اخر الروايات

رواية حور الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم ملاك محمد

رواية حور الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم ملاك محمد 

بارت 2
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تلك الحياه قاسية مريرة ظالمة
تسرق منا افراحنا ،
و تترك لنا الوجع و الألم
كم منا قد سرقت منه ابتسامته
حينما سرقت منه محبوبا له
و كان الافتراق مصيرهم
🌹🌹🌹🌹🌹
جاي على بالى اصرخ انا
صرخه يوصل صدها لأبعد سما
جاي علي بالى اصرخ انا ..صرخه وجع
صرخه فيه اه و الم .. صرخة شوق و حنين
صرخ تحكي عن الم كبير ساكن قلبي الحزين
على شخص كان مني قريب و على قلبي عزيز
جاي علي بالى اصرخ انا صرخه فيها آهات قلبي انا
و لو يطلع صدها راح يوصل لأبعد سما مشتاق لك انا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
في ذات اللحظه التي أصيبت بها حور بالطلق الناري و سقوطها من أعلي الجبل ، حتي انتفض قلبه و سقط مغشي عليه ، فأسرع الأطباء نحوه يحملونه ، بينما يتوجهون به مسرعين نحو احدي غرف الطوارئ و حورية و اكرم خلفهم بذعر و دلفوا الي الغرفه و قام احد الأطباء بأستشعار نبض ، ليجد انه قد توقف ، ليباشروا في إنعاش و صدمة بالكهرباء عدة مرات ، دون أي جدوي ، وسط ذعر حورية و شعور الخوف و الألم الذي امتلكها و جعل من قلبها يتسارع في نبضه و دموعها التي ملأت وجنتيها ، بينما هو كان في عالم آخر ، رأي نفسه في ظالم دامس و بقعة ضوء تنير ، و ما أن أوشك علي الاتجاه لها إلا أنه شعر بألم غائر بقلبه ،و روحا متألمه تناديه ، تطالبه ، حاول العثور عليه و لم يجد مصدر أنينها ، فعاد التوجه الي الضوء مجددا
حتي أوقفوا صوتا اخر ، فأستدار له ، فوجد انها محبوبته، تلك التي عشقها و تألم لفراقها ، تناديه ، تترجاه بأن يجد مصدر الصوت و أن ينقذه و أنه يجب ان بتجاهل ذاك النور و الا يذهب له ، بل يجدر به البقاء
فهناك روحا متألمه تحتاجه ، و من ثم اختفت بينما كانت تعلو صوت تلك الآهات الاخري ، فتلك الروح المتألمه تنوح فتجعل من قلبه يتألم و يهلع حتي انتفض كالمجنون
و بينما كانوا قد أوشكوا علي فقد الأمل و أعلن حالة الوفاة ، حتي كانت الصدمة الاخيره هي من إعادته للحياه ، لتسكن الراحه قلب تلك المتألمه عندما رأت نبضه قد عاد ،
فأستكن كلا من حورية و أكرم ، ما أن عاد له نبضه و ما هي إلا ثواني و أخذوا الي غرفة العمليات
ليجلس كلا من أكرم و حورية بالردهه و الانتظار ، فتسألوه حورية عن جديد الأمور ، فيخبرها أن جاسر استطاع تتبع سيارة الإسعاف التي خطفتها و توجهوا للحاق بهما ، و أنهم أن شاء الله سوف يتمكنون من إيجادها و العوده بها ، ليرتاح قلبها قليلا ، و تدعو الله أن يجدها و تعود بخير و سالمة و لكن كان كلا من قلبها و عقلها مع ذاك القابع بغرفة العمليات ، فهي لا تنكر أن هناك شعور اجتاحها له ، لا تعلم ماهيته
ربما لشهامته و رجولته و قوته فهو قد ضحي بحياته من أجلها ، فلم يهتم لذاته ابدا و وقف بجسده حائل
بينها وبين تلك الطلقة لتصيبه هو ، لقد جاهد و تحامل علي ذاته رغم شعوره بلألم و أنه قد يخسر حياته و لم ينهار و يستسلم إلا و قد اطمئن عليها ،
لاحت شبه ابتسامة علي ثغرها ما أن تذكرت جنونه و مرحة ، رفعت اناملها بدون وعي تتلمس بها شفتها، تتذكر تلك القبلة ، عفوا القبلتين التي داهمها بهم ، قشعريره لذيذه اجتاحتها حينها ، صدمة كليا لقلبها و كأنها كهرباء صعق به ، أحاسيس لم تفهمها سابقا ، أهذا لانها اول قبله لها ، أم لأنها منه هو، فهي لا تنكر اعجابها به ، فهو حقا تركيبه عجيبة ، وسيم لدرجه مهلكه
و قوي و شجاع و ذو شخصيه ، لا تنكر احترامها له منذ تلك اللحظة التي اعتدى بها بالضرب علي بيجاد ، حينما علم و ظن أنه يخدع حور ، و أنه أيضا رغم عدائه معه ، إلا أنه رفض انه يوجع قلبه و يخبره بظلمه لزهره .
