اخر الروايات

رواية شظايا قلوب محترقة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سيلا وليد

رواية شظايا قلوب محترقة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سيلا وليد 


                        
لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 

+


تعالي لنقتل القسوة بالحب..
والآلام بالقبلات..
..
تعالي لنلتقي..
في أحضان الحلم أو بين أمواج البحر 
او على غيوم الخيال..
أو في لوحةٍ فنيه بعيداً عنهم حيث لا يكون سوىٰ انـا وانتي.. تعالي لتسكني كل تفاصيلي واقتحم كل خلاياكي
تعالي لاموت بكِ عشقاً و جنونا.. تعالي لنتلقي..

+


فأنتَ وَحدَكَ منْ أرضَاهُ لي وَطَنًا 
و أنتَ وَحدَكَ دونَ النَّاسِ يكفينِي 

+


و أنتَ وَحدَكَ في ليلي أُسَامِرُهُ 
و أنتَ وَحدَك تجري في شَرَاييني

+


#الياس_السيوفي

+


دفعَ راجح فريدة بقوَّةٍ حتى هوت على الأرض، فصرخت ميرال باسمِ والدتها، قبلَ دقائق، كان متَّجهًا إلى غرفته، فقابلهُ مصطفى: 
-بابا رايح فين..تحرَّكَ للخارجِ دون أن يجيبهُ فهو وجدَ هاتفَ فريدة وجد هاتفها ملقي وكأن احدهم هاتفها، تذكر مناداة ميرال عليها ونظراتها ، هرولَ كالمجنونِ للخارجَ يلاحقهُ إلياس  بصراخِ ميرال باسمها..

+


جُنَّ حينما استمعَ إلى صرخاتها، فلم يشعر بنفسهِ وهو يهرولُ كالمجنونِ يدفعُ البابَ الخارجيَّ باقترابِ راجح الذي لم يكتشف وجههُ بالظلامِ يسحبها من يديها، دفعتهُ بقوَّةٍ مع وقوفِ فريدة مترنِّحة:
-ميراااال..صاحَ بها بصوتٍ كالرعد، ليتركها راجح ويتَّجهَ إلى السيارة قائلًا: 
-بسرعة اتحرَّك..لتنطلقَ السيارةُ بسرعةٍ جنونية، وصلَ إليهم بأنفاسٍ لاهثةٍ مع وصولِ الحرسِ الذي يحاوطُ الفيلا، كانت تحتضنُ فريدة التي ارتعشَ جسدها بقوَّة، أردفَ بصوتٍ متقطِّعٍ بسببِ لهاثه:
-ميرال أنتو كويسين..تساءلَ بها بوصولِ مصطفى الذي يرمقُ فريدة بنظراتٍ عتابية، اتَّجهَ إليها يحاوطُ جسدها ثمَّ تحرَّكَ قائلًا:
-إزاي الكهربا تقطع في الجزء دا، أنتوا بقيتوا نايمين ولَّا إيه، الصبح مش عايز أشوف حدِّ فيكم سلِّموا أسلحتكم لرئيسكم..قالها وهو ينظرُ إلى الحرسِ ثمَّ سحبَ فريدة وتحرَّك..بينما الآخرُ توقَّفَ متخصِّرًا وعينيهِ مازالت على الطريقِ الذي غادرت منهُ السيارة..اقتربت تختبئُ بأحضانهِ وجسدها ينتفضُ بالارتعاشِ 
حاوطها بذراعيهِ يربتُ على ظهرها: 
-اهدي حبيبتي، بس قوليلي إيه اللي جابكم هنا؟..رفعت رأسها إليه: 
-إلياس أنا مش قادرة أمشي، انحنى وحملها يضمُّها إلى صدرهِ وتحرَّكَ بها للداخل، صعدَ إلى جناحهم وعقلهِ يفكِّرُ فيما صار، وضعها بهدوءٍ على الفراشِ ثمَّ جلسَ بجوارها يضمُّها تحتَ حنانِ ذراعيه:
-قوليلي إيه اللي حصل وليه خرجتوا..قصَّت لهُ ماصار..
-طيِّب ومين دا، وليه كان عايزك..تذكَّرَ راجح فتوقَّفَ يهمسُ لنفسه:
-طيِّب لمَّا هو مش أبوها، جاي ياخدها ليه بالغصب، خلَّلَ أناملهِ بعصبيةٍ ثمَّ استدارَ إليها:
-نامي وارتاحي، وأنا هخرج مشوار وراجع..نهضت فزعة:
-رايح فين، لا مش هتسبني وتخرج..اقتربَ منها، وساعدها بالتمدد وجلسَ بجوارها: 
-طب إهدي أنا كنت هشوف الكاميرات وراجع، حاوطت خصرهِ تضعُ رأسها بأحضانه:
-لا، بعدين خليك معايا..
همسَ بهدوءٍ حازمٍ بالرغمِ من تفاقمِ الغضبِ داخلهِ من تجرؤِ أحدهم من التسلِّلِ لمنزله، ظلَّ يمسِّدُ على خصلاتها وذهنهِ شاردٌ بما حدث..، حاول إخراجها من الخوف الذي تجلى بعينها، بدأ يحدثها عن ماصار في الحفلة إلى أن بدأت تشاركه الحديث، وتقص له عن غرام وغادة إلى أن توقفت عن الحديث متسائلة:
-إلياس ..اتَّجهَ ببصرهِ إليها منتظرًا حديثها، اعتدلت على الفراش: 
-مين البنت اللي كانت مع رؤى في الحفلة؟.. 
قطبَ جبينهِ مستفسرًا عن سؤالها، جلست على ركبيتها أمامه: 
-كان فيه فيه بنت لابسة فستان أزرق بحجاب أبيض، الحلوة دي مشفتهاش إزاي!..
ابتسمَ بخفَّةٍ عليها يهزُّ رأسهِ حتى أفلتَ ضحكةً رجوليةً يمسحُ على وجهه:
-مشفتش ست بتقول لجوزها شوفت الستِّ الحلوة..
التوت معدتها بقسوةٍ من حديثهِ الغير متوقَّع لتلكزهُ ناهرةً إياه:
-إيه اللي بتقوله دا، أنا بسأل عليها، أوَّل مرَّة أشوفها مع رؤى مقصدشِ إن عينك تبص عليها.. 

