه بها و عدم رؤيته لها
و في صباح يوم جديد ، اشرقت شمسه علي بطلتنا حور ،
قررت فيها النهوض من الفراش و الهبوط للأسفل لتناول الفطور معهم فقد سئمت من الفراش ، و أيضاً تشتاق لرؤيته ، نهضت من فراشها و أخذت حمام و ارتدت ثوب اسود عاري الذراعين، يصل إلى بعد ركبتبها بقليل و تركت لشعرها العنان ،
كانت جميله جدا ، و كأنها نسيت عادة ارتداء البنطال التي لازمتها في الآونة الأخيرة
و عادت لملابسها الأنيقة و المثيرة ، التي تظهر من انوثتها و جمالها الفتاك ،
توجهت أمام المرآة و أخذت تبحث في اشيأئها ، حتي وجدت تلك القلادة الجميلة علي شكل زهره ما ، انبهرت بها بشده ، و ما ان ارتدتها ، حتى داهمتها ذكري ما و صور مشوشة لفتاه و رجلا ما يلبسها اياها فترنحت قليلا و جلست علي الفراش ، حتي صعدت لها حورية و دلفت و وجدتها هكذا
فقالت :؛: الله الله يا حور ، الظاهر رجعتي لحور القديمه ، كنت نسيت شكلك بالفساتين ،
طوال السنه اللي فاتت كنتِ اعتادتي تلبسى الجينز .
لتتانسي حور و تنظر نحوها بأستغراب:: حقيقي ، يظهر اني كنت بطلت اهتم بنفسي ، بس هرجع تاني ،
يلا ننزل نفطر معاهم تحت ، و بعدان عندي ميعاد في المشفى ، حازم اتصل بيا و قال انه جاي يخدنى
حورية :: هو الشيطان ، قصدي بابانا عارف بالكلام دا
حور بينما تلوى ثغرها :: دا علي أساس انى بشوفه ، أو بيعبرني حتي
انتي متأكدة انه ابونا يا حورية ، مش عارفة ليه مش حاساه
حورية بحده :: ايوة يا حور ابونا و لازم تتقبلي الفكره ، احنا عملنا تحليل و اتأكدنا
حور :: طيب في ايه خلاص ، انت ما صدقتى تنفحتي ، يلا ننزل
و من ثم أخرجت حذاء اسود بكعب عالي و ارتددته
حورية :: بلاش الكعب العالي دا يا حور ، انت مش بقيتى ترتاحى فيه و من فتره كبيره مش لبستيه
و كمان انتي تعبانه ، و باقلك كتير قاعدة ، بلاش
حور :: لا مش هغيره كده حلو ، يظهر أننا الفتره اللى فاتت اتغيرت خالص ، كأنك بتحكي لي عن وحده تانيه مش أعرفها ، يلا أنا عجبني كده
و من ثم خرجا من الغرفة ، تتمسك حورية بيد حور و هبطا للأسفل
كانت تهبط الدرج ، بينما هم جالسون علي طاولة الطعام و هو يرأسها كالعاده في مقابل الدرج
حتي استمع لخطوات طرق حذائها العالي عليه ، فرفع بصره نحوها ، ليصدم من هيئتها الجديده ، التي لم يعتاد علي رؤيتها بها ، فكانت جميله للغايه ، بينما عاصي لاحظ نظراته ، فألتفت ليرى كلتا الحوريتان يهبطا للأسفل ، فأراد مناغشة حور فقال
عاصي :: الله الله علي الجمال يا حور ، انتي كده بتجنينا بجمالك دا ، و الله انك خساره فى الغليظ دا
ما اترجعي في كلامك و اقبلي بيا انا والله انا مز و خساره تضيعيني من ايديك
لتقترب منه بينما تصدح صوت ضحكاتها عاليا ، لتترك حورية و تميل نحوه تقبل احنا وجنتيه تحت صدمة الجميع ، بينما تقول
حور:: و انا موافقه ، تم تتركه و تتابع بينما تتوجه لبيجاد و تميل نحوه هو الآخر و تقبل وجنته و تحتضن بيديه عنقه تحت صدمته و غضبه الذي لم يستوعبه إلي الآن فقد قبلت عاصي الآن و أمامه و من ثم الآن تقبله ، ثم تقول
حور :: إذا بيجادو موافق ، و لو مش موافق تخطفني عادي ،
لينتفض من أثر قبلتها و يتفاقم غضبه و يمد بديه يزيح يديها من علي عنقه بحده و يبعدها عنه
بينما يقول:: ايه اللي انتى لبسه دا و ايه الكلام الفارغ اللي بتقوليه دا ، الظاهر أن احمد معرفش يربيكي فعلا و محتاجة إعادة تربيه من جديد
لتصدم هي من حديثه و غضبه هذا ، ويوجعها حديثة بشدة و يتدفق الدمع من عينيها ، فلو كان أحد آخر لآرته لسانها السليط و لكن لا تدرى لما اوجعها قلبها هكذا ، ولكن لن تسمح له بأنة أحمد والدها ابدا
فأزدادت شهقاتها بينما تقول
حور :: انا مش اسمحلك تهين أحمد بابايا ابدا ، اللي كان موجود جانبنا دايما ، مين انت علشان تشكك في تربيته ، أحمد ربنا كويس جدا ، و بالدليل أننا دكاترة دلوقتي و قادرين نعتمد علي حالنا ، كنت فين انت ياللي عاوز تعيد تربيتنا كل السنين دي ، انا غلطانه ، انى سمعت لحوريه و حاولت أقبل انك بابانا ،بالرغم انى مش حساها اصلا و من تجري مبتعده من أمامه متجهة الي بوابة القصر ، ليلتوي قدمها و يختل توازنه و تسقط متألقة ..
