اخر الروايات

رواية جويرية حقي انا الفصل الثامن 8 بقلم ريحانة الجنة

رواية جويرية حقي انا الفصل الثامن 8 بقلم ريحانة الجنة 

مرت ايام قليلة، وفريدة بتسعي بكل جهدها علشان تلاقي عروسة مناسبة لحذيفة...
اما حذيفة فبيتجنب چوري على قد مايقدر حتى في مشوار المدرسة الصبح وبعد الظهر الكلام قليل وللضرورة. حتى اللفتة مش بيلتفت ليها. بيتعامل معاها برسمية شديدة، خايف قلبه وجورحه يعتادوا على الضعف قصادها واللين ليها. وده هو مش هيسمح بيه. بس اكتر شئ كان بيوجعه ويمزق قلبه اكتر من حاله ولهفته عليها، هي!
هي اللي ذبلت وحزنت وبان عليها الكسرة والحزن من معاملته معاها وبعده عنها...
چوري اول ما سمعت خبر ان حذيفة بيدور على عروسة وهي دايما حزينة ومكسورة، جوها احساس غريب، غيرة، حزن، غضب منه، هي لسة بتحدد احساسها ايه، لسة المشاعر والاحاسيس بتتكون وتكبر وتتشكل بشكل واضح ومفهوم علشان تقدر تفهم هو بالنسبة ليها ايه، وبرغم انها لسة صغيرة بس، سنها يسمحلها تعرف ان حذيفة بالنسبة ليها مش اخ زي ما كل الناس شايفاه، لا، هي خلاص شافته حبيب وفارس احلام بتتمناه. بطل لرواية جميلة بتنام كل ليلة تقراها وتتخيله هو بطلها وهي حبيبته، بس بعد ماسمعت انه عايز يتجوز وبرغبته، وكمان طريقته اللي اختلفت معاها اكتر واكتر، بقي حزنها كبير ووجعها مش هين، طول الوقت ساكتة ومش بتتكلم كاعادتها ولا بتضحك ولا بتهزر. ولا صوتها بيرن في البيت يدب فيه الروح زي العادة. وقررت انها مش هتكلمه تاني ولا تطلب قربه منها ولا تعاتبه، مادام هو خلاص تعب منها وزهق من ضغطها عليه ومسؤليتها، وقرر يشوف حياته ويهملها. هي كمان هتبعد وتسيبه يعيش حياته...
وفي يوم كان بيرجعها من المدرسة وزي كل يوم من الايام اللي فاتت هو ساكت. وهي ساكته ومش بتكلمه ولا بتبصله ومركزة في الناس والشوارع...
حذيفة برغم ان ده كان هدفه من تغيره معاها، الا انه تعبان ومش مرتاح، مشتاق لشقاوتها وضحكتها اللي بتنور يومه وحياته. مشتاق لاسمه اللي بتنطقه يرن في قلبه قبل ودنه...
حذيفة بثبات: احممم. عاملة ايه يا چوري في المدرسة، في حاجة محتاجاها، اانا بقالي كام يوم مش متابع معاكي الجديد، فيه حاجة واقفة قصادك!؟
چوري بصوت عاتب وغضب برئ وهي باصة بعيد عنه على الشواع: انا عاملة كويسة، ماتشغلش بالك انت.
حذيفة بغيظ من عندها وطريقتها: اتكلمي كويس وردي عليا.
چوري بتأفف: ااوففف. نعم، سألتني عاملة ايه، قولت عاملة كويسة، ايه بقي الغلط هو جر شكل وخلاص. انت مافيش حاجة بتريحك.!
حذيفة اتنهد بتعب بينه وبين نفسه. هي حاجة واغلي حاجة. انتي وبس.
حذيفة: بردوا بتردي بطريقتك المستفزة دي، ماشي، طيب. عاملة ايه في المذاكرة!؟
چوري بصتله بعتاب: اظن خلاص مابقاش يهمك. خاليك في اللي انت فيه، والعروسة اللي رايح تشوفها النهاردة، انا الحمد لله بذاكر كويس. ومش محتاجة حاجة من حد.
حذيفة بوجع: حد!؟ انا بقيت حد يا چوري؟
چوري بدموع حزن: لو سامحت انا تعبانة ومش قادرة اتكلم، ياريت بسرعة عايزة اروح انام...
حذيفة كمل سواقة بغيظ ووجع من تغيرها ده، اكنها كبرت 10 سنين مرة واحدة، هي حزينه على ايه على جوازه ولا تخليه عنها ولا تغيره معاها، ولا ايه بالظبط.
رجعها البيت. وطلع معاها، ودخلوا البيت وفريدة بتجهز الغدا...
فريدة: اهلا. اهلا. ولاد حلال، ياللا بقي غيروا هدومكم بسرعة علشان نتغدا، لسة عندنا معاد مع العروسة بالليل...
چوري بعصبية: انا مش جعانة، كلوا انتم، انا هنام عندي مذاكرة كتير بالليل. عن اذنكم...
فريدة: ايه ده. هو انتي مش جاية معانا نخطب لحذيفة معقول...
چوري بصت لحذيفة بلوم وكسرة: انا ماليش لازمة ولا مكان في المشوار ده، انا دايما ببوظ كل حاجة بوجودي، خالي ابيه يفرح وجوازته تتم، مبروك يا ابيه، عن اذنكم.
دخلت چوري وحذيفة عنيه عليها وقلبه بيتقطع. هي للدرجة دي خايفة من وجود عروسة في البيت، لسة خايفة واحدة تيجي تخرجها وتأذيها، قرب من امه.
