اخر الروايات

رواية حور الشيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملاك محمد

رواية حور الشيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملاك محمد 

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حور الشيطان
عشق محرم
بقلمى
ملاك محمد دودو
بارت 18
فى لحظه كان ينفذ ما قاله ، يرتشف القليل من رحيقها، ثم أبتعد عنها لاهثا يسند جبينه على جبينها
يلتقط أنفاسه غير عابئ بهتاف عاصى له أن يفتح الباب ، قائلاً ::-
- مجنونه وجننتنى معاكى، عمرى ما توقعت ان اوصل لكده ، عملتى فيا ايه يا حورى ....
ثم تركها تائهه ثائرة عليها مشاعرها ، وجيب قلبها قد تعالى من فرط مشاعرها ، أبتعد متوجهاً إلى الباب
ما أن سمع صوت أكرم ، لكنه قبل أن يفتحه ، استدار يرمقها بغمزة عابثه
بينما فى الخارج كان يطرق عاصى باب الغرفة ، قائلاً ::-
- افتح الباب يا بيجاد احسن لك .
أتي أكرم و جوليا و حورية ومنار على صوته هذا ..
حتى قال أكرم ::- هو فى ايه يا عاصى واقف قدام اوضة حور ليه !! وبتخبط كده ليه !!
احتار عاصى بما يجيبه، نظر إلى باب الغرفة متوعد لبيجاد ، تفاجئ بالباب يفتح ، طالعه أكرم بخبث ما أن لاحظ مظهره، كتم ابتسامته بصعوبة ، قال بيجاد لهم بثبات بينما يغادر الى غرفته ::-
- بنتى غلطت وبربيها ، إيه المشكلة! !! يلا كل واحد على اوضته ..
وتوجه إلى غرفته ...
دلفت كلا من حورية ومنار إلى حور التى كانت ماتزال موضعها ، لم تتحرك خطوة واحده ، مستندة على الحائط ، الذي بدى وكأنه يحيل بينها وبين السقوط ، قلبها مهتاج ،جسدها يرتجف بشده ، من يراها يظن أنها مرتعبه ، بينما هي كانت بعالم آخر لم تعرفه إلا معه وبقربه ، تقدمت نحوها منار متسائلة ، هيئتها تجعل كل من يراها يظن أنها قد طالها غضبه وليس عشقه الجارف .
أخرجتها من شرودها منار التي اقتربت تربت على أحد منكبيه قائلا::-
- مالك يا حور ، عمو عملك ايه !!!
لم تستطع الإجابة ، ماذا قد تجيبها !!!
هل تقول لها أنه كان يغدقها بعشقه !!
الصمت كان هو خيارها الأوحد ..
أدركت حورية محوى الأمر من نظرات حور
الحائرة ،و إدراكها لما يحدث حولها ، أو ربما كونها كانت بمثل حالتها سابقاً، لذا أسرعت قائلة ::
- اكيد مصيبه من مصايبها يا منار ، دايما بتقصد تعصبه لحد ما يعاقبها ، سيبك منها وتعالى ننام يلا ، بكره عندنا حاجات كتير لازم نعملها....
وجذبتها لتخرج، انصعت لها منار وذهبت برفقتها، ما حدث ليس بالجديد ، دوما حور تثير غضب عمها ، ودوما تتلقى العقاب ، ذهب كلا منهم لغرفة منار يتناقشون قليلاً حول تحضيرات الغد ، بينما هي تحركت أخيرا اتجاه فراشها ، ارتمت عليه والابتسامة تزين ثغرها، ارتفعت يدها تملس بأناملها شفتيها، لتزداد الابتسامه ، ويتعالي وجيب القلب العاشق له ،

أثناء ذلك دلف بيجاد إلى غرفته ، ما أن كاد يغلق الباب ، حتى فاجئه عاصى ، الذي قام بلكمه قائلاً ::-
- بنتك غلطت و بتربيها ، فعلاً مفيش مشكله ، وأنا كمان جوز بنتى غلط وبربيه .
اغتاظ بيجاد وتملكه غضبه ، كاد أن يبادله اللكمة ،لكن جاء أكرم في أخر لحظه ووقف حائل بينهم ، يمنعهم من المتابعه يطالع عاصي بوجه متهجم ،
قائلا :: ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا !!
رمق عاصي نظره غاضب ثم تابع ::-
أنت اذاي ترفع إيدك على بيجاد وليه أصلا!! ، عاصي أن نبهتك قبل كده ما تدخلش بين بيجاد وحور ، هي بنته وهو حر ..
احتدت معالم وجه عاصي ، هتف قائلا::
لا هو مش حر ، لأنها مش بنته وأظن أنك عارف كده ومتأكد منه ، اللي ما تعرفوش أن حور بنتي انا ، عشان كده اي حاجه تخصها تخصنى انا كمان . فهمت يا أكرم؟؟ ..
طالعه أكرم بذهول ، غير مستوعب أن تكون حور ابنة عاصي ...
أتت جوليا في هذا الوقت ، ما إن لاحظت خروج الفتيات من غرفة حور ، حتى دفعت عاصي داخل الغرفة طلبت من أكرم هو الآخر الدلوف وأغلقت الباب ، نظرت نحوها قائلة بلغتها الإنجليزي ::-
اهدأ عاصي و انت بيجاد
كاد الجميع أن يستمعوا لكم الآن ،
ما هذا العنف ..
وجهت انظارها لعاصي وتابعت ::-
حور ابنتك لكنها أيضا زوجته
نظر لها عاصي قائلا ::-
- لكن انا لست موافق على تلك الزيجة جوليا ، لقد طلبت منه أن يتقدم لخطبتها مرة ثانية و هو قد وافق ، لذا حاليا هو خطيبها فقط وليس جوزها ، لذا يجدر به إحترام ذلك ..
