اخر الروايات

رواية ضائعة في قلب ميت الفصل السادس 6

رواية ضائعة في قلب ميت الفصل السادس 6 


 لحلقه السادسه

ظلت ديما للحظات ساهمه وكأنها لا تعى ما حولها ثم قالت بصوت أشبه بالهمس .. بابا مات .صح
أومئ سيف برأسه وكأنه لا يملك ان يؤكد لها بالكلمات

أندفعت ديما الى ذراعى سيف بقوة كانت ستسقطهم سويأ ان لم يمسكها سيف جيدا ،ظلت تبكى وتشهق وهى ممسكه بتى شيرت سيف فما كان من سيف الا ان حاوطها بذراعيه وكأنه يحميها من العالم وسمعها مابين شهقاتها تقول :بابا مات ياسيف ... مات خلاص

كان سيف رغم انه يشعر بالحزن من أجل ديما لكن جانب منه كان يشعر بالسعاده وءلك لان ديما لجأت له عندما شعرت بالضعف كما ان هذه اول مره يسمعها تنطق بأسمه مجردا بدن القاب من فمها
ظل يملس على شعرها وهو يهدهدها كالطفل الصغير :شششش بس ياحبيبتى أدعيله بالرحمه
فما كان الا ان هدأت شهقاتها قليلا ،نظر لضياء فوجده يبكى فنظر له سيف وكأنه ينهرها فمن المفترض ان يكونوا عون لها ويشدوا من عزيمتها لا يضعفهوها ،فتمالك ضياء نفسه وقال :ديما انتى ماتعرفيش هو كان بيتعذب أد ايه كل جلسه كان بياخدها كانت بتتعبه جدا اكتر من الى قبلها عشان كده ربنا رحمه من الى كان فيه .
لم ترد ديما وظلت تبكى ،ولكنها اخيرا رفعت رأسها ونظرت لسيف بعيون مليئه بالرجاء :عايزه أشوفه
سيف :لأ
ديما وقد ابتعدت عنه وكأنه صار فجأه عدوها لا حمايتها وأمانها :هشوفه
والتفتت لضياء :هتيجى معايه
وهنا امسكها سيف من ذراعيها :ديما بلاش عشان خاطرى ماتعمليش كده
تجاهلته ديما وسحبت ذراعيها من يديه :هتيجى ياضياء
ضياء بأرتباك وهو ينظر لسيف:آهه هاجى طبعا
سيف بغضب :ضياء
نظرت ديما الى سيف بتوسل :سبنى أشوفه اخر مره
سيف:يابنتى انا خايف عليكى
ديما:خلاص تعالى انت معايه ... سكتت قليلا عشان خاطرى أشوفه اخر مره دانا هتحرم منه العمر كله مستكتر عليه اشوفه مره واحده
سيف وقد لان ولم يستطيع ان يرفض لها طلب خصوصا وهى تتوسله بعينيها الجميله :ماشى ياديما هاجى معاكى
امسك سيف ديما من مرفقها وقادها بأتجاه غرفة والدها ووضع يديه على مقبض الباب (:ديما انتى متأكده انك هتقدرى
ديما بصوت مخنوق :هقدر .. هقدر ان شاء الله

دخل سيف وديما الى الغرفه ووجد ابيها فيها ومغطى جسده بالكامل بغطاء ابيض
اقترب سيف ورفع الغطاء عن وجه قليلا ثم طلب من ديما ان تقترب

اقتربت ديما بخطوات غير ثابته ونظرت لأبيها وقد فارق الحياه ،هو امامها جسد بلا روح وبعد قليل لا جسد ولا روح ،اقتربت قليلا وقبلته فى جبينه وقالت :انا بحبك اوى

شعر سيف لاول مره بالدموع فى عينه ولكنه تمالك نفسه جذب الغطاء مره اخرى وسحب ديما من يديها الى خارج الغرفه
انصاعت ديما لسيف ولم تعارض وخرجت معه ولكن عند وصولها على بابا الغرفه سقطت مغشيا عليها ..
سيف وقد امسكها بين ذراعيه قبل ان تقع على الارض :ديما
سيف بصوت عالى :ضباء ضياء الحقنى ياضياء