حذيفة: امي مش هاكد عليكي لازم الكلام يبقي واضح، چوري قبل اي حاجة، العروسة لازم تعرف وتفهم چوري ايه في البيت، وانها خط احمر لو فكرت تضايقها مش هسكت. وانها مستحيل تخرج من البيت ده. ماشي يا امي.
فريدة بقلق: فاهمة والله يا ابني، ربك يحلها. انا بين نارين، ماقدرش استغني عن چوري ولا تبعد عني. وفي نفس الوقت نفسي افرح بيك واشوفك عريس. بس مش عارفة كل واحد تحط البيت على دماغها كدة، استغفر الله، دي علا اللي كانت اسمها عشرة وعارفة كل حاجة. كانت عايزة تمشيها من البيت.
حذيفة بضيق: اهي خلاص اتجوزت وبعدت عننا، بس والله لو اي واحدة فكرت بس تدوس لچوري على طرف ماهسكت انا بقولك اهو.
فريدة بتعقل: بالهدواة يا ابني مش كدة، انت من امتي عنيف كدة. دي الناس كلها بتحبك وتحترمك علشان هدوئك وعقلك. ده انت الشيخ حذيفة.
حذيفة بغيظ: ابوس ايدك كفاية والله يا امي انا نفسي ابقي حذيفة بس، انا مش شيخ انا اقل من كدة كتيير. ارحميني يا امي انا كلي ذنوب بلاش تحمليني فوق طاقتي...
فريدة بحزن: لا الله الا الله مالك يا ابني فيك ايه، ده انت زي الفل. هو فيه حد زيك...
حذيفة بوجع: اااه يا امي فيه، وفيه احسن مني كتيير. وانا اقل بكتيير من انكم دايما متخيلين ان حذيفة ده ولي من اولياء الله، معصوم مش بيغلط، انا بشر يا امي مش ملاك...
فريدة بضيق: استغفر الله. دي عين والله، حد حاسدك، كل ما تكون داخل على جوازة حالك يتشقلب كدة، وتوجع قلبي عليك، استهدي بالله حبيبي وروح غير هدومك، وتعالي نتغدا...
حذيفة هز راسه بحيرة وبص على باب اوضتها وخرج راح شقته. اخد حمام وغير هدومه ورجع ليهم. ودخل مالقاش چوري بردوا، وسأل امه عنها.
حذيفة: هي چوري لسة نايمة. صاحيها يا امي تاكل.
فريدة بقلق: صاحتها كتيير مش عايزة تقوم. شكلها فيه حاجة مزعلاها. كمان دي يا قلبي راجعة بأكلها زي ماهو مااكلتش لقمة طول النهار في المدرسة.
حذيفة بقلق عليها: وهانت عليكي تسبيها يا امي، طب ما قالتلكيش مالها...
تفتكري زعلانة مني، ايوة انا قسيت عليها اليومين اللي فاته دول اوي، بس اعمل ايه بس هي مش قادرة تقتنع انها كبرت، وان حاجات كتيرر لازم تتغير.
فريدة اتنهدت: ياربي هو احنا مش مكتوب لنا نفرح، كل ما نصلح حاجة. حاجة تبوظ، هدخلها تاني...
حذيفة بتردد: احمممم. امي ممكن تحطلها حجابها وتخليني ادخلها معاكي، يمكن تخرج معايا...
فريدة ابتسمت: ماتحبكهاش بقي وتعالي على طول. لازم يعني الحجاب.
حذيفة اتنهد بتعب: ايوة يا امي لازم. ياللا بقي انا قلقان عليها. ازاي تقعد طول النهار من غير اكل.
دخلت فريدة وصحت چوري اللي اصلا مش نايمة كانت بتعيط، حطت حجابها وفضلت نايمة ومتغطيه. مش عايزة تخرج معاهم.
حذيفة دخلها وبصلها بحيرة وابتسم: طب قولتي لا لماما. حتى انا مش هتقومي تاكلي معايا. طب لو ماقومتيش معايا هنزل الورشة كن غير اكل. وانتي السبب. ايه ابيه هيهون عليكي يزعل منك وينزل من غير اكل.
چوري عيونها حمرا وملامحها ملتهبة من العياط. بصتله بعتاب وبينها وبين نفسها، ايوة هتهون. ماوانا كمان هنت عليك. وكنت بتتجاهلني اليومين اللي فاته، جاي دلوقتي صعبانة عليك...
حذيفة بحزن من سكاتها بص لفريدة: طب خلاص يا امي، كلي انتي والحاج انا نازل الورشة، چوري شكلها مش هتقوم
چوري قلبها مش مطاوعها قامت وقعدت بعصبية: الله بقي وانت مالك بچوري ما تاكل انت. انا عايزة انام...
حذيفة بص لوشها إلى زي النار وعنيها الدبلانة، قلبه رق: ايه الدموع دي مالك. حد زعلك، قومي. قومي اغسلي وشك.
چوري بغضب برئ: قال يعني خايف عليا. ما انت السبب.
حذيفة: بتبرطمي تقولي ايه سمعيني. انتي حتى وانتي زعلانة بتبرطمي. قومي ياللا انا جعان...
چوري قامت معاه ودخلت وغسلت وشها وقعدوا كلهم يتغدوا، بس هي مش بتاكل قد ما بتبصله وتشبع منه هو، قبل ما ينزل وماتشوفوش غير تاني يوم الصبح وهو بيوصلها للمدرسة.
حذيفة مش حاسس بطعم حاجة، عقله وباله مشغول من اللي جاي واللي هيحصل، وازاي هيرتبط بواحدة. وهو قلبه مع البريئة الشقية دي!؟
وبعد شوية هو نزل الورشة. وخلص شغله وطلع اخد امه وابوه وچوري رفضت تروح معاهم. وفضلت لوحدها تعيط وحزينة...
