اخر الروايات

رواية وسقطت الاقنعة الفصل السابع 7 بقلم سهام صادق

رواية وسقطت الاقنعة الفصل السابع 7 بقلم سهام صادق 

الفصل السابع
*********

الألم .. كلمة لا تشعر بها الا عندما تُفارق من تُحب ..
ظلت تمسد جسد والدتها وهي تُنادي عليها كالطفله الصغيره : ماما أصحي عملتلك الفطار ، يلا عشان تفطري وتاخدي الدوا
وعندما لم تجد منها أستجابه ، اخذت تُقلب جسدها بيأس : ماما ردي عليا
لتلتف خلفها .. فتجد اخيها يُطالعها بأعين كالصقر
حتي ركضت اليه قائله بتوسل : تعالا يامحمود صحي ماما ، قولها أننا مش هنتخانق تاني .. وانا هسمع كلامك علطول
وهشتغل اي حاجه انت عاوزها ليل ونهار ومش مهم الكليه انا خلاص مش عايزه اتعلم ..وجذبت أيد أخيها الذي وقف مصدوما من حديثها ، وأقترب من والدته بخوف لا يعلم سببه .. وأخذ يُحرك جسدها وهو لايُصدق بأن كلمتها التي صرخت بها أمس بعد عراكه مع أخته والذي أنتهي بحرق قدميها .. لتُشاهد هي كل ذلك بعجز دون قدره علي الحركه ولكن عباره واحده قد نطقت بها وهي تبكي
هخلصك من حملي بكره يابنتي ، همشي واسيبك لوحدك
فوقف محمود وهو لا يستوعب شئ ونطق أخيرا : ليلي .. امك ماتت
لتُطالعه بصدمه ، الي أن سقطت أرضا وهي لا تُصدق بأن عقارب الحياه قد توقفت بالنسبه لها
...................................................................
وقفت خديجه تُطالعها بأمل : ها أقبلك ، قالك ايه وقولتيله ايه ... اداكي الشيك
لتُطالعها حنين ساخره : زين باشا نسي الميعاد ، وخرج عشان عنده أجتماع
فتأملتها خديجه بأمل : أكيد عنده فعلا أجتماع ياحنين.. بس مدام وعدك هيتصرف يبقي هيتصرف
وتابعت حديثها : تعالي نخلص شغلنا ، قبل ما احسان يجي
لتقترب حنين من مكان مكتبها الذي أصبح فارغ ، وأخذت تُطالع نظرات رفقائها
فربتت خديجه علي كتفيها قائله بأشفاق : نسيت أقولك أن احسان نقل مكتبك الاوضه التانيه عشان الاوضه هنا عدد المكاتب فيها أكتر من هناك
وعندما وجدت خديجه صمت صديقتها داعبتها : كويس ساب الكرسي ، تعالي تعالي المكتب بتاعي بيناديكي وأه منفترقش عن بعض أبداً
..................................................................
نظر أياد بحب الي طفله الذي ركض نحوه فرحا : انت مش هتتجوز سالي صح يابابا
فراقبتهم حسنيه بحنان وهي تضع لهم مشروب الشيكولاته المفضل لديهم : فرحان دلوقتي ياسيدي واصلا مين سالي ديه
ليبتسم سليم بسعاده وهو يُدرك بأن سالي هذه قد أنتهت من حياتهم
وتابع حديثه : هنسافر أخر الاسبوع المزرعه منه نغير جو ومنه أقابل الحاج ناجي
لتُطالعه حسنيه غير مُصدقه .. فبعد 5 سنوات من فراق سلوي ، سيذهب الي بيت المزرعه .. فهو قد هجرها مُنذ رحيلها ... وحتي حينما يذهب لمُقابلة الحج ناجي يعود في نفس اليوم دون بيات ليلة واحده
لتنطق حسنيه أخيرا : بجد يا أياد ، ياا المزرعه وحشتني اووي واهل البلد كمان
...................................................................
