اخر الروايات

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق

رواية وسقطت الاقنعة الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق 

الــفــصــل الثـامن
**********

أخذ يتسأل سائقه بأحترام : هي عزومه الحج ناجي معجبتش حضرتك يازين بيه
ليفيق من شروده : انت بتقول حاجه ياسيد
فيبتسم سيد من خلف المرآه لسيده : بسأل حضرتك العزومه معجبتكش
ليتنهد زين بشرود : سوق ياسيد وانت ساكت ،خلينا نلحق نوصل القاهره !
............................................................
ظلت واقفه لقرابة ساعه تتأمل عتاقة ذلك البيت الذي طُردت منه بسبب ظُلم أصحابه ..وألتفت بجسدها وهي عازمه علي الا تستسمح احداً ثانية وتُهان .. وتحركت بقدميها نحو الطريق الاخر الذي يؤدي لمنزلها .. وظلت تتطلع لسود الليل بشرود الي ان وقفت بقدميها نحو احد الاشجار التي دوما ماكانت تلعب تحتها لتتذكر طفولتها ببتسامه صادقه وهي تشرد في بساطة حياتها عندما كانت طفله صغيره لتُحادث نفسها : كفايه ضعف بقي ياليلي ، اهربي من هنا خالص .. . اهربي من ضرب محمود وظلم زينب وسخرية منه منك
اهربي من الناس اللي وجعوكي من غير رحمه
..............................................................
وقف ناجي بصدمه وهو يستمع الي حديث أبنه
فأخيراً قد صدق صحة ماأخبرته به أبنة اخيه .. فحتي اليوم كان يظن بأنها غيرة نساء وكي يُريح أبنه اخيه .. فكان لا بأس لديه بأن يطرد تلك الفتاه حتي لو كان يشفق عليها
ليعتدل في وقفته بثبات قائلا بتحذير: الكلام اللي سمعته منك دلوقتي يا ياسين مش عايز اسمعه تاني .. ابني انا يفكر يتجوز علي بنت عمه وكمان من خدامه
وأتكأ علي عصائته الخشبيه واخذ يُدبدب بها قائلا بحزم : عندها حق زينب تُطردها وانا اللي كانت صعبانه عليا
لينظر ياسين اليه برجاء : لاء يابابا انت ظالم ليلي ، ليلي متعرفش بمشاعري ناحيتها
واقترب منه قائلا : انا بحبها وعايزها
ليضحك ناجي بضحكه قد جعلته يُدرك بأن هدوء والده قد أنتهي .. وصمت قليلا ثم عاد لحديثه ثانية : عايزها يبقي بعيد عن بيتي ، وتنسي ان ليك اهل
والبت ديه لو منستهاش هطردها هي واخوها من القريه كلها
وانت عارفني يا ياسين ..
تصبح علي خير يابني ، وروح شوف مراتك !
.................................................................
اخذ يتجول في القريه بشرود وهو لا يري أمامه غير الظلام .. ووقف مصدوما وهو يُتابع تلك الواقفه بخوف من ذلك الكلب الذي يُطالعها هو ايضا بنفس الخوف
ليبتسم أياد تلقائيا ، وهو يقترب منها حتي وجدها تسقط أرضاً
فينصدم مما حدث ، وركض نحوها سريعا .. بعدما ابتعد الكلب هارباً عند رؤيته له
وانحني بجسده نحوها ليتأمل شحوب وجهها بقلق .. والكدمات التي تظهر عليه .. فحملها بخوف وهو يتأمل المكان المقطوع حوله ..فقرر اخيراً ان يأخذها الي مزرعته ...................................................................
وقفت تُطالعها صديقتها بقلق... حتي نطقت هي اخيرا : ديه سكرتيرة زين بيه بتبلغني اكون في الشركه بعد ساعه
لتترك خديجه الأوراق التي بين أيديها : طب كويس ، خدي اذن من أستاذ احسان وروحي
لتتأملها حنين بخيبه : ماانتي عارفه ياخديجه ده بيتلكك ليا
فنظرت صديقتها حولها وهمست في أذنيها : انا سمعت ان النهارده في اجتماع طارئ خاص ب الشركه .. وانتي عارفه طبعا الاجتماعات ديه بتكون فين وازاي
لتبتسم حنين لحديث صديقتها قائله بتهكم: اكيد في يخت السيد أحسان ..