تطلع نحوه أكرم بصدمه من حديثه ، قهقه بشدة قائلا بصعوبة ::-
بنته !!دي طلعت بنته !! ، انت ايه اللي وقعك الواقعه دي !! اهو انا دلوقتى فهمت هي ورثت جيناتها منين ! يعينيك ربنا عليهم يا بيجاد ، دي هي وأبوها أجن من بعض ، بنت عاصي ، مش لاقى غير بنت عاصي تحبها، ذا احنا هنشوف العجايب . من أولها باينه
دا جبرك تخطب مراتك من أول وجديد، ، أنت وفقتهم على الجنان دا !!..
كان يتحدث ويقهقه ، غافلا عن تلك الهائمة في ابتسامته و قلبها ينذر بعاصفه هوجاء قادمة، سوف تطيح بكيانها ، لم تفهم حديثه جيدا ، هي لا تدرك غير القليل الذي قد علمها إياه عاصي ،
بينما كانت نظرات عاصي وبيجاد مختلفة ، يرمقنا بضيق من حديثه ، حتى قال بيجاد::-ّ مفيش حد يقدر يجبرني على حاجه وأنت عارف كدة كويس يا أكرم ، حور مراتي وهو لازم يتقبل دا ، أنا ساكت لأن أنتم فاهمين ليه ، وإلا قسما بربي ما كان حد قدر يمنعني عن مراتي ، افهم دا كويس يا عاصي ، هي بنتك اه ، لكن هي مراتي أنا ..
تحدث عاصي بغضب ::-
وأنا بقى بقولك ملكش عندي حد يخصك ، حور بنتى انا ..
تداركت جوليا ذاتها ما إن أدركت من خلال ملامحهم وصوتهم الغاضب وبعض الكلمات البسيطة التى فهمتها ، أنه قد يحتد الموقف ، لذا قامت بجذب يد عاصي قائله :-
اهدأ عاصي ، تعالى معي ، الحديث الآن لن يجدي ، على العكس عاصي ..
ثم همست له قائلة ::- عليك ان تدرك أنه زوج ابنتك وهي تعشقه ، لذا يجدر بك الهدوء عاصي ، لا تجعل الغيرة منه على ابنتك تتأكلك صديقي الغيور ..
تنهد عاصي زافرا، فهي محقة هو يغار من بيجاد ومن حب حور له ، يغار منه منذ ظن أنها ابنته ، هو لم يشبع منها بعد ، لكي يعطيها له ، غير مستعد لهذا ، هو يريد المزيد من الوقت برفقتها ، يريد أن يتعرف عليها أكثر و تتعرف عليه دون حد ، يريد أن يجرب مشاعر الأبوة تلك التي لطالما رغب بها ، لكن هناك حقيقة يجب أن ينتبه لها أن ابنته تعشقه وهو حقا زوجها وعليه تقبل هذا ، خضع لها و كاد أن يذهب لكن لن ينهزم بسهولة أمامه أيضا
، نظر له قائلا قبل أن يخرج ::-
بردك على وضعنا هي حاليا خطيبتك مش مراتك ولازم تحترم دا ، وما اشوفكش قريب من اوضتها تاني يا بيجاد ..
ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوة ، يقهقه أكرم عليه مجددا بينما يقول ::-
بنت عاصي يا بيجاد ، طلعت بنته !!
اغتاظ بيجاد فى بادئ الأمر ، لكن سرعان ما تبدلت ملامحه وبادله الابتسامه بخفوت على ما آل إليه حاله
فهو زوج ابنة ذاك المجنون عاصى ..
هدأت قهقهاتهم وتحدثا سويا عما يحدث ، عن خطته لكشف عماد ، باعتقاد أن ذلك الحارس فقط هو عين عماد ، غافلون تماما عن تلك العقربتان وخطتهم للخلاص منهم ، ثم نهض أكرم وخرج
أثناء ذلك خرجت جوليا تسحب عاصى معها متوجه إلى غرفته ، حتى لمحا حورية القادمة من غرفة منار
متوجها إلى غرفتها ، طالعتهم بأزدراء جعل عاصى يرتبك وعيناه مسلطه عليها ، قام بأبعاد جوليا عنه بخفه ،قائلا::-
- حسنا جوليا أنا بخير الآن ، اذهبي أنتِ الى غرفتك عزيزتى .
لاحظت جوليا ارتباك عاصى ، وجهت انظارها تطالع ما تعلقت به عينه ،، وجدتها تلك الجنية التي يعشقها
ابتسمت بخفوت قائلة ::-
- حسناً عزيزى ، سوف إذهب إلى غرفتى ، لكن ليس قبل أن أمنحك قبلة ما قبل النوم ، ثم قبلت وجنته .
بفعلتها تلك أثارت غيرت حورية ، الذي دلفت غرفتها وأغلقت الباب بقوة ، لتقهقه جوليا قائله وهى تطالع ملامحه المنزعجة ::- تحبك أقسم لك عزيزى ، إنها مغرمه بك ، لكنها فقط تكابر أو ربما خائفه ، لقد رأيت الغيره بعينيها ..
تبدلت ملامح عاصى ما أن استمع لحديثها ، ابتسم لها بسعادة غامرة احتاجت قلبه المتألم، زالت أى حزن كان قد سكن به سابقاً ، تحدث قائلاً :: حقاً جوليا تظنين هذا ؟؟
ابتسمت هى قائله ::- بل متأكدة عزيزي من ذلك ، لكن أعلم أن أمامك طريق صعب للغاية ، أنت تبالغ فى معاملتك لبيجاد زوج ابنتك ، الذي بالمقابل انت عاشق أبنته، لذا تروي معه قليلاً صديقى، وأعلم أن دورك قادم ، ومن المؤكد أنه سوف ينتقم منك ، وجب عليك التفكير فى هذا سابقاً. ...