في شقة مصعب...
مصعب قاعد مستني ايمان تجهز الغدا بزهق وجعان...
مصعب بتأفف: اوفففف. يارب الصبر من عندك، دي لو بتترافع في جريمة قتل كانت اخدت براءة، الاكل يا ايمان، الاكل يا سيادة المحامية. ابوس ايدك. عصافير بطني بتصوصو. عصافير ايه! لا دي كلاب بتعوي، انجزي ربنا يكرمك.
ايمان خرجت بأول طبق بزهق منه: يووووه منك. ايه. ايه صوتك جايب الجيران، خلاص اهو بحط الاطباق.
مصعب مش مركز معاها وعنيه في الطبق وعقد حاجبه بريبة: ايمان، هو ايه ده!؟
ايمان بتردد: ده، ده، ده اكل.
مصعب بغيظ: هو المفروض لانه في طبق يبقي اكل. بس دي محتاجة اثبات، انا عايز اعرف ده ايه، ده لابينله خضار ولا طوب ده ولا ايه، ده في حاجة بتجري على الوش. ايه ده يا ايمان انا بدأت اقلق.
ايمان بتوتر: ده، ده. ممش انت قولتلي نفسك في قلقاس اهو عملته.
مصعب بصدمة فتح عنيه وحقق في الطبق: يانهههار اسود، ده قلقاس، منك لله يا شيخة كرهتيني فيه، ايه ده، هو القلقاس شكله كدة، مسك المعلقة وبدأ يقلب لقي اشكال هنسية مش مكعبات، والاصعب. ان ليه قوام غريب...
مصعب بملامح متقززة: ايمان شيلي الطبق انا فاضلي دقيقة ومعدتي تقلب شيلي...
ايمان بعصبية: الله بقي انت لسة دوقته. طب جربه...
مصعب برفض: ننننننعم. اجرب ايه. مجنون انا اياك، علشان اضحي واجرب العك ده، وربنا مايحصل، ثم انا اصلا عارف شكله وطعمه. بس القلقاس بتاع امي، مش. ودور وشه بأرف، مش استغفر الله العظيم اللي انتي عاملاه ده...
ايمان بغضب: كدة طب اتفلق ووريني هتاكل ايه...
مصعب بقلة حيلة: بصي. هاتيلي طبق رز وشوربة وسلطة وربنا يعوض في القلقاس واللحمة، المهم تخلصي انا جعاان.
خرجت ايمان بالطبق وهي متعصبة من مصعب...
مصعب حط ايده على خده بدرامة: ااااه يا حوستي السودا، كان لازم اقولها تقول لامها بلاش تبعت اكل النهاردة وتعملي هي، اهي عملت. وطينتها، منك لله يا بعيدة. ده قلقاس حسبي الله فيكي...
خرجت ايمان بالرز وجابت الشوربة والسلطة. وقعدت.
مصعب اكل معلقة رز لقياه زي الحصي تحت سنانه. ومش مستوي. ودلع، غمض عنيه بغيظ وبصلها وابتسم بغيظ منها ومارديش يتكلم تاني، اخد معلقة شوربة لقاها شكلها محروقة وطعمها مش حلو، غمض عنيه وهو بيدعي عليها في سره، ربنا يسامحك يا ايمان يا بنت فتحية، اخد معلقة سلطة لقي طعمها غريب، و مش مقبول، والخضار متقطع بشكل غريب فيها، ساب الاكل وهو بيكتم غيظه. وبصلها وابتسم بتوعد.
مصعب: الا قوليلي يا ايمان يا حبيبتي، هو انتي مش من وقت خطوبتنا يجي من سنة كدة. وكمان قبلها دايما تقولي انا طباخة شاطرة، انا اكلي لا يعلي عليه، انا انا. انا، صح كدة ولا انا غلطان!؟
ايمان بتوتر: ايه، ااااه. ااايوة صح. مما. ما انا عملتلك اكل اهو في ايه بقي.
مصعب بيكتم غيظه منها: اممم. اوأتي ومأمأتي، واتهرشتي، يعني انا اتغفلت واتضحك عليا، وطول السنة اللي اتخطبنا فيها دي كنت باكل اكل امك وتفهميني انك انتي اللي عملاه. صح.!؟
ايمان بإحراج: لا لا. طبعاا كنت بعمل معاها واساعدها، بس. بس انا بعرف اعمل اكل وعادي ايه يعني الاكل النهاردة مش مظبوط شوية هعوضك بكرة.
مصعب اتنهد بغيظ منها: عارفة يا ايمان لو كنتي صادقة معايا من البداية. وقولتيلي مابعرفش اطبخ كنت عذرتك وتفهمتك وصبرت عليكي لانك واضحة مش غشاشة، وكون انك مش بتعرفي وتتعلمي علشاني. ده في حد ذاته جميل ويسعدني، لكن اللي انتي عملتيه ده اسمه غش يا هانم. افهم انتي ليه دايما بتكدبي. وانا حذرتك كتيير اني بكره الكدب.
ايمان بضيق وعصبية: يووووه. ايه بقي. كل ده علشان بطنك فيها ايه اني لسة بتعلم ايه الدنيا طارت هتزلني بقي ولا ايه.
مصعب بصلها ورفع حاجبه وابتسم يسخرية: ههههه. ايه ده.
انتي كمان صوتك بيعلي وبتزعقي. اومال فين الهدوء والصوت الواطي والهمس. ايه كله تمثيل، وكمان لسة بتتعلمي ده ماكنش كلامك الاول، كلامك انك شاطرة وبتعرفي كل حاجة. ايه كل ده كدب علشان الزبون يلبس صح مش كدة.
