اخر الروايات

رواية حور الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم ملاك محمد

رواية حور الشيطان الفصل التاسع عشر 19 بقلم ملاك محمد 

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حور الشيطان
سلسلة عشق محرم
بقلمى ملاك محمد دودو
البارت 19
💞💞💞💞💞💞💞

أسدلت الجوناء خيوطها الذهبية معلنه عن انتهاء ظلام دامس وبداية يوم جديد ، تسلل كلا من دفئها وخيواطها من نافذة الغرفة، أمتد أحد خيوطها على وجه ذاك النائم، عطاه هاله من السحر والجمال
تململت هي بالفراش ، قامت بفتح جفونها بتثاقل، شعوراً بالدفيء تسلل داخلها، لحظات وأدركت مصدره ، ليس دفئ خيوط النهار ، إنما ذاك الدفيء نابع من قربها منه ، تذكرت ما حدث أمس ومجيئه لها وإصراره على أن يغفو معانقا لها ، غير عابئ بأي شيء آخر سوا قربها، حاولت التحرك دون جدوى كانت مقيده يحاصرها بين ذراعيه ، يضمها بتملك غريب وكأنه يرغب بتخبئتها بين حنايا صدره ...
بعد عدة محاولات فاشلة للتحرر من حصاره دون إيقاظه ،استكانت برغبة التمتع برؤية ملامح وجهه الوسيمة، رفعت بصرها تطالعه بعشق جارف وقلب عاصف ، مشاعر هوجاء تهاجمها بقربه ، هو وحدهي يتمكن من أثارتها بها ..
أخيرا استطاعت تحرير أحد ذراعيها ، رفعت أناملها تحركها على قسمات وجه ، لا تصدق كونها أَخِيرًا أصبحت زوجته ، هي الآن حقاً امتلكت لقب حور الشيطان نعم حوره وعشقه وجنونه وقريباً جدا تتمنى أن تكون أما لأطفاله، كم ترغب بأنجاب نسخه مصغرة منه ، تكون ثمرة عشقها له ....
بينما هو كان قد فاق على مداعبة أناملها الصغيرة على وجهه ، قام بمنحها ابتسامة عاشقه دون أن يفتح جفونه ، مستمع بقربها ولمساتها الحانيه على بشرته ، كم اعجبه هذا الصباح أن يفيق دوماً بقربها ، شاعراً بلمساتها والأنتشاء بعبيرها ، تسأل ماذا فعل جيد بحياته ، كى يكافئه الله بها ، أولئك الحور الجميلة والمجنونه ، تلك المشاكسه الصغيره التى منحته بقربها السعادة التى فقدها ، أكتشف أنه لم يكن يحيى قبلاً، وأن حياته بدأت يوم إلتقى بها ...
أنتبهت هى إلى إبتسامته، سمحت لأناملها بالتسلل لها تتحسس شفتيه قائله::-
- عارفة انك صاحى ، فتح عيونك يا كسلان ، ويلا على اوضتك قبل ما حد يشوفك
وبالذات لو بابا عاصى ..
فتح جفونه وأبتسامته ماتزال تزين ثغره قائلاً بينما يشدد فى ضمها::-
- ده تهديد دا ولا إيه! !!
في عروسه ليلة صبحبتها تطرد جوزها من أوضتها وتهدده ب باباها ،
بدل ما تقوله صباح الخير يا حبيبي ، هو أنا اتخميت في الجوازه دي ولا إيه! !
فين رومانسية الروايات اللي بتقرأيها يا مدام، ولا الرومانسية كانت قبل الجواز بس
وضحكتي عليا لحد ما أدبست وأتجوزتك ...
رمقته هي بعبوس سرعان ما تحول لنظرة خبث قائله ::-
- لا أكيد الرومانسية موجودة يا حبيبي، ثواني يا قلبي أنت تأمر
وفي لحظه كانت تميل باتجاه وجنته، ظن هو أنها سوف تمنحه قبلة الصباح
لكنه فوجئ به تقضم أذنيه بقوة ثم ابتعدت
طالعها بدهشة قائلاً متأوها::-
آه يا مجنونة ، أنتي عضتيني !!!.
طالعته بابتسامة شامته ::-
-عشان تبقي تقول إنك أدبست واتخميت كويس
قال ومازالت علامات الدهشة بادية على وجهه::-
- ومش خايفة منى
- لا مش خايفة .