لتُطالعها خديجه بهمس : احنا دلوقتي نروح نستأذنلك من مدام عبير
ثم أمسكت بيدها : قومي يلا ، وانا هبقي اخلص الشغل اللي فاضل بدالك
..................................................................
ظلت نظراتهم تُراقبها ، حتي استيقظت أخيراً من غفلة أمس
لتقترب منها حسنيه قائله بحنان : انتي كويسه يابنتي
لتتأملهم ليلي بخوف ، ووجدت اعينها تُتابع تلك الحجره الواسعه : انتوا مين وانا فين .. وايه اللي حصلي
لتربت حسنيه علي يديها وهي تتأمل نظرات سليم : ارتاحي يابنتي ، انتي شكلك لسا تعبانه .. ومتخافيش انتي في أمان
وتأملت يد ليلي المليئه بالجروح قائله بأشفاق : منه لله اللي عمل فيكي كده يابنتي
لتتأمل ليلي نظرات تلك السيده وهي تبتسم بوجع .. فماذا ستقول اذا رأت ظهرها وأرجلها
ليقترب سليم منها مُتسائلا : انتي اسمك ايه
ليلي !
فتلمع عين سليم .. قائلا بطفوله : بابا لقاكي واقعه علي الطريق امبارح بليل وجبنالك الدكتور .. هما فين اهلك
ليسمعوا صوت أياد الجامد وهو يأمر سليم بالصمت : سليم !
...............................................................
وقفت حنين بخوف وهي تُطالع مكتبه الفخم
حتي سمعت صوته الجامد خلفها : مواعيدك مظبوطه
لتلتف اليه حنين بقلق : هو استاذ هاشم ..
وكادت انا تُكمل جملتها الي انه قطعها قائلا بصرامه : محدش يقدر يرفض ليا كلمه .. واقترب من مكتبه ليجلس عليه بأرتياح
وهو يُتابع حديثه بعدما اخرج الشيك من احد ادراج مكتبه : مكنتش فاكر ان في لسا ناس ساذجه كده ، وبتمضي علي اي حاجه من غير ما تفكر .. علي العموم الشيك اه
لتُقابل نظرات اعينها المُتلهفه .. نظرات أعينه الغاضبه
وظل الصمت بينهم للحظات ونطقت اخيراً : انا مقدرش ادفع المبلغ حاليا ، ولا حتي بعد سنه
هو لو أمكن تقسطهم ليا
ليُتأملها زين بنظرات غامضة وتعالت أصوات ضحكاته المُستفزه : وهتقسطي 200 الف جنيه كام سنه علي كده
وبدء يسخر منها : وهتدفعي مصاريف اقامتك مع اصحابك المُغترين ازاي .. طب ووالدتك اللي حاليا قاعده في بيت خالك هتبعتي ليها المصاريف ازاي
اظن مهما كان المُرتب اللي بتاخديه من شركتي كموظفه مش هيخليكي تدفعي تمن الشيك غير بعد خمس سنين
لتُطالعه هي بصدمه من كم هذه المعلومات التي يعرفها عنها ، وكأنها تقف امام رجل مباحث
ووقف ليقترب منها : وطبعا انا مش فاضي استني فلوسي اللي دفعتها لهاشم لخمس سنين
ووضع بيديه في جيب بنطاله الكحلي قائلا بجمود : بس في حل يا أنسه حنين ..واظن انه هيرحمك من حاجات كتير في حياتك
لتقف حنين غير مستوعبه .. مما يحدث لها حتي ألجمها ما نطق به وهو يُخبرها بقسوه : انك تكوني مراتي !
كانت الكلمه بالنسبه لها كصاعقه ، فهاهو الشريط يتكرر مرتين.. يطلب الاول منها الزواج مُستغلاً سذاجتها بالحياه والبشر .. لتذهب لأخر كطوق نجاة لها ليكون ليس الا غرقاً
وأخذت تُحرك عينيها بذهول : تتجوزني أنا !
