اخر الروايات

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ولاء رفعت

رواية فارس بلا مأوي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ولاء رفعت 


_ تسللت من منزلهم بدون أن يراها أحد،  وضعت يدها في حقيبتها لتخرج غطاء الوجه الخاص بزوجة شقيقها لترتديه،  ولم تلاحظ زوج من العيون الجاحظة تراقبها من علي بعد أمتار قليلة كما أمره الآخر بأن يكون كظلها في كل مكان تذهب إليه. 
ألقت نظرة في شاشة هاتفها تنتظر مكالمة واردة، وإذا برنين هاتفها يعلو فأجابت:  
_ الو يا دكتور يحيي،  أنت فين دلوق؟. 

+



                    
أجاب عليها وهو يقود سيارته:  
_ أنا يعتبر خلاص علي أول الطريق الداخلي للنجع. 

+



                    
باغتته بفزع قائلة:  
_ لا خليك عندك وأني چايه لك وياريت توجف في مكان مفيهوش حد واصل. 

+



                    
زفر بضيق قائلاً: 
_ أي الرعب الي أنتي معايشنا في ده.

+



                    
_ ما أنت خابر الي فيها بجي، ولا مستغني عن روحك إياك.

+



                    
إبتسم ساخراً:
_ أصدك علي رافع يعني، ولا يقدر يعمل حاجة، أنتو الي أديتوله حجم وقيمة.

1



                    
_ أنت والله ما عرفش حاچة، المهم أني چايه لك أهه، سلام دلوق.

+



                    
سارت نحو الطريق الرئيسي وأشارت إلي إحدي سيارات الأجرة، فتوقفت سيارة، دلفت بداخلها قائلة:
_ مدخل النچع لو سمحت.

+



                    
وكان خلفها يقود الدراجة النارية ويمسك بهاتفه: 
_ رد بجي يا رافع بيه.

+



                    
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ تجلس أمام المرآه تبكي، فهي الآن مرغمة علي الجلوس مع شخص لا تعلم عنه شيئاً سوي إسمه فقط، وبعد تهديد والدتها الجاد والتي أقسمت علي تنفيذه وهو حرمانها من الخروج والذهاب إلي عملها إلا إذا وافقت علي الزواج من هذا العريس الذي سيأتي بعد قليل. 

+



                    
دلفت والدتها لتطمأن إنها قد أصبحت جاهزة لمقابلة العريس الذي لا يوجد مثله و فرصة لم تجدها مرة أخري إذا قوبل بالرفض،  تلك وجهة نظر والدة مروة التي شهقت وضربت بكفها علي صدرها:  
_ يا ليلتك السوده عليكي و علي دماغك، أنتي لسه ملبستيش وعماله تنوحي زي الي ميت لها ميت!. 

+



                    
ردت ودموعها منهمرة علي وجنتيها كشلالات المياه المندفعة بدون توقف:  
_ عايزين مني أي؟، مش قولتلك هتنيل وأقابله عشان ترتاحي!. 

+



                    
أشارت عليها بتعجب ودهشة:  
_ و ده منظر واحدة المفروض هتقابل عريسها بعد شويه!. 

+



                    
نهضت وأشاحت بيديها صارخة بتهكم:  
_ عايزاني يعني أتحزم وأرقص له!، ما أنا لابسه وجاهزة  أهو. 

+



                    
رمقتها والدتها بنظرة نارية:  
_ ماشي يا مروة،  حسابي معاكي بعدين لما الناس تمشي،  إما وريتك مبقاش أنا. 

+



                    
_ في أي يا أمي صوتكو عالي كده ليه؟. 
قالها معتصم شقيقها الذي ولج للتو،  فأشارت له نحو شقيقته وقالت:  
_ تعالي شوف الهانم أختك الي عايزه تكسفنا مع الناس،  لابسه لي أسود في أسود وعماله تعيط عشان لما يشوفوها يفتكرو إحنا غصبينها علي الجواز من إبنهم. 