ما أن همت بالنهوض من على الفراش ، حتى جذبها هو لتسقط مجدداً بين أحضانه
قائلاً بأبتسامة شقية ونظرة عابثة ::- علي فين يا مجنونة ، انتى غلطتي دلوقت ولازم تتعاقبي
وانتى عارفة ومتأكدة أنى مش بسامح أي حد يغلط وبعاقبة فوراً، وانتى غلطتي ولازم لازم تتعاقبي
وسرعان ما قذفها على الفراش بينما يعتليها يدغدغها ،تعالت قهقهتها ، تخبره أن يتوقف دون جدوى
كان مستمتعا بصوت ضحكاتها الرنانة وسعادتها ، توقف قليلاً عما يفعله ، قائلاً ::-
- بقبل رشوة على فكره، لو عاوزني أوقف وأنهى عقابك معنديش مانع بس في مقابل ..
نظرت نحوه بشك وهي تحاول السيطرة على نوبة الضحك التي أصابتها بفعل أنامله
قائلة ::- موافقة ، بس أيه المقابل يا حضرة الشيطان
رمقها بنظرة عابثة قائلاً ::- تبوسيني
طالعته بنظرة دهشة قائلة ::- نعم
أجابها بذات العبث ::- ذي ما سمعتي ، لكده لأما ......

شرع بدغدغتها مرة أخرى ، أوقفته هى قائله :-خلاص خلاص هبوسك .
استجاب لها و تناهى عن دغدغتها ، نهض من علي الفراش وجذبها بقوة تنهض معه ، اصطدمت هي بصدره ، مد يديه يلامس بأنامله طرف ذقنها، رافعاً وجهها لأعلى، يطالع أمواج البحر بعينيها
قائلاً ::- يلا نفذى عقابك فوراً ...
تظاهرت هى بأستجابتها له ، سرعان ما حاولت الهروب من براثنه ، لكنه كان الأسرع منها وجذبها مجدداً، قد كان متوقع ما سوف تفعله تلك المشاكسه ، رمقها بتوعد قائلاً ::-
- فكرة انك هتخدعينى وتهربي ، تؤتؤ يا حورى ، هتنفذي عقابك يعنى هتنفذيه .
لم تجد مفر ، لذا عليها الخضوع والأستسلام ، وقفت على أطراف قدميها كى تتمكن من الوصول إليه
اقتربت من وجنتيه ببطئ متعمد ، منحته قبلة سريعه عليها .
بدأت ملامح وجهه بالأمتعاض معترضاً ، ما أن أوشك على الحديث،
حتي استمعوا لصوت طرقات على باب الغرفه ، وصوت عاصي يطلب منها أن تقوم بفتح الباب له
انتفضت مبتعده عنه قائلة::-
بابا جاه ، هنعمل ايه دلوقتي، لو شافاك هنا هتحصل مشكله، انت لازم تستخبي فوراً أنزل من الشباك ، لا لا شباك ايه ما انت ركبت عليه حديد ، طيب أنزل تحت السرير ، لا لا مش هينفع ،
طيب تستخبي فى الدولاب ، آه الحمام أفضل مكان تستخبي فيه هو الحمام ...
أمسكت بذراعيه تحاول سحبه إلى الداخل ، بينما هو كان مندهشاً من ردة فعلها،
اوقفها قائلاً والابتسامة مرتسمه على ثغره من جنونها::-
- أقسم بالله انا جوزك يا مجنونه ، ومكتوب كتابنا على فكرة ،
مش ناطط من شباك اوضة حضرتك ..
طالعته بعبوس قائله::-
- المفروض أن سيادتك دلوقتى خطيبي، ومينفعش تكون فى اوضتى
بادلها هو بنظرة عابثه، بينما يقترب منها قائلاً ::-
- خطيبك امممممم ، بالنسبه للى حصل امبارح دا إيه !!
تجربه للجواز مثلاً! !!! .
طالعته بغيظ قائل ::-
- مش وقته الكلام دا ، أستخبى يلا فى الحمام
وقامت بدفعه بأتجاهه ، استجاب لها وتقدم وهو يضرب كفيه معا
متعجبا من ذاك الجنون الذي يعيشه ، دفعته إلى المرحاض و أغلقته ، بينما تخبره أن لا يصدر صوتاً ريثما يخرج والدها ، ثانيه وقام بفتحه قائلاً :: ما تفتحيش كده، ألبسي حاجه الأول ....