ثم بدأت تضحك بهستريه وهي لاتُصدق بما سمعته للتو .. فالأن كل شئ أصبح في مُقدمه الهلاك فحتي وظيفتها ستخسرها فهي تقف أمام صاحب الشركه التي تعمل بها
ليقترب منها زين قائلا ببرود وجفاء : أظن أن ده عرض أي ست ممكن تحلم بيه وبالذات لو كانت في ظروفك
وعاد ليجلس علي احد المقاعد ليُطالعها وهو يبتسم : لاء وكمان لو حد عرف أنك بنت راجل كان المفروض يكون في السجن دلوقتي .. لولا رحمة الموت
لتُلجمها وقاحته وصرخت به عاليا : انت أتجننت ، انتوا تطبخوها سوي ونشيل أحنا الليله.. بابا معملش حاجه
بابا مات قبل مايوقع علي ورق البضاعه وكان ندمان أنه عمل كده .. ولولا الحاجه للفلوس عشان عملية أخويا الله يرحمه مكنش باع ضميره .. ربنا ينتقم منكم
ليهب زين من مقعده قائلا بوحشيه : بلاش تمثيل الضمير اللي أنتي عايشه فيه .. والدك شخص مُرتشي وديه الحقيقه
فأخفضت برأسها أرضاً وهي تُريد أن تصرخ به ثانية من قهرها .. فنعم والدها أخذ الاموال التي وصاها بأن تدفعها لهاشم كي تُخلصه من ذلك الذنب الذي فعله مُضطراً
فكيف كان لموظف بسيط مثله أن يدفع ثمن عمليه تُكلف مثل هذا المبلغ
ليقترب منها زين وهو لا يشعر بالشفقه .. فكما قال له هاشم في أخر حديثهما انه لولا شعوره بأنها فتاة لعوب ماكان فعل ذلك معها ...ف الخدع لا تحدُث الا عندما نشعر بأن أصحابها يستحقون ذلك
وأخذ يُطالعها وحديث هاشم في أذنيه .. وقد نسيا تماماً بأن من يملكون قلوب لا تعرف الخبث يقعون أحيانا تحت ايد الافاعي .. وهاشم كان أكبر أفعه وهو أكبر جلادً
ليفيق علي همسات صوتها الضعيف : انا مش موافقه !
فينصدم زين من قرارها هذا، وأخذ يقذفها بنظراته البارده : ابقي قولي الكلام ده لخالك ووالدتك .. واظن ليهم جزء من القرار
لتلجمها صدمه ثالثه وهي لا تُصدق .. ما تفوه به فالأمر تعلمه والدتها .. ليأتي بعقلها مُهاتفة والدتها صباحاً وقد كانت سعيدة للغايه وتدعو لها
فيقطع شرودها صوته الجامد وهو يُخبرها حقيقة زواجه منها :
بصي ياحنين أنا مش بحب اللف والدوران
ورجع للخلف قليلا ليجلس علي تلك الأريكه الجلديه وهو يُتابع حديثه : انتي هتكوني زوجه تانيه ليا
ومن كثرة صدمات هذا اليوم وجدت نفسها تبتسم كالبلهاء قائله : يعني مجرد نزوه في حياتك لما تزهق منها ترميها مش كده!
فتنهد زين بعمق وهو يعود لحديثه : انتي اللي شايفه الامور بطريقه سطحيه .. أظن مش حرام ولا عيب اني أتجوز تاني مهما كان السبب .. واظن انك لما تبقي مرات "زين نصار" ده حظ من حظوظ الدنيا فكري كويس وأبقي بلغيني ردك
وأخذ يُطالع ساعة يده ببرود وهو يخبرها : المُقابله أنتهت ياأنسه حنين ، وردك أكيد هيبلغني بيه خالك
لتقف تحدق به قليلا وهي لا تُصدق بأن في الحياه أشخاص يحملون قلب مُتحجر مثله ،فغادرت المكان سريعا وهي تُردد بغضب : ربنا يخدك ياشيخ !
...................................................................