أما هو كانت تؤلمه بشده شهقاتها و لكن هي المخطئه ، فمن سمح لها بالقرب من عاصي هكذا ، حتي أن قربها منه قد فاق سرعة قربها منه هو سابقا ، هو يدرك أنها ليست هكذا مع الجميع ، فالدنيا تحفظها مع حازم ، إنما هي تكون هكذا مع من تحبهم بطريقة مميزة ، تظهر عفوية و مرحبا معهم فقط ، لذا أغضب حقيقة كونها .. غامض عينه بألم ، فماذا لو كان ظنه صحيح ، هل احبته ؟؟ ، ليخرج من شرود صوت سقوطها و تأوها ، فيرتعد قلبه عليها و يهرول مسرعاً اتجاهها
بينما في ذاك الوقت كان قد أتى حازم و دلف الي القصر ليصدم من رؤيتها جاسمه علي الأرض بينما تبكي و تتأوه متألمه
أما عند عاصي فقد اغضبه كثيرا نوقف بيجاد و عدائيته معها ، فهو يدرك عفويتها في التعامل و أنها تكن له مشاعر خاصه كالتي يكنها هو ليه ، فهي تجد معه الاهتمام و الحب التي تفقده من بيجاد ، و الذي هو بالمقابل يحاول أن يعوضه لها ، و في ذات الوقت يشعر بألم بيجاد و عذابه النفسي ، ولكن ما ذنبها هي ، فهي ليست إلا طفله تحتاج للحب و الاهتمام ، خاصة مع ما عانته سابقا ، فقد عادت من الموت ، فماذا لو كانت حقا ماتت ، فهو يحمد الله علي نجاتها ، فتلك الصغيره يشعر وكأن هناك رابط قوي بينهما ، لا يعرف ماهيته ، فهي علي عكس حورية يعشقها عشق رجل ل لأمراته ، ربما لأن كلتهما مرتبطه بحبيبته الأولي
اما حورية كان يزعجها هي الاخري ترابطهما ، لا تفهمه ، رغم أنه يصر علي عشقه لها هي ، إلا أن مرحة و اندماجه مع حور مختلف، فهما يشبهان بعضهم كثيرا ، نفس الخصال و المرح و القوة والشجاعه ،
تكاد تقسم و كأن كلا منهما نسخه عن الآخر ، أما هي فمختلفه تماما شخصيتها عن شخصيته
خرج الجميع من شرودهم و سارعوا بالتوجه إلى حور التي تتأوه من قدمها
كان أول الوصلين هو بيجاد الذي انحني نحوها بفرع ، بينما هي كانت تزال شهقاتها مع تأوها ،
كان كل اه منها تمزق قلبه هو ، بينما يقول
بيجاد :: انت بخير يا حور ، بتوجعك اوي وحاول رؤية قدميها و لكنها أبعدته عنها و شاحت بوجهها لناحية اخري ، ليأتي حازم مسرعاً نحوها و يميل ليرى قدمها و يحاول رؤيتها ، ليجد انه التواء ، ليتضايق بيجاد و يقول بحدة :: لبسه كعب عالي و انتى من فترة كبيره مش لبستيه ، مستنيه ايه غير انك تقعي و يحصلك كده ، بس الهانم لازم تلبس و تهتم بنفسها ، انبسطي بقا، أهو هترجعي تقعدي في السرير من تاني
لترمقه هي بنظرة غيظ و غضب بينما لا تزال تبكي ، ليأتي عاصي اليها و ينحني نحوها بينما
يقول بصوت هامس :: سيبك منه دول مسمينه الشيطان من شويه ، دا ما بيعرفش يقول كلمه حلوه ، قولي لي انتي بنته ازاي ، ليستمع حازم الي حديثهم ، فيتدخل هو الآخر بينما يقول
حازم :: حقيقي يا حور معه حق ، دا انسان مرعب والله ، اسأليني انا خدت منه علقة معتبرة ،
حازم :: و انت مالك انت يا بايخ ، حد دخلك بينا ، و بعدين انت اصلا مش نازلي من زوار ،
انا مش عارفة عاجبها فيك ايه ، ثم يوجه حديثه لحور :: قولتلك سيبيك منه الغليظ دا
حازم :: تسيبها من مين يا عمو روق ، انت بتحرضها عليا ، انت عينيك علي خطبتي ولا ايه
عاصي :: عمو مين ياولا ، دا هما كم سنه بنا ، دا انا شكلي أصغر منك ، و بعدان اه بصراحه
مستخسرها فيك ، بقا الحور دي تتجوزك انت يا رخم ، ثم يتابع موجه حديثه لحور مجددا :: اسمعي مني
ليرمقه حازم بغيظ بينما يقول :: لا انا هبعدها عنك ، انت تأثيرك خطير عليها ، و يحاول حملها ،
ليقول عاصي بينما يبعده عنها و يحاول حملها هو
عاصي:: أبعد ايديك عنها احسن لك ، انت اتجننت بتشيلها بمناسبة ايه
حازم :: بمناسبة انها خطبتي و هتبقى مراتي
عاصي :: لما تبقي مراتك بقي ، تبقى تشيل و يتابع محدث نفسه قائلاً و دا علي جثتي انه يحصل
ليشعر بيجاد بالغضب يتفاقم بداخله و يقترب منهم بينما يرمقهم بنظرات شيطانية ارتعد الاثنان أثرها
بيجاد :: انتم بتتخانقوا عليها كده و انا موجود ، لعبه هي ، سيبوها ، ليتركها الاثنان و يسرعا في الابتعاد عنهما فشير إلى حازم قائلا :: و انت اتفضل من هنا دلوقت ، مش كل يوم تيجي هنا ، هي بقيت كويسة ، لما تبقي خطبتك رسمي ، ابقاء تعالي ، ثم يشير الي عاصي و يتابع قائلا :: و انت بقا حسابك معايا بيزيد يا عاصي و انا لحد دلوقت صاير عليك ، ليخرج حازم بينما هو حانق منهما ا أما عاصي فيرفع يديه له بأستسلام بينما يغمز لحور و يقول :: مش قولتلك مرعب ، دا غشيم و غضبه أعمي ، شيطاااان
، ليتوجه هو ناحيتها بينما ينحني هو لحملها، و يرمقها بغيظ قائلا
بيجاد ::عاجبك انتي انهم الاثنان بيتخانقوا علي حضرتك ، سعيده انتي مش كده
لتحاول حور أن تبعده ، ليرمقه بنظره اخرستها ، فقد شعرت انه علي وشك الفتك بأحدهم
بينما غمرةا سعاده خفيه من غضبه هذا و لا تعرف لما ، ليحملها بين يديه و يصعد بها الدرج
و ما أن وصل إلى غرفتها حتي وضعها علي الفراش و جلس بجانبها ، يرمقها بنظرات ارعبتها ،
أخذ شهيق يليه زفير ثم قال من بين أسنانه
بيجاد :: اللى حصل تحت دا مش يتكرر ،فاهمة ، و أقسم بالله يا حور ، لو ما اتظبطي و بطلتي جنانك دا لأربيكي علي أيدي من جديد ، انتى ازاي جالك الجرئه تبوسيه قدامي عيني عينيك كده
حور :: ممكن افهم ايه الغلط في عملته دا ، عاصي ابن عمك و في عمرك ، يعنى ذي عمو بالظبط ،
و انا بحبه جدا
لتحتد نظراته أكثر و تصبغ عيناه بالازرق القاتم بينما يقول
بيجاد :: انا قولت اللي عندي ، إياك اللي شفته تحت دا ، يحصل قدامي مره تانيه
حور :: يعني هو اللي مضيقك اني بستوا قدامك مش من وراك ،
بيجاد بغضب :: حووووور ، أقسم بالله انا ماسك نفسي عنك بالعافية ، فأتظبطي
لترتجف حور من غضبه و بذات الوقت تتلذذ به
بينما هو في لحظه سكنت عينه نظرة الم ما أن انتبه لتلك القلادة التي ترتديها ، فما أن رأها حتي روادته ذكرى اهدئه لها ، لينتفض مبتعد و يخرج خارجا متوجه الي غرفته ، و ما أن دلف حتي شعر بدأت قلبه تتسارع و كأنها تضخ بالأم ، لم يشعر بحاله و هو يكسر كل ما يقبله بالغرفه لعله يهدي ،
لينتفض الجميع علي إثر صوت التحطم الذي دوت أصوات أرجاء القصر ، ليهرولوا بأتجاه غرفته ، فيقابلهم علي الدرج و يمر بجانبهم بينما يخرج من القصر يصعد سيارته و يقودها إلى الشركه ، ليدلف اليها و نيران الغضب تشتعل به ، نظرات شيطانية يرمق بها كل من يراه ، فيشعر الجميع و كأنه مهدد الآن و أنه يجدر بهم الابتعاد عنه ، فشيطانه يتلبسه الآن ، مر اليوم عليها و هو يطيح بجميع من يقابله ، فغضب كان عارم ،لم ينجو منه أحد ،
بينما عاصي ما أن رأئه هكذا حتي شعر بالشفقه عليه ، فقد خسر حبه في الماضي و الآن هو يعيش حباً محرماً عليه ، و هذا العشق ليس إلا لأنه الذي يراها دوما أمام عينه ، و يشكر الله علي كون حور لا تتذكر
فقد قصت له حورية عن عشقهما و أدرك كم أن حلو و حقيقياً و خاصة من قبالها هي ، فكيف كان سيكون وضعها ما أن كانت تتذكر ، لمح حورية تذهب الي شرفة القصر ، فدلف خلفها ، و ما ان فعل ،حتي رأها تدير له ظهره و تشرد بينما تنظر خارجاً ، اقترب منها ببطئ و احتضانها ، بينما يدفن رأسه بتجويف عنقها يستنشق عبرها بأنتشاء ، لتذعر هي من فعلته و تحاول أبعاده عنها دون جدوى كالعاده فهو بات يستغل أي فرصه لقربها ، لتنهره عن فعلته تلك ، ليزيد هو من التشبث بها و يطبع قبله علي وجنتيها بينما يقول
عاصي :: بتوحشيني اوي يا جنية قلبي ، بسنتي الليل يخلص علشان اقدر اشوفك ، عملت فيا ايه يا بنت بيجاد ، بقيتي ليا ادمن ، تعرفي بقالي يومان بحاله مش أدت فيهم جرعة الحياه ،
حوريه :: انت اتجننت يا عاصي ، أبعد عني ، ممكن حد يشوفنا
عاصي :: اللي يشوف يشوف ، و ياريت هو نفسه يشوف ، ثم يتابع مازحا
ب
قولك ايه انا شاكك انه مش هيوافق ، انتى مش شايفة بيعامل أي حد يقرب منكم ازاي ،
ما تيجي نحطه قدام الواقع و نجبره يوافق و يداري علي الفضيحة
لتشهق هي ما أن تتفهم مقصده و تبعده عنها بحده بينما تقول
حوريه ::: انت قليل الأدب و سافل و الله ،انا غلطانه اني صدقت انك بتحبني و تتركه لتغادر ..
