رواية حور الشيطان الفصل الثالث عشر 13 بقلم ملاك محمد
بارت13
استغفر الله العظيم 3 مرات






قادهما زياد إلى غرفة التحاليل وأخذ منهم عينات دماء ليجري عليها الاختبار ، وبعدما انتهوا من الأمر وخرجوا من الغرفه ووقفوا بالردهه فنظر لهم زياد وقال::
- ما تقلقشي يا عاصي ، انا هباشر التحاليل بنفسي ، وهحاول أسرع النتيجه على قد ما أقدر
خلال يومان أو ثلاثه بالكتير وهتبان .
أومئ له عاصي وقال :::
- ذي ما قولت يا زياد مش لازم حد يعرف بالموضوع دا ، هيكون سر بينا
نظر له زياد وقال ::
- بس لازم بيجاد يعرف أن حور مش بنته وأنها مراته .
إلى هنا وانتبهت حور لحديثهم، ورفعت نظرها لزيادة وقالت::
- هو عارف أنى مش بنته ومن زمان ، وبالرغم من كده خطبنى لغيره، ورفض أنه يعترف لى
علشان كده مش لازم يعرف يا زياد فاهم !!
لأن الظاهر أن اخواك ندم من جوازه منى ، لأنى في نظره بنت حرام
استمع عاصى لحديثها وتأججت نيران الغضب بداخله
واحتدت ملامحه وقال بصوت جهور أجفلها ::
- اخرسي ... أنتى مش بنت حرام أبداً
انا و ورد كنا متجوزين على سنة الله ورسوله و أطلقنا
شعرت بالضياع والتشتت، عاصي كان زوج ورد ، متى ، ولما لم تعلم بالأمر
وإذا كانت إبنته لما كتبت بأسم أحمد إذاً
ما الذي يحدث ، ما كل تلك الأسرار التى تنكشف أمامها ،
توجهت إلى أقرب مقعد وجلست عليه ، بينما هو ظلا مكانه لدقائق مشتت فهو أيضاً لا يستوعب الأمر ، فبعد كل تلك السنوات يكتشف انه قد تكون له إبنه لم يعلم بوجدها ، وقد عانت الكثير ، تذكر ذاك الحلم الذي أعاده إلى الحياه
والذي بات تفسيره واضحاً الآن له ، هى تلك الروح المتألمه التى كانت تناجى له ، هى تلك الروح التى حثته ورد على البقاء لأجلها . ،ومن ثم وجه نظره لها يطالعها ، ليري تشتتها ، فرفق بحالها وتوجه إليها وجثى على ركبتيه أمامها واحتضن وجهها بكفيه وتنهد تنهيدة حاره وقال ::
- عارف أنها صدمة ليكى ، ذي ما هى صدمة ليا
انا عشت عمرى كله وحيد وصدقينى كنت بعانى مش كنت مبسوط أبداً
أنا لو كنت أعرف بوجودك كانت حياتى إختلفت، كانت بقيت احسن ، لكن هى خبتك عنى
حرمتنى من وجودك قربي ومن حقى أنى أكون جانبك وأنتى بتكبري
سلبت حقى منى وملكته لغيرى لأنها حبته هو واختارت تكون معاه هو .
لترفع عينيها تطالع نظرة عيناه الصادقه التى يملأها الحزن والألم وقالت::
- أنت بتتكلم كأنك اتأكد أنى بنتك، النتيجه لسه ما ظهرتش، انا ممكن مش أكون ....
قاطعها وقال لأ بنتى انا متأكد من دا ، قلبى إحساسه بيكى من أول ما شافك
بيأكد لى أنك بنتى ، طبعك ومرحك وجنونك اللى وخدها منى ، بتاكد لى أنك بنتى
التحليل دا ما هو إلا اثبت ليكى وللكل، لكن بالنسبه لى انا متأكد انك بنتى
- طيب ازاى بنتك ، امتى اتجوزت ماما ورد وأمتى أطلقت منك واتجوزت أحمد وحملت فيا .
تنهد هو وقال بينما يقوم ويجلس على احدى المقاعد بجانبها :::
- أنا هحكيلك كل حاجه .
بينما زياد كان قد شعر بحاجتهم للأنفراد وذهب ليتركهم معا .
بينما عاصي تابع قائلا :: أنتى عارفه أن عادات عيلتنا أن البنت لابن عمها ، ومن صغرنا اتحدد
أن عاصي لورد وبيجاد لزهرة وأنا كنت أكثر من سعيد بالقرار دا لأنى كنت بحبها ، لا انا كنت بعشقها
وكنت فاكر أنها كمان بتحبنى، كبرنا وكبر جوايا حلمان الاول هى والثانى أنى أدخل كلية الشرطه وبالفعل خطيت اول خطوة بتحقيق حلمى الثانى ،وابتدت اول سنه ليا في كلية الشرطه و سافرت لكن فوجئت بعمى أسد أبو بيجاد بيتصل بيا وبيطلب حضوري فوراً، فأستجبت ورجعت البلد فوراً، لقيته مقرر انه يقدم موعد جوازي انا ورد رغم أن كان ميعاده اول ما زهره وورد يكملوا 18 سنه وهيكون انا وبيجاد سوا، لكن ، بصراحه مش اهتميت بالسبب،لأنى كنت سعيد بأنى هتجوز ورد حبيبتى وهحقق حلمى بقربها وتم كتب الكتاب بسرعه كبيره والفرح واتجوزنا انا و ورد وكنت أكثر من سعيد بقربها ، مر علينا أسبوعان كنت شايفهم أحلى ايام بحياتى ، لكن كنت حاسس ببرودة ورد من ناحيتى وسرحانها طوال الوقت، فكرتها مكسوفه منى ولسه متعودتش على وجودى ، لكن خلصت اجازتى وكان لازم أرجع لدراستى وحلمى التانى ، ومر عليا شهر كنت بحلم بالاجازه التانيه اللى هرجع فيها لوردتى ولحضنها، لغاية ما اتصدمت صدمة عمرى ، لما وصلى ظرف من البلد فيه صور كتير لورد مع أحمد لوحدهم في عدة أماكن ، وقتها أحمد كان دكتور نساء متعين جديد في المشفي، وقتها فهمت ليه عمى سرع فى جوازنا وليه ورد كانت باردة معايا ،
لأنه أكتشف علاقتها بأحمد وجبرها تتجوزنى ، رجعت البلد وأنا الدم بيغلى في عروقي ومش شايف قدامى ، وصلت على القصر والظرف بأيدى بدور عليها في كل مكان ، لكن لقيت القصر مقلوب والكل بيحكى عن فضيحة زهره وأنها ليها صور مع عماد هي كمان و الظرف كان وصل لبيجاد ، و لعمى وزهرة وورد اختفوا، دورنا عليهم في كل مكان ، وقدرت ألقيهم كانوا مع أحمد ومخططين يهربوا ، وقتها هجمت على أحمد ،، كنت مقرر أقتله لكن خوفها وقلقها عليه وهى بتبعدنى عنه كسرنى، اتجهت ليها ونار الغضب والغيره بتنهش فيا خنقتها بأيديا ، عقلى كان بيقولى أقتلها لكن قلبى رفض يسمعه، سبتها وبعدت عنها و قلبى مجروح ، ورجعت بصتلها وقلت لها أنتى طالق ومشيت وانا حاسس بالقهر ، رجعت القصر وانا مهزوم مكسور ، مرت الأيام والشهور وانا كنت فيها بعانى عازل نفسي عن العالم حتى حلمى اتخليت عنه لحد في ليله من الليالي وأنا في اوضتى عديت جانب الشباك فلمحت ظل في الجنينه ، دققت فيه لقيتها أمى خارجه بالليل ، استغربت وبسرعه نزلت ألحقها ومشيت وراها ، لقيتها بتقابل عماد وسمعتهم وهما بيتكلموا وعرفت أن ورد وزهرة مظللومين وان كله من تخطيط أمى وعماد ، آه فعلاً ورد كانت بتحب أحمد لكن قطعت علاقتها بيه لما اتجوزنا، وكانت بتقبله بس علشان زهره واللى اكتشفت قصة حملها من بيجاد و كان احمد بيساعدهم ، ويوم ما كانت بتقابل أحمد كانت بتطلب منه يهرب زهرة مش هي أبداً ، وقتها اتجننت وقطعت علاقتى بأمى وأبتديت أدور على ورد وزهره ،
لكن وصلت متأخر لعنوان شقه بالقاهره كانوا ساكنين فيها وعرفت منها ان ورد اتجوزت أحمد
وأن كان ليها اخت وماتت ، فهى سافرت هي وجوزها كندا ، وقتها كرهت بيجاد وأمي والعيله كلها وسافرت من البلد وقطعت علاقتى بالكل ، لحد اليوم إللى رجعت فيه يوم جوازك أنتى وبيجاد ومعرفتى بقصة أنكم بناته ، فأتضح بعد كده انها كانت كذبه وان زهره مش ماتت وقت ما عرفت وان الحكاية دى كانت تضليل علشان بيجاد وعماد ما يقدروش يوصلوا لزهرة ويفتكروا انها ماتت ، هى دي كل الحكاية .
للأسف ورد اختارت أحمد لأنها حتى محاولتش تبرر لى وتشرح لى الوضع ، هي اختارت تروح معاه ،حتى أنها خبت عنى وجودك .
استمعت حور له وقلبها يملأه الحزن على وضعه فهو حقاً أحب والدتها ورد جداً ولكنها أحبت غيره ، هى تدرك كم يكون هذا مؤلم ، فهى تعشق بيجاد ولا تتخيل أن يحب غيرها أو يبتعد عنها ، لذا تنهدت بأسى على حاله وأرتمت بأحضانه وقالت ::
- أنا بتمنى فعلاً أن يكون شكك صح وأكون بنتك يا عاصى .
ليتعالى ويجب قلبه الذي يخبره ويؤكد له صدق إحساسه بكونها أبنته ويقول ::
- بنتى أنتى بنتى وأنا متأكد من دا ....
.......
بينما في الجامعه كانت شاهى تجلس في الكافتيريا تفكر فى حازم ، حتى أتت لها صديقتها نهى وجلست مقابلها وقالت ::
- ما حضرتيش المحاضر ليه يا شاهى
- مش كان ليا مزاج يا نهي .
ثم صمتت قليلاً وقالت لها ::
- هى حور جات النهاردة
- لا الظاهر كده ما جتش ، اكيد بترتاح
بعد ما أغمى عليها في حفلتك .
لترتسم إبتسامة خبيثه على ثغرها ، متذكره ليلة أمس مع حازم
ثم نهضت من موضعها وجذبت حقيبتها وقالت ::-
-- تمام يا نهى أنا هروح انا بقا ، ماليش مزاج أحضر محاضرات النهاردة
ثم تتركها وتذهب ولكن متوجها إلى مكان آخر وهو مكتب حازم بالجامعة،
الذي كان قد أتى إليها بعدما أنهى حديثه مع بيجاد ،
طرقت الباب ودلفت تتغنج في خطواتها إلى أن اقتربت منه وأنحنت وقبلته،
ثم جلست أمامه على المكتب وقالت::-
-- انا عرفت ان حور مش جات النهاردة فعلا كده جيت وأنا مش قلقانه.
ثم تقترب منه أكثر وتقول بأغراء::
هو انا مش وحشتك ولا إيه !! ..
