اخر الروايات

رواية الذئب القاسي الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطمة عمارة

رواية الذئب القاسي الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطمة عمارة

أحببت وكرهت.. فرحت فحزنت... ولكني . رغم كل الألم .. عشت احببت وكرهت.. فرحت فحزنت... ضحكت فبكيت... ولكني .... رغم كل الألم ... عشت تعلمت.... ان جرحي لايؤلم احدا في الوجود غيري وان بكاء الناس من حولي....لن يفيدني بشيء تعلمت... ان اثمن الدموع واصدقها..هي التي تنزل بصمت...دون ان يراها احد تعلمت.... ان افرح مع الناس....وان احزن وحدي وان دواء جراحي الوحيد...هو رضائي بقدري

خرجوا من المشفي جميعا وتوجهوا نحو فيلا العزايزي وامرهم كل من ليل وبيجاد بعدم الخروج والذهاب الي بيت الجارحي مهما حصل

بالرغم من الم بيجاد وارهاقه الواضح وقواه المستنذفه بسبب العمليه التي حضر لها منذ اشهر والتي استنفذت طاقته العقليه والجسديه بجانب أصابته فأصبح شديد التعب والارهاق ولكنه مُصر علي الذهاب الي تلك الشيطانه..

صعدوا الي السياره الذي تولي قيادتها ليل ف قادها بحرافيه شديده كان ينظر الي الطريق بتركيز بجانبه بيجاد الذي ينظر الي الطريق بشرود وغضب ولكن لا مانع من نظره الالم التي أحتلت عيناه

ليل بجديه يشوبها القلق
"بيجاد شكلك تعبان مش لازم النهارده تعالي نرجع وبكره نروح"

بيجاد بصرامه واصرار
"لا يا ليل النهارده مش هقدر استني أكتر من كدا ارجوك كمل"

تنهد بغضب من عناد صديق ولكنه يعلم انه لن يستسلم وأصر ان يذهب معه رغم معارضه بيجاد التي بائت بفشل ذريع

بعد مرور وقت طويل كانوا وصلوا الي ذلك المخزن الذي سبق وحُجز به ذياد ونادر نصار تلك العينه الحقيره من ظباط الشرطه ...

هبطوا من السياره وكل خطوه يخطوها يذداد غضبه الضعف وتذداد شراسه عيناه فتصبح مخيفه

كان يوجد حارسان ضخام البنيه ذو بنيه جسديه قويه للغايه يمتلكلان عضلات مبالغ بها وبعض الضباط التي امرهم بيجاد بحجزها هنا اولا قبل ان تحتجز ..

دلفوا الي داخل ذلك المخزن وجدوها جالسه علي المقعد مقيده به نائمه ورأسها تتدلي علي أحد منكبيها..

نظر ليل الي بيجاد الموجهه نظره لتلك القابعه امامهم رأي في عيناه نظره لاول مره يراها بعيناه كان أكثر من الشراسه والغضب فكانت خليط بينهم بالاضافه الي القسوه والالم والحزن الدفين بعيناه

تنهد بحزن علي حاله وحال صديقه المنهار بالمعني الحرفي بسبب زوجته التي لا حول لها ولا قوه أفاق من شروده علي بيجاد وهو يحمل دلو ماء بالرغم من إصابه يده ولكنه لا يهمه ...يهمه فقط ان يأخذ بثأره من تلك البغيضه

سكبه عليها بحده فستيقظت فزعه تصرخ بقوه وتنظر اليهم بهلع ورعب نظرت الي الماثل امامها التي تعرفه بانه صديق أدهم فقط ولا تعلم شئ آخر عنه

بيجاد بغضب وسخريه
"حمدالله علي سلامتك يا بنت الجارحي"
نعمات بصوت عالي
"انتوا جيبيني إهنه ليه وانتوا مين أصلا عشان تعملوا فيا إكدا"

زفر ليل بغضب شديد واردف بصوت هادر ارعبها
"انتي ازاي كدا انتي بجد ازاي بس مش هستغرب ان فيه ام زيك لا عشان انا عنيت برده بس ازاي تبقي نايمه كدا بهدوء ودلوقتي بتزعقي ومش همك اللي عملتيه ثم أكمل بصوت آتي من الجحيم ..بنتك بين الحياه والموت وانتي السبب"