افاقت نفسها من شرودها به ، تنهر نفسها عن ذاك الإحساس الذي أجتاحها له فهي ليست راغبه بالألم فيكفي ما حلا بحور لأندفعاها خلف مشاعرها ، كم انه عاصي يبدو كنسخه من بيجاد و شخصيته و لكنه أكثر مرحا بقليل ، و هي بالطبع ليست راغبة بمثل شخصيته بحياتها ، لقد تحولا بين لحظه و أخري و إرهابها
بشخصيته الاخري ، كم أنها لا تعلم عنه شئ ، فماذا اذا كان له زوجه و أولاد
فما فهمته انه في عمر بيجاد الشيطان ، من أصبح والدها ، أو الأسوء
فربما يكون يتخذها سلاحا للانتقام منه
لتنهر نفسها علي الظن السئ به قائله:: كلا ما هذا الظن السئ به فهو ليس من هذا النوع ، لقد لعن بيجاد و تعارك معه بشده
أخرجها من شرودها ، فتح باب غرفة العمليات و خروج الطبيب ، فتوجهوا بلهفه له يسألون
عن حالته الآن
ليطمئنهم الطبيب علي وضعه و أنه بخير حال و سيضعونه في غرفه عاديه الان و من ثم يذهب و ما هي
إلا ثواني و يخرج هو محمل علي الناقلة ، غائب عن الوعي و يتوجهوا به الي احدي الغرف
ليذهب كلا منهما الي غرفته و يجلسون منتظرين افاقته ، و بعد مرور ساعه من الوقت
استأذن أكرم للذهاب إلى عمار و زوجته و عليا ليطمئن عليهم و يخبرهم بما حلا به
بينما أوصى حورية بالبقاء معه و ترك عدد من الرجال امام الغرفه لحمايتهم ، ظلت حورية جالسة بجانبه
تتطلع لملامحه بشرود ، الي ان تململ هو متأوها ، فأنتفضت هي نحوه ، و ما هي إلا ثواني و قام بفتح عينيه رويدا رويدا ، حتى قابلا زرقاوتيها القلقه ، بينما تسأل قائله
حورية :: انت كويس ، موجوع ، محتاج حاجه
فلاحت ابتسامة علي ثغره من رؤية قلقها
فأشار لها ان تقترب بيديه ، فأستجابت له و انحنت قليلا نحو وجه ، و ما ان فعلت حتي جذبها نحوه
و التقط شفتيها بشفتيه في قبله سريعه و من ثم تركها و قال
عاصي :: اسف بس كنت محتاج اعرف اذا كنت مت و انتي جيتي علي هيئة حورية ،
و لا انا عايش وبحلم ، فكان لازم اتأكد انك انتي نفسها الجنيه اللي اسرتني ببوستها من شويه
لتنتفض هي متبعده عنه و ترمقه بنظرات شرسة ، بينما تقول
حورية ::لا دا انا المصيبة و البلوي اللي ابتليت بيها و هكون تكفير عن عملك الأسود في حياتك
و هعلمك الأدب اللي ما تعرفوش أن شالله يا سأفل ، صبرك عليا لما يرجع الشيطان و أقوله علي عمايلك السودا دي ، و انك بوستني ثلاث مرات
عاصي بمرح ، بينما يغمز لها :: لا انتي هتكدبي ، انا بوست مرتان اتنين بس و كان رد فعل للبوسه الأولي اللي جننتيني بيها يا جنيه ، بس لو عايزهم ثلاثه ، فأنا معنديش مانع ،قربي
لترمقه هي بغيظ من برودة و أقواله ، فيتابع هو
عاصي ::: و يا ريت تقوليلو ، و انا و الله هتحمل غباوته علشان عيونك و اعرض عليه أصلح غلطتي بترحيب و سعادة و أهو تكوني سهلتي عليا نص المشوار
حورية بأغاظه له :: غلطة ايه اللي تصلحها يا عمو ، عيب عليك
عاصي :: عمو !!!! بعد كل البوس و الاحضان دي و عمو !!