نظرت الى ذاتها وجدت انها ترتدى ثوب نوم عادى ، رمقته بأستفهام ، فبادلها بنظرة حادة توحى بعدم النقاش ، اومئت له مجبره ، جذبت رداء الثوب وارتدته ، ثم توجهت لباب الغرفه وقامت بفتحه له
رأت عاصي بهيئة لم ترها به قبلاً ، يبدو على وجه الإرهاق ، فهو لم يغفو مطلقاً طيلة الليلة الفائته ، كانت الأفكار تقتحم رأسه عما حدث بداخل تلك الغرفة اللعينه ، يتسأل ترى هل انتهكت صغيرته على يد ذاك الحقير أم لا ؟؟ .. هو يدرك شخصية بيجاد جيداً وعشقه الجارف لها ، لن يتفوه بأمر، ولن يخبره الحقيقه المطلقه، بل إن كان ذاك الحقير فعلها لن يخبر احد ، سوف يحتفظ به سراً ، كان القلق يستحوذ على عقله من فكرة أن يكون فعلها وتكتشف هى سوف تدمر، شعر أنه لم يكتفى بما فعله به ، قام بالأتصال على أحد رجاله يجلبه له ، استجاب له الرجل وذهب إلى العنوان المعطى له ولم يجده به ، تأكددت حينها ظنه بأن لبيجاد دخل بأختفاءه ، لقد أستغرب كونه أكتفي بما فعله به أمس، فهو يعلمه جيداً ، لكن هو يرغب بالانتقام منه بذاته، كان يرغب بأكتشاف الحقيقه التى لن يعلمها من بيجاد أبداً ، كانت ليلته طويلها لا تنتهى ، منع ذاته بصعوبة أن يأتيها ليلاً ،لكن لم يستطع ، تذكر حينما نهض من فراشه برغبة التوجه لغرفتها والأطمئنان عليها، ما أن فعل وخرج من غرفته حتى رأي بيجاد يدلف غرفتها ، شعر انه يحتاجها وهى تحتاجه هو ، لذا تراجع وعاود الدلوف لغرفته ، ينتظر فقط إشراقة شمس النهار ليرى صغيرته ويطمئن عليها ، ما أن أتى الوقت المناسب حتى أسرع بالمجئ
دلف مسرعاً وأغلق الباب خلفه، ضمها بقوه إلى صدره ، يحاول بث الاطمئنان بقلبه أنها بأمان الآن ، مشاعره كانت متضاربة ، كانت فكرة انه قد فشل فشلاً ذريعا فى حماية صغيرته ولم يدم على كونه أباً منذ عدة أيام تطارده كالشبح تقتحم عقله فيجن جنونه ويزيد من ضمها ، أبتعد عنها اخيراً بعد عدة لحظات، يطالعها بنظرات ألم وكسرة لم تدرك سببه ،كانت مرتبكه بالدرجة الكافية لتتغاطى عن ذلك حالياً، لا تريد أن يحدث شجاراً بينهم، إبتسمت له قائلة ::- صباح الخير يا بابتى أنت يا قمر
ثم قبلت كلتا وجنتيه ، رؤيتها امامه بخير مبتسمه جعلت من قلبه يستكين قليلاً ، شئ ما به أخبره أنه لم ينالها ذاك الحقير، سمح للأطمئنان أن يتسلل لقلبه، أجابها قائلاً بينما يجذبها لتجلس على الفراش::-
- صباح الجمال يا قلب بابا ، عاملة إيه دلوقتي
أجابته بأرتباك :::- اغنا تمام الحمد لله ، لسه صاحية من النوم حالاً
لاحظ هو أرتباكها هذا، كما أن عينيه ألتقطا شيئاً ما بجانب الفراش ملقى بأهمال على الأرضية
حدق به جيداً حتى أدرك ماهيته، كانت الكنزه العلوية لبيجاد التي رأه يرتديها أمس
أدرك حينها إنه لم يذهب من الغرفة بعد ، أنتشى من فكرة أختباء بيجاد منه، رمق الغرفة بنظرة شاملة متفصحه، محاولاً تخمين مكان وجوده ، سرعان ما أدرك أنه بالمرحاض ، رمقها بنظرة تسلية ً، نهض من على الفراش يلتقط كنزته الملقاه قائلاً ::-
- مش دى بتاعة بيجاد !! بعتقد كان لابسها إمبارح بليل ، إيه اللى جابوا هنا دا !! .
طالعتهً هي بصدمة ،بينما توجه هو إلى المرحاض ، أوشك أن يفتح بابه، إلا أن بيجاد فتحه أولا ، والمنشفه بيده يجفف بها خصلاته المبتله يرمقه بنظرة لا مبالة من وجوده ، رمقه
عاص بنظرة سخرية قائلا::-
- اوعى تقول ان الدش عندك بايظ ، فجيت تاخد الشور بتاعك هنا ؟؟؟
ما كنتش اعرف ان ليك فى شغل المراهقين دا !!!
