رواية كوخ باخر المدينة الفصل السابع 7 بقلم سارة سيف
ساد الجفاء بين إيلين وآسر كلا منهما يملأ الشك قلبه ولم يتنازل أحد منهما أن يبادر بالحديث ويصارح الآخر بشكوكه والظنون التي تنهش به.
انشغلت إيلين مع شروق في التجهيز للفرح وقد استقر الامر على أن يقام الحفل في الفيلا ، بيوم العرس قدمت الكوافيرة المتخصصه مع طاقم المساعدين الخاصين بها إلى الفيلا وبدأوا الاهتمام بالعروس التي أصبحت شديدة الجمال وقد أشرق وجهها بعد عمل العديد من الماسكات و وضع مكياج خفيف يظهر هدوء ملامحها وارتدت ثوب زفاف بأكمام ورفضت محاولات الكوافيرة من جعلها تنزع الحجاب في تلك الليلة فهي تريد أن تبدأ حياتها معه في طاعة الله وليس بمعصية كتلك ، وارتدت نادين ثوب روز هادئ بعد الركبة بقليل وتلتف ياقته حول عنقها ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان ، انتظرت كوثر رؤية إيلين فهي متأكده من ذوقها الردئ بالرغم من رؤيتها لإيلين وهي مرتدية ملابس شديدة الجمال والأناقة منذ خروجها بصحبة نادين وشروق ولكن تفكيرها تجاهها لن يتغير فهي مهما ارتقت ستبقى فلاحة بالنهاية في نظرها لكنها تفاجأت من شدة جمالها لقد ارتدت إيلين فستان كب من الستان الاسود الذي ينزل على اتساع في منتصف الصدر يوجد بعد الاشغال اليدية والخرز الفضي وشبكت به شال من نفس نوع قماش الفستان ومن الاسفل ارتدت بادي اسود وطرحه ملائمة ، شعرت كوثر بالغيظ لانها شعرت بلين آسر أمام جمالها الآخاذ بعد أن شعرت أنه بدأ يبتعد عنها.
بدأ كتب الكتاب وكان جاسر وكيل العروس وأستاذ فخري المحامي و آسر هما الشاهدين على عقد الزواج ، بعد إعلان إتمام العقد ارتفعت الموسيقى وتوجه كرم إلى زوجته ليرقصا معا رقصتهما الاولى.
همس كرم بأذنها: مبروك يا أحلى عروسة
شروق بخجل: الله يبارك فيك
كرم مهددا: وبعدين ؟؟؟ مش قولت مش بأحب اشوفك مكسوفه مني ولا نفسك في كلام زي قبل كدا ؟
شروق مسرعة: لا لا ابوس إيدك ما تنكدش عليا في أسعد يوم في حياتي
كرم بسعاده: يعني دا أسعد يوم في حياتك؟
شروق بثقة: طبعا ... مش خلاص بقيت مراتك
كرم مستغربا: انتي كان نفسك في دا من زمان ولا ايه؟
شروق متنحنحه: مش وقته الكلام دا
كرم مؤكدا: ماشي بس لما نبقى لوحدنا هتقوليلي كل حاجه
شروق مستسلمة: طيب
كانت إيلين تقف بمفردها مبتسمة لسعادة شروق فهي أحبتها فعلا كأخت لها ، اقترب آسر منها ووقف بجانبها قائلا بابتسامة آسره: بس إيه الحلاوة دي
ابتسمت إيلين بخجل وقد نسيت كل شكوكها: ميرسي
فجأة قال بغضب: ايه دا ؟
فزعت إيلين: فيه ايه؟
جز آسر على أسنانه قائلا: ايه اللي على شفايفك دا ؟
إيلين براحة: دا جليتار
آسر: ايوه يعني حطاه ليه؟
إيلين: عادي يا آسر ... دا شفاف يعني مش روج ولا ملون
ناولها المنديل الخاص به قائلا بحزم: اتفضلي امسحيه دلوقتي يا هانم
اطاعته إيلين وبعد أن انتهت سألته بتوجس: حلو كدا ؟
نظر آسر إلى شفتيها قائلا بندم: حلو ايه بس؟ يا ريتني ما كنت قولتلك تشيليه
لوت إيلين شفتيها بقلق قائلة: ليه بس؟
آسر مبتسما بحب: أصل شفايفك بقت أحلى ... وأنا مش عارف هاقدر أمسك نفسي قد ايه
أحمرت وجنتيها بشدة وظهرت ابتسامة على وجهها فقد اشتاقت لحديثه إليها كثيرا فقد ابتعد عنها أكثر في الآونة الاخيرة دون أن تدري ما السبب.
