رواية زواج لرد الجميل الفصل الثاني عشر 12 بقلم ماما سيمي
فصل الثاني عشر
في ساحل سليم
أحست نسمة بتغيير زين من ناحيتها وكأن عقله بات مشغولا بأمر ما منذو سفر مجدي ولوچين وهو يعيش حالة جمود حتي حقوقها الشرعية نسيها وهو بالسابق لم يمر عليه يوم ألا وهي في أحضانه يتنعمان بقرب بعضهما بكت نسمة حالها فهي تحبه حد الجنون ولن تقبل أن تشاركها غيرها فيه وأن قرر فعلا الزواج بأخرى أيان كانت فعليه أن يطلقها أولا
في الجهه الأخري أحس فاروق بتغير زين للأسوء فهو أهمل كل شئ ولم يعد يهتم بأرضهم ومزارعهم بعد أن كان مولع بهم ودائم العنايه بهم طوال الوقت وأدخال كل جديد وتحديثات طوال الوقت تأكد فاروق أن زين مازال يشغل باله موضوع لوچين لكن هذا الموضوع من المستحيل أن يتم اولا هو متزوج ولديه بنتان ثانيا فارق السن كبيرا ثالثا لوچين مدللت ابيها لا يمكنها الموافقه ولا يمكنها العيش هنا في بيئتهم القاسية بالنسبة لها أخيرا والأهم هو تأكده من رفض مجدي للموضوع قلبا وقالباً ففاروق يعرف نيته من ناحية زواج لوچين بأحمد قرر فاروق محادثة زين ووضع حد لهذا الهراء .
في المشفى في القاهرة
توجه مجدي ولوچين تتبعه الي حيث يجلس أحمد وعندما وصلا إليه وقف أحمد لهم احتراما وصافحهما
مجدي: الف لا بأس علي الست الوالده ربنا يشفيها ويعافيها ليك يا أحمد
أحمد بحزن: يارب يا عمي أنا مليش غيرها بعد ربنا
مجدي: أن شاءالله ربنا يشفيها لك أنت طيب وربنا مش هيحرمك منها
أحمد: أن شاءالله أن شاءالله
لوچين بخجل ممزوج بحزن: الف سلامه علي طنط ربنا يشفيها لك ويخليهالك
أحمد : ربنا يخليكي يا أنسه لوچين ويخليلك عمي وميحرمكيش منه
لوچين: أمين أدعي ليها ربنا يشفيها ويعفيها ويصفح عنها وأنا كمان هدعي ليها وأن شاءالله تقوم بالسلامه
نظر احمد لها ورسم علي وجهه أبتسامة لم تصل حتي لعينيه فهو باله مشغول بمن في غرفة العمليات بعد فتره خرج الطبيب أسرع أحمد إليه أولا ثم مجدي ولوچين
أحمد بلهفة: ماما عامله ايه يا دكتور طمني عليها
الطبيب: أحنا زرعنا ليها الكالونه بتاعة الغسيل وأن شاءالله ندخلها غسيل بكره
مجدي: لو في علاج ليها بره أحنا مستعدين وميهمكش اي فلوس المهم هي تقوم بالسلامه
الطبيب: صدقني يا عمي حالة المريضة متسمحش لا بالسفر ولا بالعملية وأنا لسه قايل للباشمهندس كدا
أحمد: ممكن أدخل ليها أشوفها لو سمحت
الطبيب: لما تفوق من البنج الاول هدخلك تشوفها
مجدي:شكرا لتعبك يا دكتور وياريت لو جد حاجه في موضوع والدة الباشمهندس تعرفني بسرعه
الطبيب: حاضر أن شاءالله لو جد حاجه هعرف حضرتك علي طول
أنصرف الطبيب ورجعوا لجلستهم ثانيا أمام غرفة العمليات حتي اخرج التمريض حبيبة وهي مخدره علي الترولي أمسك أحمد احدي يديها ومشي معها الي غرفتها وورائه جاءت لوچين ومجدي بدأت حبيبة تفيق من تخديرها بقيت هكذا فتره ما بين الوعي واللاوعي حتي فاقت تماما وجدت أحمد واشخاص لا تعرفهم شخصيا لاحظ أحمد حيرتها لعدم معرفتها بمجدي ولوچين
أحمد: ماما ده عمي مجدي الأسيوطي ودي الانسه لوچين بنته
أبتسمت حبيبة بوهن وهي ترحب بهم
حبيبة: أهلا وسهلا بيكم أزيك يا مجدي بيه
مجدي بأبتسامة: أزيك أنتي يا أم أحمد والف سلامه عليكي وربنا يشفيكي يارب
