رواية الماسة المكسورة الفصل الخامس 5 بقلم ليلة عادل
الفصل الخامس
[بعنوان، فرصة للحياة ]
_ الاسكندرية
_ المقهى الواحدة صباحاً.
_ نشاهد حور متسطحة على الأرض في سبات عميق داخل المطبخ، لكنها بدات ان تفتح عينيها باستغراب، يبدو أنها استمعت لأصوات فتح الباب، فتحت عينيها، وهى تحركها بتوتر، نهضت حتى جلست، وأخذت تتصنت على هذا الصوت، تأكدت أن هناك شخص ما يقوم بفتح الباب، تملك القلق والخوف منها، نهضت مسرعة وأمسكت إحدى السكاكين بوضع الهجوم، وتوجهت إلى الباب فور فتحه، حاولت الهجوم على ذلك الرجل، لكنها تجمدت مكانها ووقعت السكينة من بين يديها واتسعت عيناها، حين شاهدت ذلك الرجل المتوقف أمامها وهو يبتسم بشماتة وثقة.
إسماعيل بابتسامة باردة وبوتيرة استهزاء:
ـ كنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني أكتر من كدة ؟؟ كان غيرك أشطر.
رمقته حور بعين تملأها الدموع بجسد يهتز من الخوف وقالت بصوت محشرج وتلعثم.
حور بتلعثم شديد:
ـ اااا سس اسمممماعيل.
اقترب منها ومد يده ووضعها على كتفها ..
وهنا نشاهد يد ماهر وهي تهز حور من كتفها وهي مستغرقة في نومها وتخترف بلسانها، لقد كان كابوساً مرعبا لها.
حور وهى تخرج أصوات غريبة بخترفة:
ـ اممم اممم اسماعيل.
ماهر وهو يحاول إيقاظها:
ـ دينا، دينا.
فتحت حور عينيها برعب وجسدها ينتفض وبأنفاس مكتومة تنظر باتساع عينيها له برعب دون التحدث.
ماهر بلطف:
ـ معلش يا بنتي أنتي كنتي مكبسة.
نهضت حور وجلست وهى تحاول أن تستوعب وتتمالك أعصابها، جلب لها ماهر كوب من الماء.
ماهر وهو يعطي لها الكوب:
ـ اشربي يلا.
حور وهي تاخذ الكوب منه بتساؤل:
ـ هي الساعة كام.
ماهر:
ـ ١٠.
حور بصدمة:
ـ ١٠ !!! يــــا نمت كل دة ( بتبرير) أنا آسفة، لأني ماصحتش في الميعاد، لأني نضفت امبارح القهوة كلها والحمامات والمطبخ زى ما طلبت مني، مخلصتش إلا وش الفجر، ونمت محستش بنفسي إلا دلوقت.
ماهر بحنان:
ـ ولا يهمك يلا قومى جبتلك فطار معايا.
حور:
ـ حاضر.
رحل ماهر من أمامها نظرت لأثاره بألم ع حالها... عادت بشعرها للخلف وهي تقول بغل:
ـ ربنا ياخدك يا اسماعيل حتى أحلامي مش سيبها.
(( بعد دقائق ))
_ نشاهد ماهر يجلس على إحدى الطاولات وأمامه سندوتشات من الفول والطعمية وبطاطس
بعد قليل جاءت حور معها كوب من الشاي وجلست ع المقعد المقابل له.
حور:
ـ عملتك كوباية شاي عشان تبلع بيها.
ماهر بحنان:
ـ تسلم ايدك. يلا كلي بسم الله.
حور:
ـ بسم الله الرحمن الرحيم وأخذت الساندوتش وبدأت بتناوله.
ماهر وهو ينظر من حوله بنبهار مما صنعته:
ـ بس ايه تسلم ايديكي خليتي القهوة ألسطااا.
تبسمت له دون تحدث كان يبدو أنها تريد أن تقول شيء.
تحمت حور بإحراج:
ـ احم عم ماهر ممكن آخد تليفونك أصلي عايزة أكلم أمي.
ماهر:
ـ طبعاً .. أخرج هاتفه من جيبه.
أخرجت حور عبوة الدواء التي كان مدون عليها رقم مصطفى، وقامت بالاتصال به وأخذت تتصنع أنها تتحدث مع والدتها ...
مع تقاطع الصورة بين حور ومصطفى، الذى يتحدث من المستشفى.
مصطفى بخضة:
الو عم ماهر في حاجة.
حور تبتسم وتحاول التمثيل بإتقان قالت بطريقه ريفي:
ـ الو مين معايا ...أنتي مها، عاملة ايه يابت، وأمك. عاملة ايه ؟؟
نظر مصطفى باستغراب أبعد هاتفه من على أذنه ونظر له لكي يتأكد من الاسم ثم عاد و وضعه على أذنه مرة أخرى وبتساؤل
مصطفى:
ـ مين معايا ؟ .
حور:
يا بت أنا أختك دينا، بكلمك من تليفون الراجل اللي باشتغل عنده، لحد ما أشتري تليفون، مالك مش مركزة ليه.
بدأ مصطفى يستوعب أنها حور، وأنها تقوم بفعل هذا الشيء من أجل تنفيذ خطتهما.
مصطفى بتفهم وبإبتسامة لطيفة:
ـ حور آسف.
حور وهى محافظة على ثباتها بقوة:
ـ أمك فين.
وفجأة تحولت ملامحها إلى فزع مصتنع:
ايه ؟؟؟ يالهوى .. امتى !! لا أنا جاية النهاردة ... لا هاجي ... ازاي متتتصليش ؟؟ مش مدياكى تليفون أبرار ... ماشي اقفلي اقفلي .. أغلقت الهاتف
تبسم مصطفى عليها وهو يقول بصوت منخفض: حقيقي كدابة
_ عند حور في المقهي
_ مسحت حور اسم مصطفى مسرعة، وكتبت رقم غريب ... وأثناء ذلك قال ماهر.
ماهر بتساؤل بخضة:
ـ دينا مالها أمك.
حور بتوتر وتصنع الحزن:
ـ تعبانة، لازم أسافرلها، مش فاهمة حاجة من مها، الله يخليك يا عم ماهر، ممكن تديني يوميتي، وتسلفني فوقها عشرين جنيه، هبعتهملك والله لما أوصل، عشان بس المواصلات.
ماهر بحنان:
ـ ٢٠ جنيه يا بنتي ! أنا هديكى ٢٠٠ جيني، وتجيبي لأمك الدوا.
حور:
ـ إن شالله يخليك يا عم ماهر، ويباركلك، أنا همشى على الظهر يكون مؤمن رجع.
