رواية دوائي الضرير الفصل الثامن 8 بقلم نرمين ابراهيم
لفصل الثامن...
انتهت الليلة على ذلك... و أتجه كل إلى غرفته..
لم يتوقف عقل عاصم عن التفكير.. فقد كان عقله يبتكر طرق جديدة لم تخطر في تاريخ البشرية للفتك بتلك التي تدعى عبير...
و دخلت سارة إلى مقصورتها و لم تسمح لأي أحد بالإقتراب منها ولا حتى هاتفياً.. فقد كانت تبكي بداخل مقصورتها على ما حدث و هي تتذكر ما قالته لها عبير ...
Flash back...
ما أن خرجت عبير و والدتها من المنزل...
صالحة(بغضب): شوفتي اتحمج عليها كيف؟ ده كان ناقص يخلينا نروحو نبوسو رچليها..
عبير(بغيظ): شوفت.
صالحة: ولا هنية و بتها.. شوفتي كانو عايتحدتو عنيها كيف؟؟
عبير: شوفت ياما شوفت.. بس وحياتك انتي ياما ما اني سكتالها.. عاصم اني اللي سيبته و ماحدش هايخده تاني غيري.. حدش هاياخده مني.
صالحة: هاتعملي ايه يا بت صالحة..
عبير: دلوجت تشوفي.
ثم إتجهت حيث موقع مقصورة سارة و طرقت بابها.. كانت سارة تجلس و هي تستمع لأحد الكتب النفسية باللغة الإنجليزية من أحد مواقع الطب النفسي.. حتى تشتت تفكيرها عما حدث.
و لكن هيهات.. فعقلها آبى إلا أن يذكرها بما حدث و يعيده عليها مراراً و تكراراً.
سمعت الباب يطرق بأيدي غريبة عليه فقامت لتفتح الباب..
سارة: ايوة.. مين؟؟
عبير(بعجرفة): احنا صحاب البيت اللي انتي جاعدة فيه.
عرفت سارة صوتها و جهزت نفسها لمعركة أخرى.. فأغلقت التطبيق الذي كانت تستمع إليه و اتجهت لتفتح الباب..
سارة: اهلا و سهلا.. بس معلش صحاب البيت ازاي يعني.. هو مش صحاب البيت دة يبقى الحاج عبد الرحمن و عيلته.. و انا بصراحة ماعرفكوش.
صالحة(بنفس عجرفة ابنتها): لا ما اهو اني ابقى مرة اخو الحاج عبد الرحمن.. و دي تبقى بت اخوه و مرة عاصم ولده..
سارة(بتصحيح): قصدك طليقته.
عبير(مغتاظة من مجرد معرفتها لتلك المعلومة): ايوة طليقته.. بس جريب اوي هانرچعو لبعض.. اني برضيك بت عمه و هو ابن عمي و مسيرنا في الاخر لبعضينا.
سارة: تمام.. الف مبروك مقدما برضه.. اسفة ماقولتلكوش تتفضلو..
صالحة: نتفضلو فين ياختي.. انتي عايشة في عربية نجل ولا ايه؟؟
سارة: لا يا حاجة.. دة اسمه كراڤان.. اتفضلو..
عبير(بتقزز كان واضحاً في صوتها): نتفضلو فين.. انتي اتخبلتي اياك.. الناس مجامات يا ست انتي.. و المنياوية مايدخلوش اي مكان اكدة.. لازمن يكون كد مجامهم.. فاهمة؟؟
سارة: اظن عيب كدة.. و مافيش داعي أبداً للكلام دة..
عبير: و هو انى جلت ايه عيب.. بقول أن الناس مجامات.. و كل برغوت و على كد دمه..
فماتحوليش تبصي على حاچة ماهياش بتاعتك عشان ماتتعبش روحك على الفاضي.. اظن فاهماني..
سارة: لا الحقيقة مش فاهماكي..
عبير: اني افهمك..
ثم قامت بدفعها بعنف لداخل المقصورة حتى ان سارة كادت ان تقع و دخلت عبير و والدتها خلفها..
سارة: ايه ده.. ايه اللي انتي بتعمليه دة..
عبير: مش كنتي بتجولي اتفضلي.. اديني اتفضلت اهو.. (ثم نظرت للمقصورة و محتوياتها بتقزز) و لو أنه عادي يعني...
و عادت نظرت لها و قالت بنبرة خبيثة و مستفزة..
عبير: طجطجيلي ودانك بجى و اسمعيني زين عشان الحديت اللي هاجوله ده ماهكررهوش تاني..
عاصم واد عمي.. و چوزي.. كان في بناتنا شوية مشاكل و هانحلوها مع بعضينا جريب..
و انتي اهنا داكتورة لهدى.. يعني انتي في الأول و في الأخرة حتة مستخدمة عندينا.. بتشتغلي و تاخدي أچرتك و ليكي لجمتك زيك زي خدامين السرايا.. فاهمة؟؟!
يعني مالكيش صالح بأسيادك.. و خصوصي عاصم لا الاجيكي جاعدة معاه تتحدتو زي ما شوفتكم جبل سابج.. ولا تتحدتي معاه من اصله.
عجلك يوزك تلعبي عليه و تعملي معاه حركات بنات بحري دي.. الله في سماه اكون وكلاكي بسناني.. انتي لسة ماتعرفيش مين هي عبير بت صالحة.. فعشان مصلحتك خليكي بعيد عنيه على كد ما تجدري.. فاهمة.
ثم قامت بدفعها لتسقط على كرسيها الوثير و تركتها و رحلت مع والدتها..
انهارت سارة في البكاء لأنها لم تستطع أن توقف مثل هذه الحقيرة عند حدها و أيضاً لأنها لم تستطيع رؤيتها لترد عليها..
فبرغم استقلالية سارة الا انها قد خافت منها بالفعل.. فهي قد دفعتها مرتين في دقيقة واحدة و من الواضح أنها كانت على أتم الاستعداد لفعل أكثر من ذلك..
Back...
ظلت سارة تبكي إلى أن اتت فاطمة لتدعوها لتناول العشاء.. و عندما عادت من العشاء أكملت بكاءها قهراً على ما حدث من تلك المدعوة عبير...
لم تغمض عينيها دقيقة واحدة و كانت مرهقة للغاية حتى أنها طلبت من فاطمة التي ذهبت لتدعوها لتناول الإفطار أن تعتذر لمن بالمنزل و تتحجج بأنها متعبة و سوف تستريح في مقصورتها لليوم.
اما بالسرايا...
نزل عاصم بكامل هيئته إلي عائلته المجتمعة على طاولة الإفطار.. دخل و القي تحية الصباح عليهم جميعاً و جلس بمكانه...
كان واضحاً على وجهه الإرهاق الشديد.. فاستنتج الجميع أنه لم ينام تلك الليلة مطلقاً...
عاصم: إصباح الخير..
الجميع: إصباح الخير يا عاصم..
عاصم(بعد أن جلس): وحياتك ياما تجولي لحد من البنات يعملولي جهوة احسن راسي هاتتفرتك من الصداع.
هنية(بحنان): سلامة راسك يا ولدي.. طيب كل لك لجمة الاول.
عاصم: لا ياما مالياش نفس.. بس خليها دوبل بن تجيل.. الا نافوخي خلاص هايفرجع صُح.
عبد الرحمن: انت مانمتش زين ولا ايه.
عاصم: ها... لا عادي بس.. كنت جلجان شوية.. امال فين سارة؟؟ ماصيحتش لسة اياك.
هنية: بعت البت فاطنة تنده لها... عبال ماتاچي اكون عملتلك القهوة بيدي.
عاصم: تسلم يدك ياما.
دخلت إليهم فاطمة وحيدة فسألتها هنية..