نعمات بحقد وقسوه شديده
"مكنتش جصداها هي كنت جصداه هو وبنت فرح اللي اللي حمتهم طول عمرها بتحبه هو واني لع"

ليل بكره وغضب وهو يتحكم في أعصابه بإعجوبه يعلم الله كيف يتحكم بها
"اكيد هتحبه هو حنين وطيب عليها ومحتويها هتحبك انتي ليه وانتي كتله شر ماشيه علي الارض تِعبانه السم بيمشي في جسمك بدل الدم واحده معندكيش قلب"

نعمات بغضب
"وانت مين إنت عشان تتحدد وياي بالطريجه دي"

وهنا تحدث بيجاد بقسوه وهو يقبض علي يديه بقوه حتي ابيضت مفاصله
"كنتي عوزه تقتليه عشان ميعترفش للشرطه انك بتاجري في المخدرات مش كده"

حملقت بعيناها بصدمه وارتعب جسدها بعلمه بذلك الامر فايقنت انها النهايه
اردف بسخريه عندما لاحظ صدمتها
"كنتي هتقتليه عشان هيقول كلمه الحق وكنتي هتقتلي أختي لولا بنتك اللي انتي متستهليش ضفرها حمتهم الاتنين وهي اللي دلوقتي بتصارع عشان تعيش"

اردفت بفزع وعدم فهم
"أختك مين يا أخ انت"

دادت الامر قسوه فهدر بغضب
"اها ما نسيت أعرفك بنفسي انا المقدم بيجاد عبد الحميد العزايزي ابن عبد الحميد وفرح اللي انتي امرتي غفير غلبان من عندك عشان يخطف طفل عنده يوم من حضن أبوه وامه ويقتله عشان تنتقمي انتقام ملوش اساس أصلا وامرتيه يقتله ولو معملش كدا هتقتلي عياله انتييييي اي يا شيخه جايبه القسوه دي منين بس يشاء ربك ويتباني لواء في الداخليه ويربيني وابقي من اكفأ ظباط الداخليه واعرف ارجع لعيلتي تاني واشفي غليلي منك"

صدمه وراء صدمه حتي شعرت بإن رأسها تدور بشده فكل ما خطط اليه بات بالفشل الذريع فابنها عاد اليها وابنتها لم تصيبها سوء فقد انقذتهم ابنتها بحياتها صدمه اوقف الكلام في حنجرتها شعرت انها اصبحت بكماء لا تستطيع الحديث

اما بيجاد قطع المسافه التي بينهم ورفع يده عاليا وسقط بها علي وجنتها بصفعه ادارات وجهها لناحيه الاخري من وقتها واردف هو بصوت معذب وشرس بالوقت ذاته
"دا حقي"ثم صفعها مره آخري واردف بغل "ودا حق أهلي اللي حرمتيهم مني وحرمتني منهم"ثم صفعها مره آخري واردف "ودا حق أختي اللي قتلتي ابنها وكنتي هتقتليها"قالها وصفعها مره آخري "ودي حق جوزك واللي عملتيه فيه وبنتك اللي بين الحيا والموت"

حدق بها وجدها تنزف من فمها وانفها بشده ووجنتها أصبحت ملتهبه من صفعاته القويه وصفعها مره آخري واردف بألم
"ودا حق صاحبي المنهار اللي هيموت لو بنتك حصلها حاجه"

كان يقف ليل مصدوم بشده من صديقه فهو لم يفعل ذلك ولا مره في حياته لم يتطاول علي أحد وعندما تطاول كانت علي انثي وتكبره في العمر !!

ولكن لحظه لم تكن أي وحده فهي شيطانيه تستحق القتل حتي يهدأ قلبه وتهمد ناره فتحمل الكثير والكثير منها فكان محروم من أهله وإخواته وكل هذا بسببها فعلت الكثير والكثير من تجاره المخدرات كانت تأذي كافه الشباب وانتهت بفعلتها انها السبب في ضرب النار علي ابنتها الجاثيه علي فراش الموت تصارع من أجل الحياه ..

