اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ولاء رفعت 



_ منذ ذلك اليوم الأسود برغم إن ماحدث فيه بمحض إرادتها، ومن حينها حتي الآن تلعن نفسها آلاف اللعنات لإنها إستسلمت بين يدي من أستغل حبها له وقربها منه لأجل مصلحته الخاصة وهي الوصول لمن يهواها فؤاده،  غير مكترث لها بل يُلقنها الكثير من الإهانات خاصة في آخر لقاء جمعهما معاً. 
تنعزل بذاتها في غرفتها تخشي رؤية أحداً من أفراد أسرتها ويلقي عليها بالأسئلة التي تخشاها ولا تعلم كيف ستجيب عنها بماذا ستتفوه!. 

2



                    
طرقات علي الباب متتالية جعلتها تنتفض من أسفل الدثار،  يتبعها نداء والدتها:  
_ أنتي يا مروة هانم،  قافله الباب ليه بالمفتاح؟. 

+



                    
تنفست الصعداء وأجابت:  
_ أوف، الواحد مش عارف ياخد راحته في البيت ده، نايمة يا ماما وقافلة الباب عشان عيال إبنك الأشقية.

+



                    
صاحت والدتها من وراء الباب: 
_ نامت عليكي حيطه، قومي يابت أفتحي عايزة أقولك علي حاجة.

+



                    
أنتفخت أوداجها فزفرت من أعماقها بتأفف: 
_ حاضر.

+



                    
نهضت وقامت بفتح الباب، عقدت ساعديها أمام صدرها متفوهه بإمتعاض: 
_ حاجة أي دي إن شاء الله؟.

+



                    
دفعتها في كتفها من أمامها: 
_ أوعي كده من وشي.
سارت نحو النافذة لتفتح الستائر مردفة بضيق: 
_ياساتر، أي التربة الي حابسة نفسك فيها دي!، ريحة الأوضة مكمكمة.

+



                    
إستدارت مقلتيها بإمتعاض وقالت:
_ياستي دي أوضتي وعجباني كده.

+



                    
ألتفتت إليها والدتها ورمقتها بإزدراء قائلة: 
_ طيب أتنيلي روقيها وهويها وحطي عود بخور، وخديلك دش وظبطي نفسك عشان جايلنا ضيوف.

+



                    
زفرت للمرة المائة: 
_ أوف بقي، ياربي مش هنخلص، وأنا مالي بضيوفك!، وبعدين أنا مش قادرة أقابل حد.

+



                    
وضعت يديها بخصرها وقالت بتهكم لاذع: 
_ دول مش عشاني يا روح أبوكي، ده العريس الي قولتلك عليه ومعاه جوز خالتك ومعتصم أخوكي هيسبقهم زمانه علي وصول.

+



                    
أرتجف داخلها من التوتر، متذكرة ما أخبرتها والدتها عن هذا العريس ومدي إعجاب والديها به وبأخلاقه وإنه الرجل المناسب الذي تمنوه لإبنتهم، فماذا ستفعل!.
أخذت تتمتم بداخل عقلها بنعت وسب هذا العلي الذي قذف بها داخل الجحيم، تركها جريحة القلب، محطمة الذات.

+



                    
تصنعت الثبات الإنفعالي حتي لاتشك والدتها في أمرها،فقالت بهدوء زائف: 
_ مش وقته.

+



                    
تشدقت الأخري: 
_ هو أي يا عين أمك الي مش وقته؟.

+



                    
رفعت وجهها لأعلي قليلاً: 
_ مش وقته أن أتخطب وأتجوز، لسه شوية علي الخنقة دي.

+



                    
كانت تظن بهذه الكلمات تقنع والدتها بالعزوف عن فكرة زواجها لكن لاتعلم إنها أضرمت شعلة من الغضب جعلت أمها تخطو نحوها وهي تتراجع إلي الخلف.