على العموم انت وحشتيني جداً وانا مليش مزاج أحضر محاضرات النهارده
بابى ومامى مسافرين وكمان على حد علمى انت كمان مش وراك محاضرات ،
فأيه رأيك نروح عندك البيت ؟؟
ليطالعها حازم بشهوه وترتسم ابتسامة على شفتيه ويقول::-
-- وماله انا كمان مزاجى وحش النهاردة وعايز اعدله،
ثم يخرج مفتاح شقته ويعطيه لها بينما يقول ::-
خدى وروحى هناك ظبطى لنا جو حلو كده زيك وانا هحصلك على طوال
علشان محدش يشوفنا مع بعض .
لتبتسم هي له وتجذب المفاتيح منه وتنحنى تقبله من شفتيه ثم تغادر متوجها إلى شقته ،
أما هو نظر لها الى ان ذهبت ، وانتظر بعض الوقت ثم ذهب لينهي بعض الأمور قبل الذهاب خلفها ....
........
أما عند حورية كان قد إنتابها القلق ، منذ مغادرة عاصى ساحباً خلفه حور وقد تجاهلها تماماً،
وله كل الحق في هذا ،فكان حديثها معه قاسى ، لقد نهرت نفسها عليه ، ولكنها تري انه الأنسب فعليه نسيانها وعليها هى الأخرى تجاهل أي مشاعر بداخلها له ، فهى لا رغبة لها بالعشق تخافه كثيراً
تحمد الله أنها لم تتعلق بزياد وإلا لكانت تعانى الآن ، لذا هى محقه وعليها إبعاده عنها تنهدت بقلق عليهما فأذا علم بيجاد بما حدث وخروجهم معا دون علمه فلن يرحمه أبداً وسيؤذيه حتماً، لذا توجهت للحارس وطلبت منه عدم أخبار بيجاد وبعد رجاء كثير استجاب لها الحارس خوفاً هو الآخر من العقاب فإذا علم بيجاد بكونهم قد سمحوا لهم بالخروج دون أذناً منه سوف يعاقبكم بشدة ، ثم عادت للجلوس في الحديقة تفكر ترى ما سبب خروجهم بهذه الطريقة ، مر الوقت عليها وهى قلقه متوترة خاشية من مجئ بيجاد قبلهم إلى أن أستمعت لصوت سياره وكان ما تخشاه يتجسد أمامها فقد كان هو بيجاد والدها يدل بسيارته من البوابة الخارجيه للقصر ويترجل منها ، بينما هى قد انتابها الذعر من أن يعلم، توجه إليها وجلس بجانبها فقال ::-
- أهلاً يا حبيبتى اخبارك إيه ؟... مش شفتك النهاردة،
لتتوتر هي وتقول::
- انا بخير ... هو أنت رجعت على طوال ليه !!
نظر لها عاقداً حاجبيه معاً مستغرب سؤالها، فأنتبهت هى لذلة لسانها وقالت::-
- أصل قلقلت فكرت فى حاجه
فتنهد هو وقال ::-
- لا أبداً، بس أنا مش كان لازم اروح النهاردة، بس كان عندى شغل مهم روحت خلصته وجيت على طوال
لأن مدير الفندق ياللى حبين نعمل فيه فرح زياد ومنار كان محدد معانا ميعاد النهاردة وانا كنت ناسي خالص والسكرتيرة فكرتنى فأتصلت على أكرم وهخده هو ومنار ونطلع نأخذ زياد ونروح نتفق معاه
فلاحظ توترها وشعر انه لربما بسبب زياد فتنهد وقال::-
- انا عارف أنى مشغول عنك الفترة دي ومقصر دايماً فى حقك ، بس صدقيني غصب عنى
الشغل اللى كان متراكم عليا وكمان موضوع عماد ياللى نفسي أخلص منه النهاردة قبل بكره
وطنية أمور شغلانى أول ما احلها بأذن الله هخدك أنتى وحور ونطلع رحله نغير جو شويه
لتومئ له رأسها فيتابع قائلاً ::
- صحيح أم عقل مضروب فين ؟؟...
مش سمع لها صوت ،والبيت هادى أوى
لتتوتر هي للغاية ويصيبها القلق وتتلعثم قائلة::
- نايمة... حور نايمة تعبت شويه ونامت
لينتابه القلق ويقول::-
- تعبت !! .. انا هروح اطمن عليها
لتقول هى ::
- لا لا هى بس صدعت شويه مش اكتر ونامت شوية، مفيهاش حاجه ما تقلقش ،
وبلاش تصحيها من نومها .
لينقذها مجئ كلا من أكرم ومنار إليهم ، فينهض سريعاً ويقول::
- تمام يلا بسرعة علشان لسه هنفوت نجيب زياد مارديتش اتصل بيه حبيتها تكون مفاجأة .
ليستجيب كلا منهما له ويتوجه إلى السيارة ويلحق به أكرم ومنار ، لتتنهد حورية براحة
لكونه لم يكتشف غياب حور
.....
بينما في ذاك الوقت كان عاصى قد أنهى سرد ما حدث لحور وأتى زياد إليهم وعادوا إلى المكتب مرة آخرى ، يتحدثون حول مايحدث حتى قال زياد ::-
-- ممكن تفهمينى علشان انا مش فاهم حاجه ؟؟
إزاى يعنى بيجاد عارف انك مش بنته ومراته وخطبك لحازم
لتنظر له حور وتتنهد بألم وتقول::
- معرفش يا زياد ، انا سمعته وهو بيقول كده لاكرم وإنى مش لازم أعرف وأن وجودى مع حازم
أفضل تصور !!
- أكيد في سبب يا حور ،كلنا عارفين ان بيجاد بيعشقك ، دا كان مدمر لما فكر انك يعنى موتى
- مش عارفه يا زياد ،بس انا مجروحه منه أوى
ليربت عاصى على يديها ويقول ::-
-- أنا متأكد ان فى سبب لدا ، لأنى متأكد ان الغبى دا بيعشقك يا حور
دا بيغير عليكى بجنون .
ثم يقهق فجأه، لينظر نحوه كلا من حور وزياد بأندهاش فيقول::-
- معلشى بس اصلى دلوقت فهمت سر عصبيته النهارده كان هيقتلنى انا وعمار
لأن عمار كان رايح يطلب ايدك منه وهو وقتها كان فى قمة غضبه
لتنظر نحوه حور بأندهاش وتقول ::-
-- نعم يعنى عمار كان بيخطبنى من جوزى النهارده وهو عارف أنى مخطوبة لحازم إيه الجنان دا
شفت يا زياد اخوك بيعمل فيا وفي نفسه إيه !!
بينما زياد كان قد انفجر في الضحك هو الآخر متخيلا بيجاد فى ذاك المشهد
لتصاب عدوى الضحك إلى حور هى الأخرى .
إلى أن هدأو أخيراً فقال زياد::-
-- وبيجاد سكت يا عاصي
- لا طرد عمار و أمره يرجع البلد وانا قالى أبعد عنى ومشفوش وشك النهارده
لتقول حور ::-
- لما هو بيغير كده ليه خاطبنى لحازم وليه مش اعترف لى .
زياد:: اكيد فى سبب يا حور وأنتى لازم تتكلمى معاه وتفهميه منه
- لا طبعا مش هكلمه يا زياد ، مش لازم يعرف أنى عارفه أصلا
كل مره هو يبعد وانا اللى أقرب منه واتمسك بيه ، هو لازم يثبت لى حبه المرة دى
لازم يطالب بحقه فيا وانا هكمل لعبته للآخر، واشوف هو بيخطط لأيه !!
وأنت هتوعدنى أنك مش هتقوله حاجه أبداً وكمان هتساعدونى
ليبتسم عاصى عليها ويقول::-
- معاكى فى اى حاجه تسعدك يا مجنونه، لكن لو بيجاد كان ناوي يتخلى عنك بجد ، فأنا اللى مش هسمحلك تبقى هنا دقيقه واحده هخدك ونسافر أمريكا
-- دا معناه انك لغيت فكرة السفر يا عاصى
- اكيد طبعاً معقول أسافر وأسيبك، الأول ماش كان لى حاجه أبقى علشان
لكن دلوقتى بقى ليا كل حاجه يا قلب بابا .
- بردك متأكد انك بابا
- متأكد وهثبتلك لما تظهر النتائج
ليقول زياد بتردد ::-
-- حور لو اتضح انك فعلاً بنت عاصى وان عماد زور التحاليل، فدا مش يمكن معناه أن تحليل حور به مزور هو كمان وتكون كمان أختك وبنت عاصى
صدمة ألجمته، سكيناً بارد وقام بغرسه بقلبه،أيعقل أن تكون ابنته هى الأخرى
كلا مستحيل طبعاً ، لا يمكن أن تكون ،لا يمكن أن يقع هو فى دائرة العشق المحرم تلك
لقد تقرب من حورية كثيراً و قلبه عشقها بشدة ، لتلاحظ حور صدمته
، لتربية على يديه و تقول؛؛-
--لا طبعاً يا زياد ، بيجاد قال أنى أن اللى مش بنته وطالما متأكد من دا ، يبقى هو اتأكد بنفسه وعمل تحاليل والنتيجة كانت كده، انت لازم تكون عارف أخوك، وكمان عماد مش كان ليه مصلحه يكذب وقتها
هو كان فاكر انه هيقتلنى، يعنى اكيد مش هيكدب
ليتنهد عاصى براحة ولكن بداخله بعض من القلق يرغب بالتأكد بنفسه ليطمئن قلبه
ثم ينهوا الحديث ويستأذنوا للذهاب قبل عودة بيجاد من الشركه .
وفى ذاك الوقت كان بيجاد قد وصل إلى المشفى ودلف هو وأكرم ومنار، وسأل على زياد وتوجه إليه
وما أن قام زياد حتى يقوم بتوديعهم وفتح باب المكتب كى يذهبوا حتى شاهد بيجاد متوجه نحوه ومعه أكرم ومنار فعاود غلق الباب سريعاً ونظر لهم قائلاً ::-
--بيجاد برا ومعاه أكرم ومنار
لترتعد حور وتنظر لعامة بقلق وتقول:-
- هنعمل إيه مش لازم يشوفنا، دا لو عرف أن خرجت من القصر معاك هيقتلك ويقتلنى
وطبعاً مش هين نقوله أحنا هنا ليه ، خططنا هتفشل
ليقول زياد ::-
- طيب استخبوا ورا بروفة الكشف بسرعه
ليتوجهوا بسرعه نحوه وفي لحظات كان بيجاد يطرق باب المكتب فأعتدل زياد وأذن لهم بالدخول
وما أن دلفوا حتى تظاهر زياد بالاندهاش وبادالهم الترحيب المفرط الذي استشعرت منار غرابته
فنظرت له مستفهمه بينما جلس الجميع ، أكرم وبيجاد مقابل مكتبه ومنار على الأريكه التى
بينما بيجاد ما أن دلف وجلس حتى شعر بعبق رائحتها يملأ المكان
فأستنشقه وشعر بوجودها
فسخر من ذاته قائلاً ::-
-- والله عال يا بيجاد من فرط شوقك ليه بتشم ريحتها وتحس بوجودها حوليك
حد يصدق حالتك دى وأنك تعشق للدرجة دي .
ثم زفر مستغفرا ربه يحاول أن يزيحها عن تفكيره ولكن دون جدوى ف عبق عطرها كان
يثير فيه تلك المشاعر الهوجاء التى تهاجمه ما أن يستنشقه، فتلك الحور قد توغل عشقها بقلبه
حاول إزاحة تلك المشاعر جانباً وقال::-
-- احنا جايين نخدك و نروح الفندق اللى هيتم فيه فرحكم دلوقت.
