اخر الروايات

رواية جبران العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال



جبران العشق
الفصل السادس عشر
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤
منذ ساعة تقريبا وهي تجلس علي مقعد صغير أمام غرفة العناية المركزة التي تمكث بها والدتها تنظر للزجاج الفاصل بينها وبين والدتها الأطباء منعوا الزيارة تماما حزينة لأنها ليست حزينة بالقدر الكافي عليها ربما لأنها لم تعتاد علي وجودها في حياتها ابتسمت يآسة توجه انظارها لجبران الجالس جوارها يستند برأسه إلي الحائط يعلو جزعه سترة من القطن الأسود دون أكمام كانت أسفل قميصه التي ترتديه الآن ربما علاقتها بجبران باتت أكثر قوة بعلاقتها بوالدتها يكفي أن جبران تفهم حادثتها ولم ينتقص منها ولو للحظة اجفلت حين فتح جبران عينيه يوجه إليها نظرة دافئة رسم ابتسامة صغيرة متعبة علي ثغره يميل بجسده للأمام قليلا يحادثهغ مترفقا :
- تعالي نروح يا وتر قعدتنا هنا مالهاش لازمة وبعدين شايفة مناظرنا عاملة ازاي ، دا احنا ولا المقفوشين في شقة مفروشة ناقص بس الملاية اللي بتيجي في الأفلام كلها دي

ضحكت حزينة تومأ له بالإيجاب تحتاج لذلك تحتاج للراحة لأن تغلق عقلها وكأن شيئا لم يحدث حتي لا تُجن قامت من مكانها متوجهه إلي غرفة والدتها وقفت عند حاجز الزجاج تنظر لوالدتها ادمعت عينيها تهمس لها حزينة :
- هجيلك تاني يا ماما

عادت إليه ليبتسم أمسك بكف يدها التفت ليغادر ليجد سفيان يقف أمامه ينظر له مستنكرا ما يحدث توجه بعينيه إلي ابنته ابتسم يسألها متعجبا :
- ماشية رايحة فين يا وتر ، دا أنا كلمت الخدم في الفيلا الجديدة وهيجيبولك هدوم مع السواق دلوقتي بدل القرف اللي أنتِ لابساه دا
،ايه القميص دا يا وتر مش من مقامك يا حبيبتي
نظر جبران له مستهجنا ليلوي جانب فمه بابتسامة ساخرة متهكمة لف ذراعه حول كتفي وتر يقربها منه وجه عينيه لسفيان كاد أن يقول شيئا حين بادرت وتر توجه حديثها لوالدها :
- بابا أرجوك أنا حقيقي تعبانة جداا دلوقتي أنا هروح مع جبران ونبقي نشوف هنعمل ايه بعد كدة عن إذنك

ابتسم جبران متشفيا يوجه لحماه العزيز ابتسامة انتصار شامتة تحرك بصحبة وتر للخارج لتعصف عيني سفيان غضبا يغمغم في نفسه ساخرا :
- شبل صغير بيلعب فرحان بنفسه أنا هوريك لعب الذئاب يا جبران

أمام المشفي اوقف جبران سيارة أجرة تعجب السائق من منظرهم ظل طوال الطريق يرميهم بنظرات استنكار متعجبة الي أن وصلوا إلي الحارة اعطي جبران للسائق نقوده خرج من السيارة يمسك بيدها يخرجها اطلت علي الحي من جديد لتري حسن ورجال جبران ورجال الحي يتحركون هنا وهناك يحاولون اصلاح ما اتلفت الرصاصات الغاشمة من خسائر لا ذنب لهم فيها ... اقترب حسن منهم ما أن رآهم يوجه حديثه لجبران :
- الرجالة شغالين من ساعة ما البوليس مشي وبنرمم كل حاجة طمني أخبار الست فتحية ايه

شدد جبران ذراعه الأيسر حول كتف وتر رفع يمناه يربت علي كتف حسن السليم يغمغم مرهقا :
- بإذن الله هتبقي كويسة ، معلش يا حسن هتعبك خلي بالك من الدنيا هريح ساعتين عشان رجليا مش شيلاني وهنزل استلم مكانك