مع علينا ، نستني لما أخف و نشوف موضوع عمو دا بعدان ،.
دلوقتي قولي في جديد
حورية ::بتنهيدة وجع ، الشيطان و جاسر و أسد ، عرفوا يتتبعوا سيارة الإسعاف و هما وراها ، و دا كان من ساعتان ، و من وقتها مفيش اى جديد

عاصي ::أن شالله يلقاها و يرجع بيها بسلامة ، ليلاحظ نظرة الحزن و تلك الدمعه العالقة بعينيها ، فيحاول التخفيف عنها ، فيتظاهر بالتعب و الاختناق ، لتهلع هي عليه و تقترب منه قائله
حورية ::مالك في ايه اللي تعبك
عاصي :: مخنوق مش قادر أتنفس ، محتاج تنفس صناعي ضروري حالا
لتومئ له حورية ، دون و عي و تقترب ، و مان اقتربت ، حتي انتبهت لما قاله ونظرة العبث بعينيه
فأرتدت مبتعده ترمقه بحدة ، فيقهق عليها بشده ، حتي يتألم حقا
بينما هي تقول :: أقسم بالله ما لقيا كلام يوفي حقه في وصف قلة أدبك
ليقطع حديثهم دلوف الممرضة تتغنج و هي تنظر نحوه بهيام ، فهو شديد الوسامه
و الجاذبية كسائر رجال عائلة الحديدي ، فهي تراقبه منذ أن اتي أمس حاملا حوربه بين يديه
و تقترب منه بجرأة بحجة تظبيط وسادته ، فلاحظت حورية هذا و شعرت بالغضب
و يظهر هذا علي ملامحها ، فلا يغفل عن ناظره ، و يستمتع بها
فيبدو أنها تغار ، و إذا كانت تغار فهناك أمل ، ترك الممرضة تتغنج عليه دون ردة فعل منه ، مستمتع بتعابير وجهها المبهمة له ، تلكعت الممرضة في عملها بينما تطالعه من حين لأخر ، ترمقه بنظرات إعجاب واضحه و لما لا و هو جذاب و وسيم يخطف الأنظار
إليه و بشده ، الي ان انتهت علي مضض حينما رمقتها حورية بحده ، و خرجت من الغرفه ، لتطيل حورية النظر له بغضب ، و من ثم تأردف اخيرا قائله ::
حورية :: ايه هي للدرجة دى كانت عجباك .
