رواية فارس بلا مأوي الفصل العاشر 10 بقلم ولاء رفعت
_ ولج من باب شقته يحمل حقائب وأكياس عديدة، جال ببصره في الأرجاء باحثاً عنها فلم يجدها، ترك ما في يده وذهب إلي الغرفة التي توجد بها، رأي الباب مفتوحاً تحمحم منادياً:
_ آنسة سمية، أنتي صاحية؟.
+
لم يتلق أي رد مما أثار قلقه، فأندفع إلي الداخل ليجد التخت مُرتب والمرحاض مُظلم، خرج يبحث عنها والقلق يساوره، حتي وجدها ممده فوق الأريكة أمام التلفاز وزراعها ملقاه في الهواء، مهلاً إنها ترتدي المعطف القطني الخاص بالحمام وخصلاتها الغجرية متناثرة بعشوائية فوق الوسادة التي جلبتها من غرفة النوم، أستدارت بأريحيه فوقع الدثار من فوقها، أصبحت ساقيها عاريتين في مشهد جعله وقف محدقاً بها وكأنه يري أنثي لأول مرة، أزدرد لعابه و فك رابطة عنقه ليتمكن من التنفس، أغمض عينيه وقال بداخل عقله:
_ مالك ياصلاح ماتجمد كده أول مرة تشوف واحده أدامك ولا أي!، ده أنت شوفت ستات عريانه بعدد شعر راسك.
_بس دي مش عارف، كل حاجه فيها بحس إنها غير كل الي شوفتهم، يمكن عشان هي مختلفه عنهم!.
_ طب يا حلو لم نفسك بقي عشان هي فعلاً غيرهم، دي ممكن تاكلك بسنانها لو بصتلها بصه كده أو كده.
أنبلجت علي محياه إبتسامة وقال بصوت لم ينتبه إنه مسموع:
_ و ده الي شدني ليها.
1
أستيقظت ونهضت بفزع لتراه يقف أمامها مبتسماً، ضمت تلابيب المعطف وجذبت الدثار عليها، صاحت به:
_ واجف ليه إكده يا چدع أنت؟ .
+
وبعدما أنتبه إليها قال مازحاً :
_ عيزاني أقعد، أديني قعدت أهو.
وجلس فوق كرسي مقابل لها، رفعت إحدي حاجبيها بتهكم قالت:
_ بچد والله!.
+
نهضت وتلف الدثار عليها تغطي شعرها وجسدها بالكامل فلم يظهر منها سوي وجهها فأردفت:
_ أجولك حاچة أني داخلة أكمل نومي في الأوضة أحسن وأضم...
لم تكملها حيث تعثرت قدميها بطرف الدثار فوقعت علي الأرض في مشهد كوميدي جعله يقهقه رغماً عنه، وقف أمامها ليساعدها علي النهوض، فحدقته بحنق قائلة:
_ معوزاش مساعدة، بعرف أجوم لوحدي.
+
ضحك مرة أخري قائلاً:
_ ماشي ياستي، براحتك أنا لسه راجع علي فكره من بره وأشتريتلك كل حاجه هتحتاجيها هدوم وشوية حاجات أحسن من البورنص الي أنتي لبساه ده.
+
أشاحت وجهها عنه خجلاً:
_ أني لبساه لحد ما خلچاتي الي غسلتها تنشف.
+
سار نحو الحقائب وحملها جميعاً:
_ أنا جبتلك خلجات أصدي هدوم أحسن منها هتعجبك، ألبسيها أحسن ماتبردي.
+
وبدلاً من أن تقول كلمة شكر رمقته بإمتعاض وإندفاع قالت:
_ جصدك خلچاتي عفشه ومش قد المجام؟.
+
رفع كفيه ويحاول أن يخفي ضحكة إنتابته تواً:
_ والله ما أقصد كده خالص، أنا أصدي أن الي جبتهم أجدد وكده شوفيهم هيعجبوكي.