أخذت تُنهي أعمالها ، وهي تتذكر نظرات الاشفاق التي كانت تُحاوطها عندما جائت في الصباح بعد ثلاثة ايام الأعزاء .. لينصدم الجميع من قدرتها علي الصمود ولكن لو يعلموا كيف أتت لأشفقوا عليها
فأخيها أخرجها من البيت أجباراً لتأتي له بالأموال
لتتذكر كلماته
أكيد هتصعبي عليهم ويدوكي فلوس، وعارفه لو مرجعتيش بفلوس والاكل ياليلي .. هنيمك بره في الشارع سامعه ..
وتهبط دموعها بعجز وتفيق من شرودها
وتُخرج الاموال من جيب عبائتها التي قد أعطاها لها الحج ناجي مُساعدة لها .. وتتأمل كل ورقه نقديه بكرهه وهي تتمني ان تحرقهم بنيران ألامها
فتسمع صوت ياسين الحنون الذي لم يُصدق قدومها : ليلي ايه اللي جابك .. كنتي ارتاحي لحد ماتقدري تقفي علي رجليكي
لتلتف إليه بصمت ودموعها ما زالت تسيل علي خديها ، ومن ثم أخفضت برأسها أرضاً : انا كويسه ياياسين بيه
فأقترب منها ياسين بأشفاق ، وهو يود ان يُضمها اليه .. حتي مدّ بيده دون شعور منه ليمسح دموعها
لتشهق زينب فزعاً عندما جائت علي هذا المشهد قائله بصراخ :
البنت ديه لو مطلعتش بره البيت ، همشي واسيبلك البيت ياياسين ومش هرجع تاني !
...............................................................
وقف يُتابع المشهد بسخافه وهو لايُصدق بأن زوجته قد نفذت ماأخبارته به .. ليتأمل تلك الفتاه التي تجلس بخجل حتي نطقت هي اخيراً : ديه هاله اللي كنت بحكيلك عنها يازين ، مُصممه هايله عندي في الشركه
وده زين جوزي ياهاله
ليُطالعها زين ببرود ، وأخذ يُحرك رأسه قليلا بطريقه قد فهمتها هي .. فوقفت رحمه مُعتذره : عن اذنك ياهاله
فنصرف هو سريعا والغضب يمتلكه بقوه من جنون زوجته
لتُشير هي الي خادمتها كي تُحسن ضيافة الجالسه
وصارت نحو غرفة مكتبه التي سبقها اليها ، حتي أردفت خلفه وغلقت الباب قائله بوجع خفي : ها العروسه عجبتك يازين
فمدّ بيديه نحو ذراعيها ممُسكا بها بقوه : المهزله ديه لازم تنهيها حالا يارحمه ، سامعه
فوقفت بصمت امامه تُحرك رأسها يميناً ويساراً
حتي تابع حديثه : هنتبني طفل خلاص .. انتي فاهمه
لتنطق اخيرا بعدما ازاحت بيديه التي ألمتها بشده : لاء يازين .. انا عايزه ابنك انت .. ارجوك يازين متحرمنيش من الطلب ده، وكاد ان يتحدث بغضب الا انها وضعت بيدها علي شفتيه قائله بهدوء : اسمعني يازين انت هتتجوز هاله وانا مفهماها انها فتره مؤقته في حياتك هتخلف فيها طفل لينا وبعدين هتاخد فلوس وتسيبه وهي موافقه صدقني علي كده ومستعده تكتب تنازل وتكتب كمان الطفل بأسمي
وافق يازين ارجوك
ليقف مذهولا من حديثها ونطق اخيراً ساخراً : انت مفكره في كل حاجه بقي يارحمه ، علي العموم هنفذلك رغبتك مع ان خليكي فاكره اني مكنتش عايز أطفال .. بس مدام ديه رغبتك يبقي سبيني انا اختار العروسه
وألتف بجسده بصمت ، الي ان تابع حديثه :روحي شوفي ضفتك
لتهمس رحمه بألم : يعني انت مختار العروسه يازين
فألتف اليها ثانية ليتأمل ملامحها : مش انتي اللي عايزه كده ، حاضر يارحمه !
..................................................................
وقفت تودع والدتها وهي تُسيطر علي دموعها بصعوبه ونطقت اخيرا : خلي بالك من نفسك ياماما ، ومتشليش همي انا هبقي كويسه مع زمايلي ..
