اخر الروايات

رواية راكسيرا الشعاع الاخير الفصل الرابع 4 بقلم كوين اسمهان

رواية راكسيرا الشعاع الاخير الفصل الرابع 4 بقلم كوين اسمهان






لا أعرف هل كانت نظرةً...

3


أم إحتلالاً...؟!

6



+


سان سلفادور|سِحرٌ بألوان بُنيَّة...

+


   عقِبَ اللحظات الحالمة التي قضتها سولارا مع ماتياس عند بحيرة إلوبانغو، رأته يتسلق السلالم متجهًا إلى الطابق الثالث، و يختفي هناك لوقت طويل. أصابها الضجر فور إبتعاده عنها، غير أنها سيطرت على رغبتها بملاحقته، و مضت تبحث لنفسها عن شيء تفعله لتمضية الوقت، تأملت السقف الشاهق مفكرة بصوت مرتفع:

1


«إنه قصر ضخم، لا بد من وجود شيء مُسلٍ أقوم به!».

+


"أنتِ على حق!".

+


   إستدارت نحو خوانا التي خاطبتها و هي تنزل الدرج برأس مرفوع و إبتسامة عملية، و سمعتها تضيف منتظرة قدوم شخص ما:

2


"هناك الكثير مما سيروق لكِ تجربته هنا، لكن أود أولاً أن أمنحكِ بعض الدروس النافعة!".

4


"دروس؟!".

+


   كررت سولارا و على وجهها علائم الحيرة، فشرحت لها خوانا بلهجة متكلفة:

+


"فلنقل أنها إيتيكات بسيطة لا مناص منها، إن كنتِ تودين حقا تمضية الصيف معنا... فعليكِ التصرف مثلنا تماما!".

2


   رغم اللطف الذي حاولت السينيورا إبداءه مع كل لفظة و نظرة، إلا أن سولارا شعرت بألم حاد ينخرها عميقًا، هل يعقل أن ماتياس نقل إلى زوجة عمه حقيقة ترعرعها في ميتم فأخذت عنها فكرة خاطئة و قررت تشذيب سلوكها؟ كلا! يستحيل ذلك، سيد الظلام رجل مميز و لطيف، لن تصدق أنه يقف وراء هذا القرار، لا ريب أن هذه السيدة تسعى فقط لحفظ ماء وجهها و صون إسم العائلة!

2


   دلفت زوجة عمه الثانية و الأصغر سنا روزاريو إلى القصر بعدما رتبت كل شيء في الخارج كما أمرت السينيورا، رمقت الفتاة الأرجنتينية بنزق يوضح أنها لم تستلطفها بعد، ثم إتجهت بالخطاب إلى الآمرة الناهية بعد ماتياس في القصر:

+


"نستطيع أن نبدأ الآن!".

+


"ممتاز!".

+


   أشارت خوانا على سولارا كي ترافقهما نحو الحديقة مضيفة:

+


"تعالي عزيزتي سولارا! من هنا!".

4


   إبتسمت سولارا بطيبة و هي تتبع السيدتين، لم تملك ذرة حماس واحدة لتغيير نفسها من أجل إرضاء الغير، لكن هؤلاء الناس يضيفونها بقصرهم الفخم، و قد تكون وقاحة فجَّة من جانبها أن ترفض الفكرة، ما الضير في المسايرة أحيانا؟ ثم من يدري؟ ربما تساعدها هذه الدروس في التخلص من الضجر ريثما يظهر ماتياس من جديد!

1


   أطل رأس كاسيليا الأسمر من قمة السلالم، و حالما تأكدت أن سولارا باتت خارج الملعب، إلتفتت نحو صديقتها ساريتا، و رفعت إبهامها في إشارة نجاح موشوشة:

+



                
"أترين؟ الأمور تسير لصالحكِ، ستُلهيها العمة روزاريو لساعة على الأقل، هيا... هذه فرصتكِ المناسبة لتتقربي منه!".

8


"و لكن ما الذي علي فعله كاسيليا؟".

