رواية فارس بلا مأوي الفصل السابع 7 بقلم ولاء رفعت
_ أثني أكرم ساعده لتضع زوجته يدها ويده الأخري يمسك صغيرته، ولجوا إلي الداخل ليجدوا الرجل ينتظرهم، كانت ندا تتأمل ديكور المطعم ذو الطراز اليوناني الأنيق، فأنتشلها أكرم من سعادتها وهو يقدمه إليها:
_ أقدملك ياستي البيزنس مان علي الحسيني.
+
وهنا كانت صدمتها غير المتوقعة، ماذا يحدث علي وأكرم!، يبدو إنه لم يمزح عندما كان يلقي بتهديداته، فها هو الآن يقف أمامها وإبتسامة عريضة تصل لأذنيه ونظرة لذة وإنتصار، يختلجها الآن برودة تملكت من أطرافها يصاحبها شعور بالظمأ الشديد، وقشعريرة جعلتها تنتفض حينما تفوه قائلاً :
_ أهلاً وسهلاً.
+
ومد يده للمصافحة، أرتسمت إبتسامة مصتنعة بدون أن تمد يدها :
_ أهلاً بحضرتك.
+
حدق في صغيرتهما فوجدها تحمل من ملامح والديها الكثير خاصة والدتها أنحني نحوها:
_ مش هتسلمي عليا يا لارا؟.
+
نظر أكرم إلي ندا بتعجب كيف له يعلم بإسمها، لاحظ علي هذا فقال:
_ طارق كان بيحكيلي عنها وعن شقاوتها.
+
ضحك أكرم وقال:
_ دي بتعمل فيه عمايل لما بتشوفه.
+
أقتربت الصغيرة وقبل أن تمد يدها قالت:
_ وطي شويه أنت طويل أوي.
+
ضحك علي وأكرم الذي داعب خصلاتها الحريرية:
_ شوفت أي أبتدتها معاك.
+
دنا منها علي وقام بتقبيل رأسها:
_ ربنا يخليهالك.
+
أشار لهم نحو مقاعد الطاولة:
_ واقفين ليه أتفضلو.
+
كاد يلتف علي ليجذب كرسي لندا لكن سبقه أكرم وقام بجذبه لها، فجلست وهي تتحاشي النظر إلي علي الذي جلس بالتزامن مع الآخر ويحاول إخفاء ما يشعر به من غيرة قاتله، أشار إلي النادل فأتي إليهم فقال علي:
_ ها تحبو تاكلو أي؟.
+
قالت الصغيرة:
_ أنا عايزة تشوكيلت.
+
رد علي ويربت علي رأسها:
_ دي بعد ما هناكل.
+
فقال أكرم لصغيرته:
_ مش لسه جايبلك قبل ما نيجي.
+
ضحكت بمكر وقالت:
_ ما أنا خلصتها.
+
تدخل علي وبطرف عينيه مراقباً لندي التي تلتزم الصمت:
_ أنا هخلي الويتر يجبلك تشوكيلت كتير.
+
هللت بفرحه:
_ هياي، ميرسي يا أونكل.
+
فقال أكرم:
_ أنت جيت لنقطة ضعفها.
+
أبتسم وقال بمغذي مختطفاً بعض النظرات نحو ندي:
_ ومين فينا مبيحبش الشيكولاتة.
+
أمسك أكرم بيد ندا من أسفل الطاولة وقال:
_ أنت بتقول فيها، عندي بجيب للمدام قبل ما أجيب للارا.
+
قال علي:
_ أنا موصي علي شيكولاتة سويسري هتعجبكم أوي، ونرجع لموضوعنا تحبو تاكلو أي، أنا عن نفسي هطلب كوردن بلو وسيزر سلاد.
+
حدجه أكرم بإندهاش وقال:
_ غريبة، أنا كنت لسه هطلب نفس الطلب، شكل ذوقنا قريب من بعض.
أختطف نظرة للمرة المائه نحو ندي وعاد بالنظر إلي أكرم وقال:
_ دي وجبتي المفضلة وخاصة في العشا، بنزل أكلها في مطعم في المهندسين بيعمل كوردن بلو حكاية.
+
قال أكرم وهو ينظر نحو زوجته بفخر وحب:
_ لاء دي ندي بتعمله طعمه رهيب ولا أجدعها شيف يعملو زيها، إن شاء الله لما نرجع القاهرة تعمل حسابك تيجي عندنا وهنأكلك أكل هتحلف بيه طول عمرك.
+
أتسعت عينيها وتأففت بضجر من ما يتفوه به زوجها، كيف يدعوه إلي منزلهما، فأثار الآخر خوفها وتوترها أكثر:
_ طبعاً إن شاء هابقي أجي لكو.
+
قاطع النادل حديثهم:
_ خلاص كده يا فندم؟.
+
رد علي:
_ لسه المدام مقالتش ولا أقولك خلي الأوردرات كلها زي بعض.
+
قالت بإندفاع ورفض بأسلوب حاد:
_كولو أنتو، انا مش هاكل.
+
مال أكرم نحوها وقال بصوت منخفض:
_مالك في أي، من ساعة ما دخلنا وساكته ومش طايقه الراجل وعلي فكرة بدأ يلاحظ.
+
زفرت بتأفف وقالت:
_ ما أنت عارف مباخدش راحتي أدام حد غريب وبيختر لي علي مزاجه كمان.
+
_ وأنا بقولك عدي الليلة و حسني من أسلوبك، الراجل كتر خيره عازمنا علي العشا وقولتلك عامل معانا واجب فأقل حاجة نقدمهاله إننا نشكره ونرد له الواجب ولو بعزومة.
+
كادت تتحدث فقاطعتها صغيرتها:
_ مامي عايزة أروح التويليت.
+
نهضت وأمسكت بيدها:
_ تعالي يا حبيبتي، عن أذنكو.
+
رن هاتف أكرم فأخرجه من جيب سترته قائلاً:
_ الواحد شكله مش هيتهني علي الأجازة.
+
ضحك علي وقال:
_ الشغل طبعاً.
+
_ إحنا ورانا غيره، هابقي أرد بعدين.
وقام بالضغط علي عدم الرد، فقال علي:
_ رد براحتك عقبال ما الأكل يجي، أنا كمان من الصبح إتصالات من الشركة الي لسه ماسكها جديد.
+
_ آه لسه عارف من طارق ألف مبروك.
+
أجاب ليلقي آلاف علامات الإستفهام لدي الآخر:
_ ليه هي مدام حضرتك مقلتلكش إن مسكت إدارة الفرع الي بتشتغل فيه.
+
أجاب:
_ معقو.....
قاطعه رنين هاتفه مرة أخري، فقال:
_ معلش عن إذنك كده مضطر أرد، شكل فيه حاجة ضروري.
+
ونهض مبتعداً، أستغل علي إنشغال أكرم فنهض مسرعاً نحو المرحاض.
كانت ندا تقف أمام المرآه بعدما ألقت القليل من الماء علي وجهها لتهدأ من روعها، وتنتظر صغيرتها:
_ خلصتي يا لارا؟.
+
أجابت لارا من الداخل:
_ لسه، بطني وجعاني أوي.
+
زفرت بضيق فهذا ماينقصها فقالت بغضب:
_ ده من كتر أكل الشوكيلت وفي الآخر بطنك توجعك ومبتحرميش.
+