لتضُمها والدتها بحنان وهي تربت علي ظهرها : اوعي تفضلي في البيت لوحدك ياحنين .. خلي خديجه تبات معاكي لحد ما تبيعوا العفش وتدي مُفتاح الشقه لصاحبها
منه لله ، منه لله هو السبب في اللي احنا فيه
لتسمع صوت خالها الذي جاء من خلفهما : يلا ياام حنين .. ونظر الي ابنة اخته : بيتي مفتوح ليكي ديما يابنتي لو قررتي تيجي تعيشي معانا في الصعيد وتتجوزي مصطفي والدي
لتُطالعها والدتها بحزن ، حتي ابتسمت هي اليها : مش عايزاكي تعيطي ابدا ياماما ، وادعيلي ديما
لتضمها والدتها ثانية وهي لا تُصدق بأنها ستُفارق جزء ثاني منها
وهمست اخيرا بصوت مخنوق : ربنا رحيم بعباده يابنتي ، ومش هيوجعني فيكي انتي كمان !
..................................................................
مُنذ اربعه أيام وهي كل يوم تخلق أعذار لأخيها بأن الحج ناجي قد اعطاها اجازه لأسبوعا واخبارها ان راتبها ستحصل عليه بالكامل .. ليقف محمود بقربها : مش كفايه قعاد في البيت كده ، ومروحتيش الصيدليه ليه اللي صاحبتك جبتلك شغل فيها
لتتذكر امر ذلك العمل : نسيت يامحمود ، موت ماما نساني وكمان الصيدليه في قريه تانيه غير قريتنا واسمع ان فيها شباب مش كويسه
ليتأملها محمود ساخرا : هي ديه خلقه حد يبوصلها ..ابقي شوفي شُغل الصيدليه يافالحه لان انا محتاج فلوس عشان هتجوز وعايز ادخل جمعيه
فتُطالعه هي بصدمه : هتتجوز !
لينظر اليها بتأفف : ومالك كده زعلانه ، اه ياختي هتجوز .. وتابع حديثه : اومال هفضل عازب طول حياتي عشانك .. وقومي اعملي بلقمتك متنسيش ان ابوكي الله يرحمه كاتب البيت بأسمي
يعني تشتغلي وتدفعي ايجار لعيشتك هنا ..
فتأملته بصمت وعاد لحديثه ثانية وهو يتذكر شيئاً : النهارده زين باشا واياد المنصوري معزومين عند الحج ناجي .. قومي يلا روحي ساعديهم وجيبينا أكل من هناك
واخذ يُلامس بطنه المُسطحه : لحسن الواحد معدته باظت من اكل الفول والطماطم
فنظرت اليه برجاء : ارجوك يامحمود انا مش عايزه اروح هناك تاني
لتلمع عيناه بشك : لاء بقي ده الموضوع في آنه .. وانا مش طرطور .. وجذبها من خصلات شعرها وصرخ بها : احكي عملتي ايه ياوش الفقر
فتخفض رأسها ارضا قائله : ست زينب طردتني !
.................................................................
وقف يتأمل الطعام الذي يُعد بجوع .. حتي أردف من ذلك الباب الخلفي للمطبخ : فين ست زينب ياأم صابر
لتُطالعها تلك السيده التي بعمر والدته وكانت رفيقتها لسنين في هذا البيت قبل ان يُصيبها المرض لعامين قائله بكرهه لذلك الشاب العاق الذي تتحدث عنه القريه بأكملها : ست زينب مش فاضيه ، ما انت شايف كلنا مشغولين للعزومه
ليتأفف محمود من حديث تلك السيده ناظراً اليها بغضب وتأمل تلك الفتاه التي تقف وتتأمله بأنبهار .. فرغم سواد قلبه الا انه يحمل وجهاً حسناً .. ليغمز لها بعينيه قبل أن يُغادر المكان وهو يعلم بأن سبب طرد اخته سوف يعلمه من تلك الخادمه الصغيره
لتمسح نعمه أيديها بعبائتها : هطلع اشوف حاجه في الجنينه ياخالتي
لتُطالعها تلك السيده بشك : اوعي تتأخري سامعه يامقصوفة الرقبه .. مش ناقصين كلام من ست زينب
فأخذت تُحرك الفتاه رأسها ، وركضت مُسرعه من نفس ذلك الباب الذي غادر هو منه .. فهذا الباب الخلفي هو باب مُعد للخدم
ووقفت تلتف حولها ،حتي وجدته يجذبها من خصرها : اسمك ايه ياحلوه
ولمعت عين نعمه بأنبهار : خدامتك نعمه ياسيدي
ليتركها محمود وهو يُهندم من لياقة قميصه الباليه ويُعيد علي مسمعه كلمة " سيدي " ووقف للحظات يتخيل لو اصبح مالكاً لمثل هذا البيت يوماً
الي ان أفاق من شروده علي لسعه من تلك الحشره التي تُسمي "بالبعوضه" قائلا بتأفف : بقولك ايه يانعمه
هي ليلي اختي اتطردت ليه من الشغل
فنظرت اليه نعمه بلمعان : انت اخوي ليلي !