حبيبة: ربنا يخليك يا مجدي بيه جميلك مع أحمد وأحتوائك ليه ووقوفك جنبه علي راسي من فوق أنت بالنسباله أب واب غالي وعظيم
مجدي: أحمد بالنسبالي أبني فعلا وكون أني وقفت جنبه فا الفضل في ده يرجعلك لأنك ربيتي راجل امين محترم يعتمد عليه فعلا ونعم التربيه أنتي نجحتي لوحدك في اللي فشل فيه ابهات وأمهات مع ولادهم خلتيه راجل بجد ودي حاجه بقت نادرة
حبيبة: ربنا يكرم أصلك ويخليك وشهادتك في حق أحمد دي وسام شرف بالنسبالي
نظرت حبيبة للوچين فا أبتسمت فهي حقا جميله عذرت أحمد لوقوعه في حبها
حبيبة: أزيك يا چين تعالي عاوزه أبوسك
أقتربت چين بابتسامة هادئه وأنحنت تقبل چبين حبيبة ثم أمسكت يدها تقبلها رفعت حبيبة يدها تربت علي شعر لوچين ثم قربتها لها تقبل خدها
حبيبة: بسم الله ماشاء الله تبارك الله يحقله أحمد ميبطلش كلام عليكي
أحمد بحرج: ماما ارتاحي يا حبيبتي دلوقتي
حبيبة بابتسامة: ماشي يا احمد ممكن تاخد چين وتسبني مع مجدي بيه شويه
أحمد بحرج: خير يا ماما لو عاوزه حاجه انا هعملهالك
مجدي: سبني مع والدتك يا أحمد أنا كمان عوزها في موضوع مهم
أستغرب أحمد كثيرا لكنه في النهاية رضخ لطلبهما وأخذ لوچين وغادرا الغرفة
في ساحل سليم
يجلس زين علي جرف القناه الصغيرة التي تروي أرضه بالماء يمسك عودا من الحطب يخط به علي الارض وهو شارداً عمنا حوله جاء والده من خلفه وهو يهز رأسه علي حال والده الذي ضل طريقه وأصبح من كمن يسلك طريق الخطأ برضاه ولا يريد الرجوع منه
جلس فاروق خلفه علي أريكه خشبية بجانب الجرف
فاروق: وبعدهالك يا واد فاروق وأخرى سكاتك ده ايه مالك ايه اللي جرالك يا زينة الشباب
زين ناظرا الي والده: ايه يا بوي خبر أيه أني عملت أيه
فاروق: متعرفشي عملت ايه هملت أرضك ومرتك وعيالك وبقيت ماشي شارد علي طول ايه في أيه حصولك أيه
زين ناهضامن مكانه: مفيش يا بوي وأرضي أني مراعيها مهملتهاش ومرتي وعيالي اني واخد بالي منيهم ولا نسمة اشتكتلك أياك
فاروق ظفرا بغضب:مشتكتليش حالك باين من غير ما حدا يقول أنت مواعيش لحالك كل ده بسبب عيله صغيرة تشقلب حالك أكده دا أنت من كبارات البلد عيب علي حالك لمن تبقي كبير أكده وتمشي هيمان علي نفسك الناس الغريبه تقول أيه أتچن ولا أنچذب
زين خافضا وجهه أرضا: وهو مش من حق الكبير أنه يحب مش من حقه يعشق ولاهو حچر ما بيحسش أياك
فاروق: مش ده لمن يكون حب حقيقي مش اوهام
زين:أوهام كل اللي أني فيه ده وتقول أوهام
فاروق: ايوه أوهام الحب الحقيقي بيقوي مبيضعفش الحب الحقيقي حافز للنجاح مش سبب للضياع والدمار اللي انت فيه ده مش أكتر من حب شهوه وصدقني ده أكتر حاجه ممكن تدمر أعتي الرچال قوة يا ولدي لأن ساعتها بتبقي عبد لشهوتك وتنساق وري واحده تركبك ودلدل رچاليها تبقي هي الراچل وأنت الست وأني مربتكش ضعيف ربيتك قوي قلبك في يدك فوق قبل فوات الاوان وتلاقي كل حاچه ضاعت من يدك مرتك وعيالك وصدقني دول أغلي ما تملك هما سندك الحقيقي وعزوتك ومالك
زين بألم: مقدرش يا بوي مبتروحش من قدام عينيا في بالي وخيالي معرفشي أتخلص منيها مش عارف اعمل ايه
فاروق: أني هحكيلك علي تچربه مريت بيها زمان لو أنسقت وراها كنت ضيعتك أنت وخوك وأمك من يدي وعشت أتحسر عمري كلياته عليكم بس الحمدلله أمك كانت سبب في رجوع عقلي ليا تاني
