اخر الروايات

رواية جويرية حقي انا الفصل السادس 6 بقلم ريحانة الجنة

رواية جويرية حقي انا الفصل السادس 6 بقلم ريحانة الجنة 

الايام بتمر كل يوم بحكاية وكل ساعة بموقف، الليالي كتييرة فيها السعيدة وفيها المؤلمة...
كل سنة بتمر چويرية بتكبر، جمالها يزيد، روحها بتحلي، شخصيتها محبوبة، ربنا زي ما حرمها كتيير نعم. نعمة وجود اب. وام. وعيلة، ودفا، رزقها بحاجات تانية، رزقها شخصية محبوبة بدم خفيف وروح شفافة، تدخل القلب. كان كل الناس بتحبها وتحب قعدتها. بس المشكلة كانت بتكبر يوم عن يوم، كل يوم بتكبر حذيفة يخاف عليها اكتر. كل سنة بتمر كانت غيرته عليها تزيد، كان بيشوف جمالها اللي يفتن يخاف عليها من عيون الناس، عيون حاسدة، عيون طامعة، عيون جعااانة، فاتت 3 سنين وچويرية بقت في المرحلة الاعدايدية، بس برغم براءتها الا ان ملامحها كانت بتشع انوثة سابقة سنها، حذيفة كان بيشوف نظرات الاعجاب من كل واحد يبصلها دمه يفور ويتعصب. بقي الفترة دي دايما متوتر، دايما غضباان، دايما اعصابه بتفلت، طول الوقت. في صدام معاها. داوما بيزعق ومجنون، كمان تقريبا تجاهل موضوع جوازه نهائي. كل ما والدته تفتحه معاه او يشوف عروسة يتراجع ويتحجج بأي سبب للرفض والتأجيل، كان فكره كله واللي بيشغله هي چوري الشقية اللي خايف عليها، اللي بيغمض عنيه بصعوبة من قلقه عليها. وفي يوم كالعادة رايح ياخدها من المدرسة لانه طبعااا ممنوع تخرج او ترجع لوحدها هو اللي بيوصلها الصبح ويرجع ياخدها بعد المدرسة...
حذيفة قاعد في عربيته منتظر چويرية تخرج من المدرسة وشافها جاية عليه بس ملامحه اتغيرت، شكلها متوتر وخايف وبتتلفت حاوليها. وبتظبط هدومها بشكل غريب. كمان الكارثة اللي جننته اكتر مش هي دي چيب المدرسة بتاعتها اللي هو شاريها بإيده وحافظها وخرجت بيها الصبح، ولما ركبت جنبه شاف عنيها فيها أثر دموع ووشها احمر وخايف وتعبان. ملامح مش طبيعيه هو حافظها عن ظهر قلب. عقله صورله الف سبب وسبب لاحالة دي كل سبب اوسوء من اللي قبله كلهم يقتلوه من الغيرة والجنون. بس مش قادر يصبر.
حذيفة بغضب: مالك انتي فيكي ايه!؟
چويرية بخوف وتوتر: مممم. ممافيش. ممافيش حاجة اانا كويسة. ياريت يا ابيه نروح بسرعة من فضلك...
حذيفة دمه بيغلي من الغيرة والغضب: انا سالتك مالك وايه اللي مشقلب حالك كدة. وشك متغير ومعيطة. كمان الچيب دي بتاعة مين دي مش بتاعتك، انتي من امتي بتاخدي حاجة حد. ولا اصلا من امتي بتغيري في المدرسة. انطقي احسن ليكي بدل ما اكسر دماغك. انطقي، فيكي ايه!؟
چويرية بخجل ودموع: مافيش والله. اانا بس تعبانة شوية مافيش حاجة، بالله عليك يا ابيه رجعني البيت بسرعة. اانا بجد تعبانة. وچويرية غصب عنها مسكت بطنها بألم ودموعها زادت...