اما بيجاد فكان يلهث بعنف من قوه انفعاله وغضبه وتعب يده اليسري المصابه ولكنه لم يهدأ حيث أقترب وأقترب حتي قبض علي عنقها يخنقها ويزمجر بغضب والآخري تشهق بقوه

"هقتلك يا نعمات هقتلك بحق كل السنين اللي حرمتيني فيها من أهلي بحق كل يوم عيشته وحيد من غير اخوات بحق كل حاجه وحق صحبي اللي عايش ميت وبحق بنتك اللي بتموت بسببك"

************************************
اما في الصعيد كان يجلس بجانبها علي الفراش يزفر بحزن بسبب عِندها
أكرم بجديه "بصي يا ورد منتي لو مكلتيش هكتفك وهكلك بالعافيه فكلي لوحدك أرحم"

نظرت اليه بعيون متورمه بسبب بكاءها الدائم واردفت بضيق بسبب تزمته
"مش هاكل يا أكرم وسبني دلوقتي عشان هنام"

اجابها بتحذير "دا آخر كلام عندك يا ورد"
تجاهلت نبرته التحذيريه وهتفت بعناد "اها"
أكرم بلامبالاه "طيب انتي حره"

زفرت بارتياح توهمت انه صرف نظر عن حكايه اطعامها ولكنها شهقت بقوه عندما وجدته خلفها يقيد يدها بشده بيد واحده بعدما وضع الطعام بجانبه ليستطيع اطعامها

ورد بضجر "سيبني يا أكرم مينفعش كده انا مش صغيره"
أكرم بلامبالاه "حذرتك ومسمعتيش الكلام اشربي بقا"
ورد بضيق "يوووه سيبن.........
قاطعها وهو يدس الملعقه في فاها دفعه واحده فحملقت بعيناها اما هو ابتسم بخفه علي طفولتها الدائمه

بلعت ما بجوفها بغيظ شديد واردفت بعدما انتهت
"مش عوز ..... قاطعها للمره الثانيه بدس الملعقه في فاها فالتفت للخلف تنظر اليه بغضب شديد فنظر اليها بابتسامه هادئه اشعلت النار بجسدها

واستمر هذا الوضع وقت طويل بالنسبه اليها ووقت ممتع بالنسبه اليه وهو مقتربا منها بهذه الطريقه

أكرم بابتسامه "شطوره يا قلبي بالهنا والشفا"
ورد باقتضاب"شكرا"

كتم ضحكته بصعوبه لكي لا تصب جام غضبها عليه ثم نهض من خلفها ووضع صينيه الطعام علي الطاوله وجلس امامها يتحدث بجديه
"ورد مينفعش اللي انتي فيه دا العياط مش هينفع بحاجه ادعيلها يا ورد تقوم بالسلامه لكن هتفضلي تعيطي بالشكل دا هتتعبي يا ورد انا مش هستحمل يحصلك حاجه خليكي قويه حبيبتي وهي إن شاء الله هتبقي كويسه"

أقتربت منه تود إحتضانه فقام بفتح ذراعيه فارتمت باحضانه بقوه واذدات بالبكلء أكثر فيتنهد هو بحزن شديد ويهدهدها كطفله ورتل بعض آيات الذكر الحكيم حتي هدأت تمام وغفلت بين ذراعيه نهض وحملها برفق ومددها علي الفراش ولثم جبينها بحنان واردف بهمس
"ربنا يخليكي ليا يا طفلتي"

************************************
في غرفه آخري
كانت غافله بين ذراعيه بعد بكاء حار يحتضنها بقوه شديده كإنها ستهرب بعيدا عنه لم يصدق انها كادت ان تُقتل وتتركه لثاني مره يشعر بالعجز في حمايتها ف اول مره مات طفله وكادت تموت هي والمره الثانيه افدتها نجمه بتنبيه هما وركضها لابيها لتصبح هي الضحيه الموجوده

نزلت من عينيه دمعه حاره حزينه خائفه بشده علي أخته و حمد الله كثيرا علي نجات زوجته ولكن قلبه المكلوم علي ما حدث لاخته الثانيه يعتبرها مثل ورد تماما لا فرق بينهما ابدا

اعتصر جفناه بقوه فانهمرت دموعه الحبيسه من مقلتيه هاتفا بألم
"طول عمرك حنينه وطيبه وتفدينا بعمرك يا نجمه يارب نجيها يارب"