ماهر:
ـ ماشي هترجعي تاني؟
حور بحزن مصحوب بحيرة:
ـ مش عارفة، مابقتش عارفة الدنيا مخبية ليا إيه !!! ، مين عارف يمكن نتقابل تاني، شكراً يا عمي إنك وقفت جنبي.
ماهر بحنان:
ـ أنتي زي بنتي يا دينا، بس ياريت تعملي حسابك وانتي جاية تجيبي معاكي أوراقك الشخصية.
حور:
ـ حاضر يا عم ماهر.
____بقلمي ليلة عادل ____
_ مدينة بورسعيد
_فى أحد الأقسام
سيارة اسماعيل العاشرة صباحاً
_ نشاهد اسماعيل يهبط من السيارة مهرولا متجهاً نحو باب القسم..... فور دخوله من الباب الرئيسي تقابل مع الظابط حمدي .
اسماعيل بلهفة وهو يتحرك بخطوات سريعة وبنبرة رجولية حادة:
ـ هي فين يا حمدي انطق ؟
أجابه حمدي مسرعا:
ـ جوه يا باشا قاعدة في اوضة الظابط وحرجت على اي حد يدخل عليها.
اسماعيل بتنبيه:
ـ أوعى يكون حد مسها.
حمدي:
ـ لا يا باشا محدش مسها.
تحرك مسرعاً حتى وصل لأحد الغرف.
فتح اسماعيل الباب.. دخل بعض الخطوات وعلى وجهه نظرات سعادة.
لكنها تحولت فور أن رأى تلك الفتاة التي تجلس على الأريكة وهي تبكي بشدة ورعب .
دقق النظر فى ملامحها وجز على اسنانه بغل وغضب يعصف بداخله خرج للخارج في صمت فهي كانت مجرد فتاة تشبه حور لحد كبير فقط.
نظر حمدي بإستغراب ثم ذهب خلف اسماعيل
حمدي:
ـ إيه يا باشا اللي حصل.
توقف اسماعيل فجأة استدار له ودفعه على الحائط ووضع يديه على رقبته باختناق بعين غامت بالسواد بنظرات مستوحشة شرسة.
اسماعيل بنبرة مرعبة:
ـ أنت بتلعب يا حمدي جايبني من القاهرة لبورسعيد عشان واحدة شبهها !! افهم من ده ايه إنك بتلعب، وإنك مش عارف شكلها، يعني أنت طول المدة دي ممكن تكون شفتها أو وصلت لحاجة وأنت مش متأكد.
حمدي بتوتر:
ـ يا باشا أنا أي واحدة بشوف إن فيها ملامح منها بوقفها، والبنت دي شبهها بشكل كبير توقعت إنها هي بس مغيرة شكلها بالمكياج.
اسماعيل:
ـ ليه ما سألتهاش اسمك ايه ؟
حمدي:
ـ سألتها طبعاً بس افتكرتها بتكذب، لأن مكنش معها أي إثبات شخصية، توقعت أنها بتحور في الكلام.
اسماعيل بشدة:
ـ توقعت !! أنت بتلعب يا حمدي ولو فضلت تلعب كدة رقبتك هتكون الثمن ..
رفع يده من على رقبته بنظرة مرعبة ..
وتحرك إلى الخارج... نظر حمدي إلى آثاره بتوتر وهو يأخد أنفاسه بخوف.
ثم نادى بصوت عالي قائلا:
ـ فؤاد.
رد عليه صوت من بعيد:
ـ ايه يا باشا.
حمدي : مشي البت ..(تحدث مع نفسه)معرفش هتفضل في القرف ده لحد امتى ؟؟ .
بقلمي ليلةعادل 。◕‿◕。
_ في إحدى العيادات الثانية عشر ظهراً
_ نشاهد الطبيب يجلس على مقعد مكتبه، وهو يقرأ أحد التحاليل، وكان يبدو على ملامح وجهه الأسف، رفع عينيه من على الأوراق ونظر أمامه ....
وهنا نشاهد سليم يجلس على المقعد الأمامي للمكتب، وهو ينظر له بلهفة وقلق كأن ينتظر منه خبر مفرح يتشوق لسماعه.
رفع الطبيب عينيه من على الأوراق باعتذار:
ـ للأسف يا سليم بيه الوضع زي ما هو بس فيه تحسن نسبي .
سليم بضيق هو يتحدث من بين أسنانه:
ـ ٤ سنين وأنت بتقولي نفس الجملة، ( بشغف شديد) أنا عايز أخلف يا دكتور.
الطبيب:
ـ احنا بنحاول نعمل كل اللي في ايدينا، أحنا مش مقصرين، وأنا فهمتك حالتك مش صعبة، وإن شاءالله العلاج هيجيب نتيجة، أدينا بنسعى.
سليم بوجع و يأس:
ـ شكلي بجري ورا سراب.
الطبيب:
ـ اتعشم في ربنا وإن شاء الله خير.
سليم وهو يهز رأسه بنعم وبحزن:
ـ؛ إن شاء الله، عن إذنك.
خرج سليم من الغرفة وكان يبدو عليه الحزن الشديد وعينيه تترقرق بها الدموع .
____بقلمي ليلة عادل _____
_ جامعة المستقبل الثانية عشر ظهراً
_ مظهر عام للجامعة من الداخل مع حركة الطلبة...
ثم نقترب من مبنى كلية الحقوق .
_ كلية الحقوق
_ أحد المدرجات
_ نشاهد الطلبة يجلسون في المحاضرة وهم يستمعون إلى المحاضر بتركيز شديد .. مع المحاضر
الذي كان يبدو أنه فى أواخر العشرينات... وأثناء الشرح ..
كانت عيناه تقع على إحدى الطالبات التى تجلس على أول مدرج ..
فتاة جميلة ذات شعر بني داكن الطويل وعيون سوداء واسعة بوجه طفولي شديد البياض به نمش شديد الذى يزيد جمالها جمالاً ...
ترتدي ملابس محتشمة..... كانت تكتب كل ما يقوله المحاضر .. وهو ينظر لها باهتمام وحب وكانت هي تركز بما تقوم به .
كانت تجلس بجوارها إحدى صديقاتها التي كانت منتبهة لنظرات المحاضر....
همست لها بمزاح:
ـ سلوى دكتور طارق مشلش عينه من عليكي، الحب بهدله حتى وهو هنا مش قادر يتخطى أنه خطيبك.
سلوى بضيق مبطن:
ـ هشش ركزي بدل مخليه يطردك.
و أثناء ذلك رن هاتفها نظرت بطرف عينيها بضيق وأغلقت الهاتف ... ولم يظهر اسم المتصل ..رن مرة أخرى.. أغلقت هاتفها بالكامل بزهق ووضعته في حقيبتها....( يبدو أنه شخص غير مرغوب به)
وبعد وقت انتهت المحاضرة اقترب طارق من البيدج الذى تجلس بيه سلوى وتوقف أمامها باهتمام
طارق:
ـ سلوى أنا هعمل مكالمة مع دكتور شحاتة وأطلعلك اوكيه.