هنية: فين ستك سارة يا بت يا فاطنة.
فاطمه: بتجول مالهاش كيف تفطر دلوجت.. و بتبلغ الست هدى أنها بعافية النهاردة و ماهتجدرش تاچيلها.
هدى: غريبة.. دي اول مرة تعمل كدة.. ماقلتلكيش مالها يا فاطمة ولا تعبانة من ايه.
فاطمة(بتلعثم): ماهو.. اصل..
هنية: ماتنطجي يا بت.. مالك؟؟
فاطمة: بصراحة بجى اني ماجدراش اسكت تاني.
عبد الرحمن: في ايه يا بت المركوب انتي ماتنطجي و تجولي مالها البنية.
فاطمه: هي زينة.. بس بصراحة اصل هي جالتلي ماجولش.. بس أصلها صعبانة عليا جوي.
عاصم(بعصبية مفرطة بعد أن نفذت اخر ذرات صبره): انتي عاتجولي ولا اجوم اديكي علجة موت تخليكي تنطجي.. ماتنتطجي يا بت انتي فيه ايه؟؟
فاطمه: تصلي . اصلي لما روحت لها امبارح عشان العشا لجيتها عاتبكي و صوتها كان مجطع جلبي يا حبة عيني بعد ما الست عبير مشيت من عنديها.. اصلي لمحتها خارچه من العربية بتاعتها دي..
و جالتلي ماجولش حاچة.. بس كمان النهاردة لما اتأخرت و الست هنية بعتتني ليها.. لجيت عينيها حمرا كيف الدم.. و شكلها يا حبة عيني مانامتش ساعة واحدة ولا داجت طعم النوم من اصله.
فماجدرتش اسكت ولا اجولكمش.. دي بنية وحدانية هنا من غير أهلها ولا أصحابها.. حرام نسيبوها أكده.
عبد الرحمن: طيب روحي انتي يا فاطمة دلوج..
عاصم: شوفت يابوي.. مش جولتلك.. بت اخوك زعلتها و هي كدبت و دارت عليها عشان ماتعملش مشكل بينك و بين عمي.
عبد الرحمن: معاك حج يا ولدي... ام عاصم..
هنية: ايوة يا حاج..
عبد الرحمن: عاجولك ايه.. اني رايح لبيت اخوي دلوقت.. ساعة وراچع.. عبال ماچي تكونو فطرتوها البت الغلبانة دي.. دي بتاخد علاچ برضيك و محتاچة غذا.. و اني لما ارچع يبجى ليا حديت تاني معاها.
هنية: حاضر يا حاج.
عبد الرحمن: ياللا يا عاصم.
اتجه عاصم و والده إلى منزل الحاج حامد.. و بعد السلامات المعتادة و ما إلى ذلك...
حامد: بجى اكده يا عاصم... تطرد مرات عمك و بت عمك من دارك بالطريجة دي.. كانشى العشم واصل لا.
عاصم: ماحصلش يا عمي.. مين اللي جال الحديت دة..
حامد: يعني عايكدبو هما اياك.
عاصم: لا العفو.. بس هما جاعدين اها.. يجولو لو كنت طردتهم.
صالحة: امال كان معناته ايه حديتك امبارح ده؟؟
عاصم: اني ماجولتيش غير أن اللي يدخل دوار الحاج عبد الرحمن المنياوي لازمن يحترم كل اللي فيه يا اما مايدخلوش من اصله.. ماجلتش اكتر من أكده..
صالحة(بغضب): و هو انت اكده ماطردتناش.
عبد الرحمن: معنى كلامك انكم فعلا هينتو الضيفة اللي عندي في داري.. و عشان أكده عاصم طردكم كيف ما بتجولو.
صالحة (بارتباك): ها.. لا.. لا يا حاچ عبد الرحمن.. مش جصدي.. اني اجصد اني...
عاصم (عاملاً بمبدأ أطرق الحديد و هو ساخن): ماهي سارة كمان جالت لابوي كل اللي حُصل في الچنينة و حتى اللي انتو جولتوهولها في العربية بتاعتها..
عبير(بدون تفكير): كدابة..
عاصم(نظر لوالده بنظره فهمها هو فقط): شوفت يابوي.. مش جولتلك انها كدابة.
ظن الجميع أنه يقصد سارة و لكن والده فقط هو من فهم تلميحه على عبير.. ثم نظر عاصم لها مرة أخرى و أكمل بمكر عظيم لا يخرج سوى من عاصم المنياوي...
عاصم: بس هو اني لسة جلت هي جالتلنا ايه عشان تكدبيها..
عبير: اني ماروحتلهاش.
عاصم(مستنداً يكفيه فوق عصاه الابنوس المزخرفة المماثلة لعصا والده دليلاً على تطابق طباعهما و ذكائهما معا): كيف بجى عاد.. إذا كنت اني بنفسي من بلكونة اوضتي شايفك داخلة عنديها انتي و مراة عمي و لما خرچتو كمان..
عبير: ايوة.. اصل..
حامد(بغضب): ماتنطجي يابت انتي.. روحتولها ولا لا..
عبير: روحنا لها يابوي بس..
حامد: بس ايه.
صالحة(بقلق مما هو آت): اصل أحنا يعني ماطولناش عنديها.. دة هما كانو 5 دجايج بس.
عاصم: اومال كدبتي ليه و جولتي انك ماروحتلهاش انتي و بتك.
عبير(فركت كفيها بتوتر و وتلعثمت بخوف): ماهو.. ما.. ماهي اكيد راحت جالتلكم كلام ماحصلش عشان تكسبكم في صفها..
عاصم: يعني ايه... طيب ما تجوليلنا جولتيلها ايه عشان نوجفوها عند حدها..
عبير: اني.. اني بس جولتلها أن جعدتها معاك وحديكم عيب و مايصحش.. عشان هي بنية و انت راجل.. خفت عليك يا واد عمي من كلام الناس..
عاصم: اممم لا فيكي الخير.. و إيه كمان.
عبير: و أن.. أن اني و أنت يعني كنا متجوزين و أننا يعني هانـ.....
عاصم: هانـ إيه.. نرچعو لبعض مثلا..
عبير(بأمل كبير): مثلا.
عاصم(ببرود): طيب عارفة بجى هي جالتلنا انتي جولتيلها إيه؟
عبير(بترقب و رعب): ايه؟
عاصم: جالتلنا انكو روحتو لها عشان تطيبو خاطرها و تعتذرولها كمان.
عبير(بغضب أعمى): إيه... هي مين دي اللي نعتذرولها..
نهرتها صالحة عندما أمسكت ذراعها تنهيها عما كادت ان تقوله و هي تصحح ما قالتها عبير...
صالحة: ايوة ايوة يا عاصم.. أحنا روحنالها عشان نطيبو خاطرها بكلمتين... بالأخص يعني أنها بتعالچ هدى ربنا يشفيها..
خوفنا الا تديها دوا غلط ولا تعمل لها حاچة عفشة.
عاصم: فيكو الخير.
صالحة: بس بعد ده كله طردتنا من عنديها.. جال ايه ده بيتها و أحنا مچرد ضيوف فيه.. و كانت هاتحدتتنا من طراطيف مناخيرها اكده و كأنها صاحبة البلد كلاتها.
عاصم: إيه رأيك يا عمدة يا كبير البلد... الدكتورة سارة يطلع منها ده كله؟ ولا يتخاف منيها انها تأذي هدى ولا اي مخلوج أصلا.
عبد الرحمن: شهادة لله لا.. البنية بجالها مدة معانا بتتعامل مع اجل واحدة بتشتغل في السرايا كأنه صاحبتها.
لا عمرها اتعالت على حد ولا اتكبرت على حد.
عاصم: و اني كمان شايف اكده.