اوما حسن له بابتسامة بسيطة ليتحرك جبران بصحبة وتر إلي عمارتهم السكينة عينيها تتحرك هنا وهناك تنظر للرجال وهم يعملون يتناغم مبهر حقا ... صعدت مع جبران إلي أعلي متعبة مستنزفة القوي لم تنتهي الليلة كما توقعت تماما ما أن فتح جبران باب المنزل هرعت سريعا إلي غرفتهم ارتمت علي الفراش تلتف حول جسدها تعانق نفسها بذراعيها تنتفض لم تعد تستطيع الصمود أكثر دخل جبران خلفها القي مفتاحه علي الطاولة الصغيرة جوار الفراش ارتمي جوارها علي الفراش منهك خائر القوي ابتسم ساخرا كم هو محظوظ حين ظن أنه اخيرا سيصل لزوجته الحسناء وجد نفسه يمسك ببندقية يحاول أن ينجو بحياتهم جميعا ... التفت لها ليقترب أكثر احاط جسدها بذراعيه يضم ظهرها لصدره وهي لم تقاوم بل بالعكس قبضت علي أحد ذراعيه تتنفس بعنف تحاول الا تبكي تحاول منع عقلها من الانفجار باكيا بعد ما حدث وفعلت بل فعل هو حين همس لها مترفقا :
- نامي يا وتر ، نامي وما تخافيش من اي حاجة أنا جنبك مش هسيبك
لم تكن تحتاج سوي تلك الكلمات لتسلم مقاليد الخوف والقلق والحيرة والانهاك وتغمض عينيها وتغط في النوم ، رفع يده يمسح علي خصلات شعرها بخفة يبتسم في سخرية وتر تحرك جزء هناك صغير يختفي دتخل جدران قلبه خزيا جزء قد اقسم الا يظهر للنور من جديد وتلك العابثة نبشت لتخرجه غامت حدقتيه حزنا وضع كف يده علي ظهرها أي ألم بشع قد شعرت بسببه هو المخطئ ويقسم أن يجد الجاني ليذقيه عذاب ما فعل !!
____________________
يركض كالريح يسابق الطير إلي غرفتها فتح بابها بعنف يبحث عنها بعينيه متلهفا ليراها هناك جوار الشرفة تنظر للخارج تبتسم كطفلة صغيرة رأت الحياة توا سحرته طلته للحظات قبل أن ينتفض سريعا أحضر حقيبة ثيايها يجمع المبعثر منها فوق بعضه البعض تعجبت رسل مما يفعل اقتربت منه تسأله مدهوشة :
- في اي يا بيجاد ، ايه اللي حصل
ركض الي دولاب ثيابها يحضر لها أحد فستانيها دفعه إليها يغمغم سريعا :
- في ثواني تغيري لازم نمشي من هنا عرفوا مكانا
لم تفهم شئ ولكن الوضع يبدو خطير اندفعت إلي المرحاض تبدل ثيابها ما أن خرجت لم يعطها فرصة للرد امسك برسع يدها يجرها خلفه سريعا يقبض علي الحقيبة بيده الأخري توسعت عينيه فزعا حين رأي من بعيد عدة رجال ضخام الجثة في ملابسهم السوداء يبحثون بين الممرات من الجيد انهم لم يروه جذب يد رسل إلي أقرب غرفة مغلقة أسند جسدها للحائط يضع يده علي فمها يهمس لها بصوت خفيض للغاية:
- هششش ما تطلعيش صوت
اومأة بالإيجاب تضاربت دقات قلبها هلعا قبل فترة قليلة جداا فقط كانت علي وشك أن تطير فرحا لأنها تري من جديد والآن ماذا تختبئ داخل غرفة منطفات قديمة مليئة بالغبار وخيوط العنكبوت المتشابكة وبيجاد يقف أمامه معها ولكن عينيه تختلس النظرات لما يحدث خارجا عينيه ليست هنا زفرت أنفاسها حانقة ليشعر هو بالهواء الساخن يضرب كف يده نظر لها قلقا يهمس بصوت خفيض للغاية :
- أنتِ كويسة
اومأت له بالإيجاب محرجة ابتعد عنها قليلا ليخرج مسدسه من غمده تأكد من أن الطلقات به كاملة تحرك للخارج التفتت لها يهمس قلقا :
- اوعي تتحركِ من هنا عشان خاطري يا رُسل

اومأت له بالإيجاب خائفة عليه ومنه لا تريده أن يقتل من جديد التفت ليغادر ليشعر بها تقبض علي كفه سريعا التفت لها لتهمس له تترجاه :
- عشان خاطري أنا ما تقتلش حد كفاية اللي عملته زمان

ابتسم لها مطمئنا تحرك للخارج بخفة يطل برأسه ليلمح الرجال أصحاب الملابس السوداء يتجهون للخارج رحلوا من الجيد أنهم فعلوا عاد لها بعد لحظات توجه إليها كوب وجهها بين كفيه تنهد يهمس بارتياح :
- مشيوا يلا احنا كمان لازم نتحرك بسرعة

أمسك بكف يدها يتحرك بها سريعا إلي المرآب حيث ترك سيارته هناك يتحرك بسرعة بالكاد تجاريه تختلس النظرات للأشياء حولها ها هي تري ولكن لا وقت لتري اي شئ ما أن دخل بها إلي المرآب اقتربا من السيارة ليسمعا صوت يصرخ من خلفهم :
- اهم هناك أهم
التفتت بيجاد خلفه في لحظة وقبل أن يخرج الحارس سلاحه كان يستل مسدسه من غمده ولم يتردد كفه الذي طُبع علي الرصاص أن يطلق علي ذراعي الحارس اليمني واليسري صرخت رُسل مذعورة فتح بيجاد لها الباب يدفعها للداخل سريعا يلقي عليها الحقيبة ليدخل جوارها في لحظة كان يدير محرك السيارة ينطلق بها مسرعا وخلفه الحراس يحاولون اللحاق بهم بسيارتهم ابتسم بيجاد في خبث ينظر لهم من خلال مرآة السيارة الأمامية في لحظة جنونية متهورة التف بسيارته ليصبح وجها لوجه للسيارة القادمة نحوهم رفع جسده لاعلي ساعده علي ذلك سقف السيارة المتحرك ليطلق رصاصتين اصابتا عجلات السيارة الأمامية ضحك ساخرا قبل أن يعود لمقعد السائق يلتف بالسيارة يكمل طريقه مسرعا يبتسم في ثقة كان قد نسي تلك اللذة التي تضرب خلاياه حين تصيب رصاصته الهدف التفت يسألها :
- إيه رأيك فيا

هنا تحدثت كانت صامتة منذ البداية تنظر لما يفعل مذعورة عينيها تملئها دموع الخوف والكره والألم التفتت له برأسها تهمس كارهة :
- أنت مجرم ما تفرقش عنهم حاجة

غضب كثيرا هو حتي لم يقتلهم هم من كانوا سيقتلونهم لو تركهم هكذا أوقف السيارة بعنف علي أحد جوانب الطريق امسك ذراعيه يصيح محتدا :
- أنا مش مجرم أنا كنت بدافع عنك وعن نفسي ، بطلي المثالية اللي أنتِ فيها دي الدنيا اللي أنتِ عايشة فيها مش وردي يا رُسل ، ومع ذلك أنا ما رضتش اقتلهم عشان خاطرك ، لو كنت سيبتهم كانوا خلصوا علينا افهمي دا .. وبعدين بطلي عياط العياط غلط عليكي اصلا

