رواية حور الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم ملاك محمد
بقلمى
ملاك محمد دودو









استغفر الله العظيم 3 مرات







البارت المنتظر



حتى انتبهت لنبرته الرجوليه،
فقالت بلغتها الانجليزى ::- أسفه لم أفهم عليك ، انا جوليا شريكة عاصى واتيت اليوم من نيويورك
لرؤيته ، وانت من ؟؟؟؟
ليجيبها قائلاً ::-
- مرحبا بكى جوليا ، تشرفت بلقائك ، انا أكرم الحديدى أبن عمه ....
- وانا أيضاً سعدت بلقائك، لقد كنت ذاهبه إلى عاصى فى حديقة القصر ،
لذا عذراً لما انتبه واصطدمت بك
- لا مشكله سيدتى هنا ، اتسمحين لى بمرافقتك إلى مكان عاصى
-بالطبع سيد أكرم سأكون ممتنه لذلك
- نادنى أكرم فقط أكرم
- حسناً أكرم وانا جوليا فقط
ليبتسم اكرم بوقار يطيح بها ويقول
-حسناً جوليا هل نذهب؟؟
لتبتسم له وتومئ برأسها موافقه
ليشير لها بالتقدم ويتجها إلى عاصى معا وقد سلب قلب جوليا تماماً له .
بينما كان عاصى جالسا على إحدى المقاعد شارداً فى جنيته وحديث منار الذى آفاقه
حتى فوجئ بقدوم كلاً من جوليا وأكرم معاً ،إلى أن تقدما إليه بأبتسامه على ثغر جوليا
بخلاف وجه أكرم وملامحه المتهجمه، مما جعلت رؤيته ترسم الإبتسامة الساخره على وجه عاصى
مما حدث اليوم ، فوضع يديه تلقائيا تلامس أنفه المكدوم أثر هجومه عليه ، حتى وصلا إليه ، ليرفع رأسه
يجد جنتيه بشرفة غرفتها - فكرة خبيثه بأن يبدأ بمخططه بجعلها تغار ، وما أن اقتربت منه جوليا حتى رمقها بغمزه مشيراً برأسه لأعلى ، لتطالع جوليا ما يشير إليه عاصى ، فتدرك مخططه ، فكيف لا تفهمه وهو عشرة سنوات مضضت ، شعرت بالتوتر من أن يظن أكرم أن هناك شئ بينها وبينه، ولكن تذكرت صداقتهم ، فقد كان لقائهم منذ عشرون عاماً مضت بجامعة نيويورك ، كان عاصى حينها محطم القلب منعزل يكبرها بعامين رغم كونه في نفس صفها ، فقد ضاع من عمره عامان عاشهم والاكتئاب قد تمكن منه إثر ما مر به ومعرفة جواز معشوقته برجلا غيره
لم تنكر إعجابها به بالبداية ومحاولتها للأقتراب منه ، لكن أخذت علاقتهم مجرى آخر وهو مجرى الصداقة ، عندما علمت بعشقه لورد ، وقد كان عاصى نعم الصديق لها ، فقد كان يد العون دائماً ، اجتهدوا سوياً فى تأسيس عملاً لهم معا بعد أن تخرجا من الجامعه ، وها هم استطعنا النجاح وباتت مجموعة شركاتهم من أكثر الشركات نجاحاً وتقدما فى مجالها ، تذكرت كونه لم يتركها أبداً فى معضلة إلا وكان بجانبها
حتى أنه ساعدها حينما أرادت الطلاق من زوجها الذي علمت بعمله مع المافيا ، وحاول اذيتها، إلا أن كان هو الحامى لها ولأبنها دانيال ذات الثمانية أعوام من طغيانه ، حتى إستطاع تهريبه منه وأودعه بمدرسة داخلية خاصة لا يعلم عنها أحد غير هو و هى فقط حتى لا يستطيع الوصول له ،فالعاصى أفضل كثيره عليها ، وأن طلب منها المساعدة فلن تبخث فى تقديمها له ، فكم تمت أن يجد تلك الفتاه التى تتمكن من أخضاع قلبه ومداوة جرح قلبه الغائب ، وها هو وجدها ويطلب منها العون لنيل عشق بات يتغلغل بأعماقه ، لذا لن تتخلى عنه ، بل سوف تساعده حتى يستطع نيل قلب معشوقته ..
عزمت على مساعدته و أقتربت منه بغنج مصطنع ومالت تقبل كلتا وجنتيه تحت نظرات حورية المشتعله، رمقهم أكرم بنظرة جانبيه ، فلم يعجبه هذا ، ليس لشئ فى قلبه اتجاهها، بل لكون هذا خاطئ ومحرما بدينهم، فأكرم أكثر شباب البيت تديناً وتحفظاً ، لم يقترب من امرأة سوا زوجته علياء التى لم يميل لها قلبه أبدا، فقد كان زواجهم تقليدياً، أو الأصح أنه جبر عليه من والده فى سن صغير كسائر شباب العائلة
فتقليدهم أن تكون الفتاة لأبن عمها ، حتى لا يخرج الميراث لخارج دائرة العائلة ، وقد كان حظه عاتياً ، فزوجته العتيد ليست سوية النفس، بل قلبها سودوي كأمها، لا تفكر غير بالمال والسلطة ، ولكنه رغم ذلك لم يخن أو يبخث من قدرها ، بل عاملها بكل إحترام ومحبة ورقى، كم جاهد لكى يغير من سؤ طابعها ولكن دون جدوى ، فسئ النفس لن يتغير ما حيا ...
بينما حورية شعرت وكأن قلبها يقذف بحمم بركانية من شدة غيرتها عليه من تلك الشقراء ، كم أرادت الهبوط للأسفل وصفعها هو وهى معاً، تخبره بأنه لا يحق له أن يضئ عتمة قلبها بضياء العشق ويسلبه منها ، ولا يحق لتلك أن تقترب ممن هو حبيبها، نعم هو حبيبها وان لم تعترف له و لذاتها بهذا قبلاً إلا أن قلبها يدرك هذا جيداً، مهما حاولت نهيه عن هذا ، إلا أنه يعلن لها بتعالى وجيبه قربه انه له عاشق
، لم تستطع إحتمال المشاهدة أكثر ، دلفت بوجه يملئه الغضب والكره له ولقلبها الخائن لها والخانع له .
جلست على فراشها بجمود متظاهر مقررة أن لا تتأثر به وان تبتعد عن الحب وعالمه ولتشبع تلك الأجنبيه بها ، قالت هذا الكلام لذاتها بقلباً غير مقتنع به وجذبت أحد الكتب بحده وحاولت التركيز على المذاكرة حتى تشغل بالها عن التفكير به وبذاك المشهد ...
بينما ما أن لاحظت جوليا دلوفها بحنق، حتى ابتعدت عن عاصى وجلست على أحد المقاعد ، وكذلك فعل أكرم الذى كانت نظراته اتجاه عاصى حانيه ، بينما يبادله عاصى النظر بأبتسامه على ثغره ، كادت تطيح بعقل أكرم من ثقلها، فقد فهمها على أنها تحدى له ، لكنها كانت ساخره منه ومن تفكيره العقيم بوجود خطب بينه وبين حور وذعره من كون بيجاد يعلم بها ...
كان الصمت هو السائد ، حتى قطعته جوليا قائلة بقصد توضيح علاقتها بعاصى::-
- أوه ، لم أخبرك عاصى بكوننا قد أستطعنا نيل تلك الثقفه بعد عناء كبير صديقى
لقد أتيت هنا وتركت كل الحمل علي ، آه لو تدرك كم عنيت صديقى الغالى ،
حتى إستطعت الفوز ....
ليبتسم عاصى قائلا ، بينما أراد هو الآخر التأكيد على تعريف علاقتهما للجميع عدا حورية ، حتى لا يظن أحد بشئ خاطئ ، فيعرقل من موضوع أرتباطه من جنيته ما أن يتمكن من ترويض ونيل عشق قلبها ً، فلا ينقصه مشكله آخرى قد تضاف للقائمة ::-
-كنت أثق بكونك سوف تربحين صديقتى، فبالنهاية
أنتى الصديقه المقربه للذئب وقد تعلمتى الكثير منى على مدار سنوات مضت. .
لتقهقه جوليا بصخب وتقول ::-
- ما كل هذا الغرور يا رجل !!!
حقاً لا تزال كم انت عاصى ، مضى عشرون عاماً على صداقتنا
وانت لا تزال ذات الشخص الواثق بذاته إلى حد الغرور ،
لا تنكر بحقيقة كونى من أخرجك من اكتئابك هذا !!!
بينما هو يستمع وهو شارداً بذكريات قائلاً ::-
- لم ولن أنكر صديقتى ، حقاً أشكر الله على منحك لي
فأنتى أكثر من صديقه وأكثر من اختا لى ، أنتى مزيج رائع بينهم .
ليدرك أكرم طبيعة علاقتهم وأنها علاقه مسماه الصداقة ، فأبتسم بوقار لهم
وكانت تلك البسمه كالسهام التى تصيب قلب جوليا ، تجعل من وجيبها يتعالى ..
مرت دقائق حتى دلفت الخادمه وقالت ::-
- العشاء جاهز حضرتك
أكرم ::- تمام يا منى ، الكل موجود
منى :: أستاذ زياد ومنار هانم معاه بالصالون
ومستر بيجاد والهوانم الصغيره فوق بأوضهم
و داليا طلعت تستعديهم، ، وعليا هانم زوجة حضرتك بغرفة الوالده
وأنا قولتلها وزمانها نزلا
ليومئ لها برأسه و يقول ::-
- تمام يا منى تقدري تروحى
واحنا جاي وراكى .
بينما كان هناك نصل سكين طعن قلب جوليا ، حينما استمعت
عن كونه زوج علياء اخت عاصى ، ليضيع أمل بعشق قد بدأ بالنمو .
بينما نهض أكرم وكذلك عاصى الذي لاحظ تغير لون وجه صديقته بقلق
فقال بنبرة حانيه ::-
- ماذا بك جوليا! ! هل أنتى متعبه؟؟
نظرت أليه بأضطراب ونفت برأسها ،بينما تقول مؤكده::- انا بخير ، لا شئ
وتنهض معهم وتدلف إلى الداخل وهى تنفض أى مشاعر قد سكنت قلبها أتجاهه،
فهو زوج اخت صديقها ولن تسمح بأذيته له ولى شخص يخصه أبدا، ولكن هيهات
فهل تستطيع أخضاع قلبها لقرارتها، كلا لن يحدث ، فالقلب لسنا عليه بسلطان
بل هو المتحكم والأمر والناهى ونحنا فقط نخضع له ....