+
تركته ودلفت إلي داخل الغرفة تبعها فكادت توبخه فقاطعها:
_ أنا داخل أحطلك الشنط وطالع بره.
+
رمقته بنظرة نارية:
_ معرفاش مش مطمنالك ليه عاد، جلبي بيجولي ناوي لي علي الغدر.
+
تنهد وقال بهدوء:
_ لو كنت عايز أغدر بيكي كنت رجعتك لسليم وهو هيعرف منك مكان زينب بطريقته إياها ولو أصدك حاجه تانيه خالص، أحب أفهمك إن مش عيل مراهق أو شاب طايش أنا واحد عندي أربعين سنة عشت حياتي بالطول والعرض.
2
أدركت مايرمي إليها فقالت بإندفاع:
_ وأني مليش صالح بالي بتجوله دي، كل الي ريداه ميتي تهملني أرچع لأهلي؟.
+
_ لما الظروف تسمح، ساعتها هوديكي أنا بنفسي، أسيبك أنا تجربي الحاجه وتغيري البورنص بتاعي.
قالها وحدجها بإبتسامة إستفزازية وتركها، ذهبت خلفه تغلق الباب بقوة وأوصدته من الداخل تزفر بغضب:
_ أبو برودك يا شيخ.
+
فتحت الحقائب لتجد العديد من الثياب الأنيقة فلديه ذوق رفيع ويفهم ما تفضله النساء، وبعد أن تفحصت بعض الحقائب، بمجرد أن فتحت الحقيبة ماقبل الأخيرة شهقت بقوة من الخجل لم ينس حتي شراء ثياب داخلية إليها وكيف علم مقاسها الخاص!،هل يعقل أن...
صفعت وجنتها من تخيل الأمر قائلة:
_ يا مُري أني إكده ما أجدرش أرفع خلجتي فيه واصل، الله يحرجك ياسليم الكلب أنت السبب في كل الي بيحصلي.
4
أمسكت بآخر حقيبه وهمت بفتحها فألقتها من شدة الخجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،،،ــــــــــــــــــــــــــــــ
+
_ في غرفة الزيارات الخاصة بالمخفر، يجلس العم جابر مع فارس الذي قام بمهاتفته سراً وأخبره أنه يريده في أسرع وقت، لبي الآخر طلبه وجاء ليري ما الأمر حتي قص عليه ما قيل له من هذا المحامي.
_ بتجول أي يا فارس يا ولدي، عمر ما الحاچ قاسم الله يرحمه ما وصي ولا جال إكده، و من وجت وفاة چدك وهو مقسم الميراث بالعدل حتي الأملاك الي چدك كان كاتبها له أكتر عن أخواته باعها و وزع فلوسها عليهم وكان ديماً يجول عمري ما أجبل مليم ظلم ولا حرام ولا أخسر أخواتي، علي الرغم كيف ما أنت خابر عمك وعمتك عمرهم ما حابوه ولا أتمنو له الخير واصل وخصوصاً عمك خميس الله يسامحه، ربي ولده رافع علي إكده، كان بيزرع چواه الحقد والكره لحد ما بجي شيطان في هيئة بني آدم، والحمدلله ربنا نچد زينب خايته وأبوك الي يعتبر رباها كيف مارباك علي الخير والحب.
+
رد فارس والحيرة تسيطر علي تفكيره المشتت:
_ أني برضك هاتچنن ياعم چابر، لحد ما چه في عقل بالي إن ممكن يكون عبد المچيد موالس ويا عمي ولا إبنه.
+
_ ليه لأ يا ولدي، أتوقع أي حاچة في الزمن ده، أنا عن نفسي عمري ما وثقت في عبد المچيد ده واصل ولمحت لأبوك قبل إكده وجالي كفياك سوء الظن يا چابر، الراچل زين وعمري ماشوفت منيه حاچة عفشة.
+