فنهض زياد مسرعاً وقال::-
-- تمام يلا نروح انا جاهز ، وتوجه إلى الباب
فنظر له بيجاد وأكرم بأستغراب وقال ::-
--- طيب هتروح كده وانت لابس على القليل أليس الجاكيت بدل البلطو الأبيض دا.
لينتبه زياد لوضعه فيقوم بخلعه مسرعاً وإرتداء جاكيته
فطالعه بيجاد وهو يستشعر بوجود شيئاً خاطئ
ولكن قد أتاه إتصال فأخرج هاتفه ليجيب عليه ،
ليستمع للطرف الآخر بوجه متهجم، ثم ينهى المكالمه ويضع الهاتف على المكتب
فأستغل زياد الامر واشار لها بعينيه على بروفة الكشف ، فنظرت له بقلق
فلم تفهم ما الذي يخشى أن يروا .
بينما أكرم قال::-
-- مالك يا زياد مش على بعضك ليه
- لا أبدا مفيش حاجه ، بس لأنكم مستعجلين
فنهضت منار محاوله التسلل لترى ما يقصده زياد
وتقدمت بأتجاه ما أشار إليه ، لتشهق ما ان رأت كلا من عاصى وحور
فأنتبه لها الجميع فأشاحت بنظره عنهم وابتعدت وقالت ::-
- فعلاً زياد معاه حق ، إحنا متأخرين جداً ولازم نمشى
وعادت إلى والده تحثه على النهوض بينما تغمز له
فأستجاب لها ونهض، فمالت عليه وقالت::-
-- إحنا لازم نمشى بسرعة من هنا والا هتحصل جنايه
خالو عاصى وحور هنا وعمى لو شفهم هتحصل كارثه
فأدرك أكرم المأزق الذي هم به وقال هو الآخر ::-
-- فعلا يا بيجاد أحنا متأخرين
شعر بيجاد بوجود خطب ما ، من خلال اسلوبهم المثير للشك هذا
ولكنه تناهى عنه ونهض ليذهب وخرجوا جميعا ،
فشعرت حور بالراحة وخرجت هى وعاصى وقالت ::-
الحمد لله عدت على خير ومش اتقفشنا ،
ليقهق عاصى عليها بينما يقول ::-
-- فى إيه يا حور مش كنت أعرف انك بتخافى منه أوى كده
لتقهق هي الأخرى وتقول::-
-- بخاف انا والخوف لا أبداً مش بخاف من بيجو أبداً
ً لتصدم بفتح الباب وكان بيجاد أمامهم وكلا منهم مصدومة برؤية الآخر
فأدركت حور أنها هالكه لا محال من ذلك خاصة وقد استمع بقولها انها لا تخاف منه
فلاش باك
ما أن خرج بيجاد ، حتى ادرك انه قد ترك هاتفه على المكتب فقال بينما
يعود إليه ::- الظاهر أنى نسيت تليفونى جواا، انا هرجع اجيبه
وقبل أن يجيب زياد قائلاً انه يوسف يجلبه له ،كان بيجاد قد عاد وقام بفتح الباب أمامه ليرى كلا من حور وعاصى أمامه بينما حور تقول انها لا تخافه
نهاية الفلاش باك
وما ان راهم حتى أحتدت نظراته وتملك منه الغضب ، بينما حور سرعان ما اختبئت خلف عاصى وتنظر له من الخلف ، فكان لتلك الحركه أثر سلبي عليه فقد أزادت من غضبه رؤيتها تتحامى فى عاصى منه
ليدلف كلا من منار وزياد وأكرم من خلفه متوترين د بينما هو اقترب منهم ونظراته تلتهمهم قائلاً ::-
-- ممكن أفهم انتم هنا بتعمل إيه! !
و إزاى خرجت من القصر بدون علمى وتخلى أختك تكدب عليا وتقولى انك تعبانه ونايمه
ثم يستدير ويطالع كلا من منار وزياد بغضب ويتابع قائلا::
::- لا وكمان بتخليهم يخبوا عليا ، ثم يقول بصوت جهور::-
إيه إللى خرجك من دون إذنى يا حوووور
لترتعد حور مرتعبه تتمسك بثياب عاصى بشده
فيتدخل زياد محاولاً التبرير قائلاً ::-
--أصل حور فعلاً تعبت شويه وعاصى جابها يكمن عليها ومش حابينا نقلقك
ليقول بيجاد بحده::-
-- اه بجد والمفروض انا أصدق الحكايه دي ، جاوبينى انا بسألك؟ ؟
ويتقدم نحوها ليجذبها من خلف عاصى ولكن
امتدت يد عاصى تبعد بيجاد عنها بينما يقول::-
-- فى أيه يا بيجاد مش حصل حاجه لكده ، هي معايا يعنى
ليستدير بيجاد عنه يحاول لم غضبه دون جدوى ويستمر نحوه مره آخر ولكن
كانت قبضة يده متوجه لوجه عاصى تلكمه بشده مباغتة بينما يده الأخرى تجذب حور من خلفه
فيترنح عاصى بينما يقول بيجاد ::-
-- انا حذرت اكثر منزمره تبعد عن حور وانا مش بتسمع
المره الجايه يا عاصى هتكون الجانى على نفسك وبجرها خلفه ويذهب من المشفى
بينما زياد تقدم إلى عاصى يحاول أن يهدأه قيقول::-
-- أبعد يا زياد لازم اروح الحق حور ، انا مش ضامن الغبى دا يعمل معاها إيه
دا ضربنى !!!!
ليوقفه أكرم قائلاً ::-
- أهدى يا عاصى وبلاش تدخل نفسك ما بينهم واسمع كلام وابعد عن حور ،
انت عارف أنها خط أحمر بالنسبه له
ليقول له عاصى ::-
- وأنت لازم تعرفوا أن حور تخصنى اكتر منه ، ومش هسمح ليه أو لغيره يأذيها تانى
وان اضطريت هخدها ونسافر لأمريكا
ليطالعه أكرم بغضب ويقول::-
- قصدك إيه بالكلام دا !!
يعنى إيه تخصك دى!!
ويعنى ايه تخدها وتسافر! !
مين انت علشان يكون ليك حق تعمل كده ؟؟
ليطالعه عاصى بغضب ثم ينظر لزياد ويتركهم ويذهب فهو لم يحصل على الإثبات بعد
ويسرع إلى خارج المشفى ، فيجد بيجاد يدخل حور السياره، ثم يصعد هو الآخر وينطلق بسرعة قصوى ، فيصل هو الآخر سيارته ويلحق بهم و كذلك فعل أكرم ومنار اسرعوا إلى سيرة زياد متوجهين إلى القصر
مر بعض الوقت حتى وصلت سيرة بيجاد إلى القصر ، فكان طوال الطريق صامت جامد الملامح ، لم ينظر له ولو مره واحده وقد ارعبها صمته حقاً ، دلت السيارة من البوابة الخارجيه للقصر وترجلت حور من السياره مسرعه متوجها إلى حورية التى كانت ما تزال تنتظرهم بحديقة القصر
وقالت لها ::-
- تعالى نهرب بسرعه هيقتلنا و بالفعل دلفوا الى القصر سرييعا و ما أن أوشكوا على الصعود حتى اوقفهم صوته الجهور صارخاً بهم أن يتوقفوا، فارتعد كلا منهما وثبت مكانه
وفى ذاك الأثناء كانت وصلت سيرة عاصى وخلفه سيرة زياد، ترجلا عاصى مسرعاً من سيارته وما أن أوشك على الدلوف حتى لحق به زياد واوقفه محاولا تهدئته قائلاً ::-
- أهدى يا عاصى ، بعصبيتك دي هتبوظ كل حاجه ، حط نفسك مكان بيجاد وفكر ذيه ، هتلاقى انه معه حق
انت بالنسبه له مجرد راجل وهى مراته وبيغير عليها ، وإذا حاولت تبرر موقفك فهتكشف خطة حور وهتتسبب في مشاكل بينها وبين بيجاد وانت لازم تكون عارف ان حور حياتها مرتبطة ببيجاد تمام ذي ما هو حياته حور وبس وبعدين كمان لازم تكون متأكد انه مستحيل يأذيها فأهدى كده وبلاش تهور ، لأنك كمان لسه مش معاك إثبات أن حور بنتك .
ليستمع له عاصى ويقتنع بحديثه ويحاول أن يهدئ من نفسه ليأتي أكرم ومنار ويدلفوا جميعاً للداخل
ليجدوا كلا من حور وحورية مذعورين وبيجاد يتقدم منهم بغضب قائلاً ::-
-أولاً خرجتى من دون إذنى ومع عاصى
ثانياً خليتى أختك تكدب عليا
ثالثا خليتيهم كلهم يستغفلونى
وفاكرين أنى غبى مش هعرف
أولا انا شفت عربية عاصى قدام المشفى
وأول ما دخلت مكتب زياد وارتباكه أكد لى ان في حاجه غلط وخاصة لما خبى وجود عاصى وكمان الإتصال اللى جانى من الحارس اللى خاف يتعاقب ويطرد لما أنا أكتشف
وحكى لى على كل اللى حصل وان الآنسة
حورية العقله طلبت منه يخبى عليه
وكمان. ....
كاد أن يخبرها انه شعر بوجودها من خلال عبق رائحتها الذى كان يملأ المكان
ولكنه صمت وتغاطى عن هذا وتابع قوله ::-
-- الظاهر أنى بتساهل معاكى كتير لدرجة أنك بطلتى تخافى منى
لكن المره دى لا يا حور هعرفك مين هو الشيطان وإذا لازم تخافى منه أو لا
ثم أستمر فى الإقتراب لترتعد حور خوفاً منه ولكنها تتظاهر بالشجاعة وتقول::-
-- أنت إللى جبرتنا نعمل كده ونخبى عليك من كتر التحكمات والممنوع
إيه المشكله فى أنى خرجت مع عاصى هو مش حد غريب وبعدان هو إحنا روحنا
فين انت شفتنا عند زياد ، إيه كاتت المشكله فى دا !!
لكن تحكماتك جبرتنا نخبى عليك خوفاً من ردة فعلك
وأنا زهقت ومليت، إحنا مش واخدين على التحكم دا وتقيد الحريه وفرض سيطرتك
علينا دى ...
كم ألمته حينما قالت ذلك ، حينما سميت خوفه عليه هكذا ، قال بنبرة حزينه::-
- فرض سيطرتى! !!
أنتى بتسمع خوفى عليكم فرض سيطرة وتحكم، أنتى مش متخيلة قلقى عليكم طوال الوقت بيكون إزاى
انا تقريباً مش بنا من القلق ، أن يجى يوم وما اقدرش احميكم فيه ويصيب وحدة فيكم أذى
لأنى وقتها هموت وهنكسر وفى الآخر أنتى تسميه فرض سيطرة!!