حذيفة بعصبية مش متمالك نفسه. نسي اي شئ مسكها من دراعها وهزها بعنف: مالك يا چويرية انطقي حد عملك حاجة!؟ حد لمسك.!؟ حد ازاكي!؟ انطقي بالله عليكي ما تزوديش جنوني انا ممكن ارتكب جريمة دلوقتي وادخل اقلب المدرسة دي. انطقي فيكي ايه!؟
چويرية بدموع والم مسكت بطنها: والله ماحد عمل حاجة. انا بقولك تعبانة، تعبانة يا ابييه. ارجوك انا عايزة ماما فريدة، روحني الله يخليك...
حذيفة شافها بتتألم وماسكة بطنها بتتوجع بدأ يجمع كل ده وأخيرا وصل للسبب وغمض عنيه واتنهد براحة لما فهم سبب اللي هي فيه، بصلها بحنان وابتسم ومد ايده شال خصل شعرها اللي متلخبطة وهي بصتله بضعف وعيون دامعة وخايفة.
حذيفة جواه حزن وفرح بيتصارع: طب خلاص اهدي حبيبتي هنروح بس بطلي عياط. انا اسف انفعلت عليكي، حقك عليا.
چويرية بتمسح دموعها وبصتله بعتاب: طب خلاص قبلت اسفك روحني بقي بسرعة.
حذيفة ابتسم من لماضتها دي واتحرك بالعربية بس قبل ما يروح البيت وقف قصاد صيدلية.
حذيفة: چوري ثواني هجيب حاجة وراجع مش هتأخر.
چوري بضيق وتأفف: يووووه بقي بقولك عايزة اروح وانت لسة هتتسوق ما بعدين. روحني وابقي ارجع هات اللي يعجبك.
حذيفة بيجز على سنانه من طولة لسانها: اهو لسانك ده سبب مشاكلك ربنا يريحك منه و يهديكي اتهدي مش هتأخر.
چوري ربعت ايديها بزهق وعقدت حاجبها بعصبية: لسانك. لسانك. ماله لساني. ما هو كويس اهو، ومسكت بطنها بألم، ااااه يا بطني عجبك كدة. اهي بطني وجعتني تاني وانت كمان عايز لساني يتخرس. اااه يا چوري يا غلبانة ماحدش طايقك حتى ابيه حذيفة، اااه ياني ربنا يسماحكوا كلكوا. دايما ظالمني كدة...
حذيفة رجع ليها وفتح بابها ونزلها بهدوء: تعالي معايا...
چويرية نزلت معاه بضيق وهي مش فاهمة: على فين!؟، ابيه لو سامحت روحني ااانا حالتي صعبة. مش عارفة افهمك بس لازم اروح...
حذيفة ابتسم وهز راسه: ماتخفيش مش هنتاخر. انا عارف انك تعبانة تعالي بس وبطلي لماضة. ياللا.
چويرية دخلت معاه الصيدلية ولقت الدكتورة بتبتسم ليها واخدتها لمكان جواه الصيدلية، چويرية مش فاهمة حاجة عقدت حاجبها وبصت لحذيفة هز راسه بتأكيد انها تدخل معاها وتطمن، دخلت معاها والدكتورة ادتلها حقنة، من غير ولا كلمة، في الاخر بس ابتسمت ليها.
الدكتورة مبتسمة: مبروك يا انسة خلاص بقينا انسات كبار، عقبال الجواز كدة.
خرجت الدكتورة وچوري مصدومة ومتنحة، هي عرفت منين، حذيفة اللي قالها يبقي عرف وفهم، انكسفت وخجلت وخبت وشها بخجل: يا نهههاااري. يبقي فهم يالههوي، ط ططب اقوله ايه، ولا ابصله ازاي. يالههوي. ربنا يسامحك يا ابيه على الموقف ده.
چوري سمعت صوت حذيفة بينده عليها. اخدت نفس وخرجت وهي مكسوفة ومش عارفة تبصله، والدكتورة ادتلها شنطة فيها حاجات خاصة بالفترة اللي هي فيها. اخدتها وخرجت معاه. من غير كلام، وركبوا العربية في سكون، حذيفة بيكتم ضحكته من شكلها وسكوتها وخجلها...
حذيفة بمزاح: ايييه هي الحقنة دي بتقصر السان ولا ايه فين صوتك ولسانك الفتاك، مش بعادة يعني الهدوء ده.