ظلت تنظر له بأعين دامعة تملئها الدموع ليتنهد يآسا جذبها إليها يلصقها في صدره يطوقها بذراعيه يهمس لها مترفقا :
- أنا مش مجرم يا رُسل أنا والله كنت خايف عليكي مش خايف علي نفسي

اومأت بالإيجاب داخل صدره ليبتسم يتنهد بارتياح وقبل أن يأتي بهمسة أخري سمع دقات خفيفة علي الزجاج فتحه ليجد أحدهم يقف أمامه يبتسم ابتسامة وااسعة كبيرة يغمغم ساخرا :
- مساء الخير اعذروني لو قاطعت المشهد الرومانسي دا !!
__________________
في سيارته السوداء العالية يجلس علي الأريكة الخلفية يضطجع بظهره إلي ظهر الاريكة حدقتيه تغيم بعاصفة سوداء غاضبة تتوعد للجميع جبران وفتحية ووتر سيأخذها رغما عن الكل ابنته لن تبتعد عنه ، بإمكانه قتل فتحية في اي لحظة الآن حتي مع وجود حراسة الشرطة أمام غرفتها ولكنه سيبقي إلي حياتها مؤقتا فقط حتي تعود ابنته لأحضانه ... تحركت السيارة يقودها السائق بسرعة كبيرة إلي منزل مجدي صديقه ورفيق الكفاح في التجارة السوداء ... وقفت السيارة في حديقة منزله لينزل سفيان منها توجه للداخل فتحت له الخادمة الباب دخل ليجد شيرين أمامه مسطحة علي أريكة كبيرة تمسك زجاجة نبيذ يرتص حولها ما يزيد عن عشر زجاجات فارغة تنهد ساخرا علي حالها في حين ابتسمت هي بغنج تحركت بخطي متعثرة تتعثر في خطواتها إلي أن وصلت إليه استندت بكفيها إلي صدره ابتسمت تغمغم بخمول ثمل :
- سفيان الدالي عندنا يا مرحبا ، وحشتني يا سيفو .. شيري ما وحشتكش

رفع يده السليمة يبعد يديها عنه عاد خطوتين للخلف يغمغم بجفاء :
- مدام شيرين ما ينفعش اللي يتعمليه دا ، مجدي موجود

صدحت ضحكة عالية من بين شفتي شيرين اقتربت أكثر تطوق عنقه بذراعيها ابتسمت في غنج تغمزه بطرف عينيها تهمس له متدللة :
- ما تخافيش يا سيفو مجدي وطارق مش هنا

نظر لها بحذر شيرين المجنونة ربما تحاول الإيقاع به أخرج هاتفه من جيب سرواله يطلب رقم مجدي لحظات وسمعه يجيب :
- أهلا يا سفيان ، ها عملت ايه مع اللي اسمه جبران دا

قص عليه سفيان سريعا ما حدث لينهي كلامه متمتا بثقة :
- أنا هخليه يقول حقي برقبتي وهيطلقها غصب عنه ، أنت فين دلوقتي

- أنا في الشركة قدامي ساعة بالظبط خلاص بقفل ورق آخر صفقة يعني ساعتين بالكتير وهروح ، أنت فين

- عندك في البيت
غمغم بها سفيان دون تردد ينظر لشيرين التي تتمايل امامه بغنج يشعل حواسه ... جف لعابه ينظر لها كمفترس وجد غزالة برية تتغنج أمامه اجفل علي جملة مجدي :
- طب اطلع أوضتك او استناني في المكتب وسيبك من المجنونة شيرين أنا مش هتأخر وهجيب طارق معايا هسلمهولك تعمل فيه ما بدالك

واغلق معه الخط لترتسم ابتسامة خبيثة علي شفتي سفيان تحرك إليها وعينيه السافرة تسبر اغوارها امسك بكفها يجذبها معه لأعلي إلي غرفة مجدي تحديدا علي فراش صديقه المقرب كان زوجة صديقه تستلقي علي صدره بعد أن جمعتهم نيران المتعة المحرمة مدت شيرين يدها تتلمس الشاش الموضوع حول جرح سفيان تغمغم بنعومة :
- تعرف أنا بحبك قد ايه

ضحك سفيان ساخرا يقرب سيجارته السميكة من فمه يمتص أنفاسها بعنف نفسها في فراغ الغرفة انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة :
- ايوة ايوة بتحبيني أنا ومجدي وسراج وسبعة آخرون
اعتدلت جالسة ترفع الغطاء تداري بها عُريها المقزز مما فعلت اخذت السيجارة من يده تسلب أنفاسها بعنف يديها ترتجف متوترة قبل أن تلقيها أرضا نظرت لسفيان ادمعت عينيها تصيح بقهر :
- أنا ما حبتش في حياتي غير سراج حبيته أوي كان نفسي ابقي مراته لكن مجدي الشيطان فرق بينا واتجوزني غصب عني وأنا أصغر منه ب20 سنة جابني خدامة بالغصب اربي عياله وليد ورسل حتي طارق كلهم مش ولادي ... شخص بشع مريض .. ايوة خنته مع سراج وحملت وكان نفسي اشيل ابني منه ولو لدقيقة واحدة بس هو قتله وقتل سراج وحرق قلبي بدل المرة ميت مرة ... أنا بكرهه هو وولاده كلهم ونفسي أخلص منهم بأي شكل

اعتدل هو الآخر جالسا مد يده يربت علي كتفها يدافع عن صديق السوء :
- شيرين مجدي ما حبش في حياته غيرك كان نفسه بس انه يحس أنك ممكن تحبيه في يوم لكن أنتي بخيانتك ليه فطرتي قلبه

تعالت ضحكات شيرين الساخرة انظروا من يتحدث عن الخيانة ، سفيان صاحب الأخلاق الحميدة الذي يخون صديقه الآن التفتت له تغمغم ساخرة :
- ضحكتني يا سيفو بيبي أنت علي سرير صاحبك بتخونه مع مراته ...