رمقه بنظرة تحدي قائلاً بينما اقترب من حور يضمها ::- لا يا خفيف شغل المراهقين دا بتاعك انت ، انا كنت بايت هنا مع مراتى
ومن دلوقتى كل ليلة هنام هنا معها ، مش هتبعد عنى تانى ، ثم تابع بنبرة ذات
مغزى له ::-
- ويلا على اوضتك إحنا عرسان والنهاردة صباحيتنا ...
شعرت حور بالخجل وقامت بصفع جبهتها بكفها أحرجاً مما تفوه به بيجاد لوالدها .
بينما عاصي تفهم مغزى حديثه، المقصود به طمئنته أن ذلك الحقير لم ينلها
ثم تابع قائلاً ::- على فكره عقابك زاد آوى يا دكتورة ، وهعاقبك بطريقتي الخاصة ، قالها بغمزه عابثة عازماً على تنفيذ ما ينوي ، لكن فتح الباب فجأة وكان عاصي، أنتفض مبتعداً عنها ، رمق بيجاد عاصي بحده ،
عندما قال له ::-أنت ناوي تطول عندك !!
يلا ورانا شغل كثير ..
ثم ذهب له ساحباً إياه معه للخارج، بينما حور قهقهت بشدة عليهم ، ثم دلفت كي تنعم بحمام بارد بعد 15 دقيقة كانت تجهزت وتوجهت لغرفة منار ، مر اليوم دون أحداث تذكر ، الجميع كان منشغلاً في تحضيرات كتب الكتاب ، أتفق الجميع أن يكون عقد القرآن فقط غدا وبعد شهر يتم الزفاف
أتى الليل واجتمع الجميع على العشاء، كانت الأجواء متوترة ، حورية التي تتجاهل عاصي كلياً ، وجوليا التي باتت تتملكها مشاعر إتجاه أكرم ، منار وسعادتها الغامرة بعقد قرانها غدا على من تعشق ، بيجاد ونظراته العاشقة لحوره التي لم ينعم لرؤيتها طيلة اليوم بسبب انشغالهم ، إجلال وعلياء وخطتهم للخلاص من بيجاد وحور التي باتت أصعب
بمجيئهم للبلد ، عمار ونظراته المسروقة لحور
تناقشوا قليلاً في تحضيرات الغد ، حتى مضى العشاء وتوجه الجميع للنوم ، جاهد بيجاد محاولاً النوم لكن يبدو أنه اعتاد النوم بجوارها ، نهض من فراشه عازماً على التوجه لغرفتها ، ما أن فتح بيجاد الباب حتى وجد عاصب أمامه يرمقه بنظرة تسليه. رافعاً إحدى حاجبيه لأعلى بينما يقول له ::-
علي غين يا بيجاد!! ، حور مش في أوضتها ، هي عند منار هي وحورية ، الظاهر هيناموا عندها النهارده ، ارجع لأوضتك يا شيطان ونام بكره يوم طويل وعندنا فرح ..
رمقه بيجاد بحده وعاود الدلوف لغرفته ، أرتمى بجسده على الفراش، حاول إغلاق جفونه مستدعياً للنوم دون جدوى ، تأفف مما حلا به ، أيعقل أنه لم يعد يستطيع النوم دون أن يضمها ويستنشق عبيرها ، لحظات مرت عليه وسمع الباب يفتح ، كانت هي معشوقته تتسلل لغرفته، يبدو أنها أيضاً لم تستطع النوم دون أن تستكين بين يديه وتنعم بدفيء قربه
غمرت السعادة قلب بيجاد ما أن رأي مهلكته تأتى إليه ،أغلق جفونه مدعياً النوم ، توجهت هي نحو الفراش تطالعه بأبتسامة، تبدلت تماما ملامحها إلى العبوس ،ً ما أن رأته قد غفا دونها وهي التي لم تستطع النوم دون قربه ، لكن سرعان ما وجدت يده تجذبها بقوة لترتمي بين ذراعيه، يشدد في ضمه لها بينما يستنشق عبيرها قائلاً ::- فكرت أنك نمتي مع البنات ..
رفعت بصرها تطالعه وقلبها مهتاجة مشاعره إثر قربه تقول ::-
_ هو كان المفروض أن دا يحصل ، لكن مقدرتش أبداً. أول ما جات الفرصة ولقيتهم ناموا ، جيت هنا فوراً ، لكن الظاهر أنك كنت هتنام عادى من غيري
تنهد هو قائلاً::-
_مين قالك كده!!