ظل يسير بخطي هادئه وهو يستمع الي همساتها الخجله وهي تخبره عن كل شئ يُخصها ولكن شيئا واحداً لم تستطع ان تُفصح به ، ليتنهد أياد قائلا بهدوء : طب وايه اللي معور ايديكي كده ، ديه كانت بتنزف أمبارح .. واخذ ينظر الي كدمات وجهها
فأخفضت ليلي رأسها أرضا : اخويا للاسف صدق كلامهم
ليتفهم أياد الامر : من غير ما يسمعك ولا يفهم منك حاجه
فأخذت تُطالعه بأبتسامه شاحبه ، فكيف لأخ يضرب أخته كل يوم ويجعلها تعمل في البيوت كي تُعيله .. وتذكرت جملته الاخيره لها وهو يُخبرها
" يلا روحي بيت الحاج ناجي أستسمحيهم ، ان شالله يشغلوكي في الأرض "
ورفعت بوجهها قليلا وهي تحمي أخيها من ذلات لسانها ، ففي النهايه هو أخيها وصورته من صورتها لتهمس قائله بدفاع يربطه الدماء : غصب عنه اي حد مكانه كان ممكن يعمل كده
لينظر اليها أياد وهو لا يُصدق دفاعها عنه .. وحاولت النهوض من فوق الفراش : أنا لازم امشي زمانه بيدورعليا وقلقان
فتأملها أياد طويلا قائلا بجمود : علي فكره ياليلي أخوكي اللي بتدافعي عنه ...عارف انك هنا
لتُلجمها الصدمه عن الحركه وظهر الشحوب علي وجهها وهي لا تُصدق بأن أخيها يعلم بوجودها هنا ولم يأتي لأخذها
لينظر اليها أياد بأسف : واترجاني أشغلك عندي في المزرعه
فهوت بجسدها علي طرف الفراش الذي كانت للتو جالسة عليه .. وأخذت تُتمتم بخفوت : هو عارف اني هنا ، طب ليه مجاش أخدني
وتأملت نظرات أعينه الأسفه وهو يخبرها : اخوكي عارف بوجودك من بليل .. تقريبا حد من معارفه شافني وانا شايلك وانتي مُغمي عليكي .. وطبعا جالي
فالأول أفتكرت انه جاي يخدك وقلقان عليكي .. وصمت قليلا ليُتابع حديثه : ليه كنتي بتكذبي عليا وانتي بتحكيلي عنه
فنصدمت هي من معرفته بأخفائها حقيقة أخيها : انا مكدبتش عليك في حاجه
ليتأملها للحظات وهو يُتمتم بخفوت لم تسمعه
فيسمع صوت أنينها الخافت وهي تترجاه : ارجوك وافق اني أشتغل عندك في المزرعه ..
ليُطالعها أياد للحظات قبل ان يعود لحديثه : انا موافق ياليلي ، بس هتشتغلي عندي في مصر مش هنا
لتهتف قائله : بس محمود اخويا مش هيوافق اني اسيب البلد
ليُطالعها هو بأشفاق ...فهي تثق في اخيها الذي تركها
أياد : محمود اخوكي وافق ياليلي ، واقبض مُرتبك كمان
علي العموم اعتبري انك الايام ديه في اجازه من الشغل .. لحد اما نرجع القاهره وداده حُسنيه هتفهمك شغلك هيكون هناك ازاي
..............................................................
أخذت تُفكر هبه في حديث والدتها في أمر الانجاب ثانية بعد ان رزقها الله بأبنتيها في حملها الاول .. لتشرد في ذكريات بداية زواجها وهي تبتسم علي كل ذكري قد سلب بها عقلها وقلبها لتفيق من شرودها علي حاضر اصبحت تعيش به كل يوم وهو خياناته التي قد تعدت مرحله السر واصبح يُعلنها في وجهها كل يوم وهو يخبرها بجمله يتفنن جميع الازواج في ألقائها " انتي مبقتيش بتهتمي بنفسك ، ده جسم ده بقيتي شبه الفيل "
لتفر دمعه عجز منها وهي لا تُصدق بأن هذا هو هاشم الذي قد أحبته من أول لقاء كان بينهم
.................................................................