+


   سألت ساريتا بيأس، فأجابت الٱخرى مقترحة:

+


"يحب ماتياس إرتشاف قهوة بالقرفة حين ينعزل في الطابق الثالث! و أجدها فكرة ممتازة أن تحمليها إليه بنفسك!".

6


   شعرت ساريتا بخيبة عارمة و هي تعقب بعبوس:

+


"القهوة؟! أتمزحين كاسيليا؟ ألا تعرفينني؟ حتى كوب الماء لم أتعود على سكبه لنفسي، خدم عائلتي يتولون عني كل شيء، أنَّى لي أن أعدَّ قهوة مميزة كالتي يحبها إبن عمك؟!".

10


"لا تقلقي، سنجعل خادم ماتياس الأمين لوكا يتولى أمر القهوة لأنه بارع في إعدادها حسب الذوق المطلوب، أما أنتِ فسيكون دوركِ حملها للطابق الثالث و رسم إبتسامة جذابة على فمك!".

+


   إتجهت الصديقتان نحو المطبخ لتنفذا الخطة، في ذلك الوقت كان ماتياس قد إفتقد قهوته المعهودة، وقف قبالة طاولة الهاتف الأرضي الذي يتواصل به أهل القصر مع الخدم، و رفع السماعة ليحدث لوكا، غير أنه أعاد السماعة لمكانها حين قفزت نظراته عبر النافذة القريبة، و لمح سولارا تجلس بمعية زوجتي عميه، و يبدو أن الوفاق هو ما تتشاركن تحت ألق الشمس المتوهجة!

+


   كانت خوانا طيلة العشر دقائق التي إنقضت تلقي محاضرة في الآداب العامة، و حين فرغت أومأت لروزاريو كي تستلم لسان الخطاب، تناولت هذه الأخيرة الموضوع بطريقة مختلفة، إذ فضلت الأداء على الشرح، تناولت كتابًا و تفاحة آمرة سولارا بالوقوف في إستقامة، ثم وضعتهما أعلى رأسها مرددة:

+


"و الآن سيري بشموخ و ثقة، أبقي خطواتكِ في خط مستتب، فمشية المرأة تعكس شخصيتها!".

+


   مشت سولارا أمامهما في البدء كآلة متحركة، تشنجت عنقها، و تيبس ظهرها، و لم تكن روزاريو راضية أبدا على الأداء العشوائي الذي تراه، فعلقت بأسنان متراصة حين سقط الكتاب و تدحرجت التفاحة بين قدميها:

+


"كرري ذلك ثانيةً!".

1


   إنحنت سولارا ملتقطة الكتاب و التفاحة من على أديم العشب الندي، مسحتهما بطرف ثوبها كأنها تعتذر عن سقوطهما في صمت، ثم صعقت المرأتين حين قضمت التفاحة بشراهة و إحتضنت الكتاب كما لو أنه حجرٌ كريم!

11


   إستفسرت روزاريو بحدة لم تعجب خوانا:

+


"ماذا تفعلين؟ يفترضُ بهذا الكتاب أن يُقوِّم مشيتكِ و...".

+


"أنتِ مخطئة سينيورا!".

+


   تابعت سولارا حديثها و هي تتأمل الكتاب و التفاحة المقضومة بتقديس جلي دون أن تنتبه لإقتراب ماتياس:

+


"الكتبُ وُجِدت لتُقوِّمَ العقل لا القَد، و لتُحفظ داخل رأس المرء لا لتوضع فوقه فتضمن توازن جسده! لا قيمة للجسد إن لم تكن له قيمة روحية و عقلية، التوازن الحقيقي هو أن يعثر المرء على نقطة وصل بين قلبه و عقله، أن يقلب هذه الصفحات و هو مدرك للزمن الذي أفناه صاحبها في جمعها معا، أن يبحث عن اللُبِّ قبل القشرة، و أنا أرى أن شخصية المرأة تحددها المبادئ لا المشية!".

12


الخامس من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close