احتدت عيني سفيان ينظر لها غاضبا تلك الحية صاحبة اللسان السليط ارتدي ثيابه ينظر لها باشمئزاز يغمغم متقززا :
- كانت نذوة ، أنتي اللي جريتي رجلي ... أنا ماشي ولما مجدي يجي هبقي اجيله

طفقها من اعلي لأسفل بنظرات اشمئزاز قبل ان يتركها ويرحل لتضحك رغما عنها ظلت تضحك كثيرا نظرت لصورة مجدي التي تقابل فراشهم قتمت حدقتيها تغمغم :
- سراج راجع وهيدفعكوا كلكوا التمن أصبر يا مجدي أنت وسفيان !!
________________
في غرفة مظلمة ربما هي غرفة قبو يدخل إليها الضوء خلسة من بعض الشقوق تقف في منتصف الغرفة ذراعيها تعلو لأعلي مقيدة بسلاسل من حديد مثبتة في السقف جسدها بالكامل تملئه الكدمات وصفعات السوط ودماء تنزف من جروحها جسدها يحتضر ووجهها كما هو سليم فقط يتألم يصرخ من الألم ولكن لا خدش واحد فيه منذ ساعات وهي علي ذلك الحال حتي فقدت شعورها بذراعيها من الأساس سمعت صوت الباب يُفتح ودخل هو ينظر لها بحالتها تلك جذب مقعد يجلس فوقه يبتسم متلذذا كمريض نفسي هرب توا وضع ساقا فوق أخري يوجه حديثها إليها :
- هل روزا الجميلة تعلمت الدرس

اخفضت رأسها تحرص علي عدم النظر لعينيه بالكاد خرج صوتها مبحوح تهمس بخنوع :
- نعم سيدي ، روزا الجميلة خادمتك لن تُخطي من جديد

ابتسم في سخرية امسك بجهاز تحكم صغير ضغطة واحدة وانفتحت السلاسل لتسقط علي الأرض بعنف تكورت حول نفسها للحظات ترغب في البكاء لم تبكِ يوما وكم أرادت ذلك منذ أن كانت طفلة وقعت في يد مجنون انتفضت تجر جسدها جرا حين سمعته يأمرها بأن تقترب منه جرت نفسها تجلس علي ركبيتها أمامها تخفض رأسها لأسفل ظل ينظر لها مستمتعا بما يراه .. مال بجزعه إليها يمسك بذراعيها بلطف شديد جذبها تجلس جواره مد يده اليمني لها بكوب ماء شربته بأصابع ترتجف ..اخذه منها يلقيه بعيدا ليتهشم بعنف مد يده لها يجذبها داخل أحضانه يمسح علي رأسها بيمناه يغمغم في رفق !! :
- روزا الجميلة تعرف أن سيدها يفعل ذلك حتي تتعلم إلا تُخطئ ، روزا لا يجب أن تُخطئ تذكرين

صرخ قلبها وجسدها وروحها تتعذب من الألم منذ سنوات توقفت عن عدها وهي زُرعت رغما عنها في ألم ذلك المجنون لا مفر لها منه لا منقذ فتحت عينيها في الدنيا لتجد نفسها في كنف مجنون مريض نفسي ما عاشته في طفولتها لا وصف لها سوي العذاب هو من شكل شخصية الشيطانة روزا الجميلة هو من صنعها اجفلت مرتعدة علي صوته الخبيث :
- هل يحتاج الأمر كل ذلك التفكير روزا ؟!

ارتعدت فرائصها تغمغم سريعا دون تردد :
- بالطبع سيدي أنت دائما محق أنا المخطئة

توسعت ابتسامته النرجسية المريضة يبعدها عن أحضانه يمسك طرف ذقنها برقة بين اصبعيه ينظر لعينيها يري دموعها ليبتسم ساخرا يتهكم منها :
- بربك روزا تلقيتي مني أسوء من هذا ولم أرِ دموع عينيكِ يوما ، روزا الجميلة لا تبكِ أنسيتي
اومأت له سريعا ليمسح علي خديها برفق قبل وجنتها بخفة تنهد بعمق يردف :
- بسبب ما فعلتي لن يعد صاحب الظل يثق فيكِ علينا التحرك أسرع انظرِ لصورة هذا الرجل
اخرج من جيبه صورة لرجل ما لا تنكر الرجل يبدو شرقيا وسيما ابتسامته بها قدر مخيف من الثقة نظرت للمايسترو من جديد حين ابتسم يكمل :
- جبران السواح ، تاجر مخدرات لازال يعتبر تلميذا في السوق السوداء ... سفيان يسعي جاهدا لقتله لسبب شخصي تافه ... أما أنا فارغب في أن اجعله صاحب الظل الجديد هو وصديقه بدلا من مجدي وسفيان لذا يا قلب المايسترو عليكِ مهمة سهلة جدا ... سأرسل روزتي الجميلة إلي حيث يسكن جبران لن يقاوم سحرها كثيرا ستسخدم سحرها ليسقط رهينة إشارة يدها كما كان صاحب الظل لسنوات ، نحن من نحرك خيوطه .. لعبتي الجديدة بعد أن اقتل الجميع

ابتسمت هي الأخري ابتسامة مريضة متلذذة تومأ له بالإيجاب تغمغم دون تردد :
- بالطبع سيدي المايسترو من دواعي سروري أن اقيد دمية جديدة في شباك خيوطك