عبير: يعني تكدبونا و تصدجوها؟؟! تكدبو اهل بيتكم و تصدجو الغريبة.
عاصم: ايوة.. عشان كل اللي جاعدين دول عارفينك زين يا بت عمي.. و اني و أبوي و امي جبليا عارفين سارة زين و انها مايخرچش منها العيبة ولا يمكن تعمل اللي انتي جولتي عليه ده.
ثم أكمل بتحدٍ واضح و صريح...
عاصم: و من الآخر بجى عشان ورانا مصالح.. انتي تسمعيني زين يا بت عمي عشان الحديت ده ماهكررهوش تاني..
نمرة واحد.. كلمة "احنا" دي ماعيزش اسمعها منيكي تاني واصل.. اسمي عمره ماهايتچمع باسمك في جملة مفيدة تاني ابدا مهما حصل..
نمرة اتنين.. اني مانيش عيل صغير عشان واحدة زيك تخاف عليا من كلام الناس.. و الناس اللي انتي خايفة عليا منيهم كلهم عارفين مين هو عاصم المنياوي و اللي يستچري بس انه يچيب سيرته بحاچة عفشة يبجى هو اللي چاني على روحه.
نمرة تلاتة.. اني كنت جاعد معاها في الجنينة وسط كل اللي شغالين حدانا في السرايا.. و اصلا امي كانت جاعدة معانا و جامت جبل ماتيجو بمافيش دجايج عشان تچهز الوكل لابوي..
نمرة أربعة.. اللي يوزه شيطانه و يفكر بس مچرد تفكير أنه يچيبب سيرة عاصم واد الحاج عبد الرحمن المنياوي أو اي حد يخصه بحاچة عفشة.. الله في سماه لأكون جاطعله لسانه..
و اهم حاچة بجى.. ياريت ترحمي الناس من لسانك اللي بيدبح و هو مش داري دة.. ماشي
عبير: و هي ست الدكتورة تخصك في ايه؟؟
عبد الرحمن(بحزم لا يقبل النقاش): طالما في بيتنا تبجى تخصنا يا عبير... فاهمة ولا لا..
عاصم(مكملاّ تعريتها أمام نفسها): و على فكرة.. سارة لما سألناها انتو روحتولها ولا لا جالت لا..
و لما احرچتها و جولتلها اني شوفتكم و انتو داخلين عنديها جالت انك كنتي بتتأسفيلها و هي ماتعرفكيش زين و ماتعرفش انك ماتعرفيش تعتذري لحد.. جالت اكده و كدبت عشان ماتعملش مشاكل بين الاخوات.. عرفتي بجى الفرج بيناتكم؟؟
حامد(بحرج): حجك عليا يا عبد الرحمن ياخوي.. حجك عليا يا عاصم..
عبد الرحمن: حُصل خير يا خوي.. ضيفتي اني هاعرف أراضيها.. لكن اللي حُصل دة كبير و كبير جوي كمان.. بس على العموم لينا حديت تاني بعدين.. ياللا يا عاصم.
ترك عاصم و ابيه منزل عمه حامد الذي كاد ان يحترق بنيران غضب و غيظ عبير و التي عزمت على خوض تلك الحرب بلا نية للإستسلام.
و عاد عاصم و والده مرة أخرى للسرايا ليجد الجميع معا هناك..
عبد الرحمن(بنبرة مرحة حتى يخفف على سارة حدة ما حدث و ما عرفه): واه واه.. كان السرايا نورها زايد عن الصبح ولا اية يا عاصم..
عاصم(يفرح لمجرد وجودها في نفس المكان معه): كانها اكدة يابوي.
هنية: ايوة طبعا اصل سارة ماكنتش موچودة الصبح..
سارة: ازاي بقى منورة بيكم انتو اكتر..
هدى: دي طلعت روحنا عشان نخليها تيجي.
عبد الرحمن: واه واه واه.. ليه اكده يا دكتورة.. وكلنا ماعدش لادد عليكي اياك ولا ايه؟
سارة(بخجل): لا يا حاج عبد الرحمن ازاي تقول كدة... هو في احلى ولا اجمل من اكل ماما هنية.
اقترب عبد الرحمن من مجلسهم و خلفه عاصم.. و اقترب من سارة و جلس بجوارها...
عبد الرحمن: اسمعي يا سارة عايز اجولك كلمتين جدام الكل هنا.
سارة(بانتباه): خير يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن: خير يا بتي.. شوفي.. اللي حُصل امبارح اني عرفته..
سارة: صدقني يا حاج...
عبد الرحمن: مصدجك من غير ما تجولي حاچة.. بس اسمعيني الاول..
أني ليلة امبارح لما تهمتك انك عايزة توجعي بين الاخوات ماكنش اتهام زي ما انتي فاكرة ولا اني كنت جاصد ازعلك.
سارة(بحزن): ماحصلش حاجة يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن: يعني صُح مازعلناشي؟!
سارة: لا صدقني.
عبد الرحمن: لا زعلانة... و باين عليكي و انتي أصلا ماعتعرفيش تكدبي.. شوفي يا بتي.. اني لما جولتلك اكده ماكنش اتهام.. بس كنت عاجولك اكده بس عشان اخليكي تجولي اللي حُصل صُح مش اللي كدبتي و جولتيه عشان تداري عليهم.
بس انتي عشان بت ناس و بت أصول مارضيتش تزودي المشكلة و تحكيلي اللي حُصل و اللي عرفته من عاصم و ام عاصم و هدى كمان.
اوعي تفكري اني ممكن اعدي الغلط لمچرد أن اللي غلط حد من اهل بيتي ولا من عشيرتي يعني.. لا والله.. اني روحت لأخوي و عرفت كل حاچة.. و من بجهم و بلسانتهم كمان.
هنية: كيف ده.. جالوهالك هما بسهولة اكده؟؟
عبد الرحمن (نظر لابنه بفخر): ولدك مش سهل يا ام عاصم.. خلاهم يجرو بكل حاچة عملوها و حجك يا سارة جالك كمان.. تالت و متلت.
مش عايزك تزعلي واصل.. مفهوم.
سارة(بخجل): مفهوم يا..
عبد الرحمن(مقاطعاً): يا ايه بجى..
سارة: يا حاج عبده..
عبد الرحمن: طالما جولتي عبده تبجي مش زعلانة.. جهزولنا غدا زين بجى على ما نرجعو من أشغالنا.. احسن فطور الصبح مكانش ليه طعم من غير دكتورتنا الغالية..
سارة(بخجل): ربنا يخليك يا حاج عبده.
عبد الرحمن: تعيشي يا بتي.. بينا يا عاصم..
عاصم: لا يابوي اني مش خارچ النهاردة .
هنية: ليه اكدة.
عاصم: مافيش بس ورايا كام حاچه هاعملهم على اللاب اهنه و ماوراييش حاچة مهمة برة يعني..
عبد الرحمن: طيب زي ما تحب يا ولدي.
تركهم عبد الرحمن و ذهب لمقر عمله كعمدة للبلد.. و خرج خلفه عاصم الذي اختفى بالحديقة الخلفية ينفذ خطته مع سارة التي تراها خطوة هامة في علاج شقيقته..
برغم عدم اقتناعه الكامل بها و برغم أنه لم يفكر بها ملياً كما وعدها.. و لكن ثقته بها ازدادت كثيراً بعد ما حدث بالأمس.. و خاصة عندما رفضت البوح بما قالته عبير من كلام مسموم هو يعلم تمام العلم انها قالته بالفعل..
اما هدى فاتجهت بعد قليل إلى غرفتها بصحبة الممرضة المسؤولة عنها.. فهي تأتي لها كل يومين حتى تحممها و تغير لها ملابسها بطريقة أسهل من التي كانت تعتمدها امها بمساعدة فاطمة..
