اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ولاء رفعت 



_ فتح عينيه ببطئ ليجد نفسه يتمدد فوق سرير بداخل غرفة يسودها اللون الأبيض ورائحة المُطهر تخترق أنفه، أنتفض بفزع عندما ظهرت له من العدم باللهفة وقلق :  
_ حمدالله على سلامتك يا سي علي،  ألف لابأس عليك يا أخويا،  إن شاء الله عدوينك والي يكرهك يارب. 

+



                    
حرك يده ورفعها قليلاً و رأي المحلول المعلق بيده، فسألها بصوته المتألم:  
_ أي الي حصل؟. 

+



                    
حركت شفاها بإمتعاض وقالت بصوت غير مسموع:  
_ هار أسوح،  أقول له أنت هنا عشان جوزي غزك بالمطواه!. 

+



                    
إبتسمت بزيف وأجابت:  
_ مفيش،  ده مجرد جرح بسيط الحمدلله، بس هم مش أدولك بنج عشان كمية الخمرة الي شربتها، أضطرو يخيطو جرحك من غير بنج فضلت تتوجع جامد يا قلب أمك وأغمي عليك من الوجع.

+



                    
قطب مابين حاجبيه يتذكر ما حدث معه،  فقاطعه دلوف الطبيب وبرفقته مساعدته وبرفقتهما رجل عندما رأي سمر وصاح:  
_ مين الي دخل البت دي هنا؟  ، مش أنا قولت ممنوع حد يدخل يقعد مع الحالة؟. 

+



                    
رمقته سمر بإزدراء وقليل من الخوف لأنها تعلم من يكون:  
_ جري أي يا حضرة الظابط،  أنا دخلت له أطمن عليه،  هو أنا كده أجرمت ولا أجرمت يعني؟. 

+



                    
قبض علي ياقة كنزتها من الخلف:  
_ بت أنتي بطلي شغل العوالم بتاعك بدل ما هخلي جوز العساكر الي واقفين بره دول يجرجروكي علي القسم. 

+



                    
رددت بتوتر: 
_ قسم!، قسم أي كفي الله الشر، أنا ست عايشة في حالي.

+



                    
رفع إحدي حاجبيه لها: 
_ ولما أنتي عايشة في حالك بتعملي أي هنا؟، وعلاقتك أي بأستاذ علي ده غير إنه زبون عندكم؟.

+



                    
_ ده، ده،ده...
ظلت تكررها فأجاب علي بوهن بدلاً منها: 
_ مدام سمر تبقي معرفة.

+



                    
رمقه الضابط بشك وريبة ثم قال لها بأمر: 
_طيب ممكن تطلعي بره عشان نشوف شغلنا.

+



                    
أومأت له وقالت: 
_ حاضر يابيه.
وقبل أن تذهب نظرت إلي علي لتتوسله بنظراتها أن لا يخبرهم بأن من فعل به ذلك هو زوجها زكريا، أومأ علي لها بعينيه ليطمأنها، زفرت بأريحية وخرجت.
أنتهي الطبيب من التغير علي جرحه المقطب: 
_ حمدلله على سلامتك يا علي بيه، الجرح مكنش عميق وكويس أنهم لحقوك وجابوك علي المستشفي قبل ماتنزف كتير.

+



                    
حاول النهوض بجزعه لكنه تألم فساعدته الممرضة علي عدول جلسته بوضع وسادة خلف ظهره، تنهد ويجز علي أسنانه بألم: 
_ الله يسلمك يا دكتور، هو أنا ينفع أخرج دلوقت؟.

+



                    
أومأ له مجيباً: 
_ لاء طبعاً ممكن علي بكره أو بعده، بس تمشي علي الأدوية الي هكتبهالك خاصة المضاد الحيوي والمُسكن.

+
             
تدخل الضابط قائلاً: 
_ بما أن حضرتك بقيت في حالة تسمح أنك تتكلم ياريت نبدأ الإجراءات وتقولنا مين الي عمل فيك كده؟.

+



هز رأسه بإنكار: 
_ معرفش.

+



وجد الضابط يرمقه بعدم تصديق فأردف: 
_ قصدي يعني مشوفتش، كل الي حصل وأنا خارج من النايت كانت فيه خناقه روحت أشوف فيه أي، حصل الي حصل وما شوفتش مين الي عمل فيا كده.

+



زفر الضابط بعمق وقال: 
_ وبالنسبة للكاميرات الي مفيهاش ولا كلمة من الي حكيته، وكل الي شوفناه إنك دخلت أوضة الرقاصة سمارة وهي دخلت بعدك لما خلصت رقص وبعدها بشوية جه واحد وبعدها جت الإسعاف تاخدك، تقدر تفسر لي كل ده!، أنت كده بتتستر علي مجرم كان هيقتلك.

+



_ قتل أي سعادتك!،الحكاية زي ما قولت لحضرتك بالظبط ولو  كانت الضربة مقصوده مكنتش سكت للي عمل كده.

+



_ بعدما سأم الضابط في إستجوابه تركه و رحل وكذلك الطبيب والممرضة، فأستغل علي ذلك ونهض متحملاً آلامه، يريد العودة إلي شقته ربما يراها فرؤيتها بالنسبة إليه هي دواءه الحقيقي، لايعلم إنها السم الزُعاف الذي سيهلكه ويذهب به إلي الجحيم.

+



خرج يتسحب فوجدها أمامه وقبل أن تتفوه أشار لها بالصمت، أذعنت له وسارت خلفه حتي غادرا المشفي.
_ مقولتليش يا سي علي ناوي تعمل أي؟.

+



أستند علي إحدي السيارات المصطفة أمام المشفي: 
_ متخافيش يا سمارة، أنا قولت للظابط معرفش الي ضربني بالمطواه، و بعتذر ليكي علي المشكلة الي سببتها لك معاه.

+



رفعت زواية فمها بتهكم وقالت: 
_ بلا وكسه،ده طلع ندل وجبان أول ما شاف دمك علي مطوته طلع جري وهرب، بتصل عليه موبايله مقفول، يلا أهو متعود علي كده.

+



قالتها وتتذكر جريمة قتله ورد، فسألها علي بإستفسار: 
_ متعود إزاي؟.

+



أنتبهت لما تتفوه به فأجابت: 
_ متعود أنه يهرب من كل مشكله، متاخدش في بالك أنت وخد بالك من نفسك، خليك واقف هنا عقبال ما أوقف لك تاكسي يوصلك.

+



أبتسم لها بإمتنان: 
_ شكراً، أنا عملت أوردر لأوبر وزمانه جاي.

+



_ طيب أكلمك الولاه تايسون البودي جارد يجي معاك ويقضي لك طلباتك؟.

+



_ مفيش داعي، أنا الحمدلله زي ما أنتي شايفه قادر أتحرك، وهناك عم خضر السكيورتي بيجيب لي كل طلباتي.

+



تنهدت وقالت: 
_ خلاص هابقي أتصل بيك أطمن عليك ولو فيه أي حاجه كلمني وماترددش أنا زي أختك.

+



هز رأسه: 
_ طبعاً من غير ماتقولي، شكراً جداً يا سمارة.
مد يده ليصافحها فبادلته المصافحة وقالت: 
_ العفو يا لول، قصدي يا سي علي، فوتك بعافية.

+



ذهبت، فوجد سيارة تابعة لهذا التطبيق الشهير، تقف أمامه، أستقلها وأنطلقت به نحو منزله.

1




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close