زادت ابتسامة عاصى ، تحدث قائلاً ::- اسمعى جوليا ، أعلم أن طريقي صعب ، مدرك لهذا جيداً ، لكن هذا لا يعنى أن أسلم ابنتى من أجل مصلحتي، كلا إن أريد الاطمئنان عليها معه ، أعلم أنه يعشقها وبشده ، لكن بيجاد الغضب دوماً يتحكم به وأخشى على صغيرة من هذا ، انا أرغب بتلقينه درساً، أريده أن يتمكن من التحكم بغضبه، بيجاد بالماضي بسبب غضبه وغيرته الشديدة تسبب فى كل ما يحدث الآن ، بسببه انفصلت عن ورد وابنتى ولدت وكبرت بعيداً عنى ، كم أن زهرة قد عانت إلى أن ماتت ، لذا يحق لي الغضب والقلق. ...
استمعت لحديثه جوليا بتفهم ، لكنها قالت بمرح ::- معك حق فى هذا صديقي ، لكن هناك سبب آخر يجعلك تفعل كل هذا ، انت تغار على ابنتك عاصى ولا تنكر هذا، لطالما كانت غيرتك زائده على كل من يخصك ، لا تنكر هذا
قهقه قائلاً ::- لن أنكر ها صديقتى، بالنهاية انتى تتمكنين دوماً معرفة ما يدور بداخلى
قهقهت هي الأخرى قائله ::- أليست عشرة سنوات مضت ، هيا إلى غرفتك عاصى، كي إذهب إلى غرفتى أن الأخرى مطمئن انك لن تحدث جلبة عزيزى ...
ثم دفعته داخل غرفته أستجاب لها ودلف ، بينما هى استدارت متوجها إلى غرفتها ، تقابلت مع أكرم الذى قد خرج لتوه من غرفة بيجاد، رفع بصره نحوها، ليلاحظ لأول مرة ثيابها ، حيث أنها كانت ترتدي ثوب نوم حتى منتصف الركبه، عاري الذراعين، غض بصره فوراً عنها ، وشعر بالحنق لخروجها هكذا أمام رجال القصر ، هى نعم غير مسلمه وهذا شئ عادى بدينها ومجتمعها لكن عليها أن تدرك أنها بمجتمع شرقي لا يقبل مثل هذا ، تحدث قائلاً ::
جوليا لا تفهم حديثي خطأ ،أرجو أن لا تخرجي من غرفتك هكذا مرة أخرى وأن تنتبهي لما ترتديه بعد الآن ، نحن هنا بمجتمع شرقي ، خاصة كوننا سوف نذهب للبلد غدا ...
شعرت جوليا بالحرج الذي دام لثوانى معدودة ، ثم إعجابها الأمر ، كم هى جميلة تلك الغيرة الشرقية التي لطالما عجبتها بعاصى، تركها هو وذهب وعيناه لم ترتفع أبدا لها ، بينما هى قلبها كان وجيبه يتعالى منذر بخطر سوف يمتلكه تحت مسمى العشق لذاك الشرقى ، دلفت هى الأخرى غرفتها ...
مضى الليل وكل منهم غارق بأحلامه ، حتى أشرقت شمس يوم جديد ، نهض الجميع نشطاء ، يتجهزون من أجل العودة إلى البلدة وإقامة مراسم عقد قران منار ، والذي قد تحول لزفاف أيضاً حسب رغبة علياء، لقد أخبرت أكرم ليلة أمس بذلك ، أن يقوموا بعقد القرآن والزفاف معا، استغرب أكرم فى بادئ الأمر ، لكن لم يهتم ، طالما سوف يفيد أبنته، وكان هذا الأمر من ضمن ما ناقشه مع بيجاد ليلة أمس ..
دلفت علياء إلى غرفة منار توقظها ، وجدتها قد نهضت بالفعل وتجهزت هى الاخرى للذهاب للتسوق، وإحضار ما تحتاج إليه كعروس ، أخبرته علياء بأنها تحدثت مع أكرم وتحول عقد القران إلى زفاف ، احتضنت حينها منار بسعادة، واخبرتها برغبتها بذهاب كلا من حور و حورية معهم للتسوق ، وافقت علياء على مضض....

أثناء ذلك ، كانت حور نهضت هى الأخرى وتجهزت ، ما أن أوشكت على الخروج ، حتى أتتها مكالمه، طالعت الهاتف ، وجدت أنه حازم أجابت عليه ، اخبرها انه يريد مقابلتها اليوم ضرورى، وافقت حور على ذلك ، كى تخبره بحقيقة الأمر ، كى يدرك أنه ليس هناك من أمل له ، عليها أخباره بحقيقة علاقتها هى و بيجاد ، أنهت المكالمة ثم هبطت إلى الأسفل ، وجدت الجميع قد تجمع حول مائدة الطعام إلا هو ، معشوقها، ظلت مكانها ، تبحث بعينيها عنه متسائلة اذا كان بغرفته أو بالمكتب ، ثوانى واستمعت إلى صوت خطوات من أعلى الدرج ، وجدته هو يهبط بوسامته الطاغية ، كان يرتدي قميصا من اللون الأزرق يبرز جمال عيناه، بينما هو الآخر نظراته كانت لا تحيد عنها حتى وصل إليها ، برغبه تقبيل وجنتيها، وما أن أوشك على ذلك حتى منعته يد عاصي
فقد كان عاصى جالسا حول المائدة ، رأي نظراتهم ، تملكته مشاعر الغيرة على أبنته، نهض مسرعاً متوجهاً اليها قبل أن يصل بيجاد إليها، وجده يميل عليها، قام بجذبها إليه مسرعاً، يحاوطها بذراعه بتملك ،
يطالعه بنظرات متحدية أن يعترض ، رمقه بيجاد بحدة وغضب ، زفر محاولاً التهدئة من غضبه كي لا يفتك به، جذبها عاصي حيث الطاولة وأجلسها بجانبه ، جاهدت هى إلا تقهقه على ملامح بيجاد الحانقة ، طالعت حورية ما يحدث بتعجب كون والدها لم يفعل شيئاً ..