أنا كنت جاي لعندك وعرفت أنك عند منار ، حاولت أنام لكن كان صعبا ، الظاهر أنك بتوحشي حضني وجفوني ما بتغفا إلا بقربك
سرقتي النوم مني في بعدك ..
ثم تابع بمكر ::- في ليكي عقاب عندي لازم يتنفذ ، ما لبث أن تفوه بتلك الكلمة حتى التقط شفتيها يرتشف من رحيقها ، لتصمت شهرزاد حينها عن الكلام غير المباح ...
انتهى ليل العاشقين وضياء القمر وسحره عليهم ، لتشرق شمس يوم جديد ، تململ هو بالفراش بعدما شعر برجفة من بروده تجتاحه ، أدرك ماهيتها ما أن قام بفتح جفونه، ليجد الفراش خالي بجانبه ، فقد استيقظت من النوم باكراً بعدما استطاعت التحرر من حصاره دون إيقاظه ، ثم توجهت لغرفتها قبل أن يراها أحد ، شعر هو بالامتعاض من ذهابها دون أن يفيق على رؤية زرقاوتيها واستنشاق عبيرها ، فاليوم يكون له شَكْل آخر إذا بدأه برؤيتها ، نهض من فراشه بضيق متوجهاً للمرحاض ، أخذ حماماً وأرتدي ثيابه ، بينما كان عاصي هو الآخر قد نهض وتجهز ثم خرج من غرفته ، تقابلت عيناه بعين حورية التي خرجت للتو من غرفتها تتحاشى
النظر له ، مما أثر غضبه وحنقه جفائها الدائم
ونظراتها الغاضبة التي ترمقه بها دواماً دون سبب ، بينما هو فقط كان يرغب برؤيتها لينعى قلبه الملتاع بعشقه لها ، ذلك الجنيه تفعل بقلبه العاجل، يتوق فقط بنظرة حانية من عين السماء خاصتها ، التي تطيح بكيانه وثباته ، يلعن قلبه لعشقه لها ألف مرة ، لكن انتهى الأمر وعشقها . الآن بات عليه الاحتراق بنيرانها والرضوخ لها متقبلاً كل ما تفعله به بأمل أن تتفهم يوماً عشقه لها ، أوشك على التوجه نحوها ومحادثتها ، محاولاً إزاحة كافة ظنونها السيئة به ، لكن قدوم بيجاد الذي قد خرج للتو من غرفته حال بينه وبين ما يرغب ، تقدم بيجاد منها وضمها إلى صدره وقبلا جبينها قائلا::- صباح الخير يا حبيبة بابا ، أخبارك إيه النهارده
إجابته بابتسامه على ثغرها ::- أنا تمام يا بابا الحمد لله ، كنت رايحه عند منار عشان نساعدها ..
تركها هو لتذهب ، ثم رمق عاص بنظرة ضيق وهبط إلى الأسفل لإنهاء بعض الأعمال العالقة بمكتبه ، بينما دلف عاصي لغرفة جوليا ،أخبرها بكل ما حدث وعن كيفية اكتشاف حقيقة أن حور إبنته ، إرتسمت معالم الدهشة على وجهها أثناء استماعها له ، مدركه كم كانت محزنه ومؤلمة تلك الأحداث ، تخبره أن أكثر من عانى هو بيجاد وعليه أن يكف عن تعذيبه ..
مضى منتصف اليوم تقريبا وجاء موعد عقد القران ، تألقت الفتيات فكلاً منهما كانت لها جمال وسحر خاص بها ، ارتدت منار ثوباً ورديا وحجاب بذات اللون ، بينما حورية بثوب سماوي وحجاب ذات اللون برز جمال عينيها، أم حور كانت ترتدي ثوباً أسود بأكمام طويله يصل لمنتصف الركبة ، بينما تركت لشعرها العنان ، كانت مراسم عقد القران منفصله دون اختلاط الرجال والنساء معاً كما هي العادة ، آتى المأذون ووضع أكرم يده بيد زياد يسلمه ابنته وقرة عينه ليتم عقد القرآن وتعلن منار زوجة زياد ، أتى الليل وكان عمار قد حضر لحفلة صغيرة تضم الأقارب والأصدقاء أحتفالاً بعقد قرآن شقيقته ،
هبطت حينها الفتيات للأسفل ، تعلقت أعين كل عاشق بمعشوقته تائه في جمالها ، تقدم زياد وجذب يد منار ، بينما توجهت حور إتجاه شيطانها العاشق الذي كان يطالعها بعشق جارف ، عيناه لا تحيد عنها يتأمل طلتها الساحرة ، إلى أن باتت أمامه مباشرة ، مازال يحدق بها ، لم يتفوه بكلمة ، عيناه المأسورة بها هي من تتحدث عما يجول بقلبه ، جذبها من يديها إلى الخارج غير عابئ بالجميع ، يختطفها من الجميع ، غادر القصر بأكمله وتوجه نحو سيارته ، تسأله دون أجابه منه فقط يجذبها خلفه قائلاً::- خطفك ، تعالى معايا وأنتي تعرفي لما نوصل ...