شعرت بالألم والهذيان من نفسها لأيلامه هكذا، ما كان يفترض بها الحديث هكذا
بينما عاصى شعر به وأيقن انه معه فى خوفه وقلقه وحمايته لهم ، لأن الخطر لا يزال يحوم حولهم
تقدم منه وقال محاولاً تهدئته بكذبه ما::-
- أهدى يا بيجاد عارف ان احنا غلطنا لكن بدون قصد صدقني ،
هى حور كنت ملا شويه وزياد كان وحشها وكمان بسبب تعبها امبارح
وأنها رجعت داخت تانى، فقلقت عليه وحبيت اطمن من غير ما اقلقك مش أكثر
وهى ارتعبت من ردة فعلك علشان كده خافت منك واستخبت
لكن أوعدك أن الموضوع مش هيتكرر تانى
ليطالعه بيجاد بغضب دافين ثم ينقل بصره إلى حور بألم ويتركهم ويدلف مكتبه،
لتشعر حور بالآلم لتسببها بالحزن له ، هى لم تقصد قول ذلك أبدا، بل على العكس
هى تعجبها كثيرا وجوده الدائم حولها واحتوائه لها وخوفه وقلقه عليها،
شعر عاصى بألمها وندمها فهو بات يعرف كم تعشقه ، للحظات شعر بالغيرة من حبه له
ولكنه تراجع مذكرات ذاته أن قربها منه هو سعادتها
وتقدم منها ليأخذها بأحضانه ، وكانت حقاً بحاجه لهذا
فأرتمت بأحضانه وقالت::-
- مش كان قصدي ازعله يا عاصى والله ما كان قصدي.
ربت على ظهرها بحنان وقال ::-
-- عارف يا قلب عاصى ، بس أنتى عارفة انه مش بيقدر يزعل منك
ادخلى له .
لترفع بصارها تطالعه ليومئ لها برأسه مشجعاً
فتتركه متوجها إليه .
بينما كان الجميع مشدوهاً بأستثناء زياد
من حديث حور وعاصى وتقربهم هكذا
حتى أن حورية قد شعرت بالآلم لقد قال لها يا قلب عاصى
أيعقل أن يكون ثمة شئ بينهم ، ولكن لا حور تقع ببيجاد وبشده
إذا ما هذا !
أيعقل أن يكون هو يحبها !!
اذا ماذا يسمى تقربه منها هى الأخرى
هل بعقل أنه يحاول أن يضحك عليهم معا،
نظرت له وتقدمت منه وقالت::-
- ممكن نتكلم مع بعض شوية فى الجنينه
فأومئ لها برأسه موافقاً
فتقدمت هى وحق بها ، بينما كان أكرم ومنار مندهشان مما يحدث
وشعر أكرم هو الآخر بالقلق من أن يكون قد نمت مشاعر بين حور وعاصى
ستكون حينها كارثه ،فوق تندلع حرب بينهما نهايتها دماء أحدهم
فعال ل بهين هو فى غضبه لا يرحم ، لا يقل عن بيجاد فى شراسته
فهما الإثنان الماضى قد أثر بهم وترك أثراً واضحاً على نفوسهم
لذا وجب عليه محاولة حل تلك المعضلة سريعاً
شعر بألماً فى صدره نتيجة توتره ، فأستئذن من زياد وصعد إلى غرفته لياخذ دواءه
بينما كان زياد هو السعيد الوحيد بينهم د، فقد تركه الجميع مع مناره وحدهم
تقدم منها بنظرة خبث وقال بينما يغمز لها بطرف عينيه ::-
- أحلى حاجة أن كلهم مشيوا وسبونا لوحدنا، أما أنتى وحشانى اوى يا منارى
لتخجل منار منه، فيترنح منها أكثر وهو عازماً على نيل شئ يطفئ شوقه لها
فاليوم هو يوم حظه حتماً لكى يغادر الجميع ويتركهم وحدهم على غير العادة
حيث كانت علياء دائماً ما تكون بينهم ، وما أن اقترب منها وأوشك على
نيل ما يتوق له حتى سمع صوت علياء تنادى منار وهى تهبط درج القصر
فأنتفض مبتعداً عنها يقول::-
- هما بيطلعوا أمنى دول، أمك دى مش ناويه ترحمنى
لتضحك منار عليه وتتوجه إلى والدتها
بينما كان بيجاد بالمكتب مرتمياً على الأريكه بأرهاق وآلم
ممد عليها بينما يضع كلتا يديه على رأسه عصباً بهم عيناه
حتى استمع الى طرق الباب ولكنه لما يبالى به
ولكنها دلفت فوجدته هكذا فتقدمت نحوه بخطوات متثاقله
وكان هو قد علم أنها هى ، بل راهن نفسه على حبها ومجيئها له
وقد فاز فى راهنه قد أتت ولم تتحمل حزنه منها حتى ولو فاقدة لكريم
إلا أن قلبها يشعر به مؤكداً، بينما هى ما أن وصلت أمامه حتى جثت على ركبتيها بجانبه
وقالت ::-
- آسفة يا بيجادو مش كان قصدي والله .
لم تستمع لرداً منه ،
فعاودت تكرار كلامها ولكن كان صمته الجواب،
وما أن أوشكت على التراجع حتى إنتابها فكرة خبيثه
تعرف أنه لن يقاومها ، فأقتربت منه بوجهها وقبلت وجنتيه ببطئ مثير متعمد
وبالفعل قبلتها الصغيرة تلك قد أطاحت بكيانه ، فتلك الماكرة الصغيرة تدرك كيف
تعزف على اوتار قلبه العاشق المتلهف إلى عشقها فلم يكن بيده غير جذبها بقوه إليه لتجلس على الأريكه بينما يرفع نفسه ويضع رأسه على قدمها ويقول ::-
ششششش مش عايز صوت ، محتاج ارتاح شويه وعقابا ليكى هتفضلى كده لحد ما أصحى
لتبتسم هى بشده وتقوم برفع يديها وتداعب خصلاتها البنيه بسعادة ومرح وهى تقول ::-
-- وأنا موافقه بعقابك دا
وتستمر بمداعبة خصلاته حتى غفا هو مستمتعاً بقربها هذا .
أما عند حورية وعاصى ما أن خرجا للخارج
حتى استدارت له حورية لتواجهه وقالت ::-
- في ايه بينك وبين حور ؟!
نظر لها مستفهماً قائلاً ::-
-أفندم! !
فأعادت تكرار سؤالها فقال ::-
- يعنى إيه اللى بينى وبين حور ؟؟!
قصدك أيه بسؤالك دا ، إيه متخيله يكون بينى وبينها مثلاً !!
فقالت له ::-
- أنا الظاهر شكى فيك في محاله انت واحد نسوانجى، و بتتسلى بيا انا وهى
لم يجاوب بل نظر لها مطولاً ثم وأخيرًا قال::-
- أنتى شايفه كدا!!
شايفنى بالبشعة دي !!
وأن حبى ليكى مش حقيقي وأنى بتسلى بيكى !!
على العموم أنتى حره تفكر فيا ذي ما أنتى عايزه
انا مش هبرر لك لأنك لغيتى أن يكون الحق دا ليكى
لما طلبتى أنى أنساكى وأبعد وأنا نفذت لك طلبك
واستدار ليذهب فقالت::-
- أبعد عن حور يا عاصى
فأستدار لها وقال ::-
-مستحيل أبعد عنها
لا أنتى ولا أى حد فى الدنيا ممكن يفرقنى عنها تانى من بعد ما لقيتها
وعشت من غيرها كل السنين دى .
ثم يستدار ويذهب ويتركهم حائرة تحاول فهم ما قاله منذ قليل ....
بينما فى مكان آخر تحديداً في شقة حازم
كان كلا من حازم وشاهى جالون على الفراش يدخن كلا منهم سيجارة
بعدما انتهوا كن فعل ما حرمه الله غفلون عن وجوده وعقابه
....
وبالعودة للشيطان العاشق المتيم وحوره
بعد وقت طويل غفا فيه براحة واطمئنان بكونها معه نهض فوجدها
تحدق به بينما لاتزال تداعب خصلاته، كما كانت جميله ومغوية
تجعل من قلبه مثل معزوفة موسيقيه ، هو متيم بها ، تلك الصغيره
بكلمه منها جعلت من قلبه مثل الحطام ومن ثم بقبلة صغيرة إعادة تصليحه
كم أراد الآن ضمها بين ضلوع بشده حتى يندمجا وتكون منه وهو منها ، إلى متى
سوف يعانى الويل والجفا منها ، اشتاق لسماع غزلها به وأعلان حبها له
عاد بذكرياته إلى ماضيهم معاً رغم كونه كان وقت قليل الا انه كان حافل
يشكر القدر لجمعه بها حتى لو كان قربها نارا تحرق تجعل منه رماد
فهو عاشق لنيرانها والاحتراق بقربها ، تنهد بحرارة ونهض من على قدمها
دون أن حتى يحدثها . يتظاهر بكونه لا يزال غاضبا منها ، بينما هو قد نسى
منذ أن دلت إلى مكتبه ، فهو يدرك أنه يشدد الاختنتاق عليها ولكن هذا لخوفه عليها
بينما هى اقدر أمتع وجهها و قوست شفتيها للأسفل كالاطفال تماماً،
كانت لذيذه بفعلتها تلك ، تجعله يرغب بألتهامها، جاهد أن يظل عباس جامد المشاعر
ولا يبتسم لتقول هى ::-
- انت لسه زعلان منى يا بيجادو
نظر لها بجمود وقال ::-
- يلا يا حور اتفضلى على اوضتك
عبس وجهها وقالت ::-
- ماشي يا بيجادو على راحتك ، بس خليك فاكر
أن قلبك قاسي أوى أوى
وانت مش بتحس كده كده
وانتظرت أن يضحك ولكن عبس
فقامت بضرب الأرض بقدميها بقوة
وذهبت من أمامه بحنق مغلقه الباب بقوة
فانفجر ضحكاً عليها تلك المجنونه .
مضى اليوم دون أحداث تذكر
حتى جاء الليل كان حوالى منتصف
شعرت بالجوع فلم تأكل ، فقررت الهبوط للأسفل والتوجه للمطبخ
وتناول شئ منه ، خرجت تتسلل على أطراف اصابعها ومرت من أمام غرفته
وهبطت إلى الاسفل متوجه إلى المطبخ ، حيث كان الظلام يسود المكان
لتصتدم بجسد ضخم تدراكت تماماً هويته فقد كان عاصى القادم من الأسفل
فقالت ::-
- خضتنى يا عاصى .
ليقول هو ::-
أهدى. ايه اللى نزلك دلوقت وبتتسحبى فى الظلمه كده ليه
لتقول له ::-
- بصراحه كنت جعانه ونزلت أكل حاجه ، وانت بتعمل ايه
ليقول هو ::-
كنت نازل أدور على مرهم ، ضربة بيجاد الغبى ورمت
لترفع يديها تتحسس موضع لكمة بيجاد بينما تقول ::
- لسه بتوجعك يا عاصى ، معلشى آسفة أنها بسببى
تعالى معايا فى علبة الاسعافات اللى بالمطبخ ،
فيها مرهم للكدمات تعالى أحطلك منه ، أكيد ورمت جامد ، .
لتضأ الأنوار فجأه من أعلى الدرج ولم يكن غير الوحش الضارى
الشيطان العاشق بيجاد ،يطالعهم بنظرات نارية
ليرتعد عاصى مبتعداً عنها بخطوة للخلف بينما يبعد يديها عن وجنته
لتشعر هي بالقلق وتستدير وهى تتمنى أن لا يكون من تظن أنه هو
لتطالع وجه الغاضب وعيناه التى تقدح لهب قد يحرق القصر بأكمله
لتقول بخوف ::-
-- روحنا فى داهية
ليقول عاصى بينما يتحسس وجهه المكدوم ::-
- المره دى مش ضربة ...المرة دى هيقتلنى اكيد ...