هزت سلوى رأسها بايجاب وقالت:
ـ ماشي هستناك في الممر.
خرجت سلوي مع صديقتها للخارج.
فور خروجهما من الباب..... توقفت بصدمة وهي تركز النظر على الشاب الذي يقف ويستند على الحائط المقابل لها، يبدو أنه في انتظارها ..
كان شاب طويل القامة قوي البنية.. أبيض بعينين بنية وشعر أسود ويرتدى ملابس سوداء فور أن رآها عدل من وقفته ونظر لها بابتسامة مشرقة شغوفة.....
ابتلعت سلوى ريقها بضيق وأكملت سيرها دون اهتمام توقف أمامها لكي يعيق تحركها قائلا برجاء.
الشاب:
ـ سلوى خلينا نتكلم ؟
رفعت سلوي عينيها له بشدة ممزوجة بانزعاج:
ـ قولتلك متطلعش في طريقي تاني؟ بعدين أنت ازاي دخلت هنا ؟
صمتت قليلا وتبسمت بسخرية وهى تنظر له من أعلى لأسفل قالت:
ـ آه أنا بسأل مين ؟ أنتم بتدخلو أي مكان في اى وقت.
الشاب بحزن:
ـ أنتي ليه واخداني بذنبه ؟
ارتسمت على شفتى سلوى ابتسامة ساخرة وتحدثت بضجر ممزوج باستخفاف: روح امسح ايدك، الدم لسه قصاد عيني شايفاه بينقط منها ...
نظر ت داخل عينيه بحدة:
احنا انتهينا ماتحولش تفرض نفسك عليا تاني،
ولا ناوي تعمل زيه ! وتسجني عشان أكون ملكك ؟؟.
الشاب:
ـ لو كنت عايز أعملها كنت عملتها من زمان وأنتي عارفة أني قادر على ده، بعدين هو بيحبها وأنتم ظالمينه في حاجات كتير.
سلوى بتهكم:
ـ حبكم ده احنا مبنفهمش فيه.
اقترب منهما طارق وعلى وجهه علامات الاستغراب.
طارق:
ـ سلوى مين ده ؟
الشاب بنبرة ونظرة رجولية تعكس هيبته:
وأنت مالك؟ أنت اللى مين اصلا ..
وجه نظر لها بضيق وحدة تسأل:
ـ مين ده ؟ وبيسألك بصفة ايه ؟
سلوى بشدة نتحدث من بين أسنانها:
ـ وأنت مالك.
الشاب بضجر:
ـ يعني ايه مالى ؟
سلوى بحده شديدة:
ـ مالك يعني مالك، واتفضل أمشى قولتك احنا خلصنا، طول ما أنت ماشى وراه الملك بتاعك صديق العمر، وبتسمع كلامه، عمرنا ماهنكون سوا، وبعد إللى عملته بقي شبه مستحيل ان يجمعنا مكان.
وجهت نظراتها لطارق بإبتسامة حب وقالت وهي تشير بيدها:
ـ طارق ده صديق قديم (نظرت للشاب ) وده دكتور طارق تقدر تقول خطيبي طلب ايدي و وافقت، خطوبتنا في اجازة نص السنة، ها ناوي تجيب اسماعيل وتنورنا ولا ؟ وكمان صاحبكم الثالث ده اسمه ايه مش فاكرة، أصلي عارفكم بتحبو الواجب أوي !!!!
نظر لها الشاب من أعلى لأسفل بحزن وقال:
ـ هتخسري كتير باللي بتعمليه ده.
سلوى بخذلان:
ـ مش أكتر من خسارتك لأنضف حاجة كانت في حياتك، أنت وصاحبك.
رمقها الشاب بنظرة موجعة تعصف به وبعينين امتلأت بالدموع..... ثم تركها وغادر في صمت
فور ابتعاده هبطت دموعها بوجع.
طارق بشدة:
ـ ممكن بقى تفهميني مين ده ؟
سلوى:
ـ صديق قديم هبقى أحكيلك، أنا لازم أمشى يا طارق متأخرة وعندي شغل.
طارق:
ـ مش قبل ما تحكيلي مين ده؟
سلوى بضيق::
ـ بعدين يا طارق من فضلك.
نظر لها طارق من أعلى لأسفل وهو يحلل تلك النظرات فهو تأكد اذا حاول الضغط عليها أكثر ربما تحدث مشكلة....
حاول تدارك الموقف مسرعا وقال بنبره هادئة لطيفة:
ـ هنتقابل زي ما اتفقنا ؟
سلوى:
ـ آه باي .
تحركت مسرعة نحو الباب دون أن تنتظر سماع رده .. نظر لها طارق بحزن مبطن وقال بنبرة متحشرجة
طارق:
ـ باي.
_______بقلمي ليلةعادل_______
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفي الرابعة عصراً
_ نشاهد مصطفى يجلس على الأريكة وتشاركه والدته نبيلة وأخته عائشة الجلوس عليها، وكان يجلس محمد، وايهاب الشقيق الأوسط لمصطفى، الذى يبلغ من العمر ٢٩ عاماً، ويعمل مهندس برمجة في إحدى شركات الاتصالات، وتجلس أيضاً شقيقة نبيلة، صباح و زوجها جمال، يتحدثون حول موضوع حور، كان يبدو ع ملامح ايهاب ومحمد بالتحديد الانزعاج وعدم تقبلهم الوضع .
ايهاب برفض:
ـ أنا مش موافق يا مصطفى، أحنا نعرفها منين، أنا وأنت بنسيب أمك وأختك كتير لوحدهم مش خايف عليهم.
مصطفى بهدوء وتوضيح:
ـ مش هتقعد في الشقة معانا، هتقعد في الشقة اللي فوق كإنها جارة بعدين أنا واثق فيها، ياسيدي اعتبرها واحدة سألت على شقة فاضية وجت سكنت فيها.
محمد بعقلانية:
ـ إيهاب عنده حق، وأنا كلمتك في الموضوع ده، بس واضح إنك مصمم ، مصطفى هي هتبقى فعلاً بعيدة عنكم، بس أوعى تنسى أنها هتبقى في وشكم أنتم, لو حصل مصيبة بسببها، أول واحد هيتسأل عنها أنت.
قاطعتهم نبيلة بنوع من الحدة والعقلانية:
ـ بقولكم إيه، أنا أخذت القرار مش عايزة كلام كتير، خصوصا قصاد مفيد فاهمين ..
وجهت نظراتها لجمال وقالت:
ـ جمال البنت هتجي كمان ساعة كلمت مفيد؟
جمال:
ـ آه هياخد 120 ألف ، بعد ما فضلت أتكلم معه أنها أخت الجماعة وجاية من برة بعد ما جوزها مات و٣٠٠ إيجار ...