ليقهق هو بشده و يقوم بجذبها بقوه فترتطم بصدره ، فيقول هو
عاصي :: بهزر معاكي يا مجنونه ، هو انتي شبه اوكي اوي كد لها ما لكيش في الهزار ،
و بعدان لازم تفهم انى أخاف عليكي اكتر من نفسي ، انا هعتبرك بنتي يا حورية
حورية بغضب ::: إلهي تنستر بلاش الكلمه دي ، بقيت ترعب عندنا ، الشيطان قالها لحور
و اكتشف انها بنته ، بلاش تقولها الله يخليك ، انا اتعقدت منها
ليقهق هو عليها ، بينما يقول بعبث
عاصب ::: واضح انك اتعقدتي منها ، و انك حاسه بالظبط باللي انا حاسه
ما تقوليها يا جنيه قلبي ،
حوريه :: اقول ايه
عاصي بينما يقترب بوجه أكثر ، و يميل اتجاه اذنيها و يقول بهمس مثير
عاصي :: اني بحبك ، قوليها يا حورية
حوريه :: لا ، انا مش بحبك ، انت واحد بتاع بنات و مش هثق فيك ابدا ،
و بطل تهزر تاني مع اختي كده احسن لك
عاصي :: بما انك قولتي لا و مش بتحبنيي ، يبقي انا حر ، و مالكيش دعوه بيا ،
يلا انا طالع عند الحور و يتركها و يذهب ، لتغضب هي و تضرب الأرض بقدميها بغيظ ، بينما هو كان يختبئ و رأها ، فأرتسمت ابتسامة علي محياه من جنيته التي تثير عاصفة هوجاء بقلبه لدي قربها ، ثم خبط رأسه بينما يهمس لنفسه بغضب قائلا :: نسيت اخد الجرعة ، غبي ، كنت خدتها الأول و بعدان أخدت الموقف منها ، بس ماشي يا حوريه يا بنت الشيطان ملحوقه ، ثم يتوجه لغرفة حور و يطرق الباب فتأذن له بالدلوف ، فيدلف الغرفه و يجلس علي الفراش أمامها بينما يقول
عاصي :: انتى احسن دلوقت ، لسه بتوجعك رجلك
حور :: لا ، مش بتوجعني ، الحمد لله
عاصي :: مش عايز تزعلي من بيجاد ، هو ما يقصدش ، هو بس مش بيعرف يتحكم في غضبه
و كمان هو مر بظروف صعبه كتير في حياته ، انتي مش مخيلة كانت حالته ازاي لما كان فاكرك ميته
عزل نفسه عن العالم كله و سكن في آخر البلد ، و كان هدفه الوحيد الانتقام من اللى اخذك منه
حور :: انت بتتكلم بجد ، هو زعل عليا اوي كده ، طيب ليه انا حاسه انه بيبعد دايما عني ،و بيحاول يتجنبني ، من يوم ما جيت هنا ، تعرف أنه و لا مره جاني يكمن عليا و يقعد يتكلم معايا زيك كده
و النهارده و اللي عمله و قاله خلاني بقيت بشك انه بيكرهني اصلا و مش متقبل وجودي
عاصي :: لا طبعا ، بيجاد بيحبك جدا ، بس هو طبعه صعب شويه ، و أعطيه شوية وقت ،
هو في لحظه فوجئ أن عنده بنتان حلوين و ذي القمر ، حوريتأن من الجنه ،
فأكيد محتاج وقت يستوعب وجودهم و ازاي يتعامل معاهم
حور ::: بس دا مش يعطيه الحق انه يشكك في تربيتي و يقلل من بابا اجمد
استمع الي كلامها ، إلا أن أتت بذكره اسما من الماضي ، أعاد له ذكري ما ،
نفض رأسه عنها ، فلا يريد الغرق بدوامة الماضي و تابع قائلاً
عاصي :: هو اكيد مش قاصد و ذي ما قولتلك هو غضبه بيعميه
حور :: ما هو واضح ، بسببه رجعت رقدت علي السرير من تاني ،
بجد انا مليت من قعدة البيت ، مش وخده عليها يا عاصي
عاصي :: معلش يا حور ، شوية و تبقي تمام و تقدري تتحركي
ليلمح حوريه الآتية نحوهم ، فيريد اغاظتها أكثر ، فيتابع قائلاً
عاصي :: بس لو الحور مضيقه ، و حابة تنزل الجنينة شويه
تأمر ، ايه رأيك اشيلك و انزلك تقعدي تحت شويه
لتلاحظ حور نظراته و دلوف حوريه و نظراتها الناريه له ،
لتتأكد مما كان يدور في خاطرها منذ فترة اتجاههم
لتشير لعاصي بالاقترب أكثر و تقول له
حور :: انت بستغلني علشان تغاير اختي يا عاصي
ليتوتر هو و يهرب بعيناه
لتبتسم هي و تغمز بعينيها و تتابع قائله
حور :: لو بجد بتحبها فأنا معنديش اي مانع ،لأني حاسه الثلج اللي في قلب اختي ابتدى يدوب
عاصي :: طيب احلفي ، لأني ابتديت أشك ان مفيش عندها قلب و مشاعر اصلا ، دي فريزر متحرك
حور :: يا بني يا حبيبي ، البت اختي دي ، انا كنت فقدت الأمل أنها تحب اصلا ، بس انت الظاهر عليك قدرت و انا هساعدك و أوفق عرسان في الحلال و كله بثوابه ، بس يعنيك ربنا علي الشيطان أبوها ،مهمتك تقنعه يا مز انت ، لأن شايفة كده انه مش بيطيقاك أصلا ، و انك هتعاني ، نصيحه مني اخطف البت و اهرب و اجبرها انك تتجوزها و حطه قدام الأمر الواقع ، الصنف اللى ذي اختي و أبوها دول مش بيجو إلا كده صدقني ،
ليقهق عاصي عليها بينما يقول :: انتى فعلا مصيبة ، بس مصيبة حلو و ذي العسل ،
انتى جيتي العيله دي غلط ، ما تيجي اخطفك انتي و نهرب من هنا ، العيله دي مش مقدرا وجودنا
حور :: لا فكك مني با مز انت و ركز انت مع حوريتك و سبني أنا اركز
لأن عندي شغل كتير هنا ، العيله دي محتاجه و جودي وضعهم مش عجبني
و اولهم اللي فرحان بأسم الشيطان المسمينه بيه دا ، وضعه و حالته
و الغضب اللي مسيطر عليه دا مش عاجبني
و أنا بقا بعد اللي حصل النهارده ، و قررت يا أنا يا هو ،
و يوريني بقا شيطانة هيقدر يغلب الحور ولا الحور هي اللى هتروضه
عاصي :: انا كده أدركت أن اللي جاي ربنا يستر منه ،
حور بمزاح بينما تربت علي احدي كتفيه
::: اتأكد من ان الحرب هتبتدي بين الحور و الشيطان و هو اللي اختار
لترمقهم حوريه بنظرة غيظ من حديثهم بصوت خافت ، لتبتسم حور بخبث
و تقول :: حوريه ممكن تجيبي لي كوتشي ، علشان البسة و عاصي ينزلني الجنينه