چويرية بغيظ: لا لساني بخير على فكرة، انت اللي احرجتني، تقدر تقولي عرفت منين.!؟
حذيفة ضحك: ههههههههههه. احمم. عادي.
فهمت وخلاص بقي. المهم انك دلوقتي احسن مش كدة!؟
چويربة بعصبية: وايه الحقنة دي بقي.
حذيفة ابتسم وبصلها بحنان: دي مسكن علشان الالم اللي كان عندك، واحفظي التاريخ ده علشان كل شهر هجيبك تاخديها علشان ماتتألميش بالشكل ده تاني. انا مش بقدر اشوفك بتتألمي.
چوري ابتسمت بخجل وبصتله بسعادة، مهما كانت الدنيا حرمتها من وجود اب. وحنان ام، بس عوضها بحذيفة الحنان، والامان، وكل معاني السعادة بتشوفها فيه، بس استغربت لما شافته ملامحه حزينة...
چوري: مالك يا ابيه. شكلك زعلان...
حذيفة اتنهد بتعب وحيرة: مافيش حبيبتي انا كويس، احنا خلاص وصلنا البيت، ياللا اطلعي انتي عن ماما الحاجة وانا شوية وهطلع نتغدا...
چوري هزت راسها ونزلت: حاضر يا ابيه بس ما تتأخرش. ولفت علشان تمشي.
حذيفة بص عليها بلهفة اكنه بيودع ملامحها وندهلها: چوري.
چويرية لفت ليه: نعم يا ابيه.
حذيفة ابتسم: تاخدي حمام دافي وحاولي تنامي ولما اطلع هخلي ماما تصحيكي نتغدا. انتي تعبتي اوي النهاردة ارتاحي شوية.
چوري بخجل ابتسمت وهزت راسها: حاضر يا ابيه ربنا يخليك ليه...
مشيت چوري وحذيفة اتنهد: ويخليكي ليا يا حتة مني، ازاي حتحرم منك نهائي بعد كدة، ده انا كنت بجاهد نفسي السنين اللي فاتت علشان بس اعودك واعود نفسي، دلوقتي بقي اجبار مش بمزاجنا، لازم ابعد عنك، كبرتي يا چوري، خلاص معقولة چوري اللي كانت بتلعب على ايدي وبعلمها تمشي وتتكلم. كبرت وبقت انسة. بقت ست مكلفة بكل شئ، يعني مش بس جمالك وانوثتك زادت وسبقت سنك. لا كمان بقيتي. بقيتي، غمض عنيه بحزن، ااااه يا ربي قويني بقي. هتعامل معاها ازاي، هعيش معاها ازاي، كل ده ما كنش في بالي. وحتى لما جه على بالي، ماكنتش عارف انه صعب بالشكل ده، ماكنتش عارف اني هتعب. واتعذب كدة...
في شقة حذيفة، چوري اخدت حمام و فريدة قاعدة بتسرحلها شعرها ومبسوطة: والله وكبرنا وبقينا عرايس، ههههههههههه. السنين بتجري يا چوري. ده انتي كنتي لسة من كام سنة بيبي صغيرة...
چويرية بخجل: ههههه. ااه يا ماما لو شوفتيني وانا هموت من الكسوف من ابيه كنت مش عارفة ابص في عنيه، واتنهدت براحة، ااااه يا ماما ابيه حذيفة ده حنين اوي. اانا بحبه اوي. ربنا يخليه ليا.
فريدة اتنهدت بحزن: ابيه حذيفة ده بخته قليل، الكل بيحبه وبيحسده، وهو مش عارفة هيفضل وحداني كدة لحد امتي بس مش عارفة، اااه بس لو يسمع كلامي ويتجوز. والله لو كان اتجوز بعد ما خلص جامعة زمانه دلوقتي ابنه ولا بنته حصلوكي. بس هقول ايه ربنا يهديله نفسه، واعيش واشوفه عريس واشوف ولاده...
چويرية مش عارفة ايه سبب غضبها من مجرد سيرة جواز حذيفة. بتغير وتتعصب. مش متقبلة فكرة وجود واحدة في البيت وتبقي مراته.
چويرية عقدت حاجبها بعصبية: ممكن بقي تميلي شعري بسرعة عايزة اكل جعاانة. مش لازم ضفيرة يعني.