استجابت له وصعدت السيارة وقادها هو ،
وصلت السيارة لوجهتها أخيراً ، ترجل من سيارته وقام بفتح الباب لها ، ترجلت هي الأخرى ، تطالع المكان أمامها ، وجدت أنها أمام بيت صغير على أطراف البلد ، قريب جداً من البلد ، كادت أن تتقدم كي تتفحص المكان أكثر ، لكن فجأة وجدت قدميها تحلق في الفضاء ، حيث إنه حملها بين يديه كالعروس ، طالعته هي بذهول واستفهام ، أجابها هو دون أن تنطق قائلاً ::-
_ البيت دا عشت فيه أسوأ أيام حياتي في بعدك ، كان شاهد على حزني ووجعي ، حابب أنه يكون شاهد على عشقي وسعادتي وأنت معايا ، عاير أمحي كل ذكريات بعدك ..
ثم توجه بها إلى بابه ، قام بفتحه وهو مازال حاملا لها بين يديه ، دلف بها إلى البيت الصغير ، ومن ثم إلى تلك الغرفة الصغيرة
، تفحصت بعينيها الغرفة ،وجدت صورة كبيرة لها على إحدى الجدران ، بينما هو توجه حيث الفراش ووضعها عليه برفق ، ثم تركها وتوجها إلى الخزانة ، قام بفتحها وأخرج صندوق خشبي صغير ، أغلق الخزانة ثم عاد إليها حاملاً إياها ، جلس على الفراش بجانبها قام بفتحه وأخرج خاتم زواجهم ، ثم مد كفه لها ، غمرتها السعادة ما أن رأت الخاتم و تأكدت ظنونها بأنه كان يحتفظ به ، أعطته كفها ، قام بتلبيسها إياه ثم قبلا يديها ، عاود البحث في الصندوق وأخرج القلادة التي قد سقطت منها سابقاً عندما فقدت وعيها يوم حفلة مولد شاهي ، قام بتلبيسها لها مقبلاً عنقها قائلاً::-
- وعدتيني أنك مش تخلعيها أبداً. خلفتي وعدك ولازم أعاقبك ، وعقابك المرة دي مختلف شويه، هنزيد عليه أنك تقرئي اللي كتبتيه ليا بصوتك ....
قالها وهو يخرج دفترها الصغير التي كانت تدون به عن عشقها له سابقاً ، سعدت كثيراً عندما رأته ، جذبته منه بفرحة عارمة ، تمدد هو على قدميها ، يحثها على البدء بقراءة شيئاً ما له ، أرتسمت إبتسامة على ثغرها ، وقامت بتصفح أوراقه ، حتى وقع اختيارها على إحدى الصفح وبدأت سرد محتواها له
استمع لها بوجيب قلب يتعالى ، كانت الدقات كالمعزوفة الموسيقية يدوي صداها عالياً ، كانت كلماتها تثير الانتشاء به ، عشقه لها يتضاعف لحظه عن لحظه ، تلك الحور باتت سر عيشه و فناه ، قربها الحياة وفراقها الموت والدمار ، ارتفعت أنامله تجذب وجهها لتنحني نحوه يخبرها بطريقته عن عشقه ، يسرده لها بكل تفاصيله ....
بينما في حفلة ، كانت علياء تتجاذب الحديث مع مجموعة من النسوه
وأكرم يجالس رجال العائله ، أما عمار كان جالساً مع أصدقائه وأقاربه من الشباب ، حتى لاحظ أحدهم ويدعى(علي ) حورية التي تقف جانباً شارده ، أعجبه جمالها وهدوئها سأله
قائلاً ::- عمار مين دى
أجابه قائلاً ::-بتسألت ليه. مالك بيه!!