...........
يتبع
استغفر الله العظيم 3 مرات
قادهما زياد إلى غرفة التحاليل وأخذ منهم عينات دماء ليجري عليها الاختبار ، وبعدما انتهوا من الأمر وخرجوا من الغرفه ووقفوا بالردهه فنظر لهم زياد وقال::
- ما تقلقشي يا عاصي ، انا هباشر التحاليل بنفسي ، وهحاول أسرع النتيجه على قد ما أقدر
خلال يومان أو ثلاثه بالكتير وهتبان .
أومئ له عاصي وقال :::
- ذي ما قولت يا زياد مش لازم حد يعرف بالموضوع دا ، هيكون سر بينا
نظر له زياد وقال ::
- بس لازم بيجاد يعرف أن حور مش بنته وأنها مراته .
إلى هنا وانتبهت حور لحديثهم، ورفعت نظرها لزيادة وقالت::
- هو عارف أنى مش بنته ومن زمان ، وبالرغم من كده خطبنى لغيره، ورفض أنه يعترف لى
علشان كده مش لازم يعرف يا زياد فاهم !!
لأن الظاهر أن اخواك ندم من جوازه منى ، لأنى في نظره بنت حرام
استمع عاصى لحديثها وتأججت نيران الغضب بداخله
واحتدت ملامحه وقال بصوت جهور أجفلها ::
- اخرسي ... أنتى مش بنت حرام أبداً
انا و ورد كنا متجوزين على سنة الله ورسوله و أطلقنا
شعرت بالضياع والتشتت، عاصي كان زوج ورد ، متى ، ولما لم تعلم بالأمر
وإذا كانت إبنته لما كتبت بأسم أحمد إذاً
ما الذي يحدث ، ما كل تلك الأسرار التى تنكشف أمامها ،
توجهت إلى أقرب مقعد وجلست عليه ، بينما هو ظلا مكانه لدقائق مشتت فهو أيضاً لا يستوعب الأمر ، فبعد كل تلك السنوات يكتشف انه قد تكون له إبنه لم يعلم بوجدها ، وقد عانت الكثير ، تذكر ذاك الحلم الذي أعاده إلى الحياه
والذي بات تفسيره واضحاً الآن له ، هى تلك الروح المتألمه التى كانت تناجى له ، هى تلك الروح التى حثته ورد على البقاء لأجلها . ،ومن ثم وجه نظره لها يطالعها ، ليري تشتتها ، فرفق بحالها وتوجه إليها وجثى على ركبتيه أمامها واحتضن وجهها بكفيه وتنهد تنهيدة حاره وقال ::
- عارف أنها صدمة ليكى ، ذي ما هى صدمة ليا
انا عشت عمرى كله وحيد وصدقينى كنت بعانى مش كنت مبسوط أبداً
أنا لو كنت أعرف بوجودك كانت حياتى إختلفت، كانت بقيت احسن ، لكن هى خبتك عنى
حرمتنى من وجودك قربي ومن حقى أنى أكون جانبك وأنتى بتكبري
سلبت حقى منى وملكته لغيرى لأنها حبته هو واختارت تكون معاه هو .
لترفع عينيها تطالع نظرة عيناه الصادقه التى يملأها الحزن والألم وقالت::
- أنت بتتكلم كأنك اتأكد أنى بنتك، النتيجه لسه ما ظهرتش، انا ممكن مش أكون ....
قاطعها وقال لأ بنتى انا متأكد من دا ، قلبى إحساسه بيكى من أول ما شافك
بيأكد لى أنك بنتى ، طبعك ومرحك وجنونك اللى وخدها منى ، بتاكد لى أنك بنتى
التحليل دا ما هو إلا اثبت ليكى وللكل، لكن بالنسبه لى انا متأكد انك بنتى
- طيب ازاى بنتك ، امتى اتجوزت ماما ورد وأمتى أطلقت منك واتجوزت أحمد وحملت فيا .
تنهد هو وقال بينما يقوم ويجلس على احدى المقاعد بجانبها :::
- أنا هحكيلك كل حاجه .
بينما زياد كان قد شعر بحاجتهم للأنفراد وذهب ليتركهم معا .
بينما عاصي تابع قائلا :: أنتى عارفه أن عادات عيلتنا أن البنت لابن عمها ، ومن صغرنا اتحدد
أن عاصي لورد وبيجاد لزهرة وأنا كنت أكثر من سعيد بالقرار دا لأنى كنت بحبها ، لا انا كنت بعشقها
وكنت فاكر أنها كمان بتحبنى، كبرنا وكبر جوايا حلمان الاول هى والثانى أنى أدخل كلية الشرطه وبالفعل خطيت اول خطوة بتحقيق حلمى الثانى ،وابتدت اول سنه ليا في كلية الشرطه و سافرت لكن فوجئت بعمى أسد أبو بيجاد بيتصل بيا وبيطلب حضوري فوراً، فأستجبت ورجعت البلد فوراً، لقيته مقرر انه يقدم موعد جوازي انا ورد رغم أن كان ميعاده اول ما زهره وورد يكملوا 18 سنه وهيكون انا وبيجاد سوا، لكن ، بصراحه مش اهتميت بالسبب،لأنى كنت سعيد بأنى هتجوز ورد حبيبتى وهحقق حلمى بقربها وتم كتب الكتاب بسرعه كبيره والفرح واتجوزنا انا و ورد وكنت أكثر من سعيد بقربها ، مر علينا أسبوعان كنت شايفهم أحلى ايام بحياتى ، لكن كنت حاسس ببرودة ورد من ناحيتى وسرحانها طوال الوقت، فكرتها مكسوفه منى ولسه متعودتش على وجودى ، لكن خلصت اجازتى وكان لازم أرجع لدراستى وحلمى التانى ، ومر عليا شهر كنت بحلم بالاجازه التانيه اللى هرجع فيها لوردتى ولحضنها، لغاية ما اتصدمت صدمة عمرى ، لما وصلى ظرف من البلد فيه صور كتير لورد مع أحمد لوحدهم في عدة أماكن ، وقتها أحمد كان دكتور نساء متعين جديد في المشفي، وقتها فهمت ليه عمى سرع فى جوازنا وليه ورد كانت باردة معايا ،
لأنه أكتشف علاقتها بأحمد وجبرها تتجوزنى ، رجعت البلد وأنا الدم بيغلى في عروقي ومش شايف قدامى ، وصلت على القصر والظرف بأيدى بدور عليها في كل مكان ، لكن لقيت القصر مقلوب والكل بيحكى عن فضيحة زهره وأنها ليها صور مع عماد هي كمان و الظرف كان وصل لبيجاد ، و لعمى وزهرة وورد اختفوا، دورنا عليهم في كل مكان ، وقدرت ألقيهم كانوا مع أحمد ومخططين يهربوا ، وقتها هجمت على أحمد ،، كنت مقرر أقتله لكن خوفها وقلقها عليه وهى بتبعدنى عنه كسرنى، اتجهت ليها ونار الغضب والغيره بتنهش فيا خنقتها بأيديا ، عقلى كان بيقولى أقتلها لكن قلبى رفض يسمعه، سبتها وبعدت عنها و قلبى مجروح ، ورجعت بصتلها وقلت لها أنتى طالق ومشيت وانا حاسس بالقهر ، رجعت القصر وانا مهزوم مكسور ، مرت الأيام والشهور وانا كنت فيها بعانى عازل نفسي عن العالم حتى حلمى اتخليت عنه لحد في ليله من الليالي وأنا في اوضتى عديت جانب الشباك فلمحت ظل في الجنينه ، دققت فيه لقيتها أمى خارجه بالليل ، استغربت وبسرعه نزلت ألحقها ومشيت وراها ، لقيتها بتقابل عماد وسمعتهم وهما بيتكلموا وعرفت أن ورد وزهرة مظللومين وان كله من تخطيط أمى وعماد ، آه فعلاً ورد كانت بتحب أحمد لكن قطعت علاقتها بيه لما اتجوزنا، وكانت بتقبله بس علشان زهره واللى اكتشفت قصة حملها من بيجاد و كان احمد بيساعدهم ، ويوم ما كانت بتقابل أحمد كانت بتطلب منه يهرب زهرة مش هي أبداً ، وقتها اتجننت وقطعت علاقتى بأمى وأبتديت أدور على ورد وزهره ،
لكن وصلت متأخر لعنوان شقه بالقاهره كانوا ساكنين فيها وعرفت منها ان ورد اتجوزت أحمد
وأن كان ليها اخت وماتت ، فهى سافرت هي وجوزها كندا ، وقتها كرهت بيجاد وأمي والعيله كلها وسافرت من البلد وقطعت علاقتى بالكل ، لحد اليوم إللى رجعت فيه يوم جوازك أنتى وبيجاد ومعرفتى بقصة أنكم بناته ، فأتضح بعد كده انها كانت كذبه وان زهره مش ماتت وقت ما عرفت وان الحكاية دى كانت تضليل علشان بيجاد وعماد ما يقدروش يوصلوا لزهرة ويفتكروا انها ماتت ، هى دي كل الحكاية .
للأسف ورد اختارت أحمد لأنها حتى محاولتش تبرر لى وتشرح لى الوضع ، هي اختارت تروح معاه ،حتى أنها خبت عنى وجودك .
استمعت حور له وقلبها يملأه الحزن على وضعه فهو حقاً أحب والدتها ورد جداً ولكنها أحبت غيره ، هى تدرك كم يكون هذا مؤلم ، فهى تعشق بيجاد ولا تتخيل أن يحب غيرها أو يبتعد عنها ، لذا تنهدت بأسى على حاله وأرتمت بأحضانه وقالت ::
- أنا بتمنى فعلاً أن يكون شكك صح وأكون بنتك يا عاصى .
ليتعالى ويجب قلبه الذي يخبره ويؤكد له صدق إحساسه بكونها أبنته ويقول ::
- بنتى أنتى بنتى وأنا متأكد من دا ....
.......
بينما في الجامعه كانت شاهى تجلس في الكافتيريا تفكر فى حازم ، حتى أتت لها صديقتها نهى وجلست مقابلها وقالت ::
- ما حضرتيش المحاضر ليه يا شاهى
- مش كان ليا مزاج يا نهي .
ثم صمتت قليلاً وقالت لها ::
- هى حور جات النهاردة
- لا الظاهر كده ما جتش ، اكيد بترتاح
بعد ما أغمى عليها في حفلتك .
لترتسم إبتسامة خبيثه على ثغرها ، متذكره ليلة أمس مع حازم
ثم نهضت من موضعها وجذبت حقيبتها وقالت ::-
-- تمام يا نهى أنا هروح انا بقا ، ماليش مزاج أحضر محاضرات النهاردة
ثم تتركها وتذهب ولكن متوجها إلى مكان آخر وهو مكتب حازم بالجامعة،
الذي كان قد أتى إليها بعدما أنهى حديثه مع بيجاد ،
طرقت الباب ودلفت تتغنج في خطواتها إلى أن اقتربت منه وأنحنت وقبلته،
ثم جلست أمامه على المكتب وقالت::-
-- انا عرفت ان حور مش جات النهاردة فعلا كده جيت وأنا مش قلقانه.
ثم تقترب منه أكثر وتقول بأغراء::
هو انا مش وحشتك ولا إيه !! ..