ضحك سراج عاليا يهمهم راضيا الشيطانة الصغيرة كم يحبها لأي درجة احسن تربيتها كوب وجهها بين كفيها يغمغم بابتسامة واسعة :
- علي روزا الجميلة أن تستعد لشخصيتها الجديدة ، لا مجال للخطأ روزا سأدعك تستمعين هناك والاعب أنا الحمقي هنا
____________
استيقظ بعد سويعات قليلة لا يعرف لما ولكن عقله يرفض النوم رغم أن جسده يكاد يختصر من الإرهاق فتح عينيه يتنهد مرهقا نظر لها وهي تنام قسمات وجهها منقبضة هل تري كابوسا مد يده يمسح علي رأسها بحنو مرة بعد أخري سمعها تهمهم وهي نائمة تبدو خائفة وهي تصيح بحرقة اثناء نومها :
- حد يلحقني ... الحقووووني ... يا بابا الحقنيييي
وبدأت تصرخ لينتفض مفزوعا هل تري الحادثة بذلك الشكل المتكرر دائما أم فقط وقع ما حدث أثر عليها نفسيا ... مد يدها يحركها بخفة يصيح باسمها :
- وتر ، وتر اصحي يا وتر ... وتر

فتحت عينيها فجاءة تصرخ مذعورة تتنفس بعنف انتصفت جالسة تتنفس بعنف وضعت يدها علي صدرها تشعر بنبضها سينفجر نظرت لجبران تغمغم بارتياح :
- كان كابوس بشع أوي يا جبران ، تخيل أنا حلمت أن ماما اتضربت بالنار هي وبابا اصل هو رجع من السفر وجالنا هنا بجد كان كابوس بشع أنا شكلي نمت وأنا مسنتياك

نظر لها متفاجئا لا يعرف كيف يخبرها أن ما تخبره به الآن ليس كابوسا بل هو واقع عاشته وفقط تمني عقلها أن يصبح من مخض الخيال ... كاد أن يقول شيئا حين ابتسمت تهمس برقة خجولة :
- عارف حلمت بردوا اني كنت هقع وأنت مسكتني وكنت حاضني علي فكرة أنت وقح حتي في الاحلام

- ما كنش حلم يا وتر ... نطقها داخل نفسه ولم يجرؤ لسانه علي النطق بها مغفل أنه نزع قميصه عنها بعد أن نامت لتبقي بثياب المنزل وارتدي هو سترة منزلية علي جسده اجفل حين بسطت كفها علي وجنته تبتسم له تهمس تشكره :
- شكرا يا جبران أنك فضلت جنبي وما سبتنيش حتي بعد اللي عرفته عني

ما بها وتر هل فقدت الذاكرة فجاءة ولما يشعر هو بالتوتر من حالها خوفا عليها أن يكون أصابها صدمة أثرت عليها .. نظر ناحيتها مرتبكا كاد أن يقول شيئا حين انفجرت في البكاء ارتمت بين ذراعيه تشهق في البكاء بعنف :
- كان حلم يا جبران صح ... كل اللي حصل دا كان حلم .. صح قولي صح

شهقت واختنقت أنفاسها من البكاء وهو لا يجد ما قوله فقط يحاول مواستها ما بك يا جبران منذ متي ولسانك يعجز عن التعبير لذلك الحد اخيرا خبي صوت بكائها تنهد بعمق يظنها نامت حين رفعت رأسها عن صدره تبتسم وكأن ألم العالم أجمع تجسد فوق ابتسامتها لتسأله بقهر :
- هي ليه الدنيا بتكرهني يا جبران ، أنا ما عملتش حاجة وحشة في حد خالص

اعتدلت في جلستها جسدها يرتجف بشكل مخيف هل ستصاب بنوبة صرع بذلك الاهتزاز ابتعدت عن الفراش تتحرك في الغرفة ذهابا وإيابا تقضم اظافر يديها وقفت فجاءة تنظر له عينيها تصرخ الما ابتسمت تضحك ساخرة تحادثه :
- عد معايا، من وأنا صغيرة ما اعرفش مين ماما كان كل البنات بيتعايرني من وأنا طفلة أن ماما سابتني وهربت ، كانوا بيبعدوا عني
ويخلوا كل اصحابنا يبعدوا عني ... الكل كان بيبصلي باحتقار ... عارف وأنا في ثانوي جه ولد يقولي أنه معجب بيا بس قالوله أن ماما خانت بابا وهربت عارف عمل ايه بصلي بقرف وقالي أنا مستحيل ارتبط بواحدة مامتها خاينة هي اكيد خاينة زينها

انهمرت دموعها بعنف تشهق بقوة تكمل بقهر:
- اتعودت اكون لوحدي ولقيت نفسي في كتب علم النفس لازم ابقي دكتورة علم نفس تسمع الناس عشان أنا عمري ما لقيت حد يسمعني ... لأول مرة احس بوجودي احس بسعادة في حاجة بعملها بعدها ، اغتصبني وعذبني يا جبران ... مهما قولتلك أنا اتعذبت قد ايه مش هتحس بربع عذابي ... أنا دخلت مستشفي شهور اتعالج من الإكتئاب ... رغم كل دا قومت من تاني ... قومت بشخصية جديدة شخصية مغرورة بتعامل الكل باحتقار عشان يحترموها

وشهقت تلتقط أنفاسها خارت قواها بعنف لتسقط علي ركبتيها أرضا :
- شخصية بكرهها بس الكل بيحترمها أنا كنت بعامل الكل علي أنه خدامين عندي ، لما جيتت هنا لقيت نفسي بتعامل بطبيعيتي دي أنا ومش أنا ... أنا تعبت يا جبران هي ليه الدنيا بتكرهني أوي كدة

توجه اليها سريعا نزل علي ركبيته امامها أمسك ذراعيها بين كفيه نظر لعينيها يغمغم في حزم :
- أنتِ أقوي بنت في الدنيا ، عاملة زي النجمة بتضوي عتمة الليل ... الدنيا ما بتكرهكيش يا وتر ... مامتك هتبقي كويسة أنا واثق من دا ، وأنتي لو عايزة ترجعي لحياتك اللي فاتت أنا عمري ما هغصبك تفضلي علي ذمتي غصب عنك أنتي غالية عندي يا وتر ... غالية أوي .. بكفر عن ذنبي في حقك ... أنا السبب في اللي أنتي فيه دا ... أنا آسف يا وتر

