رواية الماسة المكسورة الفصل السادس 6 بقلم ليلة عادل
فصل السادس
[ بعنوان ،بداية جديدة]
_ في إحدى الفيلل المجهولة المكان السادسة مساءً
_ نشاهد مجموعة من الرجال أقوياء البنية يحاوطون المكان بشكل مكثف، وهم يحملون السلاح، البعض يقف والبعض يتجول، وبعض كلاب الحراسة التي تتجول في الحديقة بحرية اقترب من مبنى الفيلا، ثم إلى الداخل تدريجياً، نشاهد فيلا مهندمة المظهر بشكل ملحوظ، ثم نستمع إلى صراخ يأتى من الطابق العلوي، دخل أحد الرجال مرتديا بدلة، الذى يبدو من مظهره أنه رئيس الحرس، أثناء سيره تهبط إحدى الخادمات الدرج من الأعلى، يبدو ع ملامحها الانزعاج؟
الرجل بتساؤل:
ـ مالها.
الخادمة بانزعاج:
ـ هي مبطلة صريخ يا شاكر !!!!.
شاكر:
ـ طب روحي أنتي يا نرجس وحضري لها الغدا؟
ذهبت هى في الاتجاه الآخر، وصعد هو الدرج حيث الغرفة، وعند وصوله فتح الباب بالمفتاح، فور فتحه نشاهد تلك السيدة التى كان يمسك إسماعيل صورتها حين كان بمكتبه وهي بحالة يرثى عليها كانت تبدو في منتصف الثلاثينات من عمرها ؟؟؟
شاكر ببرود:،
ـ خير !!!
تقترب منه بشده السيدة بصراخ بقوتها:
ـ افتح الباب ده ... حرام عليكم سبوني.
شاكر بهدوء ولكن بنظرات تخيف، ببرود:
ـ وبعدها معاكي، لازم تفهمي مهما حاولتي تهربي، وتصرخي مش هتوصلي لحاجة وأديكي جربتى كتير وموصلتيش لحاجة.
سيدة برجاء وبكاء:
ـ طب افتح الباب أرجوك.
شاكر بهدوء:
ـ لازم تفهمي إني مش عايز أحبسك لكن أنتي إللي بتحاولي تهربي، فكان لازم تتعاقبي.
سيدة بحزن واستسلام:
ـ خلاص مش هاهرب تاني بس. عايزة أشوف ابني، واخرج بره الأوضه دي، والله ما ههرب تاني.
شاكر بتحذير:
ـ مدام عبير أنتي مش محبوسة، ولا بتتعاملي معاملة سيئة، فأرجوكي متخلنيش أتعامل معاكي بشكل ممكن يزعجكك مفهوم.
عبير تمسح دموعها وهى تهز رأسها بايجاب واستسلام:
ـ حاضر بس أشوف تيم.
اشار شاكر بايده لها:
ـ اتفضلي معايا.
تخرج عبير مع شاكر وتوجها إلى إحدى الغرف ..
فور فتح شاكر الباب تركض عبير ع طفلها، الذى يبدو أنه يبلغ من العمر عشر سنوات أخذته بين أحضانها وهي تبكي بخوف وتقبله برعب و توتر .
اقترب منها شاكر بهدوء مصحوب بتساؤل واستغراب:
ـ أنتي خايفه ليه كدة؟؟ ده احنا بنعاملك كإنك في فندق سبع نجوم، اللي بتتمنيه بيجيلك، عموماً دى آخر مرة، لو حاولت تهربي تاني هسيب خيالك يشرحلك ممكن أعمل فيكي ايه؟
تركها ورحل وأغلق الباب بقوة
تبكي عبير على حالها وتشد رأس طفلها بين أحضانها وتقبله من رأسه وهى تبكي. وتقول .
عبير:
ـ متخفش يا حبيبى. بابا أكيد هيوصل لنا وينقذنا .
بقلمي ليلة عادل
_ إحدى الحدائق القاهره السادسه مساء
_ نشاهد محمد وعائشة يجلسان على إحدى المقاعد مع الحفاظ على مسافة بينهما ويتحدثان.
محمد بحنو ونظرات حب:
ـ عاملة ايه في المذاكرة ؟
عائشة تهز راسها بايجاب:
ـ تمام الحمد لله.
محمد باهتمام:
ـ عايزك تشدي حيلك الامتحانات خلاص قربت.
عائشة بإطمئنان:
ـما تقلقش إن شاء الله خير.
محمد:
ـإن شاء الله .... أنا لقيت شقة كويسة وفي مكان معقول بس للأسف مافيش فلوس.
عائشة بتساؤل:
ـ طيب هتعمل ايه ؟ .
محمد:
ـ بفكر آخد قرض.
عائشة برفض:
ـ لا يا محمد مش عايزين نبدأ حياتنا بحاجة حرام علشان ربنا يبارك لنا فيها.
محمد:
ـ بس مافيش حل غير ده.
عائشة:
ـ نقدر ندخل جمعيات، كدة كدة مش هنتجوز غير لما أتخرج، يعني لسة بدرى، وهنلحق نجمع فلوس الشقة، و لو ما لحقناش عادي نتجوز مع طنط ونحوش واحنا متجوزين.
محمد بتعجب مصحوب بمزاح لطيف:
ـ أول مرة أشوف واحدة هي اللي بتقترح تقعد مع حماتها هي أمي سحرتلك ولا ايه ههه؟
عائشة وهى تضحك:
ـ ههههه لا، بس طنط طيبة وبتحبني ووثقه أنها هتعاملني زي بنتها.
محمد بحب:
ـ وبنها كمان بردو والله.
عائشة بمكر:
ـ كمان إيه.
محمد بغمزة:
ـ طيب.
عائشة بضحكة خبيثة:
ـ هههه طيب.
محمد:
ـ عندك شك ؟
عائشة:
ـ لا طبعاً.
محمد بنوع من جدية ولطف:
ـ احم أنتي لسه زعلانة مني بسبب البنت اللي اسمها حور.
عائشة:
ـ لا.
محمد بلطف:
ـ صدقيني انا بجد خايف عليكم وبتكلم لمصلحتكم الدنيا مش أمان، الناس مش طيبة زي ما انتي فاكرة، ما تخليش طيبتك تعميكي.
عائشة بتفهم:
ـ فاهمة يا محمد، بس أنا واثقة إنها إنسانة كويسة.