فلما شعرو بصعوبة الأمر اضطروا للاستعانة بممرضة ما لتساعدها...
و لكن بمجرد دخولهما معاً خرجت الممرضة ترهول منزعجة..
الممرضة: الحجينا يا ست الحاچة.
هنية: في إيه يا بت مالك مفزوعة أكده ليه.. هدى چرالها حاچة؟؟
الممرضة: لا الست هدى بخير.. بس دخلنا لجينا الحمام غرقان مية و الماسورة شكلها اتكسرت..
هنية(و هي تركض الي غرفة ابنتها): بت يا فاطنة.. انتي يابت..
فاطمة(و هي تخرج من المطبخ مهرولة): ايوة يا ست هنية.. ايوة جيت اها..
هنية: اطلعي الچنينة لسيدك عاصم قوليله ياجي يغيتنا.. همي يابت..
فاطمة(مهرولة للخارج): حاضر حاضر يا ستي.
اتجهت هنية لغرفة ابنتها لتجدها غارقة في بركة من المياه التي طالت كل ما يوجد على أرضية الغرفة.. السجاد و تحت الفراش و تقريبا الغرفة بكاملها ..
دخل عاصم الي المنزل ليجد سارة تجلس مكانها و على وجهها ابتسامة رقيقة نتيجة معرفتها أن عاصم كان قد سمع لها و نفذ خطتها و قام بكسر الماسورة بالفعل.. اقترب منها و قال بهمس..
عاصم(بابتسامه فرحة): اول مرة اشوف واحدة فرحانة أن البيت اللي هي عايشة فيه بيغرق..
سارة(اتسعت ابتسامتها): انا مش فرحانة أن البيت بيغرق..
عاصم: امال فرحانة ليه؟
سارة: فرحانة عشان وثقت فيا و سمعت كلامي..
عاصم(و اتسعت ابتسامته): عارفة لو اساسات البيت دة انضربت.. هادفعك تمن التصليحات.. انا جدي دافع فيه دم قلبه و انا تعبت فيه اوي لحد ما خلص.
سارة(ضحكت بخفوت): مش مهم.. المهم ان هدى تبقى كويس..
هنية(من داخل الغرفة): غيتني يا عاصم.. الحجنا يا ولدي.
عاصم(بعد أن دخل و تصنع الصدمة): واه واه واه.. ايه اللي حُصل؟؟
هدى: مش عارفة.. احنا جينا عشان اخد الشاور بتاعي.. دخلنا الاوضة لقيناها بايظة كدة و غرقانة مية..
هنية: خش يا ولدي شوف ايه اللي بايظ في الحمام..
عاصم(بعد أن دخل الحمام): واه.. ديه المحبس الرئيسي بتاع الحمام سايب خالص..
هنية: بت يا فاطمة.. همي يابت ابعتي حد من الغفر للواد سيد السباك ياچي يشوف فيه ايه؟؟
فاطمة: حاضر ياستي.. حالا اهو..
سارة(و هي تدخل من باب الغرفة متصنعة جهلها بما حدث): ايه يا جماعة في ايه اللي حصل؟؟ هو في مية مدلوقة ولا ايه.. انا رجلي غرقت كدة ليه؟؟
هدى: دي الاوضة كلها غرقت.. شكل المحبس الرئيسي باظ و هو اللي عمل كدة.
سارة: يا خبر طيب و بعدين؟؟
هنية: شيعنا للسباك ياچي يشوف الهم دة..
سارة(لتزيد من صعوبة الموقف): طيب اقطعو الكهربا عن الاوضة كمان احسن تعمل ماس كمان ولا حاجة.
هنية: ايوة صُح.. افصل الكهربا يا عاصم..
عاصم: طيب حاضر ممكن بجى تتفضلو كلكم على برة عشان الصنايعية اللي چايين دول.. مايصحش تجفو معاهم.
هنية: ايوة معاك حج.. ياللا يا بنات على برة..
الممرضة: طيب يا چماعة انى هامشي ولا هاعمل ايه انى...
هنية: اني عارفالك انتي كمان بجى..
سارة: يعني هو مافيش اوض تاني في البيت عشان هدى تاخد الشاور بتاعها..
عاصم: خلاص عشان مانعطلوش حد معانا.. اطلعي فوج يا هدى اتسبحي عبال ما نشوفو الوجعة دي.
هدى: و انا هاطلع ازاي انا بقى.
عاصم: مش مشكلة هاشيلك اطلعك فوج..
هنية: طيب ياللا.. ياللا بينا طلعها يا عاصم و انزل للصنايعية تاني.
و بالفعل تم ما خططت له سارة بالحرف.. و لكن تبقى جزء هام على عاصم.. و هو الاتفاق مع سيد ليقول ما يريده...
فخرج عاصم مع سيد من الغرفة بعد ان اتفق معه على ما يجب ان يقوله أمام هنية...
سيد: لا والله يا سي عاصم الحكاية دي تاخدلها اجلو ياچي اسبوع ولا 10 ايام..
هنية: واه.. ليه كل دة.. دة حتة محبس هاتغيره و خلصنا..
سيد: لا يا ستنا لا.. الماسورة الام هي اللي مكسورة مش المحبس بس.. لازم تتغير من برة من الچنينة .
عاصم: خلاص ياما يعني انتي هاتعرفي في شغله اكتر منيه.. خلاص يا اسطي سيد.. شوف اللازم و اعمله .
سيد: خلاص.. انا في في يدي شغلانة كدة تاخدلها يومين.. اخلصها و اجيلكم طوالي.
هنية: واه يا سيد يومين ايه.. و احنا هانفضلو في الوجعة دي يومين..
سيد: يا ستنا ما انتي مايخلصكيش اسيب شغل الناس في نصه من غير ما اخلصه و يفضل متعلج اسبوع و زيادة..
عاصم: لا طبعا مايصحش ياما..
سيد: و عموما اني هاجطع المية عن الاوضة دي خالص لحد ما ارچع و اعمل اللازم.
عاصم: خلاص يا سيد خلص براحتك و يومين و الاجيك هنا .
سيد: تحت امرك يا سيدنا.. سلامو عليكو.
و كان كل ذلك بالاتفاق الذي تم بين عاصم و سيد السباك حتى يطيل مدة التصليحات لأطول فترة ممكنة حتى يجبر هدى على الانصياع لطلب الجميع بضرورة خضوعها للعلاج الفيزيائي حتى تقف على قدميها مرة أخرى..
هنية: طيب و بعدين.. هانعملو ايه في الوجعة دي..
عاصم: مافيهاش عمل ياما.. خلي هدى في الاوضة اللي فوق الكام يوم دول لحد ما ربنا يفرچها..
هنية: و هاتفضل محبوسة فوج.. يعني احنا ماصدجنا أنها ترچع تجعد و تاكل و تتحدت معانا تاني.. نجومو نحبسوها تاني بيدنا.
عاصم: مش مشكلة ياما.. اني هابجي انزلها الصبح و اطلعها بالليل لما اچي وخلاص و اهم يومين نتحملوهم كلنا..
هنية(بقلة حيلة): ماشي يا ولدي.. اللي فيه الخير يجدمه ربنا...
و تم ما خططت له سارة بالضبط.. من تخريب الغرفة لإجبار هدى على الانتقال إلى غرفة أخرى بالطابق العلوي للمنزل.. حتى تصعب عليها الحركة أكثر قليلاً فتشجعها أكثر على العلاج..
ياترى الخطوة دي هاتيجي على هدى بالإيجاب ولا بالسلب..
و إيه رايكم في اللي عمله عاصم و ابوه..
و ياترى عبير هاتعمل إيه تاني..
