اخر الروايات

رواية بغرامها متيم الفصل السادس 6 بقلم فاطيما يوسف

رواية بغرامها متيم الفصل السادس 6 بقلم فاطيما يوسف



تمضي بنا الأيام ونحن حائرون نقف على مفترق الطرق لانعرف هل نعود أم نتقدم ؟
أراوحنا أُرهقَت ، مشاعرنا ذبُلت ، فقدنا طاقة الشغف في الحياة ، ليس أمامنا غير كلمة "يارب" في كل وقت كي ينعم علينا براحة البال فكلنا متعبون ، كلنا شاردون ، كلنا نمتلئ من الهموم ما يكفي ويفيض كلنا نبحث عن السعادة فهل منكم من حصل على السعادة مطلقاً دوم أي شوائب وقتاً فائضاً يتذكره طيلةَ عمرِه 

#كلمات_بلسان_أبطالناـــأجمع
#بقلمي_فاطيما_يوسف

عادت سكون الى شقتها منذ البارحة ولكن تشعر بالحزن الشديد لطالما فشلت محاولتها في وجود جنينها داخلها وعرضت حياتها للخطر ، دلف إليها عمران وبيده كوبان من الأعشاب الطبيعية التى أوصت الطبيبة أن تحتسيهم ثم وضعهم على المنضدة الموجودة في الشرفة  بعد أن انتهيا من صلاة الفجر فقد أمَّها عمران في الصلاة وهي من طلبت منه ذلك أن يشاركها اليوم صلاة الفجر ، 

ناولها الكوب بابتسامة تنم عن مدى راحته في وجودها الآن بجانبه فقد كان يشعر بالوحدة في ابتعادها بشدة :

ــ تعرِفي مكنتش عارف آكل ولا اشرب ولا أعيش من غيرك ياحبيبي طول الأسبوع دي ، وجودك في المكان مهم قوووي ، 

واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الترجي :

ــ أرجوكي تهدي شوية معايزينش عيال إلا لما تتحسني ومتتهوريش تاني .

التمعت عينيها بغشاوة الدموع وهي تحتضن الكوب الساخن بين يديها الصغيرتين وهي تردد بطاعة مجبرة عليها  :

ــ حاضر ياعمران .

شعر بالاختـ.ـناق من رؤيته للمعة الدموع في عينيها وملامحها المنطفئة وشغفها الذي قل ثم  تحرك بالكرسي وجلس بجانبها واحتضن كفها بين وجنتيه وهو يمسح بسبابته دمعة شاردة من عينيها لينطق بعتاب :

ــ طب ليه الدموع ، ليه الحزن ، ليه البكا ؟
والله والله قلبي ما مامتحمل كل الوجع الساكن ضلوعك دي ياسكون ، فين بسمتك ، فين ايمانك الكبير اللي اتعلمته علي يدك ؟

انتِ حركتي جبل جوايا ماكان يهزه الريح بفضل ربنا ووقوفك جمبي ، علمتيني ان معنى السعادة الحقيقي في وجودنا إحنا الاتنين جار بعضنا مرتاحين البال ليه بقى تخلي الموضوع دي بقي شغلك الشاغل ، لا انتِ هتركزي في شغلك ولا هتركزي في الدكتوراة اللي فاضل لك حاجة بسيطة وتنهيها ، 

وأكمل مداعبا إياها وهو يغمز لها بكلتا عينيه :

ــ ولا مركزة خالص معاي ووراكي منهج بالكوم كد اكده وانتِ عارفاني عندي ضمير في منهجنا بالقووي وبصراحة بقى أنا قربت أفرقع من بقالك اسبوع بحاله وانتِ بعيدة .


       من دعابته ثم عقب عليها وهو يجذبها من رأسها مقبلا إياها:
+


ــ أيوة اكده اضحكي ياشيخة خلى الدنيا تنور ،

+


ثم سألها كي يطمئن عليها :

+


ــ طمنيني عليكِ عاملة كيف دلوك لسه جرحك هيوجعك ؟

+


بللت شفتاها الجافة بلسانها ثم طمأنته :

+


ــ الحمد لله اتحسنت كتير والعلاج اللي باخده فيه مسكنات وبقيت كويسة.

+


ربت على ظهرها بحنو ثم هتف بحمد :

+


ــ الحمد لله ، طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده.

+


تنهدت بعمق وهي تشعر بفقدانها للشغف في الحياة ثم تحدثت بنبرة بائسة أوجعت عمران :

+


ــ هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كَتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين .

+


ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة :

+


ــ طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !

+


زفرت أنفاسها بثقل ورددت بألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة :

+


ــ معلش ياعمران ممكن رحمة تروح معاك علشان أنا مودي مش مظبوط ومش عايزة أشيلك همي وحزني كفاية مشاكل شغلك اللي مهتنتهيش .

+


رفع حاجبه مستنكراً ما قالت :

+


ــ وه ! كيف يعني مشيلش همك ، وكيف يعني مشاركيش حزنك ؟

+


انتِ هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل .

+


وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت :

+


ــ معلش حقك علي ، هروح اكمل نوم علشان حاسة بصداع مش مخليني مركزة .

+


نفخ بضيق وهو يمسح على خصلات شعره من تغير سكون وحزنها الدائم ولم يعرف كيف يتعامل معها ثم نفث همه وأخرج سجائره وبدأ بحـ.ـرقها وهو يجلس على الكرسي مستنداً برأسه وقد أوشكت شمس النهار أن تشرق لتعلن عن ميلاد يوم جديد ، 

+


ظل على حاله هكذا حتى أصبحت الساعة السابعة صباحاً فدخل إلى الحمام وأخذ حماماً بارداً كي يهدأ من ثوران جـ.ـسده الذي تغزوه الحرارة ، 

+


بعد قليل انتهى من ارتداء ملابسه وارتدي زوجا من الأحذية الرياضية البيضاء فذاك اللون أغلب ألوان الأحذية المفضلة لديه ، ثم خطى تجاه سكون وجدها نائمة فأزاح خصلاتها الشاردة من على وجهها وأزعجه كثيراً رؤية ملامحها الباكية مما جعله نفخ بضيق شعرت به من أنفاسه الساخنة التى لفحت وجهها ولكنها مازالت مغمضة العينين فدفن كف يده بين خصلات شعرها هامساً بجانب أذنها بنبرة متعبة :

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close