توجه هو الآخر إلى موضعه وشرع فى تناول الطعام ، بينما بالأعلى خرجت جوليا مرتدية بنطال وقميص وردي محتشم للغاية ، ثم هبطت إلى الأسفل ، رائها أكرم وهى تهبط ابتسم كونها استمعت له ولم تعاند
بدالته هى بابتسامة قلب متلهف لمحبته ، ساد الصمت لدقائق حتى قطعته منار متحدثة عن رغبتها فى مجئ كلا من حور وحوريه معاها ، وافقت حورية فوراً، بينما حور ارتبكت لثوانى ، ثم قررت انها فرصة جيدة كي تتمكن من مقابلة حازم ، انتهي الفطور ونهض الجميع ،ذهب عاصى وبيجاد إلى الشركة والبنات جميعهم بصحبة عليا إلى التسوق لكن قبل هذا استئذان حور قليلا وصعدت إلى غرفتها و قامت بالأتصال على حازم ، تخبره أن يقابلها أمام المركز ..
، بينما أخذ السائق إجلال إلى البلدة حيث عمار ، ليشرع بالتحضير للزفاف ، فقد حدث بيجاد ما أن استيقظ زياد بالأمر ورحب كثيراً بالفكرة ، من ثم تحدث مع منيرة واخبرها انه سوف يتكفل بكافة الأمور ، سعدت منيرة لذلك د فقد كانت تخشى أن تسبب عليا المشاكل وتخرب زواج ابنها لذا سعدت لسرعة إتمام الأمر ،
دلفت الفتيات برفقة عليا وبعض الحراس إلى مركز التسوق ، وبدأن فى شراء ما يلزمهم ، استطاعت حور التملص من الحراس ، وخرجت من المركز ، وجدت سيارة حازم ، توجهت نحوها ولا تعلم أنها تتجه إلى فخا قد نصبه لها ،طلب منها الدلوف، استجابت له وصعدت إلى السيارة يتحدثا سويا ، ارتبكت حور قليلاً ، ثم استجمعت شجاعتها واخبرته
بحقيقة زواجها من بيجاد وكونه ليس والدها، وأن عليه نسيانها ومتابعة حياته ، تأكدت ظنون حازم بما أخبرته به شاهى ، عزم على تنفيذ مخططه الدنئ بنيلها، فهى له وستكون له ، أنهت حور حديثها له واخبرته انه يجدر بها العودة ، حتى لا يلاحظ أحد غيابها، أوشكت على الترجل من السياره وفتح بابها، لكنها فوجئت بيد حازم يكمم فمها بيده الأخرى يحقن عنقها بمخدر ما ، ثوانى وغابت حور عن الوعى تماما ، تركها هو ونظر لها نظرات جريئة قائلا بنبرة هوس ::- انت ليا انا يا حور ، ملكي انا ، مستحيل اسيبك لغيري.
ثم انطلق بسيارته إتجاه منزله . أثناء ذلك كان كلا من عاصى وحازم فى إجتماع هام ، حتى اجتاحت قلوبهم
فى ذات اللحظه غصه ما ، لا يدركون سببها، انقباض بقلوبهم، سرعان ما أتى عاصى اتصال من هاتف منار ، جعل قلبه يرتعب، أجاب عليها ، ارتجفت يده حينما أخبرته بفقدانهم لحور شعر بالرعب من فكرة خسارتها ، عصفت به مخيلته إلى أفكار مخيفة ، ماذا لو كان عماد قد تمكن من اختطاف صغيرته، ونفذ تهديده بالخلاص منها ، سقط منه الهاتف وشعر بضيق في صدره ، لاحظ بيجاد حالة عاصى ، انتبه هو الآخر القلق ، قلبه ينبأه بخطر يحوم حول معشوقته، لحظات وانتفض عاصى من على مقعده، جعل بيجاد يفعل المثل متوجه له قائلاً ::-
- حصل ايه يا عاصي !!!
كان عاصى تائها تسيطر عليه مخاوفه من فقدان صغيرته من عثر عليها بعد سنوات ،
لا يمكن أن يخسرها ، سوف يموت حتماً اذا تأذت ، قال بصوت مخنوق كلمة واحدة ::-
-حور
كانت كافيه لتطيح بثبات ذاك الماثل أمامه و تجعل قلبه يتمزق من القلق ، تعالى وجيبه ذعراً على معشوقته ، من تمتلك قلبه ، من تهبه الحياة بوجودها قربه ، أدرك الآن سر تلك الغصه بقلبه ،
فمن غيرها قد يشعر بها قلبه يتحطم مثل الزجاج المهشم ، صرخ به قائلاً دون أن يعبئ لمن حوله ::-
- مالها حور يا عاصى ؟؟ أنطق فيها ايه
أجاب عاصى وهو يكاد أن يجن من القلق ،::-
- مش لقينها يا بيجاد ، اختفت منهم والحراس بيدوروا عليها بكل مكان
انا مرعوب يا بيجاد ، معقول عماد وصل ليها! ؟.
بنتى لو حصلها حاجه و تأذت بسبب مشاكلك انا هقتلك يا بيجاد
كان عاصى يتحدث وهو مغيب ، يجذب بيجاد من قميصه بحده صارخاً به .