زين ناظرا لوالده:كيف ده يا بوي
فاروق: هحكيلك من لاول من قبل ما أتچوز أمك عشان تبقي الحكايه واضحه قدامك
زمان كنت راكب الفرسه بتاعتي وبرمح بيها في الارض بتاعتنا وأني كنت شباب عفي وقوي كيفك أكده كان أبوي الله يرحمه بفتخر بيا قدام العشاير كلياتها من قوتي كنت بزرع ارض أبوي دي وحدي ومشيلتش بوي هم حاچه واصل كنت دراعه اليمين في كل شي
زين : وعمي مچدي كان زيك يا بوي
فاروق: عمك مچدي يمكن كان أحلي مني في الشكل بس القوة كنت أني الاقوى عمك مچدي مشي في طريق العلم وبعد ما خلص الهندسة كمل لغاية ما بقي ضكتور في الچامعه قد الدنيا وكان چدك بيفتخر فيه بردك أني بقيت من كبارات البلد مع بوي وأني يدوب كنت لسه مكمل عشرين كنت أني وعمك فخر لأي عيلة وأي أب والحمدلله
زين: ولساتكم فخر لأي عيلة يا بوي
فاروق: وعشان أكده بحكيلك عشان عاوزك تبقي أنت وأخوك زيي انا وعمكم أني أصريت عليكم تكملوا علام لغاية ما خدتوا الكليه أنت وخوك وبعد أكده سبتكم تراعوا مالكم وحالكم بس وأنتم متعلمين عشان العلامة بيفتح الدماغ مش بيقفلها زي ما دماغك مقفله دلوقتي
زين: أباي يا بوي وأني دماغي قفلت في أيه عاد
فاروق: أسمع مني ومتقطعنيش ماشي
زين : ماشي يا بوي كمل
فاروق: في يوم وأني راكب الفرصه لمحت بنت چميلة قوي قوي تقول للقمر قوم وأني اقعد مكانك وهي راچعه من مدرستها لابسه عبايا طويله وواسعه ومتحچبه بس كانت قمر والغفير بتاع العمدة ماشي وراها يحرصها أني وقفت قصادها ومقدرتش أشيل عيني من عليها لغاية لما أختفت من قدامي حسيت كأنها خطفت قلبي معاها المهم سألت عليها ولاقتها تبقي بت العمدة چريت علي بوي وقولتله عاوز أتچوز يا بوي وقولتله العروسة تبقي مين وفرح قوي لما عرف مين العروسة عشان ابوها العمدة كان أعز صاحب لچدك وفي خلال شهرين كنت متچوز القمر اللي خطفت قلبي أمك علية
زين: طيب ما هو أنت أهوة خدت اللي حبيتها عشان أكده مش حاسس بيا يا بوي
فاروق وهو يهز رأسه: دايما متسرع أكده اصبر لمن أكملك بقيت الحكاية
زين : كمل كمل يا بوي
فاروق: الحمدلله معدتش أول سنه الا وكنت أنت مشرف چدك فرح فيك قوي وأني وأمك كمان فرحنا خصوصا لما أمك حبتني قوي بعد ما تچوزنا وبقيت كل دنيتها وسميتك زين الدين علي أسم چدك وبعد تلات سنين أيجي خوك عمار بقت فرحتنا فرحتين وعدت الايام وبعد يا جي ست سنين كنت في يوم في ارضنا بشوف الأوجريه اللي بيزرعوا في الارض مريت عليهم وشوفت شغلهم وأني بمر لمحت واحده بينتهم بس كانت فتنة في حد ذاتها جمال أيه وچسم أيه حاچه كدا تخليك تطلع من شعورك تخلي القديس يخطئ زي ما بيقولوا وهي لمحت أعجابي بيها فزادت في الغنچ والدلع خليتني خلاص مش شايف غيرها وعملت زي ما أنت بتعمل أكده وقررت أني أتچوازها علي أمك أبوي في الوقت ده مسكتش وكان قاعد يحارب فيني عشان أرجع عن اللي في ادماغي لأنه هو وأمي حبوا أمك يمكن أكتر مني أني عشانها طيبه وحنينه بس أني عندت لدرجة أني سبت البيت وروحا قعدت في المضيفة بس لقيت أمك في يوم چايه ليا وچيبالي الوكل أستغربت منها ساعتها وحده غيرها تكون عاوزة تقتلني مش توكلني لدرجة أني شكيت تكون حطه سم في الوكل بس لقيتها قعدت وبتوكلني بيدها وتاكل قبل مني وتقولي طول ما أنته من غير وكل وأني كمان جعانه محطيتش في بقي لقمه قاطع بصراحه أني أتكسفت من نفسي قوي وحسيت روحي صغير
