اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ولاء رفعت 


                 
                  
_ بعدما أنتهت ليلتهم الشاعرية في مطعم البرج، عاد كليهما إلي المنزل الحجري تركها و دلف إلي غرفة المكتب لمراجعة أعماله علي الحاسوب،  بينما هي صعدت لأعلي يرهقها التفكير في كيفية التخلص منه في أسرع وقت،  فحدسها يخبرها أن تغيره الطارئ ليس سوي تمثيل زائف وما خفيا كان أعظم. 
أطمأنت أن لايوجد في الغرفة سواها فخلعت ثيابها و ولجت إلي المرحاض للإستحمام،  تشعر بالتعب وتريد أخذ قسطاً من الراحة أو تخلد في نوم عميق تهرباً من واقعها المؤسف وعاصفة الأفكار التي تطيح بعقلها المصدوم منذ ليلة زواجها وحتي الآن. 
وبعد أن أنتهت وأرتدت منامتها، سمعت صوت خطوات قادمة إلي الغرفة، وثبت علي الفراش وتصنعت النوم حتي لايكمل معها تلك الليله الملعونة بالنسبة إليها. 
طرقات علي الباب يتبعها صوت أنيتا الخادمة:  
_ سيدتي،  العشاء جاهز بالأسفل. 

+



                    
لم تجب الأخري عليها برغم طرق الخادمة الباب مرة أخري حتي ذهبت،  أطلقت زينب زفرة عميقة ثم تمددت بأريحية علي جانبها،  فأنتبهت لطرقات مرة أخري لكن تبعها فتح الباب،  علمت إنه هو، أغمضت عينيها للتو. 

+



                    
دخل الغرفة و ملامحه يسودها جمرات الغضب العاتية،  صدره يعلو ويهبط، لو أطلق زفرة لتوه لأحرقت كل مايقابلها. 
ألقي نظرة عليها وأقترب منها و أخذ يحملق بها،  ظن إنها تغط في النوم، حاول إلهاء نفسه في تأمل ملامحها البريئة ليبعد تلك الأفكار السوداء والوساوس المميته عن رأسه. 
صدح رنين هاتفه في جيبه فأخرجه ليري المتصل وقبل أن يجيب أطلق سبه بذيئة وأتجه إلي الشرفة المطلة علي الحديقة. 
(الحوار مترجم ) 
المتصل:  _ سيدي لقد كان مختبئ في متجر بيع الخمور الخاص بسيد دانيال. 
أشتد ظلام عينيه وتفوه بنبرة مخيفة لاتنبأ بخير بتاتاً: 
_ حسناً،  أجلبه لي الآن. 

+



                    
أغلق المكالمة ليجري أخري،  ولايشعر بالتي تقف خلفه بمسافة قليلة تسترق السمع. 

+



                    
تحدث في هاتفه مرة أخري:  
_ أطمأن قبضنا علي الرجل الذي سيوصلنا إليهم. 
....... 
_ أعدك بمجرد وصوله سأجعله يخبرنا بكل شئ. 

+



                    
أغلق مكالمته و تنهد بقوة،  ينظر إلي السماء التي تزينها النجوم المتلألأه،  وقبل أن يستدير ويعود للداخل كانت هي عادت إلي مضجعها وأغمضت عينيها،  شعرت بخطواته وهو يذهب إلي المرحاض ليستحم. 
وبعدقليل خرج مرتدياً مأزره القطني ويجفف خصلاته السوداء بالمنشفة وعينيه تجول عليها، خطي نحوها وهو يعلم إنها مستيقظة، لما تتهرب منه بتصنع النوم!. 
جلس بجوارها فوجدها ترتجف عندما شعرت بقربه الشديد منها، تفرقت شفاه وكاد يتحدث لكن قاطعه هاتفه ليجد المتصل إحدي رجاله المتناثرين بالأسفل.
أجاب وقال له الرجل:  
_ نحن في إنتظارك سيدي. 

+



                    
أجاب سليم :  
_ أنا قادم الآن. 

+



                    
نهض من جوارها ليرتدي ثيابه و تناول سيجاره وقداحته ثم غادر الغرفة، قامت علي الفور لتلحق به لديها رغبة لمعرفة ما الذي يحدث بالأسفل،  كم هي حمقاء لاتعلم أن الفضول قد قتل القط!  . 
_ وبالأسفل في ذلك المخزن الملحق خلف المنزل،  يقف هذا المسكين ملتصق بالعمود الخشبي ويقوم رجال سليم بتقيده بالسلاسل والأغلال الحديدية. 
أخذ يصرخ بطلب النجده، فقام إحدي الرجال بلكمه في وجهه ليكف عن الصراخ،  حتي فُتح الباب الحديدي وهنا وقف كل من بالمكان بإحترام لهذا الذي دخل للتو،  رفع ذلك المُكبل رأسه بصعوبه ليري أسوأ ما ينتهي إليه مصيره. 
جحظت عينيه رعباً وكأنه يقف أمام الجحيم ، مَنْ فيهم لايعلم بسليم العقبي المُلقب بالشيطان في عالمهم الأسود، و ألف رثاء علي الذي يقع ضحية بين يديه، فنهايته محتوم أمرها بمجرد ذكر إسم معذبه. 