بينما بيجاد كان فى أسوأ حال ، روادته ذكرى إصابتها وسقوطها من أعلى الجبل
شعر بدقاته تتفاوت وانفاسه تتباطئ، تمكن الذعر منه وأطاح بأدنى ذرة ثبات يمتلكها
فالأمر يتعلق ب حور من تكون له روحه ، يقسم أنها الحياة ، دونها الموت مصيره لا محال
كان مقيد ضائع غير مدرك ماذا يفعل ، لحظة مضت وتعالى رنين هاتفه ، ليجد رقم يدرك هوية صاحبه
فهما على تواصل منذ مدة ، لا يعلم لما حثه قلبه على الاجابه بسرعه على هذا المجهول ، وأن الأمر قد يكون يتعلق بحور
أجاب على الهاتف مسرعاً ، استمع لحديث الطرف الآخر بأعين مظلمة ، ووجها أحتد من شدة الغضب
حينما استمع له يخبره بالآتى ::-
- ألو حضرتك
الدكتور حازم كان قدام مركز تسوق و جات بنت ركبت معاه العربيه خدهاا معه عند بيته
و نزل شايل البنت اللى كان واضح أنها فقد الوعي من شوية ، حسيت انى لازم انبهك .
أستمع بيجاد له و هو يخرج مسرعاً من غرفة الأجتماعات ، متجاهلا صياح عاصي الذي يسأله عم يحدث ، ركض خلفه ، استمع لصياح بيجاد لأحدهم قائلاً ::-
- انت لسه فاكر تتصل بيا ، بسرعه أطلع الشقه انت واللى معاك
و ألحقها يا حيوان انت وهو ...
ثم قام بغلق الهاتف وتوجه إلى سيارته ، لحق به عاصى قائلاً بخوف :-
- بنتى مالها ؟؟ عرفت ايه جاوبني؟؟
أجابه بيجاد بكلمة واحدة و نظرات الغضب والتهجم بادية على وجهه ، نظرات توحي
بالتوعد بالجحيم لصاحبها، ::-
- حازم
كان اسمه كافي كي يدرك عاصى ما حدث ، كلمه كافيه كي تجعل نيران الغضب تشتعل بجسده ، سوف يقتله لا محال من هذا
صعدوا إلى سيارة بيجاد ، قادها بسرعة قصوى ، والقلق ينهش بجسده
ماذا لو لم يلحقوا بها ، ماذا لو فعل شيئاً ما بها ، سوف يتدمر حينها، لم يحافظ عليها ،
دوماً تتأذى ولا يتمكن من إنقاذه، لكن لما ذهبت إليه ، لما تصر على عصيان أوامرها
سوف يلقنها درساً قاسياً ما أن يراها ، كلا بل سوف يضمها إلى صدره ، فقط تكون بخير
مرت تلك الدقائق عليها كالدهر، قلبه يحترق من القلق عليها ، حتى وأخيرا وصل
ترجلا الاثنان من السيارة والخوف من المجهول يمزق قلوبهم ، بتسأل
ما الذي ينتظرهم !!؟؟ هل تمكن الرجال من اللحاق بها أم تمكن الوغد منها ونالها
وصلوا إلى الشقة المعنية كانت مفتوحة، دلفوا إليها، ليروا الرجال حول حازم المقيد على أحد المقاعد
فاقد الوعى بوجه مكدوم دلالة على معركة بينهم ، كان خطواتهم متلهفه لكنها قلقة ، عيناه تبحث عنها بخشية ورعب
تقدم منهم ذاك الرجل المجهول مدركاً لما يعانون منهم قائلاً ::-
حضرتك احنا اقتحمنا الشقه و قبلناه في الردهة ، مقدرناش ندخل عندها ، من الواضح انها لسه فاقده الوعى ،لأنها لحد دلوقت مش انتبهت لوجدنا ..
استمع الإثنان له ودقات قلبهم المرتعبه يدوي صداها عاليا، الخوف والقلق أعلنا السيطرة عليهم
من يراهم لا يعرفهم ، ليس ذاك الشيطان الذى يرتعب منه الجميع، ولا ذاك عاصى المسمى بـ الذئب الشرس ، فما قد يعلمونه الآن قد يكون دمارهم معا ، كاد عاصى أن يتقدم نحو الروق الذي يحتوي على الغرفه وخياله يعصف به إلى عدة صور لحالتها الآن ، يتمنى أن تكون تلك التخيلات وهما مرعبا وليست حقيقه ، لن يحتمل رؤية طفلته بتلك الحالة، إلا أن امتدت يد بيجاد تمنعه من الدلوف قائلاً بجمود متظاهر بينما قلبه محترق وروحه ممزقة ::- استني، انا اللى لازم ادخل يا عاصى ، هى مراتى انا ، واجبى أكون الستر ليها، حمد عاصى ربه وطالعه بشكر، هو لن يستطيع أبدا، لن يحتمل رؤيتها أن كان ذاك القذر قد حقق غايته ...