زين ظافرا: أمي دي مفيش حد زييها
فاروق : عندك حق المهم بعد ما كالنا لقتها چت قعدت معايا ومسكت يدي وقالتلي
رجع فاروق بذاكرته الي ثلاثين عام مضت
فلاش باك
علية وهي تمسك يد فاروق: أني عارفه أنك عاوز تتچوز سميه أني مش هقولك لأ عارف ليه عشان مش عاوزة أفرض عليك رأيي وترچع تلومني تاني وأني بحبك وعاوز راحتك ولو أنت شايف راحتك أمعها روح وأتچوزها لو شايف أنها هتسعدك السعاده اللي مقدرتش أحققهالك روح بس عوزاك توعدني بحاچه الأول قبل ما تتچوز
فاروق ناظرا لعيون علية: وعد أيه ده
علية وعيونها تلمع بالدموع: تطلقني قبل ما تتچوزها لأني مش هستحمل أشوفك وأنت أمعاها مش هقدر أعرف أنك بتقول ليها كلام الحب اللي سمعتهولي قبل منيها مش هقدر أعرف أنك هتكون معها في فرشه واحده زي ما كنت معايا ثم بكت طلقني لأني مش هستحمل واحده تشاركني فيك أني عارفه أني أنانيه بس غصب عني لأني بحبك قوي أكثر من حالي وأطمن أني مش هتچوز حد غيرك وهقعد اربي عيالي ده كفايا عليا
فاروق محتضنا علية بقوة: بس أني بحبك ومقدرش أطلقك مقدرش أعيش من غيرك يوم واحد
علية وهي تبتعد عنه وتمسح دموعها: عمرك ما حبتني ولو حبتني صح كيف ما بتقول كنت أكتفيت بيا عن حريم الدنيا كلها
فاروق: لاه أني حبيتك ومقدرش علي بعادك
علية بقوة: هتقدر علي بعادها هي ولا بعادي أني أختار يا فاروق ويوم ما تختارني أنت عارف مكاني ولو أختارتها ورقتي توصلني قبل چوازك منيها بس عوزاك تعرف يوم ما هطلقني لو وقفت تچيب النچوم بيدك عشان أرچعلك مش هرچع تاني ليك واصل وده أخر كلام عندي
عودة الوقت الحالي
زين: به به به أمي دي كانت قوية أكده ليه وچابت القوه دي منين
فاروق بأبتسامة: أني اللي أدتها القوة دي من حبي ليها خليتها تدافع عني بكل قوتها
زين: وياتري أخترت مين يا بوي
فاروق ضاحكا: أنت غبي قوي معرفشي أخترت مين
زين ضاحكا: عارف بس عاوزك أنت تقولها
فاروق بحالميه: أخترت حب حياتي الحقيقي أختارت الدفه والحنان أخترت ولادي وحياتي ودنيتي أخترت أمك وأختارتكم
زين : وندمت علي أختيارك
فاروق: عمري ما ندمت بالعكس أني في كل وقت وكل أدان بسجد وقول الحمدلله أني مضيعتكمش من يدي
زين: أيوة بس لا نسمة زي أمي ولا چين زي سمية
فاروق: يمكن نسمة متحركتش بس صدقني يوم ما تحس أنك ممكن تكون لوحده تانيه غيرها هتعمل أكتر ما امك عملت لأنها بتحبك قوي فوق ما تتصور مرتك يا ولدي خست النص ووشها بقي كيف اللقمه من يوم ما عينك شافت غيرها وبعدين چين متنفعكش دي دلوعة ابوها متستحملكش أنت شديد عليها هي عاوزة واحد أبن بندر زييها ارچع لعقلك يا حبيبي وراعي مرتك اللي دبلة وراعي بناتك ومش هتندم أسمع كلام مچرب وبعدين واحده ولا أتنين مفيش فرق كتير صدقني المهم تكون بتحبك وتحبها وبعدين أنت وأخد نسمة عيله وكنت هتموت عليها فاكر ولا لأ نسمة هي الحب الحقيقي كيف ما أمك كانت ليا فوق قبل فوات الاوان
زين بابتسامة: حاضر يا بوي أوعدك أني ارچع لعقلك تاني وأفوق لعيلتي والحالي