لم تفهم ما يقصد وظنته فقط يواسيها ابتسمت حزينة ارتمت بين احضانه تشدد علي عناقه ليمسح علي ظهرها بخفة تجمدت يديه حين سمعها تهمس يآسة :
- أنا عايزة ابقي مراتك يا جبران عايزة اعيش علي طبيعتي ... عايزة احس إني أنا بتاعت زمان ... عايزة اخلف منك ... أنا عايزة ابقي مراتك يا جبران

نطقتها وهي تبتعد تنظر لعينيه مباشرة ليفهم ما تعني وفسره بأن حالتها النفسية السيئة هي السبب وفي الأغلب ستندم بشدة بعد ذلك ابتسم يغمغم بهدوء :
-ما أنتِ مراتي يا وتر ومش هسيبك أبدا

تجمدت الابتسامة فوق شفتيها انطفئت عينيها ألما زفرة أنفاسها بحرقة تهمس بجملة واحدة :
- عشان أنا مشوهة مش كدة ، أنا آسفة

حمقاء تفسر الوضع كما تريد هي تحركت من أمامه لتغادر لتشهق بعنف حين طارت في الهواء قليلا واستقرت بين ذراعيه نظرت له مدهوشة لتري ابتسامته الخبيثة :
- أنا اللي غلطان يا بنت الذوات اني قولت اقلد العيال بتوع المسلسلات واراعي حالتك النفسية ... دا أنتي حرم المعلم جبران السواح مش عيل من العيال السيكي ميكي

ودارت الدوامة ما بين الخوف والارتباك ومشاعر كرفرفة اجنحة النسور تضرب الجميع وكلمات غزل تُعزف تلطخ ثوب العذراء الأبيض بالدماء حين حاولت شهرزاد الحديث بعد صمت طويل سكتت مصدومة هي الأخري حالتها لا تقل دهشة عن حالة وتر وجبران ينظر لها دون كلام كيف تكون اُغتصبت وهي عذراء !!
نظر لها يغمغم مدهوشا :
- أنتِ عذراء يا وتر !
________________

جبران العشق
الفصل السادس عشر
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
عذراء !!
لم تُغتصب ولكن كيف ما قاله الطبيب التقرير الفحص ثورة غضب والدها العارمة كاد أن يحرق المستشفي بمن فيها ... تقف في المرحاض منذ أكثر من نص ساعة عينيها متسعة في ذهول عاجزة حتي عن الإحساس ، الحركة سقطت أرضا علي أرض المرحاض الباردة تضم ركبتيها لصدرها تتذكر ما حدث لها وكأنه يحدث الآن أمام عينيها
Flash back
سعيدة تبتسم في حماس بعد أشهر من التدريب أخيرا ستقابل أول حالة بمفردها ستمارس مهنتها التي لم تحصل علي شهادتها بعد ولكنه يُعد تدريبا جريئا قليلا خطت لداخل المصحة النفسية التي يمتلكها أحد أصدقاء والدها المقربين ذلك الرجل تراه كثيرا عندهم ربما تتذكر أن اسمه ( مجدي ! ) ما أن دخلت توجهت إلي مكتب المدير مباشرة الذي استقبلها بحفاوة يرحب بها :
- اهلا اهلا وتر هانم شرفتي ، مجدي باشا كلمني وفهمني كل حاجة ... اتفضلي معايا

منعت نفسها من أن تصرخ من شدة سعادتها ، سعادة لم تكن تعرف أنها ستكون قصيرة اصطحبها المدير إلي غرفة أخري فتح بابها يتقدمها إلي الداخل لحقت به لتجد غرفة مكتب انيقة بشكل مبهر علي الرغم من أنها تعش حياة الترف ولكن الغرفة ادهشت طبيبة صغيرة تتطلع للمزيد خاصة حين رأت لوح من الخشب حُفر عليه اسمها علي سطح المكتب توسعت عينيها اندهاشا تنظر للطبيب ليبادر هو مبتسما :
- دا مكتبك مجدي باشا أمر أن يبقي ليكِ مكتب خاص للتدريب مجرد ما تخلصي دراستك مكانك محفوظ هنا عندنا

شدت علي قبضتها حتي لا تندفع تعانقه ما يحدث الآن هو الحلم الجميل الذي تمنته كل يوم وتحقق أخيرا القت نظرة شاملة علي المكان عادت بعينيها إلي المدير حين أردف يقول مبتسما :
- اتعرفي علي مكتبك علي ما ابلغ التمريض يجيبولك الحالة

شقت ابتسامة واسعة شفتيها تومأ له بالإيجاب خرج مدير المستشفي من الغرفة يغلق الباب خلفه لتصرخ سعيدة تلتف حول نفسها تكاد تطير فرحا اقتربت من مكتبها تتلمسه بأصابعها
ترسمها بخطوط أحلامها الوردية الكثير من النجاح توجهت الي مقعدها جلست هناك اضطجعت إلي ظهر المقعد الوثير تحادث نفسها :
- أول خطوة في الطريق يا وتر ، بكرة هتبقي من أشهر الدكاترة النفسيين ... كل دا بيجيبوا المريض يلا بقي

لم تكد تنهي جملتها حتي سمعت صوت دقات علي باب غرفتها لم تسمح حتي للطارق بالدخول ، دخل دون إذن لتجد المدير بنفسه وجواره يقف رجل طويل القامة عريض الجسد يعلو وجهه ابتسامة غير مريحة بالمرة ذلك هو المريض الذي قرأت الملف الخاص به ماذا كان اسمه نعم آدم مصاب بانفصام في الشخصية بسبب صدمة نفسية شديدة تعرض لها آدم شخص هادئ منطوي قليل الكلام ولكن تلك الإبتسامة التي تعلو ثغره تقول الكثير دخل المدير يجذب آدم معه أوقفه جواره وضع يده علي كتفه يوجه حديثه لوتر :
- دا آدم يا دكتورة وتر الحالة بتاعتك اعتقد انتي قريتي ملف الحالة بتاعه قبل كدة