نظر للقابعه بين يديه ومال ولثم جبينها فنزلت دموعه علي وجنتيها ورموشها فتحركت رموشها بحركه عصبيه وفتحت عيناها المتورمه ونظرت اليه بارهاق
"حبيبي"

ابتسم بدموع واردف بحب "قلبه"
قامت تحتضن عنقه وتشدد عليه رادفه بقلق
"بتعيط ليه يا أدهم"

شدد هو من عانقها بقوه أعتصر خصرها بشده تألمت هي من قوه قبضته ولكنها لم تبالي واردفت بخوف
"مالك يا أدهم اي اللي حصل"

دفن رأسه بعنقها واردف بصوت مبحبوح
"كنتي هتروحي مني يا نور كنتي هتتقتلي لتاني مره كنتي هتروحي وانا عاجز ومعرفش أعمل حاجه اول مره ربنا ستر ولحقتك علي آخر لحظه والمرادي لولا نجمه اللي ضحيت بحياتها كنتي زمانك روحتي .. نجمه أختي التانيه يا نور لو حصلها حاجه مش هستحمل والله ما هستحمل"

ابكت هي الآخري علي تلك المسكينه وشدد من عناقه واردف ببكاء
"هتبقي كويسه يا حبيبي إن شاء الله متقلقش ربنا كبير .. ربك كريم والله وهينجيها عشنا وعشان رائد ربنا يصبرنا كلنا"

ابعد وجهه ولكن مازال محتضن خصرها واردف برجاء
"ان شاء الله يا نور ان شاء الله يا حبيبتي"

تلاقت العينان فنظر هو الي عيناها التي تسحره أحتضن وجهها بين كفيه الكبيران ومال وقَبل ثغرها بقبله شغوفه مشتاقه عميقه بشده كإنه يُأكد لنفسه انها بخير ولم يمسسها سوء ابتعد ليأخد انفاسه التي تهدجت وهي الآخري ثم اقترب مره آخري يقبلها بحب ورقه شديده قبله دغدغدت مشاعرهم جعلتهم محلقين في أعنان السماء

ابتعد واردف وهو يجذبها لتتوسد صدره
"بحبك يا ورد "
دفنت وجهها بصدره وقالت بصوت ناعس
"وانا كمان بحبك"

شدد في احتضانها وهمس بداخله راجيا من الله عز وجل ان يتم شفاء أخته وان يدوم نوره في حياته

************************************
كانت تجلس بقلب مكلوم علي صديقتها وأخوها عندما أخبرها آدم انها لابد ان تأخذ تلك الابره للحفاظ عليها وعلي جنينها قامت وأخذتها بصمت تعجب هو له فدائما تخاف من الابر ولكن بسبب حزنها لم تهتم فقط تفكر في أخيها الحزين وصديقتها التي تصارع من أجل الحياه

آدم وهو يربت علي خصلاتها برفق ويتحدث بحنان
"هاله"
نظرت اليه بتوهان ولم ترد فاردف بحزن
"هاله عشان خاطري متقلينيش عليكي انتي متكلمتيش ولا كلمه من اول ما جينا من المستشفي حتي خدتي الحقنه اللي فكرتك هتغضبي وهتتكلمي بسببها خدتيها بهدوء انا استغربتلك عاوز اسمع صوتك يا هاله"

ترقرقت عيناها بالدموع واردفت بضعف
"رائد دا مش أخويا يا آدم رائد دا ابويا وامي واخويا واختي كمان هو كان بيحسسني بكدا وقت الحنان بيبقي الام ووقت الطيبه والشده بيبقي الاب ووقت الفضفضه بيبقي الاخت ووقت الجد بيبقي أخويا اللي بيقف في ضهري مستحملتش أشوفه بينهار كدا والله مستحملتش غصب عني يا آدم والله غصب عني انا كبرت مشفتش ابويا وامي وشفته هو " قالتها وانفجرت في البكاء فأحتضنها بقوه مربتا علي ضهرها بحنان ورفق ووضع يده علي خصلاتها واردفت بصوته العذب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

ردد آيات الذكر الحكيم حتي هدأت فممددها علي الفراش لتنال بعض الراحه وجاء ليذهب قبضت علي يده بضعف واردف بصوت ناعس
"خليك جمبي يا آدم متسبنيش"

تمدد بجانبها علي الفراش واحتضنها بحنان وطبع قبله بين خصلات شعرها وظل يمسد علي ظهرها حتي تغفل وبالفعل ما هي الا دقائق وذهبت في ثبات عميق فأبعدها عنه بهدوء وهبط لاسفل...