محمد:
ـ أتمنى ... ايس كريم.
هزت عائشة رأسها بنعم وابتسامة رقيقة، نهض محمد و جلب لها إيس كريم وأخذت تتناوله بسعادة.
بقلمي ليلةعادل(◔‿◔)
_ الاسكندرية.
_ أمام عمارة مصطفى الثانية مساء
_ نشاهد نبيلة وصباح وجمال ومعهم فتاة ترتدي. عباية سودا ونقاب بشكل خليجى يبدو أنها حور، يهبطون من التاكسى ومعهم حقيبة سفر كبيره، وكان يقف في انتظارهم مصطفى ..
فور هبوطهم، اقترب منهم مسرعا وهو يقول بصوت عالي قليلا.
مصطفى بترحيب حار:
ـ ليندا حمد لله ع السلامة.
ابتسمت حور من أسفل النقاب وقالت:
ـ الله يسلمك.
صعدو المصعد وخلال توقفهم.
حور بتساؤل:
ـ احنا هنستلم الشقة على طول ولا ايه.
مصطفى:
ـ يعني كم ساعه كدة وعمى جمال يكلم مفيد .
((بعد ساعة ))
في إحدى الشقق السكنية، التي يبدو أثاثها يشبه أثاث شقق المصايف... كان بهى انتريه صغير خشبي وسفرة خشبيه وتلفاز وغرفة نوم بها سرير صغير ودولاب خشبي. ومطبخ بسيط ...
ثم نشاهد مصطفى وجمال وصباح ونبيلة ومعهم رجل في أول الستينات يبدو انه مفيد، يتجولون في الشقه.
مفيد:
ـ الشقة مش محتاجة حاجة هو كم سجاده كدة وخلاص.
صباح:
ـ دى ناقصها ياما يا مفيد، بس مش مهم احنا هانجيب الناقص ويمكن نغير العفش.
مفيد:
ـ براحتكم، خلاص نسمي الله ونمضى العقود عجبتك يا مدام ليندا ؟
حور بتمثيل:
ـ آه جميلة عجبتني، وكفايه إني هبقى جنب خالاتي وخصوصاً بلبله قلبي.
نبيلة:
ـ حبببتي.
مفيد:
ـ مبروكة عليكي الشقة.
حور:
ـ الله يبارك فيك .
((بعد وقت))
_ في منزل مصطفي
_ نشاهد الجميع يجلسون على طاولة السفرة وبدأ مفيد في كتابة العقد ومضى مصطفى عليه وبعد وقت رحل كل من مفيد وصباح وجمال زوجها، وفور خروجهم رفعت حور نقابها.
حور:
ـ اوف انا شكلي هاخد وقت لحد متعود على النقاب.
مصطفى:
ـ كل حاجه في بدايتها بتكون صعبه مع التعود خلاص.
حور:
ـ عندك حق.
نبيلة:
ـ أنآ هديكي بطانية وملايا على كم معلقة وطبق وحلة عشان اللى فوق مانضمنهمش ونبقى نشوف الناقص بقى ونشتري.
حور:
ـ ماشي .
نبيلة:
ـ بس أنتي هتباتي معانا لحد ماننضف الشقة ونجبلك الحاجات الناقصة.
حور برفض:
ـ لا أنا هنام فيها
نبيلة:
ـ اسمعي الكلام، الشقة متبهدلة..
حور برجاء:
ـ من فضلك سبيني على راحتي.
شعر مصطفى أنها لا تريد أن تمكث معهم بسبب تواجده هو وايهاب فقال.
مصطفى بلطف:
ـ انا هروح أبات عند خالتو أنا وايهاب فاخليكي بايته مع وماما وعائشة.
حور بتوضيح ورفض:
ـ لا ليه خليك، انا فعلا حبه انام فيها، أنا عايزة أتعود عليها، وأحس إن أخيرا بأمتلك حاجة، وبعدين والله أنضف من عربية القطر. تبسمت بخفه.
نبيلة بمزاح:
ـ راحتك يا عنيدة
تبسمت لها حور .
مصطفي باهتمام:
ـ حور أنا كلمت صفوت زميلي، كان محتاج سكرتيرة تساعده وأنا رشحتك، هتاخدى ألف مرتب، من عشرة الصبح لحد ٦ المغرب وفي أيام من ٦ المغرب لحد ١١ بالليل.
حور بتوتر:
ـ يعني هعمل ايه.
مصطفى بتوضيح:
ـ هتكتبي أسماء المرضى، وتنادى عليهم بالترتيب، وبعض الأعمال الكتايبه، ممكن تساعدي في أي حاجة الموضوع بسيط مش مُتعب.
حور بتوتر:
ـ بس أنا مش هعرف أشتغل الشغلانة دي.
نظر لها مصطفى بابتسامة لطيفة فهو فهم أنها خايفه من التواجد في الخارج بشكل مستمر وربما يعرف إسماعيل مكانها فحاول طمأنتها .
مصطفى بلطف:
ـ ليه خايفة ؟؟ هتبقى بنقاب محدش هيعرفك، وبعدين المكان دة كويس، ومش هيطلب منك ولا بطاقة ولا أي أوراق.
نبيله:
ـ انتى اصلا معاكي ايه يا حور ؟
مصطفى:
ـ تصدقي نسيت أسألك سؤال دة ؟
حور ابتلعت رأيها نظرت لهم برتباك:
ـ انا انا مش متعلمه ، يدوب حاجات بسيطه اللى بعرف أعملها.
نظر لها مصطفى ونبيلة في آن واحد باستغراب فكيف لفتاة مثلها لا أن تكون غير متعلمه فهي تبدو من طريقة حديثها أنها متعلمة ومثقفة.
مصطفى باستغراب:
ـ مش متعلمه ازاي؟
حور بأسف:
ـ متعلمتش لأن أهلى فقراء ، و وو اسماعيل اتجوزنى صغيرة، زى مقولتلكم، وهو رفض إني أتعلم.
نبيلة بتعجب واستهجان:
ـ رفض ليه، المفروض حتى يعلمك تقرأي وتكتبي، عشان تكوني واجهة ليه، هو الافترى للدرجة دي حسبي الله ونعم الوكيل.
ارتسمت على شفتي حور نصف ابتسامه حزينة مليئة بالوجع وخيبة الأمل .