تقدم بيجاد الى الرواق الذي يحتوي على غرفتين، وصل إلى أحد الغرف ، حاول أخذ شهيقا محاولاً التنفس، فقد شعر بالاختناق، لكن دون جدوى ، بدا له أن الأكسجين قد سحب كلياً من حوله ، تقدم بخطوات ثقيله ، مد يديه وضعها على مقبض الباب ، محاولاً فتحه بارتجاف، تمكن أخيرا من فتحه وقلبه وهلع مما قد يرى ، لكن كانت تلك الغرفه الخطأ ، تركها ذاهبا إلى الأخرى ، فتح بابها بيد ترتجف، ، تقدم تلك الخطوة ، التى تتيح له بعدها رؤية الفراش بتثاقل، أخيراً ظهر له الفراش ، الذي كادت أن تنتهك عليه معشوقتها، توجها نحوها ، بقلب متألم، جلس بجانبها على الفراش، وجدها حقا مازالت غائبة عن الوعي غير مدركة لما حدث معها ، حمد ربه على هذا ، إنها لم تعش ذاك الرعب مره اخري ، إلا يكفيها حادثة عماد ، مد ذراعيه وجذبها إلى أحضانه، هبطت دمعه خائنه من عينيه ، تليها دمعه أخرى ، بكى الشيطان ، ذاك القاسى نعم بكى ، فما مر به ليس بهين ، كانت روحه تنسحب منه رويداً رويداً ، ضمها إليه بقوة وكأنه يرغب أن يخبأها بين حنايا صدره ، لكي تكون بأمان ويطمئن عليها ، مرة تليها أخرى يوشك فيها على خسارتها، لما لا يستطيع حمايتها ، دثرها جيدا بالمفرش يخبئها وقام بحملها إلى الخارج ، خرج من باب الغرفه واجتاز الرواق ، وصل للردهة حيث عاصى والرجلين ، وجد عاصى ينهال عليه بالضرب المبرح لحازم بالمقابل كان حازم يتألم ويطلب منه التوقف إلا أن عاصي ازدادت لكماته بجنون، حيث أنه سقط بالمقعد أرضاً ، فأخذ يركله بقدمه فى أماكن متفاوتة ، إلا أن لمح بيجاد يخرج حاملاً لها ملتفه بمفرش ما ، سقط قلبه رعباً بين يديه ، طالع بيجاد بنظرات متسائلة مرتعبه تخشى الجواب الذى سوف تحصل عليه ،
إلا أن بيجاد تقدم منه أعطاه حور ليحملها هو بدلا عنه ، دون حديث ، كانت عيناه مظلمه وملامح وجهه متهجمه ، كأن الشيطان حقا تلبس به ، أخذها عاصى بين يديه ، استدار بيجاد وهبط لمستوى حازم،
قائلاً ::- إلا حور يا حازم ، انت لعبت مع الشيطان ، وعقابك جحيمه ، وانهال عليه باللكمات ، إلى أن أصبح جسد حازم كالقماشة الباليه ، لا يوجد به منطقة تخلو من علامات غضب الشيطان الذي طاله ، تركها بيجاد أخيراً بعد محاولة من الرجال لمنعه فحقا لم يعد بحازم قدرة التحمل أكثر ، سوف يموت حتماً اذا استمر بيجاد ، وهذا كان هدفه قتله والأنتقام منه ، إلا أنه لاحظ تململ حور بين يدى عاصى ، انتابه الرعب من أن تفيق وتدرك ذاك الموقف الذي هي به و تتأزم نفسيتها ، إلا يكفى تلك الكوابيس التي تداهمها منذ حادثة عماد ، ترك جسد حازم البالى ونهض مسرعاً، حاول جذبها من عاصى التائه و المحطم القلب من رؤية
صغيرته فى ذاك الموقف ، لكن عاصى كان يتشبث بها ، ربت بيجاد على أحد منكبيه عاصى عدة مرات ، إلى أن استوعب، رفع بصره يطالعه، فبادله بيجاد بنظرة مطمئنة ومد يديه محاولاً جذبها مرة اخرى ، نظر نحوها عاصى مرة أخرى ، انحنى بوجه وقبل جبينها ، ثم أعطاها له ، وخرجوا من باب الشقه ، بل من البنيه بأكملها ومعه أحد الرجال ، بينما الآخر بقى ، ليعيد تلقين حازم درسا آخر ما أن يفق ، توجه بيجاد إلى سيارته ، قام عاصى بفتح الباب الخلفى له وضعها بيجاد برفق ، ثم اغلقه ونظر له قائلاً ::-
- انا هخدها وأطلع على البلد على طول، مش لازم حد يشوفها كده ، وانت روح على القصر ، قولهم أن انا اللى اخدتها وسافرت وجيبهم وألحقنى ..
ثم أشار للرجل قائلاً ::- وصل له للقصر، وارجع هنا تانى لناجى و قوموا بالواجب معاه ، مش عايزه ينفع لحاجة تانى. ..
اومئ له الرجل برأسه موافقا وتوجه ناحية السيارة وصعد بأنتظار عاصى الثابت موضعه يطالع بيجاد يحاول أن يعرف حقيقة ما حدث بالداخل ، لكن لم يستطع نظرات بيجاد كانت جامدة خالية من المشاعر لم يستطع عاصي أن يقرأ ما به ، قلبه يؤلمه، يرغب بالأمان وبذات الوقت يخشى الأجابه التى قد تدمره،
تنهد عاصى وأخيرا قال له ::- هتقدر تسوق
أجابه مومئ له برأسه دون أن يتفوق بكلمه ، ثم صعد سيارته وقادها بسرعه فائقه لعله يصل إلى وجهته قبل أن تفيق معشوقته...
توجه عاصى إلى السيارة وصعد بها ، قادها الرجل متوجهاً إلى القصر حيث باقى العائلة تنتظر، أفكاراً كانت كالأشباح تراوده، تعصف بثباته وقدرته على التحمل ، يشعر بالتحطم، وجدها ووعدها بالحماية ،لكن لم يستطع هو الآخر خذلها، ترى ذنب من الذي يحدث مع أبنته، اهو عقاب ذنب له أم عقاب ذنب بيجاد فيما مضى ، آه لو يريحه بيجاد وخبر ما يرغب بسماعه ولا يتركه هكذا ..
