رواية فارس بلا مأوي الفصل التاسع 9 بقلم ولاء رفعت
_ أني حبلي.
قالتها ورد إليه مما أثارت جنونه فصاح بها:
_ كيف يعني الي عتجولي دي؟.
+
أخرجت له الإختبار من حقيبتها وألقته أمامه علي الطاولة:
_ أهو الإختبار الي سويته لتكون فاكرني بكدب عليك.
+
ألقي نظرة عليه ثم إليها:
_ وأني إيش ضمني الي في بطنك ده مني؟.
+
نهضت بغضب:
_ حاسب علي حديتك يا سي زكريا، محدش لمسني غيرك عاد، والدار دي تشهد ولا نسيت؟.
+
صاح ويضرب كفيه ببعضهما البعض:
_ كان يوم أسود لما أتهببت وسويت العمله المهببه دي معاكي ماعرفش كان عجلي فينه وجتها.
+
إبتسم بسخرية وقالت:
_ الله يرحم لما كنت كل شوي تنطلي في دار الحاچ قاسم وتتحايل عليا لأچل أحن عليك بكلمة، ولما أخدت غرضك مني بجي مليش عزا عندك واصل.
+
قهقه بتهكم مماثل قائلاً:
_ أومال كنتي فاكراني عاشج وولهان!.
+
تجمعت عبراتها في عينيها وقالت بصوت متحشرج:
_ ما أني بندم وبضرب نفسي بمليون صرمه.
+
حدجها بإزدراء وقال:
_ قصرو، المطلوب مني أي من ليلتك المطينة دي، أني أخري وياكي أديلك جرشين لأچل تروحي تسجطي الي في بطنك، غير إكده مليش فيه.
+
مسحت عبراتها و رمقته بجدية:
_ المطلوب أنك تتچوزني.
+
صاح بإعتراض:
_ واه، أتچنيتي ولا أي عاد!، آه جولي بجي مسويه التمثليه دي لأچل أتچوزك، أحلمي علي قدك ياحلوة، أني ما بتچوز ويوم ما أتچوز هتكون واحده محترمة متربية بت أصول، مش حتة خدامة مع أول كلمتين سلمتلي نفسها.
+
صفعته بكل قوتها، أثارت غضبه فجذبها من حجابها وأنتزعه بقوة ليتمكن من إمساك خصلاتها بعنف:
_ أني لولا مليش في الدم كان زماني خلصت عليكي دلوق وتويتك مكانك، بصي يابت أخري وياكي الي جولتهولك، هعطيكي جرشين وتشوفيلك دكتور يخلصك من البلوه دي، ومن اللحظة دي ماشوفش خلجتك واصل لأن لو شوفتك هيكون آخر يوم في عمرك.
+
ترك خصلاتها ودفعها بقوة علي الأرض، نهضت متعثرة في طرف ثوبها، ألتقطت حقيبتها وهمت بالمغادرة وقالت له بتوعد قبل أن ترحل:
_ أفتكر أن چيتلك لحد عندك متلومنيش من الي هسويه بعد إكده يا بتاع الغازية.
5
قالتها وأسرعت بالرحيل قبل أن يلحق بها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،،،،ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
_ وفي صباح اليوم التالي، دلف مكتبه الجديد فهذا ثاني يوم له في عمله المكلف به، خلع سترته وعلقها علي المشجب وتناول مأزره الأبيض الزي الرسمي.
جلس علي الكرسي يتنهد بأريحية، ضغط علي زر صغير أعلي المكتب لتأتيه الممرضة المساعدة له والإبتسامة لم تفارق محياها منذ مجيئه:
_ صباح الخير يا دكتور يحيي.
+
_ صباح النور يا جهاد، خلي عم رجب يعملي فنجان قهوة سادة.
+
أومأت له بدلال:
_ أمرك يا دكتور.
+
فخرجت مسرعة واضعة يدها نحو قلبها فقابلتها زميلتها:
_ مالك يابت يا چهاد؟.
+
أجابت الأخري:
_ ده مالي وحالي كله، آه من جماله ولا حلاوته، شكله إبن ناس ياخسارته في البهدلة عندنا في الوحدة الفقر دي.
+
_ اللهي الريسة تسمعك وتطين عيشتك عاد.
+
لوحت الأخري بكفها أمام وجهها قائلة بحنق:
_ ياساتر عليكي يا شيخة، علي طول بتقفلي الواحد.
+
ردت بجدية وحزم:
_ لأني مليش في الحال المايل.
+
سخرت منها جهاد تتمايل بخصرها:
_ وعملك أي الحال العدل وأنتي داخله علي التلاتين سنة أهو ولا حد عبرك بدبلة فضة حتي.
+
_ يكفيني أخلاجي الي الكل بيتحاكي بيها وبيضربو بيا المثل، مش كيف ناس تانيه.
+
حدجتها بإمتعاض قائلة:
_ أصدك أي يا ست فاتن!.
2
تركتها وأشاحت لها بيدها:
_ الي علي راسه بطحه بجي.
+
زفرت جهاد بغضب تنظر في أثرها بتوعد، أنتفضت فجاءة عندما ظهر أمامها رافع بنظراته الحادة وصوته الغليظ:
_ فين مكتب الدكتور الچديد؟ .
+
رمقته بتفحص من أخمص قدميه لأعلي رأسه وقالت:
_ أصدك علي الدكتور يحيي؟.
+
رد من بين أسنانه:
_ أيوه الدكتور زفت، جصدي يحيي.
+
أشارت له نحو رواق طويل وقالت:
_ آخر الطرقه دي، الأوضة الي علي شمالك، بس لسه مبدأناش كشوفات تعالي بعد ساعة كده.
+
حدجها بنظرة جعلتها تراجعت إلي الوراء خوفاً ولم يقل شيئاً وسار كما وصفت إليه.
وبالعودة إلي الطبيب يحيي، كان يقرأ هذا الدفتر الذي وجده بسيارته عند عودته بالأمس، فذاك أختصر عليه طريقاً طويلاً لمعرفة من تكون صاحبة العيون الساحرة والشامة التي تُزين وجنتها الخمرية وشفتيها التي تذكره بثمرة التفاح الأحمر.
+
قطع وصلة إستمتاعه بقراءة كلماتها المدونة هذا الواقف أمام مكتبه يرمقه بنظرات كالسهام النارية، تعجب يحيي من إجتياح الآخر لمكتبه بدون إستئذان، فقال له:
_ نعم، في حاجة يا بلدينا؟.
+
جلس الآخر واضعاً ساق فوق الأخري بتعنت وقال:
_ إسمي رافع بيه القناوي، والي هكون عن جريب عمدة النچع الي أنت بتشتغل فيه.
+
أنتبه إلي نبرة العنجهية في كلماته، لكن توقف عند إسمه، رافع! ، هل يعقل إنه حبيبها المذكور في الدفتر! .
+
هكذا إذن لابد أن هناك سبب متعلق بحادث الأمس جعل هذا الرافع يأتي له ومن ملامحه التي لاتبشر بخير، مجيئه لهدف ما.
_ خير يارافع بيه، حضرتك بتشتكي من أي؟.