بينما فى غرفة ذاك العاشق المتيم
الذي كان قلبه يتمرد عليه ويحثه على الأستسلام
والخضوع للهيب عشقه وشوقه لها ، وما أن أوشك أن يستجيب له وأقترب اكثر حد الخطر
الى ان باتت انفاسه الحارة تلفح وجهها ، إلا أن حال عن متابعة ما أوشك على فعله طرق باب
الغرفة والخادمه تخبره عن أنتظار الجميع له على طاولة الطعام ، لتدارك ذاته وما أوشك على فعله
فينتفض مبتعد، شاكراً لمجيئها بالوقت المناسب ، لتشعر حور بالحنق، فما أن أوشكت على الفوز
حتى تراجع كلياً عن الأمر وها هما سوف يستمران بتلك اللعبه د فتظاهرت بكونها للتو قد أستيقظت
ليقول بيجاد مدعيا الجمود بينما كان قلبه يحترق توقا لها ، لكنه أيضاً سعد بكونه لم يخسر،
وإدراك حقيقة كونه ضعيف للغاية أمامها ، فقربها خطر، فهو كالأعصار الذي يعصف بمشاعره
ويجبره على الخضوع لها ::-
- يلا يا حور العشا جاهز
لتنهض هى بعبوث واضح وحنق شديد فقد أوشكت على جعله يعترف وتنتصر بأعترفه لعشقه لها لولا طرق الباب هذا
ليلاحظ هو عبوثها هذا بطريقه محببه جعلت من أبتسامه مسلية ترتسم على ثغره ، مما أثار حنقها عندما رآتها ، وتوجهت نحو باب الغرفة ففتحته
وخرجت وهو خلفها ، هبطت إلى الأسفل وهو خلفه
وما أن لمحت جوليا حتى تيبست موضعها إلى أن آتى بجانبها فتأبطت ذراعيه بأمتلاك ، مما جعله يبتسم وكذلك عاصى وجوليا التي رمقت عاصى بغمزه ، وهبط سويا للأسفل وكالعادة ترأس بيجاد الطاولة وحور علي يمينه وبجانبها عاصى ويليه جوليا ، مرت دقيقه حتى هبطت حورية
الذي امتعض وجهها ما ان رأت جوليا تجلس بجانب عاصي ليغمز عاصى لجوليا فتدرك كونها هي جنيته
فتميل عليه بأبتسامه قائلة:: أنها جميله للغاية عاصي
كم أني ألمح نظرات غيرة ونيران قد تحرقني اذا طالتنى ..
ليقهق عاصي بصوت عالي جعل من حوريه تشتعل غاضبا وكذلك حور ، التي شعرت بالغيرة على والدها من تلك المتطفله لحياتهم ، فمالت عليه قائلة ::-
-هى مين دى ؟؟؟ وجاية هنا ليه!؟ خليها ترجع لبلادها
ليقول لها بينما يبتسم ::-
- جوليا صديقة عمري يا غيورة، وما تقلقيش هى عرفت انك بنتى
وأنه جوزك وغير كده وجودها شكله هينفعنى أوى ... ليتابع بينما يري نظرات بيجاد الغاضبه نحوهم ::-
- وابعدى بقا أحسن جوزك هيموتنى ضرب دلوقت وانا مش كل مره هضرب واسكت
شكلى بقا وحش اوى !! ....
لتطالعه بصدمه من حديثه ومن ثم ترفع نظرها وتوجه لبيان فترى نظراتها الغاضبه والمتوعده له ، فتشيح بنظرها عنه ...
بينما أتى كلا من زياد ومنار وجلس على الطاولة وكذلك أتت كلا من عليا وإجلال أيضاً
وبدأ الجميع بتناول الطعام ونظرات أعينهم هى المتحدث منها من كانت عاشقه ومنها من كانت حاقدة
ومنها من كانت تشتعل بنار الغيرة ، حتى قطع الصمت زياد متحدثاً ::-
يا جماعه انا عايز اكتب كتابى علة منار بكرة
لتحل الصدمة على الجميع ، بينما ابتسم عاصى مدركاً سر تلك السرعة ، معجبا بزياد متأكد من عشقه لأبن أخاه ، وما أن أوشك على الحديث ، حتى قطعته علياء منتزه قائله ::-
- لا طبعاً ما ينفعش
ليقول عاصى ::-
- ولا ليه ، انا موافق ، وشايف أن خير البر عاجله. .
ليقول أكرم بعدما نظر إلى ابنته ونظرات عيناها الممتلئة بالفرحه::-
- وأنا كمان معنديش مانع أكيد ، طالما هما مقررين دا
فقال بيجاد ::-
-وانا كمان مرحب جداً ، بس رأى نأجله يومان ، على ما نظرك أمورنا وسافر البلد نكتبه هناك ...
لتقول عليا ::- لكن انا مش موافقه على الكلام دا ..
ليرمقها بيجاد بغضب ويقول منه الحديث ::-
- بعتقد أن دا كلام رجاله ، واحنا قولنا كلمتنا وخلاص كتب الكتاب كمان يومان .
لتصمت خوفاً منه بينما تطالعنا اجلال فتومئ لها برأسها ، بينما شعرت حور بالسعادة ونظرت لمنار وقالت ::- مبروك يا مونى، وأخيرا الفرح هيدخل البيت دا ...
لتجيبها منار قائلة ::- وعقبالك أنتى يا حور أنتى ودوك حازم ولو أنى مش حابه ابدا
ليشعر بيجاد بالغضب ويلقى الشوكه من يداه بغضب ، بينما شرق عاصى حينما كان يشرب الماء ،وحور التى نظرت اتجاه بيجاد وقال ::-
- حازم مين دا اللى يتجوز حور ؟؟ ، يا ساتر يارب لا طبعاً مستحيل
ليطالعه بيجاد بغضب ، بينما يقول بنبرة هادئه عكس البركان الثائر بداخله ::-
- أعتقد أننا اللى أقرر دا مش انت يا عاصى
ليقول عاصى ::-
- والله يا بيجاد !! ..
ثم همس بداخله قائلاً ::- بكره تعرف مين اللى ليا الحق يقرر ..
بينما حور طاعته بنظرة الم ، جعلت من قلبه محطما ، ليلاحظ
تلك النظرة التى وجهتها لعاصى و الذي بادلها هو الأخر بنظرة مطمئن
ليطالعهم بيجاد والغضب ونيران الغيرة تزداد اشتعال بداخله ، فقد فارت الدماء بعروقه،
وأن ظلا قليلاً سوف يفتك به لا محال
فنهض سريعاً ، حتى لا يسمح لشيطانه بتملكه ودلف إلى غرفة المسبح
وتوجه إلى الغرفه الصغيره بداخله المجهزه لتغير ثيابهم وقام بتغيير ثيابه
وتقدم بأتجاه المسبح وأسقط جسده به ، ليطفئ نيران غضبه ،
بينما أنهى الجميع طعام واستئذن زياد بالذهاب
و صعدت كلا من اجلال وعليا إلى غرفة اجلال للحديث
وبقى كلا من منار وحرية وعاصمة وعليا وأكرم وجلسوا بغرفة الجلوس
معا يتسامرون ، بينما حور استئذنت للعودة غرفتها
كانت حورية ترم جوليا بنظرات غاضبه تجعل من قلب عاصى يتهلل فرحا
حتى جبتها منار للتوجه إلى غرفتها للحديث قليلاً، بينما بقى كلا من أكرم وجوليا وعاصى
الذي أخذوا يتسامرون عن البورصه واحوال السوق وأمور متعلقه بالعمل...
بينما حور صعدت ألى غرفتها والألم قد عرف طريقه لقلبها، تقرر الفوز بعشقها
وحثه على الأعتراف بها وبعشقها، هاجمتها فكرة ما خبيثه وتوجهت إتجاه خزانة ملابسها
وأخذت تبحث عما تريده واخذته ولفت إلى المرحاض ، لتخرج بعد عدة دقائق وهبطت للأسفل
متوجهه لغرفة السباحة عازمه على تنفيذ مخططها ....
دلفت حور الي غرفة المسبح فوجدت بيجاد يقطعه ذهاباً و إيابا كعادته ، شردت به قليلا ، إلى أن انتبه لها ، فخرج منه و جذب منشفه من علي الطاوله و اخذ يجفف ذاته بها ، لتطلع نحوه حور بهيام ، فقد كان وسيم حد اللعنة ، مهلك للانفاس ، شعرت بروحها تهفو لقربه ، و رغبة بأحتوائه لها و حبه , كم تمنت ان يضمها بين حنايا صدره كما مضى ، شعرت و كأنها ستضعف و تعدل عما قررته سابقا ً
لتظهر لها صوره منعكسه منها تنهرها و تحادثها قائلة
:: اهدي و اثبتي كده و افتكري خطتك.
:: بس دا مز اوي يخربيته ، هيجنني .
:: لا اعقلي كده يا حور و ركزي و بلاش ضعف .
:: أعقل ايه ، هو انا بقي فيا عقل اصلا من وقت ما شفته .
::بت انتي هتضعفي ولا ايه ، اوعي تنسى قرارك بتأديبه.
:: انا حاليا مش فاكره غير أني بحبه و هو وحشني اوي .
:: عارفه انك بتحبيه ، بس لازم تقوي قلبك شويه
:: بصي انتي عليه و انتي هتعذريني ، بتتكلمي و انتي ظهرك ليه،
تعرفي انا حاليا في أفكار مش محترمة خالص لدرجة الإنحراف بتروادني .
لتستدير تلك الصوره و تراه هيئته تلك ، فتستدير لها مره اخري و تقول
::الله يخربيتك يا حور ، و انا المفروض النسخه الشريره اللى جايه أثر عليكي ،
تأثري انتي عليا ، ما انتي صحيح حور الشيطان ،بس ليكي حق الصراحه أيه الجمال دا .
:: ايه دا انتي بتتغزلي في جوزي ، احترمي نفسك .
:: احترم نفسي ايه يا هبله ، ما هو انا انتي ، و هو جوزنا احنا الاتنين.
:: اه صح عندك حق نسيت ، خد عقلي مني ابن منيره .
:: بصراحه معذوره ، دا عينه لوحدها بتجننا ، ما بالك و هو كده .