حور تنهدت بألم:
ـ كتير اتكلمت معه، في الموضوع ده، لأني كنت باتحرج أوقات كتيرة، بس هو كان بيرفض، خايف أتعلم، كان خايف أفهم، كان .
صمتت قليلا تغيرت ملامح وجهها كأنها أدركت أنها تقول اشياء لا تريد أن تفصح عنها لهم !!!
حور بتلعثم خفيف:
ـ احم يعني مكنتش عنده أسباب مقنعه، هو مفتري ومريض.
مصطفى:
ـ مابتعرفيش خالص.
حور:
ـ يعني عارفة الحروف وبعرف أكتبها وحافظة الارقام، وكمان يعني بستهجى بس باخد وقت كبير عشان أعرف أقول الكلمة، بس مش بالضروري تطلع صح يعني، فهمني.
نظر لها مصطفى بحزن وهو يهز رأسه بإيجاب:
ـ فاهمك.
نبيلة:
ـ بس أنا حاسة إنك متعلمة ماشاءالله عليكي بتفهمي
حور بتوضيح:
ما أنا قولت لحضرتك أنه علمني الاتيكيت وشوية حاجات وأنا طورت نفسي عن طريق الفيديوهات اللي كنت بشوفها واللي ساعدنى أكتر في البيئة اللي كنت عايشة فيها.
مصطفى:
ـ أنا هعلمك.
حور:
ـمش عايزه اتعبك.
مصطفى:
ـ بالعكس مافيش اى تعب، ولحد ماتتعلمي، هشوفلك حاجة تانية مؤقتة لحد حتى ما أعلمك تقرايئ على لاقل.
نبيلة:
ـ وممكن تسجلي على التليفون أسماءهم، يعني مثلا، المريضة هبة حسني، رقم واحد، شريف حماد رقم ٣ وكدة .
مصطفى:
ـ هي فكرة كويسة بس مش عملية لان موضوع ممكن يعدى موضوع الاسماء لو كانت اسماء بس كان هيبقى سهل.
حور بتأييد:
ـاه بظبط هو ده اللى خلاني اقول مش هعرف انا بعرف اقراء الأسماء.
نبيلة بتسأل:
ـ طب والعمل إيه، هي لازم تشتغل، هتجبلها الشغلانة التانية فين ؟ وهي معهاش أي إثباتات و أي مكان هيطلب بطاقة على الأقل.
مصطفى:
ـ ممكن أشغلها في كافيتريا المركز اللي شغال فيه، ومادام تبعي محدش هيسأل على حاجة ودي يا ستي هتقدمي طلبات بس وتبيعي.
حور:
ـ ماشي موافقة.
نبيلة بتساؤل:
ـ والأوراق لو سكتو النهارده بكرة لا.
مصطفى:
ـ هتتحل.
حور بخجل:
ـ أنا حاسة إنكم مشغولين أوي بيا، أنا حقيقي آسفة إني مسببة ليكم كل القلق ده.
نبيلة بتودد:
ـ أوعي تقولي كدة تاني.
مصطفى:
ـ من بكرة هبدأ أعلمك، وكمان هخلي عائشة تبقى معاكي وأنا مسافر، و إن شاء الله على أول الشهر تكوني على الأقل بتعرفي تقرأي كلمات وبعض الجمل.
حور بابتسامة عريضة:
ـ متشكرة أوي يا مصطفى.
نبيلة:
ـ انا هقوم احضرلنا الغدا اعملي حسابك هتتغدي معانا اوعى تقولى لا فهمه.
مصطفى بمزاح:
ـ بظبط مش كل شويه اعتراضي
حور تبسمت برقه:
ـ مش هاعتراض بس ممكن اجي اساعدك.
نبيلةتنهدت:
ـ تعالي.
_ وبعد وقت
_ السفرة
_ نشاهد مصطفى وحور ونبيلة يجلسون على السفر وكان عليها مكرونه وفراخ وسلطة.
مصطفى وهو ممسك بشوكة:
ـ تسلم ايدك يا امي .
نبيلة : الحقيقة تسلم ايد حور هي اللي عملت الاكل كانت بتضحك عليا، تقولي هقطع البصله الاقيها خلصت، هسلق المكرونه لاقيها بتسبك الصلصه هههههه ماشاءالله عليها.
حور:
ـ مينفعش اكون واقفه واسيب حضرتك تعملي حاجة
نبيلة باعجاب:
ـ شكلك بنت اصول وامك معلماكي كل حاجة على اصولها.
حور باقتضاب:
ـ يعني حاجة زى كدة، أمال فين ايهاب وعائشة.
مصطفى:
ـ شوشو في الجامعه وايهاب في، شغل.
حور:
ـ يجو بسلامه.
نبيله:
ـ ركزاوه في الاكل بقى الف هنا.
لكن ننتبه طريقه تناول حور الطعام التى يبدو عليها الرقي.
***********************
_منزل حور التاسعة مساءً
_نشاهد حور وهي تدخل الشقة وهي تحمل بين يديها بطانيه وملايا، وكيس بيه ادوات مطبخ، أخذت تنظر لها فهي متسخة بالأتربة لكن ليس بشكل كبير ...
وضعت البطانيه والملاية وكيس ع الاريكة وخرجت خارج الشقة ...
(( وبعد وقت))
_ نشاهد حور تدخل الشقة وهي تحمل كيس به منظفات ..
بدأت بخلع ملابسها ثم بدأت بتنظيف الشقة بأكملها دون كلل أو ملل ..
وبعد عدد ساعات انتهت حور من نظافة الشقة وأخدت حمام دافئ و ذهبت في ثبات عميق.
_____بقلمي ليلة عادل _____
((اليوم التالي ))
_ منزل حور الواحده ظهرا
_ نشاهد حور وهي في سبات عميق بعد دقائق نستمع لصوت جرس الباب تبدأ بالتململ على الفراش انتبهت للصوت ... نهضت وذهبت لكي تفتحه، كانت نبيلة ومعها صينية بيها فطار فول وطعمية وبطاطس وبتنجان.
نبيله بابتسامة:
ـ صباح الخير نايمة لسة؟
حور وهى تحاول التركيز بنعاس خفيف:
ـ لا كنت بصحى، اتفضلي هاتي عنك.