وصلت السيارة إلى القصر ، ترجلا منها متوجهاً إلى القصر ، دون إدراك منه كيف سوف يجيب على اسئلتهم، دلف وجدهم جميعاً بأنتظاره، وحورية منهارة من القلق على أختها، ما أن لمحته حتى هرولت مسرعة نحوها تسأله بعينيها عن حور ، ارتعب قلبها من لاحظت ملامح وجهه التي يكسوها الحزن والألم
قالت بصوت مخنوق مرتعب بينما تتمسك بقميصه ::- حور فين ؟؟ ايه حصل لها ؟؟ جاوبني
نظر لها وحاول قدر المستطاع التماسك ، والتظاهر بعدم حدوث شئ كما أخبره بيجاد
وقال ::- بخير، مع بيجاد سابقونا للبلد ، هو اللى خدها من مركز التسوق و ما توقعش أنكم تقلقوا كده ، يلا اجهزوا عشان نلحقهم، شعر الجميع بالراحة ، باستثناء تلك العقربه المسمى علياء، كانت ترغب بالخلاص منها د ولكن مهلاً سوف يحدث الآن أو لاحقاً، انصاع الجميع لأومره وتوجهوا إلى غرفته يقوموا بتجهيز حقائبهم، بينما هو صعد إلى غرفته بخطوات متثاقله، شعرت به جوليا ، فتبعته، دلف غرفته وجلس على الفراش ، دلفت هي الأخرى انتابها الذعر من حالته، تقدمت منه وجلست بجانبه تربت على ظهره، ارتمى هو يبكى بأحضانها، سمح لضعف أن يظهر أمام صديقة عمره، لطالما كانت جوليا ملجأه ودعمه، آخرها بكل ما حدث ، اخبرها انه يخشى سؤال بيجاد عن ما حل بابنته، هل طالها أم لا؟؟ شعرت جوليا بألمه وكسرة قلبه
وأدركت صعوبة ما مر به ، فى ذاك الوقت ، شعرت حورية بالقلق عليه ، توجهت نحو غرفته برغبة الاطمئنان عليه ، تقدمت باتجاه غرفته التى لاحظت بابها المنفرج، تخشبت موضعه وصعب قلبها ، حينما رأته بأحضان جوليا ، هبط الدمع من عينيها، وابتعدت مهرولة ، ارتمت على فراشها ، تبكى كما لم تبكى سابقاً، فكرة واحدة كانت تجول بخاطرها خدعها، كانت تسلية له ...
مضى بعض الوقت وقد تجهز الجميع وهبط إلى الأسفل ، كلا منه يحمل حقيبته ، أتى زياد لكي يأخذ منار معه، لم يخبره أحد بشئ ، لكنه تفاجئ بعلياء تقرر المجئ برفقتهم هي الأخرى ، صعدوا السيارة وتوجهوا إلى وجهتهم، هبط عاصى وجوليا الدرج ، ليجدوا أكرم فقط بالأسفل ، أخبرهم بمجئ زياد وذهاب منار وعلياء معه ، بحث عن حورية بعينيه لم يجدها ، سأل أكرم عنها اخبرها أنها ما تزال بغرفتها، طلب من جوليا أن تذهب مع أكرم فى سيارته حتى لا يكون وحيداً ، وهو سوف يجلب حورية معه ، فاستجابت له بفرحة غامرة وتوجها إلى السيارة وأنطلق بها أكرم ، بينما صعد عاصى إلى غرفة حورية ، طرق الباب عدة مرات إلى أن فتحت له باب الغرفة بعد أن جففت دموعها وعادت إلى جمودها، سألها أن كانت تجهز أو لا ، لم تجيبه فقط دلفت مجدداً تحمل حقيبتها و عادت ، حاول جذب الحقيبة منها برغبة حملها بدلا عنه لكنها رفضت ، زفر مستغفراً محاولاً الهدوء ، هو ليس بالحالة التى تسمح له بتحمل جفائها، أخذها رغماً عنها
منها وسابقها، لحقت بها إلى الأسفل ، وجدته يخرج من باب القصر باتجاه سيارته، وضع الحقيبة بها ، وأخبرها أن تصعد ، طلعت نحوها تبحث عن الجميع ، فهما هو نظراتها فقال لها ::-
- الكل سافروا، مفيش غيرنا الباقى ، يلا اركبي عشان احصلهم ..
رفضت هي قائله وهي عاقدة يديها أمامها ::- لو فاكر انى هركب معاك تبقى غلطان ، انا مستحيل اسافر معاك ...
رمقها هو بنظرة غضب ، لم يجادل معها ولم يتفوه بكلمة واحدة فقد تقدم نحوها وحملها وسط اعتراضها دخلها عنوه إلى السيارة وأغلق بابها وصعد هو الآخر وقاد السيارة بسرعة اجفلتها، دون أن يحدثها أو ينظر لها ، همت بالصراخ به ، رمقها بنظرة ارعبتها، نظره لم تراها منه مطلقاً جعلتها تصمت. ...