:: شفتي بقا ، تخيلي معاناتي حاليا ، جوزي و عامل نفسه ابويا
و عايز يجوزني لغيره ، ساعات بفكر اقتله ، بس ارجع و أقول مش هيهون عليا
وفكرت اعاقبه ، بس انتي شايفة ، مجرد ما اشوفه ، قلبي بيجن و يحن لقربه
اعمل ايه بجد تعبت معاه ، مش عارفة ازاي فكر انه يسبني لغيره ،
معقول سهل عليه اوي اني يبعدني عنه و أكون لغيره ، لتتنهد بألم
و من ثم تقول هفضل لحد أمتي أنا اللى أتمسك بيه فهميني ،
بس والله لأربيه ابن منيره و أعلمه ازاي يتمسك بيا و يحافظ علي وجودي بحياته .
ليأتي هو اليها و كالعاده يراها تحدث نفسها كأخر فترة ، فينظر نحوها بينما يقول
بيجاد :: انا شاكك انك اتجننتي يا حور ، بقيتي بتكلمي نفسك كده كتير اليومان دول
حور :: لا دا المرحله أتقدمت و انت ما تعرفش ، بقيت بشوفها كمان ، أهي واقفة وراك اهه
يلا روحي أنتى دلوقتى .
ليصدم بيجاد بينما ينظر خلفه و من ثم ينظر لها بأندهاش و يقول
بيجاد :: لا انتي كده بقي يتخاف عليكي و لازم نشوف لك دكتور
حور بتهكم:: لا و انتش صادق ، انا بقي يتخاف مني مش عليا ، و أنصح بتجنبي اليومان دول
لاني ممكن اقتل دلوقتي و يقولوا مجنونه عادي يا بابا بيجادو .
كانت تقولها بينما هي تضغط علي كلمة بابا ،
ليزدرد بيجاد ريقه علي مجنونته تلك و التي نظرات الشر تنبعث من عينيها ، فيبدو انها علي وشك الفتك به و عليه الهرب الان من امامها ، حتي لا يضعف ، فهو يجاهد علي عدم جذبها الي احضانه الآن و إثبات عشقه و احقيته فيها ، كم اشتاق لمذاق شفتيها ، فماذا سوف يحدث إذا أطفاء الآن شوقه لها ونسى كل العوائق وجذبها إلى إحضانه وألتقط بشفتيه شفتيها وعجلا من تلك الليله التى يتوق فيها لأمتلكها ، فكم اشتاق لتلك اللحظه التي لطالما تمناها ليعلمها فيها أبجديات عشقه لها حينما يبثه لها و لكنه نهر قلبه على توقه هذا ولكن هو محق فإلى متى سوف ينتظر و إلى متي سوف يتحمل ذاك الوضع وتلك النيران المشتعله به ، فهو أبا لزوجته التي هي بالمقابل خطيبه لرجلا اخر والتى تظنه ينفر منها ويرغب بتسليمها لغيره ، أي معضلة وقع فيها هو ، هل من رجل يستطيع احتمال مثل هذا الوضع و لكن عليه التحمل و الانتظار من أجلها هي أولاً ، زفر مخرجاً أنفاسه الملتهبه التواقه لها و أدرك أن عليه الإبتعاد عنها الآن ،
إلى أن انتبهت هى لأوشكه على المغادرة ، لتقرر البدء بتنفيذ خطتها ، فتوقفه قائله::
- هي المياه عامله ايه يا بيجادو؟؟ ، انا كنت جايه ناويه أعوم شويه .
رفع أنظاره وطالعها ، لينتبه إلى مظهرها المثير هذا ، كانت ترتدي قميص اسود اللون يصل إلى ركبتيها ، بينما كانت خصلاتها منسدله مجموعه على أحد منكبيها، كانت جميله ومثيره ، مهلكه لأنفاسه سارقه لنبضاته كعادتها ، ولكنه شعر بالحنق والغيره من رؤية أحد ساكنى القصر لساقيها هكذا ، أخرج تأوه من قلبه الملتع بعشقها، مستغفر ربه ، داعياً أن يلهمه الصبر على أبتعاده عنها ، تلك الشبيه بقطعة فاكهة لذيذه يرغب بألتهامها ولكنها محرم عليه ، وقال ::
- المياه جميله جميله جداً
أوشكت الابتسامة أن ترتسم على شفتيها، ولكنها منعتها بصعوبة ، فقد أدركت ما يفكر به
ومعاناته من خلال نظراته الراغبه بها ، لذا قررت المتابعة فقالت ::
- حلو جداً ، انا هنزل أعوم شويه يا بيجادو، وبادرت بفك أزرار قميصها
ليطالعها هو بأندهاش ويقبض على يديها مسرعاً لأيقافها متسائلاً :
- أنتى بتعملى إيه؟ ؟
- بقلع هدومى
- نعم !!!
- في إيه يا بيجادو، هنزل بهدومي يعنى .
لينظر لها بغضب قائلاً لها بتهكم ::
- لا ما يصحش طبعاً ، لازم تقلعى
- أيوه طبعاً وتعاود إستكمال فك أزرار بلوزتها، ليوقفها صوته الغاضب قائلاً ::
-حووووووور أنتى هتستهبلى
- أوف يا بابا بيجادو في أيه ، أنا لبسه مايو بكينى على فكرة
- اااه ، إذا كان بكينى يبقى معلش عادى ، أنتى بتهرجي ولا بتستعبطى يا حووووووور
حد قالك عليا مش راجل ، وهسمحلك تلبسي بكينى والقصر ملغم رجاله
- رجالة مين يا بيجادو ، دا كرم وعاصى، يعنى أعمامى وعمار ف البلد
ليدرك بيجاد خطتها في أثارة غيرته، فهى تعلم أن أكرم ليس عمها وعاصى
الذي يبغض قربه منها ، تلك الشقيه مصممه على إيقاعه بشباكها، فهى عازمه على جعله يعترف لها
فيقول بنظرات خبيثه::-
-يعنى أنتى حابه تنزلى تعومى شوية، من عيونى ، أنتى تؤمرى يا حورى
وفى لحظه كان قد ملا بجذعه العلوى حملها بين يديه ويهددها بأسقاطها بالمياه
، فتشهق هى وترجوه إلا يفعل ، بينما هو قال ::-
هو مش أنتى اللى حابه تعومى ، انا هنفذ لك رغبتك
لتقول هى ::-
- لا لا خلاص يا بيجادو، سبنى لو سمحت
ليقول هو::-
- تؤتؤ يا حورى، المياه حلوة اوى ولازم تجربيها
وفى لحظه كان سقط بها فى المسبح ، لتبعده هى عنها وتتحرر منه وتقوم برش المياه عليه،
بينما تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه بحنق منه ، فيستدير حولها ويقترب هو منها من الخلف
ويقوم بأمساك ذراعيها وعقدهم أمامها
وأحكام امساكه بها مقرباً أياها له حتى إلتصق ظهرها بصدره الذى ما أن لامسته
حتى أنتبته أرتجافه لها وأخذ بالعلو والهبوط بجنون وأنفاسا مهدورة وأدرك أنه ما كان عليه الاقتراب هكذا أبداً
ولكن قد فات الأوان فجسده وقلبه قد اتفقا الآن عليه وأستسلم كلياً لها ولتوقه ، لم يستطع أن يمتنع عن دفن رأسه بعنقها يستنشق عبيره بأنتشاء ، بينما يجذبها أكثر له يخبأها بين حنايا صدره وكأنه يرغب بأن يندمجا ويصيروا كياناً واحد وتكون منه وهو منها ، ليرتجف جسدها ويعلو وجيب قلبها وتثور مشاعرها محدثه عاصفة هوجأ بقلبها من شدة ما يشعر به أثر هذا الألتحام معه ، حاولت التحدث ولكن لم تستطع من فرط ما تشعر به من اجتياح لمشاعرها بقربه ألى أن وأخيراً قالت بخوف من الإنهيار ::-
- بيجادو
فقال هو ::-
- يا روح بيجادو وقلبه وعقله
- أبعد لو سمحت
ليتنهد هو بحرارة، فتلفح أنفاسه الحاره عنقها، لتنهار حصونها
أثر ثورة دقات قلبها عليها والتى بدت كمعزوفة موسيقية ،
فيقول هو بعدما فقد سيطرته على مشاعره الهوجاء التواقه لها ::-
- مش قادر أبعد خلاص، جننتينى يا حورى، أنا خلاص ضعفت وأستسلمت
وخسرت وأنتى اللى كسبتى يا حور .
لم تفهم مقصده ، فهى لا تدرك كونه قد كشف خططها
وخشت أن تضعف هى وتستسلم لرغبة قلبها لقربه ، فشوقها له
قد يجعل من جسدها يخذلها وترتمى هى بأحضانه، معترفه بعشقها له
فتقول بصوت مخنوق من المشاعر التى آسرتها::-
- انا لازم أطلع دلوقت حالاً، أرجوك سبنى يا بيجادو
ليقوم هو بترك يديها وفك حصاره لها ، لتزفر بأرتياح بأعتقاد انه قد تركها، ولكن ما أن أوشكت أن تبتعد حتى قفز هو للأسفل ومر بجانبها ، حتي فى لحظه كان قد تقدم أمامها وظهر لها وقام يجذب خصرها مقربا أياها له
بينما يميل بوجه ألي وجهها لتشهق هى ولكنه كان فى لحظه قد كتمها بطريقته بينما يضمها ويقربها منه أكثر ، يرتشف من رحيقها بشوقاً جارف وغرام عاشق ملهوف قد فقد السيطرة على مشاعره الهوجأ
ليعلن لها أنه قد سقط صريع لهواها ، بينما هى كانت تستقبل جنون مشاعره بذات الجنون والتوق، فقد ثار عليها قلبها واجبرها على الإستسلام ، لتستقبل كل ما يغدقها به من مشاعر عاصفة لم تعرفها قبلاً إلا معه
كان لقائهم أشبه بأعصار من المشاعر، حتى تداركت وعيها حينما هاجمتها ذكريات تخليه عنها وتسليمها لغيره، فأفلتت ذراعيها من حول عنقه ، محاولة منها للأبتعاد عنه ولكنه لم يبتعد ، كان غارق فى بحور عشقها حتى دفعته بحده عنها وخرجت من المسبح تعدل من ثيابها المشعثه أثر ذاك الألتحام الذى دام لدقائق بينهم ، خرجت مسرعة متجها إلى غرفتها بحنق وخذلان من جسدها الخائن الذى أنصاع له ،
بينما هو صدم من فعلتها تلك لقد دفعته عنها ، زفر محاولاً التهدئة من تلك النار المشتعله بداخله إثر ذاك التقارب منها ، يلعن ذاته لضعفه وأستسلامه ، ألم يكن ينوي الإبتعاد ، كيف أنصاع إلى قلبه بسهوله هكذا
ولكن فات الاون على الندم ، ليعرف الآن لما عنه قد ابتعدت اولا ، توجه إلى طرف المسبح وخرج مسرعاً جذب منشفته يجفف بها جسده وارتدى ثيابه مسرعا وذهب متوجه خلفها .