تفتكرو ممكن خطوتها الجاية تكون إيه.
انتهت الليلة على ذلك... و أتجه كل إلى غرفته..
لم يتوقف عقل عاصم عن التفكير.. فقد كان عقله يبتكر طرق جديدة لم تخطر في تاريخ البشرية للفتك بتلك التي تدعى عبير...
و دخلت سارة إلى مقصورتها و لم تسمح لأي أحد بالإقتراب منها ولا حتى هاتفياً.. فقد كانت تبكي بداخل مقصورتها على ما حدث و هي تتذكر ما قالته لها عبير ...
Flash back...
ما أن خرجت عبير و والدتها من المنزل...
صالحة(بغضب): شوفتي اتحمج عليها كيف؟ ده كان ناقص يخلينا نروحو نبوسو رچليها..
عبير(بغيظ): شوفت.
صالحة: ولا هنية و بتها.. شوفتي كانو عايتحدتو عنيها كيف؟؟
عبير: شوفت ياما شوفت.. بس وحياتك انتي ياما ما اني سكتالها.. عاصم اني اللي سيبته و ماحدش هايخده تاني غيري.. حدش هاياخده مني.
صالحة: هاتعملي ايه يا بت صالحة..
عبير: دلوجت تشوفي.
ثم إتجهت حيث موقع مقصورة سارة و طرقت بابها.. كانت سارة تجلس و هي تستمع لأحد الكتب النفسية باللغة الإنجليزية من أحد مواقع الطب النفسي.. حتى تشتت تفكيرها عما حدث.
و لكن هيهات.. فعقلها آبى إلا أن يذكرها بما حدث و يعيده عليها مراراً و تكراراً.
سمعت الباب يطرق بأيدي غريبة عليه فقامت لتفتح الباب..
سارة: ايوة.. مين؟؟
عبير(بعجرفة): احنا صحاب البيت اللي انتي جاعدة فيه.
عرفت سارة صوتها و جهزت نفسها لمعركة أخرى.. فأغلقت التطبيق الذي كانت تستمع إليه و اتجهت لتفتح الباب..
سارة: اهلا و سهلا.. بس معلش صحاب البيت ازاي يعني.. هو مش صحاب البيت دة يبقى الحاج عبد الرحمن و عيلته.. و انا بصراحة ماعرفكوش.
صالحة(بنفس عجرفة ابنتها): لا ما اهو اني ابقى مرة اخو الحاج عبد الرحمن.. و دي تبقى بت اخوه و مرة عاصم ولده..
سارة(بتصحيح): قصدك طليقته.
عبير(مغتاظة من مجرد معرفتها لتلك المعلومة): ايوة طليقته.. بس جريب اوي هانرچعو لبعض.. اني برضيك بت عمه و هو ابن عمي و مسيرنا في الاخر لبعضينا.
سارة: تمام.. الف مبروك مقدما برضه.. اسفة ماقولتلكوش تتفضلو..
صالحة: نتفضلو فين ياختي.. انتي عايشة في عربية نجل ولا ايه؟؟
سارة: لا يا حاجة.. دة اسمه كراڤان.. اتفضلو..
عبير(بتقزز كان واضحاً في صوتها): نتفضلو فين.. انتي اتخبلتي اياك.. الناس مجامات يا ست انتي.. و المنياوية مايدخلوش اي مكان اكدة.. لازمن يكون كد مجامهم.. فاهمة؟؟
سارة: اظن عيب كدة.. و مافيش داعي أبداً للكلام دة..
عبير: و هو انى جلت ايه عيب.. بقول أن الناس مجامات.. و كل برغوت و على كد دمه..
فماتحوليش تبصي على حاچة ماهياش بتاعتك عشان ماتتعبش روحك على الفاضي.. اظن فاهماني..
سارة: لا الحقيقة مش فاهماكي..
عبير: اني افهمك..
ثم قامت بدفعها بعنف لداخل المقصورة حتى ان سارة كادت ان تقع و دخلت عبير و والدتها خلفها..
سارة: ايه ده.. ايه اللي انتي بتعمليه دة..
عبير: مش كنتي بتجولي اتفضلي.. اديني اتفضلت اهو.. (ثم نظرت للمقصورة و محتوياتها بتقزز) و لو أنه عادي يعني...
و عادت نظرت لها و قالت بنبرة خبيثة و مستفزة..
عبير: طجطجيلي ودانك بجى و اسمعيني زين عشان الحديت اللي هاجوله ده ماهكررهوش تاني..
عاصم واد عمي.. و چوزي.. كان في بناتنا شوية مشاكل و هانحلوها مع بعضينا جريب..
و انتي اهنا داكتورة لهدى.. يعني انتي في الأول و في الأخرة حتة مستخدمة عندينا.. بتشتغلي و تاخدي أچرتك و ليكي لجمتك زيك زي خدامين السرايا.. فاهمة؟؟!
يعني مالكيش صالح بأسيادك.. و خصوصي عاصم لا الاجيكي جاعدة معاه تتحدتو زي ما شوفتكم جبل سابج.. ولا تتحدتي معاه من اصله.
عجلك يوزك تلعبي عليه و تعملي معاه حركات بنات بحري دي.. الله في سماه اكون وكلاكي بسناني.. انتي لسة ماتعرفيش مين هي عبير بت صالحة.. فعشان مصلحتك خليكي بعيد عنيه على كد ما تجدري.. فاهمة.
ثم قامت بدفعها لتسقط على كرسيها الوثير و تركتها و رحلت مع والدتها..
انهارت سارة في البكاء لأنها لم تستطع أن توقف مثل هذه الحقيرة عند حدها و أيضاً لأنها لم تستطيع رؤيتها لترد عليها..
فبرغم استقلالية سارة الا انها قد خافت منها بالفعل.. فهي قد دفعتها مرتين في دقيقة واحدة و من الواضح أنها كانت على أتم الاستعداد لفعل أكثر من ذلك..
Back...
ظلت سارة تبكي إلى أن اتت فاطمة لتدعوها لتناول العشاء.. و عندما عادت من العشاء أكملت بكاءها قهراً على ما حدث من تلك المدعوة عبير...
لم تغمض عينيها دقيقة واحدة و كانت مرهقة للغاية حتى أنها طلبت من فاطمة التي ذهبت لتدعوها لتناول الإفطار أن تعتذر لمن بالمنزل و تتحجج بأنها متعبة و سوف تستريح في مقصورتها لليوم.
اما بالسرايا...
نزل عاصم بكامل هيئته إلي عائلته المجتمعة على طاولة الإفطار.. دخل و القي تحية الصباح عليهم جميعاً و جلس بمكانه...
كان واضحاً على وجهه الإرهاق الشديد.. فاستنتج الجميع أنه لم ينام تلك الليلة مطلقاً...
عاصم: إصباح الخير..
الجميع: إصباح الخير يا عاصم..
عاصم(بعد أن جلس): وحياتك ياما تجولي لحد من البنات يعملولي جهوة احسن راسي هاتتفرتك من الصداع.
هنية(بحنان): سلامة راسك يا ولدي.. طيب كل لك لجمة الاول.
عاصم: لا ياما مالياش نفس.. بس خليها دوبل بن تجيل.. الا نافوخي خلاص هايفرجع صُح.
عبد الرحمن: انت مانمتش زين ولا ايه.
عاصم: ها... لا عادي بس.. كنت جلجان شوية.. امال فين سارة؟؟ ماصيحتش لسة اياك.
هنية: بعت البت فاطنة تنده لها... عبال ماتاچي اكون عملتلك القهوة بيدي.
عاصم: تسلم يدك ياما.
دخلت إليهم فاطمة وحيدة فسألتها هنية..
هنية: فين ستك سارة يا بت يا فاطنة.