لتجلبه لها حوريه و ترتديه حور بينما تتابع نظرات أختها الناريه بأبتسامه و
تقول لنفسها :: عشت و شفتك بتحبيه يا حوريه ، كنت قربت أفقد الأمل ، شكله عاصي مش سهل أبداً
لتغمز لعاصي بعينيها بينما تقول يلا بينا من هنا ، لأن حاسه أن حوريه هتتحول لتنين قريب و تنفث النار
لتتعالي قهقهت عاصي بينما يرمقها لحوريه بنظرات شامته و ينهض ليحمل حور و يهبط بها الي الأسفل
و يتجه الي الجنينة و يجلسها و يجلس معاها ، لتأتي منار و تراهم ، فتجلس هي الأخرى بالمقابل منهما ، و لكنها شاردة في محبوبها ، فيلاحظ حزنها عاصي ، فهو ليس بهين ، فقد أدرك عشقها لزياد ، و أقسم أن يجمعهما و أن تحصل ابنة أخته علي عشقها ، فلن يسمح أن تذيق هي الاخري مرارة خسارة العشق و ألمه ، ليميل علي حوريه
و يقول بهمس :: عندنا مهمة عشق جديده و تجميع قلب بحبيبه ، محتاجك معايا فيها ، ايه رأيك
حور :: اشطا معاك طبعا ' رسيني علي الحوار الأول
ليشير لها برأسه علي منار ، بينما يتابع قائلا
عاصي :: منار عاشقه زياد أخو بيجاد
حور :: خبر اسود ، بتحب عمها
ليكتم عاصي ضحكته بصعوبة حتي لا تلاحظه منار فقد نسي حقيقة فقدها للذاكرة
فيقول :: عمها ايه ، اهدي يا مصيبة ، زياد أخو بيجاد بس مش أخو أكرم ، يعني مش عمها
حور :: انا مش فهما حاجه ، يظهر أننا ضاع مني كتير ، ايه الحور رسيني دماغي ضربت اكتر ما هي
ليكتم عاصي ضحكته علي تلك المجنونة و يقص لها عن زياد و منيره و كل ما لا تعرفه بأستثناء ماضيه و حقيقة علاقتها مع بيجاد ، لتدهش حور من تلك العائله و تقول :: ايه العيله الملغبطه دي
هو مين ابن مين و مين أخو مين ، العيله دي محتاجه قاموس علشان الواحد يفهمها
لتصدح ضحكاتها عاليا ، فلا يستطيع أن يكتمها اكثر ، فتنتبه منار لهم ، فيقول
عاصي ::: حور دي مصيبة أقسم بالله ، انا مقلق من الجاي بسببها
منار :: لا دي عسل ، دي احلي حاجه في البيت دا و الله البيت من غيرها كئيب جدا ،
انا فرحانة أنك عايشه يا حور ، كانت حالتنا صعبه من غيرك
حور بمزاح :: ياااه الدرجة دي انا مهمه ، انا كده هتغر و الله
ليبتسم كلا من منار و عاصي عليها ، لتقول حور بينما تنظر لعاصي بغمزة
حور ::انا رجلي بتوجعني ، ما تيجي نروح المشفى لعمو زياد يطمن عليها
ليفهم عاصي عليها ، بينما يقول :: لا الف سلامة عليكي ، طبعا لازم نروح ،
ايه رأيك تيجي معانا يا منار
لتعود البهجة الي منار و تقول بحماس :: اكيد طبعا لازم اروح معاكم و نطمن علي حور
خمس دقايق البس و اجيلكم علي طوال لتذهب مسرعة من أمامه
ليقهق كلا منهم بينما تقول
حور :: شوفت ، دي طلعت وقعه بجد و الظاهر أننا الكبري اللي هنا ، يلا كله بثوابه
بينما تشعر هي بالأقتضاب بداخلها الذي امتلكها فجأه تجاه زواجها من حازم
و هي لا تشعر نحوه بأي مشاعر و لكن لا تقوي علي الرفض ، فهي مدينه له بحياتها
ليبدي الحزن عليها ، بينما تحدث نفسها بصوت مسموع كالعاده ينتبه له عاصي
الظاهر انى انا مش مكتوب لي الحب ، و قدري مش أعرفه ، ليشعر بالحزن عليها
بينما يبتسم للحظة علي تلك العاده التي تمتلكها مثله ، فتجعل من أفكارهم مكشوفة للجميع
و ما أن أوشك علي الحديث معها عن علاقتها بحازم ، حتي آت عمار و كان ذهابا الي الشركه
فأقترب منهما و جلس بالقرب من حور ، بينما يسألها عن حالها ، فهو لم يحضر ما حدث صباحا ،
كان ما يزال بغرفته و نهض علي صوت التحطم من غرفة بيجاد ، فأخبرته حور انها بخير
و ماهي لحظات حتي أتت منار و قالت إنها جاهزه ، فسألهم عمار عن مكان ذهابهم ، فأخبره عاصي
أن سوف يأخذ حور ألي المشفى الأطنان علي حالها و منار سوف تأتي معهم ، ليصل علي الذهاب معهم
لرفض عاصي و يخبره ان يذهب هو الي الشركه ، و تقول له حور انه مجرد كشف عادي و أنها لا تعاني من خطب و أن عليه الذهاب لعمله ، فيذهب مرغما و يحملها عاصي الي السياره ، و يصعدوا و يقودها متجها الي وجهته ، بينما وصل عمار الي الشركه ، فوجد الجميع في حالة ذعر و أن عمه يطيح بهم و أنه عقد اجتماع لمراجعة أمور الشركه و طلب منهم أخباره بالمجئ له ما أن يأتي ، فأدرك حينها أن غضبه سيلحق به هو الآخر ، توجه الي مكتبه و هو يتأهب لغضب و كيفية النجاة منه ، دلف الي الغرفه ، ليجد تلك النظرات الشيطانية تتلبسه و علم أنه هالك لا محال ، إذا لم يشتم انتباه ، رمقه بيجاد بحده بينما قال
بيجاد :: انت لسه جاي حضرتك ، و سيب الشركه تولع ، مش فايق انت إلا للسهر و الصراحة
عمار :: ابدا يا عمي ، انا كنت جاي من بدري ، بس اتأخرت علشان كنت بمن علي حور
لتفاقم غضب بيجاد ، فهو هو العاشق للآخر يصرح بأهتمامه بها ، فيشعر عمار بغضب العارم
فيتابع مصححا قائلا:: قصدي يعني لأن عمو عاصي كان وخدها المشفى
ليهلع بيجاد و يقول بقلق :: حور مالها ، فيها أية ، قول
عمار :: اهدي يا عمو ، هو قال مجرد كشف روتيني للاطمئنان
لتتأجج نيران الغضب بداخله ، فكيف له أن يأخذها دون أخباره
و يسأله الي اي مشفى أخذها ، فيخبره انهم متوجهة الي المشفى
التي يعمل بها زياد كما اخبروه ، فيأخذ اشيائه و يتوجه مسرعا الي المشفى ....
انتهي و يتبع ...