بينما هى ما أن دلفت غرفتها وأغلقت الباب ودلفت إلى الحمام لتغير ثيابها ، حتى دلف وأغلق الباب بحده ليبحث عنها فلا يجدها ، فيدرك كونها بالمرحاض فأقترب من بابه ودق عليه يأمرها بالخروج حالاً، فقامت بارتداء ثوب كانت أحضرته معها وخرجت ، فطالعها بوجه يقدح لهب بينما يقول::-
- إيه اللى حصل تحت دا يا حور .
لتطالعه هى بذات الغضب وتقول::-
- أنا اللى المفروض أسألك ، إيه اللى حصل تحت دا
وازاى سمحت لنفسك تقرب منى بالشكل دا! !!
- نعم !!! ... يعنى إيه ازاى أسمح لنفسى اقربلك ،
أنتى مراتى وأقرب منك ذى ما انا عايز ،
ومتأكد من أن ذاكرتك رجعت لك وعارفه كده كويس
- مش هنكر انها رجعت لى ، بس انى مراتك! !! ...
فدا من امتى وازاى! وأنا كنت خطيبة حازم من كم يوم بس
وأنت باباي وحددت ميعاد الخطوبة كمان .
ليدرك هو غضبها المحقه فيه، فهو داهمها بكل مشاعره دون أى توضيح لها
فيقترب منها أكثر ويقول ::-
- لا مراتى انا وحبيبتى انا وحوري أنا ، أنتى ملكى أنا وبس
فاهم أنك مجروحه منى ، بس صدقيني كان غصب عنى ، والله كنت بحميكى يا قلب بيجاد
خطوبتك لحازم كانت ستارة ، علشان عماد يفتكر أنى مش عارف انك مش بنتى وانى بتعذب بحياتك و بقربك
انا كنت بموت يا حور فى كل لحظه وانا مشتاق لك ، كنت بموت وانا بفكر أن ممكن قلبك يحن لغيري ويدق ليه ، لكن كنت براهن على قلبك وحبه ليا، إللى مش تعرفيه أن فى حد هنا في القصر بيراقبنا وبيوصل
كل أخبارنا لعماد، ولحد دلوقت أنا لسه معرفوش، كنت مخطط أنى مش اعترفلك ولا أقرب منك إلا ما أعرف هو مين وأقدر أوصل لعماد، لكن ضعفت وخسرت قدامك وقدام مشاعري وقلبي المجنون بيكي، سمحيني يا قلبى، وصدقى انى كنت بتعذب أكثر منك ، انا عمري ما اتخليت ولا هتخلى عنك وعن حبك
أنتى الهوى إللى بتنفسه يا حور ، انا من غيرك أموت. ...
بينما هى كان تستمع له بمشاعر متضاربة وقلب يدرك فيغفر لمحبوبه ، إلى أن نطق بكلمه الموت
فخفق قلبها بعنف وتألم فمدت كفها ووضعتها على فمه تمنعه من التحدث أكثر ، ليقبل كفها الملامس لشفتيها بحنان
لتبتسم له معلنه عن تفهمها وغفرانها له ، فأبعد كفها وقام بأغدق وجنتيها بقبل محمومه بالمشاعر
و الأمتنان ، حتى انهار امام طغيان مشاعره فبدى كالمغيب يرتشف من رحيقها ،
، ليبتعد مرغما ، يسند جبينه على جبينها يلتقط كل منهما أنفاسه، فيقول::-
- بعشقك يا حور
- وانا كمان بعشقك يا قلب حور وشيطانها الوسيم
لتراوده تلك الذكرى و ذاك المشهد لعماد الذي كان يؤرق قلبه وعقله بخوف
من أن يكون قد نفذ تهديده ونالها، لتظهر نظرة ألم على عينيه، إلتقطتها أعين محبوبته
فقالت:-أسأل،
فنظر لها متعجبا، فقالت ::-
- انا حورك واكتر وحده تفهمك ، إيه إللى وجعك فجأه وقلقك يا قلب حور .
ليتنهد هو ويتردد فى سؤالها ، فتشجعه هى مومئه له برأسها
فيقول بهمس مخنوق::-
- قربلك. .. عماد قربلك ... انا عارف انه كان غصب عنك .. وإنى مقدرتش احميكى .
لتنهيه عن الحديث بقبله صغيره على وجنته وتقول::-
- لو كان عملها كنت موت وقتها، انا ملكك انت وليك انت
ومستحيل أكون لغيرك ، حورك ذى ما هى، قدرت تحافظ على نفسها وعلى وعدها أنها ليك لوحدك .
ليشعر بالراحة وترتسم ابتسامة جذابة علي محياه تظهر نواجزه تزيد من جذبيته المهلكه للأنفاس
ويعبر عن سعادته بمعاودة الأرتشاف من رحيقها بقلبا تعصف به المشاعر ومن ثم يقطع ما يفعله ، ليطالع أمواج البحر بعينيها التى تزيد من آسره و عزيمته للألتحام بها ، ليرمقها بأبتسامه ساحره فعلت بقلبها العجب ،لتنهار أمامها كافة حصونها .
ليتركها ويتوجه ناحية الباب يغلقه بالمفتاح بينما يقول ::- محتاج اقولك كلام كتير أوى كنت مأجله ومش عايز حد يزعجنا ، ومن ثم يعود أليها ويعاود مواصلة ما كان يفعله من زلزلة لكيانها ،
ومن ثم ينحنى بجزعه ويحملها متجهاً بها إلى عالمه الخاص ، ليغرقها فى بحور عشقه وهو ما يزال يواصل ما يفعله من عبث بمشاعرها
وعزف على اوتار قلبها العاشق له ، فتدوى صوت دقاتهم وأنفاسهم المهدوره عالياً من فرط مشاعرهم
كانوا كالمغيبان تلك المشاعر هى من تتحكم بهم ليميل بها
وشفتيه تتجول بحريه على وجهها ، ليرتجف جسدها فيشعر بها
فييقول لها بنبرة خافته ::-
- خايفة !!؟؟
ليصدم تماما من ردت فعلها و جوابها ، فقد شعرت بقلقه فكالعاده أرادت أن تضيف المرح
فأبتسمت له و هي تقوم بمحاوطة عنقه
وتقربه منها و تسمح لشفتيها بملامسة طرف أذنيه وتقول ببحه ::-
- خايف انت !!؟؟
ومن ثم تبتعد ، لتتعلق عينها بعينه بأبتسامه على ثغرها ،
ليطالعها هو بأندهاش مما أستمع له
ليقول متعجباً::-
-- انا و خايف !!
تصدقى انا غلطان أنى بسألك، وبحاول أقدر أنك بنت ومكسوفه ومتوتره
لكن الظاهر أن الكسوف دا مش فى قاموسك ولا تعرفيه يا روحى .
لتقول له بمرح ومشاكسه إعتاد عليها ::- هو انا يعنى هتكسف من بابا بيجادو بردك
فيقول هو بتهكم ::- بابا بيجادو !! ..
بعد كل اللى حصل تحت ودلوقت وتقول بابا بيجادو
لتقول هي بينما تتصنع التفكير ::-
-هو إيه اللى حصل تحت ودلوقت انا مش فاكره حاجه خالص
ليبتسم هو عليها تلك المشاكسه الصغيره التي يعشقها حد الجنون ويقول ::-
-نسيتى! !! ...
يبقى لازم افكرك ،
وما أن أوشكت على الحديث حتى أسكتها هو عن الكلام بطريقته هو ، لكى يعلمها أبجديات عشقه لها
ليجتمع أخيراً الشيطان وحوره ويندمجا معا ، لتصبح حور الشيطان قولاً وفعلاً
وكان هذا ما ظنا أنه سوف يحدث لولا طرق باب غرفتها ، التى أعلن عن مجئ أحد غير مرغوب به حالياً
ولم يكن غير عاصى الذى أتى يتسلل إلى غرفة حور للحديث معها دون أن يراه أحد حينما سنحت له الفرصه ، فقد شعر بالقلق عليها بعد رؤية نظرة الألم بعينها ، فترك جوليا تجلس مع أكرم لتلهيه قليلاً، بينما كان يظن بيجاد بمكتبه ، ليطرق الباب عدة مرات ، قائلا::-
- حورى افتحى يا حورى قبل ما بيجاد يشوفنى
وبينما كان هما غارقون فى بحور عشقهم ، يعزف بيجاد على أوتار قلبها العاشق له ، يخبرها مع كل لمسه همسة عشق توحي بمدى جنونه بها، حتى استمع لتلك الطرقات فلم يبالى بها ، بينما هى تحاول أن تبعده وتخبره ،فينهيها عن الحديث قائلاً ::-
- شش أحنا مش هنا ، شوية واللى بيخبط يفهم دا ويمشي
إلا أن أستمع لحديث عاصى وهو ينعتها حوري ، فجن جنونه ، فمن هو ليدعها حوري ، هى حوره وحده هو ، انتفض مبتعدا ، ينظر لها شزرا، ويقول::-
- إيه اللى جابه دا هنا ، وازاى يتجرأ يخبط على أوضتك أصلا وكمان بيقولك يا حوري، قومى أفتحى له الباب يا حور ، لما نشوف عاوز إيه وخايف اشوفه ليه .
بينما هى ما أن أوشكت على الحديث والتبرير له ، حتى اسكتها بنظره من عينيه توحي بأنه لا يقبل النقاش الآن ، فنهضت وأستقامت من على الفراش و حاولت هندمت ثيابها واتجهت لباب الغرفة تقوم بفتحه بقلق ، بينما هو اختبئ خلفه، ليستمع إلى حديثه وما أن فتحت حور الباب، حتى دلف واقترب منها يقرص وجنتيها بينما يقول ::-
وحشتيني يا حوري المجنونة ، يا روح وقلب عاصى .
ويميل يقبل وجنتيها تحت صدمتها ومحاولتها لتحذيره بالنظرات دون أن ينتبه لها،
ليتفاجئ بالباب يغلق والوحش الثائر ينقض عليه بلكمات متعدده، ولكن تلك المرة لم يصمت عاصى
فحاول المدافعه عن ذاته، حتى أنه لكمه هو الآخر محاولاً حثه على الإستماع لحديثه ولكنه لم يعطيهم أدنى فرصه ، فقد كان ينهال بالضرب عليه وكان عاصى يدافع عن ذاته و يبادله هو الآخر ، حتى صرخت حور به أنه يتوقف عن ضربه ولكنه لم يستمع حتى قالت::- سيبه يا بيجاد ، أرجوك ، عاصى بيبقا بابا
ملاك محمد دودو
استغفر الله العظيم 3 مرات
البارت المنتظر
حتى انتبهت لنبرته الرجوليه،
فقالت بلغتها الانجليزى ::- أسفه لم أفهم عليك ، انا جوليا شريكة عاصى واتيت اليوم من نيويورك
لرؤيته ، وانت من ؟؟؟؟
ليجيبها قائلاً ::-
- مرحبا بكى جوليا ، تشرفت بلقائك ، انا أكرم الحديدى أبن عمه ....