ايمان انفعلت وبكت: كدة! كدة يا مصعب. انا كنت بلبسك فيا. اخس عليك ليه يعني. كنت بايرة ولا مش لاقية عرسان، كل ده ذنبي اني بحبك، ربنا يسامحك.
وسابته إيمان ودخلت اوضتها. ومصعب اتنهد بغضب. من ايمان وكدبها عليه. وخداعها ليه. ومن نفسه انه انفعل عليها وجرحها بالشكل ده. خصوصا انها لسة عروسة من كام يوم، قام ودخلها ولقاها دافنه وشها في المخدة وبتعيط، ابتسم وقرب منها وحضنها بمشاكسة...
مصعب بهمس: القمر زعلان مني انا عارف، حقك عليا يا موني. ما كنتش اقصد اجرحك.
ايمان لفت ليه بغضب مصتنع وهي بتمسح دموعها: يا سلام، تسمعني كلام زي السم وبعد كدة تيجي تضحك عليا بكلمتين. هبلة انا ياخويا...
مصعب ضمها لحضنه وهو بيبوسها بجرأة: ايوة طبعااا اضحك عليكي. وهو حد يقدر يضحك عليكي غيري. ده انا مصعب ابو الصعاب، ثم ايه يا خويا دي. هو فيه اخوات يحصل بينهم اللي بينا ده، ولا ايه يا عروسة.
ايمان: ههههههههههه، انت عايزني انسي اللي عملته واصفي وانا لسة زعلانة منك.
مصعب بيقربها اكتر: بصي هو انتي غلطانة مافيش كلام علشان خبيتي عليا حاجات كتيير. وده سبب زعلي منك. وانفعالي عارفة لو كنتي صريحة من الاول. كنت تقبلت ده. بس مش مهم، انا معاكي وهصبر عليكي تتعلمي فيا، بس المهم اننا نكمل اللي كنا بنقوله الصبح...
ايمان بدلع: اممم. اللي هو ايه بقي!
مصعب ابتسم وهو بيفتح الروب بتاعها بهدوء. ويبعده عنها وبهمس: المرافعة اللي بدأتها الصبح، والحكم عليكي بالاعدام...
ايمان ابتسمت: هتموتني.!؟
مصعب بيبوسها برقة وحنان: اهاه، انا خلاص موتك فيا، وقتلك بيا، واعدمتك في كل ساعة مرت علينا، بس بمزاجك وعلى هواكي...
ايمان: بتحبني يا مصعب بجد.
مصعب بصلها بغموض واتنهد. وابتسم بحيرة: طبعاا بحبك، وبطلي كلام بقي ورغي، انا جعاااان والغدا انضرب ألنهاردة بسببك، يبقي عوضيها بقي ولا ايه...
ايمان: هتكلني انا بدل الغدا اللي باظ.
مصعب بحماس: انتي بس بطلي رغي وانا هاكل واشبع...
في بيت العروسة هناء.
العروسة جميلة وشكلها هادي واهلها مرحبين بحذيفة واهله بشدة وبالنسبة ليهم ده حلم ان حذيفة يتقدم لبنتهم، وتقريبا اتفقوا على حاجات مبدأية لو حصل قبول بينهم...
بس حذيفة معاهم بجسمه بس. لكن قلبه وعقله معاها اللي وحيدة في البيت. قلقان عليها وخايف. مش متعود يسبها لوحدها، ووالد العروسة بيكلمه وهو سارحان
عامر والد هناء: مش كدة ولا ايه يا شيخ!
حذيفة انتبه ليه وبحرج: احممم. اسف حضرتك كنت بتقول ايه.
فريدة: ههههههههه. ايه يا شيخ هي العروسة كلت عقلك بجمالها ولا ايه.
حذيفة اتنهد بغيظ من احراج امه ليه وبصلها تبطل تحرجه. والتفت لوالد هناء.
حذيفة: ايوة معاك اتفضل.
عامر بسعادة: كنت بقول ان مافيش فرق مين يجيب. ومين يشيل ايه. احنا خلاص بقينا اهل، واحنا كفاية اننا هناخد راجل زيك يا شيخ انت تشرف اي حد.
حذيفة بتواضع حقيقي لكل المدح ده: ربنا يعزك والله. انا كا استاهلش كل ده، ده من زوق حضرتك، ببس معلش فيه نقطة اخيرة محتاج اوضحها علشان بعد الاستخارة بتاعتي وبتاعة الانسة هناء لو يعني حصل قبول ونصيب.
وفاء والدة هناء: خير يا شيخ اتفضل قول...
حذيفة: اكيد انتم عارفين. وكمان. الحاجة كلمتكم عن چوري. چويرية.
وفاء بضيق: ااااه، مش البنت اليتيمة اللي انتم بتربوها...
حذيفة اتعصب من طريقتها و حس انها تقصد بيها اهانة لچوري.
حذيفة: چوري ايوة يتيمة. وده حكم وقضاء ربنا بيكتبه على اي حد بيختاره، بس هي بالنسبة لينا مش مجرد بنت بنربيها وخلاص، دي حتة مننا وصاحبة بيت. يعني مش ضيفة ولا حمل ولايمكن تمشي منه ولا تفارقنا، ده اهم شرط عندي، كمان اتمني من الانسة هناء. لو حصل نصيب بينا، تعاملها بحنان وبما يرضي الله. لاني مستحيل اتقبل حد يأذيها او يجرحها بكلمة حتي.
هناء بصت لوفاء والدتها ولوت شفايفها بضيق وزهق، وغمزتها بتوعد والصبر.