فريدة: ما تصبيري الدنيا مش هتطير، ثم اه لازم تضفيرة ايه هتكبري عليها خلاص.
چويرية بضيق: والله انا اصلا كبرت عليها من زمان بس انتي مش واخدة بالك، وبعدين ريحي نفسك. انا وانتي اهو وابيه هيطلع يقولي من بكرة هتخرجي بالحجاب يا چوري علشان خلاص انا بغلت كدة وبقيت مكلفة، انا عارفة اصبري بس.
فريدة بتضحك: هههههه. اااه منك ومن لسانك، قولي هو انتي مش عايزة تتحجبي ولا ايه.!؟
چوري ابتسمت: لا طبعاااا. مش عايزة ايه عايزة طبعااا. ولو تفتكري انا كنت عايزة اتحجب من اكتر من سنة بس انتي وابيه قولتولي مش دلوقتي صح فاكرة، قولي فاكرة...
فريدة: ههههههههههه، ايوة فاكرة، ماهو حذيفة برضوا ماكنش عايز يجبرك عليه وانتي لسة صغيرة قال يسيبك براحتك لحد ماجي معادك. علشان تعيشي سنك.
چويرية وقفت بفخر: وادي معادي جه وكبرت. وبقيت الانسة چويرية. وما اسمعش حد يقولي انتي لسة صغيرة تاني. انا خلاص كبرت اهو وفاهمة كل حاجة، ماشي
فريدة رفعت حاجبها: اممم. تمام يا ست الكبيرة انتي. اتفضلي بقي حضري الغدا انتي.
چوري مسكت بطنها بتمثيل: ااااه ياااني بطني بتوجعني، هو ابيه قالي نامي وانا ماسمعتش كلامه، ااااه يابطني...
فريدة بغيظ ضربتها على رجلها: قومي يا ممثلة. خلاص انا هجهزه خسارة تربيتي فيكي...
چوري قامت وضحكت وحضنتها: ههههههههههه، حبيبتي يا مامتي انتي كنت بهزر والله. طبعاا هجهزه ارتاحي انتي بس وانا في ثواني هجهز الترابيزة. وبدلع. بس كلمي ابيه يطلع بسرعة علشان نتغدا...
فريدة: ههههههه. طيب يا ستي لما اشوف الشطارة، هكلمه يطلع وكمان هصحي الحاج على بال ماهو يطلع.
دخلت چوري تجهز الغداا وهي مبسوطة وسعيدة. وفعلا حذيفة طلع واتجمعوا كلهم على الاكل، وچوري لاحظت ان حذيفة بيتجنب يبصلها نهائي كمان ما اتكلمش معاها خالص.
چوري: مالك يا ابيه انت كويس، هو انت زعلان مني في حاجة.
حذيفة بهدوء من غير ما يبصلها: لا ابداا ما فيش حاجة. على فكرة عايزك تشوفي الشنطة اللي جبتهالك وانا طالع فيها طرح وحجاب ليكي. كمان لبسك الفترة اللي جاية هيتغير علشان يناسب حجابك ووضعك الجديد...
چويرية ابتسمت: والله انا كنت عارفة وقولت لماما اني من بكرة هلبس الحجاب، واكيد الحاجات هتبقي حلوة انت طول عمرك يا ابيه زوقك حلو، بس بردوا شكلك متضايق.
حذيفة ساب الاكل وغمض عنيه واخد نفس وبص لوالده: كنت عايزك يا حاج بعد الاكل في موضوع مهم.
الحاج بلال: قول يا شيخ انا خلصت اكل خلاص.
حذيفة بحزن: انا بعدت حد ينضف الشقة التانية وهنقل فيها من الليلة وهبقي معاكم دايما. بس. ببس خلاص مابقاش ينفع افضل هنا ولا ابات معاكم.
الحاج بلال بص لفريدة وچوري واتنهد: فاهمك يا ابني ومقدر. عموما انت مش هتروح بعيد يعني. الباب في الباب ولو حصل حاجة لقدر الله هتلحقنا بسرعة.