- وانا أيضاً سعدت بلقائك، لقد كنت ذاهبه إلى عاصى فى حديقة القصر ،
لذا عذراً لما انتبه واصطدمت بك
- لا مشكله سيدتى هنا ، اتسمحين لى بمرافقتك إلى مكان عاصى
-بالطبع سيد أكرم سأكون ممتنه لذلك
- نادنى أكرم فقط أكرم
- حسناً أكرم وانا جوليا فقط
ليبتسم اكرم بوقار يطيح بها ويقول
-حسناً جوليا هل نذهب؟؟
لتبتسم له وتومئ برأسها موافقه
ليشير لها بالتقدم ويتجها إلى عاصى معا وقد سلب قلب جوليا تماماً له .
بينما كان عاصى جالسا على إحدى المقاعد شارداً فى جنيته وحديث منار الذى آفاقه
حتى فوجئ بقدوم كلاً من جوليا وأكرم معاً ،إلى أن تقدما إليه بأبتسامه على ثغر جوليا
بخلاف وجه أكرم وملامحه المتهجمه، مما جعلت رؤيته ترسم الإبتسامة الساخره على وجه عاصى
مما حدث اليوم ، فوضع يديه تلقائيا تلامس أنفه المكدوم أثر هجومه عليه ، حتى وصلا إليه ، ليرفع رأسه
يجد جنتيه بشرفة غرفتها - فكرة خبيثه بأن يبدأ بمخططه بجعلها تغار ، وما أن اقتربت منه جوليا حتى رمقها بغمزه مشيراً برأسه لأعلى ، لتطالع جوليا ما يشير إليه عاصى ، فتدرك مخططه ، فكيف لا تفهمه وهو عشرة سنوات مضضت ، شعرت بالتوتر من أن يظن أكرم أن هناك شئ بينها وبينه، ولكن تذكرت صداقتهم ، فقد كان لقائهم منذ عشرون عاماً مضت بجامعة نيويورك ، كان عاصى حينها محطم القلب منعزل يكبرها بعامين رغم كونه في نفس صفها ، فقد ضاع من عمره عامان عاشهم والاكتئاب قد تمكن منه إثر ما مر به ومعرفة جواز معشوقته برجلا غيره
لم تنكر إعجابها به بالبداية ومحاولتها للأقتراب منه ، لكن أخذت علاقتهم مجرى آخر وهو مجرى الصداقة ، عندما علمت بعشقه لورد ، وقد كان عاصى نعم الصديق لها ، فقد كان يد العون دائماً ، اجتهدوا سوياً فى تأسيس عملاً لهم معا بعد أن تخرجا من الجامعه ، وها هم استطعنا النجاح وباتت مجموعة شركاتهم من أكثر الشركات نجاحاً وتقدما فى مجالها ، تذكرت كونه لم يتركها أبداً فى معضلة إلا وكان بجانبها
حتى أنه ساعدها حينما أرادت الطلاق من زوجها الذي علمت بعمله مع المافيا ، وحاول اذيتها، إلا أن كان هو الحامى لها ولأبنها دانيال ذات الثمانية أعوام من طغيانه ، حتى إستطاع تهريبه منه وأودعه بمدرسة داخلية خاصة لا يعلم عنها أحد غير هو و هى فقط حتى لا يستطيع الوصول له ،فالعاصى أفضل كثيره عليها ، وأن طلب منها المساعدة فلن تبخث فى تقديمها له ، فكم تمت أن يجد تلك الفتاه التى تتمكن من أخضاع قلبه ومداوة جرح قلبه الغائب ، وها هو وجدها ويطلب منها العون لنيل عشق بات يتغلغل بأعماقه ، لذا لن تتخلى عنه ، بل سوف تساعده حتى يستطع نيل قلب معشوقته ..
عزمت على مساعدته و أقتربت منه بغنج مصطنع ومالت تقبل كلتا وجنتيه تحت نظرات حورية المشتعله، رمقهم أكرم بنظرة جانبيه ، فلم يعجبه هذا ، ليس لشئ فى قلبه اتجاهها، بل لكون هذا خاطئ ومحرما بدينهم، فأكرم أكثر شباب البيت تديناً وتحفظاً ، لم يقترب من امرأة سوا زوجته علياء التى لم يميل لها قلبه أبدا، فقد كان زواجهم تقليدياً، أو الأصح أنه جبر عليه من والده فى سن صغير كسائر شباب العائلة
فتقليدهم أن تكون الفتاة لأبن عمها ، حتى لا يخرج الميراث لخارج دائرة العائلة ، وقد كان حظه عاتياً ، فزوجته العتيد ليست سوية النفس، بل قلبها سودوي كأمها، لا تفكر غير بالمال والسلطة ، ولكنه رغم ذلك لم يخن أو يبخث من قدرها ، بل عاملها بكل إحترام ومحبة ورقى، كم جاهد لكى يغير من سؤ طابعها ولكن دون جدوى ، فسئ النفس لن يتغير ما حيا ...
بينما حورية شعرت وكأن قلبها يقذف بحمم بركانية من شدة غيرتها عليه من تلك الشقراء ، كم أرادت الهبوط للأسفل وصفعها هو وهى معاً، تخبره بأنه لا يحق له أن يضئ عتمة قلبها بضياء العشق ويسلبه منها ، ولا يحق لتلك أن تقترب ممن هو حبيبها، نعم هو حبيبها وان لم تعترف له و لذاتها بهذا قبلاً إلا أن قلبها يدرك هذا جيداً، مهما حاولت نهيه عن هذا ، إلا أنه يعلن لها بتعالى وجيبه قربه انه له عاشق
، لم تستطع إحتمال المشاهدة أكثر ، دلفت بوجه يملئه الغضب والكره له ولقلبها الخائن لها والخانع له .
جلست على فراشها بجمود متظاهر مقررة أن لا تتأثر به وان تبتعد عن الحب وعالمه ولتشبع تلك الأجنبيه بها ، قالت هذا الكلام لذاتها بقلباً غير مقتنع به وجذبت أحد الكتب بحده وحاولت التركيز على المذاكرة حتى تشغل بالها عن التفكير به وبذاك المشهد ...
بينما ما أن لاحظت جوليا دلوفها بحنق، حتى ابتعدت عن عاصى وجلست على أحد المقاعد ، وكذلك فعل أكرم الذى كانت نظراته اتجاه عاصى حانيه ، بينما يبادله عاصى النظر بأبتسامه على ثغره ، كادت تطيح بعقل أكرم من ثقلها، فقد فهمها على أنها تحدى له ، لكنها كانت ساخره منه ومن تفكيره العقيم بوجود خطب بينه وبين حور وذعره من كون بيجاد يعلم بها ...
كان الصمت هو السائد ، حتى قطعته جوليا قائلة بقصد توضيح علاقتها بعاصى::-
- أوه ، لم أخبرك عاصى بكوننا قد أستطعنا نيل تلك الثقفه بعد عناء كبير صديقى
لقد أتيت هنا وتركت كل الحمل علي ، آه لو تدرك كم عنيت صديقى الغالى ،
حتى إستطعت الفوز ....
ليبتسم عاصى قائلا ، بينما أراد هو الآخر التأكيد على تعريف علاقتهما للجميع عدا حورية ، حتى لا يظن أحد بشئ خاطئ ، فيعرقل من موضوع أرتباطه من جنيته ما أن يتمكن من ترويض ونيل عشق قلبها ً، فلا ينقصه مشكله آخرى قد تضاف للقائمة ::-
-كنت أثق بكونك سوف تربحين صديقتى، فبالنهاية
أنتى الصديقه المقربه للذئب وقد تعلمتى الكثير منى على مدار سنوات مضت. .
لتقهقه جوليا بصخب وتقول ::-
- ما كل هذا الغرور يا رجل !!!
حقاً لا تزال كم انت عاصى ، مضى عشرون عاماً على صداقتنا
وانت لا تزال ذات الشخص الواثق بذاته إلى حد الغرور ،
لا تنكر بحقيقة كونى من أخرجك من اكتئابك هذا !!!
بينما هو يستمع وهو شارداً بذكريات قائلاً ::-
- لم ولن أنكر صديقتى ، حقاً أشكر الله على منحك لي
فأنتى أكثر من صديقه وأكثر من اختا لى ، أنتى مزيج رائع بينهم .
ليدرك أكرم طبيعة علاقتهم وأنها علاقه مسماه الصداقة ، فأبتسم بوقار لهم
وكانت تلك البسمه كالسهام التى تصيب قلب جوليا ، تجعل من وجيبها يتعالى ..
مرت دقائق حتى دلفت الخادمه وقالت ::-
- العشاء جاهز حضرتك
أكرم ::- تمام يا منى ، الكل موجود
منى :: أستاذ زياد ومنار هانم معاه بالصالون
ومستر بيجاد والهوانم الصغيره فوق بأوضهم
و داليا طلعت تستعديهم، ، وعليا هانم زوجة حضرتك بغرفة الوالده
وأنا قولتلها وزمانها نزلا
ليومئ لها برأسه و يقول ::-
- تمام يا منى تقدري تروحى
واحنا جاي وراكى .
بينما كان هناك نصل سكين طعن قلب جوليا ، حينما استمعت
عن كونه زوج علياء اخت عاصى ، ليضيع أمل بعشق قد بدأ بالنمو .
بينما نهض أكرم وكذلك عاصى الذي لاحظ تغير لون وجه صديقته بقلق
فقال بنبرة حانيه ::-
- ماذا بك جوليا! ! هل أنتى متعبه؟؟
نظرت أليه بأضطراب ونفت برأسها ،بينما تقول مؤكده::- انا بخير ، لا شئ
وتنهض معهم وتدلف إلى الداخل وهى تنفض أى مشاعر قد سكنت قلبها أتجاهه،
فهو زوج اخت صديقها ولن تسمح بأذيته له ولى شخص يخصه أبدا، ولكن هيهات
فهل تستطيع أخضاع قلبها لقرارتها، كلا لن يحدث ، فالقلب لسنا عليه بسلطان
بل هو المتحكم والأمر والناهى ونحنا فقط نخضع له ....