ليُدرك محمود أخيراً انه يُحادث فتاه بلهاء وتابع حديثه : ايوه .. ها قوليلي
وتبدء هي بقص عليه كل ماحدث ، ولمعت عيناه بغضب :ليلي اختي علي علاقه ب ياسين بيه !
وركض سريعا كما جاء وهو يتوعد لها بالشر ، تاركاً خلفه تلك الهائمه فيه.. ترسم به فارس احلامها ولا تعلم بأنه ليس الا كابوس احلام
...............................................................
الصوره فوتوشوب !
تلك العباره لا ننطقها علي ألسنتنا الا عندما ننخدع في الأشخاص ... لتكشف لنا الأيام مفاجأتها .. فتخبرنا بأن الممثل والمخرج ليس الا عبقريا
وقف حاتم يُتابع رجاله وهم يقدمون بعض المُساعدات لهؤلاء النساء اللاتي تنتظرن بعض الاغراض من أجل تجهيز بناتهن
لتُطالعه أعين تلك النسوه وهم يتمنون لو أن بناتهم يحظون بمثل ذلك الرجل .. لتخبرهم الحياه حقيقة
"بأن الملك لا يتزوج سوا من ملكه واميره .. وان قصص الكرتون ليست الا خيالا يصنعه العقل حينما يُريد أن يحلم بحياة ورديه"
ليسمع حاتم هذه الهمسات ، ورغبته في أصطياد فريسة له اليوم تزداد ، فتلمع عيناه التي يُداريها خلف تلك النظاره السوداء .. وأقتربت منه أحدي السيدات وبيدها أبنتها : ربنا يخليك ياحاتم بيه ، لولا مُساعده حضرتك لينا مكناش عرفنا نجهز بناتنا .. وتابعت حديثها وهي تُطالع النسوه اللاتي ينتظرن دورهم : والله احنا مكناش مصدقين ان نصيب حارتنا السنادي هيقع تحت أيدك . انت متعرفش كل الحواري اللي حوالينا بتتكلم عن خير حضرتك ازاي
فيستمع لثرثرة هذه المرأه بأعين شاردة في تلك الفتاه ، حتي عادت السيده لثرثرتها : ديه بنتي أميمه يابيه واحنا لينا عندك طلب
لتلمع عين حاتم وهو يُركز في ملامح تلك الصغيره التي لم تتجاوز العشرون عاماً : انتي تؤمري
فتزداد سعاده تلك المرأه وهي تتأمل ابنتها بعينيها : عايزاك تشوف ليها شغلانه يابيه في المصنع بتاع الملابس اللي هنا
مش هو تبعك برضوه يابيه
ليتطلع حاتم الي وجه تلك الفتاه ، ويبتسم بخبث : خليها تجيلي المصنع بكره .. واقترب بجسده نحوها وهو يهمس لها : اوعي تتأخري ياحلوه ، لاحسن انا يومين ومسافر
...................................................................