چويرية حست انها سبب في فرقتهم وبعد حذيفة. كمان واضح عليه ان بعده السنين اللي فاتت واللي كانت بتشتكي منه ماكنش بعد، البعد الحقيقي هو اللي بدأ وهيبدأ، فهمت ان حذيفة مش هيكون زي زمان.
ولا حتى زي من ساعات، ده حتى النظرة مش عايز يبصها في عنيها، دموعها نزلت بزيادة وعياطها صوته علي. فريدة طبطبت عليها.
فريدة: مالك يا نور عيني ليه العياط.!؟
چويرية بدموع وهي بتبص لحذيفة: ابيه خلاص هيبسبنا لوحدنا مش هيقعد معانا وانا السبب، ابيه مش هيتكلم معايا تاني...
حذيفة قلبه بيتعصر من حزنه على دموعها. كل اللي نفسه فيه دلوقتي يضمها لحضنه ويحسسها بحنانه. حضنه اللي حرمها منه وحرم نفسه منه من 3سنين فاتت بس كان عوضه انها لسة قصاده ومعاه. لسة بيبص في عنيها. لسة بيتابع شقاوتها وضحكتها لكن دلوقتي خلاص كل ده انتهي، وهو ساكت مش عارف يرد ولا يوعدها بحاجة.
فريدة ابتسمت: مين قال كدة بس يا ست البنات، ابيه هيفضل معانا. ده يا دوب هينقل الشقة اللي قصادنا. وبعدين مين قال انه مش هيكلمك. لييه بقي هيقاطعك، بس يعني في حاجات بس صغيرة هتتغير مش كل حاجة، وبصت لحذيفة وغمزته، ما تقولها حاجة يا حذيفة هتفضل ساكت كدة.
حذيفة اخد نفس وبثبات من غير ما يبصلها: چوري اهدي وبطلي عياط، انا مش هسافر. انا جنبكم هنا. ثم مين قال مش هكلمك. طبعاا هكلمك واي وقت عايزاني كلميني. بس يعني زي مافهمتك كتيير في حدود بس. دي كل الحكاية.
چوري قامت وبصتله بعتاب وحزن: اعمل اللي يعجبك يا ابيه، عن اذنكم. انا عايزة انام.
حذيفة غمض عنيه ودفن وشه بين ايديه وبينه وبين نفسه: ااااه يا چوري اعمل ايه بس يا رتني كنت محرم ليكي. بس للأسف انا مش كدة، وده شرع ربنا قبلي وقبلك يا حبيبتي. يارب حن عليها واشرح صدرها. دي مالهاش غيري وانا مش في ايدي اعملها حاجة...
فريدة بحنان طبطبت عليه وابتسمت: معلش حبيبي. عيلة ومش مستوعبة. بكرة تتعود، وبعدين ماهو ده كان المفروض يحصل من سنين انت كان لازم تتجوز وتنقل الشقة التانية. وهي كانت هتفهم وتتعود. بس انت اللي عمال تأخر وتأجل...
خذيفة قام بعصبية: يا امي بالله عليكي ده وقته بس، احنا في ايه ولا ايه، انا نازل الورشة عندي شغل كتير. وانتي معلش ابقي كلميها وفهميها، ماتخلهاش تنام معيطة.
فريدة اتنهدت بتعب من عناده: طيب حاضر اتكل على الله انت.
حذيفة بص على اوضتها بحزن: امي امنتك ماتخليها تنام معيطة بالله عليكي قوميلها دلوقتي...
فريدة: يا ابني حاضر والله حاضر روح انت بس.
حذيفة نزل بضيق وتعب ودخل ورشته وفضل تايه وسرحان. ودخله مصعب. وكلمه كتيرر وهو سارحان
مصعب بقلق: حذيفة، حذيفة مالك يا ابني شكلك متغير كدة. ومش حاسس بيا حصل حاجة!؟
حذيفة انتبه ليه واتنهد: اهلا يا مصعب. اقعد. مافيش انا كويس بس شوية دوشة في دماغي كدة، طمني عنك انت عامل ايه خلاص جهزت نفسك يا عريس.
مصعب ابتسم: ههههههههههه. ايوة يا عم جهزت نفسي ادخل القفص بإرادتي وانا خارج قواي العقلية.