مرت عدة أيام عليهم لازمت فيها حور غرفتها حتي تم شفائها ،
كان فيها عاصي يزداد تعلق بها بشئ ملحوظ ،
فكان يوميا يقضي معها عدة ساعات يمرحون و يمزحون كثيرا
و كان هذا يضايق كلا من بيجاد و حورية
و أيضا حازم الذي كان يأتي بصوره مستمرة للاطمئنان عليها ،
و كان هذا يغضب عاصي بشده ، فهو لا يجده مناسب لحور ،
و كان ينعته دائما بالغليظ المتلبد ، أما عن بطلنا الوسيم سئ الحظ ،
فكان يتجانبها تماماً ، يطمئن عليها من وقت لآخر من بعيد ،
و كان يغضب بشده لأندمجها مع عاصي الغير مبرر و مفاجئ له ،
و أيضاً رؤية حازم كانت تثير غضبه ، عاد الي طبعه الحاد المعروف عنه سابقاً ،
بل ربما اسوء عاد ذاك الغاضب البارد القاسي ، فكان كفهد مجروح القلب مشتت العقل ،
يبحث هو و عاصي في كل مكان عن عماد دون جدوى من ايجاده ، تملكه الخوف ،
من أن ينجح بفعلته ذات يوم و يتمكن من اذيتها ، ازاد من عدد حراسه حول القصر ،
و انشغل بين إدارة شركاته و البحث عن عماد ، يحاول أن يشغل تفكيره عن ما حل به ،
و الابتعاد عن مرئه لها ، أما عن حور ،فكان يغضبها بشدة قلة اهتمامه بها و عدم رؤيته لها
و في صباح يوم جديد ، اشرقت شمسه علي بطلتنا حور ،
قررت فيها النهوض من الفراش و الهبوط للأسفل لتناول الفطور معهم فقد سئمت من الفراش ، و أيضاً تشتاق لرؤيته ، نهضت من فراشها و أخذت حمام و ارتدت ثوب اسود عاري الذراعين، يصل إلى بعد ركبتبها بقليل و تركت لشعرها العنان ،
كانت جميله جدا ، و كأنها نسيت عادة ارتداء البنطال التي لازمتها في الآونة الأخيرة
و عادت لملابسها الأنيقة و المثيرة ، التي تظهر من انوثتها و جمالها الفتاك ،
توجهت أمام المرآة و أخذت تبحث في اشيأئها ، حتي وجدت تلك القلادة الجميلة علي شكل زهره ما ، انبهرت بها بشده ، و ما ان ارتدتها ، حتى داهمتها ذكري ما و صور مشوشة لفتاه و رجلا ما يلبسها اياها فترنحت قليلا و جلست علي الفراش ، حتي صعدت لها حورية و دلفت و وجدتها هكذا
فقالت :؛: الله الله يا حور ، الظاهر رجعتي لحور القديمه ، كنت نسيت شكلك بالفساتين ،
طوال السنه اللي فاتت كنتِ اعتادتي تلبسى الجينز .
لتتانسي حور و تنظر نحوها بأستغراب:: حقيقي ، يظهر اني كنت بطلت اهتم بنفسي ، بس هرجع تاني ،
يلا ننزل نفطر معاهم تحت ، و بعدان عندي ميعاد في المشفى ، حازم اتصل بيا و قال انه جاي يخدنى
حورية :: هو الشيطان ، قصدي بابانا عارف بالكلام دا
حور بينما تلوى ثغرها :: دا علي أساس انى بشوفه ، أو بيعبرني حتي
انتي متأكدة انه ابونا يا حورية ، مش عارفة ليه مش حاساه
حورية بحده :: ايوة يا حور ابونا و لازم تتقبلي الفكره ، احنا عملنا تحليل و اتأكدنا
حور :: طيب في ايه خلاص ، انت ما صدقتى تنفحتي ، يلا ننزل
و من ثم أخرجت حذاء اسود بكعب عالي و ارتددته
حورية :: بلاش الكعب العالي دا يا حور ، انت مش بقيتى ترتاحى فيه و من فتره كبيره مش لبستيه
و كمان انتي تعبانه ، و باقلك كتير قاعدة ، بلاش
حور :: لا مش هغيره كده حلو ، يظهر أننا الفتره اللى فاتت اتغيرت خالص ، كأنك بتحكي لي عن وحده تانيه مش أعرفها ، يلا أنا عجبني كده
و من ثم خرجا من الغرفة ، تتمسك حورية بيد حور و هبطا للأسفل
كانت تهبط الدرج ، بينما هم جالسون علي طاولة الطعام و هو يرأسها كالعاده في مقابل الدرج
حتي استمع لخطوات طرق حذائها العالي عليه ، فرفع بصره نحوها ، ليصدم من هيئتها الجديده ، التي لم يعتاد علي رؤيتها بها ، فكانت جميله للغايه ، بينما عاصي لاحظ نظراته ، فألتفت ليرى كلتا الحوريتان يهبطا للأسفل ، فأراد مناغشة حور فقال
عاصي :: الله الله علي الجمال يا حور ، انتي كده بتجنينا بجمالك دا ، و الله انك خساره فى الغليظ دا
ما اترجعي في كلامك و اقبلي بيا انا والله انا مز و خساره تضيعيني من ايديك
لتقترب منه بينما تصدح صوت ضحكاتها عاليا ، لتترك حورية و تميل نحوه تقبل احنا وجنتيه تحت صدمة الجميع ، بينما تقول
حور:: و انا موافقه ، تم تتركه و تتابع بينما تتوجه لبيجاد و تميل نحوه هو الآخر و تقبل وجنته و تحتضن بيديه عنقه تحت صدمته و غضبه الذي لم يستوعبه إلي الآن فقد قبلت عاصي الآن و أمامه و من ثم الآن تقبله ، ثم تقول
حور :: إذا بيجادو موافق ، و لو مش موافق تخطفني عادي ،
لينتفض من أثر قبلتها و يتفاقم غضبه و يمد بديه يزيح يديها من علي عنقه بحده و يبعدها عنه
بينما يقول:: ايه اللي انتى لبسه دا و ايه الكلام الفارغ اللي بتقوليه دا ، الظاهر أن احمد معرفش يربيكي فعلا و محتاجة إعادة تربيه من جديد
لتصدم هي من حديثه و غضبه هذا ، ويوجعها حديثة بشدة و يتدفق الدمع من عينيها ، فلو كان أحد آخر لآرته لسانها السليط و لكن لا تدرى لما اوجعها قلبها هكذا ، ولكن لن تسمح له بأنة أحمد والدها ابدا
فأزدادت شهقاتها بينما تقول
حور :: انا مش اسمحلك تهين أحمد بابايا ابدا ، اللي كان موجود جانبنا دايما ، مين انت علشان تشكك في تربيته ، أحمد ربنا كويس جدا ، و بالدليل أننا دكاترة دلوقتي و قادرين نعتمد علي حالنا ، كنت فين انت ياللي عاوز تعيد تربيتنا كل السنين دي ، انا غلطانه ، انى سمعت لحوريه و حاولت أقبل انك بابانا ،بالرغم انى مش حساها اصلا و من تجري مبتعده من أمامه متجهة الي بوابة القصر ، ليلتوي قدمها و يختل توازنه و تسقط متألقة ..