جاء ضياء مسرعا :ايه ده ايه الى حصل
سيف:زى مانت شايف اغمى عليها، اتصرف
ضياء:اه حاضر ننقلها بس للاوضه التانيه .. هات اشيلها وننقلها الاوضه التانيه
سبف:لا انا هشيلها وانت امشى ادامى ورينى انهى اوضه هدخلها فيها

دل ضياء سيف على الغرفه ووضعوا ديما على السرير
سيف :طمنى هى كويسه
ضياء:معلش ياسيف اخرج بره شوفلى اى ممرضه تساعدنى

سيف:انا معاك شوف عايز ايه وانا هساعدك
ضياء ممتعضا:تساعدنى ازاى يعنى .. روح ياسيف ابعتلى ممرضه وماتدخلش معاها وانا لما اخرج هطمنك
سيف:طب اجيب ممرضه تساعدك وفهمناها لكن اخرج انا بره ليه
ضياء:ايوه لانى هكشف عليه وده ماينفعش وانت هنا
سيف:طب مانت هنا
ضياء:انا الدكتور
سيف :وانا ..انا
ضياء@:انت ايه
سيف:وانا خارج هندهلك الممرضه
خرج سيف من الغرفه ولكن قبل ان يخرج التفت لضياء:اعمل حسابك هما 5 دقايق بس معاك وهدخل تانى
ضياء :ماشى بس ياله بسرعه
خرج سيف ووجد ممرضه فى الممر وطلب منها ان تدخل الى الغرفه لتساعد ضياء

دخلت الممرضه ولكن قبل انقضاء ال5 دقائق سمع سيف صراخ ديما فاقتحم الباب ودخل
سيف بخضه:فى ايه انت عملت فيها ايه

وجد ديما تصرخ والممرضه وضياء يحاولوا الامساك بها
سيف :اوعوا سيبوها انتم ماسكنها كده ليه
ضياء للممرضه :روحى بسرعه هاتى حقنه مهدئه وانت ياسيف امسك ديما مكانها
اقترب سيف من ديما ولكن بدل من ان يمسكها ازاح يد ضياء من عليهه :سيبها انت مكتفها كده ليه
ضياء :هتأذى نفسها ياسيف انت مش عارف
سيف:بس سيبها انت بس
ترك ضياء ديما على مضص ،فأقترب سيف من ديما بهدوء ووضع يديه الاتنين على جانبى رأسها ونظر فى عيونها :انتى صحيح عايزه تأذى نفسك
هزت ديما رأسها كعلامه للرفض
سيف وهو يتحدث بهدوء وكأنها طفله صغيره :طب عاوزه ايه
ديما :نظرت له ولم تعرف ماذا تقول ولكنها ظلت تبكى فى صمت اخذ سيف رأسها ووضعه على صدره وظل يملس على شعرها الا ان دخلت الممرضه وسحبت منه ذراعها ومازالت رأسها على صدره واعطتها الحقنه وبعد مده شعر بجسدها يسترخى على صدره فعلم انها نامت فوضعها برفق على السرير ونظر لضياء :تعالى عايزك بره
خرج كلا من سيف وضياء وتركوا ديما نائمه
سيف:انا ليه حاسس ان فيه حاجه انا مش فاهمها
ضياء :ولو انى مش من حقى انى اقولك بس هقولك بس عشان حاسس انك بتخاف عليها بجد وحاسس كمان ان ديما بتأمنلك رغم انى لسه مش عارف احدد شكل علاقتكم
سيف:سيبك منا وقلى فى ايه
ضياء:ديما لما اتوفى ادهم جالها انهيار عصبى حاد كان بيجيلها على شكل نوبات صريخ زى الى حصل من شويه
سيف :وبعدين
ضياء :الامر اتطور انها بعدها حاولت كذا مره تنتحر
سيف بصدمه :ايه تنتحر
ضياء:اه عشان كده انا خايف عليها اوى المره الى فاتت الى خلاها اتمسكت بالحياه والدها المره دى حاسس انها ملهاش حد وكده الدافع هيبقى اكبر
سيف :طب وهنتصرف ازاى
ضياء:مش عارف انا من رأيى نشوف دكتوى نفسى
سيف:طبعا نعمل كده بس كده ديما مش المفروض تفضل لوحدها دى ممكن تعمل حاجه فى نفسها ومحدش ياخد باله
ضياء:مهو المفروض ان ياسر هيوصل بكره
سيف :ولحد بكره انا هفضل معاها
دخل سيف الى غرفة ديما وجلس على الكرسى بجانبها وظل يتأملها ،ولكنه افاق لنفسه قائلا :ايه ياسيف هتحبها ولا ايه لأ ماينفعش انت شفت الحب وصلك لأيه انت بس صعبانه عليك وحاسس بالمسئوليه ناحيتها .. افاق على رنين هاتفه لذلك انسحب الى خارج الغرفه ليرد فوجده اتصال من صديقه مازن