اومأت بالإيجاب سريعا ليعاود المدير كلامه :
- تحبي أفضل موجود في الجلسة بما أنها اول جلسة ليكِ

كم أرادت أن توافق علي عرضه ولكنها لم ترده أن يأخذ فكرة أنها خائفة وأن أنها لن تستطيع التعامل مع الحالة بمفردها لذلك حركت رأسها بالنفي تغمغم مبتسمة :
- لاء اتفضل حضرتك أنا هتعامل من هنا

ابتسم له ابتسامته كان بها شئ من السخرية ممتزج بالشفقة خرج من الغرفة يجذب الباب خلفه تحركت هي في تلك اللحظة من خلف مكتبها تبتسم في هدوء خاضت الكثير من التجارب صحيح أنها التجربة الأولي بمفردها ولكنها لن تفشل ... اقتربت منه تمد يدها لتصافحه تبتسم في خفة :
- آدم مش كدة أنا وتر
نظر لكفها الممدود يرفع حاجبه الأيسر ساخرا ليمد يده هو الآخر يمسك بكف يدها يصافحها في هدوء جيد إشارة جيدة حاولت سحب يدها من يده لتجده يحتجز كفها في كفه توترت قسماتها نظرت له لتري ابتاسمته تزداد اتساعا حاولت أن تبدو هادئة تردف :
- آدم لو سمحت سيب إيدي
ولكنه لم يفعل بل جذبها ناحيته بعنف ترك كفها يطوق خصرها بيديه ارتعش جسدها للحظات تحاول أن تهدئ نظرت له تغمغم في هدوء :
- آدم اللي أنت بتعمله دا ما ينفعش ومش هيخوفني أنا هنا عشان اساعدك فبعد إذنك شيل إيدك وأبعد
ولكنه لم يفعل بل جذبها إليه حتي التصقت بصدره رغما عنها مال علي اذنها يهمس لها في خبث :
- مش هبعد يا دكتورة هما اللي قالولي اعمل كدة وأنا داخل هنا عشان اعمل كدة

هنا بدأت تشعر بالخوف من هم وماذا سيفعل اضطربت حدقتيها ذعرا تسأله بصوت يرتجف :
- هما مين وتعمل ايه !!
ضحك عاليا ضحكات مخيفة دوي صداها في كل جزء من المكان احكم قبضته عليها بأحد ذراعيه ليخرج من جيب سرواله قطعه زجاج مدببة يهمس لها متشفيا :
- تعرفي اني بحب الرسم أوي بحب انقش فني بس مش علي الورق ولا الحيطان علي جتت الميتين والعيشين

صرخت مذعورة حين فمهت ما يقصد دفعته بكلتا قبضتها بعنف ليتركها بملئ إرادته تركض ناحية باب الغرفة ، الباب كان موصدا بالمفتاح
من اغلقه ؟ !!
صرخت مذعورة تدق الباب بكفيها تصرخ عل أحد ينجدها :
- الحقووووني حد يلحقني افتحولي الباب يا بااااااباااااااا
صرخت وصرخت ولم يسمع أحد صرخت من الألم حين قبض علي خصلات شعرها تلوت بين يديه تحاول دفعه بعيدا عنها تخدشه باظافرها تفعل المستحيل ليتركها الا أنها دفعها بعنف إلي الأريكة في الغرفة غاص وجهها في وسادة الأريكة حين رماها علي وجهها حاولت أن تلوذ بنفسها لتصرخ متألمة حين شعرت بركبته تضغط علي ظهرها يثبتها علي سطح الأريكة صرخت من الذعر والألم خاصة حين شق ملابسها من الخلف رفع قطعة الزجاج تلمع أمام عينيه دني منها يهمس بصوت مخيف :
- هما اللي قالولي اعمل كدة ، قالولي اشوهك
وصمت للحظات ليردف بنبرة أشد قتامة :
- واغتصبك
صرخت بلا صوت جرت دموعها تغطي وجهها والآهات من روحها تصرخ تتعذب تشعر بنصل الزجاج يحفر في ظهرها الألم كان أبشع من أن تتحمله فانسحبت عن الواقع غابت عن الوعي ترجو فقط أن يكن كابوسا ، كانت بين الوعي واللاوعي حين بدأت تصحو علي الدنيا من جديد رأت والدها يقف أمامها وأمامه يقف طبيب يحادثه مشفقا :
- أنا آسف جداا يا سفيان باشا في اللي هقوله بس وتر بنت حضرتك اتعرضت للاغتصاب دا اللي اثبته تقرير الطب الشرعي

Back
خرجت شهقة عنيفة من بين شفتيها ذكري بشعة لا تحب أن تتذكرها أبدا ولكن كيف ما قاله الطبيب لا تفهم شيئا اجفلت علي صوت دقات علي باب المرحاض وصوته يغمغم قلقا :
- وتر افتحي الباب يا وتر ... وتر أنتي كويسة افتحي الباب يا وتر

استندت علي أرض المرحاض الباردة توجهت بخطي فارغة إلي حوض الغسيل صفعت وجهها بالمياة بعنف فتحت الباب لتري جبران يقف أمامها سألها سريعا ما أن رآها :
- انتي كويسة

مد يده يتلمس وجنتها لتتسع عينيه قلقا :
- جسمك متلج وهدومك مبلولة ليه كدة وتر ردي عليا

