رواية شظايا قلوب محترقة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد
"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك "
1
أميرتي الصغيرة ..
عانقيني بنظرات عينيكِ ..
+
دعيني أتأمل جمال الروح في محرابكِ
أتنهد هدوء النسمات من أنفاسكِ ..
+
أرتشف زوبعة الحب من فنجان الشفاه
ثم أحملك بأجنحتي فوق وسادة القمر ..
+
كالفراشة ترفرف بين أحضان الزهور ..
فإن سألوكِ يوماً ،،،
عن موطن الياسمين ،،،
فقولي :
بين شفاه من نطقوا عشقًا فكانوا له أوفياء ..
#إلياس_السيوفي
+
دلفَ للداخلِ يبحثُ عنها، استمعَ إلى حركةٍ بغرفةِ الملابس، دفعَ البابَ وجدها تقومُ بتبديلِ ثيابها، أغلقت سحَّابَ فستانها، ثمَّ رفعت عينيها إليه.. سحبت نفسًا قويًا حينما شعرت أنَّها أوشكت على البكاء، تعلمُ أنَّها أخطأت ووضعتهُ بموضعٍ خجل، اقتربت منهُ بعدما وجدت نظراتهِ الغاضبة:
-عارفة مهما أتأسِف مش هقدر أقلِّل من غلطي الشنيع، بس واللهِ كنت مفكَّراك لوحدَك، أنا مستحيل أكون بالطريقة البشعة دي..
+
التوى زاويةَ فمهِ بعبثٍ يشيرُ إليها باستهزاء:
- لو معملتيش كدا هشُك يكون فيكي حاجة، عارف ومتأكد إنِّك متقصديش، علشان لو قصدتي أنا ممكن أموِّتك من غير مايرفِلي جفن، اقتربَ منها وشيَّعها بنظرةٍ مهينة، يضغطُ على ذراعها بقوَّةٍ آلمتها:
+
-لو أنتِ عاقلة وبتفكَّري قبلِ ماتتهوَّري مكنتيش حطتيني وحطيتي نفسِك في موقف زي دا..أنا خلاص زهقت منِّك ومن تهورِك...قالها ثمَّ دفعها بعيدًا وكأنَّها عدوى، ثمَّ أشارَ بإبهامه:
-متخلنيش أتعامِل معاكي بتعامُل إلياس الظابط، دا آخر تنبيه ليكي...
قالها وتحرَّكَ سريعًا للخارجِ يأكلُ الأرضَ بخطواتِه..مرَّت دقائقَ وهي متوقفة تنظرُ إلى خروجهِ بقلبٍ يئنُّ وجعًا تتمتمُ بخفوت:
-أنا فعلًا أستاهل ياإلياس علشان بتهاوِن في أغلاطك..
-وايه اللي يجبرك تتحمل واحدة زيي ياالياس باشا..
تسمر بمكانه بعدما استمع إليها..استدار إليها وتشابك بعيناها
-مش يمكن علشان اهبل ولسة بحبك..قالها وخرج سريعًا.. دقائق متوقفة بمكانها لا تعرف أتبكي ام تحزن من كلماته، كل ما فعلته رددت لنفسها "وانا كمان بحبك"
+
بفيلَّا الجارحي:
دلفت أحلام تطالعُهم باشمئزاز، وهدرت قائلة:
-عروسة مين دي إن شاءالله، عروسة الواد اللي هناك دا، أهي شبهُه..
ارتفعت أنفاسُ فاروق ينظرُ إلى اسحاق الذي وقفَ متجمِّدًا كيف وصلت إلى هنا دونَ إخبارِه، وصلَ إلى والدتهِ مع صوتِ أرسلان:
-إيه اللي حضرتِك بتقوليه دا ياجدتي؟!..
-اخرس يالا، انحنى إسحاق يقبضُ على كفِّها يقبلُه:
-جدتك بتدلَّع عليك ياأرسو، زعلانة علشان معملتِش فرح يليق بأهلِ الجارحي وعزمتهُم..مش كدا ياماما ..انحنى يهمسُ لها:
-أنا مش بهدِّد بس لو اتكلمتي بحرف يقهُر الولد وحياة رحمة أبويا هنسى إنِّك أمي ياستِ أحلام هانم..قالها وتراجع..ولكن كانت هناكَ أعين تراقبُ مايحدث، فاقتربَ بعدما تركَ كفَّ زوجته:
-كنت بتقولًَها إيه ياعمُّو؟..ثمَّ رفعَ عينيهِ إلى جدته:
-هو حضرتِك زعلانة فعلًا، ولَّا إسحاقو بيحاول يخبِّي حاجة..