أخذت منها الصينية وتحركت خلف نبيلة التي كانت تنظر حولها بانبهار وعدم تصديق !
التفتت لحور االتي تضع صينية الطعام على الطاولة.
نبيله باستغراب:
ـ أنتي نضفتي الشقة؟!
رفعت حور جسدها والتفتت لها وهي تهز رأسها بايجاب:
ـ آه.
دخلت نبيلة الغرف والمطبخ والمرحاض وكانت تنظر بانبهار وعادت وهى تقول.
نبيله بتعجب شديد فكيف لها أن تقوم بتنظيف الشقة بأكملها بمفردها وتجعلها فائقة النظافة ؟
نبيلة بتعجب:
ـ عملتي كل ده لوحدك !!!
حور ببساطة وتوضيح:
ـ آه يعني الشقة مش مفروشة، وعفشها مش كتير فده سهل عليا أنضفها وماتعبش.
جلست نبيلة على مقعد السفرة الخشبي وهى تقول بنبهار:
ـ لا شكلك شاطرة اوي وست بيت، بس كنتي استنى أساعدك، وجبتي حاجات التنضيف منين.
جلست حور بالمقعد مجاور لها وهي موجهة جسدها في زوايتها بتوضيح.
حور:
ـ حضرتك ناسيه انى لسه معايا فلوس باقيه من فلوس الدهب، اللى بعته، نزلت اشتريت، وكمان عرفت الحاجات المهمة اللي محتاجة أشتريها، كم طقم سرير، وكم فوطه مع كم الحله والطاسة وكم طبق و براد ودستت كوبايات، وكفايه سجادة واحدة.
نبيله بلطف:
ـ هنجيب كل حاجة وبطانية كمان البطانية دي مش هتكفيكي، والسجاد مهم ياحبيبتى يدفيلك الشقة. واحدة ايه بس اللي تكفي وستاير كمان.
حور بعدم اهتمام:
ـ بالنسبة ليا الجو مش مستاهل أنا بفكر أنقل الشاشة للاوضه وقعدتى كلها تبقى فيها، هي بقى اللي هجيب فيها سجادة وستارة ممكن أجيب موكيت للصاله.
نبيلة برفض:
ـ لا اسمعي الكلام، بعدين هنجيب حاجة حاجة دي خلاص شفتك لازم توضبيها
حور:
ـ إن شاءالله.
نبيلة:
ـ يلا مدي ايدك و كلي، واعملي حسابك كل يوم نفطر سوا، العيال بتسبني من صباحية ربنا وباقعد لوحدي أفطر وأتغدى اعملي حسابك النهارده هأكلك صينية سمك و رز صياديه.
حور بابتسامة:
ـ بس كدة عنيا، بس ممكن بلاش كل يوم فول وطعمية وبتنجان القولون عندي مش هيتحمل.
نبيلة بمزاح:
ـ تاكلي مربى وقشطه.
حور بابتسام:
ـ أي حاجة من ايدك جميلة.
نبيلة وهى تربت ع قدميها:
ـ حبيبتي يلا كلي بسم الله.
بدأت حور بتناول الطعام لكن بتحفظ شديد فكانت لا تاكل كثير وتأكل العيش فارغ معظم الوقت.
انتبهت لها نبيلة وقالت بتساؤل مصحوب باستغراب:
ـ شكلك مالكيش بالأكل ده .
حور بتوضيح:
ـ الصراحة مش اوي كترهم بيتعبني، يعني بعد عمليتي و.
صمت لوهله ونظرت لها وهى تحرك عينيها يبدو انها كانت على وشك نطق بشيء لا تود التحدث به اكملت بذكاء:
ـ الزايده، شالت الزايده، وكنت لسه واكله نفس الأصناف دي اول إمبارح مع عم ماهر، بعتذر منك يا هانم مقصدش اقلل من الفطار، تسلم ايدك حقيقي.
نبيلة بتساؤل:
حبيبتي فاهمه سلمتك، امال اسماعيل كان بيأكلك ايه ؟
حور:
ـ يعني المعظم تفاح، مربى، وجبنة، زبدة اومليت.
نبيله بمزاح:
ـ أكل ذوات يعني.
حور تبسمت:
ـ يعني.
نبيلة:
ـ: بكرة هجيبلك لانشون وجبنة، يلا كلي كويس دلوقتي عشان هنلف كتير.
وبالفعل بدأت حور بتناول الطعام.
وبعد وقت ... نشاهد حور ومعها نبيلة تتجولان في شوارع الاسكندريه وتقومان بشراء بعض النواقص في الشقة .
______بقلمي ليلةعادل _______
_ القاهرة
_شركة الراوي الرابعه مساء
_مكتب ياسين
_ نشاهد ياسين يجلس على مكتبه وينظر في بعض الأوراق بتركيز شديد، فجأة فتح رشدي الباب بشدة وبغضب شديد كإن هناك مصيبة حدثت، فزع ياسين قليلا من طريقته.
ياسين بتعجب:
ـ في ايه يا رشدي مش تخبط.
أغلق رشدي الباب بقوة وتقدم قليلا وهو يقول بغضب:
ـ أنت ازاي يا أفندي، تدي إجازة أسبوعين، للعمال؟
نهضت ياسين بانزعاج وهو يقول بتوضيح:
ـ الناس بقالها ٧ شهور ما أخدوش إجازة يوم واحد، حرام دول بني آدمين مش بهايم لازم يرتاحو.
رشدي بغضب:
ـ والكومباوند اللي لازم نسلمه خلال ٣ شهور هنعمل فيه ايه؟
ياسين:
ـ أسبوعين مش هيأثرو في حاجة كان لازم نديهم إجازة علشان يريحو ويرجعو يشتغلو كويس.
رشدي بغضب واستهزاء وهو ينظر له من اعلى لاسفل:
ـ وأنت إيه أصلا علشان تاخد قرارات وتتحكم.
ياسين بغضب وهو يشير له باصبعه بحزم:
ـ رشدي الزم حدودك مش علشان أنت الكبير هسمح لك تتكلم معايا بالشكل ده، الشركة بتاعتنا كلنا مش بتاعتك لوحدك ومن حقي آخد أي قرار.
ازداد اشتعال غضب رشدي و أعطاه لكمة في وجهه..
وضع ياسين يده على وجهه بألم و نظر لرشدي بصدمة
سحبه رشدى من ثيابه و هزه وهو يقول:
ـ ما بقاش إلا عيل كمان يرد عليا.