حذيفة ابتسم: هههه خارج قواك. ليه ضحكت عليك ولا شربتك بنج.
مصعب اتنهد بحيرة: مش عارف يا حذيفة. برغم ان ايمان بنت ناس وكويسة وعجباني مش هنكر. بس مش اللي هي يعني سارقة النوم من عيني، ولا هبقي هموت واشوفها. اللي هي يعني جوازة عادية تعود. زمايل في نفس الشغل ومجرد اختيار عقلاني مش اكتر...
حذيفة عقد حاحبه: انت بتهزر صح. ده انت وهي مش مبطلين رغي وكلام بقالكم سنتين ومخطوبين بقالكم سنة ايه بقي ربنا بهديكم ده انتم مفورين دمي من علاقتكم دي، وجاي وانت خلاص هتتجوز بحلال ربنا تقولي مش حاسس ومش عارف ايه، ايه يا مصعب استهدي بالله كدة وقول هديت.
مصعب سند راسه على الكرسي: عارف يا حذيفة انا كنت مأخر جوازي كل السنين اللي فاتت دي ليه، يمكن انت متأخر بتقول مش لاقي قبول. انا بقي كان طموحي اكبر بكتير. كنت عايز احب، احب واعشق. وابتسم وحذيفة بيتابع تعبيراته بفضول، نفسي اشوفها عنيها تخطفني، ابصلها ما ابقاش عايز ولا قادر اشيل عنيا من عليها، نفسي استناها تفتح شفايفها وتتكلم، واسمع صوتها يرن يطرب قلبي، نفسي لما تقول اسمي جسمي يقشعر اكني اول مرة اسمعه، نفسي لما تكون معايا يتحبس النفس وقلبي يدق، نفسي لما لمس ايديها كل ذرة فيه تتحرك وتندهالها. ااااه يا حذيفة كان نفسي احب، احب حب بجد، مش مجرد بنت حلوة ومناسبة وخلاص...
حذيفة كان بيسمع كلام مصعب وقلبه بيدق ياتري هو كمان كان مستني كدة، بس السؤال هو حس بكل ده بس مع واحدة بس، وفي اللحظة دي اكنه لدغه عقرب اتنفض وقام زي المجنون...
مصعب قام بقلق: مالك يا ابني حصل ايه!؟
حذيفة بتوهان وضياع: ااانا، اانا. لا لا اانا. رايح الحمام...
حذيفة دخل بسرعة الحمام وقفل الباب وقلبه بيدق بعنف وعقلة بيرفض الفكرة، فتح المياه وفضل يغسل وشه بجنون واكنه بيغسل عقله من جواه ويطرد اللي فكر فيه. وبص لنفسه في المرايا بيسألها ويعاتبها ويعنفها...
خذيفة بأنفاس سريعة اكنه كان بيجري امتار كتيير: انت مجنون صح.!؟ قولي انك اتجننت، لييه هي اللي جات على بالك اول ما سمعت كلام مصعب، لا لا دي تبقي كارثة، انت كدة محتاج تعقل. دي، دي، دي متربية على ايدك، دي. دي اتولدت على ايدك، لا لا، اانت بيتهيألك، ااانت بس متأثر من اللي حصل النهاردة. ومن الموقف بتاع الصبح، ايوة، ايوة صح، ووبقوة ماهو مش معقول اخرتها وبعد كل ده يوم ما تحب تحب چوري، انت مجنون يا حذيفة. مجنون...
مصعب قلق وخبط عليه: حذيفة. انت كويس طمني عنك...
حذيفة بتماسك: ااااايو، ايوة كويس يا مصعب ما تقلقش. اانا خارج حالا اهو.
حذيفة بص في المرايا وهو غضبان من نفسه. وبغيظ. اانت شطانك وسوسلك اكيد، ايوة انا هتوضي، ايوة هتوضي واخرج اصلي، والفكرة البشعة دي لازم تخرج من راسي لازم...
حذيفة فعلا اتوضي و خرج وصلي ركعتين ومصعب قاعد مش فاهم هو فيه ايه ولا ايه اللي حصل خلاه يتغير كدة. قرب منه بهدوء.