فاروق بفخر: هو ده ولدي اللي ربيته وأعرفه ربنا يهديك ويصلح حالك يا ولدي
في ساحل سليم
أحست نسمة بتغيير زين من ناحيتها وكأن عقله بات مشغولا بأمر ما منذو سفر مجدي ولوچين وهو يعيش حالة جمود حتي حقوقها الشرعية نسيها وهو بالسابق لم يمر عليه يوم ألا وهي في أحضانه يتنعمان بقرب بعضهما بكت نسمة حالها فهي تحبه حد الجنون ولن تقبل أن تشاركها غيرها فيه وأن قرر فعلا الزواج بأخرى أيان كانت فعليه أن يطلقها أولا
في الجهه الأخري أحس فاروق بتغير زين للأسوء فهو أهمل كل شئ ولم يعد يهتم بأرضهم ومزارعهم بعد أن كان مولع بهم ودائم العنايه بهم طوال الوقت وأدخال كل جديد وتحديثات طوال الوقت تأكد فاروق أن زين مازال يشغل باله موضوع لوچين لكن هذا الموضوع من المستحيل أن يتم اولا هو متزوج ولديه بنتان ثانيا فارق السن كبيرا ثالثا لوچين مدللت ابيها لا يمكنها الموافقه ولا يمكنها العيش هنا في بيئتهم القاسية بالنسبة لها أخيرا والأهم هو تأكده من رفض مجدي للموضوع قلبا وقالباً ففاروق يعرف نيته من ناحية زواج لوچين بأحمد قرر فاروق محادثة زين ووضع حد لهذا الهراء .
في المشفى في القاهرة
توجه مجدي ولوچين تتبعه الي حيث يجلس أحمد وعندما وصلا إليه وقف أحمد لهم احتراما وصافحهما
مجدي: الف لا بأس علي الست الوالده ربنا يشفيها ويعافيها ليك يا أحمد
أحمد بحزن: يارب يا عمي أنا مليش غيرها بعد ربنا
مجدي: أن شاءالله ربنا يشفيها لك أنت طيب وربنا مش هيحرمك منها
أحمد: أن شاءالله أن شاءالله
لوچين بخجل ممزوج بحزن: الف سلامه علي طنط ربنا يشفيها لك ويخليهالك
أحمد : ربنا يخليكي يا أنسه لوچين ويخليلك عمي وميحرمكيش منه
لوچين: أمين أدعي ليها ربنا يشفيها ويعفيها ويصفح عنها وأنا كمان هدعي ليها وأن شاءالله تقوم بالسلامه
نظر احمد لها ورسم علي وجهه أبتسامة لم تصل حتي لعينيه فهو باله مشغول بمن في غرفة العمليات بعد فتره خرج الطبيب أسرع أحمد إليه أولا ثم مجدي ولوچين
أحمد بلهفة: ماما عامله ايه يا دكتور طمني عليها
الطبيب: أحنا زرعنا ليها الكالونه بتاعة الغسيل وأن شاءالله ندخلها غسيل بكره
مجدي: لو في علاج ليها بره أحنا مستعدين وميهمكش اي فلوس المهم هي تقوم بالسلامه
الطبيب: صدقني يا عمي حالة المريضة متسمحش لا بالسفر ولا بالعملية وأنا لسه قايل للباشمهندس كدا
أحمد: ممكن أدخل ليها أشوفها لو سمحت
الطبيب: لما تفوق من البنج الاول هدخلك تشوفها
مجدي:شكرا لتعبك يا دكتور وياريت لو جد حاجه في موضوع والدة الباشمهندس تعرفني بسرعه
الطبيب: حاضر أن شاءالله لو جد حاجه هعرف حضرتك علي طول
أنصرف الطبيب ورجعوا لجلستهم ثانيا أمام غرفة العمليات حتي اخرج التمريض حبيبة وهي مخدره علي الترولي أمسك أحمد احدي يديها ومشي معها الي غرفتها وورائه جاءت لوچين ومجدي بدأت حبيبة تفيق من تخديرها بقيت هكذا فتره ما بين الوعي واللاوعي حتي فاقت تماما وجدت أحمد واشخاص لا تعرفهم شخصيا لاحظ أحمد حيرتها لعدم معرفتها بمجدي ولوچين
أحمد: ماما ده عمي مجدي الأسيوطي ودي الانسه لوچين بنته
أبتسمت حبيبة بوهن وهي ترحب بهم
حبيبة: أهلا وسهلا بيكم أزيك يا مجدي بيه
مجدي بأبتسامة: أزيك أنتي يا أم أحمد والف سلامه عليكي وربنا يشفيكي يارب