عامر: طبعاا يا ابني ما فيش مشكلة. ربنا يقدرك على تربيتها، و يفرحك بيها وانت بتسلمها لعريسها...
حذيفة عقد حاجبه بعصبية وبينه وبين نفسه: لا اله الا الله. ربنا ما يسمع منك، قال اسلمها بإيدي لعريسها قال، هو انا ملاحق على اللي انا فيه، لما كمان تتجوز. وانا اتجنن...
الحاج بلال: طيب ان شاء الله خير، تحبوا تيجوا تتفرجوا على الشقة امتي...
وفاء بإندفاع: اي وقت يا حاج، الوقت اللي يعجبكم. يارب حتى من بكرة.
حذيفة اتحرج من والده وهو بتردد: ايوة يا حاج بس، بس احنا لسة هنستخير وبعد كدة ربنا يعمل اللي فيه الخير...
فريدة بحرج من حذيفة ورده: احممم. ووماله مايجراش حاجة، هما يشرفونا من غير حاجة، ان شاء الله احنا بكرة هنستناكم نتغدا سوا كلنا والعروسة تتفرج على الشقة وكل اللي تطلبه هيتغير ويتعمل اللي تقول عليه. وان شاء الله خير. انا قلبي بيقولي هما الاتنين هيتستخيروا ويرتاحوا لبعض...
هناء بتبص لحذيفة بإعجاب، ومبسوطة انه اتقدملها، كتير من معارف والدته وجيرانها. بيتمنوا ان حذيفة يخطب واحدة من بناتهم، وهي جواها انتصار انها هتفوز بيه.
حذيفة بيبص في ساعته ومتوتر ووشوش والدته: امي كفاية كدة، نا تنسيش ان چوري في البيت لوحدها...
فريدة بهمس: يووووه عليك، انت من ساعة ما دخلنا وانت بتفرك وعايز تمشي، يا ابني بص في وش البنت لله، ختي تقعد كلمها كلمتين جبران خاطر...
حذيفة بضيق: امي هتقومي. ولا اقوم انا واقومكم معايا، انا بجد متعصب.
فريدة بحرج انهم ياخدوا بالهم ولا يسمعوهم. ابتسمت: خلاص. خلاص
هنقوم اهو، وقامت معاه وقومت الحاج بلال. ههههه. معلش بقي يا جماعة نستاذن احنا وان شاء الله منتظرنكم بكرة بأمر الله.
وفاء حضنت فريدة بسعادة: حبيبتي.
نورتينا والله، والشيخ حذيفة. مكسب لينا والله.
فريدة: ربنا يخليكي ويارب نفرح بيهم عن قريب...
حذيفة اخد امه وابوه وخرج في ثبات من غير ما يبص لهناء، وهي كانت متغاظة. وبعد ما خرجوا...
هناء: حذيفة ده شكله تقيل بزيادة يا ماما، وهيتعبني معاه. ما كلنا ملتزمين. بس هو محبكها اوي، ده ما بصليش مرتين على بعض، مع ان دي رؤية شرعية يعني حقه يشوفني كويس ويحقق فيا وانا كمان ابصله كويس...
وفاء: بزمتك ده محتاج تبصيله كويس. طب ده عليه هيبة كدة وعزة سبحان من خلقه، ولعلمك الراجل التقيل ده اللي كل الناس بتعمله حساب، بيبقي مع مراته ايه، زي العجينة. خصوصا لو حلوة زيك، اسمعي كلام امك، المهم تعالي نشوف هتلبسي ايه بكرة لما نروح عندهم.
هناء ابتسمت: عندك حق، انا اصلا مش محتاجة استخارة كمان. اانا موافقة عليه من قبل ما يجي، اول ما عرفت ان مامته كلمتك، ماكنتش مصدقة نفسي، ده مافيش بنت الا ونفسها حذيفة يخطبها، واخيراااا هيبقي من نصيبي انا، اااه يا ماما فرحانة اوي اوي...
رجع حذيفة البيت مع والده ووالدته. بس البيت هادي وچوري نايمة كان نفسه يشوفها قبل ما ينام بس دخل شقته وفضل طول الليل سهران بيفكر، يا تري الخطوة دي صح ولا غلط.!؟
هو مستعد ليها ولا لا!؟
هيقدر يعيش مع واحدة غيرها!؟
طب هي هيعمل معاها ايه! هيقدر ينسي مشاعره دي. ويسبها تعيش بعيد عنه! هيقدر يجوزها راجل غيره!؟
تعب من كتر التفكير والهموم دخل ينام، وطلع النهار. وچويرية بلغت فريدة انها مش هتروح المدرسة لانها تعبانة، وهو قلق عليها اكتر، وخصوصا انها مش بتخرج تكلمه خالص...
مرت الساعات وجت هناء العروسة ومعاها والدها. والدتها، وقعدهم وحذيفة فضل ان هو والده ووالد هناء يقعدوا في شقته ويتغدوا هناك، ووالدته وهناء ووالدتها وچوري يفضلوا في شقتهم. ويتغدوا سوا علشان كلهم يبقوا على راحتهم، وفعلا ده اللي حصل بس فريدة دخلت لچوري تطلب منها تخرج تسلم على هناء ووالدتها، بس كانت متوقعاها زعلانة لسة و مش هتخرج، بس اندهشت من شكلها، چوري لبست بنطلون چينز ضيق جداااا وبلوزة قصيرة وشعرها البني والناعم سايب زي خصل الحرير وحطت روچ وشكلها يجنن ويخطف العين...
