اخر الروايات

رواية راكسيرا الشعاع الاخير الفصل الثالث 3 بقلم كوين اسمهان

رواية راكسيرا الشعاع الاخير الفصل الثالث 3 بقلم كوين اسمهان





ما هو الجمال؟

5


شيءٌ سخيفٌ جدا... أمامكِ!

6



+


سان سلفادور | إلوبانغو | رسالة من الشمس...

+


مضت سولارا تتختَّلُ في مشيتها قربه، و كتفاها تستمرئان دفء ذراعه المسكوبة فوقها، و ما من عين مرت بهما إلا و تأملت و دققت هالة الجاذبية التي تلفهما رغم التباين الصارخ، إنها لا تلومهم، ماتياس مثير بهدوئه و غموضه أكثر مما هو عليه من إثارة بتناسق قسماته و قتامة ملبسه، حتى بدت هي إلى جانبه كتلك الزهرة التي تفتحت تحت جناح الليل و إختلطت بظلامه فباتت منه و بات منها!

+


"سيد الظلام! هل أستطيع إجراء إتصال ضروري من هاتف عمومي؟".

+


سألته و هما يتوقفان أمام السيارة، فأجاب بسؤال آخر:

+


"تريدين أن تشكري ذلك الصيدلي، أ ليس كذلك؟".

+


عجبت له كيف خمن ما قررته في أعماقها، و تمتمت بوجه ذاهل:

+


"كيف تعرف؟".

+


"من السهل قراءة أفكار فتاة مثلكِ!".

3


لمس بأصابعه السمراء رقم الصيدلي الذي دونته بعجالة على كف يدها، فضحكت معترفة بدقة ملاحظته، و عقبت بدلال:

+


"إذن من السهل أيضا تحقيق أمنيات فتاة مثلي!".

+


"و ماذا تتمنى هذه الفتاة؟".

+


تنفست سولارا بعمق، حتى شعر ماتياس أن أنفاسها كانت ثقيلة... ثقيلة جدا... بثقل الكون! و ها هي ذي تجيبه ضاحكة:

+


"ثلاثة أشهر من السعادة!".

17


كان غريبًا حقا أن تلتمس ذلك من رجل مافيا، لكن الأغرب هو ما تمتم به ماتياس بينما يلاحظ شيئًا ما في الأسفل:

+


"إذن إستعدي لأسعد صيف في حياتك!".

1


ضاقت إبتسامتها و إغرورقت عيناها بالدموع، لكنها نجحت في إخفاء ذلك قبل أن يرفع بصره نحوها، و أردفت بوجع حقيقي يعتصر روحها في الصميم:

3


"من الجميل أن يكون الأسعد، لأن هذا الصيف بالذات... مميز بالنسبة لي...".

+


أضافت في قرارة نفسها بحزن:

+


«لأنه الأخير!».

13


لتجهر بعد ذلك بمرح:

+


"لأنني كنتُ دائما أقضيه في الأعمال الإضافية بالشركة... و هذه كانت أول إجازة حقيقية لي!".

+


ثم مضت تحدثه بإستفاضة عن شركة الهواتف الأرجنتينية التي كانت تعمل بها، و عن إستغلالية المدير، و صفاقة بعض الموظين، و كانت كلما نطقت بشيء من مزحاتها الطريفة، ترفع كفها و تضرب كتفه بكل أريحية و طلاقة، كأنهما تعاشرا و تصاحبا لسنوات!

4
                
أما ماتياس... فتعامل مع أطوارها الحرة تلك بتسامح و صدر رحب، و كان كثيرا ما يتوقف ببصره عند النمش الدقيق الذي يغطي خديها و أنفها... كما لو أنه يرى رملً ذهبيًّا منثورًا على وجهها الأبيض! و إذا إنحدرت نظراته لما دون ذلك... وقع في مصيبة أكبر... شفاهها الشبيهة بالتوت البري!

7


هل بإمكانه أن يسوق عينيه لمنظر أشهى...؟

+


"مرحبا، هل أنت هنا أم على كوكب آخر...؟!".

3


لوحت أمام وجهه لتستعيده من شروده، و حين مدت أصابعها لإلتقاط النظارات السوداء التي غطى بها عينيه، تفاجأت بسرب من السيارات السوداء التي أوقفت الحركة في الشارع، تشخر مسفرة عن دخان أبيض حجب الرؤية للحظات! سعلت سولارا تخبئ نفسها بصدر ماتياس، بينما لم يصدر عنه هو أي صوت أو رد فعل جسدي!

1


"لا تقلق أيها الزعيم! المكان كله تحت سيطرتنا!".

+


"أجل، سنتولى نحن أمر الطُّعم!".

+


"لا بد أن أنتونينو هو من أرسلها!".

+


"هل آذتك؟ أيها الزعيم! قل شيئًا!".

1


"سنعيدها إلى عصابة البيرمودا ممزقة ليتلقنوا الدرس المناسب!".

18


كانت سولارا تصغي لكل تلك الضغينة بأصواتهم غير مصدقة، و وجهها لا يزال مطمورا بصدر ماتياس، شعرت بيده تربت على ظهرها كي لا تذعر، فحركت رأسها قليلاً، و نظرت حولها بتوتر، لتفاجأ برجال ضخام طوال القامة، يحفونهما ببدلات سوداء، و نظرات غاضبة، السماعات مثبتة خلف آذانهم، و جميع أسلحتهم مصوبة نحو رأسها هي!

+


ردد أحدهم مجددا:

+


"زعيم... هل أنت بخير؟".

+


كشر ماتياس و تقدم مبدلاً موقعيهما، جاعلاً سولارا خلف ظهره، فابتلع الرجال ريقهم بعدما أصبح زعيمهم هو الهدف الذي يصوبون نحوه أسلحتهم، و كان أشبه بالكابوس الفظيع حين زجرهم بسخط جعل أذرعهم ترتجف و تهتز و إبتسامة سولارا تتسع و تفيض غبطة:

+


"أنا بخير حين تبعدون هذه المسدسات اللعينة عن وجهي!".

+


تراجع حراسه متلعثمين، و قال قائدهم «لارس» في نبرة إعتذار رجولية:

+


"إغفر لنا هذا حضرة الزعيم، كان رأسها هو القصد من سحبنا المسدسات...!".

+


إستفز ذلك ماتياس أكثر و أشعل النار في عينيه و هو يردف ساحقا أسنانه:

+


"ما الفرق؟ حين ترفع مسدسكَ صوب شخص تحت حمايتي، كأنكَ وضعته على رأسي شخصيا!".

18


لهثت سولارا من الإثارة التي راقت لها، فيما تلبك لارس أكثر، و عجز عن إيجاد الكلمات المناسبة:

+


"زعيم! أعتذر مجددا، واجبنا هو حمايتكَ، ظننا أنها تشكل خطرًا على حياتك...!".

+


قاطعه ماتياس بصوت آمر:



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close