حبيبة: ربنا يخليك يا مجدي بيه جميلك مع أحمد وأحتوائك ليه ووقوفك جنبه علي راسي من فوق أنت بالنسباله أب واب غالي وعظيم
مجدي: أحمد بالنسبالي أبني فعلا وكون أني وقفت جنبه فا الفضل في ده يرجعلك لأنك ربيتي راجل امين محترم يعتمد عليه فعلا ونعم التربيه أنتي نجحتي لوحدك في اللي فشل فيه ابهات وأمهات مع ولادهم خلتيه راجل بجد ودي حاجه بقت نادرة
حبيبة: ربنا يكرم أصلك ويخليك وشهادتك في حق أحمد دي وسام شرف بالنسبالي
نظرت حبيبة للوچين فا أبتسمت فهي حقا جميله عذرت أحمد لوقوعه في حبها
حبيبة: أزيك يا چين تعالي عاوزه أبوسك
أقتربت چين بابتسامة هادئه وأنحنت تقبل چبين حبيبة ثم أمسكت يدها تقبلها رفعت حبيبة يدها تربت علي شعر لوچين ثم قربتها لها تقبل خدها
حبيبة: بسم الله ماشاء الله تبارك الله يحقله أحمد ميبطلش كلام عليكي
أحمد بحرج: ماما ارتاحي يا حبيبتي دلوقتي
حبيبة بابتسامة: ماشي يا احمد ممكن تاخد چين وتسبني مع مجدي بيه شويه
أحمد بحرج: خير يا ماما لو عاوزه حاجه انا هعملهالك
مجدي: سبني مع والدتك يا أحمد أنا كمان عوزها في موضوع مهم
أستغرب أحمد كثيرا لكنه في النهاية رضخ لطلبهما وأخذ لوچين وغادرا الغرفة
في ساحل سليم
يجلس زين علي جرف القناه الصغيرة التي تروي أرضه بالماء يمسك عودا من الحطب يخط به علي الارض وهو شارداً عمنا حوله جاء والده من خلفه وهو يهز رأسه علي حال والده الذي ضل طريقه وأصبح من كمن يسلك طريق الخطأ برضاه ولا يريد الرجوع منه
جلس فاروق خلفه علي أريكه خشبية بجانب الجرف
فاروق: وبعدهالك يا واد فاروق وأخرى سكاتك ده ايه مالك ايه اللي جرالك يا زينة الشباب
زين ناظرا الي والده: ايه يا بوي خبر أيه أني عملت أيه
فاروق: متعرفشي عملت ايه هملت أرضك ومرتك وعيالك وبقيت ماشي شارد علي طول ايه في أيه حصولك أيه
زين ناهضامن مكانه: مفيش يا بوي وأرضي أني مراعيها مهملتهاش ومرتي وعيالي اني واخد بالي منيهم ولا نسمة اشتكتلك أياك
فاروق ظفرا بغضب:مشتكتليش حالك باين من غير ما حدا يقول أنت مواعيش لحالك كل ده بسبب عيله صغيرة تشقلب حالك أكده دا أنت من كبارات البلد عيب علي حالك لمن تبقي كبير أكده وتمشي هيمان علي نفسك الناس الغريبه تقول أيه أتچن ولا أنچذب
زين خافضا وجهه أرضا: وهو مش من حق الكبير أنه يحب مش من حقه يعشق ولاهو حچر ما بيحسش أياك
فاروق: مش ده لمن يكون حب حقيقي مش اوهام
زين:أوهام كل اللي أني فيه ده وتقول أوهام
فاروق: ايوه أوهام الحب الحقيقي بيقوي مبيضعفش الحب الحقيقي حافز للنجاح مش سبب للضياع والدمار اللي انت فيه ده مش أكتر من حب شهوه وصدقني ده أكتر حاجه ممكن تدمر أعتي الرچال قوة يا ولدي لأن ساعتها بتبقي عبد لشهوتك وتنساق وري واحده تركبك ودلدل رچاليها تبقي هي الراچل وأنت الست وأني مربتكش ضعيف ربيتك قوي قلبك في يدك فوق قبل فوات الاوان وتلاقي كل حاچه ضاعت من يدك مرتك وعيالك وصدقني دول أغلي ما تملك هما سندك الحقيقي وعزوتك ومالك
زين بألم: مقدرش يا بوي مبتروحش من قدام عينيا في بالي وخيالي معرفشي أتخلص منيها مش عارف اعمل ايه
فاروق: أني هحكيلك علي تچربه مريت بيها زمان لو أنسقت وراها كنت ضيعتك أنت وخوك وأمك من يدي وعشت أتحسر عمري كلياته عليكم بس الحمدلله أمك كانت سبب في رجوع عقلي ليا تاني