عاصي :: الله و انا مالي ، هو انتي علي طوال ظلماني كده ، هو انا اتحركت ولا اتكلمت أو جيت جمبها
حورية :: و الله لو كنت مضايق ، كان ظهر عليك ، أو اتخذت رد فعل ، لكنك كنت مستمتع ، شكلك كده بتاع ستات
عاصي :: شهاده اعتز بيها ، منك ، بس مش ستات ، ست واحده بس و يتابع
بمشاغبه :: عجباني فوق الوصف ، أصلها لا تقاوم خطفتني ، و جننت قلبي و عقلي بيها ، إنما الباقي
ولا يهموني، و بعدان مش ذنبي اني وسيم و حلو و شخصيه و هما اللي بيموتوا عليا
و بعدان و انتي ايه مضيقك اصلا
حورية بخبث :: الي مضيقانى انك واحد عابث و مقضيا شويه تقرب مني و شويه من الممرضة و يا حرام اللي في البيت دي ، نايمة علي نفسها و ما تعرف حاجه و انت بتخدعها
عاصي بأستغراب :: هي مين اللي في البيت و انا بخدعها
حورية :: مراتك
عاصي بينما يقهق :: طيب ما تقولي انك عايزه تعرفي اذا متجوز أو لا ، بس
أحب اطمنك ، انا عازب و معنديش أولاد ، و رجل اعمال وسيم و ذي القمر ،
يعني عريس لقطة ، وافقي و انا أكلم ابوكي و أتحمل غباوته ، و لو رفض نهرب و نحطه قدام الامر الواقع

حورية :: هو انت بجد طبيعي ، هو دا وقت الكلام دا و دمك الخفيف دا، جواز ايه و هروب ايه
اللي إنت بتفكر فيهم دلوقت ، انت مش شايف الوضع اللي احنا فيها و كمان حالتك دي
انت قلبك وقف من شويه ، يعني مت و رجعت للحياه تاني
عاصي :: يعني هو الوقت و الظروف اللي فارقه معاكي
دلوقت ، علي العموم ، الظروف دي و انا واثق انها هتنتهي ، أن شالله و حور هترجع بالسلامه
و بالنسبه لحالتي انتي قولتي قلبي وقف و رجع و انا عايش دلوقت ثم يتابع
بجديه :: انا لما مت و رجعت للحياه تاني ، حسيت اني رجعتها لهدف معين
لشخص معين ، رجعت و انا مقرر أعيشها ، و اني ما اسمح للماضي يأثر من تاني علي حياتي
انا تعبت من الوحده و الفتور اللي عايشها
و قلبي المجروح اللي بينزف رغم مرور واحد و عشرين سنه على وجعه
رافض يحب و يدق و في لحظة جبرني القدر ارجع تاني للمكان اللي أنجرح قلبي فيه
يمكن علشان يراضيني ويداوي قلبي بيه ، و دا بيكي ، لما دق ليكي
انتي بوستك كانت الدوا لجراح قلبي ، انتي احيتيه فعلا يا حوريه
ازاحتي برودة و فتوره لما مشاعر الدفء ببوستك اجتاحته
و دق تاني و أخيرا بعد كل الوقت
انتي اللي اعادتي شخصية عاصي المرحة اللي كانت و مضت و قضي عليها الجرح و الزمن و خلق شخصية عاصي الحديدي القاسية و الباردة ، انا في أمريكا بيسموني الذئب ،
عارفه ليه ؟؟ لأني قاسي و مكار و معنديش مشاعر و لا رحمه ،
الماضي و جراحه أثر كتير علي شخصيتنا انا و بيجاد ابوكي ، يمكن انا جيت عليه قدامكم ، مع اني عارف انه ضحيه زينا و انخدع ، بس لما شفت حور اختك و هي غارقة بدماها ، قلبي وجعني عليها
و فكرة انه ممكن يكون اتجوزها لانها شبها أو علشان ينتقم منها بذنبها و أن هو السبب في حالتها دي جنتني ، خلتني فقد السيطره و كان ممكن اقتله فعلا وقتها ، لولا تدخل أسد و جاسر و أكرم
انتي عارفه اني فعلا مقهور عليه ، لما كله ينكشف مره واحده ،ظلمه لزهره ، و
اكتشفه يوم فرحه أن البنت اللى اتجوزها تكون بنته
مصيبة كبيره ، صعب أنها تنحمل
حورية بتنهيدة حزن:: انا مش فارق معايا حد ولا بفكر في حد غير حور ، انا قلقانه عليها اوي ، هي عشقته بجنون و هتدمر كليا ، و بسبب كده أن شالله لما ترجع بالسلامه ، انا هخدها و نسافر
نرجع كندا أفضل ، لينا بيت بيت هناك و أصدقاء و حياه هنعيد تأسيسها بعيد عن هنا ،
مش لازم هو يكون في حياتنا ، رؤيته هتكون صعبه و دمار عليهم هما الاتنين
عاصي بغضب ::: دا علي جثتي الكلام دا ، كندا مين اللي تسافريها ، انتي
خلاص بقيتي تخصيني و لو عايزه تبعدي عن هنا مفيش مانع ، أول ما نتجوز ناخد