+
           
أطلق سليم صوت صفيراً علي هيئة نغمات كما يفعل كل مرة مع ضحيته، وكأنه سيقوم بعمل فني كالرسم والنحت وليس تعذيب. 
جذب كرسي ليجلس عليه بعكسه،  حيث ظهر الكرسي مقابل لصدره، وكان علي بعد مسافة من  الرجل المقيد كفيلة أن يري ملامح سليم التي دبت الرعب في كل خلايا جسده فأخذ يرتجف بقوة. 
كف الآخر عن الصفير ليسأل بالإنجليزية الأمريكية:  
(الحوار مترجم) 
_ أين البضاعة التي أختطفتموها؟. 

+



أزدرد ريقه و أجاب بإستنكار:  
_ بضاعة ماذا؟. 

+



هز رأسه وأطبق شفتيه، فنهض عن الكرسي:  
_ بضاعة ماذا!  ، أنت الذي حددت ما سأفعله معك لا تشتكي الآن. 

+



أدرك الآخر ما يرمي إليه،  فصرخ لإيقافه عن أي شئ مُقبل عليه: 
_ لا،  لا،  أرجوك سيد سليم دعني وشأني، لا أستطيع الإفصاح عن أي شئ، لو أخبرتك سوف أُقتل. 

+



وبالخارج كانت تتسحب علي أطراف قدميها لتري مصدر تلك الهمهمات والصراخ الآتيه من المكان الذي كانت معاقبة به منذ يومين. 
خفق قلبها وجلاً عندما وصلت إليها صرخات هذا المُعذب بالداخل،  وبدون أن تلفت إليها إنتباه الحراس المتراشقون في كل الأرجاء،  أختفت ما بين الأشجار حتي وصلت إلي المخزن و وقفت تري مايحدث من خلال شق متصدع في الجدار. 

+



وعودة إلي الداخل،  يمسك سليم سلاحاً ذو نصل حاد يغرز سنه المُدبب في صدر الآخر فأطلق صرخة من الألم الغير محتمل،  وقبل أن يبدأ في تشريحه حياً هدر به بصراخ مرعب:  
_ أنطق أيها الغبي بدلاً من أكمل تشريح جلدك و لحمك وأطعمه لك غصباً. 

+



يلتقط أنفاسه بلهاث ولعابه يسيل من فرط الألم غير قادر علي التفوه ولو بحرف مما أثار غوار سليم الذي شرع في تهديده. 

+



شهقت من هول ما تراه فكممت فاهها حتي لايسمع صرختها أحداً، تأكدت للتو إنها متزوجة من رجل سفاح قاتل، يحاول أن يظهر لها بمظهر الرجل ذو المشاعر الرومانسية والقلب الحنون لإستمالة قلبها ومشاعرها نحوه لكن ما حدث الآن كشف لها عن جانبه المظلم الحالك. 
أنتابها الشعور بالغثيان،  تراجعت إلي الوراء لتفرغ ما بجوفها، أرتمت علي الأرض في وضع الجثو لتجهش في البكاء كلما تذكرت أن شقيقها قد باعها لهذا المجرم غير مكترث بحقيقته وماذا يمكن أن يفعل بها من أذي،  تتخيل نفسها مكان هذا الرجل وسليم يغرز السكين في جسدها،  ليتها ما أطلقت لمخيلتها العنان،  فالواقع أسوأ بكثير من الخيال. 

+



وفي تلك اللحظة قد حسمت قرارها عليها تركه أو الهروب منه حتي لا يأتي يوماً وتكون أشلاء علي يديه حينها الموت منتحرة أفضل بكثير. 

+



أفزعها صوته الذي دب الرعب في أوصالها: 
_ بتعملي أي هنا؟.

1



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+



_ وفي أرض الكنانة، بداخل إحدي الفنادق الشهيرة في محافظة قنا، يتمدد علي السرير ومازال مرتدياً حُلته السوداء، وهي تجلس بجواره بثوب زفافها، تداوي له جرحه أثر هبوط العصا علي رأسه، تأوه حينما نثرت المطهر علي جرح جبهته، فقالت: 
_ حجك علي يا حبيبي، والله ماكنتش أقصد واصل.

+




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close