زين ناظرا لوالده:كيف ده يا بوي
فاروق: هحكيلك من لاول من قبل ما أتچوز أمك عشان تبقي الحكايه واضحه قدامك
زمان كنت راكب الفرسه بتاعتي وبرمح بيها في الارض بتاعتنا وأني كنت شباب عفي وقوي كيفك أكده كان أبوي الله يرحمه بفتخر بيا قدام العشاير كلياتها من قوتي كنت بزرع ارض أبوي دي وحدي ومشيلتش بوي هم حاچه واصل كنت دراعه اليمين في كل شي
زين : وعمي مچدي كان زيك يا بوي
فاروق: عمك مچدي يمكن كان أحلي مني في الشكل بس القوة كنت أني الاقوى عمك مچدي مشي في طريق العلم وبعد ما خلص الهندسة كمل لغاية ما بقي ضكتور في الچامعه قد الدنيا وكان چدك بيفتخر فيه بردك أني بقيت من كبارات البلد مع بوي وأني يدوب كنت لسه مكمل عشرين كنت أني وعمك فخر لأي عيلة وأي أب والحمدلله
زين: ولساتكم فخر لأي عيلة يا بوي
فاروق: وعشان أكده بحكيلك عشان عاوزك تبقي أنت وأخوك زيي انا وعمكم أني أصريت عليكم تكملوا علام لغاية ما خدتوا الكليه أنت وخوك وبعد أكده سبتكم تراعوا مالكم وحالكم بس وأنتم متعلمين عشان العلامة بيفتح الدماغ مش بيقفلها زي ما دماغك مقفله دلوقتي
زين: أباي يا بوي وأني دماغي قفلت في أيه عاد
فاروق: أسمع مني ومتقطعنيش ماشي
زين : ماشي يا بوي كمل
فاروق: في يوم وأني راكب الفرصه لمحت بنت چميلة قوي قوي تقول للقمر قوم وأني اقعد مكانك وهي راچعه من مدرستها لابسه عبايا طويله وواسعه ومتحچبه بس كانت قمر والغفير بتاع العمدة ماشي وراها يحرصها أني وقفت قصادها ومقدرتش أشيل عيني من عليها لغاية لما أختفت من قدامي حسيت كأنها خطفت قلبي معاها المهم سألت عليها ولاقتها تبقي بت العمدة چريت علي بوي وقولتله عاوز أتچوز يا بوي وقولتله العروسة تبقي مين وفرح قوي لما عرف مين العروسة عشان ابوها العمدة كان أعز صاحب لچدك وفي خلال شهرين كنت متچوز القمر اللي خطفت قلبي أمك علية
زين: طيب ما هو أنت أهوة خدت اللي حبيتها عشان أكده مش حاسس بيا يا بوي
فاروق وهو يهز رأسه: دايما متسرع أكده اصبر لمن أكملك بقيت الحكاية
زين : كمل كمل يا بوي
فاروق: الحمدلله معدتش أول سنه الا وكنت أنت مشرف چدك فرح فيك قوي وأني وأمك كمان فرحنا خصوصا لما أمك حبتني قوي بعد ما تچوزنا وبقيت كل دنيتها وسميتك زين الدين علي أسم چدك وبعد تلات سنين أيجي خوك عمار بقت فرحتنا فرحتين وعدت الايام وبعد يا جي ست سنين كنت في يوم في ارضنا بشوف الأوجريه اللي بيزرعوا في الارض مريت عليهم وشوفت شغلهم وأني بمر لمحت واحده بينتهم بس كانت فتنة في حد ذاتها جمال أيه وچسم أيه حاچه كدا تخليك تطلع من شعورك تخلي القديس يخطئ زي ما بيقولوا وهي لمحت أعجابي بيها فزادت في الغنچ والدلع خليتني خلاص مش شايف غيرها وعملت زي ما أنت بتعمل أكده وقررت أني أتچوازها علي أمك أبوي في الوقت ده مسكتش وكان قاعد يحارب فيني عشان أرجع عن اللي في ادماغي لأنه هو وأمي حبوا أمك يمكن أكتر مني أني عشانها طيبه وحنينه بس أني عندت لدرجة أني سبت البيت وروحا قعدت في المضيفة بس لقيت أمك في يوم چايه ليا وچيبالي الوكل أستغربت منها ساعتها وحده غيرها تكون عاوزة تقتلني مش توكلني لدرجة أني شكيت تكون حطه سم في الوكل بس لقيتها قعدت وبتوكلني بيدها وتاكل قبل مني وتقولي طول ما أنته من غير وكل وأني كمان جعانه محطيتش في بقي لقمه قاطع بصراحه أني أتكسفت من نفسي قوي وحسيت روحي صغير