فاطمه: بتجول مالهاش كيف تفطر دلوجت.. و بتبلغ الست هدى أنها بعافية النهاردة و ماهتجدرش تاچيلها.
هدى: غريبة.. دي اول مرة تعمل كدة.. ماقلتلكيش مالها يا فاطمة ولا تعبانة من ايه.
فاطمة(بتلعثم): ماهو.. اصل..
هنية: ماتنطجي يا بت.. مالك؟؟
فاطمة: بصراحة بجى اني ماجدراش اسكت تاني.
عبد الرحمن: في ايه يا بت المركوب انتي ماتنطجي و تجولي مالها البنية.
فاطمه: هي زينة.. بس بصراحة اصل هي جالتلي ماجولش.. بس أصلها صعبانة عليا جوي.
عاصم(بعصبية مفرطة بعد أن نفذت اخر ذرات صبره): انتي عاتجولي ولا اجوم اديكي علجة موت تخليكي تنطجي.. ماتنتطجي يا بت انتي فيه ايه؟؟
فاطمه: تصلي . اصلي لما روحت لها امبارح عشان العشا لجيتها عاتبكي و صوتها كان مجطع جلبي يا حبة عيني بعد ما الست عبير مشيت من عنديها.. اصلي لمحتها خارچه من العربية بتاعتها دي..
و جالتلي ماجولش حاچة.. بس كمان النهاردة لما اتأخرت و الست هنية بعتتني ليها.. لجيت عينيها حمرا كيف الدم.. و شكلها يا حبة عيني مانامتش ساعة واحدة ولا داجت طعم النوم من اصله.
فماجدرتش اسكت ولا اجولكمش.. دي بنية وحدانية هنا من غير أهلها ولا أصحابها.. حرام نسيبوها أكده.
عبد الرحمن: طيب روحي انتي يا فاطمة دلوج..
عاصم: شوفت يابوي.. مش جولتلك.. بت اخوك زعلتها و هي كدبت و دارت عليها عشان ماتعملش مشكل بينك و بين عمي.
عبد الرحمن: معاك حج يا ولدي... ام عاصم..
هنية: ايوة يا حاج..
عبد الرحمن: عاجولك ايه.. اني رايح لبيت اخوي دلوقت.. ساعة وراچع.. عبال ماچي تكونو فطرتوها البت الغلبانة دي.. دي بتاخد علاچ برضيك و محتاچة غذا.. و اني لما ارچع يبجى ليا حديت تاني معاها.
هنية: حاضر يا حاج.
عبد الرحمن: ياللا يا عاصم.
اتجه عاصم و والده إلى منزل الحاج حامد.. و بعد السلامات المعتادة و ما إلى ذلك...
حامد: بجى اكده يا عاصم... تطرد مرات عمك و بت عمك من دارك بالطريجة دي.. كانشى العشم واصل لا.
عاصم: ماحصلش يا عمي.. مين اللي جال الحديت دة..
حامد: يعني عايكدبو هما اياك.
عاصم: لا العفو.. بس هما جاعدين اها.. يجولو لو كنت طردتهم.
صالحة: امال كان معناته ايه حديتك امبارح ده؟؟
عاصم: اني ماجولتيش غير أن اللي يدخل دوار الحاج عبد الرحمن المنياوي لازمن يحترم كل اللي فيه يا اما مايدخلوش من اصله.. ماجلتش اكتر من أكده..
صالحة(بغضب): و هو انت اكده ماطردتناش.
عبد الرحمن: معنى كلامك انكم فعلا هينتو الضيفة اللي عندي في داري.. و عشان أكده عاصم طردكم كيف ما بتجولو.
صالحة (بارتباك): ها.. لا.. لا يا حاچ عبد الرحمن.. مش جصدي.. اني اجصد اني...
عاصم (عاملاً بمبدأ أطرق الحديد و هو ساخن): ماهي سارة كمان جالت لابوي كل اللي حُصل في الچنينة و حتى اللي انتو جولتوهولها في العربية بتاعتها..
عبير(بدون تفكير): كدابة..
عاصم(نظر لوالده بنظره فهمها هو فقط): شوفت يابوي.. مش جولتلك انها كدابة.
ظن الجميع أنه يقصد سارة و لكن والده فقط هو من فهم تلميحه على عبير.. ثم نظر عاصم لها مرة أخرى و أكمل بمكر عظيم لا يخرج سوى من عاصم المنياوي...
عاصم: بس هو اني لسة جلت هي جالتلنا ايه عشان تكدبيها..
عبير: اني ماروحتلهاش.
عاصم(مستنداً يكفيه فوق عصاه الابنوس المزخرفة المماثلة لعصا والده دليلاً على تطابق طباعهما و ذكائهما معا): كيف بجى عاد.. إذا كنت اني بنفسي من بلكونة اوضتي شايفك داخلة عنديها انتي و مراة عمي و لما خرچتو كمان..
عبير: ايوة.. اصل..
حامد(بغضب): ماتنطجي يابت انتي.. روحتولها ولا لا..
عبير: روحنا لها يابوي بس..
حامد: بس ايه.
صالحة(بقلق مما هو آت): اصل أحنا يعني ماطولناش عنديها.. دة هما كانو 5 دجايج بس.
عاصم: اومال كدبتي ليه و جولتي انك ماروحتلهاش انتي و بتك.
عبير(فركت كفيها بتوتر و وتلعثمت بخوف): ماهو.. ما.. ماهي اكيد راحت جالتلكم كلام ماحصلش عشان تكسبكم في صفها..
عاصم: يعني ايه... طيب ما تجوليلنا جولتيلها ايه عشان نوجفوها عند حدها..
عبير: اني.. اني بس جولتلها أن جعدتها معاك وحديكم عيب و مايصحش.. عشان هي بنية و انت راجل.. خفت عليك يا واد عمي من كلام الناس..
عاصم: اممم لا فيكي الخير.. و إيه كمان.
عبير: و أن.. أن اني و أنت يعني كنا متجوزين و أننا يعني هانـ.....
عاصم: هانـ إيه.. نرچعو لبعض مثلا..
عبير(بأمل كبير): مثلا.
عاصم(ببرود): طيب عارفة بجى هي جالتلنا انتي جولتيلها إيه؟
عبير(بترقب و رعب): ايه؟
عاصم: جالتلنا انكو روحتو لها عشان تطيبو خاطرها و تعتذرولها كمان.
عبير(بغضب أعمى): إيه... هي مين دي اللي نعتذرولها..
نهرتها صالحة عندما أمسكت ذراعها تنهيها عما كادت ان تقوله و هي تصحح ما قالتها عبير...
صالحة: ايوة ايوة يا عاصم.. أحنا روحنالها عشان نطيبو خاطرها بكلمتين... بالأخص يعني أنها بتعالچ هدى ربنا يشفيها..
خوفنا الا تديها دوا غلط ولا تعمل لها حاچة عفشة.
عاصم: فيكو الخير.
صالحة: بس بعد ده كله طردتنا من عنديها.. جال ايه ده بيتها و أحنا مچرد ضيوف فيه.. و كانت هاتحدتتنا من طراطيف مناخيرها اكده و كأنها صاحبة البلد كلاتها.
عاصم: إيه رأيك يا عمدة يا كبير البلد... الدكتورة سارة يطلع منها ده كله؟ ولا يتخاف منيها انها تأذي هدى ولا اي مخلوج أصلا.
عبد الرحمن: شهادة لله لا.. البنية بجالها مدة معانا بتتعامل مع اجل واحدة بتشتغل في السرايا كأنه صاحبتها.
لا عمرها اتعالت على حد ولا اتكبرت على حد.
عاصم: و اني كمان شايف اكده.