حور و نسافر امريكا و نستقر هناكتطالعه حوريه بأندهاش
بينما تقول :: إيه أخصك دي ، و جواز مين ، و سفر ايه هو مين قالك اني موافقه اتجوزك اصلا
عاصي:: انا اللي قولت وو قررت ،و لازم تعودي نفسك و تأقلميها علي كده
انك هتكوني مدام عاصي الحديدي و حوريته
حوريه :: اقسم بالله انا قولت لك انك مريض و عندك شيزوفرينيا و انت مش صدقت ،
اهي الشخصيه التاني المجنونه ظهرت اهه ، ليقهق هو عليها و يقول
عاصي ::: طيب انا موافق اني مريض ، مش انتي دكتورة ، اتخصصي في العلاج النفسي
و اعتبريني اول حاله ليكي و اتجوزيني و عالجيني ينوبك فيا ثواب
ل ترتسم ابتسامة علي ثغرها رغما عنها علي ذاك المجنون الماثل أمامها
و تصمت قليلا ، لتشرد فيما قاله لها عن جرح من واحد و عشرون عام ، لينتابها الفضول حينها
فيلا هو نظرات السائل بعينيها التي كان هو الآخر شاردة بها فيقول
عاصي ::: أسأل
حوريه :: عفوا ، أسأل ايه
عاصي :: الحيرة اللي فى عينيكي ، أكدت لي انك عندك سؤال و عايزه تسأليني عليه
فسأليه و انا اجاوب عليه
لتتردد حور للحظة و من ثم تقرر سؤاله،قائله
حوريه :: اتت حكيت عن وجع من واحد و عشرين سنه
عاصي :: حصل
حوريه متابعه:: و قولت أن الشيطان السبب في وجعكم ، و هو و عرفت وجعه زهره و ظنه بخيانتها ليه،
انت بقا ايه ، معقول كنت بتحب زهره و هي حبة الشيطان و انت لا علشان كده دورت عليا و لما عرفت بموتها سافرت ، لينظر لها عاصي لثواني و ما أن أوشك أن يجاوب ، حتي قطع حديثه عندما جاء أكرم و معه اجلال و عليا ، لتقترب منه اجلال و تميل عليه لتضمه و تطمئن عليه ، بينما علياء تفعل هي الاخري ، فيخبرهم انه بخير ، لتنهر علياء لحرية بينما تقول
عليا :: أن مش عارفة ايه اللي بيحصل دا ، من وقت ما دخلوا حياتنا و المصايب ما يتخلص
لتشعر حوريه بالحزن و ما أن أوشكت علي الخروج ، حتي اوقفها مكانها صوته الغاضب الجهوي
عاصي :: حووووريه ، اقفي مكانك هنا و انتي يا علياااا ، أفهم اللي هقول كويس ،
حوريه من دلوقت تخصني و امانه عندي و مش هسمح لحد يزعلها أو يضيقها بكلمة واحده ،
و دلوقت مش اطمنتوا عليا ، تفضلي خدي ماما و روحوا عند عمار هو محتاجكم اكتر مني
لترمقه عليا بنظره غضب هي و والدتها و من ثم يخرجان ، لينظر له أكرم و يبتسم له ، فقد اعجبه تأنيبه لعليا ويقول :: انا هطلع أحاول اتواصل مع حد منهم اشوف في جديد أو لا ، ليوم له و من ثم يتابع هو قائلا ، هتفضلي واقفه عندك كتير ، تعالي اقعدي هنا مكانك
حوريه :: لا انا هخرج استني في الردها
ليقوول عاصي بصوت جهوى تنتفض علي إثره
عاصي :: حوريه ، انا مش بحب أعيد كلامي مرتان ،تعالي اترزعي مكانك احسن لك
بدل ما اكدلك اني عندي شخصياتان، و تشوفي شخصية عاصي الذئب
اللي ما أحب انك تشوفيها و تظهرلك
لترتعد حوريه من نبرة صوته و عينه الغاضبة و تجلس مكانها كما قال
لتلين فورا ملامحه و يقهق عليها ، بينما يقول
عاصي :: ايوه كده شطوره ، أحبك و انتي بتسمعي الكلام
لننظر نحوه بأندهاش مؤكدة لنفسها فكرة جنونه التي باتت مؤكدة لها
ليدخل أكرم ، و تظهر عليه ملامح الحزن و القلق فيلاحظها عاصي و يفهم انه هناك أمرا سئ قد حدث
و يسكن قلبه الذعر و الألم، عندما يرى ترقرق الدموع في عيني اكرم ، لترى حوريه نظراته المتبادلة له ، فأستدار الي أكرم و تري دموعه ، لتنهار و ينخلع قلبها بينما يقول اسف يا حوريه ، ادعي لها ربنا يرحمها
لتصدح صوت صرخات حوريه في المشفى و تقع مغشي عليها ، فينتفض عاصي من مكانه و ينزع ابرة المحلول المعلق له بعنف ، و يهرع نحوها ، يحملها و يضعها علي الفراش ، بينما يطلب من أكرم الإسراع و استدعاء الطبيب ..