بينما فى غرفة ذاك العاشق المتيم
الذي كان قلبه يتمرد عليه ويحثه على الأستسلام
والخضوع للهيب عشقه وشوقه لها ، وما أن أوشك أن يستجيب له وأقترب اكثر حد الخطر
الى ان باتت انفاسه الحارة تلفح وجهها ، إلا أن حال عن متابعة ما أوشك على فعله طرق باب
الغرفة والخادمه تخبره عن أنتظار الجميع له على طاولة الطعام ، لتدارك ذاته وما أوشك على فعله
فينتفض مبتعد، شاكراً لمجيئها بالوقت المناسب ، لتشعر حور بالحنق، فما أن أوشكت على الفوز
حتى تراجع كلياً عن الأمر وها هما سوف يستمران بتلك اللعبه د فتظاهرت بكونها للتو قد أستيقظت
ليقول بيجاد مدعيا الجمود بينما كان قلبه يحترق توقا لها ، لكنه أيضاً سعد بكونه لم يخسر،
وإدراك حقيقة كونه ضعيف للغاية أمامها ، فقربها خطر، فهو كالأعصار الذي يعصف بمشاعره
ويجبره على الخضوع لها ::-
- يلا يا حور العشا جاهز
لتنهض هى بعبوث واضح وحنق شديد فقد أوشكت على جعله يعترف وتنتصر بأعترفه لعشقه لها لولا طرق الباب هذا
ليلاحظ هو عبوثها هذا بطريقه محببه جعلت من أبتسامه مسلية ترتسم على ثغره ، مما أثار حنقها عندما رآتها ، وتوجهت نحو باب الغرفة ففتحته
وخرجت وهو خلفها ، هبطت إلى الأسفل وهو خلفه
وما أن لمحت جوليا حتى تيبست موضعها إلى أن آتى بجانبها فتأبطت ذراعيه بأمتلاك ، مما جعله يبتسم وكذلك عاصى وجوليا التي رمقت عاصى بغمزه ، وهبط سويا للأسفل وكالعادة ترأس بيجاد الطاولة وحور علي يمينه وبجانبها عاصى ويليه جوليا ، مرت دقيقه حتى هبطت حورية
الذي امتعض وجهها ما ان رأت جوليا تجلس بجانب عاصي ليغمز عاصى لجوليا فتدرك كونها هي جنيته
فتميل عليه بأبتسامه قائلة:: أنها جميله للغاية عاصي
كم أني ألمح نظرات غيرة ونيران قد تحرقني اذا طالتنى ..
ليقهق عاصي بصوت عالي جعل من حوريه تشتعل غاضبا وكذلك حور ، التي شعرت بالغيرة على والدها من تلك المتطفله لحياتهم ، فمالت عليه قائلة ::-
-هى مين دى ؟؟؟ وجاية هنا ليه!؟ خليها ترجع لبلادها
ليقول لها بينما يبتسم ::-
- جوليا صديقة عمري يا غيورة، وما تقلقيش هى عرفت انك بنتى
وأنه جوزك وغير كده وجودها شكله هينفعنى أوى ... ليتابع بينما يري نظرات بيجاد الغاضبه نحوهم ::-
- وابعدى بقا أحسن جوزك هيموتنى ضرب دلوقت وانا مش كل مره هضرب واسكت
شكلى بقا وحش اوى !! ....
لتطالعه بصدمه من حديثه ومن ثم ترفع نظرها وتوجه لبيان فترى نظراتها الغاضبه والمتوعده له ، فتشيح بنظرها عنه ...
بينما أتى كلا من زياد ومنار وجلس على الطاولة وكذلك أتت كلا من عليا وإجلال أيضاً
وبدأ الجميع بتناول الطعام ونظرات أعينهم هى المتحدث منها من كانت عاشقه ومنها من كانت حاقدة
ومنها من كانت تشتعل بنار الغيرة ، حتى قطع الصمت زياد متحدثاً ::-
يا جماعه انا عايز اكتب كتابى علة منار بكرة
لتحل الصدمة على الجميع ، بينما ابتسم عاصى مدركاً سر تلك السرعة ، معجبا بزياد متأكد من عشقه لأبن أخاه ، وما أن أوشك على الحديث ، حتى قطعته علياء منتزه قائله ::-
- لا طبعاً ما ينفعش
ليقول عاصى ::-
- ولا ليه ، انا موافق ، وشايف أن خير البر عاجله. .
ليقول أكرم بعدما نظر إلى ابنته ونظرات عيناها الممتلئة بالفرحه::-
- وأنا كمان معنديش مانع أكيد ، طالما هما مقررين دا
فقال بيجاد ::-
-وانا كمان مرحب جداً ، بس رأى نأجله يومان ، على ما نظرك أمورنا وسافر البلد نكتبه هناك ...
لتقول عليا ::- لكن انا مش موافقه على الكلام دا ..
ليرمقها بيجاد بغضب ويقول منه الحديث ::-
- بعتقد أن دا كلام رجاله ، واحنا قولنا كلمتنا وخلاص كتب الكتاب كمان يومان .
لتصمت خوفاً منه بينما تطالعنا اجلال فتومئ لها برأسها ، بينما شعرت حور بالسعادة ونظرت لمنار وقالت ::- مبروك يا مونى، وأخيرا الفرح هيدخل البيت دا ...
لتجيبها منار قائلة ::- وعقبالك أنتى يا حور أنتى ودوك حازم ولو أنى مش حابه ابدا
ليشعر بيجاد بالغضب ويلقى الشوكه من يداه بغضب ، بينما شرق عاصى حينما كان يشرب الماء ،وحور التى نظرت اتجاه بيجاد وقال ::-
- حازم مين دا اللى يتجوز حور ؟؟ ، يا ساتر يارب لا طبعاً مستحيل
ليطالعه بيجاد بغضب ، بينما يقول بنبرة هادئه عكس البركان الثائر بداخله ::-
- أعتقد أننا اللى أقرر دا مش انت يا عاصى
ليقول عاصى ::-
- والله يا بيجاد !! ..
ثم همس بداخله قائلاً ::- بكره تعرف مين اللى ليا الحق يقرر ..
بينما حور طاعته بنظرة الم ، جعلت من قلبه محطما ، ليلاحظ
تلك النظرة التى وجهتها لعاصى و الذي بادلها هو الأخر بنظرة مطمئن
ليطالعهم بيجاد والغضب ونيران الغيرة تزداد اشتعال بداخله ، فقد فارت الدماء بعروقه،
وأن ظلا قليلاً سوف يفتك به لا محال
فنهض سريعاً ، حتى لا يسمح لشيطانه بتملكه ودلف إلى غرفة المسبح
وتوجه إلى الغرفه الصغيره بداخله المجهزه لتغير ثيابهم وقام بتغيير ثيابه
وتقدم بأتجاه المسبح وأسقط جسده به ، ليطفئ نيران غضبه ،
بينما أنهى الجميع طعام واستئذن زياد بالذهاب
و صعدت كلا من اجلال وعليا إلى غرفة اجلال للحديث
وبقى كلا من منار وحرية وعاصمة وعليا وأكرم وجلسوا بغرفة الجلوس
معا يتسامرون ، بينما حور استئذنت للعودة غرفتها
كانت حورية ترم جوليا بنظرات غاضبه تجعل من قلب عاصى يتهلل فرحا
حتى جبتها منار للتوجه إلى غرفتها للحديث قليلاً، بينما بقى كلا من أكرم وجوليا وعاصى
الذي أخذوا يتسامرون عن البورصه واحوال السوق وأمور متعلقه بالعمل...
بينما حور صعدت ألى غرفتها والألم قد عرف طريقه لقلبها، تقرر الفوز بعشقها
وحثه على الأعتراف بها وبعشقها، هاجمتها فكرة ما خبيثه وتوجهت إتجاه خزانة ملابسها
وأخذت تبحث عما تريده واخذته ولفت إلى المرحاض ، لتخرج بعد عدة دقائق وهبطت للأسفل
متوجهه لغرفة السباحة عازمه على تنفيذ مخططها ....
دلفت حور الي غرفة المسبح فوجدت بيجاد يقطعه ذهاباً و إيابا كعادته ، شردت به قليلا ، إلى أن انتبه لها ، فخرج منه و جذب منشفه من علي الطاوله و اخذ يجفف ذاته بها ، لتطلع نحوه حور بهيام ، فقد كان وسيم حد اللعنة ، مهلك للانفاس ، شعرت بروحها تهفو لقربه ، و رغبة بأحتوائه لها و حبه , كم تمنت ان يضمها بين حنايا صدره كما مضى ، شعرت و كأنها ستضعف و تعدل عما قررته سابقا ً
لتظهر لها صوره منعكسه منها تنهرها و تحادثها قائلة
:: اهدي و اثبتي كده و افتكري خطتك.
:: بس دا مز اوي يخربيته ، هيجنني .
:: لا اعقلي كده يا حور و ركزي و بلاش ضعف .
:: أعقل ايه ، هو انا بقي فيا عقل اصلا من وقت ما شفته .
::بت انتي هتضعفي ولا ايه ، اوعي تنسى قرارك بتأديبه.
:: انا حاليا مش فاكره غير أني بحبه و هو وحشني اوي .
:: عارفه انك بتحبيه ، بس لازم تقوي قلبك شويه
:: بصي انتي عليه و انتي هتعذريني ، بتتكلمي و انتي ظهرك ليه،
تعرفي انا حاليا في أفكار مش محترمة خالص لدرجة الإنحراف بتروادني .
لتستدير تلك الصوره و تراه هيئته تلك ، فتستدير لها مره اخري و تقول
::الله يخربيتك يا حور ، و انا المفروض النسخه الشريره اللى جايه أثر عليكي ،
تأثري انتي عليا ، ما انتي صحيح حور الشيطان ،بس ليكي حق الصراحه أيه الجمال دا .
:: ايه دا انتي بتتغزلي في جوزي ، احترمي نفسك .
:: احترم نفسي ايه يا هبله ، ما هو انا انتي ، و هو جوزنا احنا الاتنين.
:: اه صح عندك حق نسيت ، خد عقلي مني ابن منيره .
:: بصراحه معذوره ، دا عينه لوحدها بتجننا ، ما بالك و هو كده .
:: شفتي بقا ، تخيلي معاناتي حاليا ، جوزي و عامل نفسه ابويا
و عايز يجوزني لغيره ، ساعات بفكر اقتله ، بس ارجع و أقول مش هيهون عليا
وفكرت اعاقبه ، بس انتي شايفة ، مجرد ما اشوفه ، قلبي بيجن و يحن لقربه
اعمل ايه بجد تعبت معاه ، مش عارفة ازاي فكر انه يسبني لغيره ،
معقول سهل عليه اوي اني يبعدني عنه و أكون لغيره ، لتتنهد بألم
و من ثم تقول هفضل لحد أمتي أنا اللى أتمسك بيه فهميني ،
بس والله لأربيه ابن منيره و أعلمه ازاي يتمسك بيا و يحافظ علي وجودي بحياته .
