رواية بغرامها متيم الفصل الرابع 4 بقلم فاطيما يوسف
+
أنهى تدوين رسالته وأرسلها لها وفور وصولها استلمتها على الفور وقرأت المحتوى قبل أن يتحمل الفيديو فاحمرت وجنتاها خجلاً من كلام ذاك الوقح الذي أرسل لها ولم تعرفه فذاك الرقم المسجل برقم خاص لم تعرفه وفور ان تحمل الفيديو فتحته على الفور وشهقت شهقة عالية وهي تضع يدها على فمها تكتمها من هول ما رأت وقد ضـ.ـرب الهلع بجسدها ضـ.ـربا وكأن أحدهم رماها من أعلى قمم الجبال الى أسفل قمم الأراضيين ،
+
ظلت تشاهد الفيديو مراراً وتكراراً وهي ترى أنها بين يداي وغد فاجـ.ـر اقتـ.ـحم برائتها ودنس عذرية مشاعرها الأولى وهي في حالة غافية لا تعلم ماذا يُفعل بها ،
+
كانت تشاهد الفيديو بإحساس يتنقل بصفـ.ـعاته الدامـ.ـية لعائلتها وبلدها ومن قبلهم نفسها ، رأته بلسان قومها ، وبعقارب أقاربها ، وبقلب أبويها الفقراء أصحاب الطبقة أقل من الوسطى ، وبعين المجتمع بأكمله الذي حتما سيراها عاهـ.ـرة ولن يصدق أحدهم أنها كانت خارج وعيها ومن يراها في الفيديو وهي تتململ بين يداه مغمضة العينين بشعرها الأهـ.ـوج المبعثر على ظهرها وكتفيها سيحكمون أنها كانت ثائـ.ـرة ، سيحكمون عليها بمـ.ـوت شـ.ـرفها ،
+
كادت أن تصـ.ـرخ علَّها تريح عقلها وجـ.ـسدها من التحـ.ـطيم القادم لها ولكنها كتـ.ـمت شهـ.ـقاتها إجبارا عنها حتى لا يسمعها أبيها وإخوتها وحتماً سيصابون حينها بالفـ.ـزع من ما سيرونه ، فابنتهم الطبيبة التى رفعت رأسهم وسط بلدتهم بتفوقها ودخولها الطب وأصبح لقب الدكتورة بنت البواب فخراً لأبيها الذي عانى الويـ.ـلات كي تصل ابنته إلى تلك المرحلة من العلم وأن يصبح لها شأن والآن يُكمل رسالته الأبية الشريفة بعرقه مع باقي أخواتها وما إن وصل عقلها إلى ماسيجنيه أشقاؤها من وراء تلك الفضيحة وانتهاء مستقبلهم المشرف حتى انهمرت وجنتيها بأنهار من الدمع المكتوم ، فحتما كانت تشعر الآن بأن قلبها سيكاد يقف داخلها ،
+
فقط لحظات مجرد لحظات عندما رات عينيها ذاك الفيديو حتى كاد أن يتوقف قلبه عن نبضه بل تمنت الآن أن يتوقف عن دقاته كي تستريح مما ستراه ومما هي قادمة عليه ،
+
حاولت تهدئة حالها كي لاتستيقظ أختها النائمة ثم حملت هاتفها وخرجت من الغرفة ومن ثم المنزل بهدوء كي لا يسمعها النائمون ثم صعدت إلى سطح المنزل بخطوات هادئة وما إن وصلت إلى الأعلى حتى هاتفت ذاك الأرعن ،
+
أما هو مازال جالساً يحتسي شرابه المسكر ويتغنى بصفيره وهو مازال يشاهد ذاك الفيديو ،ثم رأى نقش اسمها على الهاتف فأجابها سريعاً وهو يردد بانتشاء :
+
ــ يادي النور الدكتورة فريدة بذاتها بتتصل .
+
جزت على أسنانها بغـ.ـضب جم من ذاك الشيطان الذي يتحدث معها ثم هدرت به ولكن دون أن يعلو صوتها كي لا يسمعها من بالأسفل :
+
ــ انت جنسك ايه يابني أدم انت ! ياوقح ، يازبالة ، ياللي مشفتش بربع جنيه رباية .
+
كانت تسخطه بلسانها وتكاد تلعنه لما فعله بها أما هو تعامل معها بكل برود جعلتها استشاطت أكثر من ذي قبل :
+
ــ والله انتِ وش فقر بقي في واحدة بنت بواب وعايشة في أخر بلاد المسلمين تجيي لها فرصة تبقي مع فارس عماد الالفي وترفض لا وايه كمان تشتم وتلعن أما صدق بنات وش فقر .
+
اتسعت مقلتيها بذهول من رد ذاك المصاب بالجنون حتماً ثم هتفت بنبرة يغلفها الاندهاش :
+
ـــ انت شكلك مجنون لاااا دي الجنون أبعد مايكون عن دماغك وتفكيرك يامتحرش والله العظيم إن الفيديو دي ماتمسحش لاهوديك في ستين داهية وهخلي سيرتكم النضيفة اللي بتلمع على كل لسان ودلوك الفضايح مفيش أسهل منها وهقدم بلاغ للنائب العام بذاته إنك انتـ.ـهكت حـ.ـرمتي واعتـ.ـديت عليا وأني مغمى عليا ومش بس اكده هخلي الدكتور هاني يشهد معاي لأنه هو اللي فوقني من الإغماء وممرضين القسم شافوك وانت شايلني .
+
نفث دخان سيجاره في الهواء بمزاج عالٍ وقد شعر بأن غضبها وكلماتها تغسلانه من داخله فشعر بمنتهى اللذة وبنبرة برود أشبه للجليد نطق ذاك الفارس :
+
ــ وماله يابيبي أموت أنا في جو الفضايح ده وأخواتك البنات وأخوكي اللي في سنة أولى كلية شرطة وأبوكي البواب يتمرمطوا معاكي ،
+
أما أنا فميش قلق عليا خالص أصلك متعرفيش أنا مين وورايا مين .
+
شعرت الآن بأنها على حافة الانهيار لامحالة وعيناها تنظر تارة للسماء تناجي ربها بقلب منفطر كي ينقذها ثم تنظر من سور السطح وعقلها يحسها أن تُسقِط حالها من الأعلى وتُنهي حياتها ويستريح الجميع مما هو قادم فما حل بها سيصيبهم جميعاً بالهـ.ـلاك ثم استغفرت ربها من تفكيرها في الانتـ.ـحار وحاولت تهدئة حالها والرضوخ أمام الريح العاتية كي تصل مع ذاك المريض النفسي الذي أوقعها القدر في طريقه الى بر الأمان دون أن يتأذى أحداً من ورائها ثم سألته بنبرة هادئة وهي تضع يدها على صدرها وكأنها بتلك الحركة تهدهد على قلبها :
+
ــــ طب انت عايز ايه مني عاد دلوك يادكتور ؟
+
شعر الآن بأنه فاز في أولى الجولات مع تلك الجميلة التى أوقعها القدر تحت براثنه وليست فقط جميلة الشكل بل الملمس ولديها من القوة والاعتزاز بالنفس مالم يجده قبل ذلك في غيرها فالبطبع أنها ليست الأولى ممن وقعوا تحت يديه ولكنها مختلفة ، مثيرة ، تجعله يشعر باللذة في الحديث معها ثم حرك رأسه مبتسماً كالطفل الصغير وهتف بنبرة تشبه الملائكة مما أدهشها :
+