(مازن صديق سيف من ايام الجامعه كان ابن رجل مهم فى الدوله ثم اصبح وزير ولذلك اصبح هو ابن الوزير .. وسيم ومدلل لا يتحمل مسئولية اى شئ ولا يعرف فى حياته سوا النساء والشرب )

سيف :الووو
مازن:يابن الايه كده الغردقه تنسيك صحابك
سيف :والله انت متصل فى وقتك وحشنى ياض
مازن :لو وحشك كنت سألت
سيف:يابنى ده انا فى دوامه
مازن :ايه خير طمنى انت كويس
سيف:والله ياصحبى مش عارف بص انا اصلا هنا فى القاهره
مازن :ايه هنا ومكلمتنيش عرفت انك ندل
سيف :مش بقولك فى دوامه بص انا يومين بالكتير هخلص الى انا فيه واكلمك
مازن :لا تكلمنى دى لما تكون فى الغردقه لكن انت هنا تجيلى فى مكانا المعتاد
سيف:@انت لسه بتروح هناك
مازن :يابنى انا اشتريت المكان من كتر حبى فيه .. هستناك تيجى انا كل يوم بليل لاجئ هناك
سيف:خلاص قشطه هجيلك
مازن :سلام
سيف:سلام
اغلق سيف الهاتف وفوجئ بدكتور ضياء يناديه
ضياء:سيف
سيف :خير
ضياء:مش خير
سيف:@ماتتكلم
ضياء:ياسر اخو ديما كلمنى ومش هيقدر ينزل قبل 3 او اربع ايام
سيف:ايه ازاى هو عرف ان عمو مصطفى اتوفى
ضياء:@اه قولت له
سيف:وقالك ايه
ضياء:قالى انه عنده عملية زرع قلب مهمه وماصدقوا لقوا انسجه تتوافق مع الطفل ولازم العمليه تتعمل وماينفعش اى تأخير لان ده فيه خطر على حياة الطفل وقالى كلمه غريبه اوى قالى ان باباه مات ورجوعه مش هيرجعه ولا هيفيده بحاجه لكن وجوده هناك هيفيد الولد ويساعده فالابده انه يكون هناك مش هنا
احتار سيف من كلا م ياسر هل ذلك يدل على قسوة قلبه اما يدل على انه رجل يعرف واجبه

اتصل سيف بوالده وابلغه الخبر
اشرف :لا حول ولا قوة الا بالله طب يابنى وديما عامله ايه
سيف:حالتها وحشه اوى يابابا والدكتور بيقول انها حاولت قبل كده تنتحر لما جوزها اتوفى فهنا قلقانين لتعمل فى نفسها حاجه وعشان كده انا اعد معاها


اشرف :طب وبعدين واجراءت الدفن والحاجات دى
سيف :بص هو ياسر اده لضياء رقم تليفون خالها وحضرتك تكلمه وتظبط معاه
اشرف :طب يابنى انا خلاص هظبط الدنيا ماتقلقش شويه واكلمك وبص يابنى لو علىديما انا هخلى السواق يوصل مامتك ليها وهى تقعد معاها وتعالى انت عشان تسافر معايه الصبح
سيف:ايوه يابابا طب وماما هتسيب كارما لوحدها وبعدين ديما ماتعرفهاش
اشرف :يابنى ماتقلقش لما يكون معاها ست ده افضل لها وان كان على كارما فهدى السغاله هتاخد بالها منها لغاية بس مانرجع ونشوف هنعمل ايه
سيف :ماشى يابابا ابعت ماما
اشرف :ماشى هظبط الدنيا واكلمك