( وجه نظرته لمصطفى) مصطفى الشقة هتكون باسمك لأني قولتله أنت اللى دافع وهي هاتقعد فيها يعني لأن أمك عندها شباب وميصحش وأنا كذلك.
صباح بتساؤل:
ـ ودي هتجيب فلوس منين؟
نبيله بتوضيح:
ـ لابسة سلسلة وحلق غاليين، خاتمها لوحده بملايين يشترو العمارة باللي فيها.
جمال بتوضيح:
ـ أنا هساعدها بس عشان خاطرك يا نبيلة.
نبيلة بطيبة:
ـ ربنا يباركلك ويخليلك ولادك.
مصطفى:
ـ أنا هنزل أجيبها.
نهض مصطفى وتوجه إلى الباب وخرج.
محمد وهو ينظر لأثاره بعدم رضا:
ـ والله هيوقع نفسه في مصايب بسبب جدعنته دي.
عائشة ردت عليه بضيق:
ـ بالعكس هياخد ثواب لأنه ستر واحدة من الشارع، أنا هقف في البلكونة شوية.
نهضت وتوجهت الى الشرفة.
ايهاب بمزاح ويوجه نظراته لمحمد:
ـ إنت لبست يا معلم.
محمد:
ـ حسيت ( ينهض) أنا هروح أصالحها وأقف معها بعد إذنك يا طنط ويا عمى
جمال وهو يهز رأسه بإيجاب:
ـ اتفضل يا حبيبي.
_ في الشرفة.
_ نشاهد عائشة تقف وهي تنظر الى الشارع، كان يبدو على ملامح وجهها الضيق والانزعاج دخل عليها محمد وهو ينظر لها بابتسامة لطيفة.
محمد بلطف وبابتسامة:
ـ شوشو.
اقترب منها بتوجس فهو أدرك أنها انزعجت من حديثه بالخارج... فهو يعلم أنها تتعاطف مع كل إمرأة تعاني من العنف الزوجي.
توقف بجانبها بتساؤل مصحوب بمزاح لطيف:
ـ هنام على بلوك ؟
عائشة بحدة في حديثها:
ـ تعرف أنت طلعت مستفز وحريقة.
محمد تصنع عدم الفهم:
ـ ليه يعني ؟!
عائشة بغضب وعدم رضا:
ـ يعني احنا بنحاول نهدي ايهاب تيجي أنت تسخنه.
محمد حاول تدارك الموقف وتحدث معها بهدوء وعقلانية:
ـ تسخين ايه اللي بتتكلمي عنه ؟ أنا بقول الصح، مين دي علشان تأمنو ليها وتساعدوها و تدخلوها بيتكم، لازم تفهمي إني خايف عليكم.
عائشة باستفزاز:
ـ واحدة محتاجة مساعدة نسيبها تنام في الشارع، الشارع اللي مابيرحمش حد، يابني كانت بتنام في الشارع، وبعدها في قهوة بلدى، ايه يا عم، ده أنت حتى عندك اخوات بنات، اعتبرها زي نسمة و داليا ؟؟
محمد بعقلانية شديدة تنهد بلطف:
ـ يا حبيبتي، ايه يضمن لكم إنها صادقة، مش يمكن تكون حرامية والا قاتلة، خصوصا الخاتم اللي في ايديها مش خاتم واحدة جوزها شغال في أمن دولة، حقيقي أنا مستغربكم، الموضوع بجد فيه لغز... أنا مش مرتاح للبنت دي.
عائشة بطيبة وصدق:
البنت واضح عليها الصدق أنت اللي خايف بزيادة، وحتى ياريتك احتفظت بيه لنفسك، لااا أنت سخنت إيهاب.
محمد بهدوء:
ـ عائشة لازم تستوعبي إنك متعاطفة، وكلكم للأسف متعاطفين معاها علشان هي مرت باللي مامتكم مرت بيه، حتى طنط كذلك، بتشوف نفسها فيها، وهو ده اللي مخليكم لاغيين عقولكم وأنا لازم أفوقكم وأرشدكم للصح.
دخل ايهاب الشرفة على إثر علو صوتهما.
إيهاب بتساؤل:
ـ مالكم في ايه ؟
محمد:
ـ بتكلم معاها في موضوع البنت اللي اسمها حور زعلانة من كلامي برة معاكم.
ايهاب:
ـ عائشة محمد صح، احنا مش ناقصين مشاكل، عموما ماما ومصطفى، مادام صممو على حاجة مافيش تراجع، إللي نقدر نعمله إننا نفضل مركزين معاها جامد، ونشوف أخرتها ايه (بتنبيه) وأنتي بطلي طيبة شوية .
بقلمي ليلة عادل
_ القاهرة.
_ قصر الراوي الخامسة مساءً.
_ مكتب سليم.
_ نشاهد سليم يجلس على المقعد الخلفي لمكتبه ، و واضح على ملامحه الشرود والحزن وعينيه تملأها الدموع، بعد دقائق، يطرق شخص ما على الباب، يمسح دموعه بسرعة و يأذن سليم له بالدخول، يفتح الباب و تدخل والدته فايزة ، تتحرك نحوه وعينيها مسلطة عليه، جلست على المقعد الأمامي للمكتب وكان يراقبها سليم بعينيه بتركيز.
فايزة بتساؤل:
ـ مجتش تتغدى معانا ليه؟؟
سليم بتوضيح:
ـ عندي شغل مهم لازم أخلصه عشان مسافر
طرقت فايزة باصبع يدها على ع الطاولة وهى تهز رأسها بايجاب ومدت وجهها وقالت:
امممم.
ثم نظرت إلى البرواز الموضوع على المكتب من الخلف فلا نرى الصورة التي به.. وقالت متسالة:
ــ هي مراتك مش ناوية ترجع من السفر.
سليم ببرود:
ـ براحتها.
فايزة بعتاب ممزوج بانزعاج:
ـ عاديت الكل عشانها حتى أهلك، مش عارفة هتفضل لحد امتى مهووس بيها.
ارتسمت على وجه سليم ابتسامة بسيطة لكنها مستفزة.
سليم بهدوء قاتل:
ـ فايزة هانم رستم أغا ممكن من فضلك تسبيني لوحدي.
رمقته فايزة من أعلى لأسفل بضيق، فهي لا تعرف ماذا تفعل معه، فابرغم مرور عشر أعوام، على ذلك الزواج، لم يتغير عشقه لزوجته، فهي لم تكون نزوة بل كان عشق حقيقي، برغم رفض الجميع لها، الذي يبدو بسبب فرق الطبقة الاجتماعية.