فريدة بإعجاب: اللهم بارك. ايه يا چوري ده، لا لا يا بنتي لمي شعرك ده يسترك، العين وحشة، انا خايفة عليكي...
چوري بثقة وتوعد: ما تخفيش يا مامتي انا هبقي كويسة، هبقي ارقي نفسي قبل ما اخرج، المهم شكلي حلو...
فريدة: ههههههههههه. زي القمر في تمامه، بس براحة كدة العروسة هتغير من اخت العريس.
چوري عقدت حاجبها من كلمتها: بس انا مش اخته.
فريدة بعدم فهم: يعني ايه، مش فاهمة...
چوري بخجل وحرج: احمم. لا لا مافيش يا ماما. المهم ياللا نخرجلهم...
خرجت چوري واول ما وفاء وهناء شفوها تنحوا وبصوا لبعض...
وفاء بهمس: يا لهههوي. هي دي البت اللي بيحكوا عليها، دي زي فلقة القمر...
هناء بغيرة وغيظ: مش اوي، هي بس اللي فرحانة بسنها عيلة...
چوري سلمت عليهم بدلع: اهلا بعروسة ابيه حذيفة، ازيك يا طنط...
هناء بغيظ: طنط! مين دي اللي طنط، انا لسة صغيرة على كدة، قوليلي يا هناء.
چوري بتتعمد بضايقها: لا لا عيب. فرق السن له حكمه. لازم لقب. وحلو طنط، ولا اقولك يا ابلة.
وفاء. بضيق: عادي يا حبيبتي انتوا اخوات، اي حاجة...
فريدة: طيب تعالي يا چوري معايا نجهز الاكل.
وفاء: روحي يا هناء ساعدي ماما فريدة...
چوري بجدية: لا معلش خالي طنط هناء مرتاحة، انا هساعد ماما، انتظ مهما كان ضيوفنا، وطنط هناء لو ربنا يعني اراد واتجوزت ابيه، هتبقي ماما فريدة طنط فريدة، دي مامتي حبيبتي ربنا يخليهالي، عن اذنكم...
فريدة ضربت چوري في دراعها واخدتها المطبخ...
هناء بغيظ: شوفتي! شوفتي الشبر ونص دي بتتكلم ازاي، دي ارشانة ولا اللي عندها 40 سنة، بت عايزة قطع لسانها.
وفاء بتوعد: ششش وطي صوتك. سيبك منها بكرة نشوف مين اللي هتبقي ست البيت ده. انتي ولا هي.
في المطبخ، فريدة: . وبعدين يا چوري انا كدة هزعل منك، بلاش طريقتك دي، كدة جوازة ابيه هتبوظ بسببك يرضيكي كدة.
چوري بأسف: ااانا، انا مش قصدي بس هما اللي مش مريحين. والعروسة دي دمها تقيل على قلبي رخمة اوي.
فريدة بضيق: چوري انا مش بحب ازعلك. بس يا بنتي كدة ما ينفعش. انا بحبك اه، بس بحب حذيفة كمان ونفسي ومني عيني يتجوز واشوف ولاده، ولو الجوازة دي باظت بسببك انا هزعل منك اوي. اهدي وبلاش لاماضة علشان خاطر ماما. ممكن.
چوري بتحبس دموعها: حاضر يا ماما. اوعدك مش هتكلم تاني ولا هنطق. اسفة.
فريدة ابتسمت: ايوة كدة. هي دي بنتي حبيبتي المطيعة. ياللا هاتي معايا الاطباق دي نجهزها برا في الصنية الكبيرة علشان حذيفة يجي ياخد اكلهم.
چوري هزت راسها بحزن وخرجت معاها الاطباق، وخرجت فريدة وفتحت الباب وندهت لحذيفة ياخد الاكل وهو بيقرب كانت چوري خارجة من المطبخ وبتعدل شعرها وشافته وهو عنيه سرحت في عنيها. وشعرها وكل تفصيلة فيها، قلبه رقص من الجنون...
حذيفة: ماشاء الله، مش ممكن دي چوري، ااااه منك هتعملي ايه فيا تاني اكتر من كدة، براحة عليا.
چوري بصتله بحزن ودخلت جوا بسرعة وهو انتبه لأمه وبحرج: احممم امي ابقي خالي بالك لحد. يشوف چوري بالغلط والد هناء هنا قوليلها تلبس حاجة وتغطي شعرها...
فريدة: يا اخي سيبها ما احنا ستات سوا، وخاليك انت بس في عروستك...
حذيفة بص على مكان ما كانت واقفة وافتكر شكلها وابتسم: عروستي، يارتها عروستي، ياللا هنخلص غدا ونندهلكم علشان توريهم الشقة. ربنا يسامحك دبستيني. هو اصلا انا لسة اخدت وقتي ولا استخرت...
فريدة: هههههههه. يا خويا وفيها ايه يعني، اهو كله تعارف. روح انت بس ودلهم الاكل.
دخل حذيفة وقعد مع والده وعامر وهما بياكله بس هو صورتها مش رايحة من باله، غمض عنيه وابتسم: مجنونة، ايه اللي هي عمالاه ده بس، بس ماشاء الله عليها، ولا الاميرات، ااااه من جمالك يا چوري ده، هيطمع
فيكي الكل، استغفر الله ياربي هو انا ناقص يارتني ما شوفتها كدة...
وبعد الاكل كلهم دخلوا شقة حذيفة واتفرجوا عليها بس چوري في اوضتها دخلت وقعدت لوحدها، وبعد ما شافوها وكلهم عجبتهم، خرج الحاج بلال وفريدة وعامر للشقة التانية يكمولوا كلام، وحذيفة كان جوا و فاء وهناء فاكرينه خرج معاهم. وانهم لوحدهم، وسمعهم بيتكلموا عن چوري.