على العموم انت وحشتيني جداً وانا مليش مزاج أحضر محاضرات النهارده
بابى ومامى مسافرين وكمان على حد علمى انت كمان مش وراك محاضرات ،
فأيه رأيك نروح عندك البيت ؟؟
ليطالعها حازم بشهوه وترتسم ابتسامة على شفتيه ويقول::-
-- وماله انا كمان مزاجى وحش النهاردة وعايز اعدله،
ثم يخرج مفتاح شقته ويعطيه لها بينما يقول ::-
خدى وروحى هناك ظبطى لنا جو حلو كده زيك وانا هحصلك على طوال
علشان محدش يشوفنا مع بعض .
لتبتسم هي له وتجذب المفاتيح منه وتنحنى تقبله من شفتيه ثم تغادر متوجها إلى شقته ،
أما هو نظر لها الى ان ذهبت ، وانتظر بعض الوقت ثم ذهب لينهي بعض الأمور قبل الذهاب خلفها ....
........
أما عند حورية كان قد إنتابها القلق ، منذ مغادرة عاصى ساحباً خلفه حور وقد تجاهلها تماماً،
وله كل الحق في هذا ،فكان حديثها معه قاسى ، لقد نهرت نفسها عليه ، ولكنها تري انه الأنسب فعليه نسيانها وعليها هى الأخرى تجاهل أي مشاعر بداخلها له ، فهى لا رغبة لها بالعشق تخافه كثيراً
تحمد الله أنها لم تتعلق بزياد وإلا لكانت تعانى الآن ، لذا هى محقه وعليها إبعاده عنها تنهدت بقلق عليهما فأذا علم بيجاد بما حدث وخروجهم معا دون علمه فلن يرحمه أبداً وسيؤذيه حتماً، لذا توجهت للحارس وطلبت منه عدم أخبار بيجاد وبعد رجاء كثير استجاب لها الحارس خوفاً هو الآخر من العقاب فإذا علم بيجاد بكونهم قد سمحوا لهم بالخروج دون أذناً منه سوف يعاقبكم بشدة ، ثم عادت للجلوس في الحديقة تفكر ترى ما سبب خروجهم بهذه الطريقة ، مر الوقت عليها وهى قلقه متوترة خاشية من مجئ بيجاد قبلهم إلى أن أستمعت لصوت سياره وكان ما تخشاه يتجسد أمامها فقد كان هو بيجاد والدها يدل بسيارته من البوابة الخارجيه للقصر ويترجل منها ، بينما هى قد انتابها الذعر من أن يعلم، توجه إليها وجلس بجانبها فقال ::-
- أهلاً يا حبيبتى اخبارك إيه ؟... مش شفتك النهاردة،
لتتوتر هي وتقول::
- انا بخير ... هو أنت رجعت على طوال ليه !!
نظر لها عاقداً حاجبيه معاً مستغرب سؤالها، فأنتبهت هى لذلة لسانها وقالت::-
- أصل قلقلت فكرت فى حاجه
فتنهد هو وقال ::-
- لا أبداً، بس أنا مش كان لازم اروح النهاردة، بس كان عندى شغل مهم روحت خلصته وجيت على طوال
لأن مدير الفندق ياللى حبين نعمل فيه فرح زياد ومنار كان محدد معانا ميعاد النهاردة وانا كنت ناسي خالص والسكرتيرة فكرتنى فأتصلت على أكرم وهخده هو ومنار ونطلع نأخذ زياد ونروح نتفق معاه
فلاحظ توترها وشعر انه لربما بسبب زياد فتنهد وقال::-
- انا عارف أنى مشغول عنك الفترة دي ومقصر دايماً فى حقك ، بس صدقيني غصب عنى
الشغل اللى كان متراكم عليا وكمان موضوع عماد ياللى نفسي أخلص منه النهاردة قبل بكره
وطنية أمور شغلانى أول ما احلها بأذن الله هخدك أنتى وحور ونطلع رحله نغير جو شويه
لتومئ له رأسها فيتابع قائلاً ::
- صحيح أم عقل مضروب فين ؟؟...
مش سمع لها صوت ،والبيت هادى أوى
لتتوتر هي للغاية ويصيبها القلق وتتلعثم قائلة::
- نايمة... حور نايمة تعبت شويه ونامت
لينتابه القلق ويقول::-
- تعبت !! .. انا هروح اطمن عليها
لتقول هى ::
- لا لا هى بس صدعت شويه مش اكتر ونامت شوية، مفيهاش حاجه ما تقلقش ،
وبلاش تصحيها من نومها .
لينقذها مجئ كلا من أكرم ومنار إليهم ، فينهض سريعاً ويقول::
- تمام يلا بسرعة علشان لسه هنفوت نجيب زياد مارديتش اتصل بيه حبيتها تكون مفاجأة .
ليستجيب كلا منهما له ويتوجه إلى السيارة ويلحق به أكرم ومنار ، لتتنهد حورية براحة
لكونه لم يكتشف غياب حور
.....
بينما في ذاك الوقت كان عاصى قد أنهى سرد ما حدث لحور وأتى زياد إليهم وعادوا إلى المكتب مرة آخرى ، يتحدثون حول مايحدث حتى قال زياد ::-
-- ممكن تفهمينى علشان انا مش فاهم حاجه ؟؟
إزاى يعنى بيجاد عارف انك مش بنته ومراته وخطبك لحازم
لتنظر له حور وتتنهد بألم وتقول::
- معرفش يا زياد ، انا سمعته وهو بيقول كده لاكرم وإنى مش لازم أعرف وأن وجودى مع حازم
أفضل تصور !!
- أكيد في سبب يا حور ،كلنا عارفين ان بيجاد بيعشقك ، دا كان مدمر لما فكر انك يعنى موتى
- مش عارفه يا زياد ،بس انا مجروحه منه أوى
ليربت عاصى على يديها ويقول ::-
-- أنا متأكد ان فى سبب لدا ، لأنى متأكد ان الغبى دا بيعشقك يا حور
دا بيغير عليكى بجنون .
ثم يقهق فجأه، لينظر نحوه كلا من حور وزياد بأندهاش فيقول::-
- معلشى بس اصلى دلوقت فهمت سر عصبيته النهارده كان هيقتلنى انا وعمار
لأن عمار كان رايح يطلب ايدك منه وهو وقتها كان فى قمة غضبه
لتنظر نحوه حور بأندهاش وتقول ::-
-- نعم يعنى عمار كان بيخطبنى من جوزى النهارده وهو عارف أنى مخطوبة لحازم إيه الجنان دا
شفت يا زياد اخوك بيعمل فيا وفي نفسه إيه !!
بينما زياد كان قد انفجر في الضحك هو الآخر متخيلا بيجاد فى ذاك المشهد
لتصاب عدوى الضحك إلى حور هى الأخرى .
إلى أن هدأو أخيراً فقال زياد::-
-- وبيجاد سكت يا عاصي
- لا طرد عمار و أمره يرجع البلد وانا قالى أبعد عنى ومشفوش وشك النهارده
لتقول حور ::-
- لما هو بيغير كده ليه خاطبنى لحازم وليه مش اعترف لى .
زياد:: اكيد فى سبب يا حور وأنتى لازم تتكلمى معاه وتفهميه منه
- لا طبعا مش هكلمه يا زياد ، مش لازم يعرف أنى عارفه أصلا
كل مره هو يبعد وانا اللى أقرب منه واتمسك بيه ، هو لازم يثبت لى حبه المرة دى
لازم يطالب بحقه فيا وانا هكمل لعبته للآخر، واشوف هو بيخطط لأيه !!
وأنت هتوعدنى أنك مش هتقوله حاجه أبداً وكمان هتساعدونى
ليبتسم عاصى عليها ويقول::-
- معاكى فى اى حاجه تسعدك يا مجنونه، لكن لو بيجاد كان ناوي يتخلى عنك بجد ، فأنا اللى مش هسمحلك تبقى هنا دقيقه واحده هخدك ونسافر أمريكا
-- دا معناه انك لغيت فكرة السفر يا عاصى
- اكيد طبعاً معقول أسافر وأسيبك، الأول ماش كان لى حاجه أبقى علشان
لكن دلوقتى بقى ليا كل حاجه يا قلب بابا .
- بردك متأكد انك بابا
- متأكد وهثبتلك لما تظهر النتائج
ليقول زياد بتردد ::-
-- حور لو اتضح انك فعلاً بنت عاصى وان عماد زور التحاليل، فدا مش يمكن معناه أن تحليل حور به مزور هو كمان وتكون كمان أختك وبنت عاصى
صدمة ألجمته، سكيناً بارد وقام بغرسه بقلبه،أيعقل أن تكون ابنته هى الأخرى
كلا مستحيل طبعاً ، لا يمكن أن تكون ،لا يمكن أن يقع هو فى دائرة العشق المحرم تلك
لقد تقرب من حورية كثيراً و قلبه عشقها بشدة ، لتلاحظ حور صدمته
، لتربية على يديه و تقول؛؛-
--لا طبعاً يا زياد ، بيجاد قال أنى أن اللى مش بنته وطالما متأكد من دا ، يبقى هو اتأكد بنفسه وعمل تحاليل والنتيجة كانت كده، انت لازم تكون عارف أخوك، وكمان عماد مش كان ليه مصلحه يكذب وقتها
هو كان فاكر انه هيقتلنى، يعنى اكيد مش هيكدب
ليتنهد عاصى براحة ولكن بداخله بعض من القلق يرغب بالتأكد بنفسه ليطمئن قلبه
ثم ينهوا الحديث ويستأذنوا للذهاب قبل عودة بيجاد من الشركه .
وفى ذاك الوقت كان بيجاد قد وصل إلى المشفى ودلف هو وأكرم ومنار، وسأل على زياد وتوجه إليه
وما أن قام زياد حتى يقوم بتوديعهم وفتح باب المكتب كى يذهبوا حتى شاهد بيجاد متوجه نحوه ومعه أكرم ومنار فعاود غلق الباب سريعاً ونظر لهم قائلاً ::-
--بيجاد برا ومعاه أكرم ومنار
لترتعد حور وتنظر لعامة بقلق وتقول:-
- هنعمل إيه مش لازم يشوفنا، دا لو عرف أن خرجت من القصر معاك هيقتلك ويقتلنى
وطبعاً مش هين نقوله أحنا هنا ليه ، خططنا هتفشل
ليقول زياد ::-
- طيب استخبوا ورا بروفة الكشف بسرعه
ليتوجهوا بسرعه نحوه وفي لحظات كان بيجاد يطرق باب المكتب فأعتدل زياد وأذن لهم بالدخول
وما أن دلفوا حتى تظاهر زياد بالاندهاش وبادالهم الترحيب المفرط الذي استشعرت منار غرابته
فنظرت له مستفهمه بينما جلس الجميع ، أكرم وبيجاد مقابل مكتبه ومنار على الأريكه التى
بينما بيجاد ما أن دلف وجلس حتى شعر بعبق رائحتها يملأ المكان
فأستنشقه وشعر بوجودها
فسخر من ذاته قائلاً ::-
-- والله عال يا بيجاد من فرط شوقك ليه بتشم ريحتها وتحس بوجودها حوليك
حد يصدق حالتك دى وأنك تعشق للدرجة دي .
ثم زفر مستغفرا ربه يحاول أن يزيحها عن تفكيره ولكن دون جدوى ف عبق عطرها كان
يثير فيه تلك المشاعر الهوجاء التى تهاجمه ما أن يستنشقه، فتلك الحور قد توغل عشقها بقلبه
حاول إزاحة تلك المشاعر جانباً وقال::-
-- احنا جايين نخدك و نروح الفندق اللى هيتم فيه فرحكم دلوقت.