كان هناك زوجان من العيون تتابعهما لم يعجبها ما تراه فليس هذا ما كان في الحسبان ابدا .
مختار بحقد: هو انتي مش قولتيلي انهم بعدوا عن بعض؟
كوثر بغيظ: ما هما كانوا كدا لحد ما البيه شافها انهارده بالفستان .. رجاله عنيها فارغة !
مختار وهو ينظر إلى إيلين: بس بصراحه له حق البت حلوة اوي
نظرت له شذرا: نعم يا سي مختار انت كمان ؟
مختار محاولا إرضاءها: هو فيه زيك انت يا جميل بردوا .. انت اللي مالي العين والقلب يا سكر
كوثر بإسترخاء: ايوه كدا اتعدل
مختار: هو أنا اقدر ازعل القمر دا
انتهت الحفلة وانطلق العروسان إلى إيطاليا بلد العشاق لقضاء شهر العسل ، وفي الطائرة....
كرم محاولا إخفاء ضحكاته: انتي بتخافي من الطيارة ولا ايه؟ ... أومال إيه رايحه أمريكا وجايه من أمريكا وانتي طلعتي فسفس اهو
شروق بحنق: ما تتلم بقى يا كرم ايه دا !
كرم بجدية: بجد فيه سبب للخوف دا ولا مولودة بيه؟
شروق بحزن: ماما وبابا ماتوا لما الطيارة اللي كانوا مسافرين بيها وقعت وأنا من ساعتها بأخاف من الطيارات كلها ومن ركوبها
أمسك كرم بيدها وقبلها قائلا: أسف يا حبيبتي بس ما كنتش اعرف ...تخيلي كل السنين دي أعرفك وأعرف آسر وجاسر وماكنتش أعرف سبب وفاة أهلك
شروق: ماحدش مننا بيحب يتكلم عنها لانها كانت أيام صعبة اووي علينا كلنا
غمزها كرم قائلا: المهم ان انتي قمر انهارده
أتت المضيفة قائلة بابتسامة مغرية ونظرها منصب على كرم:تحبوا تشربوا حاجه؟
التفت كرم إليها ليرى ماذا تريد ولاحظ نظرات الغيرةفأخفى ابتسامته قائلا: تحبي تشربي ايه؟
شروق بقوة: مش عايزة
استدار كرم إلى المضيفة قائلا بابتسامة: طب ممكن تجيبيلي عصير لمون ؟
المضيفة باغراء: طبعا يافندم ... جنابك تأمر بس
ذهبت المضيفة ثم عادت حاملة كوب من عصير الليمون وقدمته إليه قائلة: اتفضل يا رب يعجبك ... أنا لسه عاملاه لحضرتك بايدي حالا
كرم مبتسما: تسلم إيدك
المضيفة: لو احتجت أي حاجة تانيه ناديني بس أنا اسمي نانسي
كرم: ماشي يا نانسي
قالت شروق بعد رحيل المضيفة بغيرة: ما تقومني وتقعدها مكاني بالمرة
أجابها ببراءة وقد رفع حاجبيه: وانتي تقعدي فين؟
ردت بغيظ: يعني انت كل اللي همك هاقعد فين؟
وافقها قائلا: طبعا ياحبيبتي ، اومال هاسيبك تقفي ؟ الطريق لسه طويل حرام
شعرت شروق بحنق شديد فقالت من بين اسنانها: حرمت عليك عيشتك يا شيخ ! دا احنا لسه مكتوب كتابنا وبتبص لغيري ...ايه ؟ مافيش دم ؟
ادعى التفيكر قبل أن يجيبها: اه عندي دم ... اول امبارح عورت ايدي بالسكينة ونزلت دم يبقى اكيد عندي دم
كادت تنفجر غضبا ولكنها كظمت غيظها والتفتت إلى النافذة بينما ظهرت الابتسامة على وجهه فكم يعشق أن يغيظها ويشعر بحنقها ، بعد فترة قلقت في جلستها لتجد نفسها قد استغرقت في النوم دون اتشعر ، نظرت بجوارها ولم تجد كرم بمكانه ..اعتدلت في جلستها متسائلة عن مكان وجود كرم ، كان متجها إليها والمضيفة تلحق به وهي تضحك وبعد أن جلس بجوارها نظرت لها المضيفة باستهتار وعادت إلى مكانها.