************************************

تقدم منه ليل يحاول ان يجذبه من عليها بقوه ولكن هيهات فقوه الغضب تفوقت علي قوه الجسد فكان احكم علي عنقها بقوه

والآخري اصبحت بشرتها حمراء بشده وازرقت شفتيها وحملقت بعيناها فكانت تشرف علي الموت

جذبه ليل بقوه حتي ابعده عنها والثانيه تلهث وتسعل بقوه وتأخد انفاس عميقه حتي تملأ رئتيها الفارغه من الهواء

وقف ليل أمامه ينظر اليه بغضب فكاد ان يضيع نفسه ومستقبله من اجل تلك الحيه ولكن وجد الدموع انهمرت من عين الآخر دموع الالم والحزن علي ما اقترفته تلك الحيه بحقه وحق أخته وصديقه المقرب

فتح ليل ذراعيه وبدون تفكير منه ارتمي بيجاد بقوه في أحضانه طوقهه ليل بين ذراعيه بقوه شديده فبكي الآخر بعنف ولاول مره يشاهد ليل ضعف صديقه بهذه الطريقه فكان دائما بارد مثل الثلج

بيجاد ببكاء وضعف
"أنا تعبان .. تعبان اوي يا ليل مش قادر"
ربت ليل علي ظهره بهدوء وبداخله نار تسري نار ان تركها احرقت الاخضر واليابس معا فاردف بهدوء ظاهري
"اهدي يا بيجاد اهدي هي هتاخد جزئها في الدنيا وفي الآخره ربك مش هيسيبها"

خرج بيجاد من أحضانه بهدوء ونظر الي تلك الحيه التي همدت من كثره التعب بسبب الضرب والاختناق التي تعرضت لهما وأخرج هاتفه وأمر صديقه بالعمل ان يأتي علي الفور ليأخذها وما هي الا ساعه واحده ووصل اياد المنصوري بالقوه وأخذوها وهي تُعتبر غائبه عن الوعي من كثره الاجهاد ....

كان ينظر اليها بشماته وحقد دفين لهذه المرأه وقف صديقه بجانبه مربتا علي كتفه واردف بهدوء
"يالا يا بيجاد زمانهم مناموش مستنينا"

نظر اليه واومأ بصمت تركوا ذلك المنزل وصعدوا الي السياره وانطلقوا نحو الصعيد مره آخري

************************************
بعد عده ساعات دلفوا الي البيت وجدوهم جميعهم جالسين ماعدا البنات ورائد
فرح التي يظهر علي وجهها الخوف والارهاق والباقي الذي يبدو عليهم عدم النوم والخوف الشديد بسبب تأخيرهم وأدهم الذي يظهر الحزن علي ملامحه بقوه وآدم الشارد وأكرم الذي يضع وجهه بين كفيه

فرح بلهفه وهي تتقدم منهم
"الحمد لله خضتوني عليكم يا ولاد"

رد بيجاد بهدوء
"متقلقيش يا امي احنا كويسين"

أكرم وهو يحتضنه واردف بخوف
"الحمد لله حمدلله علي سلامتك"
ابتسم بهدوء واردف "الله يسلمك يا حبيبي"
آدم بفخر بعلمه ما انجز أخيه "عاش يا وحش"
نظر اليه بيجاد وابتسم بثقه بينما وقف أدهم الذي تطلع اليه بصمت وبعدها أحتضنه بقوه واردف
"حمدلله علي سلامتك يا صحبي"
ربت علي ظهره بحب رادفا بهمس بجانب أذنه
"شيل نظره الحزن اللي في عينك دي يا أدهم واجمد"
نظر اليه واؤما بصمت ..
تقدم ليل من والده الذي ينظر اليه بعتاب وانحني وقبل جبينه واردف
"آسف يا حج مكنش ينفع أسيبه"

عز الدين بهدوء
"مكنش ينفع تسيب أخوك بس علي الاقل طمنونا عليكوا وطمن الغلبانه عين اللي منمتش بسبب قلقها"