وفاء: اسمعي البت المضروبة دي عايزة تتربي. دي شكلها متدلعة عليهم وهما بيسكتولها...
هناء بغيرة: دي بنت عايزة حش رقبتها، شوفتي بتتمايص ازاي، دي عاملة ايه معاه بقي، شكلها مش سهل ابدااا.
وفاء: ولا احنا ساهلين، ومش حتة بت مفعوصة زي دي هتقف قصادنا، انتي بس تتجوزية ورجلك تثبت هنا ويادوب بس تحملي في حتة عيل، تقفي وانتي مالية ايدك. وتقوليله يا انا واللي في بطني يا هي. ووقتها هيختارك انتي وابنه. مش هي، وهي تغور بقي عند اهلها لو ليها اهل او في اي داهية، دي مصروف عليها شئ وشويات من وقت ما ربوها، ولسة ثانوية عامة وجامعة. وجواز، ايه ده كله انتي وعيالك في المستقبل اولي بكل ده...
هناء بوعيد: طبعااا. ككمان انا مش مرتحالها البت دي، دي زي القمر تخيلي كدة تفضل تكبر قصاده وتحلي في عينه تبقي مصيبة.
وفاء: ما تقلقيش مش هتلحق. المهم تعالي معايا نروحلهم بقي...
خرجت وفاء وهناء وحذيفة بيغلي من الغضب والغيظ منهم ومن شرهم، هو كل واحدة تيجي عايزة تخلص منها ليه كدة. اقسم انه ما هيتتم الجوازة دي ولا هيتجوز اصلا وهو هيعرف يتماسك يصونها في عينه من غير اذي. وخرج ودخلهم وبعد شوية هما استأذنوا ومشيوا، وبعد خروجهم، چوري لبست حجابها وخرجت وهي خارجة لقت حذيفة بيهمس لوالدته.
حذيفة: امي تعالي عايزك في كلمتين في الشقة التانية.
فريدة: خير فيه حاجة يا ابني.
حذيفة بقلق: لا مش هينفع هنا، تعالي هناك مش عايز چوري تسمع.
فريدة بفضول: حاجة تخص العروسة!؟
حذيفة بضيق: ايوة يا ستي حاجة تخص العروسة. يالا بقي قبل ما چوري تخرج.
خرج هو ووالدته ودخلوا الشقة التانية علشان حذيفة يحكي لامه اللي حصل وفضل يعمل كدة، علشان احساس چوري وما اسمعش اللي اتقال عليها...
بس چوري فهمت عكس كدة، فضلت تبكي بكسرة ووحدة، افتكرت انه عايز يخلص منها علشان العروسة وكمان كلام فريدة ليها في المطبخ. انها سبب في تأخير جوازة حذيفة لحد دلوقتي وانها دايما بتبوظ اي جوازة، كل ده وجعها وبتصرف طفولي برئ لبسة هدومها واخدت هدوم ليها في شنطة مدرستها وخرجت بهدوء ونزلت...
حذيفة خلص كلام مع امه: ده اللي حصل منهم. المهم بقي يا امي من فضلك نأجل شوية موضوع الجواز ده وسبيه بظروفه.
فريدة بحزن وخيبة امل: لا اله الا الله، واخرتها ايه. هو انت يا ابني دايما حظك قليل كدة...
حذيفة ابتسم: ادعيلي انتي بس وانا بإذن الله قدري هيبقي مرضي من عند ربنا، ياللا روحي ارتاحي بقي. انتي تعبتي اوي النهاردة. ربنا يديم عليكي الصحة والعافية.
فريدة ابتسمت: ويخليك ليا يارب، ومين عارف يمكن ربك بيدبر كل ده علشان يحفظك وينقذك من اي شر وسوء...
حذيفة: اللهم امين. ياللا يا امي روحي ارتاحي...
خرجت فريدة ودخلت شقتها وبعد شوية ندهت على حذيفة بصوت عالي وبتبكي.
حذيفة خرجلها بسرعة وخوف: مالك يا امي في ايه.!؟
فريدة بخوف: چويرية، چوري مش في البيت. ولا في اي حتة وواخدة هدوم ليها وشنطة مدرستها مش موجودة، البت طفشت يا حذيفة طفشت، اااه يا مراري. انا السبب. انا السبب. ضايقتها واتهمتها انك السبب في فركشة كل جوازة، انا السبب. حبيبتي يا بنتي، يا تري روحتي فين. يا قلب امك.
حذيفة بيستوعب اللي سمعه، قلبه هيخرج من الدق والخوف، عقلة هيطير فكرة فيه كل الافكار السيئة والوحشة...
حذيفة بصدمة: انتي يا امي! ليه كدة حرااام عليكي، دي عيلة ذنبها ايه، ما كفاية اللي شافته من الدنيا. جاية تحمليها ذنب غيرها، يا تري راحت فين. يا تري جري ليها ايه. الله يسامحك يا امي. الله يسامحك.
فريدة بدموع ورعب: ربنا يستر، يارب سلم. يارب احميها، دي فيها الطمع. يارب احفظها يارب. دي غلباانة.
حذيفة بجنون: ااانا، اانا هنزل ادور عليها...
حذيفة نزل واخد عربيته وكلم مصعب يساعده ومصعب كمان نزل يدور عليها، وحذيفة سايق عربيته في كل الشوارع اللي حاوليهم. ودمعة عينه نزلت بوجع وخوف...