كرم مبتسما: صحيتي اخيرا
شروق بغضب مكبوت: كنت فين؟
أجابها مستغربا: كنت في الحمام
نظرت له بشك قائلة: وهي الهانم كانت معاك في الحمام بردوا ؟
زادت دهشته: مين دي ؟
شروق بغضب: الهانم المضيفة المحترمة اللي كانت ماشيه وراك وبتضحك لك
امسك يدها قائلا بتودد: وانا اعمل بحتة مضيفه إيه وانا معايا شركة الطيران كلها
ثم قبل يدها واكمل: والله ما فيه حاجه من اللي في دماغك انا دخلت الحمام ولما خرجت قالتلي دي المدام نايمه قولتلها اه اصل بقالها فترة مضغوطة في ترتيبات الفرح وكدا فضحكت وقالتلي ياريت ربنا يرزقني بزوج متفهم زيك قولتلها ربنا يكرمك وجيتلك على طول
بصوت منخفض سألته: يعني مش عجباك ؟
غمزها كرم قائلا: يعني اسيب القمر وابص للنجوم بردوا يا قمر
ضحكت شروق بدلال فتابع مركزا نظره عليها: دا ايه الرحله المنيلة بستين نيله دي ومش عايزه توصل! ... مش كنا روحنا جمصا أقرب يا ناااااس.
------------------------
اقترب ليضمها من الخلف ويهمس في أذنها قائلا: اخيرا بقينا لوحدنا ! أنا كنت فاكر اني مش هاعرف اتلم عليكي انهارده
ضحكت إيلين وهي تستدير إليه قائلة بدلال عابثة بربطة عنقه: وعايز تنفرد بيا ليه بقى ؟
آسر بمكر: اصل فيه اجتماع عاجل جدا وهيناقش قضية في غاية السرية
ضحكت وسألته: ما كنت ناقشته قدام مامتك ونادين فيها ايه؟
آسر باستهجان: ماما ونادين ايه بس؟ باقولك في غاية السرية تقوليلي ماما ونادين يا مفترية
لوت شفتيها مفكره : اممممم طب وهيستمر قد ايه الاجتماع المهم دا ؟
آسر مفكرا: والله دي تساهيل ربنا ... حسب ما نستقر على نتيجه
إيلين: طيب .. وهيتعقد فين سي الاجتماع دا ؟
آسر بكل جدية: في السرير طبعا
إيلين ضاحكه: يا سلام ؟... اول مرة اسمع انه فيه اجتماعات بتتعمل في السرير
وضع ذراعه على كتفها متجها إلى السرير برفقتها بينما يقول بجدية: إيلين .. اهم القرارت اللي بياخده رجل اعمال زي حالاتي بتبقى في السرير... وبعدين مش عايز اسمع كلمة اعتراض واحده موافقون؟
من بين ضحكاتها قال: موافقون
غاب معا في عالم آخر متناسين كل الشكوك التي كانت تلعب برأسهما قبل تلك اللحظة، ليتذكروا الحب الذي يجمعهما معا فقط ....