زين ظافرا: أمي دي مفيش حد زييها
فاروق : عندك حق المهم بعد ما كالنا لقتها چت قعدت معايا ومسكت يدي وقالتلي
رجع فاروق بذاكرته الي ثلاثين عام مضت
فلاش باك
علية وهي تمسك يد فاروق: أني عارفه أنك عاوز تتچوز سميه أني مش هقولك لأ عارف ليه عشان مش عاوزة أفرض عليك رأيي وترچع تلومني تاني وأني بحبك وعاوز راحتك ولو أنت شايف راحتك أمعها روح وأتچوزها لو شايف أنها هتسعدك السعاده اللي مقدرتش أحققهالك روح بس عوزاك توعدني بحاچه الأول قبل ما تتچوز
فاروق ناظرا لعيون علية: وعد أيه ده
علية وعيونها تلمع بالدموع: تطلقني قبل ما تتچوزها لأني مش هستحمل أشوفك وأنت أمعاها مش هقدر أعرف أنك بتقول ليها كلام الحب اللي سمعتهولي قبل منيها مش هقدر أعرف أنك هتكون معها في فرشه واحده زي ما كنت معايا ثم بكت طلقني لأني مش هستحمل واحده تشاركني فيك أني عارفه أني أنانيه بس غصب عني لأني بحبك قوي أكثر من حالي وأطمن أني مش هتچوز حد غيرك وهقعد اربي عيالي ده كفايا عليا
فاروق محتضنا علية بقوة: بس أني بحبك ومقدرش أطلقك مقدرش أعيش من غيرك يوم واحد
علية وهي تبتعد عنه وتمسح دموعها: عمرك ما حبتني ولو حبتني صح كيف ما بتقول كنت أكتفيت بيا عن حريم الدنيا كلها
فاروق: لاه أني حبيتك ومقدرش علي بعادك
علية بقوة: هتقدر علي بعادها هي ولا بعادي أني أختار يا فاروق ويوم ما تختارني أنت عارف مكاني ولو أختارتها ورقتي توصلني قبل چوازك منيها بس عوزاك تعرف يوم ما هطلقني لو وقفت تچيب النچوم بيدك عشان أرچعلك مش هرچع تاني ليك واصل وده أخر كلام عندي
عودة الوقت الحالي
زين: به به به أمي دي كانت قوية أكده ليه وچابت القوه دي منين
فاروق بأبتسامة: أني اللي أدتها القوة دي من حبي ليها خليتها تدافع عني بكل قوتها
زين: وياتري أخترت مين يا بوي
فاروق ضاحكا: أنت غبي قوي معرفشي أخترت مين
زين ضاحكا: عارف بس عاوزك أنت تقولها
فاروق بحالميه: أخترت حب حياتي الحقيقي أختارت الدفه والحنان أخترت ولادي وحياتي ودنيتي أخترت أمك وأختارتكم
زين : وندمت علي أختيارك
فاروق: عمري ما ندمت بالعكس أني في كل وقت وكل أدان بسجد وقول الحمدلله أني مضيعتكمش من يدي
زين: أيوة بس لا نسمة زي أمي ولا چين زي سمية
فاروق: يمكن نسمة متحركتش بس صدقني يوم ما تحس أنك ممكن تكون لوحده تانيه غيرها هتعمل أكتر ما امك عملت لأنها بتحبك قوي فوق ما تتصور مرتك يا ولدي خست النص ووشها بقي كيف اللقمه من يوم ما عينك شافت غيرها وبعدين چين متنفعكش دي دلوعة ابوها متستحملكش أنت شديد عليها هي عاوزة واحد أبن بندر زييها ارچع لعقلك يا حبيبي وراعي مرتك اللي دبلة وراعي بناتك ومش هتندم أسمع كلام مچرب وبعدين واحده ولا أتنين مفيش فرق كتير صدقني المهم تكون بتحبك وتحبها وبعدين أنت وأخد نسمة عيله وكنت هتموت عليها فاكر ولا لأ نسمة هي الحب الحقيقي كيف ما أمك كانت ليا فوق قبل فوات الاوان
زين بابتسامة: حاضر يا بوي أوعدك أني ارچع لعقلك تاني وأفوق لعيلتي والحالي
فاروق بفخر: هو ده ولدي اللي ربيته وأعرفه ربنا يهديك ويصلح حالك يا ولدي