حاول ياسين إبعاده عنه برغم قدرته أن يرد له الضربات ولكنه يحترم أنه أخاه الاكبر...
قال له ياسين وهو ينزع يده:
ـ أوعى كدة أنا محترم إنك أخويا الكبير.
رشدي:
ولو مش محترمني هتعمل ايهذ؟
كاد أن يعطى له لكمة أخرى ...
في تلك اللحظة شخص ما فتح الباب بقوة ... كان سليم.
سليم بصوت عالي يتحدث بعنف وببحة رجولية .
سليم:
ـ رشـــدي
نظر رشدي خلفه بصدمة فهو يعرف أن سليم لن يتهاون في حق ياسين أبداً.
اقترب سليم منه بغضب ودون أن يتفوه بأي كلمة أعطاه لكمة قوية أوقعت رشدي أرضاً....
جذبه سليم من ثيابه وأعطاه لكمة أخرى وهو يقول بغضب وهو يدقق النظر داخل عينه.
سليم:
ـ قولتلك مليون مرة وحذرتك إنك تمد ايدك أو تقل أدبك عليه أو على أي حد من اخواتنا.
رشدي بتبرير وجبروت:
ـ واحد قليل الأدب و لازم يتربى .
قاطعه سليم بعنف وقوة لكن بوتيرة هادئة و بتهديد.
سليم:
ـ اللي عايز يتربى هو أنت، أنت فاكر إني علشان ساكت لك، مش قادر عليك، أنا عديتلك كتير، بس خلاص من هنا و رايح الحرف بحساب.
تدخل ياسين محاولا فض هذا الاشتباك بينهما.
ياسين بطيبه:
ـ سليم خلاص علشان خاطري .
لكن دفعه سليم بعيدا واقترب من رشدي وقال بتحذير وقوة أكبر وهو يحدق في عينيه:
ـ لآخر مرة بأحذرك يا رشدي، بعد كدة هتشوف مني وش أنت عارفه كويس، أحسن لك ما تخليش الوش ده يطلع، واختفي من قدامي حالا ، يلاا.
رمقه رشدي بغضب وضيق من اعلى لاسفل، و خرج للخارج لأنه يعلم غضب سليم جيداً، و يعرف أنه من الأفضل تجنب هذا الإعصار الذي من الممكن أن يفتك به.
بعد خروج رشدي ....
نظر سليم لياسين بغضب:
ـ أنت ازاي تسيبه يمد ايده عليك؟
ياسين بحزن:
ـ ما أقدرش أعمل حاجة لأنه أخويا الكبير.
اقترب سليم منه بحنان:
ـ قلتلك قبل كدة رشدي ما ينفعش معاه الأدب، هو ما احترمش نفسه و لا احترم أنه الكبير، و ماينفعش يمد ايده على أخوه الصغير.
ياسين بطيبة:
ـ يلا ربنا يسامحه.
ضربه سليم ضربة خفيفة على كتفه بعدم رضا وضيق.
سليم:
ـ و الله طيبتك دي اللي مودياك في داهية ياسين أنت أخو سليم مينفعش تبقى ضعيف فاهم.
ياسين بمزاح:
_هههه طالع لك.
ترتسم على وجه سليم ابتسامة:
ـ ههههه بتهيئلك
ياسين بلطف:
ـ ماحدش يعرفك قدي، أنا أعرفك حتى أكتر ما أنت تعرف نفسك، أنت أطيب قلب في الدنيا، بس ما بتحبش تظهر ده لحد، دائماً بتحب تظهر سليم الجامد الغامض، اللي الكل بيعمله ألف حساب، و بيخفي غضبه اللي ممكن يحرق الدنيا كلها.
سليم بمزاح:
ـ ههه طيب خلي بالك مني بقى.
ياسين:
ـ لا مش هخاف منك لأني عارف إني غالي عندك .
سليم بلطف:
ـ أنت مش أخويا يا ياسين أنت ابني, أي نعم الفرق بيننا مش كبير بس بحس إنك ابني أنت الخير اللي في العيلة دي و الله.
ياسين بضحك:
ـ عندك حق و الله. أنت مش كنت مسافر ؟؟
سليم:
ـاممم بس أعمل ايه بابا طلب شوية شغل. خلصتهم وطالع على المطار دلوقت.
ياسين:
ـ مش هتجيب ماسة معاك.
سليم:
ـ موضوع ماسة منتهي، ماسة مستحيل تدخل قصر الراوي، طول ما هما حابسين نفسهم في عصر المماليك وفي الأفكار الرجعية بتعت العبيد والسادة.
ياسين بسخرية مازحاً:
ـ عندك حق والله مش فيتها كتير عائلة سيكووو .
(◔‿◔)بقلمي ليلةعادل
احد الكافيهات الخامسة مساءً
نشاهد سلوى تجلس على احد الطاولات وهى تمسك هاتفها وتطلع عليه بتركيز بإبتسامة حزن ممزوج بشتياق كانت تشاهد صورها هي وذلك الشاب الذي قابلها في الجامعه وكان يبدو عليهم السعاده وبعد ثواني.. زفرت بوجع واخذت تبحث بالارقام .. ورفعت الهاتف على اذنها بعد ثواني تقول بضيق
سلوى:
ـ ردي بقى يا ماسة بقى؟ شكل الزفت اخد منها تليفون حسبي الله ونعم الوكيل فيه.
هبطت الهاتف وقامت بالبحث عن اسم اخر ثم رفعت الهاتف مره اخرى على اذنها ..
سلوى:
ـ الو سليم ماسة فين ؟ مسافره؟ طب مافيش رقم طيب اكلمها عليه ؟ ماشى سليم بس من فضلك متخليش مكي يحاول تانى يقبلنى سلام.
وبعد دقائق اقترب منها طارق وهو يمسك بيده علبه فشار بابتسامه حب.
طارق وهو يجلس على المقعد المقابل لها ويقدم لها الفشار:
ـ اتفضلي الفشار بالجبنه.
رفعت سلوى عينيها عليه وغلقت الهاتف
سلوى:
ـ ميرسي.
طارق بتسأل:
ـ ها نويتي تقوليلى مين هو الشاب ده ؟
تنهدت سلوى وعادت بظهر على ظهر مقعد وقالت:
ـ ده كان خطيبى مش انا قولتك قبل كدة انى كنت مخطوبه وكنت هتجوز خلاص ، هو ده مكي.