أعتلت السعاده علي وجه وهو يسمع من ساعده الأيمن مُسعد يخبره بأن الفتاه لم تكن بالصعوبه التي كان يُظنها فحين عرض عليها المال للزواج قد وافقت وهي لا تُصدق بأنها ستصبح زوجة "حاتم الريان"
لتلمع الرغبه في عين حاتم : وهي عارفه ان الجواز هيكون عرفي
فأبتسم مُسعد : لاء ياباشا طبعا .. هي فاهمه انه جواز في السر بس علي سنة الله ورسوله لسا متعرفش انه جواز عرفي .. تقع بس في المصيده وكله بمزاجها هيتم ومن غير أعتراض
ليضحك حاتم بخبث : لاء الصيده المرادي شكلها جعانه ومش بيهمها شرف
فحمل مُسعد فنجان قهوته ليرتشف منه القليل قائلا بمكر : ما انت دماغك دماغ ياباشا .. بتختار القري الفقيره اللي الناس محتاجه فيها معونه لتجهيز البنات اللي علي وش جواز.. وتابع حديثه :وكله بيجي تحت رجلك ياباشا
فتلمع عين حاتم وهو يضحك بأستمتاع : تجيب البنت بكره العصر ومعاك ورقة الجواز العرفي
...................................................................
لم تتصور في يوم أنها ستكون عاجزه أمام جبروت من ظنت به خيراً ، لتصرخ بقهر وهي تمسح دموعها قائله بعجز : معرفتش أرد عليه ياخديجه ، اول مره أحس ان لساني عاجز انه يرد .. وجلست علي فراشها في الحجره التي تضمها هي وصديقتها خديجه في ذلك البيت المستأجر مع بعض الفتيات المغتربات بعد ان تركت شقتهم لصاحب البيت كي يزوج ابنه
قائله بألم : هاشم وزين وجهين لعمله واحده ياخديجه .. دول شياطين
لتقترب منها خديجه بأشفاق وهي تربت علي أحد أيديها : متلوميش نفسك علي ضعفك قدامه ياحنين ، ده مش ضعف ده خوف انتي ناسيه مين زين نصار
فنهضت هي كالملسوعه من فوق الفراش : تغور الوظيفه ، تغور كل حاجه .. هدور علي شغل تاني في أي مكان
وأخذ الصمت يحل بينهم للحظات حتي هتفت خديجه : وتفتكري هتلاقي شغل في البلد ديه ، ماانتي عارفه الحال اللي بقينا فيه ..
لتُطالعها تلك الواقفه بيأس : هنموت ونعيش عاجزين وسطهم ..
فيقطع حديثهم رنين الهاتف .. وحال الصمت لثواني بينهم
لتهتف خديجه : ماتردي مالك ساكته كده ليه
فتأملت أسم والدتها علي هاتفها... وعندما ضغطت علي زر الأجابه
سمعت صوت خالها وهو يُحادثها بحديث سريع قد طالت مُدته لدقيقتان .. لتهوي بجسدها علي الفراش ثانية بضعف : لأتجوز زين ، لسافر أعيش في الصعيد عند خالي واتجوز أبنه
...................................................................
أقتربت منها حسنيه بأشفاق وهي تُفكر كيف لأخ أن يترك أخته تعمل بخدمة البيوت كي تعوله من بطالته .. وتذكرت حديثها مع أياد وهو يخبرها بالحقيقه التي عرفها عنها من الحج ناجي .. لتزداد شفقه حسنيه عليها وعقلها يدور في نقطه واحده وهي تتسأل
البنت ديه تلف علي ياسين ابن الحج ناجي أكيد الحكايه فيها حاجه غلط ..ديه شكلها ياحبة عيني غلبانه اوي ومتعرفش حاجه في الدنيا
وأخذت تتأملها حسنيه قليلا وهي تغسل الاطباق
فشعرت ليلي بتلك الاعين التي تُراقبها مُلتفه حولها .. لتري نظرات كانت تعرفها جيداً
فأبتسمت حسنيه بطيبه : مالك خوفتي كده ليه ياليلي ، وكمان ايه اللي بتعمليه ده .. مش قولنا شغلك هيبتدي هناك في القاهره
فهمست بخجل : أنا مش تعبانه والله ياداده ..غير أن شغلي المفروض كان يبدأ من أمبارح من ساعة ماأياد بيه أدي محمود مُرتبي
لتلمع عين حسنيه وهي تري عزة نفس تلك الفتاه الهشه .. وتذكرت رأي أياد بأن تجعلها دوما تحت أعينها
لتجلس حسنيه علي أحد المقاعد التي تلتف حول طاولة طعام متوسطه : تعالي ياليلي .. اقعدي معايا ندردش سوا ، من ساعة ماجيتي ليلتها وانا معرفتش أدردش معاكي
وتابعت حديثها بمزحه لطيفه : ولا قاعدتك مع ست عجوزه مش هتعجبك
لتمسح ليلي يديها سريعا بأحد الفوط قائله بحب : بالعكس ياداده ، ده حتي انتي حنينه وشبه ماما الله يرحمها
فطالعتها حسنيه بحنان ناطقه بأسف : ربنا يرحمها ياحببتي ، تعالي ياليلي أحكيلي عنك شويه ..