بينما كان بيجاد قد وصل إلى قصره بالبلد ، ترجلا من السيارة وحملها، يشكر ربه انها لم تفيق بعد ، دلف إلى القصر وتوجه إلى غرفته وهي بين يديه، وضعها برفق على الفراش ، رمقها بنظرة حانية عاشقه، ثم توجها إلى غرفتها القديمه ، وأخرج ثوب من خزانتها كان هنا سابقاً، وعاد اليها ، قام بتبديل ثيابها المشقوقه لها ، حتى لا تصاب بالهلع عند رؤية حالتها تلك ، انتهى أخيراً من تبدليها، ارتمى بجسده على الفراش بجانبها يضمها إليه بشدة، لحظات مرت وبدأت حور تستعيد وعيها ، فتحت عيناها على أجمل ما قد ترى وهي عيناه التى تعشق رؤيتها، ابتسمت بخفوت له ، ثوانى وتذكرت ما حدث فانتفض جسدها، تفاجئ هو استيقاظها ، طالعته هي بنظرة هلع، مد ذراعيه وجذبها نحو برفق محاولاً طمئنتها ، سألته هي برعبه وقلق عما حدث ، فأخر ما تتذكر هو حقن حازم لها بالمخدر ما وفقدانها الوعي بعدها مباشرة
اخبرها هو أنه كان قادم إلى مركز التسوق لرؤيتها فقد اشتاق لها ، ليراها تصعد إلى سيارة حازم ، فتوجه
نحوها ، رأي ما حدث وقام بتلقينه درساً وأخذها إلى هنا ، نظرت له وقالت ::-
- أسفه يا بيجاد انى مش قولت لك ، هو أصر يقابلنى و انا شفت أنى لازم أفهمه حقيقة علاقتنا، الحمد لله انك لحقتنى، طالعها هو بنظرات ألم تعصف به ، يرغب بمعاقبة بشدة على ما جعلته يعيشه وبذات الوقت يرغب بمعانقتها ماذا يفعل ؟؟ ، اتخذ القرار بمعانقتها بقوة ، يخرج غضبها منها بها، اعتصرها بقوة بين ذراعيه، يحاول تناسى تلك الصورة التي رآها بها منذ قليل ، عزم على أمراً وهو الألتحام بها الآن و أن تكون حقاً زوجته هذا ما يجدر به فعلاً، يرغب بأن يمحى اى أثر لذاك الحقير، لاحظ مقاومتها له ، أدرك إنه شرح وزاد فى وتيرة عناقها، أبتعد عنها وحررها من قبضته، أخذت شهيق يليه زفير ، لتستكين، لحظات ولاحظت انها لا ترتدي ذات الملابس التى خرجت بها ، إنما ترتدي ثوب نوم ، طالعتها بأستخدام قائلة ::- هو مين غيرلى هدومى و ليه
حاول الثبات ونظر لها قائلاً ::-
- تفتكرى حد يقدر يعمل كده غيرى ، انا اللى غيرتهم عشان ترتاح أكثر
شعرت بالخجل وقالت ::-
- انت اللى غيرت هدومى، الظاهر إنك بقيت قليل الادب اوي يا بيجاد
انت ناسي اني خطيبتك! !
طالعها هو بعزيمة على تنفيذ ما يجول بخاطره قائلاً ::-
- لا انتى مراتى ، وأنا لازم أثبت لك دا فوراً يا حوري
لم يمهلها الفرصة تدرك مغزى حديثه، حيث مال بوجهه
يرتشف من رحيقها، يبث له عشقه وشوقه وألمه
لم تبدى اعتراضها بل استقبلت كل ما يغدقها به
بعشق جارف ومتبادل، كان ينتقم منها بها ، مغيب رغبة واحدة هى من تمتلكه، إزاحة اى أثر
للمسه ذاك الحقير ، مضي بعض الوقت عليهما ، حتى أصبحت زوجته ، استكانت بين ذراعيه
يعانقها بتملك ، حتى استمعوا لصوت السيارات القادمه أدرك حينها مجيئهم، أخبرها أن تنهض سريعاً لكى تأخذ حماما وتخرج لهم ، فمن المؤكد انهم سوف يبحثون عنها للاطمئنان عليها ، دلفت هى إلى المرحاض، بينما هو نهض وازال اذا الشرشف وخبأه بخزانته وأعاد ترتيب الفراش، بعد عدة دقائق خرجت من المرحاض مرتدية رداء الاستحمام ، وجدته يفعل هذا طالعته باستفهام، ترك ما بيده متوجهاً نحوها ، عانقها بقوه لثم جبينها ، ثم أخذ فرشاة الشعر وجذبها لتجلس على المقعد أمام المرآة وأخذ يمشط خصلاتها، قهقهت هى بشدة عليه قائلة::- انت بتعمل ايه ، انت صدقت ان انا بنتك ولا إيه
نظر لها وبادلها بأبتسامه على ثغره قائلاً ::-
- هو انا مش قولت لك قبل كده انك طفلتى
نهضت هي بحده ، نظرت له قائلة ::-
- الله يخليك بلاش الكلمه دى ، اتعقدت منها ، انا لازم أجيب هدوم ألبسها من أوضتى
حالاً قبل ما حد يجيي، ثم خرجت مسرعة تجاه غرفتها وتركته ، جذب هاتفه وقام بالاتصال على ناجى وقال له ::- عملتوا ايه
ناجي ::- ......
بيجاد ::- تمام اوى
ثم أغلق الهاتف وقذفه على الفراش ودلف إلى المرحاض،كي يأخذ حماما بارد ..
بينما حور ارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها متوجه إلى غرفته مرة أخرى ، وجدتها هي الأخرى انتهى
من ارتداء ثيابه، هبط سوياً إلى الأسفل ، وجدوا زياد قى أتى ومعه منار وعلياء وكذلك أكرم وجوليا
ودلف من القصر للتو عاصى و حورية، توجهت نحوها حورية معاتبة لها، كونها لم تخبرهم بذهابها مع بيجاد واقلقتهم، وجهت حور نظراتها لبيجاد بشكر ...
بينما عاصى كان يطالعها بخذلان من ذاته، هو فشل كأباً لها ،لم يستطع حمايتها ...
وجهت حور نظراته له ، وجدت الم وحزن لم تدرك سره ، لاحظ هو نظراتها تلك ، ابتسم فوراً لها
ومن ثم استأذن للذهاب إلى غرفته ...
مضى اليوم بدون أحداث تذكر، حتى أت الليل ، حاول بيجاد النوم ولم يستطع ،
بات القلق والخوف عليها رفيق له ، نهض من الفراش متوجهاً إلى غرفتها،
فتح الباب ودلف اليها، وجدها غارقه بالنوم بينما هي قد سرقته منه ،
تنهد ونظراته مثبته عليها، سرعان ما تمدد بجانبها ،يجذبها إليه يضمها بين حنايا صدره ، يستنشق عبيرها
تململت هى لتجد أنها قاعه بين يديه، ابتسمت له قائلة::-
- لو بابا شافك هنا هيحصل مشكله
لم يجيبها فقط جعلها تصمت بطريقته هو ، يرتشف من رحيقها ، يعلن لها أحقيته بها وبعشقها
وقربها ، لتصمت شهرزاد عن الكلام الغير مباح .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close