حذيفة: حبيبتي، حبيبتي يا چوري. يا تري روحتي فين، وعملتي ايه، يارب. يارب رجعهالي. يارب بلاش تعاقبني فيها. اقسم اني ححافظ عليها مش هضيعها ابداااا. بس ترجع. ترجع لحضني، انا مممكن اموت لو جرالها حاجة. مش هتحمل، يارب انت عالم بيا مش هتحمل.
فضل حذيفة يدور ومصعب كمان وحتى بلاغ في اي قسم شرطة لازم بعد مرور 48 ساعة، حذيفة بعد جهد كبيير صلي الفجر ورجع البيت هيتجنن. هيموت من القلق. وهو داخل العمارة ولسة هيطلع سمع صوت انين وبكاء مكتوم. وبص في الضلمة جوا بعيد. وقرب قلبه انخطف وشافها قاعدة ضامة نفسها بتبكي ما قدرش يمنع نفسه وجري عليها وشدها قصاده...
حذيفة دمع: كنتي فين يا واجعة قلبي حرااام عليكي انا عقلي طار مني.
چوري بتبكي بضعف وانكسار: انت زهقان مني علشان تعبت مني وعايز تتجوز هناء، وماما بتتهمني اني ببوظلك كل جوازة اني سبب تأخيرك، ااانا ما حدش بقي يحبني ماحدش عايزني، قولت امشي واريحكم مني. وفضلت امشي في الشوارع. مش عارفة اروح فين ولا لمين، والوقت اتاخر والناس بتبصلي بطريقة تخوف. وبكت اكتر برعب، خوفت منهم يا ابيه غصب عني. رجعت هنا وفضلت قاعدة مش عارفة اروح فين، قولي انت اعمل ايه.
حذيفة بكي بوجع على حتة من قلبه بتتمزع قصاده بضعف وضياع. ومن غير تفكير ولا ثانية ضمها لحضنه بقوة...
حذيفة بيضمها نفسه يفضل ضاممها من الدنيا والايام: كل ده لوحدك، انتي غبية. غبية، ده بيتك ومكانك، ترجعي طبعااا لحضني. حضن ابيه حبيبك، اوعي، اوعي تعملي كدة تاني اوعي. توجعي قلبي كدة فاهمة. اوعي يا چوري.
چوري اتمسكت بيه بضعف وبكت اكتر: يعني مش عايزني امشي، انا مش سبب كل.
مشاكلك، انا ماليش غيركم ولا ليا غيرك يا ابيه. ما اعرفش حد. انا بحبك اوي. اوعي تسبني بالله عليك.
حذيفة اتنهد بحيرة وخوف: اااااه منك ومن جنانك، اسيبك ايه بس. حد بيسيب روحه، انتي بقيتي انا وانا انتي. وخرجها من حضنه بهدوء وضم وشها وابتسم. قوليلي بس دلوقتي مين اللي هيتحمل ذنوب الحضن ده. والنظرة في عنيكي كدة، قوليلي يا مصيبة حياتي...
چوري ابتسمت ببراءة ومسحت دموعها: هههه. اانا اخدهم بدالك، انا مايهنش عليا تعمل حاجة تأذيك. بس غصب عني. كل اللي كنت بفكر فيه. انا خايفة ولوحدي انت يا ابيه عايزة استخبي في حضنك. انا ماليش حد غيرك...
حذيفة ابتسم وباسها من جبينها: ولا انا ليا غيرك يا حبيبتي، چوري حبيبتي. لو بتحبي ابيه ومش عايزة تزعليه افهميني كويس...
انتي حتة مني ومن البيت ده. ومستحيل اتخلي عنك ولا ابعدك عني. ولا اتضايق منك، انا وانتي هنفضل سوا لاخر العمر. بس ابوس ايدك وبالله عليكي ساعديني. لا انا غضب ربنا ولا انتي كمان ممكن.
چوري ابتسمت وهزت راسها: حاضر قولي اعمل ايه وانا اريحك...
حذيفة ابتسم واتمهد: اهم حاجة بالله عليكي تحافظي على نفسك. من اللمس اياكي تقربي مني تاني انتي بتكبري وده حرام، والحضن اللي لسة حاضنهولك ده ربنا يسامحني عليه من خوفي عليكي، بس بعد كدة مافيش. حضن مافيش لمس، وتتحملي التغير اللي بيحصل ليكي وليا، المهم انك تتأكدي انك عندي اغلي من اي حد واي حاجة. وانك آمنة ابوكي وامك امنوني عليكي وانا لازم احافظ عليكي، مفهوم يا چوري
چوري ابتسمت: مفهوم يا ابيه.
حذيفة: اخر كلام، مش هعيده تاني. واياكي اللي حصل ده يتكرر تاني مافيش بنت متربية ومحترمة تسيب بيت اهلها فاهمة يا چوري
چوري بصت في الارض بأسف: اسفة مش هتتكرر.
حذيفة: طب ياللا بينا نطلع نطمن ماما والحاج. دول هيتجننوا عليكي.
حذيفة لسة هيطلع. لقي چوري وقفته
چوري: ابيه اخر حاجة. بس بالله عليك ما تزعقلي بص اخر مرة وهودعك.
حذيفة عقد حاجبه: يعني ايه!؟
چوري في غفلة باسته من خده بطفولية وطلعت تجري على السلم.
حذيفة اتفاجأ بيها وسهم. وبص عليها لما جريت وابتسم بقلة حيلة: . ااااه يارب مجنونة وبريئة وجميلة. طب اعمل فيها ايه بس.
وحط ايده على خده مكان بوستها واتنهد: ده هيبقي عشق مابعده عشق يا چوري، بس اقسملك. انك هتبقي ليا بكرة بعده. المهم انك بتاعتي. چويرية ليا...
چويرية حقي انا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close