فنهض زياد مسرعاً وقال::-
-- تمام يلا نروح انا جاهز ، وتوجه إلى الباب
فنظر له بيجاد وأكرم بأستغراب وقال ::-
--- طيب هتروح كده وانت لابس على القليل أليس الجاكيت بدل البلطو الأبيض دا.
لينتبه زياد لوضعه فيقوم بخلعه مسرعاً وإرتداء جاكيته
فطالعه بيجاد وهو يستشعر بوجود شيئاً خاطئ
ولكن قد أتاه إتصال فأخرج هاتفه ليجيب عليه ،
ليستمع للطرف الآخر بوجه متهجم، ثم ينهى المكالمه ويضع الهاتف على المكتب
فأستغل زياد الامر واشار لها بعينيه على بروفة الكشف ، فنظرت له بقلق
فلم تفهم ما الذي يخشى أن يروا .
بينما أكرم قال::-
-- مالك يا زياد مش على بعضك ليه
- لا أبدا مفيش حاجه ، بس لأنكم مستعجلين
فنهضت منار محاوله التسلل لترى ما يقصده زياد
وتقدمت بأتجاه ما أشار إليه ، لتشهق ما ان رأت كلا من عاصى وحور
فأنتبه لها الجميع فأشاحت بنظره عنهم وابتعدت وقالت ::-
- فعلاً زياد معاه حق ، إحنا متأخرين جداً ولازم نمشى
وعادت إلى والده تحثه على النهوض بينما تغمز له
فأستجاب لها ونهض، فمالت عليه وقالت::-
-- إحنا لازم نمشى بسرعة من هنا والا هتحصل جنايه
خالو عاصى وحور هنا وعمى لو شفهم هتحصل كارثه
فأدرك أكرم المأزق الذي هم به وقال هو الآخر ::-
-- فعلا يا بيجاد أحنا متأخرين
شعر بيجاد بوجود خطب ما ، من خلال اسلوبهم المثير للشك هذا
ولكنه تناهى عنه ونهض ليذهب وخرجوا جميعا ،
فشعرت حور بالراحة وخرجت هى وعاصى وقالت ::-
الحمد لله عدت على خير ومش اتقفشنا ،
ليقهق عاصى عليها بينما يقول ::-
-- فى إيه يا حور مش كنت أعرف انك بتخافى منه أوى كده
لتقهق هي الأخرى وتقول::-
-- بخاف انا والخوف لا أبداً مش بخاف من بيجو أبداً
ً لتصدم بفتح الباب وكان بيجاد أمامهم وكلا منهم مصدومة برؤية الآخر
فأدركت حور أنها هالكه لا محال من ذلك خاصة وقد استمع بقولها انها لا تخاف منه
فلاش باك
ما أن خرج بيجاد ، حتى ادرك انه قد ترك هاتفه على المكتب فقال بينما
يعود إليه ::- الظاهر أنى نسيت تليفونى جواا، انا هرجع اجيبه
وقبل أن يجيب زياد قائلاً انه يوسف يجلبه له ،كان بيجاد قد عاد وقام بفتح الباب أمامه ليرى كلا من حور وعاصى أمامه بينما حور تقول انها لا تخافه
نهاية الفلاش باك
وما ان راهم حتى أحتدت نظراته وتملك منه الغضب ، بينما حور سرعان ما اختبئت خلف عاصى وتنظر له من الخلف ، فكان لتلك الحركه أثر سلبي عليه فقد أزادت من غضبه رؤيتها تتحامى فى عاصى منه
ليدلف كلا من منار وزياد وأكرم من خلفه متوترين د بينما هو اقترب منهم ونظراته تلتهمهم قائلاً ::-
-- ممكن أفهم انتم هنا بتعمل إيه! !
و إزاى خرجت من القصر بدون علمى وتخلى أختك تكدب عليا وتقولى انك تعبانه ونايمه
ثم يستدير ويطالع كلا من منار وزياد بغضب ويتابع قائلا::
::- لا وكمان بتخليهم يخبوا عليا ، ثم يقول بصوت جهور::-
إيه إللى خرجك من دون إذنى يا حوووور
لترتعد حور مرتعبه تتمسك بثياب عاصى بشده
فيتدخل زياد محاولاً التبرير قائلاً ::-
--أصل حور فعلاً تعبت شويه وعاصى جابها يكمن عليها ومش حابينا نقلقك
ليقول بيجاد بحده::-
-- اه بجد والمفروض انا أصدق الحكايه دي ، جاوبينى انا بسألك؟ ؟
ويتقدم نحوها ليجذبها من خلف عاصى ولكن
امتدت يد عاصى تبعد بيجاد عنها بينما يقول::-
-- فى أيه يا بيجاد مش حصل حاجه لكده ، هي معايا يعنى
ليستدير بيجاد عنه يحاول لم غضبه دون جدوى ويستمر نحوه مره آخر ولكن
كانت قبضة يده متوجه لوجه عاصى تلكمه بشده مباغتة بينما يده الأخرى تجذب حور من خلفه
فيترنح عاصى بينما يقول بيجاد ::-
-- انا حذرت اكثر منزمره تبعد عن حور وانا مش بتسمع
المره الجايه يا عاصى هتكون الجانى على نفسك وبجرها خلفه ويذهب من المشفى
بينما زياد تقدم إلى عاصى يحاول أن يهدأه قيقول::-
-- أبعد يا زياد لازم اروح الحق حور ، انا مش ضامن الغبى دا يعمل معاها إيه
دا ضربنى !!!!
ليوقفه أكرم قائلاً ::-
- أهدى يا عاصى وبلاش تدخل نفسك ما بينهم واسمع كلام وابعد عن حور ،
انت عارف أنها خط أحمر بالنسبه له
ليقول له عاصى ::-
- وأنت لازم تعرفوا أن حور تخصنى اكتر منه ، ومش هسمح ليه أو لغيره يأذيها تانى
وان اضطريت هخدها ونسافر لأمريكا
ليطالعه أكرم بغضب ويقول::-
- قصدك إيه بالكلام دا !!
يعنى إيه تخصك دى!!
ويعنى ايه تخدها وتسافر! !
مين انت علشان يكون ليك حق تعمل كده ؟؟
ليطالعه عاصى بغضب ثم ينظر لزياد ويتركهم ويذهب فهو لم يحصل على الإثبات بعد
ويسرع إلى خارج المشفى ، فيجد بيجاد يدخل حور السياره، ثم يصعد هو الآخر وينطلق بسرعة قصوى ، فيصل هو الآخر سيارته ويلحق بهم و كذلك فعل أكرم ومنار اسرعوا إلى سيرة زياد متوجهين إلى القصر
مر بعض الوقت حتى وصلت سيرة بيجاد إلى القصر ، فكان طوال الطريق صامت جامد الملامح ، لم ينظر له ولو مره واحده وقد ارعبها صمته حقاً ، دلت السيارة من البوابة الخارجيه للقصر وترجلت حور من السياره مسرعه متوجها إلى حورية التى كانت ما تزال تنتظرهم بحديقة القصر
وقالت لها ::-
- تعالى نهرب بسرعه هيقتلنا و بالفعل دلفوا الى القصر سرييعا و ما أن أوشكوا على الصعود حتى اوقفهم صوته الجهور صارخاً بهم أن يتوقفوا، فارتعد كلا منهما وثبت مكانه
وفى ذاك الأثناء كانت وصلت سيرة عاصى وخلفه سيرة زياد، ترجلا عاصى مسرعاً من سيارته وما أن أوشك على الدلوف حتى لحق به زياد واوقفه محاولا تهدئته قائلاً ::-
- أهدى يا عاصى ، بعصبيتك دي هتبوظ كل حاجه ، حط نفسك مكان بيجاد وفكر ذيه ، هتلاقى انه معه حق
انت بالنسبه له مجرد راجل وهى مراته وبيغير عليها ، وإذا حاولت تبرر موقفك فهتكشف خطة حور وهتتسبب في مشاكل بينها وبين بيجاد وانت لازم تكون عارف ان حور حياتها مرتبطة ببيجاد تمام ذي ما هو حياته حور وبس وبعدين كمان لازم تكون متأكد انه مستحيل يأذيها فأهدى كده وبلاش تهور ، لأنك كمان لسه مش معاك إثبات أن حور بنتك .
ليستمع له عاصى ويقتنع بحديثه ويحاول أن يهدئ من نفسه ليأتي أكرم ومنار ويدلفوا جميعاً للداخل
ليجدوا كلا من حور وحورية مذعورين وبيجاد يتقدم منهم بغضب قائلاً ::-
-أولاً خرجتى من دون إذنى ومع عاصى
ثانياً خليتى أختك تكدب عليا
ثالثا خليتيهم كلهم يستغفلونى
وفاكرين أنى غبى مش هعرف
أولا انا شفت عربية عاصى قدام المشفى
وأول ما دخلت مكتب زياد وارتباكه أكد لى ان في حاجه غلط وخاصة لما خبى وجود عاصى وكمان الإتصال اللى جانى من الحارس اللى خاف يتعاقب ويطرد لما أنا أكتشف
وحكى لى على كل اللى حصل وان الآنسة
حورية العقله طلبت منه يخبى عليه
وكمان. ....
كاد أن يخبرها انه شعر بوجودها من خلال عبق رائحتها الذى كان يملأ المكان
ولكنه صمت وتغاطى عن هذا وتابع قوله ::-
-- الظاهر أنى بتساهل معاكى كتير لدرجة أنك بطلتى تخافى منى
لكن المره دى لا يا حور هعرفك مين هو الشيطان وإذا لازم تخافى منه أو لا
ثم أستمر فى الإقتراب لترتعد حور خوفاً منه ولكنها تتظاهر بالشجاعة وتقول::-
-- أنت إللى جبرتنا نعمل كده ونخبى عليك من كتر التحكمات والممنوع
إيه المشكله فى أنى خرجت مع عاصى هو مش حد غريب وبعدان هو إحنا روحنا
فين انت شفتنا عند زياد ، إيه كاتت المشكله فى دا !!
لكن تحكماتك جبرتنا نخبى عليك خوفاً من ردة فعلك
وأنا زهقت ومليت، إحنا مش واخدين على التحكم دا وتقيد الحريه وفرض سيطرتك
علينا دى ...
كم ألمته حينما قالت ذلك ، حينما سميت خوفه عليه هكذا ، قال بنبرة حزينه::-
- فرض سيطرتى! !!
أنتى بتسمع خوفى عليكم فرض سيطرة وتحكم، أنتى مش متخيلة قلقى عليكم طوال الوقت بيكون إزاى
انا تقريباً مش بنا من القلق ، أن يجى يوم وما اقدرش احميكم فيه ويصيب وحدة فيكم أذى
لأنى وقتها هموت وهنكسر وفى الآخر أنتى تسميه فرض سيطرة!!