ليأتي هو اليها و كالعاده يراها تحدث نفسها كأخر فترة ، فينظر نحوها بينما يقول
بيجاد :: انا شاكك انك اتجننتي يا حور ، بقيتي بتكلمي نفسك كده كتير اليومان دول
حور :: لا دا المرحله أتقدمت و انت ما تعرفش ، بقيت بشوفها كمان ، أهي واقفة وراك اهه
يلا روحي أنتى دلوقتى .
ليصدم بيجاد بينما ينظر خلفه و من ثم ينظر لها بأندهاش و يقول
بيجاد :: لا انتي كده بقي يتخاف عليكي و لازم نشوف لك دكتور
حور بتهكم:: لا و انتش صادق ، انا بقي يتخاف مني مش عليا ، و أنصح بتجنبي اليومان دول
لاني ممكن اقتل دلوقتي و يقولوا مجنونه عادي يا بابا بيجادو .
كانت تقولها بينما هي تضغط علي كلمة بابا ،
ليزدرد بيجاد ريقه علي مجنونته تلك و التي نظرات الشر تنبعث من عينيها ، فيبدو انها علي وشك الفتك به و عليه الهرب الان من امامها ، حتي لا يضعف ، فهو يجاهد علي عدم جذبها الي احضانه الآن و إثبات عشقه و احقيته فيها ، كم اشتاق لمذاق شفتيها ، فماذا سوف يحدث إذا أطفاء الآن شوقه لها ونسى كل العوائق وجذبها إلى إحضانه وألتقط بشفتيه شفتيها وعجلا من تلك الليله التى يتوق فيها لأمتلكها ، فكم اشتاق لتلك اللحظه التي لطالما تمناها ليعلمها فيها أبجديات عشقه لها حينما يبثه لها و لكنه نهر قلبه على توقه هذا ولكن هو محق فإلى متى سوف ينتظر و إلى متي سوف يتحمل ذاك الوضع وتلك النيران المشتعله به ، فهو أبا لزوجته التي هي بالمقابل خطيبه لرجلا اخر والتى تظنه ينفر منها ويرغب بتسليمها لغيره ، أي معضلة وقع فيها هو ، هل من رجل يستطيع احتمال مثل هذا الوضع و لكن عليه التحمل و الانتظار من أجلها هي أولاً ، زفر مخرجاً أنفاسه الملتهبه التواقه لها و أدرك أن عليه الإبتعاد عنها الآن ،
إلى أن انتبهت هى لأوشكه على المغادرة ، لتقرر البدء بتنفيذ خطتها ، فتوقفه قائله::
- هي المياه عامله ايه يا بيجادو؟؟ ، انا كنت جايه ناويه أعوم شويه .
رفع أنظاره وطالعها ، لينتبه إلى مظهرها المثير هذا ، كانت ترتدي قميص اسود اللون يصل إلى ركبتيها ، بينما كانت خصلاتها منسدله مجموعه على أحد منكبيها، كانت جميله ومثيره ، مهلكه لأنفاسه سارقه لنبضاته كعادتها ، ولكنه شعر بالحنق والغيره من رؤية أحد ساكنى القصر لساقيها هكذا ، أخرج تأوه من قلبه الملتع بعشقها، مستغفر ربه ، داعياً أن يلهمه الصبر على أبتعاده عنها ، تلك الشبيه بقطعة فاكهة لذيذه يرغب بألتهامها ولكنها محرم عليه ، وقال ::
- المياه جميله جميله جداً
أوشكت الابتسامة أن ترتسم على شفتيها، ولكنها منعتها بصعوبة ، فقد أدركت ما يفكر به
ومعاناته من خلال نظراته الراغبه بها ، لذا قررت المتابعة فقالت ::
- حلو جداً ، انا هنزل أعوم شويه يا بيجادو، وبادرت بفك أزرار قميصها
ليطالعها هو بأندهاش ويقبض على يديها مسرعاً لأيقافها متسائلاً :
- أنتى بتعملى إيه؟ ؟
- بقلع هدومى
- نعم !!!
- في إيه يا بيجادو، هنزل بهدومي يعنى .
لينظر لها بغضب قائلاً لها بتهكم ::
- لا ما يصحش طبعاً ، لازم تقلعى
- أيوه طبعاً وتعاود إستكمال فك أزرار بلوزتها، ليوقفها صوته الغاضب قائلاً ::
-حووووووور أنتى هتستهبلى
- أوف يا بابا بيجادو في أيه ، أنا لبسه مايو بكينى على فكرة
- اااه ، إذا كان بكينى يبقى معلش عادى ، أنتى بتهرجي ولا بتستعبطى يا حووووووور
حد قالك عليا مش راجل ، وهسمحلك تلبسي بكينى والقصر ملغم رجاله
- رجالة مين يا بيجادو ، دا كرم وعاصى، يعنى أعمامى وعمار ف البلد
ليدرك بيجاد خطتها في أثارة غيرته، فهى تعلم أن أكرم ليس عمها وعاصى
الذي يبغض قربه منها ، تلك الشقيه مصممه على إيقاعه بشباكها، فهى عازمه على جعله يعترف لها
فيقول بنظرات خبيثه::-
-يعنى أنتى حابه تنزلى تعومى شوية، من عيونى ، أنتى تؤمرى يا حورى
وفى لحظه كان قد ملا بجذعه العلوى حملها بين يديه ويهددها بأسقاطها بالمياه
، فتشهق هى وترجوه إلا يفعل ، بينما هو قال ::-
هو مش أنتى اللى حابه تعومى ، انا هنفذ لك رغبتك
لتقول هى ::-
- لا لا خلاص يا بيجادو، سبنى لو سمحت
ليقول هو::-
- تؤتؤ يا حورى، المياه حلوة اوى ولازم تجربيها
وفى لحظه كان سقط بها فى المسبح ، لتبعده هى عنها وتتحرر منه وتقوم برش المياه عليه،
بينما تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه بحنق منه ، فيستدير حولها ويقترب هو منها من الخلف
ويقوم بأمساك ذراعيها وعقدهم أمامها
وأحكام امساكه بها مقرباً أياها له حتى إلتصق ظهرها بصدره الذى ما أن لامسته
حتى أنتبته أرتجافه لها وأخذ بالعلو والهبوط بجنون وأنفاسا مهدورة وأدرك أنه ما كان عليه الاقتراب هكذا أبداً
ولكن قد فات الأوان فجسده وقلبه قد اتفقا الآن عليه وأستسلم كلياً لها ولتوقه ، لم يستطع أن يمتنع عن دفن رأسه بعنقها يستنشق عبيره بأنتشاء ، بينما يجذبها أكثر له يخبأها بين حنايا صدره وكأنه يرغب بأن يندمجا ويصيروا كياناً واحد وتكون منه وهو منها ، ليرتجف جسدها ويعلو وجيب قلبها وتثور مشاعرها محدثه عاصفة هوجأ بقلبها من شدة ما يشعر به أثر هذا الألتحام معه ، حاولت التحدث ولكن لم تستطع من فرط ما تشعر به من اجتياح لمشاعرها بقربه ألى أن وأخيراً قالت بخوف من الإنهيار ::-
- بيجادو
فقال هو ::-
- يا روح بيجادو وقلبه وعقله
- أبعد لو سمحت
ليتنهد هو بحرارة، فتلفح أنفاسه الحاره عنقها، لتنهار حصونها
أثر ثورة دقات قلبها عليها والتى بدت كمعزوفة موسيقية ،
فيقول هو بعدما فقد سيطرته على مشاعره الهوجاء التواقه لها ::-
- مش قادر أبعد خلاص، جننتينى يا حورى، أنا خلاص ضعفت وأستسلمت
وخسرت وأنتى اللى كسبتى يا حور .
لم تفهم مقصده ، فهى لا تدرك كونه قد كشف خططها
وخشت أن تضعف هى وتستسلم لرغبة قلبها لقربه ، فشوقها له
قد يجعل من جسدها يخذلها وترتمى هى بأحضانه، معترفه بعشقها له
فتقول بصوت مخنوق من المشاعر التى آسرتها::-
- انا لازم أطلع دلوقت حالاً، أرجوك سبنى يا بيجادو
ليقوم هو بترك يديها وفك حصاره لها ، لتزفر بأرتياح بأعتقاد انه قد تركها، ولكن ما أن أوشكت أن تبتعد حتى قفز هو للأسفل ومر بجانبها ، حتي فى لحظه كان قد تقدم أمامها وظهر لها وقام يجذب خصرها مقربا أياها له
بينما يميل بوجه ألي وجهها لتشهق هى ولكنه كان فى لحظه قد كتمها بطريقته بينما يضمها ويقربها منه أكثر ، يرتشف من رحيقها بشوقاً جارف وغرام عاشق ملهوف قد فقد السيطرة على مشاعره الهوجأ
ليعلن لها أنه قد سقط صريع لهواها ، بينما هى كانت تستقبل جنون مشاعره بذات الجنون والتوق، فقد ثار عليها قلبها واجبرها على الإستسلام ، لتستقبل كل ما يغدقها به من مشاعر عاصفة لم تعرفها قبلاً إلا معه
كان لقائهم أشبه بأعصار من المشاعر، حتى تداركت وعيها حينما هاجمتها ذكريات تخليه عنها وتسليمها لغيره، فأفلتت ذراعيها من حول عنقه ، محاولة منها للأبتعاد عنه ولكنه لم يبتعد ، كان غارق فى بحور عشقها حتى دفعته بحده عنها وخرجت من المسبح تعدل من ثيابها المشعثه أثر ذاك الألتحام الذى دام لدقائق بينهم ، خرجت مسرعة متجها إلى غرفتها بحنق وخذلان من جسدها الخائن الذى أنصاع له ،
بينما هو صدم من فعلتها تلك لقد دفعته عنها ، زفر محاولاً التهدئة من تلك النار المشتعله بداخله إثر ذاك التقارب منها ، يلعن ذاته لضعفه وأستسلامه ، ألم يكن ينوي الإبتعاد ، كيف أنصاع إلى قلبه بسهوله هكذا
ولكن فات الاون على الندم ، ليعرف الآن لما عنه قد ابتعدت اولا ، توجه إلى طرف المسبح وخرج مسرعاً جذب منشفته يجفف بها جسده وارتدى ثيابه مسرعا وذهب متوجه خلفها .