وصلا أخيرا إلى غرفتهما بالفندق لتسرع شروق قائلة: انا هادخل الحمام الاول
ركضت مسرعة إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها ، واسندت جسدها إلى الباب لعل دقات قلبها تهدأ قليلا قبل أن تستحم وترتدي ملابسها وتخرج ، كان كرم ممددا على السرير دون أن يغير ملابسه واقتربت لتسمع صوت شخيره ، جلست بجانبه تحاول أن توقظه لانه ينام بعرض السرير ولن تستطيع النوم بهذه الطريقة ، بدأت تهزهه لكنه لم يستجب لها سوى بتمتمة ضعيفة قائلا بتأفف: سيبيني أنامشوية يا نانسي بقى الله!
لم تشعر شروق بنفسها الا وهي تنهال عليه بالضرب صارخه: نانسي! نانسي مين يا ابو نانسي انت ! .... قال نانسي قال ... والله ليلتك مش معديه يا سي كرم
نهض كرم محاولا الافلات من بين براثنها ، حتى استطاع أن يخفي نفسه خلف أحد الكراسي فنادته وهي تحاول الوصول اليه: اطلع يا كرم! إما وريتك!
أظهر كرم رأسه من خلف الكرسي مقهقها: خلاص بقى يا شوشو المسامح كريم
شروق غاضبة: وانا مش كريمة بقى يا كرم! وانا وراك لحد لما تطلع وادي قاعده
جلست على طرف السرير منتظره خروجه من خلف الكرسي فقال مستعطفا: والله يا شوشتي انا كنت باهزر معاكي مش اكتر
شروق بشك: يعني انت كنت صاحي؟
كرم مسرعا: اه اه كنت صاحي ... بس قولت افكك شوية بدل الكسوف اللي كنتي فيه دا مش اكتر
تنهدت بحنق: انت ما عندكش غير الطريقة دي ؟
كرم بمسكنه: اهي حاجه على قد عقلي بقى تعملي ايه
استكانت شروق وقالت بحزن: كدا بردوا يا كرم اهون عليك يعني
اشفق كرم على حالها واقترب منها ليضمها قائلا بأسف: معلش والله بس قولتلك مش باحب اشوفك مكسوفة مني
فجأة تعالى صوت صراخه لينهض مسرعا وهو يدلك ذراعه قائلا بفزع: ايه دا يا مفترية ... بتعضيني ؟
أجابته شروق وعينيها تشع شرا: انت لسه شوفت حاجه ! ... بقى تهلوس باسم البتاعة اللي اسمها نانسي دي في يوم فرحنا !
ادعى كرم الشرود وقال مبتسما بسهوكه: بقى نانسي الموزة دي تبقى بتاعة
ألقت شروق إحدى الوسائد عليه قائلة: لو مش عجبك روح للبتاعه بتاعتك
اصطنع الجدية قائلا: ايوه هي مش بتاعة
ثم تابع بسرعة بعد أن رأى الشرر في عينيها: دي ستين بتاعه في بعض
اقترب منها بهدوء ملطفا: بس ايه الحلاوة دي يا شوشو يا جامد
أولته شروق ظهرها عاقده ذراعيها لتقول بحزن: اوعى كدا انا زعلانه منك
ركع أمامها قائلا بتأثر وهو يرفع وجهها إليه متفاجئا بدموعها: لا لا لا انا ما اقدرش على الدموع دي كلها ... والله ما كنت اقصد اني اضايقك انا كنت عايز اغيظك وارخم عليكي شوية عشان تفتكري أني كرم رخامة قبل كرم جوزك
ابتسمت رغما عنها لذكره اللقب الذي كانت تطلقه عليه دائما ليتابع مبتسما: ايوه كدا يا عسل .. خلي الشروق يبان يا شروقي
ضربته في كتفه قائلة بتهديد: لو عملتها تاني هادفن حي يا كرم ! فاهم ؟
كرم بمسكنه: ضربتيني في نفس الدراع بردو دا انتي مفتريه
شروق منبهه: فاهم يا كررررم؟
كرم بفزع: فاهم فاهم ... ايه ! هتبلعيني؟!