نهضت فايزة وهي تقول بعدم رضا و بخنافة في أنفها وتتحدث بأرستقراطية و غرور:
ـ ماشي يا سليم، بس لازم تفهم إن عمري ما هرتاح غير لما تطلق البنت دي، و تتجوز واحدة بنت ناس و من مستوانا، مستوى عائلة الراوي و رستم أغا.
رمقها سليم بصمت بتلك الابتسامة المستفزة دون التفوه بكلمة واحدة.
خرجت فايزة من الغرفة وهى تستشيط غضباً
_______بقلمي ليلة عادل_______
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفي الثامنة مساءً
_ نشاهد حور تجلس على أحد المقاعد، وكان يجلس معها باقي أفراد عائلة مصطفى، يتحدثون معها، وكان يبدو على وجه حور الارتباك الشديد والتوتر، حيث كانت تهز أحد قدميها وتقضم في أظافرها من حين لآخر .
صباح:
ـ احنا هناخد السلسلة والحلق بتوعك ونبيعهم دول يجبولهم كتير، والدهب دلوقت في السما وإن شاء الله يكملو المبلغ، ولو منفعش،جمال يكلم مفيد يستنى شوية وندخلك جمعية بعد ما نشوفلك شغلانة
حور:
ـ تمام أنا الخاتم بتاعي يجيب فلوس أكتر ، بس مصطفي قالي مينفعش.
قاطعها ايهاب بتساؤل وخبث:
ـ مين جابلك الخاتم ده ؟؟ .
ابتعلت حور ريقها بتوتر مصحوب بتوضيح:
دة خاتم جوازي.
محمد بمكر:
ـ شكله فخم.
تحاول حور المحافظة على هدوءها وثباتها الانفعالي:
ـ آه معمول ليا مخصوص.
رمقها محمد بتدقيق وأكمل حديثه بخبث فهو يحاول أن يستدرجها في الحديث لكي يوقع بها فهو مازال يشك بها ويشعر أن خلفها الكثير من المصائب.
محمد بنوع من الخبث والشك:
ـ اممم واضح إن ظابط أمن الدولة بياخد ملايين عشان يعملك خاتم بالحجم ده .
تبتلع حور ريقها وتعود بشعرها خلف أذنيها برتباك:
ـ احم، يعني هو أصلا غني بعيد عن شغله، أهله عندهم أراضي وعقارات.
إيهاب بتساؤل:
ـ متأكدة إن اسمك حور؟
نظرت حور له وهى تهز رأسها بتأكيد بابتسامة رقيقة:
ـ أكيد متأكدة.
محمد:
ـ انتي منين؟
وجهت حور نظراتها له بتوتر:
ـ من القاهرة.
ايهاب:
ـ منين من القاهرة ؟
كادت أن تتحدث حور لكن قاطعت الحديث عائشة يتهكم.
عائشة بضيق:
ـ هو في إيه يا جماعة؟ مالكم بالراحة على البت شوية أنتم بتستجوبوها كدة ليه؟!
حور بعقلانية مصحوبة بلطف وتوضيح:
ـ سبيهم يا عائشة، أنا مقدرة خوفكم، وتحفظهم، بس صدقوني، أنا أقل من إنكم تخافو مني، أنا رفضت كتير إن الدكتور مصطفى يساعدني، وهربت أكتر من مرة، لكن القدر كان بيجمعنا بشكل غريب، هو اللي أصر يساعدني، أعتقد لو أنا ناوية على الشر، مكنتش هربت، وكنت استخدمت اساليب تانيه عشان يساعدني، وعشان أوصل لهدفي، اللي معرفش ممكن يكون ايه ....
وضعت قدم على قدم مع تحول ملحوظ في ملامح وجهها الخائف دائماً لنوع من التكبر والثقة:
حور:
ـ يعني بصراحة مش عارفة ايه إللي ممكن آخده منكم أو أسرقه؟
ايهاب رد عليها:
ـ مش لازم سرقة ، ممكن وراكي مصيبة وتدخلينا في مشاكل إحنا ملناش علاقة بيها.
حور بتوضيح:
ـ أعتقد إني وضحت، وقولت كل حاجة، انا ممكن أمشي عادى، لو خايفين، انا مش حابة أزعجكم أو أكون سبب في مشكلة بينكم.
أثناء ذلك كان يراقبها محمد بعينه بتركيز شديد وعينيه مسلطة عليها يحلل تصرفاتها بدقة.
نبيلة بإحراج خفيف:
ـ ما تأخذهمش يابنتي.
تنظر لمحمد وأيهاب بعينيها لكي تسكتهم وقالت بشدة:
ـ ما خلاص يا ولاد.
حور بلطف:
ـ أنا مش متضايقة يا هانم.
جمال نظر لها:
ـ أنا هساعدك، بس ده عشان خاطر مصطفى ونبيلة ، أتمنى متخلناش نندم.
حور بلطف:
ميرسى يا فندم على مساعدتك وثقتك، وكونو واثقين إني، مش هسمح اني أكون سبب في مشكلة، او أي حاجة تحصل لكم بسببي، إذا كان من بعيد أو من قريب.
مصطفى بابتسامة لطيفة وجه نظرته لحور:
ـ أنا واثق فيكي، بس إيهاب ومحمد، وكلهم من حقهم يسألو و يخافو متزعليش.
حور بتفهم:
ـ بالعكس سؤالهم وخوفهم ده مطمني أكتر، ردود أفعالهم طبيعية، وفي محلها، مهما حصل أنا واحدة ماتعرفوهاش والحذر مطلوب.
مصطفى بعقلانية وهو ينظر للجميع:
ـ طيب دلوقتي حور هتظهر كبنت خالتنا، اللي كانت في السعودية، وطبعا لازم تلبس نقاب عشان شكلها اتعرف في المنطقة حتى اسمك كمان هيتغير،
ده كمان هيساعدك أكتر في الاختفاء من جوزك.
نبيلة بابتسامة:
ـ نسميها، ليندا وهى قمر كدة ماشاءالله شبه الأجانب
صباح:
ـ يمكن حور عايزة اسم تاني.
حور:
ـ مش فارق أي حاجة وبعدين لذيذ ليندا.
جمال:
ـ خلاص صباح خدي منها الحاجة وبعيها وبالليل هنقابل مفيد.
صباح:
ـ إن شاء الله.
نبيلة:
ـ تحبي تنزلي معانا.
حور بابتسامة:
ـ لا مش مستاهلة.
مصطفى:
ـ لا انتي هتنزلي وهاتروحي وتشتري لبس وتباتي عند خالتو وتيجي بكرة كإنك رجعتي من السفر.
حور:
ـ زي ما تحب.
مصطفى:
ـ ماما البسي وأمشي من الشارع اللي وراه و الأفضل بلاش ماتمشوش مع بعض عشان ما نلفتش الإنتباه.