رسمت قناعًا باردًا رغمَ خوفها من نظراتِ إسحاق أردفت:
-أه زعلانة..اتكأَ إسحاق على كتفِها مبتسمًا يوزِّعُ نظراتهِ بين الجميع:
-أمي بتحب تتدلَّع علينا..ابتعدت وهزَّت رأسها متراجعةً إلى المقعد:
-كمِّلوا احتفالكو بالعروسة، أنا فعلًا مضايقة علشان الواد دا كان المفروض يعرَف هو تبع عيلة مين، وكمان نزل لمستوى متدنِّي، زي غيره، قالتها تنظر إلى صفية بشماتة، ثم استأنفت
- فين بنات العائلات..
-تيتا لو سمحت..ابتعدت بنظرِها قائلة:
-قولِّي أحلام هانم أنا مش كبيرة أوي على تيتا دي، هتلعب معايا ولَّا إيه..
ضيَّقَ أرسلان عينيهِ يُطالعها بشك، ثمَّ ردَّد:
-هو ليه حضرتِك بتحسِّسيني إنِّي واحد من الشارع…
حاوطهُ إسحاق وأطلقَ ضحكاتٍ مرتفعة، يجذبهُ لأحضانه:
-الواد دا مشكلة، لازم يرُد كلمة بكلمة..ابتعدَ أرسلان وتسرَّبَ الشكُّ داخله، وعينيهِ على أسحاق مرَّة وعلى فاروق..ظلَّ الوضعُ على صفيحٍ ساخنٍ بينهم بعضَ الوقت.. إلى أن افتتحت الحفلة برقصةِ أرسلان وزوجتهِ ببدايةِ الأمر…
حاوطَ خصرها وتحرَّكَ مبتعدًا بها، رفضت في بدايةِ الأمرِ ولكنَّها وافقت مجبرةً بعد إصراره..
بسطَ كفَّيهِ لتعانقَ يديها واحتضنها بعينيهِ الحنونةِ لتبعثَ بداخلها قشعريرةً قويةً تسربت لعمودها الفقري، ابتعدت بنظرِها خجلةً تنظرُ بكافَّةِ الأرجاءنظرت ليديه تفرك بكفيها تهمسُ له:
-مبعرفشِ أرقص ياأرسلان، عمري مارقصت..
-حبيبتي إيدي وجعتني والكلّ عمَّال يبُص علينا، هفضَل مُنتظر كتير…
رفعت نظرها إليهِ ولمعت عينيها بخطٍّ من الطبقةِ الكرستالية:
-مبعرفشِ خايفة يضحكوا عليَّا..
-مش واثقة فيَّا...دنت ُمنه ووضعت كفَّيها بين يديه، ليحاوطَ خصرها يقرِّبها إليه، قفلت جفونها بشدَّة، وهي تحاولُ أن تسيطرَ على تلك العاصفةِ التي اجتاحت جسدها من قربهِ المهلك،
بلَّلت حلقها الذي شعرت بجفافه:
-أرسلان هعمِل إيه، خايفة..
-ارفعي راسِك وبوصيلي وبس، واتحرَّكي مع الموسيقى..
هزَّت رأسها بالنفي وتمتمت بتقطُّع:
-مش هقدر صدَّقني، هدوس على رجلَك..قهقهَ عليها وبدأ يتحرَّكُ مع الموسيقى وذراعهِ يحاوطُها يتحدَّثُ معها حتى يسحبُ رهبتها:
-ماقولتيش إيه رأيك في العيلة، من وقتِ ماجينا هنا أمي استفردِت بيكي..
ابتسمت بخجلٍ مردفة:
-اسمها أمَّك، اللي يسمع أرسلان باشا مايشوفشِ المستوى الاجتماعي..
انكمشت ملامحهِ باعتراضٍ قائلًا:
-ليه بقى إن شاءالله!!
مازالت ابتسامتها تنيرُ وجهها وتناست أنَّها ترقصُ بين ذراعيه لتردف:
-متوقعتِش تبقى غني أوي كدا، كنت مفكَّرة إنَّك من الطبقة المخملية بس الهاي كلاس دي استبعدتها..
قرَّبها إليهِ حتى اختلطت أنفاسهما وكادَ أن يلمسَ ثغرها لتبتعدَ متلفِّتةً حولها بخجلٍ من حركاتِه:
-يابنتي اثبتي أنا كنت هجاوبِك بس، لكن إنتِ اللي دماغِك شمال..