+          
سحبها دونَ حديثٍ يعانقها عناقًا ساحقًا متملِّكًا على تلكَ العاشقةِ للروح؛ لتدفنَ وجهها بأحضانهِ تهمسُ بأنفاسها الناعمة: 
-عارف لو لمحتك بتبصّ لواحدة هعمل إيه..رفعَ خصلاتها من فوقِ وجهها لتخرجَ رأسها من أحضانه، وتابعت حديثها: 
-هموِّتك وأشرب من دمَّك، علشان مش أحبَّك الحبِّ دا كلُّه وفي الآخر عينك تزوغ برَّة..
كم كان حديثها ذو أثرٍ قويٍّ على نبضهِ العنيفِ بصدره، تمنَّى أن يزرعها داخلَ ضلوعهِ لتحيا بالقربِ من ذاكَ النبضِ الذي بدا يؤذيهِ من كثرةِ خفقاته، علَّ قربها يجعلهُ يسكن ..

+


انحنى إليها بعدما استسلمَ للهفةِ وصالِ قلبهِ المترنِّمَ بعشقها، فكم كان اعتناقَ أفئدتهم عشقٌ أضناهُ الشوقُ واللوعة، ليسطرهُ بما يحتويهِ من الهمساتِ والنبضاتِ الممزوجةِ بنظراتِ حديثِ العشاق..