حور:
ـ أنا ممكن أسبقهم على الشارع واستنى.
مصطفى : تمام أفضل.
(( وبعد وقت ))
_ نشاهد حور و وصباح ونبيلة وهم في محل الصاغة يقومون ببيع الحلق والسلسال بمبلغ ١٣٠ ألف جنيه، ثم توجهوا للمول و اشترت حور بعض الملابس الخاصة بالمحجبات المنتقبة التي تشبه إلى حد كبير الملابس الخليجية، لكي ينفذوا خطتهم على أكمل وجه، ثم ذهابهم الى بيت صباح لكي تمكث حور هذه الليلة هناك.
_ القاهرة
_ منزل اسماعيل السابعة مساء
_ نستمع الى طرق الباب.. تذهب الخادمة لتفتحه ، فتحت الباب، وهنا يظهر سليم وهو يبتسم تلك الابتسامة المميزة التي تميزه.
سليم بتساؤل:
ـ اسماعيل باشا هنا ؟
الخادمة:
ـأيوة أقوله مين؟
تقدم أمامها بعض الخطوات وهو ينظر من حوله وهو يقول بثقته المعتادة.
سليم:
ـ قولي له صاحبك الأنتيم، وهو هيعرفني على طول.
اقتربت منه الخادمة بتساؤل:
ـ تشرب حاجة.
التفت لها سليم، هو ينظر باستغراب و بابتسامة خفيفة.
سليم وهو يعقد حاجبيه:
ـ أنتي شكلك لسة شغالة من قريب.
الخادمة باحترام:
ـ أيوة يا فندم.
سليم بهدوء:
ـ قهوة مظبوطة.
الخادمة وهي تشاور بايدها باحترام ع الأريكة:
ـ اتفضل ارتاح هنا، وأنا هبلغ اسماعيل باشا.
نظر سليم محل مشاورتها بابتسامة وجلس وهو ينظر لها.
الخادمة:
ـ ثواني وهبلغ الباشا.
سليم بإيجاب:
ـ اوكيه.
وبالفعل توجهت الخادمة إلى الغرفة.
كان سليم ينظر من حوله على تلك الصور التى تحاوط جميع أركان الراسبشن بأكمله بابتسامة
بعد ثواني .. جاء اسماعيل مسرعاً.
إسماعيل بلهفة:
ـ سليم بيه.
سليم بهدوء هو يضع قدم على قدم بغطرسة وغرور: ـ سألت عليك في المكتب قالولي إنك أجازة، خير ؟ ايه لسة موصلنش لأي حاجة ؟؟؟
إسماعيل بضيق هو يهز رأسه بنفي:
ـ لا ماطلعتش هي، وحدة بتشبهها.
رمقه سليم بنظرة أسف على حالته وضم شفتيه وسحب قدمه من على قدمه الآخر ، وهو يهز رأسه بنفي بعد ثوانى نهض وتوقف أمامه مباشرة.
سليم بحزن ببرود:
ـ زعلان عليك أوي يا اسماعيل،( بعقلانية ) أعتقد كل مالوقت بيمر ده مش في مصلحتك، كمان بيوترك أكتر، والمتوتر دائماً أفكاره مشتتة، غير ثابتة ، وغير صحيحة، نتيجتها دائماً غلط، ومش في صالحك، يعني، مش هتوصل لأي شيء، حاول تهدى، عشان توصل للحل الصحيح، وتعرف مكانها.
إسماعيل بتوضيح مصحوب بحزن:
ـ أنا بعمل كل اللي أقدر أعمله.
سليم بعقلانية وهدوء:
ـ لو فعلاً بتعمل كل اللي تقدر تعمله، ماتقعدش في البيت كدة، لازم تنزل تقلب الدنيا (بنبرة بها نوع من الاستهزاء) كإن اللي ضاعت دي ساعة تقليد، المفروض تلف عليها، كل شارع كل حارة، لحد متلاقيها، أنا لومنك أعمل كدة، حتى لو وصلت أدخل كل بيت في مصر، أدخل وأفتش، والا أنت شكل عبير موحشتكش !!!
إسماعيل بحزن:
ـ كل اللي بعمله، بعمله عشان عبير.
قرب سليم وجهه منه بشدة بعين لا ترمش وبتسلط:
ـ اعمل تاني يا اسماعيل، اعمل تاني.
نظر له إسماعيل وابتلع ريقه بتوتر وقلق وهو يهز رأسه بإيجاب مصحوب بتوجس:
ـ هعمل أكيد.
سليم وهو يبعد وجهه:
ـ برافو أنا مسافر لمراتي يومين عايز أرجع أسمع أخبار حلوة وحقيقية.
إسماعيل وهو يهز رأسه بإيجاب مصحوب بتوتر.
تبسم له سليم نصف ابتسامة وخبطه على كتفه وتوجه نحو الباب وأثناء سيره.
سليم بنبرة بها نوع من الاستهزاء:
ـ الإجازة مفيدة هتخليك تركز أكتر، أعتقد اختفاء عبير قضية مهمة زي قضايا الارهاب والتجسس اللي بتشتغل عليها يا باشا .. بنبرة (استخفاف ) اعتبرها مصر...ولا هى مش زيها.
استدار سليم برأسه قبل أن يفتح الباب وقال بوتيرة بها نوع من التنبيه ، لكنها أعنف.. وبها الكثير من المعاني الخفية.
تبسم وقال:
ـ متنساش يا سومعة اعتبرها مصر، وهو يشاور ع رأسه بكفه ( ) باااي
خرج وأغلق الباب خلفه.
رمقه اسماعيل بنظرات غيظ وضيق وكراهية شديدة وهو يجز ع أسنانه ويقبض بكفه.
________بقلمي ليلة عادل___&____
_ منزل صباح العاشرة مساء
_ الشرفة
_ نشاهد حور تجلس على المقعد وهي تنظر إلى الشارع لكن بشرود ....
تفكر بكل تلك الأحداث التي حدثت لها في الأسابيع الماضية فحياتها تحولت فجأة من زوجة في بيت مستقر حتى لو كان سجن !! لفتاة مطاردة خائفة لاجئة في بلد غريبة عنها ..
بعد دقائق اقترب منها مصطفى وجلس بجانبها بإبتسامة جذابة ... فهو يفهم ماتشعر به جيدا .. فحاول التخفيف عنها لو قليلاً تحدث .
مصطفى بمزاح رقيق:
ـ مستعدة يا ليندا والا أقول سنوايت الهاربة ؟
نظرت له حور برأسها بإبتسامة رائعة ممزوجة بأنين؛ مستعدة.