مصعب: هو انا زعلتك في حاجة، على فكرة كلامي ده كان عاي سبيل الاماني انا مش قصدي اني اتغزل في حد معين، كمان ايمان خلاص هتبقي مراتي يعني لو انت شايف اننا تجاوزنا في اي حاجة ايام الخطوبة.
حذيفة هدي شوية بعد. صلاته بس لسة اللي خطر في باله موجود وده مخليه متوتر ومتلخبط: لا يا مصعب مافيش حاجة، كل ابن آدم خطاء. وان كنت تجاوزت في شئ من كلمة او نظرة وقت الخطوبة توب وربك تواب رحيم. وان شاء الله يتم زواجكم على خير وربنا يرزقكم الفعاف يارب.
مصعب ابتسم: طيب انا همشي بقي وماتنساش الفرح الخميس اللي جاي بلغ الحاج والحاجة وچوري. الا صحيح هي عاملة ايه. واخبار المدرسة ايه!؟
حذيفة قلبه دق بقوة من اسمها وسؤال مصعب عنها: كويسة، كويسة والدراسة بخير هانت امتحانتها على الابواب.
مصعب: هههه. لسة مطلعة عنيك في المذاكرة. دي بنت مشاكسة انا عارف.
حذيفة عقد حاحبه بغيرة. مش متحمل مصعب يتكلم عنها. ده كان مقبول بالنسبة ليه الاول لانه متخيله غيرة على طفلة رباها. لكن من اللحظة اللي كل شئ اتغير وخطرت في باله وفي قلبه الدقة اللي كلام مصعب شاور عليها اكنه بيقوله لا الدقة دي. غير كل دقة قلبك بيدقها، الدقة دي دقة حب من نوع مختلف. دقة اسمها چوري...
حذيفة بتحفظ: يعني. ماشي الحال. المهم، انت ربنا معاك في فرحك ده. قولي محتاج حاجة احنا اخوات.
مصعب بتردد: بص هو علشان كدة انا متردد اطلب منك...
حذيفة بعصبية: انت مجنون صح. انت محتاج حاجة ياغبي ومخبي عليا. انطق عايز ايه...
مصعب بحرج: اهدي بس كدة هفهمك. شوف انا كنت محتاج 5000 جنيه فاضل شوية حاجات وبصراحة انا بكره القسط. وكنت عايز اجبهم بالمرة علشان انت عارف بعد الجواز المصاريف بتزيد ومش هعرف اجيب حاجة. ووعد هردهملك من اول قضية في المكتب الجديد. انت عارف المكتب وتجهيزه والجوازة شطبوا عليا فلست...
حذيفة اتنهد بضيق وفتح الدرج وطلع الفلوس وادهاله: بعد كدة تتردد هضربك وانت عارف ايدي هتوجعك، احنا مافيش بينا لا حرج ولا تردد، فاهم، وبعدين تردهم وقت ماتردهم، ولعلمك دول غير هدية فرحك. انت اخويا وبتتجوز لازم افرحك فرحة كبيرة، ومكتبك الجديد ربنا يبارك فيه ويرزقك فيه بكل الخير والحلال ويبعد عنك شره يارب.
مصعب ابتسم بود: راجل يا حذيفة ربنا يخلينا لبعض، حاجة كمان بقي.
حذيفة بمزاح: انت شكلك طمعت صح. انا قولت اخوات بس بالراحة.
مصعب: ههههههههههه، ماشي ياعم هطمع ماليش دعوة. انا عايزك تزفني بعربيتك انت عارف اخوك ماعهوش عربية، ولسة هأجر بقي واغرم. كفاية غرامة...
حذيفة ابتسم لانه بيجهزله هدية تليق بيه وكبيرة: عنيا يا حبيبي واجمل عربية هتتزين علشان اجمل عريس. ربنا يسعدك ويفرحنا بيك...