ظلت تخرج أصوات بكائها المكتوبه ، وهي تراه يخلع عن بنطاله حزامه الجلدي .. لتنطق بصعوبه : حرام عليك يامحمود ، جسمي مبقاش فيه مكان لضربك .. والله العظيم مظلومه
ياسين بيه ديما بيساعدني وبصعب عليه
ليقترب منها محمود وعلامات الشر تظهر من عينيه ورفع بحزامه عاليا ليسقطه علي جسدها : انا أختي علي اخر الزمن تستغفلني
وظل يُكيل لها الضربات .. فأنحنت برأسها علي أرضيه تلك الحجره التي كانت تجمعها بوالدتها : والله مظلومه يامحمود ، والله مظلومه .. لو كنت عايزه اعمل حاجه حرام كنت عملتها من زمان بدل الذل اللي أنا فيه
ونطقت بكلماتها الاخيره حتي وجدته يسحب ذراعيها : يلا أطلعي روحي للست زينب بوسي رجليها وتأسفيلها ... يمكن ترضي عنك وترضي ترجعك الشغل
فنظرت اليه بصدمه وهي تُطالعه غير مُصدقه بأن أخيها سيجعلها تعود الي ذلك البيت الذي طُردت منه واتهمها أصحابه بقلة أصلها .. ظنين فيها بأنها ترمي شباكها علي أبنهم .. فحتي الحج ناجي الذي كان يقف دوما معها ويُساعدها قد صدق ابنة أخيه وأفترائها عليها .. وحتي ياسين الذي كانت تعتبره رجلا خلوقاً وقف يُتابع كل شئ بصمت دون أن يُدافع عنها ويخبرهم بأن لا شئ بينهم .. فكيف يكون بينهم شئ وهي لا ترفع وجهها بأعين اي رجلا ..
ليُلقيها محمود خارج باب بيتهم صائحاً : يلا روحي بيت الحج ناجي أستسمحيهم ، ان شالله يشغلوكي في المزرعه
وصفع الباب خلفها ، لتنظر حولها وهي حامدة الله بأن بيتهم يقع علي أطراف القريه ولا يسكن فيها الا اربعة بيوتا علي أبعاد مُتفرقه
ونهضت وهي تشعر بالوجع في كل انحاء جسدها ، وأحكمت من لف حجابها وهي تهمس داخلها : هتعملي ايه ياليلي
..................................................................
كانت أصوات ضحكاتهم تعلو ، بعدما أنتهي ذلك العشاء
الي ان اصطحبهم الحاج ناجي لحجرة كبار الضيوف .. ليأمر أبنه بجلب القهوه : القهوه ياياسن يابني
فيُغادر ياسين المكان وهو يُفكر في ذلك الأمر الذي سيخبر به والده .. فهو لن يستطيع أن يترك ليلي فهو حقا أحبها وليست نزوه بحياته .. فلو كان من قبل يظن أنها مُجرد رغبه ، ولكن بعدما أبتعدت عنه هذه الايام أدرك بأنه ليس الا حباً خفياً قد أظهره قلبه حينما أدرك الضياع
ليعلو صوت الحج ناجي : سمعت أنك جيت المزرعه وقاعد فيها الايام ديه ياأياد ياابني
ليبتسم أياد لعدم وجود شيئاً يُخفي في تلك القريه التي تعد موطن جدوده : قولت أجي أرتاح من الشغل شويه
وطالع زين الذي ينفث دخان سيجارته بجمود : بس انت ايه رأيك في المشروع اللي بيتكلم عنه الحج ناجي يازين
لينتبه زين لحديثم قائلا بأرهاق : شايف انه مشروع كويس ، بس برضوه لازم ندرسه كويس .. هخلي المُحامي بتاعي يتابع معاكم
ونهض من مقعده قائلا بأعتذار : شكراً لأستضافتك ياحاج ناجي
ليقف ناجي سريعاً : انت لحقت يازين ياأبني
فيبتسم زين بود : المرات جيه كتير ياحج
ويضع ياسين القهوه وهو لا يفهم شئ ،ووجد زين يُغادر المكان بوقاره المُعتاد .. فتسأل : هو زين بيه راح فين
فطالعه والده بتنهد : وراه شغل يابني ، ربنا يعينه
وكاد ان يُتابع حديثه فوجد أياد يضع بفنجان قهوته التي أرتشف منها القليل قائلا بأعتذار هو الأخر : وانا أستأذن كمان ياحج ، واكيد مستني زيارتك ليا انت وياسين في المزرعه !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close