شعرت بالألم والهذيان من نفسها لأيلامه هكذا، ما كان يفترض بها الحديث هكذا
بينما عاصى شعر به وأيقن انه معه فى خوفه وقلقه وحمايته لهم ، لأن الخطر لا يزال يحوم حولهم
تقدم منه وقال محاولاً تهدئته بكذبه ما::-
- أهدى يا بيجاد عارف ان احنا غلطنا لكن بدون قصد صدقني ،
هى حور كنت ملا شويه وزياد كان وحشها وكمان بسبب تعبها امبارح
وأنها رجعت داخت تانى، فقلقت عليه وحبيت اطمن من غير ما اقلقك مش أكثر
وهى ارتعبت من ردة فعلك علشان كده خافت منك واستخبت
لكن أوعدك أن الموضوع مش هيتكرر تانى
ليطالعه بيجاد بغضب دافين ثم ينقل بصره إلى حور بألم ويتركهم ويدلف مكتبه،
لتشعر حور بالآلم لتسببها بالحزن له ، هى لم تقصد قول ذلك أبدا، بل على العكس
هى تعجبها كثيرا وجوده الدائم حولها واحتوائه لها وخوفه وقلقه عليها،
شعر عاصى بألمها وندمها فهو بات يعرف كم تعشقه ، للحظات شعر بالغيرة من حبه له
ولكنه تراجع مذكرات ذاته أن قربها منه هو سعادتها
وتقدم منها ليأخذها بأحضانه ، وكانت حقاً بحاجه لهذا
فأرتمت بأحضانه وقالت::-
- مش كان قصدي ازعله يا عاصى والله ما كان قصدي.
ربت على ظهرها بحنان وقال ::-
-- عارف يا قلب عاصى ، بس أنتى عارفة انه مش بيقدر يزعل منك
ادخلى له .
لترفع بصارها تطالعه ليومئ لها برأسه مشجعاً
فتتركه متوجها إليه .
بينما كان الجميع مشدوهاً بأستثناء زياد
من حديث حور وعاصى وتقربهم هكذا
حتى أن حورية قد شعرت بالآلم لقد قال لها يا قلب عاصى
أيعقل أن يكون ثمة شئ بينهم ، ولكن لا حور تقع ببيجاد وبشده
إذا ما هذا !
أيعقل أن يكون هو يحبها !!
اذا ماذا يسمى تقربه منها هى الأخرى
هل بعقل أنه يحاول أن يضحك عليهم معا،
نظرت له وتقدمت منه وقالت::-
- ممكن نتكلم مع بعض شوية فى الجنينه
فأومئ لها برأسه موافقاً
فتقدمت هى وحق بها ، بينما كان أكرم ومنار مندهشان مما يحدث
وشعر أكرم هو الآخر بالقلق من أن يكون قد نمت مشاعر بين حور وعاصى
ستكون حينها كارثه ،فوق تندلع حرب بينهما نهايتها دماء أحدهم
فعال ل بهين هو فى غضبه لا يرحم ، لا يقل عن بيجاد فى شراسته
فهما الإثنان الماضى قد أثر بهم وترك أثراً واضحاً على نفوسهم
لذا وجب عليه محاولة حل تلك المعضلة سريعاً
شعر بألماً فى صدره نتيجة توتره ، فأستئذن من زياد وصعد إلى غرفته لياخذ دواءه
بينما كان زياد هو السعيد الوحيد بينهم د، فقد تركه الجميع مع مناره وحدهم
تقدم منها بنظرة خبث وقال بينما يغمز لها بطرف عينيه ::-
- أحلى حاجة أن كلهم مشيوا وسبونا لوحدنا، أما أنتى وحشانى اوى يا منارى
لتخجل منار منه، فيترنح منها أكثر وهو عازماً على نيل شئ يطفئ شوقه لها
فاليوم هو يوم حظه حتماً لكى يغادر الجميع ويتركهم وحدهم على غير العادة
حيث كانت علياء دائماً ما تكون بينهم ، وما أن اقترب منها وأوشك على
نيل ما يتوق له حتى سمع صوت علياء تنادى منار وهى تهبط درج القصر
فأنتفض مبتعداً عنها يقول::-
- هما بيطلعوا أمنى دول، أمك دى مش ناويه ترحمنى
لتضحك منار عليه وتتوجه إلى والدتها
بينما كان بيجاد بالمكتب مرتمياً على الأريكه بأرهاق وآلم
ممد عليها بينما يضع كلتا يديه على رأسه عصباً بهم عيناه
حتى استمع الى طرق الباب ولكنه لما يبالى به
ولكنها دلفت فوجدته هكذا فتقدمت نحوه بخطوات متثاقله
وكان هو قد علم أنها هى ، بل راهن نفسه على حبها ومجيئها له
وقد فاز فى راهنه قد أتت ولم تتحمل حزنه منها حتى ولو فاقدة لكريم
إلا أن قلبها يشعر به مؤكداً، بينما هى ما أن وصلت أمامه حتى جثت على ركبتيها بجانبه
وقالت ::-
- آسفة يا بيجادو مش كان قصدي والله .
لم تستمع لرداً منه ،
فعاودت تكرار كلامها ولكن كان صمته الجواب،
وما أن أوشكت على التراجع حتى إنتابها فكرة خبيثه
تعرف أنه لن يقاومها ، فأقتربت منه بوجهها وقبلت وجنتيه ببطئ مثير متعمد
وبالفعل قبلتها الصغيرة تلك قد أطاحت بكيانه ، فتلك الماكرة الصغيرة تدرك كيف
تعزف على اوتار قلبه العاشق المتلهف إلى عشقها فلم يكن بيده غير جذبها بقوه إليه لتجلس على الأريكه بينما يرفع نفسه ويضع رأسه على قدمها ويقول ::-
ششششش مش عايز صوت ، محتاج ارتاح شويه وعقابا ليكى هتفضلى كده لحد ما أصحى
لتبتسم هى بشده وتقوم برفع يديها وتداعب خصلاتها البنيه بسعادة ومرح وهى تقول ::-
-- وأنا موافقه بعقابك دا
وتستمر بمداعبة خصلاته حتى غفا هو مستمتعاً بقربها هذا .
أما عند حورية وعاصى ما أن خرجا للخارج
حتى استدارت له حورية لتواجهه وقالت ::-
- في ايه بينك وبين حور ؟!
نظر لها مستفهماً قائلاً ::-
-أفندم! !
فأعادت تكرار سؤالها فقال ::-
- يعنى إيه اللى بينى وبين حور ؟؟!
قصدك أيه بسؤالك دا ، إيه متخيله يكون بينى وبينها مثلاً !!
فقالت له ::-
- أنا الظاهر شكى فيك في محاله انت واحد نسوانجى، و بتتسلى بيا انا وهى
لم يجاوب بل نظر لها مطولاً ثم وأخيرًا قال::-
- أنتى شايفه كدا!!
شايفنى بالبشعة دي !!
وأن حبى ليكى مش حقيقي وأنى بتسلى بيكى !!
على العموم أنتى حره تفكر فيا ذي ما أنتى عايزه
انا مش هبرر لك لأنك لغيتى أن يكون الحق دا ليكى
لما طلبتى أنى أنساكى وأبعد وأنا نفذت لك طلبك
واستدار ليذهب فقالت::-
- أبعد عن حور يا عاصى
فأستدار لها وقال ::-
-مستحيل أبعد عنها
لا أنتى ولا أى حد فى الدنيا ممكن يفرقنى عنها تانى من بعد ما لقيتها
وعشت من غيرها كل السنين دى .
ثم يستدار ويذهب ويتركهم حائرة تحاول فهم ما قاله منذ قليل ....
بينما فى مكان آخر تحديداً في شقة حازم
كان كلا من حازم وشاهى جالون على الفراش يدخن كلا منهم سيجارة
بعدما انتهوا كن فعل ما حرمه الله غفلون عن وجوده وعقابه
....
وبالعودة للشيطان العاشق المتيم وحوره
بعد وقت طويل غفا فيه براحة واطمئنان بكونها معه نهض فوجدها
تحدق به بينما لاتزال تداعب خصلاته، كما كانت جميله ومغوية
تجعل من قلبه مثل معزوفة موسيقيه ، هو متيم بها ، تلك الصغيره
بكلمه منها جعلت من قلبه مثل الحطام ومن ثم بقبلة صغيرة إعادة تصليحه
كم أراد الآن ضمها بين ضلوع بشده حتى يندمجا وتكون منه وهو منها ، إلى متى
سوف يعانى الويل والجفا منها ، اشتاق لسماع غزلها به وأعلان حبها له
عاد بذكرياته إلى ماضيهم معاً رغم كونه كان وقت قليل الا انه كان حافل
يشكر القدر لجمعه بها حتى لو كان قربها نارا تحرق تجعل منه رماد
فهو عاشق لنيرانها والاحتراق بقربها ، تنهد بحرارة ونهض من على قدمها
دون أن حتى يحدثها . يتظاهر بكونه لا يزال غاضبا منها ، بينما هو قد نسى
منذ أن دلت إلى مكتبه ، فهو يدرك أنه يشدد الاختنتاق عليها ولكن هذا لخوفه عليها
بينما هى اقدر أمتع وجهها و قوست شفتيها للأسفل كالاطفال تماماً،
كانت لذيذه بفعلتها تلك ، تجعله يرغب بألتهامها، جاهد أن يظل عباس جامد المشاعر
ولا يبتسم لتقول هى ::-
- انت لسه زعلان منى يا بيجادو
نظر لها بجمود وقال ::-
- يلا يا حور اتفضلى على اوضتك
عبس وجهها وقالت ::-
- ماشي يا بيجادو على راحتك ، بس خليك فاكر
أن قلبك قاسي أوى أوى
وانت مش بتحس كده كده
وانتظرت أن يضحك ولكن عبس
فقامت بضرب الأرض بقدميها بقوة
وذهبت من أمامه بحنق مغلقه الباب بقوة
فانفجر ضحكاً عليها تلك المجنونه .
مضى اليوم دون أحداث تذكر
حتى جاء الليل كان حوالى منتصف
شعرت بالجوع فلم تأكل ، فقررت الهبوط للأسفل والتوجه للمطبخ
وتناول شئ منه ، خرجت تتسلل على أطراف اصابعها ومرت من أمام غرفته
وهبطت إلى الاسفل متوجه إلى المطبخ ، حيث كان الظلام يسود المكان
لتصتدم بجسد ضخم تدراكت تماماً هويته فقد كان عاصى القادم من الأسفل
فقالت ::-
- خضتنى يا عاصى .
ليقول هو ::-
أهدى. ايه اللى نزلك دلوقت وبتتسحبى فى الظلمه كده ليه
لتقول له ::-
- بصراحه كنت جعانه ونزلت أكل حاجه ، وانت بتعمل ايه
ليقول هو ::-
كنت نازل أدور على مرهم ، ضربة بيجاد الغبى ورمت
لترفع يديها تتحسس موضع لكمة بيجاد بينما تقول ::
- لسه بتوجعك يا عاصى ، معلشى آسفة أنها بسببى
تعالى معايا فى علبة الاسعافات اللى بالمطبخ ،
فيها مرهم للكدمات تعالى أحطلك منه ، أكيد ورمت جامد ، .
لتضأ الأنوار فجأه من أعلى الدرج ولم يكن غير الوحش الضارى
الشيطان العاشق بيجاد ،يطالعهم بنظرات نارية
ليرتعد عاصى مبتعداً عنها بخطوة للخلف بينما يبعد يديها عن وجنته
لتشعر هي بالقلق وتستدير وهى تتمنى أن لا يكون من تظن أنه هو
لتطالع وجه الغاضب وعيناه التى تقدح لهب قد يحرق القصر بأكمله
لتقول بخوف ::-
-- روحنا فى داهية
ليقول عاصى بينما يتحسس وجهه المكدوم ::-
- المره دى مش ضربة ...المرة دى هيقتلنى اكيد ...
...........
يتبع
