اخر الروايات

رواية بغرامها متيم الفصل الخامس 5 بقلم فاطيما يوسف

رواية بغرامها متيم الفصل الخامس 5 بقلم فاطيما يوسف



الى هنا وانتفض عمران مرددا بذهول :

ـــ حامل في الشهر الرابع ومقالتش ! تعرض حياتها للخطر بالطريقة داي كيف ؟!

أما زينب هتفت باستنكار له :

ـــ يعني مرتك عنديها مشكلة وشكلها كبيرة كمان ومهتعرفونيش وسألتها وسألتك بدل المرة مليون مرة ! 

مسح عمران على شعره وهو ينفخ بضيق بالغ ثم ردد لوالدته :

ــ مش وقته الكلام دي عاد يا امي مرتي جوة في العمليات دلوك بين الحياة والموت وبدل ماقلبك يرجف علشانها هتقعدي تتحسري وقالوا وقلنا !

هز سلطان رأسه بموافقة وهو يربت على ظهر ابنه :

ــ عين العقل ياولدي امضي على الورقة الاول علشان مرتك ، 

ثم نظر إلى زينب وعنفها على طريقتها:

ــ هو دي وقته ياولية انتِ اهدي اكده لما نطمن عليها وبعدين نفهم بهدوء في ايه.

صمتت زينب إجبارا ولكن داخلها يتآكل من تخبئة عمران عليها والقلق عليهم كان ينهش بها فهو ولدها الوحيد وقارب على الأربعين إلا بضع سنوات قليلة ، 

مضى عمران على الإقرار بيداي ترجف خوفاً على سكونه ثم ناولها الورقة بعد أن انتهى وهو يسألها بلسان خائف على زوجته :

ــ هي العملية داي فيها خطر على سكون يادكتورة ؟

حركت رأسها برفض وحاولت طمئنته على عجالة :

ــ له متقلقش سكون هتطلع منيها بخير إن شاء الله بس دعواتكم عن اذنكم .

تركتهم ودلفت إلى الغرفة وبدأت بإجراءات تهيئتها لدخول العمليات أولا ، 
والجميع في حالة تأهب شديد فسكون قبل أن تكون حالة في المشفى فهي زميلتهم ، 

أما في الخارج كان عمران يجوب الطرقة ذهابا وإيابا وهو يحدث حاله بصمت والهلع على سكون ضـ.ـرب بأوردته مجرى الدـ.ـم في العروق :

ــ لما حبيبتي فعلتِ بحالك هكذا ؟
كيف لكِ أن تؤدي بشأنك إلى الجحيم وتجعلي القلق ينهش داخلي عليكِ سكون؟
لم أتذكر أنني جرحتُك يوماً بكلماتي كي تفعلي ذاك الجرم بنفسك وتجعليني الآن اتآكل عليكِ هلعاً وقلبي يشعر بالدمار  !
لم أريد سواكِ في الكون كُلِّهِ ، فأنت لي أماًّ وأبا ، وزوجةً ، وأختاً ، وخليلة ، أنتِ كلي سكوني !

الجميع يقفون خائفون عليها فأتت رحمة إليهم بعد أن أنهت إجراءات الأوراق المطلوبة في المشفى ثم ربتت على ظهر أخيها بعدما علمت من والدها ماقالته فريدة :

              
ــ هتوبقى زينة ياعمران متقلقش ياخوي إن شاء الله مش عايزاك تاخد على اعصابك الموضوع وتهدي حالك علشان لما مرتك تخرج من العمليات مش عايزة هجوم ولا منك ولا من ماما ولا من اي حد فينا مش عايزاها تشوف غير الابتسامة على وشنا وبعد ما  ربنا يشفيها خالص وتتعافي من اللي هي فيه تتعاتب انت وهي براحتكم .

+


غامت عيناه بالحزن على زوجته ثم سأل شقيقته بنبرة حزينة وداخله مرتعب :

+


ــ هي ممكن يحصل لها حاجه لا سمح الله ! اصلك ما شفتيش الداكتورة فريدة قالت ان هي كانت بتاخد ادويه تثبيت وعملت انعكاس معاها وكانت ممكن تفجر الرحم بتاعها وتقريبا حالتها صعبة اني بجد خايف عليها قوي خايف يجرى لها حاجة شينة ووقتها مهتحملش والله العظيم مهتحملش .

+


ابتسمت بوجهه كي تحاول بث الهدوء النفسي داخله ثم هتفت بكلماتها الودودة:

+


ــ له تفائل بالخير تجده ياخوي وربك بإذن الله هيشفيها وهيجبرها وهيفرح قلوبنا كلاتنا بعوضك ياحبييي بس انت ميوبقاش على لسانك دلوك يااااارب هو الوحيد اللي بيده فك الكرب .
أخذ نفساً عميقاً ثم نطقها من أعماق قلبه برجاء من رب السماء :

1


ـــ يااااارب ، يااااارب استودعتك إياها وانت خير مُودع .

+


مر ساعة كاملة وسكون داخل غرفة العمليات وقد نفذ الصبر من صبر عمران الذي يقف الآن أمام الغرفة  وأخيراً خرجت سكون على ذاك التخت المتنقل وكأن عقرب الساعات توقف عند تلك الدقيقة ولم تندهشوا فذاك رجل عاشق لامرأة ولد قلبه الموجوع على يدها ، 

+


فور أن رأته عينيها أمسك يدها واحتضنها بين كفاي يداه باحتواء وهو يتسابق بقدميه مع التخت المتحرك إلى أن أوصلها غرفة الإفاقة وما إن توقفوا بالتخت حتى رفع كف يدها ولثم باطن يديها بقبلة عميقة أدفئت يدها المثلجة من سخونة أنفاسه ، 

+


بعد مرور دقيقتين بدأت تتوجع وتهذي  من أثر البنج وهي تردد بألم وهي تشير أسفل بطنها وتتأنى بوجع :

+


ـــ آاااااااه ، أني فين ، حوصل ايه ؟

+


مسح عمران على شعرها مجيبا إياها بصوت متحشرج أثر حزنه على وجعها الذي يقـ.ـطع نياط قلبه :

+


ــ انتِ بخير ياحبيبي ، متقلقيش ، حمد لله على سلامتك يا سكون .

+


حركت رأسها بهوادة إلى مصدر الصوت وتمتمت وهي تنظر برؤية مشوشة إلى عمران وعقلها الي الآن لم يستوعب بعد مابها  :

+


ـــ آاااه ، بطني بتوجعني قووووي حاسة بسكـ.ـاكين فيهم ، 

+


وأكملت وهي تشير بأصبعها إلى أماكن متفرقة في بطنها :

+


ــ آاااه ، وجع هنا وهنا وهنا وهنا ، خليهم يدوني مسكن .

+


التمعت عينيه بغشاوة الدموع وهو يقف عاجز امام وجعها ولم يستطيع التخفيف عنها وهي تتأوه كثيراً وما إن وقع بصره على فريدة حتى هرول إليها آمرا إياها :

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close