لتجلس ليلي وتقص عليها حكايتها كما قصت عليه ..
لتنتهي الحكايه البائسه التي لمعت عين حسنيه فيها وهي تسمعها ..
فتأملتها حسنيه بعطف : يعني أشتغلتي في بيت الحاج ناجي بعد ماوالدتك تعبت ،خدمتي في البيوت لسنتين ياليلي
فأخذت هي تُحرك رأسها بالأيجاب
ثم بدأ سؤال يلح علي ذهن حسنيه وتابعت حديثها بأسف : قوليلي ياليلي .. أنتي فعلا كنتي بتلفي علي ياسين أبن الحج ناجي ولا مظلومه يابنتي زي ماقولتلنا
لتسقط دموعها وهي تري نظره الشك في أعين تلك السيده التي ظنتها عوض عن كل الناس .. فحتي أياد طالعها بتلك النظره فلمعت عيناها وقد ظهر الاحمرار علي جفونها قائله بألم :
هتصدقيني لو قولتلك لاء .. وتابعت حديثها
: انا معرفتش ان كان عينه مني غير لما ربطت الامور ببعضها وفهمت ليه ست زينب كانت بتكرهني .. بس والله ياداده انا مكنتش اعرف انه كان بيبصلي بصه مش تمام .. وفرت دمعة بائسه من عينيها وهي تهمس:
ومين هيبص لوحده فقيره زي وبتخدم في البيوت عشان تصرف علي أهلها
فطالعتها حسنيه بصدق ، وأبتسمت وهي تتأمل ملامحها البسيطه الهادئه : مصدقاكي يابنتي ،عارفه ليه .. لاني عشت نفس مأساتك
وكادت أن تسرد حُسنيه بقصتها عليها حتي وجدوا سليم يركض نحوهم قائلا بطفوله وهو مُمسك بلعبته الألكترونيه : اللعبه بتاعتي باظت
فمسحت ليلي دموعها سريعا وأتجهت نحوه وهي تتأمل ملامحه الطفوليه : أنا ممكن أساعدك ياسليم .. واصلحالك
فطالعها سليم بنظرات غاضبه .. ولكن سريعاً ماتلاشت عندما وجدها بالفعل أخذت اللعبه وبدأت تُصلحها له
ونطقت بسعاده ونظرات حسنيه تُتابعهم بأبتسامه حنونه : واللعبه أشتغلت اهي .. أيه رأيك طلعت شطوره صح
فأخذ يُطالعها الصغيره ببتسامه حتي أقترب منها قائلا بطفوله : شاطره ياليلي !
...............................................................
لمعت عيناه بخبث وهو ينظر الي فريسته الجديده ..وأبتسم بسعاده وأقترب منها وهو يتأمل تفاصيل جسدها بذلك القميص المكشوف .. ومدّ يده ليشعر بأرتجاف جسدها الذي قد شعر به بخبرته .. وأخذ يهمس بأذنها : قولتيلي اسمك ايه ؟
فنطقت الفتاه بخوف وهي تهمس : أميمه يابيه
وكادت أن تخفض رأسها أرضا .. فرفع أصبعه نحوها : لا مش عايز النهارده كثوف
فأخذت تُطالعه بترقب : هو الجواز العرفي ده حلال صح ياحاتم بيه !
فأطلق حاتم بضحكه عاليه علي سذاجة تلك الفتاه التي حياتها كانت عباره عن غرفه فوق السطوح مع والديها ولم تحصل سوي علي شهادتها الابتدائيه ..وأخذ يتأمل خجلات وجهها قائلا بخبث : حلال طبعا طبعا
وظهرت أبتسامه علي شفتيها وأخذت تُتمتم دون تصديق : يعني أنا هكون مراتك
ليعود لضحكاته الخبيثه وهو يُمسك بأحد أيديها نحو غرفة النوم .. وأبتسامته الواسعه تُزين شفتيه..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close