عبير: يعني تكدبونا و تصدجوها؟؟! تكدبو اهل بيتكم و تصدجو الغريبة.
عاصم: ايوة.. عشان كل اللي جاعدين دول عارفينك زين يا بت عمي.. و اني و أبوي و امي جبليا عارفين سارة زين و انها مايخرچش منها العيبة ولا يمكن تعمل اللي انتي جولتي عليه ده.
ثم أكمل بتحدٍ واضح و صريح...
عاصم: و من الآخر بجى عشان ورانا مصالح.. انتي تسمعيني زين يا بت عمي عشان الحديت ده ماهكررهوش تاني..
نمرة واحد.. كلمة "احنا" دي ماعيزش اسمعها منيكي تاني واصل.. اسمي عمره ماهايتچمع باسمك في جملة مفيدة تاني ابدا مهما حصل..
نمرة اتنين.. اني مانيش عيل صغير عشان واحدة زيك تخاف عليا من كلام الناس.. و الناس اللي انتي خايفة عليا منيهم كلهم عارفين مين هو عاصم المنياوي و اللي يستچري بس انه يچيب سيرته بحاچة عفشة يبجى هو اللي چاني على روحه.
نمرة تلاتة.. اني كنت جاعد معاها في الجنينة وسط كل اللي شغالين حدانا في السرايا.. و اصلا امي كانت جاعدة معانا و جامت جبل ماتيجو بمافيش دجايج عشان تچهز الوكل لابوي..
نمرة أربعة.. اللي يوزه شيطانه و يفكر بس مچرد تفكير أنه يچيبب سيرة عاصم واد الحاج عبد الرحمن المنياوي أو اي حد يخصه بحاچة عفشة.. الله في سماه لأكون جاطعله لسانه..
و اهم حاچة بجى.. ياريت ترحمي الناس من لسانك اللي بيدبح و هو مش داري دة.. ماشي
عبير: و هي ست الدكتورة تخصك في ايه؟؟
عبد الرحمن(بحزم لا يقبل النقاش): طالما في بيتنا تبجى تخصنا يا عبير... فاهمة ولا لا..
عاصم(مكملاّ تعريتها أمام نفسها): و على فكرة.. سارة لما سألناها انتو روحتولها ولا لا جالت لا..
و لما احرچتها و جولتلها اني شوفتكم و انتو داخلين عنديها جالت انك كنتي بتتأسفيلها و هي ماتعرفكيش زين و ماتعرفش انك ماتعرفيش تعتذري لحد.. جالت اكده و كدبت عشان ماتعملش مشاكل بين الاخوات.. عرفتي بجى الفرج بيناتكم؟؟
حامد(بحرج): حجك عليا يا عبد الرحمن ياخوي.. حجك عليا يا عاصم..
عبد الرحمن: حُصل خير يا خوي.. ضيفتي اني هاعرف أراضيها.. لكن اللي حُصل دة كبير و كبير جوي كمان.. بس على العموم لينا حديت تاني بعدين.. ياللا يا عاصم.
ترك عاصم و ابيه منزل عمه حامد الذي كاد ان يحترق بنيران غضب و غيظ عبير و التي عزمت على خوض تلك الحرب بلا نية للإستسلام.
و عاد عاصم و والده مرة أخرى للسرايا ليجد الجميع معا هناك..
عبد الرحمن(بنبرة مرحة حتى يخفف على سارة حدة ما حدث و ما عرفه): واه واه.. كان السرايا نورها زايد عن الصبح ولا اية يا عاصم..
عاصم(يفرح لمجرد وجودها في نفس المكان معه): كانها اكدة يابوي.
هنية: ايوة طبعا اصل سارة ماكنتش موچودة الصبح..
سارة: ازاي بقى منورة بيكم انتو اكتر..
هدى: دي طلعت روحنا عشان نخليها تيجي.
عبد الرحمن: واه واه واه.. ليه اكده يا دكتورة.. وكلنا ماعدش لادد عليكي اياك ولا ايه؟
سارة(بخجل): لا يا حاج عبد الرحمن ازاي تقول كدة... هو في احلى ولا اجمل من اكل ماما هنية.
اقترب عبد الرحمن من مجلسهم و خلفه عاصم.. و اقترب من سارة و جلس بجوارها...
عبد الرحمن: اسمعي يا سارة عايز اجولك كلمتين جدام الكل هنا.
سارة(بانتباه): خير يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن: خير يا بتي.. شوفي.. اللي حُصل امبارح اني عرفته..
سارة: صدقني يا حاج...
عبد الرحمن: مصدجك من غير ما تجولي حاچة.. بس اسمعيني الاول..
أني ليلة امبارح لما تهمتك انك عايزة توجعي بين الاخوات ماكنش اتهام زي ما انتي فاكرة ولا اني كنت جاصد ازعلك.
سارة(بحزن): ماحصلش حاجة يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن: يعني صُح مازعلناشي؟!
سارة: لا صدقني.
عبد الرحمن: لا زعلانة... و باين عليكي و انتي أصلا ماعتعرفيش تكدبي.. شوفي يا بتي.. اني لما جولتلك اكده ماكنش اتهام.. بس كنت عاجولك اكده بس عشان اخليكي تجولي اللي حُصل صُح مش اللي كدبتي و جولتيه عشان تداري عليهم.
بس انتي عشان بت ناس و بت أصول مارضيتش تزودي المشكلة و تحكيلي اللي حُصل و اللي عرفته من عاصم و ام عاصم و هدى كمان.
اوعي تفكري اني ممكن اعدي الغلط لمچرد أن اللي غلط حد من اهل بيتي ولا من عشيرتي يعني.. لا والله.. اني روحت لأخوي و عرفت كل حاچة.. و من بجهم و بلسانتهم كمان.
هنية: كيف ده.. جالوهالك هما بسهولة اكده؟؟
عبد الرحمن (نظر لابنه بفخر): ولدك مش سهل يا ام عاصم.. خلاهم يجرو بكل حاچة عملوها و حجك يا سارة جالك كمان.. تالت و متلت.
مش عايزك تزعلي واصل.. مفهوم.
سارة(بخجل): مفهوم يا..
عبد الرحمن(مقاطعاً): يا ايه بجى..
سارة: يا حاج عبده..
عبد الرحمن: طالما جولتي عبده تبجي مش زعلانة.. جهزولنا غدا زين بجى على ما نرجعو من أشغالنا.. احسن فطور الصبح مكانش ليه طعم من غير دكتورتنا الغالية..
سارة(بخجل): ربنا يخليك يا حاج عبده.
عبد الرحمن: تعيشي يا بتي.. بينا يا عاصم..
عاصم: لا يابوي اني مش خارچ النهاردة .
هنية: ليه اكدة.
عاصم: مافيش بس ورايا كام حاچه هاعملهم على اللاب اهنه و ماوراييش حاچة مهمة برة يعني..
عبد الرحمن: طيب زي ما تحب يا ولدي.
تركهم عبد الرحمن و ذهب لمقر عمله كعمدة للبلد.. و خرج خلفه عاصم الذي اختفى بالحديقة الخلفية ينفذ خطته مع سارة التي تراها خطوة هامة في علاج شقيقته..
برغم عدم اقتناعه الكامل بها و برغم أنه لم يفكر بها ملياً كما وعدها.. و لكن ثقته بها ازدادت كثيراً بعد ما حدث بالأمس.. و خاصة عندما رفضت البوح بما قالته عبير من كلام مسموم هو يعلم تمام العلم انها قالته بالفعل..
اما هدى فاتجهت بعد قليل إلى غرفتها بصحبة الممرضة المسؤولة عنها.. فهي تأتي لها كل يومين حتى تحممها و تغير لها ملابسها بطريقة أسهل من التي كانت تعتمدها امها بمساعدة فاطمة..