تحركت بخطي فارغة خاوية من الحياة متجهه إلي الفراش وقفت أمامه لتري دليل برائتها هناك مدموغا علي سطحه الأبيض مدت يدها تنزع مفرش الفراش بعنف تلقيه بعيدا اندثت تحت الاغطية الوثيرة تضم ركبيتها لصدرها ترتجف من عنف الذكري التي داهمتها ... اقترب جبران منها جلس جوارها مد يده يمسح علي خصلات شعرها برفق يغمغم قلقا :
- وتر طب قومي كلميني
أمسك بذراعيها بخفة يجلسها جواره عينيها شاردة تنظر للفراغ البعيد تحدثت بعد لحظات صمت :
- أنا مش فاهمة حاجة يا جبران ، أنا افتكرته ... بعد ما نسيته افتكرته ، افتكرت اللي عمله فيا ...
انسابت دموعها فجاءة ليأخذها بين أحضانه تشبثت بصدره تشهق في البكاء يرتجف جسدها بعنف دمعت عينيه هو الآخر وجملة واحدة تتردد في عقله جملة يتذكرها جيدا
( اكسروا شوكتها شوهوا عنجهيتها وهي هتبقي تحت ايديكوا غصب عنها )

ضم شفتيه يحاول الا يصرخ هو السبب في العذاب التي تحياه هو من فعل بها ذلك هو الجاني في حقها دون أن تعرف ذلك الصدر التي تلجأ اليه تبكي عنده تحتمي به هو الجاني في حقها هو من القاها داخل ذلك الألم البشع
امسك بذراعيها يبعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها رسم ابتسامة كاذبة علي ثغره يغمغم ضاحكا :
- بقي كنتي بتضحكي عليا يا بنت الذوات وطلعتي ورد ورود ، بس ولاد الذوات حلوين أوي ، ما تيجي احكيلك حدوتة تاني

بالكاد ارتسمت ابتسامة خفيفة علي ثغرها ليتنهد بعمق يردف ضاحكا :
- بطلي عياط بقي عيلة عيوطة حد يتجوز المعلم جبران ويعيط يا بت ، دا أنا ملك الكيف والمزاج العالي ... تيجي نضرب سجارتين

ضحكة صغيرة خرجت من بين شفتيها لتصدمه علي صدره تغمغم بصوت بح من العياط :
- ملك قلة الأدب أنت مبسوط أنك تاجر مخدرات

- مخدرات ايه بس مين قال إن تاجر مخدرات أنا تاجر حشيش علف البهايم يا بنت الذوات

نطقها بالتواء يلاعب حاجبيه مشاكسا لتضحك عاليا رغما عنها تشعر برغبة ملحة في أن ترتمي بين أحضانه ففعلت ببساطة مسح علي رأسها حين سمعها تهمس :
- أنا شكلي هحبك والله يا جبران

ابتسم حزينا لو علمت الحقيقة لما نظرت في وجهه من الأساس تنهد بعمق يهمس لها مترفقا :
- نامي يا وتر
اومأت بالإيجاب تتعلق بأحضانه كطفلة صغيرة انتظر إلي أن نامت ليسطح جسدها علي الفراش برفق دثرها بالغطاء تحرك من مكانه خرج من الغرفة ومن المنزل إلي أسفل حيث وجد حسن منهمك مع رجاله اقترب منه يربت علي كتفه السليم يغمغم :
- اطلع أرتاح يا حسن كفاية كدة أنت تعبان ، هبعتلك حد من الصيدلية يغيرلك علي الجرح

ابتسم حسن مرهقا قواه استنزفت في الساعات الماضية تحرك لأعلي حيث ترك أمل بعد أن أعطته أمل في مسامحته دس المفتاح في الباب ما أن دخل رآها تهرول من المطبخ إليه ارتمت بين أحضانه تغمغم ملتاعة :
- حرام عليك نفسك يا حسن إنت متصاب في كتفك كنت هموت من القلق عليك ، تعالي أنا عملتك الأكل غير هدومك علي احطه

ابتعدت عنه توجه له ابتسامة رقيقة طبعت قبلة خاطفة علي وجنته لتفر هاربة شخصت عينيه ذهولا ما يحدث الآن أشد من أن يستوعبه عقله
أمل تغيرت تماما ارتسمت ابتسامة كبيرة عاي ثغره تحرك إلي غرفته جرح كتفه يشتغل كالنار نزع قميصه ليجد الجرح ملتهب والخيط الجراحي من الحركة العنيفة ممزق والشاش الطبي غارق في الدماء نزعه بعنف يكاد يصرخ من الألم وقف ينظر لانعكاس الجرح في المرآة أمامه المنظر بشع يحتاج للتنظيف والتقطيب من جديد ... خرج من المرحاض يشعر بحرارة قوية تجتاح جسده رأسه يثقل اقترب من الفراش بخطي تترنح إلي أن وصل للفراش ارتمي عليه فاقدا للوعي
________
في الأسفل تحرك جبران يساعد رجاله في طلاء أحد الجدران في عز انشغاله وقفت في منتصف الحي سيارة أجرة لم ينتبه لها في البداية ولكنه فعل بعد ذلك حين رأي جميع الرجال حوله أصابها شلل تقف كالأصنام نظر إلي ما ينظر رجاله لتشخص عينيه هو الآخر ينظر لحورية من الجنة نزلت علي الأرض حورية رقيقة بفستان أسود وحجاب من لون بشرتها الأبيض تحمل حقيبة كبيرة في يدها تقف حائرة لا تعرف أين تذهب ترك ما في يده يتوجه إليها وقف أمامها يسألها :
- عايزة مين يا أستاذة

ارتسمت ابتسامة بسيطة علي ثغرها تغمغم بصوت كزقزقة عصفور يغني :
- علي المعلم جبران قالولي أنه كبير المكان هنا أنا ممرضة بشتغل في المستشفى اللي علي الناصية دي أنا لسه منقولة النهاردة من الصعيد قالولي أنه ممكن يجيبلي شقة اقعد فيها ما تعرفش الاقيه فين

كاد أن يرد عليها حين دق هاتفه برقم حسن فتحه يرد ليسمع صوت أمل تصرخ مذعورة :
- الحقني يا جبران حسن قاطع النفس ، قلبه ما بيدقش حسن مات !!
______________


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close