أما هو كانت تؤلمه بشده شهقاتها و لكن هي المخطئه ، فمن سمح لها بالقرب من عاصي هكذا ، حتي أن قربها منه قد فاق سرعة قربها منه هو سابقا ، هو يدرك أنها ليست هكذا مع الجميع ، فالدنيا تحفظها مع حازم ، إنما هي تكون هكذا مع من تحبهم بطريقة مميزة ، تظهر عفوية و مرحبا معهم فقط ، لذا أغضب حقيقة كونها .. غامض عينه بألم ، فماذا لو كان ظنه صحيح ، هل احبته ؟؟ ، ليخرج من شرود صوت سقوطها و تأوها ، فيرتعد قلبه عليها و يهرول مسرعاً اتجاهها
بينما في ذاك الوقت كان قد أتى حازم و دلف الي القصر ليصدم من رؤيتها جاسمه علي الأرض بينما تبكي و تتأوه متألمه
أما عند عاصي فقد اغضبه كثيرا نوقف بيجاد و عدائيته معها ، فهو يدرك عفويتها في التعامل و أنها تكن له مشاعر خاصه كالتي يكنها هو ليه ، فهي تجد معه الاهتمام و الحب التي تفقده من بيجاد ، و الذي هو بالمقابل يحاول أن يعوضه لها ، و في ذات الوقت يشعر بألم بيجاد و عذابه النفسي ، ولكن ما ذنبها هي ، فهي ليست إلا طفله تحتاج للحب و الاهتمام ، خاصة مع ما عانته سابقا ، فقد عادت من الموت ، فماذا لو كانت حقا ماتت ، فهو يحمد الله علي نجاتها ، فتلك الصغيره يشعر وكأن هناك رابط قوي بينهما ، لا يعرف ماهيته ، فهي علي عكس حورية يعشقها عشق رجل ل لأمراته ، ربما لأن كلتهما مرتبطه بحبيبته الأولي
اما حورية كان يزعجها هي الاخري ترابطهما ، لا تفهمه ، رغم أنه يصر علي عشقه لها هي ، إلا أن مرحة و اندماجه مع حور مختلف، فهما يشبهان بعضهم كثيرا ، نفس الخصال و المرح و القوة والشجاعه ،
تكاد تقسم و كأن كلا منهما نسخه عن الآخر ، أما هي فمختلفه تماما شخصيتها عن شخصيته
خرج الجميع من شرودهم و سارعوا بالتوجه إلى حور التي تتأوه من قدمها
كان أول الوصلين هو بيجاد الذي انحني نحوها بفرع ، بينما هي كانت تزال شهقاتها مع تأوها ،
كان كل اه منها تمزق قلبه هو ، بينما يقول
بيجاد :: انت بخير يا حور ، بتوجعك اوي وحاول رؤية قدميها و لكنها أبعدته عنها و شاحت بوجهها لناحية اخري ، ليأتي حازم مسرعاً نحوها و يميل ليرى قدمها و يحاول رؤيتها ، ليجد انه التواء ، ليتضايق بيجاد و يقول بحدة :: لبسه كعب عالي و انتى من فترة كبيره مش لبستيه ، مستنيه ايه غير انك تقعي و يحصلك كده ، بس الهانم لازم تلبس و تهتم بنفسها ، انبسطي بقا، أهو هترجعي تقعدي في السرير من تاني
لترمقه هي بنظرة غيظ و غضب بينما لا تزال تبكي ، ليأتي عاصي اليها و ينحني نحوها بينما
يقول بصوت هامس :: سيبك منه دول مسمينه الشيطان من شويه ، دا ما بيعرفش يقول كلمه حلوه ، قولي لي انتي بنته ازاي ، ليستمع حازم الي حديثهم ، فيتدخل هو الآخر بينما يقول
حازم :: حقيقي يا حور معه حق ، دا انسان مرعب والله ، اسأليني انا خدت منه علقة معتبرة ،
حازم :: و انت مالك انت يا بايخ ، حد دخلك بينا ، و بعدين انت اصلا مش نازلي من زوار ،
انا مش عارفة عاجبها فيك ايه ، ثم يوجه حديثه لحور :: قولتلك سيبيك منه الغليظ دا
حازم :: تسيبها من مين يا عمو روق ، انت بتحرضها عليا ، انت عينيك علي خطبتي ولا ايه
عاصي :: عمو مين ياولا ، دا هما كم سنه بنا ، دا انا شكلي أصغر منك ، و بعدان اه بصراحه
مستخسرها فيك ، بقا الحور دي تتجوزك انت يا رخم ، ثم يتابع موجه حديثه لحور مجددا :: اسمعي مني
ليرمقه حازم بغيظ بينما يقول :: لا انا هبعدها عنك ، انت تأثيرك خطير عليها ، و يحاول حملها ،
ليقول عاصي بينما يبعده عنها و يحاول حملها هو
عاصي:: أبعد ايديك عنها احسن لك ، انت اتجننت بتشيلها بمناسبة ايه
حازم :: بمناسبة انها خطبتي و هتبقى مراتي
عاصي :: لما تبقي مراتك بقي ، تبقى تشيل و يتابع محدث نفسه قائلاً و دا علي جثتي انه يحصل
ليشعر بيجاد بالغضب يتفاقم بداخله و يقترب منهم بينما يرمقهم بنظرات شيطانية ارتعد الاثنان أثرها
بيجاد :: انتم بتتخانقوا عليها كده و انا موجود ، لعبه هي ، سيبوها ، ليتركها الاثنان و يسرعا في الابتعاد عنهما فشير إلى حازم قائلا :: و انت اتفضل من هنا دلوقت ، مش كل يوم تيجي هنا ، هي بقيت كويسة ، لما تبقي خطبتك رسمي ، ابقاء تعالي ، ثم يشير الي عاصي و يتابع قائلا :: و انت بقا حسابك معايا بيزيد يا عاصي و انا لحد دلوقت صاير عليك ، ليخرج حازم بينما هو حانق منهما ا أما عاصي فيرفع يديه له بأستسلام بينما يغمز لحور و يقول :: مش قولتلك مرعب ، دا غشيم و غضبه أعمي ، شيطاااان
، ليتوجه هو ناحيتها بينما ينحني هو لحملها، و يرمقها بغيظ قائلا
بيجاد ::عاجبك انتي انهم الاثنان بيتخانقوا علي حضرتك ، سعيده انتي مش كده
لتحاول حور أن تبعده ، ليرمقه بنظره اخرستها ، فقد شعرت انه علي وشك الفتك بأحدهم
بينما غمرةا سعاده خفيه من غضبه هذا و لا تعرف لما ، ليحملها بين يديه و يصعد بها الدرج
و ما أن وصل إلى غرفتها حتي وضعها علي الفراش و جلس بجانبها ، يرمقها بنظرات ارعبتها ،
أخذ شهيق يليه زفير ثم قال من بين أسنانه
بيجاد :: اللى حصل تحت دا مش يتكرر ،فاهمة ، و أقسم بالله يا حور ، لو ما اتظبطي و بطلتي جنانك دا لأربيكي علي أيدي من جديد ، انتى ازاي جالك الجرئه تبوسيه قدامي عيني عينيك كده
حور :: ممكن افهم ايه الغلط في عملته دا ، عاصي ابن عمك و في عمرك ، يعنى ذي عمو بالظبط ،
و انا بحبه جدا
لتحتد نظراته أكثر و تصبغ عيناه بالازرق القاتم بينما يقول
بيجاد :: انا قولت اللي عندي ، إياك اللي شفته تحت دا ، يحصل قدامي مره تانيه
حور :: يعني هو اللي مضيقك اني بستوا قدامك مش من وراك ،
بيجاد بغضب :: حووووور ، أقسم بالله انا ماسك نفسي عنك بالعافية ، فأتظبطي
لترتجف حور من غضبه و بذات الوقت تتلذذ به
بينما هو في لحظه سكنت عينه نظرة الم ما أن انتبه لتلك القلادة التي ترتديها ، فما أن رأها حتي روادته ذكرى اهدئه لها ، لينتفض مبتعد و يخرج خارجا متوجه الي غرفته ، و ما أن دلف حتي شعر بدأت قلبه تتسارع و كأنها تضخ بالأم ، لم يشعر بحاله و هو يكسر كل ما يقبله بالغرفه لعله يهدي ،
لينتفض الجميع علي إثر صوت التحطم الذي دوت أصوات أرجاء القصر ، ليهرولوا بأتجاه غرفته ، فيقابلهم علي الدرج و يمر بجانبهم بينما يخرج من القصر يصعد سيارته و يقودها إلى الشركه ، ليدلف اليها و نيران الغضب تشتعل به ، نظرات شيطانية يرمق بها كل من يراه ، فيشعر الجميع و كأنه مهدد الآن و أنه يجدر بهم الابتعاد عنه ، فشيطانه يتلبسه الآن ، مر اليوم عليها و هو يطيح بجميع من يقابله ، فغضب كان عارم ،لم ينجو منه أحد ،
بينما عاصي ما أن رأئه هكذا حتي شعر بالشفقه عليه ، فقد خسر حبه في الماضي و الآن هو يعيش حباً محرماً عليه ، و هذا العشق ليس إلا لأنه الذي يراها دوما أمام عينه ، و يشكر الله علي كون حور لا تتذكر
فقد قصت له حورية عن عشقهما و أدرك كم أن حلو و حقيقياً و خاصة من قبالها هي ، فكيف كان سيكون وضعها ما أن كانت تتذكر ، لمح حورية تذهب الي شرفة القصر ، فدلف خلفها ، و ما ان فعل ،حتي رأها تدير له ظهره و تشرد بينما تنظر خارجاً ، اقترب منها ببطئ و احتضانها ، بينما يدفن رأسه بتجويف عنقها يستنشق عبرها بأنتشاء ، لتذعر هي من فعلته و تحاول أبعاده عنها دون جدوى كالعاده فهو بات يستغل أي فرصه لقربها ، لتنهره عن فعلته تلك ، ليزيد هو من التشبث بها و يطبع قبله علي وجنتيها بينما يقول
عاصي :: بتوحشيني اوي يا جنية قلبي ، بسنتي الليل يخلص علشان اقدر اشوفك ، عملت فيا ايه يا بنت بيجاد ، بقيتي ليا ادمن ، تعرفي بقالي يومان بحاله مش أدت فيهم جرعة الحياه ،
حوريه :: انت اتجننت يا عاصي ، أبعد عني ، ممكن حد يشوفنا
عاصي :: اللي يشوف يشوف ، و ياريت هو نفسه يشوف ، ثم يتابع مازحا
ب
قولك ايه انا شاكك انه مش هيوافق ، انتى مش شايفة بيعامل أي حد يقرب منكم ازاي ،
ما تيجي نحطه قدام الواقع و نجبره يوافق و يداري علي الفضيحة
لتشهق هي ما أن تتفهم مقصده و تبعده عنها بحده بينما تقول
حوريه ::: انت قليل الأدب و سافل و الله ،انا غلطانه اني صدقت انك بتحبني و تتركه لتغادر ..