-أرسلان بس بقى والله هعيط..توقَّفت الموسيقى مع تصفيقِ إسحاق لينتبهوا للجميع..حمحمَ وسحبها متَّجهًا إلى والدتِه:
-إيه رأيك في مرات ابنِك ياصفية خانوم..سحبتها صفية وعيناها على أحلام خوفًا من انقلابِ فرحتها، ثمَّ أجلستها بجوارِها:
-أحلى عروسة ياحبيبي، ربنا يسعدُكم يارب، وأشوف ولادُكم قريب.
انحنى يقبِّلُ يدَ والدتهِ ثمَّ رأسها، رفعت رأسها تطالعهُ بذهولٍ تهمسُ لنفسها:
-هل حقًّا هذا الشخصَ هو المتجبِّر زوجها، هذا المتكبِّر الذي لا يتحمَّلُ أحد إفراضَ رأي عليه..ظل الحفل لبعض الوقت إلى أن همسَ إلى والدته:
-أنا ماليش في جوِّ العيلة الخنيق دا، كلُّهم عرفوا إنِّي اتجوزت أهو، وشايف أحلام عايزة تموِّتني معرفشِ ليه، فأنا هروح بيتي سامحيني..مش هقدَر أبات هنا ووعد زي مااتفقت كلِّ خميس هنيجي نبات معاكي، وأيِّ سفر ليَّا هجيب غرام لحضرتِك.
ربتت على كتفهِ متنهِّدةً أخيرًا فهي تريدُ أن يذهبَ قبلَ أن تتفوَّهَ أحلام، فلولا وجودِ إسحاق لانقلبت حياتهق
-خُد بالك من نفسك ومن مراتك، التفتت إلى غرام:
-خلِّي بالِك منُّه حبيبتي..توقَّفت مبتسمةً تنظرُ إلى أرسلان وهمست:
-حاضر ..سحبَ كفَّها يلوِّحُ إلى والدهِ وإسحاق الذي تنفَّسَ أخيرًا بحريَّةٍ يجذبُ فاروق إلى المكتبِ حتى يطمئنهُ خوفًا أن يصيبهُ مكروه..
هوى على المقعدِ يفتحُ ربطةَ عنقهِ يتنفَّسُ بتثاقلٍ مع دخولِ أحلام بعدَ استدعاءِ إسحاق إليها مع الخادمةِ.. دلفت كالجبروتِ تجلسُ تطالعُهم بغضبٍ وهدرت معنِّفةً إياهم:
-متفكَّروش سكتّ علشان حاجة، ممكن أخرج أفضحك يافاروق برَّة إلَّا إذا وافقت على شروطي..
-أملاكك كلَّها تتكتِب باسمِ ملك، مراتَك وابنِ الشوارع دا ماياخدوش ولا مليم
جلسَ إسحاق يشعلُ سيجارتهِ يشيرُ بعينيهِ لفاروق على أن يهدأ ثمَّ سحبَ نفسًا من تبغهِ ينفثهُ بهدوءٍ وعينيهِ على والدتهِ متمتمًا:
-أنا صبرت عليكي كتير، ودا مش حبًّا فيكي، دا علشان اسمِ العيلة اللي وعدت أبويا إننا نحافظ عليه، معرفشِ بأيِّ حق جاية تتكلِّمي، هوَّ مش حضرتِك اتبريتي منِّنا وروحتي اتجوِّزتي، راجعة وعايزة إيه..فتحت فاهها للحديث، إلَّا أنَّهُ نصبَ عودهِ بتكبُّر واقتربَ منها ثمَّ انحنى يحاوطُ مقعدها بذراعيه:
-الماضي لسة قدَّام عيوني ياأحلام هانم، ياريت نهدى ونتلَّم كدا، أنا عن نفسي متبرِّي منِّك وبحاول أضغط على نفسي وأتقبَّلك قدَّام المجتمع علشان فاروق مش أكتر، إنَّما إنتِ متهمنيش ولو حتى خطوة للباب دا، أقسم بربِّ العزة لو نطقتي كلمة واحدة قدَّام أرسلان لأطلعلِك إسحاق القديم أظن فكراه كويس ..المرة اللي فاتت فاروق أنقذِك من تحتِ إيدي، المرَّة دي مش هرحمِك، لمِّي الدور وارجعي لجوزِك وعيالُه، حقِّك وأخدتيه جاية لعندنا ليه..