و بعد مرور ثلاثة أشهر كامله ، غيما فيها الحزن سمأئهم
قلوبهم محطمه ، تحيي بينما يسكنها الألم و الوجع
عاد الظلام و الفتور و البرود لقلوبهم
و القصر الذي أعادت به الحياه لسكانه
بصوت ضحكاتها ، امتلأ بالبكاء علي فراقها
منهم من كان الشامت و الفرح يملأه ، و منهم من انهار و انحرق
لفراقها ...
ثلاثة أشهر قد مرت تغير فيها الكثير ، خرج كلا من عاصي و حوريه من المشفى ، و عادوا جميعا الي البلدة ، بينما تدمر زياد تماما و لازم منزله لشهرين كاملين و من ثم قرر الابتعاد و الاستقرار بالقاهره ، و تقدم للعمل بأحد المشفيات الخاصه هناك
بينما قرر عاصي الاستقرار بالبلد حاليا من أجل حورية و الاهتمام بها ، خاصة من أجل حوريه ، بينما عمار و اكرم و معهم عاصي تولوا إدارة الأعمال العالقة
و كان كل ما يحدث يشعر كلا من اجلال و علياء بالسعادة الغامرة
فقد تحقق ما يرغبان به ، موت حور و استلام عمار و أكرم الأعمال و لكن العقبة الوحيده هي وجود حوريه و اهتمام عاصي المبالغ فيه بها ، فهي الآن العائق الوحيد لخطاتهما ، فهي ابنة بيجاد الآن و سوف ترث الكثير من أمواله ، لذا فكروا في تزويجها لعمار ، و هكذا يستحوذ علي كل أموال بيجاد ...
بينما في القصر ، خرجت منار من غرفة حورية ، حامله للطعام كما هو لم يمس ابدا
فيقابلها خالها عاصي علي باب الغرفه ، فيسالها قائلا
عاصي :: بردك ما اكلتش
منار ::رفضا تاكل أو حتي تتكلم ،
أدخلها انت يا خالو ، انت الوحيد اللي بتقدر تقنعها تأكل كم لقمة
ليجذب منها عاصي الطعام و يطرق الباب
قائلا ::حوريه انا عاصي ، انا هدخل دلوقتي
ثم يقوم بفتح باب الغرفه و الدلوف اليها
ليجدها جالسه علي الفراش ، تضم ركبته الي صدرها ، بينما خصلات السوداء منسدلا
علي ظهرها وجهها شاحب و دموعها تملأ وجنتيها
جلس بجانبها علي الفراش ، يشعر بالوجع عليها و الشفقة علي حالها و علي تلك الطفلة
الصغيره والتي لقت حتفها ، يتقطع قلبه عليها
فيمد يديه يزيح بأنامله دموعها من علي وجنتيها
بينما يقول
عاصي بينما قلبه يتقطع عليها ::: هتفضلي كده لحد أمتي ، ادعيلها بالرحمة ،
انتي كده بتعذبيها ، علشان خاطري حاولي تاكلي كم لقمة بس
حورية :: مش عايزه و مش قادرة ، انا عايزه حور ، انا عايزه اختي
هي ليه ماتت و سبتني ، انا قلبي موجوع اوي يا عاصي ، هي كانت كل حاجة ليا
لتنهار و تزداد شهقاتها ، فيجذبها الي صدره ، يضمها بين حناياه يمسد علي ظهرها