+
               
_ لسه أي يا عينيا؟.
سألتها بسخرية قابضة علي زراعها بقوة تهزها بعنف، فأردفت بصياح أهتزت له جدران غرفتها: 
_ طب أي رأيك يا روح أمك هتتخطبي وهتتجوزي العريس ده، سواء عجبك ولا معجبكيش، يا إلا قسماً بالله هسلط عليكي معتصم أخوكي ولا هيبقي فيه خروج ولا شغل، وأنتي عارفة هيعمل معاكي أي، وياما أنا حوشته عنك وداريت عنك كتير.

2



فلتت زراعها بصعوبة من قبضتها، وقفت بتحدي وإصرار قائلة:
_ طُز في إبنك وفي العريس، و طُز فيكو كلكو،يكش تولعو بجاز في بعض.

2



تعجبت والدتها لصراخها المُجلجل هذا، همت بمغادرة الغرفة قائلة بتوعد: 
_ صرخي، عيطي، أعملي الي أنتي عايزاه، وبرضو كلامي هيمشي وهتوافقي علي العريس، ويا أنا يا أنتي!.

+



دفعت الباب خلفها بقوة ثم أستندت عليه بجسدها الواهن وأخذت تبكي بحرقة وقهر.

+



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+



_ تقف أمام مرآه الزينة بداخل غرفتهما، تنظر إلي بطنها الذي لم يظهر بعد عليه إنتفاخ الحمل، تتذكر ليلة أمس وكلماته القاتلة لقلبها الذي يعشقه ولا يبادله أي مشاعر.
(حدث في ليلة أمس)

+



_ الموضوع الي هجولو لك دلوق هيبجي سر بينتنا أنا وانتي لحد ما هخبر بيه الكل. 

+



أنصتت له بإمعان وحدسها يخبرها بأن ما سيقوله زوجها للتو لا يكن سوي كارثة بالنسبة إليها،  لم يخطأ حدسها حينما تفوه الآخر بجدية وكأنه قد حسم أمره ولا جدال فيه:  
_ أني قررت أتچوز. 

+



أتسعت عينيها من هول صدمتها إثر ما تفوه به للتو، وتسمرت كالتمثال.
عم الصمت بينهما، فتسللت عبره علي وجنتها، وبصوت خافت يصل لأذنيه بصعوبة قائلة بتعجب ساخر: 
_ هي دي ألف مبروك الي چاي تجولهالي!، وياتري تطلع مين دي؟.

+



أشاح وجهه لم يستطع أن يجب علي سؤالها، فيكفيها علمها بأمر زواجه بأخري.
تعالت شهقاتها من الألم الذي تشعر به وكأنه جلب سكين متوهج ويغرزه بداخل قلبها بلا شفقة، ولما يهتم لمشاعرها!، فهو لم يشعر قط نحوها بأي مشاعر، حتي في لحظاتهما الحميمية كان يتخيل الأخري وليست هي، كم هو قاسي القلب متبلد المشاعر.

+



توقفت عن البكاء عنوة، فأستعادت رباطة جأشها وقالت بسأم: 
_ فاطمة، صوح؟.
إبتسامة سخرية تكسو ثغرها مُردفة: 
_ طول الوجت وأني جلبي كان حاسس، وكنت بصبر حالي وأجول لنفسي يابت بكره هيزهق ويحس بيكي، مهما كان ده في الأول والآخر برضك چوزك ولما علمت إني حبلي علي قد ما فرحت لكن فرحتي الي أنتظرتها هي فرحتك أنت لما تعرف أني هچيبلك الطفل الي نفسك فيه، و بدل ما تاخدني في حضنك، چاي تجولي أتچوز!.

+



صاحت في آخر كلمة، رفع سبابته محذراً إياها:
_ وطي حسك يا نوارة أحسن لك.

+



فاض بها الأمر،  فصاحت بغضب هادر: 
_ أوطي حسي!، يا چبروتك يا أخي!، ده كل الي همك، ومش همك جلبي الي عينحرج دلوق!.

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close