-إسحاق اتجنِّنت، إنتَ ناسي بتكلِّم أمَّك..
اعتدلَ يطالعهُ بتهكُّم:
-لا مش امي ..قالها وخرجَ يشيُّعها بنظرةٍ تحملُ الكثيرَ من البُغض..
نهضت من مكانها تشيرُ على خروجه:
-شايف أخوك، شوفت بيعاملني إزاي..
-ماما إسحاق ومش هيتغيَّر، والبركة في حضرتِك..
-ليه مش من حقِّي أعيش حياتي ..نهضَ من مكانه:
-مش كلِّ مرَّة نتكلِّم في الموضوع دا..
+
بسيارةِ أرسلان، جلست بجوارهِ بالخلف، كان يتحدَّثُ مع أحدهم:
-لا بكرة هكون خارج القاهرة، تمام،خلِّيك وراه واعرف الواد دا آخرُه إيه..أنا هقفِل الفون أيِّ حاجة كلِّم سيادةِ العقيد وبلَّغه بالجديد..
قالها وأغلقَ الهاتفَ يتطلَّعُ للتي تنظرُ للخارجِ بشرود، تُراجعُ ذكريات منذُ أيامٍ بعدما أخذها من منزلهما متَّجهينَ إلى الفيلَّا الخاصة بالعائلة..ترجَّلَ من السيارةِ ثمَّ بسطَ يدهِ يساعدُها بالنزولِ من السيارة، تلفَّتت حولها:
-إحنا فين؟..حاوطَ كفَّها وتحرَّكَ لداخلِ الفيلَّا بعدما وقفت السيارةُ أمامَ البابَ الداخلي:
-دا بيتنا..توقَّفت متسمِّرةً وازدادَ توترُها
تسائلهُ بتقطُّع:
-يعني إيه، وليه جايبني هنا؟!..
تحرَّكَ بعدما سحبها من كفَّها:
-جه الوقت اللي الكل لازم يعرف مين هيَّ غرام الجارحي.
-أرسلان لو سمحت..استدارَ ينظرُ إليها بصمتٍ يستمعُ اليها، تركت كفِّهِ وتمتمت بتقطُّع:
-أنا مش جاهزة.. إزاي تجبني من غير ماتقولِّي، إمتى هتشاركني قراراتك..
لفَّ ذراعيهِ حولَ جسدها ونظرَ لوجهها مردفًا دونَ نقاش:
-اسمعيني علشان مش هكرَّر الكلام تاني، إنتِ مراتي وكان لازم من زمان تكوني هنا، بس أنا اللي كنت بأجِّل لأتأكد من مشاعري، إنَّما آخد رأيك ليه في موضوع محسوم، وياستي لو قلقانة مفيش غير ماما اللي موجودة، وبابا على وصول والراجل مش هياكلِك هوَّ عارف أصلًا إنِّي متجوِّز هوَّ وأمي..
-إيه!! إزاي..أومال ليه مخبِّي ومين اللي ميعرفش؟..
أشارَ إلى الحديقةِ وأردف:
-إيه رأيك نفرش ونقعد هنا ونحكي ليه أنا معرَّفتش البقية، ادخلي حبيبتي ربنا يهديكي، مش كلِّ حاجة ينفع أحكيها..
تحرَّكت بجوارهِ بصمت، بعدما لمَّحَ لها ببعضِ الإشاراتِ عن هويتِه..
+
دلفَ للداخلِ قابلتهُ الخادمة:
-أهلًا ياباشا..نزعَ معطفها وناولهُ للخادمة، ثمَّ فعل مثلها متسائلًا:
-ماما فين؟!..أشارت إلى غرفةِ الموسيقى قائلة:
-الهانم جوا، ملك هانم لسة واصلة من شوية..سحبَ كفَّها وتحرَّكَ للداخل ..طرقَ البابَ رفعت ملك عينيها تنظرُ للذي دلفَ وبجوارهِ إحدى الفتيات،
هبَّت من مكانِها تهرولُ إليه:
-أبيه أرسلان..وحشتني، قالتها وهي تعانقه، رفعها يضمُّها باشتياقٍ مقبِّلًا وجنتيها:
-ملوكة حمدالله على السلامة..
ابتسمت لهُ تطبعُ قبلةً على وجنتيه:
-الله يبارك فيك ياحبيبي، لاحت بنظرها إلى غرام التي كانت تنظرُ إلى صفية برهبة، اقتربَ أرسلان من والدته:
-صفية هانم الدراملي وحشاني..قالها وهو ينحني يطبعُ قبلةً فوقَ رأسها..