طارق:
ـ اه انا فاكره حتى قولتلى بسبب اختلاف في وجهات النظر.
سلوى:
ـ اممم بظبط اختلاف في وجهات النظر بس هو لسه عنده امل نرجع وده بقى شبه مستحيل.
طارق:
ـ لسه بتحبيه؟
سلوى:
ـ لو لسه، كنت اديته فرصه ومكنتش وافقت على ارتباطنا ؟ اديك شايف هو اللي لسه بيحاول.
اقترب طارق منها ومسك يدها بحب:
ـ انا أوثق في ده بس هيفضل يطاردك لحد امتى ؟
سلوي بزهق:
ـ معرفش بس اكيد مجرد مايكون في حاجه راسمي هيبعد وانا هكلم اختى تخلى جوزها يخليه يبعد عنى ماهو الحرس الخصوصي ليه.
طارق:
ـ ماشي.
كل ذلك كانت يتوقف ذلك الشاب الذي اتضح
انه مكي حارس الشخصي لسليم متوقف بعيد يشاهد ما يحدث وهو يجز على اسنانه امسك هاتفه وقال:
ـ هبعتلك صوره لدكتور فى جامعه اسمه طارق هتلى معلومات عنده واغلق الخط وهو يقول لما نشوف اخر عندك انتى واختك ايه ؟
بقلمي ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)
_ جامعة عين شمس
_ كلية الأسنان السادسة مساءً
_ نشاهد عائشة تقف مع بعض صديقاتها أمام البوابه من الخارج، يبدو أنهم في انتظار سيارة .
إحدى صديقاتها و تدعى(سها)
ـ كدة طبعاً مش هنشوفك يومين .
عائشة بتعب وهى تتنهد:
ـ والله تعبت يا سها، حقيقى الموضوع بقى مرهق، أنا بحمد ربنا إني مش في طب بشري، كان زماني موت من كتر سفري كل شوية.
صديقة أخرى (نسرين)
ـ من رأيي تقعدي في بيت الطالبات .
عائشة بتأييد:
ـ هعمل كدة فعلاً السنة الجاية، لأن الموضوع طلع مرهق بشكل كبير، هتكلم مع ماما في الموضوع ده.
سها: أواقعدي في شقة مصطفى مش هي لسه معه.
عائشة بتفسير:
ـ اممم بس مش هيوافقو أقعد لوحدي؟
وأثناء تحدثهم اقترب منهم رجل ذو شعر أبيض مهندم المظهر يتميز بالوسامة رغم أنه يبدو في الستينات من عمره تنظر له سها وقالت لعائشة وهي تشير برأسها نحوه.
سها:
ـ شوشو.
نظرت عائشة باتجاه اشارة صديقتها، وحين رأت ذلك الرجل وهو يقترب وعلى وجهه ابتسامة ..
جزت عائشة على أسنانها بضيق شديد، أشارت سها بعينيها لباقي الصديقات ليرحلو وبالفعل بدأو بالتحرك بعيدا عن عائشة, ليقترب الرجل منها..
الرجل:
ـ ازيك يا شوشو.
زفرت عائشة باختناق وهي تقلب عينينها بضيق دون أن تنظر له: خير ؟!
الرجل بضيق:
ـ دى برضه طريقة تقابلي بيها أبوكي يا بنتي؟
وهنا يتضح أن هذا الرجل هو والدها عبد الحميد.
عائشة:
ـ لو سمحت إحنا في الشارع وقصاد جامعتي بلاش تعملي فضايح.
عبد الحميد بلطف:
ـأنا مقدرش أعملك فضايح أنا كنت جاي أطمن عليكي وعلى اخواتك، أنا عملت المستحيل عشان أعرف جدول محاضراتك وأقدر أجيلك، أنا بقالي ساعة قاعد مستنيكي في العربية.
عائشة وجهت نظرها له بضيق مصحوب بضعف:
ـ وليه الاهتمام ده ؟؟
عبد الحميد بهدوء وعقلانية وبلطف:
ـ أنتي بنتي يا عائشة مش معنى إني أنا و والدتك اتطلقنا ده يعني إننا نبعد، بلاش تبقي قاسية زى إخواتك.
نظرت له عائشة بابتسامة حزينة: بنتك !!! . أنا لازم أركب عشان مسافرة اسكندرية.
عبد الحميد:
ـ تعالي أوصلك ونتكلم.
عائشة بجمود:
ـ لا، ومن فضلك ماتحولش تاني. تمثل دور الأب الحنين عن إذنك.
حاولت الرحيل من أمامه.
عبد الحميد بحزن:
ـ أنا طول عمري حنين عليكم وأنتم مصرين تعاقبوني لأني طلقت أمكم.
توقفت عائشة بستقامه وهي تنظر له بتركيز وتبسمت بسخرية وقاله:
ـ أنت ظلمتنا كلنا بسبب ظلمك لأمي.
ثم شارت بإيديها و أوقفت أحد التكسيات وصعدت دون أن تتفوه بكلمة واحدة ..
أخذ ينظر لها عبد الحميد بحزن وانكسار وقال بصوت عالي
عبدالحميد:
ـ فرح هبه أول الشهر تعالي وأنا هاجي اطمن عليكم.
لكن تحرك التاكسي دون حتى أن تنظر له.
ليلةعادل ⊂(◉‿◉)つ
ـ منزل ندى العاشره مساء
ـ نشاهد ندى تجلس ع فراشها وهي تقرب قدميها من بطنها، و ترتدي بيجاما منزلية، كان يبدو على ملامح وجهها الحزن وعينيها اغرورقت بالدموع ....
أخذت تمسك بين يديها ألبوم صور تنظر إليه بكل الشوق والندم، كما أنها تمرر أصابع يدها داخل الألبوم وحين نقترب منها، نشاهد صورها مع مصطفى، صور زفافهم... كم كانو سعداء وكانت الفرحة تملأ أعينهم، وصور أخرى وهما يرتديان ملابس خروج وهما في غاية السعادة...
أخذت تدقق النظر وتقلب الصور حتى توقفت عند صورة لمصطفى بحزن و وجع أكبر بكثير..