وبالفعل قام اشرف بالاتصال بالحاج محمد خال ديما وابلغه الخبر واتفق على فتح التربه وعمل الاستعدادات لتشييع الجنازه فى الغد بعد الصلاه عليه فى احد المساجد هناك وبعد اعداد الترتيبات ابلغ سيف ليبلغ ادارة المستشفى لتجهيز الجثمان غدا صباحا

وصلت والدة سيف للمشفى ودخلت غرقة ديما ووجدت سيف ابنها جالس بجانبه

رجاء بصوت منخفض :سيف
سيفوقد انتفض:ماما محستش بيكى
رجاء:معلش ياحبيبى مانا دخلت براحه عشان مقلقهاش ،هى عامله ايه دلوقتى
سيف وهو ينظر لديما:زى ماهى ياماما الدكتور قال يستحسن انها تفضل نايمه لحد بكره
رجاء:طب ياله ياحبيبى قوم روح يادوب تلحق تناملك ساعتين وراك سفر الصبح
سيف: طب افضل معاكى شويه

رجاء:@يابنى ملوش لازمه روح انت وماتقلقش
سيف:ماشى ياماما ولو حصل حاجه كلمينى وانا اخدت رقم الشغاله الى عندهم هكلمها بكره تحضرلها شوية هدوم وحاجات وهجيبهالك وانا جاى
رجاء:ماشى يابنى

خرج سيف من المشفى وذهب الى منزله ولكنه لم يستطيع ان ينام لانه كان قلق على ديما حتى اتى الصباح وذهب ال المشفى لينطلقوا من هناك الى المنصوره فعلم من والدته انها مازالت نائمه

انطلقوا كلا من ضياء واشرف وسيف الى المنصوره واستقبلهم هناك اهل البلده وتم دفن مصطفى فى مدافن اسرته وهناك قابل سيف خال ديما واكتشف انه قعيد فعلم ان ديما بالفعل اصبحت وحيده فقريبها الوحيد لا يمكن ان يعولها

بدأت ديما تفتح عينها فقامت السيده رجاء من مكانها :صباح الخير ياحبيبتى
ديما :حضرتك مين
رجاء:انا رجاء مامة سيف
ديما:اه سورى ياطنط انا شفتك فى معازى مامى بس كان من زمان اوى
رجاء:معلش ولا يهمك
ديما ببكاء :ودلوقتى معازى بابى
رجاء :اخدت ديما وظلت تهدهدها وتقرأ بعض ايات القران حتى هدأت
رجاء:بصى يابنتى العياط مش هيفيده ايه رأيك تاخدى المصحف تقرأيلى شوية قرآن هو ده الى محتاجه

اخذت ديما من رجاء المصحف وبدأت بتلاوة ايات من القرآن وبالفعل هدأت ،ظلت معها السيده رجاء طوال اليوم تحكى لها عن اشياء مختلفه وعن كارما ابنت سيف وعن سيف وهو صغير وبالفعل الحديث خفف عن ديما كثيرا
ديما :طنط انا عايزه اخرج من المستشفى المستشفيات بتتعبنى
رجاء :اه طيب بس هسأل الدكتور
ديما :طنط هما خايفين لموت نفسى وانا مش هعمل كده انا عرفت ان ده يعتبر كفر وربنا بيغضب على الى بيعمل كده فأنا مش هعمل كده
رجاء :طمنتينى ياحبيبى خلاص انا عندى اقتراح
ديما:ايه هو
رجاء :نخرج من هنا بس تيجى معايه الفيلا
ديما :ايه .. ليه
رجاء :انسى مش هسيبك تقعدى فى البيت لوحدك .. انتى تيجى تقعدى معانا لغاية لما اخوكى يجيى ... ها ايه رأيك .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close