مر يومين وحذيفة لسة فكره مشغول وعصبيته بتزيد وغضبه بيكبر من نفسه قبل اي حد، كل لما يقرب منها يتجنن. يبعد عنها يتجنن اكتر من البعد والتفكير. بيوصلها الصبح وبعد الظهر المدرسة وهو طول الوقت حابس نفسه من قربها ومن جهاد نفسه انه يبصلها ويشبع عنيه منها ومن جمالها. وهي طول الوقت حزينه من تغيره ده. وتخيلت عصبيته واغضبه دول بسببها انها بتكبر ووحملها عليه بيكبر، وجه قبل فرح مصعب بيوم واخدها يشتريلها فستان تحضر بيه الفرح، وكان يوم متعب وكله جنون بسبب غريته من كل حد يبصلها. حتى الستات والبنات بتتعجب من جمالها، وهما في محل الفساتين...
حذيفة بضيق: يا مدام الله يرضي عليكي. دي حاجات سوارية ومش مناسبة لسنها. انا عايز حاجة هادية ورقيقة تناسب سنها.
البياعة: يا شيخ مش قولت فرح. تبقي الحاجات دي مناسبة، كمان هي شكلها هيبقي فيهم مناسب هي ماشاء الله طويلة ومش باين عليها سنها اكنها عروسة كبيرة...
چوري بتكتم ضحكتها من شكل حذيفة الغيران، وهو بيغلي: استغفر الله. ياستي قولي اللهم بارك. دي عيلة اصلا عروسة ايه بس، بصي انا همشي واضح انك مش هتساعديني.
البياعة: ههههههههههه، خلاص. خلاص يا شيخ مايبقاش خلقك ضيق كدة، انا عرفت طلبك وهجيبه تعالي معايا فوق.
حذيفة اتنهد ومشي خطوات معاها وقبل السلم. ثانية بس يا مدام انا هطلع وانتي هاتيها وتعالي ورايا...
طلع حذيفة هو الاول والبياعة استغربت وچوري ضحكت ووشوشتها: علشان مايبصش علينا واحنا قصاده. فطلع هو الاول واحنا وراه.
البياعة: هههه ده ماشاء الله عليه. راجل بجد. ربنا يحميه ويخلهولك، تعالي بقي انا هجبلك شوية فساتين يجننوا زيك كدة يا قمر انتي...
طلعت معاها چوري واتفرجت على الفساتين مع حذيفة، وحذيفة اختار فستان هادي وناعم يشبه چوري تمام. ابتسم: چوري قيسي ده.
چوري ابتسمت: جميل اوي يا ابيه هقيسه...
دخلت چوري قاست فستانها والبياعة جهزتلها حجاب مناسب ليه يشبهه. وساعدتها في لبسه وخرجت لحذيفة، حذيفة لسة بيفرج ويشوف حاجة مناسبة كمان وفجاة هي خرجت قصاده وعنيه وقعت عليها وغصب عنه عنيه ثبتت مش قادر يبعدها، من جمالها، اكنها رسمة على لوحة بتنطق وتتكلم. قربت منه بتبتسم بخجل من شكله وهو معحب بيها.
للبياعة: ماشاء الله عليكي، جميلة والفستان. اكنه اتعمل علشانك وليكي...
حذيفة ابتسم: اللهم بارك. انتي جميلة اوي فعلا، انتي بتحلي اي حاجة تلبسيها...
چوري مبسوطة انه بصلها ومابعدش نظره عنها: بجد يا ابيه انا حلوة عجبتك يعني، يعني انا كبرت صح.
حذيفة اكنه كان تايه وكلمتها فوقته ورجعته للواقع. بعد نظره عنه واهو بيستغفر ويأنب نفسه من تاني: احممم. اااه. ااه جميلة والفستان جميل. ادخلي بقي غيري هدومك اتأخرنا...
چوري لوت شفايفها بغضب: اهو غض بصره تاني، ده ايامي سودا شكلها كدة، اوفففف. حاضر هغير هدومي...
حذيفة غمض عنيه بغضب وغيره: ياربي اعمل ايه بس. فتنة واتفتنت بيها، دي معايا وفي بيتي. هعمل ايه بس، وافتكر الفرح. يا نههههاري. ولا الفرح ده كمان لما تروح وهي كدة. هيحصل هناك ايه، ده انا اللي اسمي انا، هتجنن من جمالها. اومال بقي الناس ولا الشباب الصغيرة. يارب. يارب. ارحمني انا كدة بضيع وهضيعها، وهضيع الناس كمان.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close