ليقهق هو بشده و يقوم بجذبها بقوه فترتطم بصدره ، فيقول هو
عاصي :: بهزر معاكي يا مجنونه ، هو انتي شبه اوكي اوي كد لها ما لكيش في الهزار ،
و بعدان لازم تفهم انى أخاف عليكي اكتر من نفسي ، انا هعتبرك بنتي يا حورية
حورية بغضب ::: إلهي تنستر بلاش الكلمه دي ، بقيت ترعب عندنا ، الشيطان قالها لحور
و اكتشف انها بنته ، بلاش تقولها الله يخليك ، انا اتعقدت منها
ليقهق هو عليها ، بينما يقول بعبث
عاصب ::: واضح انك اتعقدتي منها ، و انك حاسه بالظبط باللي انا حاسه
ما تقوليها يا جنيه قلبي ،
حوريه :: اقول ايه
عاصي بينما يقترب بوجه أكثر ، و يميل اتجاه اذنيها و يقول بهمس مثير
عاصي :: اني بحبك ، قوليها يا حورية
حوريه :: لا ، انا مش بحبك ، انت واحد بتاع بنات و مش هثق فيك ابدا ،
و بطل تهزر تاني مع اختي كده احسن لك
عاصي :: بما انك قولتي لا و مش بتحبنيي ، يبقي انا حر ، و مالكيش دعوه بيا ،
يلا انا طالع عند الحور و يتركها و يذهب ، لتغضب هي و تضرب الأرض بقدميها بغيظ ، بينما هو كان يختبئ و رأها ، فأرتسمت ابتسامة علي محياه من جنيته التي تثير عاصفة هوجاء بقلبه لدي قربها ، ثم خبط رأسه بينما يهمس لنفسه بغضب قائلا :: نسيت اخد الجرعة ، غبي ، كنت خدتها الأول و بعدان أخدت الموقف منها ، بس ماشي يا حوريه يا بنت الشيطان ملحوقه ، ثم يتوجه لغرفة حور و يطرق الباب فتأذن له بالدلوف ، فيدلف الغرفه و يجلس علي الفراش أمامها بينما يقول
عاصي :: انتى احسن دلوقت ، لسه بتوجعك رجلك
حور :: لا ، مش بتوجعني ، الحمد لله
عاصي :: مش عايز تزعلي من بيجاد ، هو ما يقصدش ، هو بس مش بيعرف يتحكم في غضبه
و كمان هو مر بظروف صعبه كتير في حياته ، انتي مش مخيلة كانت حالته ازاي لما كان فاكرك ميته
عزل نفسه عن العالم كله و سكن في آخر البلد ، و كان هدفه الوحيد الانتقام من اللى اخذك منه
حور :: انت بتتكلم بجد ، هو زعل عليا اوي كده ، طيب ليه انا حاسه انه بيبعد دايما عني ،و بيحاول يتجنبني ، من يوم ما جيت هنا ، تعرف أنه و لا مره جاني يكمن عليا و يقعد يتكلم معايا زيك كده
و النهارده و اللي عمله و قاله خلاني بقيت بشك انه بيكرهني اصلا و مش متقبل وجودي
عاصي :: لا طبعا ، بيجاد بيحبك جدا ، بس هو طبعه صعب شويه ، و أعطيه شوية وقت ،
هو في لحظه فوجئ أن عنده بنتان حلوين و ذي القمر ، حوريتأن من الجنه ،
فأكيد محتاج وقت يستوعب وجودهم و ازاي يتعامل معاهم
حور ::: بس دا مش يعطيه الحق انه يشكك في تربيتي و يقلل من بابا اجمد
استمع الي كلامها ، إلا أن أتت بذكره اسما من الماضي ، أعاد له ذكري ما ،
نفض رأسه عنها ، فلا يريد الغرق بدوامة الماضي و تابع قائلاً
عاصي :: هو اكيد مش قاصد و ذي ما قولتلك هو غضبه بيعميه
حور :: ما هو واضح ، بسببه رجعت رقدت علي السرير من تاني ،
بجد انا مليت من قعدة البيت ، مش وخده عليها يا عاصي
عاصي :: معلش يا حور ، شوية و تبقي تمام و تقدري تتحركي
ليلمح حوريه الآتية نحوهم ، فيريد اغاظتها أكثر ، فيتابع قائلاً
عاصي :: بس لو الحور مضيقه ، و حابة تنزل الجنينة شويه
تأمر ، ايه رأيك اشيلك و انزلك تقعدي تحت شويه
لتلاحظ حور نظراته و دلوف حوريه و نظراتها الناريه له ،
لتتأكد مما كان يدور في خاطرها منذ فترة اتجاههم
لتشير لعاصي بالاقترب أكثر و تقول له
حور :: انت بستغلني علشان تغاير اختي يا عاصي
ليتوتر هو و يهرب بعيناه
لتبتسم هي و تغمز بعينيها و تتابع قائله
حور :: لو بجد بتحبها فأنا معنديش اي مانع ،لأني حاسه الثلج اللي في قلب اختي ابتدى يدوب
عاصي :: طيب احلفي ، لأني ابتديت أشك ان مفيش عندها قلب و مشاعر اصلا ، دي فريزر متحرك
حور :: يا بني يا حبيبي ، البت اختي دي ، انا كنت فقدت الأمل أنها تحب اصلا ، بس انت الظاهر عليك قدرت و انا هساعدك و أوفق عرسان في الحلال و كله بثوابه ، بس يعنيك ربنا علي الشيطان أبوها ،مهمتك تقنعه يا مز انت ، لأن شايفة كده انه مش بيطيقاك أصلا ، و انك هتعاني ، نصيحه مني اخطف البت و اهرب و اجبرها انك تتجوزها و حطه قدام الأمر الواقع ، الصنف اللى ذي اختي و أبوها دول مش بيجو إلا كده صدقني ،
ليقهق عاصي عليها بينما يقول :: انتى فعلا مصيبة ، بس مصيبة حلو و ذي العسل ،
انتى جيتي العيله دي غلط ، ما تيجي اخطفك انتي و نهرب من هنا ، العيله دي مش مقدرا وجودنا
حور :: لا فكك مني با مز انت و ركز انت مع حوريتك و سبني أنا اركز
لأن عندي شغل كتير هنا ، العيله دي محتاجه و جودي وضعهم مش عجبني
و اولهم اللي فرحان بأسم الشيطان المسمينه بيه دا ، وضعه و حالته
و الغضب اللي مسيطر عليه دا مش عاجبني
و أنا بقا بعد اللي حصل النهارده ، و قررت يا أنا يا هو ،
و يوريني بقا شيطانة هيقدر يغلب الحور ولا الحور هي اللى هتروضه
عاصي :: انا كده أدركت أن اللي جاي ربنا يستر منه ،
حور بمزاح بينما تربت علي احدي كتفيه
::: اتأكد من ان الحرب هتبتدي بين الحور و الشيطان و هو اللي اختار
لترمقهم حوريه بنظرة غيظ من حديثهم بصوت خافت ، لتبتسم حور بخبث
و تقول :: حوريه ممكن تجيبي لي كوتشي ، علشان البسة و عاصي ينزلني الجنينه