ضحكت وقالت باشمئزاز: ابلعك ايه بس ... دا انت تجيبلي عسر هضم إخيييه
نهض كرم حاملا إياها رغم اعتراضها ووضعها على الفراش بهدوء وهو يقول: بقى بتقولي عليا أنا عسر هضم وإخيه
شروق ضاحكه: ايوه بالظبط كدا
كرم بجدية مضحكه: أنا بقى قررت أعملك غسيل معدة بقى بالمرة
--------------------------------
في صالون فيلا الحناوي جلست إيلين وشروق منشغلاتان بالحديث ....
إيلين بحزن: لسه ما صدقتش انه بدأ يقرب مني لقيته بدأ يبعد تاني
لوت شروق شفتيها: انا مش عارفه ايه اللي شاغلهم اوي كدا ... من ساعة ما رجعت من شهر العسل من اسبوعين وهما هاتك يا شغل وجوزك دا ما بيرحمش مش عارفة اتلم على كرم خااالص
تزمرت إيلين: يعني أنا اللي عارفة أتلم على آسر؟ ... ما هو و كرم وجاسر من الشركة للمكتب والعكس
اقترحت شروق بخبث: ما تيجي ندخل عليهم نشوفهم بيعملوا ايه يمكن بيعملوا حاجة كدا ولا كدا غير الشغل
إيلين بفزع: لا طبعا ... آسر ما يعملش حاجه كدا ولا كدا
شروق متنهده: خلاص براحتك .. ادينا قاعدين
لم تمضِ سوى دقيقة حتى نظرت كلا منهما للأخرى ونهضتا سويا: يلا بينا
دفعت شروق باب المكتب بقوة مفاجأة مما جعل ثلاثة رؤوس ترفع وتنظر إليها مستفسرة فلم تدري ماذا تفعل حتى انقذتها إيلين قائلة: احنا قولنا نيجي نشوفكوا بتعملوا ايه يمكن نعرف نساعدكوا في اللي بتعملوه
آسر ببرود: اللي بنعمله دا مش لعب دا شغل ... ايه يفهمكوا انتوا فيه؟
ترقرقت الدموع في عيني إيلين وقالت بصوت متحشرج: على فكره أنا اه ما كملتش تعليمي ولا انا تعليم عالي بس اعرف يعني ايه شغل وغير كدا أنا دبلوم تجارة لو نسيت يعني مش جاهله زي ما انت فاكر
حاول جاسر استدراك الامر قبل أن يتفاقم فقال مشيرا إليها لتجلس: يااااريت تقدري تساعدينا ... تبقي عملتي فينا جميله
شروق وهي تنصرف: وانا هاعملكوا طقم قهوة يعدل دماغكوا
تابع جاسر: كمل انت و كرم عقبال ما افهم إيلين الورق دا يمكن يكون في ايديها الحل اللي مدوخنا ولا ايه يا إيلي؟
إيلين بابتسامة: إن شاء الله
عادت المشاورات بين آسر وكرم مرة أخرى ، وجلس جاسر بجوار إيلين وبدأ يوضح لها بعض الامور التي لن تستطيع فهمها بمفردها ، بعد أن انتهى تركها تتمعن في الأوراق بمفردها وعاد يتشاور مع الآخرين وفجأة هتفت قائلة بصوت عالي: لاقيتها !
نظروا إليها متعجبين وقال آسر: ايه دي؟
إيلين بزهو: الحاجه اللي مش ماشية الميزانية صح وممكن توقف الصفقة دي!
كرم بدهشه: وايه هي بقى؟
تناولت إيلين الاوراق واتجهت إلى المكتب حيث اجتمع الثلاثة وبدأ تشرح لهم وجهة نظرها ، مما أذهلهم جميعا ، لقد استطاعت اكتشاف ما لم يقدروا على اكتشافه ثلاثتهم.
كرم بذهول: يا بنت الإيه يالذينا
آسر ناهرا: كرم!