فلما شعرو بصعوبة الأمر اضطروا للاستعانة بممرضة ما لتساعدها...
و لكن بمجرد دخولهما معاً خرجت الممرضة ترهول منزعجة..
الممرضة: الحجينا يا ست الحاچة.
هنية: في إيه يا بت مالك مفزوعة أكده ليه.. هدى چرالها حاچة؟؟
الممرضة: لا الست هدى بخير.. بس دخلنا لجينا الحمام غرقان مية و الماسورة شكلها اتكسرت..
هنية(و هي تركض الي غرفة ابنتها): بت يا فاطنة.. انتي يابت..
فاطمة(و هي تخرج من المطبخ مهرولة): ايوة يا ست هنية.. ايوة جيت اها..
هنية: اطلعي الچنينة لسيدك عاصم قوليله ياجي يغيتنا.. همي يابت..
فاطمة(مهرولة للخارج): حاضر حاضر يا ستي.
اتجهت هنية لغرفة ابنتها لتجدها غارقة في بركة من المياه التي طالت كل ما يوجد على أرضية الغرفة.. السجاد و تحت الفراش و تقريبا الغرفة بكاملها ..
دخل عاصم الي المنزل ليجد سارة تجلس مكانها و على وجهها ابتسامة رقيقة نتيجة معرفتها أن عاصم كان قد سمع لها و نفذ خطتها و قام بكسر الماسورة بالفعل.. اقترب منها و قال بهمس..
عاصم(بابتسامه فرحة): اول مرة اشوف واحدة فرحانة أن البيت اللي هي عايشة فيه بيغرق..
سارة(اتسعت ابتسامتها): انا مش فرحانة أن البيت بيغرق..
عاصم: امال فرحانة ليه؟
سارة: فرحانة عشان وثقت فيا و سمعت كلامي..
عاصم(و اتسعت ابتسامته): عارفة لو اساسات البيت دة انضربت.. هادفعك تمن التصليحات.. انا جدي دافع فيه دم قلبه و انا تعبت فيه اوي لحد ما خلص.
سارة(ضحكت بخفوت): مش مهم.. المهم ان هدى تبقى كويس..
هنية(من داخل الغرفة): غيتني يا عاصم.. الحجنا يا ولدي.
عاصم(بعد أن دخل و تصنع الصدمة): واه واه واه.. ايه اللي حُصل؟؟
هدى: مش عارفة.. احنا جينا عشان اخد الشاور بتاعي.. دخلنا الاوضة لقيناها بايظة كدة و غرقانة مية..
هنية: خش يا ولدي شوف ايه اللي بايظ في الحمام..
عاصم(بعد أن دخل الحمام): واه.. ديه المحبس الرئيسي بتاع الحمام سايب خالص..
هنية: بت يا فاطمة.. همي يابت ابعتي حد من الغفر للواد سيد السباك ياچي يشوف فيه ايه؟؟
فاطمة: حاضر ياستي.. حالا اهو..
سارة(و هي تدخل من باب الغرفة متصنعة جهلها بما حدث): ايه يا جماعة في ايه اللي حصل؟؟ هو في مية مدلوقة ولا ايه.. انا رجلي غرقت كدة ليه؟؟
هدى: دي الاوضة كلها غرقت.. شكل المحبس الرئيسي باظ و هو اللي عمل كدة.
سارة: يا خبر طيب و بعدين؟؟
هنية: شيعنا للسباك ياچي يشوف الهم دة..
سارة(لتزيد من صعوبة الموقف): طيب اقطعو الكهربا عن الاوضة كمان احسن تعمل ماس كمان ولا حاجة.
هنية: ايوة صُح.. افصل الكهربا يا عاصم..
عاصم: طيب حاضر ممكن بجى تتفضلو كلكم على برة عشان الصنايعية اللي چايين دول.. مايصحش تجفو معاهم.
هنية: ايوة معاك حج.. ياللا يا بنات على برة..
الممرضة: طيب يا چماعة انى هامشي ولا هاعمل ايه انى...
هنية: اني عارفالك انتي كمان بجى..
سارة: يعني هو مافيش اوض تاني في البيت عشان هدى تاخد الشاور بتاعها..
عاصم: خلاص عشان مانعطلوش حد معانا.. اطلعي فوج يا هدى اتسبحي عبال ما نشوفو الوجعة دي.
هدى: و انا هاطلع ازاي انا بقى.
عاصم: مش مشكلة هاشيلك اطلعك فوج..
هنية: طيب ياللا.. ياللا بينا طلعها يا عاصم و انزل للصنايعية تاني.
و بالفعل تم ما خططت له سارة بالحرف.. و لكن تبقى جزء هام على عاصم.. و هو الاتفاق مع سيد ليقول ما يريده...
فخرج عاصم مع سيد من الغرفة بعد ان اتفق معه على ما يجب ان يقوله أمام هنية...
سيد: لا والله يا سي عاصم الحكاية دي تاخدلها اجلو ياچي اسبوع ولا 10 ايام..
هنية: واه.. ليه كل دة.. دة حتة محبس هاتغيره و خلصنا..
سيد: لا يا ستنا لا.. الماسورة الام هي اللي مكسورة مش المحبس بس.. لازم تتغير من برة من الچنينة .
عاصم: خلاص ياما يعني انتي هاتعرفي في شغله اكتر منيه.. خلاص يا اسطي سيد.. شوف اللازم و اعمله .
سيد: خلاص.. انا في في يدي شغلانة كدة تاخدلها يومين.. اخلصها و اجيلكم طوالي.
هنية: واه يا سيد يومين ايه.. و احنا هانفضلو في الوجعة دي يومين..
سيد: يا ستنا ما انتي مايخلصكيش اسيب شغل الناس في نصه من غير ما اخلصه و يفضل متعلج اسبوع و زيادة..
عاصم: لا طبعا مايصحش ياما..
سيد: و عموما اني هاجطع المية عن الاوضة دي خالص لحد ما ارچع و اعمل اللازم.
عاصم: خلاص يا سيد خلص براحتك و يومين و الاجيك هنا .
سيد: تحت امرك يا سيدنا.. سلامو عليكو.
و كان كل ذلك بالاتفاق الذي تم بين عاصم و سيد السباك حتى يطيل مدة التصليحات لأطول فترة ممكنة حتى يجبر هدى على الانصياع لطلب الجميع بضرورة خضوعها للعلاج الفيزيائي حتى تقف على قدميها مرة أخرى..
هنية: طيب و بعدين.. هانعملو ايه في الوجعة دي..
عاصم: مافيهاش عمل ياما.. خلي هدى في الاوضة اللي فوق الكام يوم دول لحد ما ربنا يفرچها..
هنية: و هاتفضل محبوسة فوج.. يعني احنا ماصدجنا أنها ترچع تجعد و تاكل و تتحدت معانا تاني.. نجومو نحبسوها تاني بيدنا.
عاصم: مش مشكلة ياما.. اني هابجي انزلها الصبح و اطلعها بالليل لما اچي وخلاص و اهم يومين نتحملوهم كلنا..
هنية(بقلة حيلة): ماشي يا ولدي.. اللي فيه الخير يجدمه ربنا...
و تم ما خططت له سارة بالضبط.. من تخريب الغرفة لإجبار هدى على الانتقال إلى غرفة أخرى بالطابق العلوي للمنزل.. حتى تصعب عليها الحركة أكثر قليلاً فتشجعها أكثر على العلاج..
ياترى الخطوة دي هاتيجي على هدى بالإيجاب ولا بالسلب..
و إيه رايكم في اللي عمله عاصم و ابوه..
و ياترى عبير هاتعمل إيه تاني..
تفتكرو ممكن خطوتها الجاية تكون إيه.