مصطفى بتساؤل:
ـ خايفة؟
حور بوجع:
ـ صدقني يا مصطفى أنا والخوف أصحاب من سنين
نظر لها مصطفى بتركيز حاول تغيير تلك الأفكار السلبية بإيجابية:
ـ ليه متشفيش اللي بيحصل بعين تانية غير اللي أنتي شايفاها دي.
حور باختناق:
ـ ازاي يا مصطفى ازاي؟
تنهد بألم ممزوج بتعجب من أمرها أضافت:
ـ الموضوع صعب عليا أوي، إنك تعيش حياتك كلها هربان لاجئ صعبة، واللي مريت بيه صعب أوي،
أنا مستغربة منين جبت الشجاعة دي وازاي لسه واقفة على رجلي انا كنت عامله زى القطة المغمضة زمان.
مصطفى بحكمة ودعم:
ـ جبتيها من الظلم والمرار اللي عشتيه، استكفيتي إهانة عشان كدة صمدتي، بعدين يا حور أنتي ربنا بيحبك وحظك حلو جدا، ربنا وقفلك ولاد الحلال اللي يسعدوكي، مش مرة بل بالعكس أكتر من مرة،
يوم الحادثة ربنا حطني في طريقك وخلاكي تختاريني أنا بالذات دونا عن كل العربيات، اللي كانت واقفة لأن عالم إني قادر أساعدك، وحطني تاني مرة صدفة، برغم إني مابرحش المكان ده، عشان أفتح معاكي موضوع الشقة، يمكن هربتي بس ده كان اختيارك أنتي !! تفكيرك أنتي، لأننا مختارين مش مسيرين؛ وانتي اختارتي إنك تقعدى في الشارع تاني برغم إنك شبه عرفتي عنواني ولسه محتفظة برقمي،
بس برضه اختارتي الهروب وعدم الرجوع ليا،
بس ربنا اداكي فرصة تانية، وقفلك الشيخ صالح و أبرار وماهر عشان تقعدي في القهوة وتترحمي من بهدلة الشارع، وثالث مرة حطني قصادك، عشان أساعدك وأسهلك موضوع الشقة واللى افتكرناه هيخلص فى كم يوم خلص في يوم .. (باستغراب)
كل ده مش مخليكى تفكري بشكل إيجابي إن الدنيا
متساهلة معاكي أوي، وبتفتحلك أبوابها لحياة جديدة، واحدة تانية لو مكنش متوفرلهاش نص اللي اتوفرلك من أول أسبوع كانت اتدمرت، صدقيني دى بداية لحياة جديدة ليكي، خطوات تقدري ترسميها بعيدة عن إسماعيل وشره.
حور بوجع بعين امتلأت بالدموع:
ـ: أنا فاهمة ده وبحمد ربنا أنه عرفني عليك أنت وأهلك كل الحكاية إني بفكر ليه كدة ؟ ليه مكنتش وسط أهلي؟ ليه جوزي ميكنش إنسان سوي؟ ليه أهرب؟ ليه أكدب؟ ليه أعيش طول عمري خايفة لحسن يوصلي؟ ليه أعيش باسم غيري؟ ليه أعيش غريبة مطاردة ؟ ليه يا مصطفى ليه؟
مصطفى بحكمة:
ـ أكيد ربنا ليه حكمة، يعني مثلا احنا لو أمي مكنتش اتعذبت من أبويا واتحدت جدي والمجتمع ، أنا واخواتى كان زمانا ضعنا، أو مكناش هنكون في نفس المستوى التعليمي، يمكن ربنا خلى ابويا كدة وأمي تتحداه وتثور لكرامتها،عشان أنا واخواتي نبقى في المستوى الثقافي والتعليمي ده.
حور بتعجب وضجر برقة:
ـ مافي ناس عادية مش بيحصلهم نفس اللي مرينا بيه، وعايشين عادي ومتعلمين كويس!!
مقبلوش في حياتهم الناس اللى تدفعهم أنهم يثبتوا أنهم قادرين على المواجهة، هو الواحد مينفعش يتعلم من غير وجع؟ لازم وجع وقهر عشان عظمه يقوي؟
مصطفى بوجع:
ـ طبعاً الوجع والحزن وخذلانك في عشمك وطعن أقرب المقربين ليكي،هو اللي بيعلمك محدش بيتعلم من غير ما يتوجع ويتعصر كبده.
حور بحسرة:
ـ عندك حق مستحيل كنت هوصل للشخصية اللي أنا فيها حاليا والشجاعة دي لولا اللي حصلي، أصلك لو شوفتني زمان كنت هتستغرب كنت بريئة اوي، كإني حرفيا طالعة من فيلم كرتون.
مصطفى بتشجيع:
ـ المهم إنك تقفي على رجليكي واللي واجهتيه في حياتك ميهدكيش بالعكس يقويكي.
حور:
ـ أكيد لازم أبقى قوية عشان أعرف أواجه المجتمع اللي أول مرة أواجهه لوحدي.. ( بنظرات خجولة )هو أنت ينفع تبات هنا، أنا مكسوة من خالتك أوي.
مصطفى:
ـ ينفع طبعاً بس أنا لازم أستقبلكم هناك.
حور باحراج ممزوج برجاء:
ـ طب خليك أطول وقت ممكن من فضلك، حقيقي الموضوع صعب.
مصطفى تبسم لها بلطف:
ـ أنا جنبك متقلقيش، افرحي بكرة هيكون ليكي شقة هاتعيشى مستقلة بحريتك، بعيد عن تملك وافترا اسماعيل.
ابتسمت له ابتسامة جذابة.... أكمل مصطفى:
ـ انا هقوم بقى اعملنا كوبيتين شاي مادام هنسهر.
حور:
ـ تمام.
نهض مصطفى .. رفعت حور عينيها نحوه بامتنان .
حور:
ـ مصطفى.
نظرت له مبتسمة برقة.
حور:
ـ شكراً، لو هفضل عمري كله أشكرك مش هوفيك ١٪ من حقك.
مصطفى بإبتسامة جذابة:
ـ شكرى أخدته بنظرة السعادة اللي شايفها دي
تبسم لها وتركها
أخذت تنظر لآثاره بابتسامة جميلة.
بقلمي ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)
_ القاهرة
_ إحدى المستشفيات الحكومية العاشرة صباحا
_ نشاهد ندى تتحرك فى أحد الأدوار، وهي ترتدي البدلة الطبية وتعلق سماعة حول عنقها، وأثناء مرورها أمام إحدى غرف المرضى، انتبهت لتواجد محمد وهو يكشف على أحد المرضى، توقفت بانتظاره.. بعد إنتهاءه وخروجه خارج الغرفة شاهدها.
محمد بتساؤل:
ـ ندى في حاجة ؟
ندى:
ـ عايزة أتكلم معاك شوية.
محمد:
ـ لو بخصوص مصطفى متتعبيش نفسك.