يتظاهر بالجمودة، بينما هو الآخر قلبه موجوع
لتخونه دمعه حارقه و تهبط علي وجنتيه ، وجعا علي تلك الصغيره
حور

و على الصعيد الآخر كان هو قد ذهب كم اعتاد أن يفعل يجلس اعلي ذاك المنحدر الذي سقطت منه ، ذقنه قد نمت ، و فقد بعض الوزن ، و انطفئت تلك اللمعه بعيناه ، كبر عمرا علي عمره ، فمنذ ذاك الوقت وهو قد استقر ببيت قريب منه ، بعيد عن كل البشر ، لا يرغب إلا بالانتقام لها من قاتلها ، كل يوم يذهب الي مكان سقوطها ، يرغب لو يلقي بنفسه و يلحق بها و لكن ليس قبل الانتقام منه ، من سلبها منه هكذا ، تحول لوحش قاسي بارد ، يقضي علي كل ما يعترض طريقه في العثور عليه ، يجوب الجبل بحثا عنه او عن احد من رجاله يعلم طريقه ، و ينخرط في معارك شرسة داميه بالمساعدة مع جاسر و رجال الدوله لتمشيط الجبل من مطاريده ، بينما هو كان راغبة فقط بالعثور عليه ، لن يقتله بل سوف يفعل به ما هو أسوأ سوف يتلذذ بعذابه ، سيجرحه و يجعله يتألم أشد آلم ، سيعمل علي جعله يعاني و ينزف حتي آخر نقطه من دمائه ،، يلوم حاله علي كل ما حدث لها ،فلو انه ابعدها عنه و لم يسمح لها بأقتحام عالمه لما حدث ، كان سيتحمل فكرة أن تكون ابنته و سوف يتقبلها و يعمل علي جعلها تتقبلها و لكن موتها لا ، فقد كسر ظهره ، تحطم الجبل الشامخ ، فهو حتي لا يعلم ما حلا بها ، هل استطاع ذاك الحقير نيلها ، كم عانت هي وقتها ، تدفق الدماء بعروقه حينما يقتحم مخيلته فكرة أن يكون اقترب منها و نفذ تهديده له ، يعيد مشاهدة الفيديو مرارا و تكرار ، كيف يعرف من يكون ، يستمع لصوته ، كي يتعرف عليه و لكن عبث ، فأعدائه كثر ، فكل ساكني الجبل مع عداوة معه و غيرهم من عالم الأعمال و لكن تلك الفعلي من ساكني الجبل ، و لكن من هو ، ذاك الحقير ، آه لو يتمكن من معرفته و النيل منه ، لكان ارتاح و استسلم للحاق بها ، ظلا جالسا يفكر بها ، الي ان أوشكت الشمس علي الغياب ، فنهض من موضعه و عاد الي منزله بخطى متثاقله دلف الي منزله الصغير المكون من غرفه و صاله ومطبخ و حمام ، جلس علي الفراش و أخذ يتطلع في صورتها غير مستوعب كل ماحدث له ، لقائها ، عشقها ، زواجهما ، ابنته ، زهره و ظلمه لها ، موتهما معا
لعن نفسه الف مره ، فهو دمار لكل امرأة دلف حياتها ، لذا ابتعد تماما عن حوريه ، فهو لا يريد أن يلحق الضرر بها هي الاخري ..