لمعت عيناه بسعاده ولكنه تحدث بهدوء
"آسف يا حبيبي هطلع أشوف رائد وبعدين هدخلها"

رد والده بحزن
"رائد مستحملش وراح المستشفي هو وعمك رياض"

ضغط علي اسنانه بقوه من عِند صديقه واردف بهدوء مفتعل
"ماشي يا بابا" سلم عليهم جميعا ثم صعد للاعلي حيث غابات الزيتون خاصته

بينما حكي لهم بيجاد كل ما حدث وكان ينظر لعبد العزيز باحراج ولكن تفاجأ برده
"زين ما عملت يا ولدي انا لو كانت جدامي كنت جتلتها بيدي وخلصت منيها من شرها"

زفر بهدوء يضع يده علي عيناه يفركها بتعب فاردف مجدي بحب
"إطلع يا حبيبي ريح شويه أكيد هتروح شغلك بكره تخلص الاجراءات"

نظر اليه واردف بهدوء
"حاضر يا عمي عن اذنكوا"

فرح سريعا "مش هتاكل يا حبيبي"
ابتسم بحب واردف وهو يلثم جبينها
"مش جعان يا ماما عاوز انام بس"
عبد الحميد "سيبيه يا فرح يرتاح شويه"
نظرت اليه واومأت بإيجاب فصعد بيجاد للاعلي ليذهب في نوم عميق عميق بشده
************************************
دخل الغرفه الذي دلته عليها فرح يبحث بعيناه عنها حتي وجدها تجلس علي المقعد والدموع تنزل من عيناها بصمت فركض نحوها رادفا بقلق
"مالك يا حبيبتي"

نظرت اليه تتفحص اذا به شئ وان لم تجد نظرت اليه بدموع وعتاب علي تأخره والقلق الذي كان ينهش احشائها ولم ترد

فأعاد سؤاله بقلق أكبر "حبيبتي ردي عليا متقلقنيش ليه بتعيطي"

نظرت إليه بعتاب واردفت بقوه "مفيش"
علم بما بها فقرر مشاكستها
"اي دا كنتي خايفه عليا"

توترت بشده من خبث حديثه ولكنها اردفت بغضب لتداري توترها
"لا ومتتكلمش معايا بعد اذنك"

قبض علي مفاصله بقوه فأكثر شئ يكره هو الصوت العالي فتحدث بنبره تحذيريه
"آخر مره تعلي صوتك عليا يا عين فاهمه"

نظرت إليه بغضب أكبر فكل ما يهمه صوتها ولكن لا يهم ساعات القلق التي عاشتها بسببه فاردف بغضب
"هو دا كل اللي همك صوتي لا انا بقي هعلي صوتي واللي عندك أعمله"

نظر اليه بغضب وقبض علي رسغها بقوه كاد ان يهشمه واردف بعصبيه
"مش هقولك تاني متعليش صوتك مش عشان بحبك هاجي علي كرامتي وهسمحلك تدوسي عليها او إنك تعلي صوتك عليا إنسي يا عين فاهمه"
لم يجد منها رد فأشتد بقبضته وغضبه اللعين عماه عن نظره الخوف والالم التي تشعر بهم فأكمل بصوت هادر "فاهمه" !!!

هزأت رأسها بخوف سريعا فاردف هو ومازال علي غضبه
"مسمعتش انطقي"

اردفت بدموع وهي تحاول تحرير يديها التي تكاد ان تنكسر "فاهمه فاهمه"

تركها وهو ينظر اليها بغضب سرعان ما تحول الي ندم عند رؤيه الخوف في عيناها والالم الذي يفتك بها وهي تدلك مكان قبضته فحاول الاقتراب منها فانتفضت فزعه وركضت الي المرحاض الموجود بالغرفه

أغمض عيناه بضيق من نفسه وزفر بغضب شديد ووضع يده في خصلاته الفحميه يشدها بعنف واردف بغضب
"غبي غبي رجعت تخاف منك تاني يا غبي استغفر الله العظيم يارب"

جلس علي طرف الفراش ينتظر خروجها حتي حتي يعتذر منها بشده بسبب غبائه ولكن طال غيابها فهلع قلبه وسار بخطوات قلقه سريعه الي المرحاض يدق بابه رادفا
"عين انتي كويسه"