بينما هى ما أن دلفت غرفتها وأغلقت الباب ودلفت إلى الحمام لتغير ثيابها ، حتى دلف وأغلق الباب بحده ليبحث عنها فلا يجدها ، فيدرك كونها بالمرحاض فأقترب من بابه ودق عليه يأمرها بالخروج حالاً، فقامت بارتداء ثوب كانت أحضرته معها وخرجت ، فطالعها بوجه يقدح لهب بينما يقول::-
- إيه اللى حصل تحت دا يا حور .
لتطالعه هى بذات الغضب وتقول::-
- أنا اللى المفروض أسألك ، إيه اللى حصل تحت دا
وازاى سمحت لنفسك تقرب منى بالشكل دا! !!
- نعم !!! ... يعنى إيه ازاى أسمح لنفسى اقربلك ،
أنتى مراتى وأقرب منك ذى ما انا عايز ،
ومتأكد من أن ذاكرتك رجعت لك وعارفه كده كويس
- مش هنكر انها رجعت لى ، بس انى مراتك! !! ...
فدا من امتى وازاى! وأنا كنت خطيبة حازم من كم يوم بس
وأنت باباي وحددت ميعاد الخطوبة كمان .
ليدرك هو غضبها المحقه فيه، فهو داهمها بكل مشاعره دون أى توضيح لها
فيقترب منها أكثر ويقول ::-
- لا مراتى انا وحبيبتى انا وحوري أنا ، أنتى ملكى أنا وبس
فاهم أنك مجروحه منى ، بس صدقيني كان غصب عنى ، والله كنت بحميكى يا قلب بيجاد
خطوبتك لحازم كانت ستارة ، علشان عماد يفتكر أنى مش عارف انك مش بنتى وانى بتعذب بحياتك و بقربك
انا كنت بموت يا حور فى كل لحظه وانا مشتاق لك ، كنت بموت وانا بفكر أن ممكن قلبك يحن لغيري ويدق ليه ، لكن كنت براهن على قلبك وحبه ليا، إللى مش تعرفيه أن فى حد هنا في القصر بيراقبنا وبيوصل
كل أخبارنا لعماد، ولحد دلوقت أنا لسه معرفوش، كنت مخطط أنى مش اعترفلك ولا أقرب منك إلا ما أعرف هو مين وأقدر أوصل لعماد، لكن ضعفت وخسرت قدامك وقدام مشاعري وقلبي المجنون بيكي، سمحيني يا قلبى، وصدقى انى كنت بتعذب أكثر منك ، انا عمري ما اتخليت ولا هتخلى عنك وعن حبك
أنتى الهوى إللى بتنفسه يا حور ، انا من غيرك أموت. ...
بينما هى كان تستمع له بمشاعر متضاربة وقلب يدرك فيغفر لمحبوبه ، إلى أن نطق بكلمه الموت
فخفق قلبها بعنف وتألم فمدت كفها ووضعتها على فمه تمنعه من التحدث أكثر ، ليقبل كفها الملامس لشفتيها بحنان
لتبتسم له معلنه عن تفهمها وغفرانها له ، فأبعد كفها وقام بأغدق وجنتيها بقبل محمومه بالمشاعر
و الأمتنان ، حتى انهار امام طغيان مشاعره فبدى كالمغيب يرتشف من رحيقها ،
، ليبتعد مرغما ، يسند جبينه على جبينها يلتقط كل منهما أنفاسه، فيقول::-
- بعشقك يا حور
- وانا كمان بعشقك يا قلب حور وشيطانها الوسيم
لتراوده تلك الذكرى و ذاك المشهد لعماد الذي كان يؤرق قلبه وعقله بخوف
من أن يكون قد نفذ تهديده ونالها، لتظهر نظرة ألم على عينيه، إلتقطتها أعين محبوبته
فقالت:-أسأل،
فنظر لها متعجبا، فقالت ::-
- انا حورك واكتر وحده تفهمك ، إيه إللى وجعك فجأه وقلقك يا قلب حور .
ليتنهد هو ويتردد فى سؤالها ، فتشجعه هى مومئه له برأسها
فيقول بهمس مخنوق::-
- قربلك. .. عماد قربلك ... انا عارف انه كان غصب عنك .. وإنى مقدرتش احميكى .
لتنهيه عن الحديث بقبله صغيره على وجنته وتقول::-
- لو كان عملها كنت موت وقتها، انا ملكك انت وليك انت
ومستحيل أكون لغيرك ، حورك ذى ما هى، قدرت تحافظ على نفسها وعلى وعدها أنها ليك لوحدك .
ليشعر بالراحة وترتسم ابتسامة جذابة علي محياه تظهر نواجزه تزيد من جذبيته المهلكه للأنفاس
ويعبر عن سعادته بمعاودة الأرتشاف من رحيقها بقلبا تعصف به المشاعر ومن ثم يقطع ما يفعله ، ليطالع أمواج البحر بعينيها التى تزيد من آسره و عزيمته للألتحام بها ، ليرمقها بأبتسامه ساحره فعلت بقلبها العجب ،لتنهار أمامها كافة حصونها .
ليتركها ويتوجه ناحية الباب يغلقه بالمفتاح بينما يقول ::- محتاج اقولك كلام كتير أوى كنت مأجله ومش عايز حد يزعجنا ، ومن ثم يعود أليها ويعاود مواصلة ما كان يفعله من زلزلة لكيانها ،
ومن ثم ينحنى بجزعه ويحملها متجهاً بها إلى عالمه الخاص ، ليغرقها فى بحور عشقه وهو ما يزال يواصل ما يفعله من عبث بمشاعرها
وعزف على اوتار قلبها العاشق له ، فتدوى صوت دقاتهم وأنفاسهم المهدوره عالياً من فرط مشاعرهم
كانوا كالمغيبان تلك المشاعر هى من تتحكم بهم ليميل بها
وشفتيه تتجول بحريه على وجهها ، ليرتجف جسدها فيشعر بها
فييقول لها بنبرة خافته ::-
- خايفة !!؟؟
ليصدم تماما من ردت فعلها و جوابها ، فقد شعرت بقلقه فكالعاده أرادت أن تضيف المرح
فأبتسمت له و هي تقوم بمحاوطة عنقه
وتقربه منها و تسمح لشفتيها بملامسة طرف أذنيه وتقول ببحه ::-
- خايف انت !!؟؟
ومن ثم تبتعد ، لتتعلق عينها بعينه بأبتسامه على ثغرها ،
ليطالعها هو بأندهاش مما أستمع له
ليقول متعجباً::-
-- انا و خايف !!
تصدقى انا غلطان أنى بسألك، وبحاول أقدر أنك بنت ومكسوفه ومتوتره
لكن الظاهر أن الكسوف دا مش فى قاموسك ولا تعرفيه يا روحى .
لتقول له بمرح ومشاكسه إعتاد عليها ::- هو انا يعنى هتكسف من بابا بيجادو بردك
فيقول هو بتهكم ::- بابا بيجادو !! ..
بعد كل اللى حصل تحت ودلوقت وتقول بابا بيجادو
لتقول هي بينما تتصنع التفكير ::-
-هو إيه اللى حصل تحت ودلوقت انا مش فاكره حاجه خالص
ليبتسم هو عليها تلك المشاكسه الصغيره التي يعشقها حد الجنون ويقول ::-
-نسيتى! !! ...
يبقى لازم افكرك ،
وما أن أوشكت على الحديث حتى أسكتها هو عن الكلام بطريقته هو ، لكى يعلمها أبجديات عشقه لها
ليجتمع أخيراً الشيطان وحوره ويندمجا معا ، لتصبح حور الشيطان قولاً وفعلاً
وكان هذا ما ظنا أنه سوف يحدث لولا طرق باب غرفتها ، التى أعلن عن مجئ أحد غير مرغوب به حالياً
ولم يكن غير عاصى الذى أتى يتسلل إلى غرفة حور للحديث معها دون أن يراه أحد حينما سنحت له الفرصه ، فقد شعر بالقلق عليها بعد رؤية نظرة الألم بعينها ، فترك جوليا تجلس مع أكرم لتلهيه قليلاً، بينما كان يظن بيجاد بمكتبه ، ليطرق الباب عدة مرات ، قائلا::-
- حورى افتحى يا حورى قبل ما بيجاد يشوفنى
وبينما كان هما غارقون فى بحور عشقهم ، يعزف بيجاد على أوتار قلبها العاشق له ، يخبرها مع كل لمسه همسة عشق توحي بمدى جنونه بها، حتى استمع لتلك الطرقات فلم يبالى بها ، بينما هى تحاول أن تبعده وتخبره ،فينهيها عن الحديث قائلاً ::-
- شش أحنا مش هنا ، شوية واللى بيخبط يفهم دا ويمشي
إلا أن أستمع لحديث عاصى وهو ينعتها حوري ، فجن جنونه ، فمن هو ليدعها حوري ، هى حوره وحده هو ، انتفض مبتعدا ، ينظر لها شزرا، ويقول::-
- إيه اللى جابه دا هنا ، وازاى يتجرأ يخبط على أوضتك أصلا وكمان بيقولك يا حوري، قومى أفتحى له الباب يا حور ، لما نشوف عاوز إيه وخايف اشوفه ليه .
بينما هى ما أن أوشكت على الحديث والتبرير له ، حتى اسكتها بنظره من عينيه توحي بأنه لا يقبل النقاش الآن ، فنهضت وأستقامت من على الفراش و حاولت هندمت ثيابها واتجهت لباب الغرفة تقوم بفتحه بقلق ، بينما هو اختبئ خلفه، ليستمع إلى حديثه وما أن فتحت حور الباب، حتى دلف واقترب منها يقرص وجنتيها بينما يقول ::-
وحشتيني يا حوري المجنونة ، يا روح وقلب عاصى .
ويميل يقبل وجنتيها تحت صدمتها ومحاولتها لتحذيره بالنظرات دون أن ينتبه لها،
ليتفاجئ بالباب يغلق والوحش الثائر ينقض عليه بلكمات متعدده، ولكن تلك المرة لم يصمت عاصى
فحاول المدافعه عن ذاته، حتى أنه لكمه هو الآخر محاولاً حثه على الإستماع لحديثه ولكنه لم يعطيهم أدنى فرصه ، فقد كان ينهال بالضرب عليه وكان عاصى يدافع عن ذاته و يبادله هو الآخر ، حتى صرخت حور به أنه يتوقف عن ضربه ولكنه لم يستمع حتى قالت::- سيبه يا بيجاد ، أرجوك ، عاصى بيبقا بابا