عاد بالزمن بالوراء الي ذاك الوقت ، حينما تمكن بيجاد من الوصول الي العرين هذا و كان عباره عن كهف بالجبل و يدلف مسرعا بينما يحمل بين يديه سلاحه و يطلق النيران علي أي شخص يقف بطريقة ، بينما عينيه تبحث عنها في الإرجاء و لكن دون أي أثر لها و كأن الأرض قد انشقت انشقت ابتلعتها، و ما هي إلا عدة ثواني و يقتحم أسد و جاسر المكان و يسألوه اذا وجدها ، و تكون الاجابه واضحه لهما ، فيتمكنا من امساك أحد الرجال ، فيخبرهم أنها قد حاولت الهرب و الزعيم الان يلاحقها ، ليهرولوا جميعا للخارج و ينقسموا الي ثلاثة مجموعات للبحث عنها ، و أثناء تجول بيجاد للبحث عنها ، يلمح جسدها الصغير من بعيد و هي تهرول مسرعة الي نهاية الجبل طاردها بعض الرجال ، و ما أن وصلت لنهايته حتي وقفت علي حرفه، فيصيح بأسمها بأعلى صوت لديه حوررررر ، بينما يركض ناحيتها، فيلاحظه الرجل ، فيقوم بتوجيه سلاحه ناحيتها و إطلاق النار عليها ، فتصاب بالطلقه و يتهاوى جسدها من فوق الجبل بينما تصرخ بأسمه بيجااااااااااااد ، ليري هو سقوطها هذا ، ليشعر بالالم في قلبه و يطالبه بالتوقف الآن و في هذه اللحظة عن الحياه و يتهاوى بجسده علي الأرض صارخا بأسمها حوررررررررر يا الله و ألقي بسلاحه أرضا بأستسلام مرحبا بالموت ، بل يترجاه أن يأتي ، ما أن لمح تصويب أحدهم السلاح نحوه و ما أن اوشك احد الرجال علي فعلها ، حتي جاء في هذه اللحظه كلا من أسد وا جاسر و تمكن أسد من و إطلاق الرصاصه بمهارة علي ذاك الحامل للسلاح ، بينما يهرب الباقي مسرعا و معه زعيمهم ، فينحني جاسر اتجاه بيجاد الفاقد للحياه ، فيقول بيجاااااد بصراخ و دموع تملأ وجنتيه فقد تحطم الجبل تماما الآن ، فقد كانت تلك الضربه القاضية له بيجاد :: خسرتها ، حوررررررررر ، انا السبب ، انا اللي قتلتلك لما دخلتك حياتي ، يا الله ، عقابك صعب اوي يا الله ، هي مالهاش ذنب ، انا اللي غلطت ، انا اللي نسيت ديني و انصعت ورا رغباتي و استسلمت للشيطان و كانت النتيجة الدمار لكل اللي بحبهم ، يا الله رحمتك و غفرانك
لينهره أسد و يحث علي النهوض ، فربما يتمكن من إنقاذها ، فلو هناك املأ واحد في المائة علي نجاتها ،
فليفعلوا ، نهض مسرعا ، بعدما ساكنة الأمل و هبطوا جميعا يباشرون بالبحث عنها دون أي جدوي ، فلا أثر لها أو حتي لجثتها ، لثلاثة أيام كامله ، حتي فقدوا الأمل تماما ، اتي أحد ظباط الشرطه إليه هو و جاسر و أسد و قال :: احنا اسفين يا جاسر باشا، احنا لازم نوقف بحث ، بس لحد كده و أعتقد أن مفيش آمل ، و انت عارف ان الجبل كله ذئاب و ثعالب و أن ممكن يعني انها ماتت و طالما مش لقينها فأنت فهم قصدي انه للأسف جثتها كانت طعام ليهم ،
ليستمع بيجاد لكلام هذا ،يفقد وعيه تماما و ينال عليه بالضرب المبرح ، الي ان يبعدوه جاسر و أسد عن يديه ، فيضطروا لأفقده وعيه للسيطره عليها ، ليقوم جاسر بضربة بمؤخرة سلاحه علي رأسه ، فيفقد
و عيه تماما و يعودوا به الي القصر ،،،
و علي الصعيد الآخر ، في تلك المشفى الخاصه ، في احدي الغرف ، خرجت الممرضة بينما تغلق

بابها خلفها ، فتقابل ممرضة أخري ، فتقوم بسؤلها قائله
:: لسه بردك الدكتور رافض انه يريحها من عذابها و يرتاح هو كمان
و ينزع أجهزة الإنعاش ، اصلا وجودها حيه لحد دلوقتي معجزة
الممرضة الاخري :: الحب يا بنتي ، شكله كده بيعشقها
هو بيبعد عنها ، دا حتي بيبات هنا عندها ،عنده أمل أنها تفيق في يوم من الأيام
و حابب أنها تلاقيه جانبها ، سمعته بيقول كده لدكتور عادل
الممرضة الاخري :: اوعدنا يا رب ، بنص الحب دا حتي
بس بصراحه البنت تستاهل دي ذي القمر
......
🌹🌹🌹🌹🌹
انتهي


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close