ربتت على ظهره:
-حمدالله على السلامة حبيبي، قالتها وعينيها على غرام التي وقفت منكمشة، أشارت عليها متسائلة:
-الجميلة دي مراتك..بسطَ يدهِ إليها قائلًا:
-تعالي ياغرام، دي ماما ..ثمَّ اتَّجهَ لوالدته:
-المدام خايفة منِّك..قالها وهو يحاوطُ جسدها..تورَّدت وجنتيها تهمسُ بتقطُّع
-إزي حضرتِك..أشارت صفية إليها بالقرب..اقتربت منها وعينيها على أرسلان الذي أومأ لها ..أجلستها بجوارها ثمَّ ضمَّتها لأحضانها:
-ماشاء الله مراتك حلوة ياأرسو..قالتها صفية وهي تلمسُ وجنتيها..
جلسَ بجوارِها من الجانبِ الآخر، ثمَّ حاوطَ أكتافها غامزًا لصفية:
-دي غرام الجارحي ياصفية يعني لازم تكون ملكة جمال..
اتَّجهت تطالعهُ بغضب طفولي..ضحكَ عليها يغمزُ بطرفِ عينيه..
-إيه ياغرام مكسوفة من ماما..كانت تقفُ بعيدًا ببعضَ الخطواتِ ولكنَّها لا تعلمُ لماذا شعرت بالغضبِ من احتضانهِ لتلكَ الفتاة، رفعَ عينيهِ إليها:
-دي ملاكي الصغير ياغرام، أختي بس من بابا.. اقتربت ملك ثمَّ دفعت غرام وجلست بأحضانِه..
-حبيبي ياأبيه، ربِّنا يخليك ليَّا ياأحسن أخ، وطبعًا هفضل ملاكك طول العمر، أنا وبس مش كدا ولَّا إيه؟..
رفعَ حاجبهِ ساخرًا:
-إيه يابت هتصاحبيني ولَّا إيه، علشان بهزَّر معاكي..اعتدلت تلكمهُ بصدرهِ وكأنَّهُ يحدِّثها بجدية، ونهضت باكية:
-أنا زعلانة منَّك...
ضحكت صفية وطالعتهُ بعتاب:
-الحقها دي مجنونة، ثمَّ نظرت إلى غرام:
-حبيبتي قرَّبي تعالي، متزعليش من ملك، هيَّ بتغير على أرسلان شوية..
أومأت لها:
-شكلها بتحبُه أوي..شردت صفية تهزُّ رأسها:
-وهوَّ كمان روحه فيها، حاولي متزعليش منها..
-هزَّت رأسها مبتسمة:
-بالعكس مش زعلانة، وبعدين دي أختُه..تذكَّرت صفية تمارا فطالعتها بتدقيق:
-وكمان له بنت عمته بيعاملها كأنَّها أخته، بس أديكي شايفة جيل التكنولوجيا بيعمل إيه، عايزين أخواتهم ليهم لوحدهم..خرجت من شرودها عندما لمسَ كفَّها:
-سرحانة في إيه بقالي فترة بكلِّمك..
استدارت تطالعهُ بنظراتها العاشقة:
-شكرًا على الليلة الحلوة دي..رفعَ كفَّها وقبله:
-بتشكريني على إيه دا حقِّك حبيبتي وأكتر من كدا كمان..
لفَّ ذراعيهِ وضمَّها لأحضانهِ مطبقَ الجفنينِ يستنشقُ رائحتها بوله:
-غرام عايزك دايمًا فرحانة، والابتسامة متفارقشِ وشِّك..
رفعت رأسها وهتفت:
-طول ماإنتَ جنبي أكيد هكون فرحانة..
طبعَ قبلةً فوقَ جبينها ثمَّ فتحَ بابَ السيارةِ التي توقَّفت أمامَ بابِ منزله..ترجَّلت متحرِّكةً بجوارهِ إلى أن وصلَ إلى بابِ المنزل..
-غمَّضي عيونِك، ماتفتحيش غير لمَّا أطلب منِّك..
فعلت مثلما طلبَ منها، فتحَ البابَ وانحنى يحملُها فتعلَّقت بعنقهِ تصرخ..
-أمم قولت إيه ماتفتحيش غير لمَّا أقولِّك..أنزلها أمامَ كعكةٍ متعددةُ الأدوار، وقامَ بإشعالِ الشموعِ مع إغلاقِ الإضاءة، وفتحَ موسيقى أجنبية هادئة..
+