سأله قائلاً ::- هي تخصك
أجابه محذراً ::- بنت عمي بيجاد الشيطان
قال (علي) مندهشاً ::- بنت عمك ، هو الشيطان عنده بنت حلوه وكبيرة كده ، أزلي وكانت فين
اغتاظ عمار من أسئلته أجابه بحده ::-وأنت مالك ، أنت ناوي تناسبنا
أجابه بابتسامه مسليه ::-شكلي كده وقعت يا صاحبي ، وناوي اعملها ، ثواني كده تروح أكلم أبويا وخير البر عاجله ، أصل ورده حلوه ذويها ممكن تتخطف مني ...
تركه وذهب باتجاه والده الذي كان يتبادل أطال الحديث هو ومجموعه من الرجال مع أكرم ، أشار له ( على ) كي يتحدثا قليلاً على انفراد ، يخضع له والده وابتعدوا ، أخبره بحورية وإعجابه بها وأنها ابنة بيجاد ورغبته
بالجواز بها ، رحب الأب كثيراً بهذا. كون نسب عائلة الحديدي شرف كبير يتمناه الجميع ، تركه الأب عائداً إلى أكرم لمخاطبته وسؤاله عن بيجاد بشأن رغبة أبنه بالزواج من ابنته ، فأخبره أكرم أن بيجاد جاءه عمل هام ووجب عليه الذهاب ، فأخبره هو عن الأمر ، أجابه أكرم أنه سوف يحدث بيجاد عن الأمر ،
بينما عاص كان يقف بجانب جوليا وعيناه لا تحيد عن جنيته غارقاً في سحرها ، كانت جميلة رقيقة كعادتها ، لاحظ نظرات (علي) لها ، فازت الدماء بعروقه غيرة عليها ، فلا يحق لأحد أن يسرق ول نظره لها ، ترك جوليا واتجه نحوها ، ما أن رأتها حتى همت بالذهاب مبتعدا عنه ، لكن يده كانت الأسرع جذبها من أحد ذراعيها متوجهاً بها إلى غرفة المكتب ، أدخلها عنوه ودلف هو الآخر إلى المكتب وأوصده وسط اعتراضها
وصراخها به دون أن يبالي بها ، يخبرها أنها سوف تبقى هنا معه مرغمه حتى ينتهي ذاك الحفل ، فلن يسمح لها أن تكون عرض لجميع الشباب بالخارج ، كم أعجبها غيرته تلك للحظة لكن تراجعت تذكر ذاتها بمشهد رؤيته بين ذراعي جوليا ، جلست على أحد المقاعد مرغمه ترمقه بغيظ دون أن تحدثه ، بينما هو كان أكثر من سعيد بكونه معها ، يمتع عيناه برؤيتها ، مضى الوقت عليهم وقد غفت وهي جالسته على أحد المقاعد ، بينما هو ظلا يتأملاها إلى أن انتهت الحفلة وغادر الجميع وصعد سكان القصر إلى غرفهم ،نهض من موضعه مرغما حتى لا تمرض من تلك الوضعية غير مريحه لها في النوم ، حملها بين يديه وصعد بها إلى غرفتها ، ديرها بالفراش جيداً ثم قبل جبينها وغادر إلى غرفته، انتهى الليل وأتى الصباح ، عاد بيجاد وحور مبكراً ودلفوا إلى غرفتهم يتجهزون حتى لا يلاحظ أحد اختفاءهم أمس ، هبط الجميع إلى الأسفل لتناول الفطور ، جلس الجميع على الطاولة ، قطع الصمت أكرم قائلاً ::-
- بيجاد عاير أتكلم معارك في موضوع مهم لوحدنا
طالعه بيجاد بنظرة قلقه ، بادله بنظرة مطمئنة ،
انتهى الفطور ونهضة بيجاد وأكرم ودلفوا إلى غرفة المكتب
جلس كلا منهم ، قال أكرم ::-
- فى عريس متقدم لحرية ، علي ابن الحج زين ، شافوا امبارح بالحفله
وطلب مني يحدد ميعاد يقابلك فيه ، إيه رأيك بالموضوع
رمقه بيجاد بنظرة محتارة شعر بها أكرم ، فقال ::-
- الشاب كويس جداً ومحترم ومتعلم ، مهندس معماري والشيخ زين انت عارفه كويس
زفر بيجاد قائلاً ::- مش عارف يا أكرم ، لسه من قريب مكتشف أن عندى بنت فجأه كده يجيء واحد عاوز تسرقها منى ، قالها وانتبه سريعاً لما قال ، أدرك حينها شعورا عاصى و تفهمه، لكن من المؤكد أنه لن يحرم ابنته من سعادتها وحقها فى تكوين أسرة ، لذا أجابه قائلاً ::-