+


بعدَ فترةٍ كانت تغطُّ بنومٍ عميق، وكيف لها لا تغفو كالطِّفلِ الذي حاوطتهُ والدتهِ بحنانها؛ لينامَ هنيئًا بعد رحلةِ عذابٍ من بكاءٍ لم يفصلها سوى الحنان والأمان، 
من قالَ إنَّ الحبَّ كافٍ للحياة، بل الحبُّ يحتاجُ للاكتمالِ الروحي الذي يعانقهُ الأمان ويغلِّفهُ الحنان.. 
الحبُّ ليس كلماتٌ تنطق، أو أشعارٌ تكتب، الحبُّ أن تزيلَ مايعذبَّ فؤادي، أن تشعرني أننَّي ملكة متوَّجة وليست كلمة معبَّرة..
تسلَّلَ من جوارها بهدوء، يدثُّرها جيدًا، نظرةٌ خاطفةٌ على ملامحها الساكنة، وبركانُ أشواقهِ بها مازالت قابل للانفجار، ظلَّ لدقائقَ ونظراتهِ ترسمها، إلى أن تحرَّكَ بصعوبةٍ بعدما فقدَ سيطرته، بعدما تذكَّرَ ماحدثَ بينهما منذ فترةٍ وجيزة، فكانت كالمجلد الشامل لقصةِ عشقهِ الممزوجةِ بآلامهِ التي مازالت تنزفُ بداخله، حرَّكَ ساقيهِ بصعوبةٍ مبتعدًا عن الفراش ومازالت نظراتهِ عليها، قبضةٌ اعتصرتهُ مما جعلهُ يشعرُ بالنفورِ من ضعفهِ بعد سيطرتها الطاغية على شخصيته، ولكن صفعهُ قلبهِ يعنِّفه:
-هل تصدِّق ماتشعره، بعدما شعرتَ بالاكتمالِ بجوارها، ألم تكن تلك التي جعلتكَ تشعرُ بلذَّةِ الحياة، هيَّا اهدأ وعُد لرشدكَ إنَّها حبيبتك وملكةَ الفؤاد، فلقد وعدتها ووعدتني أنَّكَ لن تتنازلَ عنها حتى لو توقَّفت أمامكَ جيوشُ العالم..ابتسمَ على حوارِ قلبهِ ليستديرَ متَّجهًا إلى حمامه، لينعمَ بحمَّامٍ دافئٍ كي يُخرجَ هواجسَ حربهِ الشعواء.. 

+


بغرفةِ مصطفى: 
جلست بجسدٍ منتفضٍ وهي تراهُ يدورُ حولِ نفسهِ كالأسدِ الحبيس، محاولًا الضغطَ على أعصابهِ حتى لا ينفثَ بها غضبه، نهضت من مكانها واتَّجهت إليه: 
-خوفت يامصطفى، واللهِ خوفت يئذي إلياس، هدِّدني بيه..
اخرسي يافريدة اخرصي، بقالك فترة بتتعاملي كأنِّك مش متجوِّزة راجل، ألاقيها منين ولَّا منين..
توقَّفت بقلبٍ يئنُّ ألمًا وقهرًا، وتمتمت بصوتٍ خافت: 
-ماهو إنتَ مش مكاني، مش حاسس بقلبي اللي مولَّع نار، أنا دلوقتي بعدِّ الدقيقة اللي أشوف فيها حدِّ فيهم، بقيت عاملة زي الطفلة اللي بتستنى أبوها يرجع من الشغل، حسيت في مرَّة بيَّا وأنا ابني جنبي وبيقولِّي ياطنط، ولَّا يامدام، عارف الكلمة دي بتعمل فيَّا إيه، ولمَّا واحد منهم يعرَّف عن نفسه بكنيته، أوعى تفكَّر سهل عليَّ أقول إلياس كدا ودا مش اسمه، ولَّا لمَّا اشوف جمال في أرسلان، الواد نسخة مصغَّرة من أبوه، كأن جمال اللي واقف قدَّامي يامصطفى، إنتَ مش حاسس بمعاناتي، كلِّ اللي بتحاول تعمله إنَّك تأجِّل وبس.. 
-اسكتي يافريدة، اسكتي إنتِ مفكَّرة الموضوع هيِّن، أنا بتمنَّى أموت ولا أوقف قدَّام إلياس وأقولُّه آسف ياحبيبي أنا مش أبوك، ولقيتك وربِّيتك، وسرقت حياتك ونسبتك ليَّا، زوَّرت يافريدة بدل المرَّة اتنين، فاكرة هيتقبَّل الفكرة، واحد بعد تلاتين سنة لاقى نفسه عايش كدبة وحياة كلَّها مبنية على الكدب، تهوُّر بس كل اللي بتعمليه إنِّك بتحطيه قدَّام المدفع.

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close