+
            
نظرت مروة إلي والدتها بإمتعاض، فسألها شقيقها:  
_ أه صح يا مروة أي الي أنتي لبساه ده، أي نعم المرأه لازم تلبس محتشم بس مش لدرجة السواد يعني!، وبعدين مالك مفحومه من العياط ليه وكأننا غاصبينك علي الجواز؟. 

+



حدجت والدتها بسخط ثم نظرت إليه:  
_ غصب!  ، لاسمح الله أبداً. 

+



جزت والدتها علي أسنانها بحنق شديد وقالت:  
_ شوف البت الي هتجبلي جلطة. 

+



ثم ألتفتت إلي إبنها وقالت:  
_ الحلوة أختك كل ما يجيلها حد ترفضه من غير ما تسمع أو تشوف،  والي تعمل كده ميبقاش ليها تفسير غير حاجة واحده،  إنك مواعده واحد ومستنيه لما يحن عليكي ويجي يطلب إيدك ولا الله أعلم مخبيه لنا أي. 

+



أبتلعت ريقها وتوترت ملامحها،  فأومأت بالنفي وبإستنكار قالت:  
_ حد!  ، حد أي؟. 

+



رمقها شقيقها بغضب، فأقترب نحوها عدة خطوات وهو يسألها بنبرة تدل علي ما سيفعله إذا أخبرته ما تظنه والدتها صحيحاً. 
_ بت يا مروة، الكلام الي ماما بتقوله ده صح؟،  أوعي تكوني ماشيه مع واحد من الشباب الي آخرهم مكالمات وفسح وخروج وفي الآخر ياخد الي عايزه منها ويرميها!. 

+



بداخلها يرتجف خوفاً، ماذا إذا علم بما حدث معها!  ، لذا قلبت دفة الحديث لتقوم بتشتيته عن الأمر،  فأستجمعت كل قواها وشجاعتها لتصيح به:  
_ جري أي يا شيخ معتصم، الله يرحم موبايلك الي مكنش بيبطل رن مرة ليلي ومرة نانسي وهدير و حنان وغيرهم،  ده غير بنات الجيران الي كنت بتبدلهم زي كوتشيهاتك،  جاي تحاسبني وتقولي أوعي وإياكي. 

1



رفع إحدي حاجبيه متحدثاً بزهو وإستنكار:  
_ أولاً ده كان زمان والحمدلله ربنا تاب عليا بعد ما أتجوزت، ومهما عملت أنا في الأول والآخر راجل الناس مش هتتكلم عليا،  لكن أنتي بنت يوم ما تعملي حاجه زي كده من ورانا هقطعلك رقبتك. 

+



أتسعت عينيها من تهديد شقيقها ونفاقه الصريح،  فتشدقت:  
_ تقطع رقبة مين يا شيخ معتصم؟، أنت هتعملهم عليا وفاكرني صدقتك،  ده أنت بس لولا حماك من آخر خناقة هددك لو ملمتش نفسك بنته وأتعدلت هيخليك تطلقها وملكش قشايه في الشقه ده غير المؤخر النص مليون جنيه الي خلاك تكتبه لها غصب عنك بعد ما حفيت وراها ورضي يجوزهالك،  ولوليا أنا الي كنت بروح لمراتك وأهديها من ناحيتك وبعمل عليها فيلم وحوار عشان تصدق كان زمانك مرمي في السجن أو بتشحت في الشوارع،  ده غير عيالك الي هاتحرمك منهم. 

3



أستدارت والدته وبملامح شديدة الغضب سألته:  
_ ده الظاهر في حاجات كتير حصلت من ورايا وأنا آخر من يعلم، صح ولا أي يا شيخ معتصم؟. 

+



جز علي شفته بحنق شديد وأشار لشقيقته بتوعد  بدون أن تلاحظ والدتهما،  ألتفت لها ليجيب عليها:  
_ ماتصدقيهاش يا أمي،  هي مروة طول عمرها عشان تطلع نفسها  من مشكله تلبس الي أدامها مصيبه. 

+





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close