ندى باستعطاف:
ـ أنت هتعمل زيه، بعدين مش هينفع نقف نتكلم هنا تعال نتكلم في الكافتيريا.
نظر محمد لها بعينيه من أعلى لأسفل فهو يعلم جيداً ما تريده، وعلى يقين إذا لم يوافق على التحدث معها ربما تفتعل مشكلة، فهي مندفعة وحادة الطبع ومتسرعة وعصبية جداً،فاضطر للموافقة من أجل تجنب المشاكل.
محمد بايجاب وهو يشاور بايده:
ـ اتفضلي
وبالفعل توجها إلى كافيتريا المستشفى.
_ الكافتيريا
_ نشاهد ندى و محمد يجلسان مقابل بعضهما على إحدى الطاولات....
كانت تنظر ندى حولها باشتياق وشغف وحزن يبدو أنها تذكرت شيء جعلها تبدو هكذا.
ندى بوتيرة ترتجف حزينة وهي تنظر حولها قالت:
كنت على طول بأقعد أنا ومصطفى هنا، على الترابيزة اللي ورا، أسامينا محفورة عليها، (وجهت نظراتها له) كنا نقعد نتكلم سوا بالساعات، ويذاكرلي ونفكر في أحلامنا، وحياتنا ، وفجأة كله راح، كله انهد مبقاش من حقي حتى أسلم عليه، بعد ماكان ليا كل الحق فيه، أنا عارفة إنك إنت كمان ضدي، وإنك مش هتستوعبني، بس أنا مكنتش أقصد كل اللي حصل، أنا بحب وباغير وباموت من الغيرة، مكنتش أقصد كل اللي حصل والله.
محمد بهدوء مصحوب بعقلانية:
ـ ندى أنا مستوعبك جداً، ومقدر موقفك، بس صدقيني أنتي بتجري في ماتش محسوم نهايته، حبك وغيرتك هما السبب في طلاقك، برغم إن كلنا حذرناكي، لكن أنتي مكنتيش شايفة، الحب مش تملك ياندى، الحب حرية، هدوء، راحة، مش قلق مش مشاكل وانزعاج، لكن للأسف، أنتي حبك قلق، و مرض، يمرض كل اللي يقرب منه
ندى بتساؤل مصحوب بنوع من الحدة:
ـ يعني أنت لو شفت عائشة قاعدة مع واحد بتضحك مش هتعمل مشكلة.
محمد:
ـ تفرق.
ندى بعصبية:
ـ يعني إيه تفرق، أنتم عندكم مشاعر واحنا لا، زى ما أنتم كرجالة بتغيرو أحنا بنغير بردو.
محمد بانزعاج:
ـ بتتعصبي ليه دلوقت ممكن تديني فرصة أفهمك.
ندى بتهكم:
ـ لأنك بتتكلم زيهم.
محمد باستهجان:
ـ لأنك غلط يا ندى، لازم تفهمي بقى هو دة سبب طلاقك من مصطفى، عصبيتك واندفاعك اللي من غير سبب، وغيرتك ع أقل شيء اهدي شوية.
ندى بضيق:
ـ ماشي غلطت، يزعل مش يطلقني وينسى كل الحب ده.
محمد:
ــ ندى أنتم من وأنتم مرتبطين بينكم مشاكل كتير، وافتكرنا إن جوازكم ممكن يهديكي شوية ويعقلك، بس للأسف جنونك زاد.
ندى بحدة:
ـ أنا عارفة إنك أنت اللي بتسخنه عليا وبتغير مني.
محمد بتعجب وهو يرفع حاجبيه ويلوي شفتيه:
ـ أغير منك !!!! .
ندى بغضب:
ـ أيوة بتغير مني، و اتأكد أول مانرجع مش هخليه يعرفك تاني .... نهضت وتركته .
ضحك محمد عليها وضرب كفا على كف.
فى أحد الأماكن الصحراوية السادسة مساءً
ـ نشاهد سليم يجلس في سيارته من الخلف ويجلس بجانبه رجلا يبدو أنه في الخمسينات من عمره وهو يرتدى بدلة أنيقة ويدخن سيجار فاخر، ويبدو عليه الفخامة.
الرجل بتساؤل:
ـ يعني إسماعيل مش هيكون معانا المرة دي.
سليم بتوضيح:
ـ لا مراته هربت وبيدور عليها ودماغه مش فيه، حتى أنور إداله إجازة، بس متقلقش بــإسماعيل أو من غيره كل حاجة جاهزة.
الرجل:
ـ يعني التسليم في الميعاد
سليم بنبرة بها نوع من الاستهزاء مصحوب بقوة:
ـ فيه ايه يا نون، أنت مش واثق فيا، يعنى أظن اسماعيل ده مجرد ورقة مالهاش لازمة، في غيرها كتير يتمنو بس يكونو من رجالة سليم الراوي،
نظر سليم أمامه و تنهد وسند رأسه على مؤخرة الأريكة بملل وقال.
سليم بزهق:
ـ يلا انزل يا ناصر على عربيتك عشان أنت لسانك فلت منك أوي.
ابتلع ناصر ريقه بتوتر:
ـ أنا مقصدش يا سليم انت كل في الكل إحنا مصدقنا انك رجعت تاني.
وجه سليم نظرته له بابتسامته المعتادة:
ـ ولا يهمك بس خد بالك بعد كدة.
بقلمي ليلة عادل (•‿•)
_في إحدى الفيلل المجهولة المكان السابعة مساءً
_ نشاهد مجموعة من الرجال أقوياء البنية يحاوطون المكان بشكل مكثف، وهم يحملون السلاح، البعض يقف والبعض يتجول، وبعض كلاب الحراسة التي تتحرك في الحديقة وهي حرة غير مقيدة.....
نقترب من مبنى الفيلا، ثم إلى الداخل تدريجياً ...
_نشاهد فيلا مهندمة المظهر بشكل ملحوظ ..
ثم نستمع الى صراخ يأتي من الطابق العلوي، دخل أحد الرجال مرتديا بدلة ،والذي يبدو من مظهره أنه رئيس الحرس، أثناء سيره تهبط إحدى الخادمات الدرج من الأعلى، ويبدو على ملامحها الانزعاج.
الرجل بتساؤل:
ـ مالها ؟؟
الخادمة بانزعاج:
ـ هي مبطلة صريخ يا شاكر.
شاكر:
ـ طب روحي أنتي يا نرجس وحضري لها الغدا.
ذهبت هي في الإتجاه الآخر، وصعد هو الدرج حيث الغرفة، وعند وصوله فتح الباب بالمفتاح فور فتحه نجد تلك الفتاة التي كان يمسك إسماعيل صورتها ؟؟؟
ياترى مين دي وهما فين ؟؟
رجاء محدش ينسى يضغط على النجمه تفاعلكم يهمني