كرم معتذرا: مش قصدي حاجه والله ... بس من اللي قدرت تكتشفه مش مصدق
جاسر بإعجاب: ما تصدقش ليه؟ ... إيلين ما شاء الله ذكيه دا غير جمالها
نظر له آسر بقوة تكاد تقتله ولاحظ ذلك كرم فتنحنح لاكزا جاسر: ما تلم الدور شوية يا عم جاسر ... مش ناقصه هي
أفاق جاسر لنفسه قائلا: طب يلا نظبط الغلطه دي بقى
إيلين مستأذنه: وانا هاخرج اشوف شروق اتأخرت ليه
كرم: اه ياريت ... دي لو كانت بتزرع البن كان زمانها خلصت
غادرت إيلين متجهه إلى المطبخ ، حيث وجدت شروق تشعر بالضياع فهي لا تعرف كيفية صنع القهوة ، ضحكت إيلين على منظرها ، نهرتها شروق على ذلك قائلة بغضب: بدل ما تضحكي تعالي ساعديني أحسن
ساعدتها إيلين بينما تقص عليها ما حدث في غرفة المكتب منذ قليل، صاحت شروق قائلة: يا بنت الإيه ... دا ايه النباهه دي كلها ؟
-مين دي اللي نبيهه يا شروق ؟
قاطعهما صوت كوثر هانم وهي تدلف المطبخ لتتابع إعداد وجبة العشاء.
شروق بفخر: تخيلي يا عمتو إيلين عرفت الحاجه الغلط في ورق الصفقة اللي عايزين يقدموها وهم مش عارفين ... التلاته طلعوا ولا حاجه جنب إيلي
كوثر هانم بعدم اهتمام: تلاقيهم بس مش مركزين مش اكتر
أشارت شروق لها بأن لا تهتم لقولها لانها لاحظت علامات الحزن ترتسم على وجهها.
----------------------
بعد انتهاءهم من تعديل الاوراق التي تخص الصفقة قال كرم متنهدا براحة: واخيرا خلصنا ياباااااااي ايه دا ؟
جاسر مذكرا إياه: لولا إيلين كان زمانا لحد دلوقتي مش عارفين الغلطه فين
كرم موافقا: اي والله يا ابني معاك حق مين اللي كان يتخيل انه صفر يعمل الازمة دي كلها !
آسر: اي حاجه انت ممكن تستقل بيها بتعمل في شغلنا دا أزمه
جاسر بإعجاب: بجد أنت محظوظ يا آسر ... لأول مرة في حياتي بأحسدك
آسر متعجبا: بتحسدني على ايه؟
جاسر بتأكيد: على إيلين طبعا .... ربنا يرزقني بواحده زيها
كرم ضاحكا: صحيح يا عم ... إحنا مش هنفرح فيك ولا ايه؟
جاسر مبتسما: بص أنا احط إيدي على واحدة زي إيلين وانا مستعد اتجوز من بكره لو تحب
آسر ببرود: وعلى ايه ... ما تتجوز إيلين نفسها
ضحك جاسر: انا ما كنتش أعرف انك بتحبني اوي كدا يا آسوره
كرم متوسلا: طب ما دام كدا ما تاخد يا جاسر مراتي انا وتخلصني
قهقه جاسر: يا ابني هو انت لحقت ؟... وبعدين هو كان حد ضربك على ايدك ؟
ظلا يمزحان سويا ولم يشعرا بثالثهم الذي عادت الشكوك تلعب في رأسه مرة أخرى بعد أن خمدت فترة من الزمن.
----------------------
-عرفتي تاخدي ورق الصفقة ؟
-اه طبعا
-خلاص بكره هاقابلك وأخده ... اتفقنا ؟
-اتفقنا ... بس متأكد أن الشركة مش هتتأذى ولا آسر؟
-اه اه طبعا يا حبيبتي ما تخافيش ... هو أنا اقدر أضر ابن حب عمري؟
-لما نشوف ... مع اني مش مطمنه
-طول ما انتي معايا حطي في بطنك بطيخة صيفي يا روحي