لتجلبه لها حوريه و ترتديه حور بينما تتابع نظرات أختها الناريه بأبتسامه و
تقول لنفسها :: عشت و شفتك بتحبيه يا حوريه ، كنت قربت أفقد الأمل ، شكله عاصي مش سهل أبداً
لتغمز لعاصي بعينيها بينما تقول يلا بينا من هنا ، لأن حاسه أن حوريه هتتحول لتنين قريب و تنفث النار
لتتعالي قهقهت عاصي بينما يرمقها لحوريه بنظرات شامته و ينهض ليحمل حور و يهبط بها الي الأسفل
و يتجه الي الجنينة و يجلسها و يجلس معاها ، لتأتي منار و تراهم ، فتجلس هي الأخرى بالمقابل منهما ، و لكنها شاردة في محبوبها ، فيلاحظ حزنها عاصي ، فهو ليس بهين ، فقد أدرك عشقها لزياد ، و أقسم أن يجمعهما و أن تحصل ابنة أخته علي عشقها ، فلن يسمح أن تذيق هي الاخري مرارة خسارة العشق و ألمه ، ليميل علي حوريه
و يقول بهمس :: عندنا مهمة عشق جديده و تجميع قلب بحبيبه ، محتاجك معايا فيها ، ايه رأيك
حور :: اشطا معاك طبعا ' رسيني علي الحوار الأول
ليشير لها برأسه علي منار ، بينما يتابع قائلا
عاصي :: منار عاشقه زياد أخو بيجاد
حور :: خبر اسود ، بتحب عمها
ليكتم عاصي ضحكته بصعوبة حتي لا تلاحظه منار فقد نسي حقيقة فقدها للذاكرة
فيقول :: عمها ايه ، اهدي يا مصيبة ، زياد أخو بيجاد بس مش أخو أكرم ، يعني مش عمها
حور :: انا مش فهما حاجه ، يظهر أننا ضاع مني كتير ، ايه الحور رسيني دماغي ضربت اكتر ما هي
ليكتم عاصي ضحكته علي تلك المجنونة و يقص لها عن زياد و منيره و كل ما لا تعرفه بأستثناء ماضيه و حقيقة علاقتها مع بيجاد ، لتدهش حور من تلك العائله و تقول :: ايه العيله الملغبطه دي
هو مين ابن مين و مين أخو مين ، العيله دي محتاجه قاموس علشان الواحد يفهمها
لتصدح ضحكاتها عاليا ، فلا يستطيع أن يكتمها اكثر ، فتنتبه منار لهم ، فيقول
عاصي ::: حور دي مصيبة أقسم بالله ، انا مقلق من الجاي بسببها
منار :: لا دي عسل ، دي احلي حاجه في البيت دا و الله البيت من غيرها كئيب جدا ،
انا فرحانة أنك عايشه يا حور ، كانت حالتنا صعبه من غيرك
حور بمزاح :: ياااه الدرجة دي انا مهمه ، انا كده هتغر و الله
ليبتسم كلا من منار و عاصي عليها ، لتقول حور بينما تنظر لعاصي بغمزة
حور ::انا رجلي بتوجعني ، ما تيجي نروح المشفى لعمو زياد يطمن عليها
ليفهم عاصي عليها ، بينما يقول :: لا الف سلامة عليكي ، طبعا لازم نروح ،
ايه رأيك تيجي معانا يا منار
لتعود البهجة الي منار و تقول بحماس :: اكيد طبعا لازم اروح معاكم و نطمن علي حور
خمس دقايق البس و اجيلكم علي طوال لتذهب مسرعة من أمامه
ليقهق كلا منهم بينما تقول
حور :: شوفت ، دي طلعت وقعه بجد و الظاهر أننا الكبري اللي هنا ، يلا كله بثوابه
بينما تشعر هي بالأقتضاب بداخلها الذي امتلكها فجأه تجاه زواجها من حازم
و هي لا تشعر نحوه بأي مشاعر و لكن لا تقوي علي الرفض ، فهي مدينه له بحياتها
ليبدي الحزن عليها ، بينما تحدث نفسها بصوت مسموع كالعاده ينتبه له عاصي
الظاهر انى انا مش مكتوب لي الحب ، و قدري مش أعرفه ، ليشعر بالحزن عليها
بينما يبتسم للحظة علي تلك العاده التي تمتلكها مثله ، فتجعل من أفكارهم مكشوفة للجميع
و ما أن أوشك علي الحديث معها عن علاقتها بحازم ، حتي آت عمار و كان ذهابا الي الشركه
فأقترب منهما و جلس بالقرب من حور ، بينما يسألها عن حالها ، فهو لم يحضر ما حدث صباحا ،
كان ما يزال بغرفته و نهض علي صوت التحطم من غرفة بيجاد ، فأخبرته حور انها بخير
و ماهي لحظات حتي أتت منار و قالت إنها جاهزه ، فسألهم عمار عن مكان ذهابهم ، فأخبره عاصي
أن سوف يأخذ حور ألي المشفى الأطنان علي حالها و منار سوف تأتي معهم ، ليصل علي الذهاب معهم
لرفض عاصي و يخبره ان يذهب هو الي الشركه ، و تقول له حور انه مجرد كشف عادي و أنها لا تعاني من خطب و أن عليه الذهاب لعمله ، فيذهب مرغما و يحملها عاصي الي السياره ، و يصعدوا و يقودها متجها الي وجهته ، بينما وصل عمار الي الشركه ، فوجد الجميع في حالة ذعر و أن عمه يطيح بهم و أنه عقد اجتماع لمراجعة أمور الشركه و طلب منهم أخباره بالمجئ له ما أن يأتي ، فأدرك حينها أن غضبه سيلحق به هو الآخر ، توجه الي مكتبه و هو يتأهب لغضب و كيفية النجاة منه ، دلف الي الغرفه ، ليجد تلك النظرات الشيطانية تتلبسه و علم أنه هالك لا محال ، إذا لم يشتم انتباه ، رمقه بيجاد بحده بينما قال
بيجاد :: انت لسه جاي حضرتك ، و سيب الشركه تولع ، مش فايق انت إلا للسهر و الصراحة
عمار :: ابدا يا عمي ، انا كنت جاي من بدري ، بس اتأخرت علشان كنت بمن علي حور
لتفاقم غضب بيجاد ، فهو هو العاشق للآخر يصرح بأهتمامه بها ، فيشعر عمار بغضب العارم
فيتابع مصححا قائلا:: قصدي يعني لأن عمو عاصي كان وخدها المشفى
ليهلع بيجاد و يقول بقلق :: حور مالها ، فيها أية ، قول
عمار :: اهدي يا عمو ، هو قال مجرد كشف روتيني للاطمئنان
لتتأجج نيران الغضب بداخله ، فكيف له أن يأخذها دون أخباره
و يسأله الي اي مشفى أخذها ، فيخبره انهم متوجهة الي المشفى
التي يعمل بها زياد كما اخبروه ، فيأخذ اشيائه و يتوجه مسرعا الي المشفى ....
انتهي و يتبع ...