لم يأتيه سوي صوت شهقاتها التي ذادت بعدما سمعت صوته يناديها

فاردف بندم "عين انا آسف بس اطلعي متعيطيش في الحمام يا عين دا غلط عليكي" ولكن لم يستمتع ردا فكان ردها هو البكاء والشهقات فقط

في الداخل
كنت تبكي بعنف تذكرت غضبه سابقا هجومه عليها وقبضه يده علي يدها بهذه الطريقه وعيناه التي توحشت فجأه ذكروها بكل ما فعله في الماضي معها عاد الخوف يدق ابواب قلبها مره آخري ولكن الخوف فقط ليس الكره فقد نبت عشقه وترعرع في قلبها

عين بهمس مجنون ممزوج بالخوف وبكاء حار
"ليل هو زي الاول هيفضل كدا ..انا...انا خفت منه تاني خفت اوي" عندما سمعت صوته يناديها انكمشت علي نفسها واذداد بكاءها أضعاف مضاعفه

ليل بقلق وهو يسمع صوت بكاءها الذي اذداد
"عين لو مخرجتش هكسر الباب" ثم دق الباب بعنف
فأقتربت من الباب وفتحته بهدوء ثم رجعت خطوات للخلف خوف منه

فاقترب منها بهدوء فأبتعدت بخوف رأي نظره الرعب بعيناها فتمزق قلبه بشده فاردف بهدوء
إهدي يا عين آنا آسف اني اتعصبت عليكي بس حقك عليا اليوم كان صعب"

هزت رأسها نفيا واردفت بخوف ودموع
"لا إنت هترجع زي الاول هتفضل تعمل كده انا خفت منك"

ابتلع غصه مريره بحلقه واردف وهو يقترب متها بهدوء حتي لا يخيفها
"لا طبعا عمري ما هرجع زي الاول انا بعشقك يا عين صدقيني يا حبيبتي"

نظرت إليه بهلع واكنها لمحت عشقها بعيناه وصدق حديثه فركضت اليه تحتضن خصره بقوه فطوقها بين ذراعيه بشده حتي انها دفنت بين ذراعيه همس بجانب اذنها بندم وأسف
"انا آسف يا حبيبتي آسف"

ظل جسدها يرتجف في أحضانه وعقلها اللعين يصور اليها انه عاد كالسابق ولكن دفئ أحضانه وصوته أجبرها علي الاطمئنان هدأت قليلا ومازال هو يشدد في أحتضانها عندما شعر بهدوءها قليلا مال وانحني وحملها برفق شديد متوجها الي خارج المرحاض

مددها علي الفراش بهدوء شديد وهو ينظر اليها بندم مد يده ليزيل عبراتها فجفلت وأغمضت عيناه بقوه فأغمض عينيه وانفطر قلبه ولكن مسح عبراتها برقه واردف بندم
"أسف يا عين حقك عليا بس اليوم كان صعب عليا اوي أسف مقصدش أخوفك كدا والله"

فتحت عيناها ببطئ تنظر له بنظره لم يفسرها ثم اردفت بضعف
"أنا عاوزه أنام"
هز رأسه سريعا وقام ودثرها جيدا وأغلق الانوار وذهب ناحيه الاريكه لينام عليها حتي لا يضايقها فتسمر مكانه عند سماعه لجملتها الاخيره
"نامي جمبي وخبيني في حضنك يا ليل"

فتح عيناه علي مصرعها ودق قلبه بعنف ولكنه سعد بشده وذهب ناحيته وتمدد بجانبها واحتضنها بقوه حتي دفن رأسه في عنقها وهمس بندم "أسف" بالحقيقه لم ترد فقد ذهبت بثبات عميق عندما التمست وشعرت بدفئ أحضانه

تنهد علي بندم علي غبائه وتسرعه الدائم ولكنه بقي يمسد علي خصلات شعرها ونزل الي ضهرها يمسد عليه بحنان حتي ولم يغفل ابدأ تفكيره بها وبصدقيه هبطت دمعه ساخنه من عيناه علي حال صديقه المقرب وندم علي غضبه عليها بهذه الطريقه




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close