أخذت تنهال دموعها على وجنتيها بوجع و بصمت مؤلم، كانت ملامح وجهها وعينيها تتحدث بكل شيء كأنها تقوم بمعاتبته لتركه لها بعد كل هذا الحب ...
سمعت لطرق الباب .... تلاه دخول الأم .
مشيرة:
ـ ندوشة يلا تعالي كلي عملت كريب بانيه وسلطة الفتوش إللى بتحبيها.
رفعت ندى عينيها بصوت حزين متحشرج من شدة البكاء:
ـ مش جعانه دلوقت يا ماما...
انتبهت مشيرة لها، وضمت شفتيها بأسف مصحوب بيأس وحزن، على ابنتها وما تفعله بنفسها، فهى تعلم جيداً ما بها، وسبب هذا الكم الكبير من الانكسار والوجع... ف مازالت ترفض فكرة الإبتعاد عن مصطفى حتى الآن...
تنهدت مشيرة بتعب واقتربت منها حتى جلست أمامها..
مشيرة بابتسامة وهى تربت ع قدميها بحنان و تتحدث بعقلانية:
ـ ندى كفاية وجع قلب، كفاية تفضلي حابسة نفسك في الماضي، حبيبتى بصي لمستقبلك أنتي لسه صغيرة والحياة قدامك، ليه تفضلي موقفاها عشان واحد طردك من حياته.
ندى بوجع وحب وهى تنظر على الصورة:
ـ حياتي وقفت في اللحظة إللي مصطفى سابنى فيها.
مشيرة برفض وهى تسحب من بين يدها الألبوم وتضعه على مؤخرة الفراش:
ـ لا يا ندى الإنسان بيستمر ،الحياة مابتقفش على حد، الحياة بتمشي وأحنا لازم نمشي معها، الضعيف بس هو إللي بيوقف حياته، وده بسبب غباءه وقصر نظره ، مصطفى انتهى خلاص، لازم تقبلي ده، وتبدأي ترسمي أحلامك ومستقبلك، لوحدك من غيره، كفاية يابنتي اللي بتعمليه في نفسك دة حرام.
ندى بحب و بابتسامة:
ـ ماما انتي مش فاهمة أنا و مصطفى كنا بنعشق بعض ازاي، بعدين أنا كل أحلامي وأهدافي رسمتها معه و وايااه، ازاي عايزانى فجأة كدة أحول مسيرة حياتي لحاجة تانية بعد كل دة.
مشيرة بجمود:
ـ زى ما هو عمل.
ندى بيقين:
ـ مين قالك أنه مكمل هو بس لأنه اتنقل لكن هو حياته واقفة عليا وهو كمان محتاجني زى ما أنا محتاجة له هو بيحبني أوي.
مشيرة بعقلانيه:
ـ بطلي تكدبي ع نفسك.
ندى بيقين ورفض لفكرة أنه لم يعد يحبها بدفاع قوي
ندى:
ـ بقولك بيحبني وبيعشقني، بس هو زعلان مني، و واخد موقف، أنا برده غلطتي كانت صعبة، ومصطفى زعله صعب، بس هو بيحبني، و شوية و هيرجع لي لما يهدى، (بابتسامه شغف ) ونكمل كل اللي بنيناه سوا، أحلامنا والعيادة والبيبي، أنا لازم أفضل أعتذرله، لازم يشوفني اتغيرت، لازم أفضل أعتذر و أوريه قد ايه أنا بحبه وإني شرياه ، وهو لما يلاقيني كدة هيرجعلي.
رمقتها مشيرة بحزن مصحوب بضيق شديد من أمرها، فهى لا تريد ان تكون ابنتها بهذا الضعف و قلة الكرامة بهذا القدر، وتركض خلف رجلا لا يريدها، لكن في نفس ذات الوقت، تحزن من أجلها فهي تعلم جيداً، كم الحب مؤلم، ويحرق من يحب،
لكنها لابد ان تكون أمامها قوية و حازمة وترفض هذا الأمر .
مشيرة بقوة وتحذير مصحوب بعقلانية وحزم وهى تشاور باصبع بدها السبابة.
مشيرة بتهديد:
ـ اسمعي أنا تعبت منك، ولو مافوقتيش من الغيبوبة دي، هتشوفي مني وش تاني، الدلع بتاع زمان ده تنسيه فاهمه، ويكون في علمك حتى لو هو رجع، انا هرفض، لأني محبش أشوف بنتي ضعيفة و معندهاش كرامة بالشكل دة، و خليكى فاكرة، أنه لو كان بس بيحبك نص حبك، كان سامحك، لأنك مش هتبقي أول ولا آخر زوجة، تعمل مشكلة لجوزها في الشغل بسبب الغيرة، كان ممكن يزعل يرمي اليمين حتى في وقت غضبه، إنما لو بيعشقها زى ما بتقوليلي، وعملت ربع إللي عملتيه، كان رجعلك، كان غفرلك، حبك كان شفع لك غلطتك، بس لا ، هو ولا سامح ولا غفر ولا طايق يشوفك حتى، فوقي بقى وصدقي أنه ما بيحبكيش، (بقوه وصراخ) مصطفى مش بيحبك، فاهمة مش بيحبك، ولا عمره حبك.
كان تستمع ندى لحديث مشيرة بوجع و دموعها تنهال ع وجنتيها، لكن حينما نطقت مشيرة آخر كلماتها اشتعلت النيران في عقلها وقلبها، فهي لا تتحمل حتى فكرة أنه لا يحبها ولا تستطيع سماعها ...
نهضت ندى وقالت بصراخ و إنكاار ورفض شديد.
ندى برفض وعند:
ـ لا بيحبني.
مشيرة نهضت بقوة وتوقت امامه وهى تنظر داخل عينيها.
مشيرة:
ـ مابيحبكيش.
ندى وهي تشد على الكلمة وبيقين أكبر:
ـ بيحبنى.
مشيرة بشدة وحسم وهي تمسكها من معصمها بقوة وصوت عالي.
مشيرة بإصرار:
ـ قولت مابيحبكيش ولا عمره حبك بطلي كفايه.
تسحب ندى يديها بقوة وبصراخ أكبر ودفاع مستميت عن حبها ورفض فكرة عدم حبه لها وعدم إستطاعة سماعها حتى.
ندى برفض وصراخ وغضب:
ـ بيحبني، بيحبني، بيحبني .