- تمام انا هتكلم مع حورية و اشوف رأيها
نهض أكرم من موضعه قائلاً ::-
تمام انا هخرج وأبعتهلك
أجابه بيجاد قائلاً ::- بسرعه كده
رقمه أكرم بنظرة مسليه ::- خير البر عاجله يا بيجاد
تركه وخرج إليهم ، وجد الفتيات يجلسون بالحديقة ويتسامرون، توجه نحوهم قائلاً ::-
- حورية بيجاد عاز في ارضه المكتب
شعرت حورية بالارتباك من استدعائه لها فطمأنها أكرم ، توجهت إلى المكتب
قامت بطرق الباب ، إذن لها بالدلوف ، تقدمت هي وجلست على المقعد الأمام له تفرك أناملها بتوتر
تنهي قائلاً ::- في عريس أتقدم لك يا حورية ، حارب يا خد منى ميعاد ، إيه رأيك
شعرت بالصدمة مما سمعت ، لم تعرف بما تجيبه تتزوج !! وعاصي وتلك المشاعر التي تنمو بداخلها له
هل هي حقاً ترغب بنسيانه و الابتعاد عنه ، أم هي ترغب بقربه ، هل حقاً يحبها أم يتسلم بها ، حزمت أمرها أجابته قائلة ::- اللي حضرتك تشوفه يا بابا
قال هو::- تمام يا حورية ، أنا رأيي نحدد ميعادا وتقعدي معناه تتعرف عليه
وبعد كده نقرر ...
اومئت موافقة لها ، ثم نهضت متوجه إلى غرفتها حائرة ...
مضي عدة ايام دون أحداث تذكر كالهادة يتسلل ألعاشق لغةرفة معشوقته ليلاً
وتجنب حوريه لرؤية عاصى ذاك اليوم ، تحمد ربها انه اضطر إلى العودة للقاهره لمباشرة بعض الأعمال
آتى اليوم الموعد وتفاجئ عاص عندما عاد من السفر
من الخارج ورأي بيجاد و أكرم و زين جالسون يتسامرون ، توجه إليهم وجلس
ما أن فعل حتى وجد حوريه تخرج من الغرفه ومعها ذاك الشاب الذي رآه بالحفله
شعر بنيران تحرق بقلبه ، عيناه كانت تطالعه بألم وكسرة وغضب ، جعلها تبتعد بعينيها عن مجال رؤيته لها ، استئذن زين وابنه علي للذهاب ، وجه بيجاد سؤاله حورية قَائِلاً ::- ايه رأيك يا حوريه
شعرت بالأرتباك لحظه ولكنها حزمت أمرها ، تنهدت قائلة::- موافقه يا بابا ، موافقه على جواز من علي
اذا كانت الكلمات تقتل ، لأردته قتيلاً فى الحال ، كانت كلماته سهاما تخترق قلبه دون رحمه منها
تركها، بل ترك القصر بأكمله بقلباً مجروح ، قاد سيارته بسرعة رهيبة ، لا يري أمامه سوى صورتها وهي تطعنه بكلماتها ، لم دائماً يحدث معه هذا ، لما يعشق دون أمل ، لما كتب عليه أن يعانى ، جاهد ليبتعد عنها ، يقسم انه حاول لكن دون جدوى يعشقها بكل كيانه تلك البارده والقاسيه عديمة المشاعر،
لحظات واصطدمت سيارته، لم يشعر إلا بالدماء وهى تنزف بغزارة من جبهته وسرعان ما فقد الوعى .....
فى ذا الوقت صعدت حوريه إلى غرفتها ، وخلفها حور التى تطالعه بحده قائلة ::-
-مبسوطه بتمن انك تكوني مبسوطه يا حورية وتتهنى بحياتك
ثم تركتها ودلفت إلى غرفتها وقلبها ينهش به القلق ، تحاول الإتصال به
عليه مراراً وتكراراً
لعله يجيب لكن دون جدوى ، حتى شعرت بأنقباض بقلبه ،
بينما حورية أرتمت على الفراش تبكى بغزارة

إقتباس

بعد مرور شهرا كاملاً
دلف إلى المشفي حاملاً لها بين يديه والدماء تغطى ثوبها
بينما بالخلف دلف هو واحد الرجال حاملاً عمار الغارق بدمائه
سرعان ما أتى الأطباء وحملوا كلا منهم إلى غرفة العمليات
......،
يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close