وقامت بضرب لكمة قوية بكفها على زجاج الكومودينه حتى تكسر من شدة غضبها وقوة الضربة...و سال الدم من يدها ..
نظرت لها مشيرة باتساع عينيها بتعجب وحزن و وجع على حال ابنتها، والدم الذي يسيل من يدها.
نظرت ندى الى كفيها بعدم اهتمام ورفعت عينيها ونظرت لمشيرة، وتقدمت نحو الأم بشكل أكبر.
ندى بهدوء وبصوت خافض وبعند وقوة:
ـ مصطفى بيحبني، وهيرجعلى، ومافيش قوة على وجه الأرض تقدر تخليه يبعد عني.
تركتها وخرجت خارج الغرفة أخذت تنظر مشيرة لأثارها بحزن شديد وعيون ممتلئة بالدموع فهى لا تعرف ماذا تفعل معها.
____بقلمي ليلة عادل ______
الاسكندرية
_ منزل حور الثالثة عصراً
_ المطبخ
_ نشاهد حور وهي في المطبخ تقوم بإعداد الطعام ...كان يبدو عليها التركيز .. ثم بدأت بإخراج الطعام و وضعه على طاولة السفرة .. كان الطعام عبارة عن مكرونه بشاميل وفراخ مشوية وسلطه... وبعد الإنتهاء قامت حور بإرتداء عبايا و وضعت طرحة على شعرها بإهمال وهبطت الدرج للأسفل حتى منزل مصطفى.
_ منزل مصطفى
_ نشاهد مصطفى وعائشة وايهاب ونبيلة يجلسون في الصالون وهم يشاهدون التلفاز بعد دقائق يطرق الباب... ذهب مصطفى لفتحه ... كانت حور.
حور بابتسامة واسعة:
ـ مساء الخير.
مصطفى بابتسامة عريضة:
حور تعالي.. تفضلي ادخلي.
نبيلة وهي تجلس وتنظر لها باهتمام:
ـ تعالي يا بنتي.
حور تدخل وخلفها مصطفى بعد أن أغلق الباب .
حور وهي تقف و تنظر لهم برجاء:
ـ ممكن تطلعو معايا فوق.
مصطفى باستغراب ممزوج بقلق ينظر له:
ــ خير يا حور في حاجة؟
تنظر له حور بابتسامة ولطف:
ـ لا متقلقش ..
وجهت نظرها لهم وقالت بتوضيح:
- بس عملت غدا كدة بسيط وحبيت ناكل عيش و ملح سوا، كمان طنط قالتلي إن بعد كدة الغدا والفطار هيكون سوا، حبيت يبقى أول غدا عندى بعد إذنكم.
نبيلة بحنان:
ـ كلفتي نفسك ليه يا بنتي.
حور وهى تهز رأسها بنفي بابتسامة عريضه:
ـ مافيش أي تكلفة، ممكن تقومو بقى الأكل على السفرة، يلا عشان خاطري ولا مش حابين يكون بينا عيش وملح.
تبسم مصطفى لها بلطف:
ـ أكيد عايزين ناكل معاكي عيش وملح ، أنتي بقيتي جزء مننا. مظبوط يا ماما.
نبيلة تنهض بحنان:
ـ طبعاً يا حبيبي ربنا يعلم معزتها عندي.
مصطفى بحماس:
ـ يبقى يلا بينا، يلا يا ايهاب يلا يا شوشو .
عائشه بمزاح:
ـ أوعي يكون أكلك وحش.
حور بابتسامة:
ـ هتاكلي وتحددي بنفسك.
عائشة بحماس:
ـ هلبس الأسدال وآجي بسرعة.
_ منزل حور
_ نشاهد الجميع يجلسون ع السفرة
حور بلطف:
ـ إن شاءالله الأكل يعجبكم.
مصطفى بابتسامة عريضة بلطف:
ـ تسلم ايدك.
نبيلة:
ـ أكيد هيعجبنا يلااا يا جماعة..... بسم الله .
بدأ الجميع بتناول الطعام .
نبيلة وهي تتناول الطعام:
ـ جميل الأكل تسلم ايدك يا حبيبتي .
حور:
ـ بجد !!
إيهاب بتأكيد:
ـ حقيقي طعم.
حور بسعادة:
ـ ألف هنا، أنا كمان عامله مهلبية بالكاستر .
إيهاب بمزاح لطيف:
ـ جيتي في ملعبي.
حور بتساؤل:
ـ الظاهر بتحب الحلويات.
ايهاب:
ـ نقطة ضعفي.
حور:
ـ إن شاءالله يعجبك؟
بعد الإنتهاء من تناول الغداء، قدمت لهم حور الكاستر..
قضى الجميع وقتا ممتعا....
فهي كانت تحاول بشتى الطرق أن ترد لهم ما فعلو معها ولو بشيء يسير..... كان الجميع يتعاملون معها بلطف واحترام و بالأخص ايهاب !!!
. بقلمي ليلة عادل ⊂(◉‿◉)つ
فيلا سليم الرواي الواحده صباحا
نشاهد سليم يدخل الفيلا وهو يبدو ع ملامح وجهه الحزن والضيق الشديد، تحرك للداخل بعد أن أغلق الباب خلفه، كانت الأجواء مظلمة ...
تحرك حتى الطابق التاني حيث غرفة النوم ...
دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه، وتحرك وعينيه معلقة على شيء ما، توقف وأخذ ينظر للأعلى بشوق وعتاب غريب، كانت عينيه تفصح بكل ما يدور بداخله، وعن مدى شوقه وحزنه، لكننا لا نعرف ما هو الشيء الذي ينظر إليه...
تحرك نحو الفراش وكان موضوعا عليه قميص نوم تمدد وهو يمرر أصابع يده عليه بنظرات كلها حزن و اغرورقت عينيه بالدموع وبنبرة بها ارتجاف و وجع وشوق قال ...
سليم:
ـ وحشتيني أوي يا ماسة أوي.
هبطت دموعه على وجنتيه بألم....
وهنا يظهر الشيء الذى كان يتطلع عليه سليم وهو برواز به عروسان يرتديان ملابس الزفاف وحين نقترب أكتر نشاهد ملامحهما كان سليم وبجانبة ((حور )) !!!! وهي بين أحضانه والابتسامة تملأ وجهيهما ؟؟؟