رواية مزيج العشق الفصل الاربعون 40 بقلم نورهان محسن
لفصل الأربعون
الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
و مازلنا في شركة البارون
في مكتب ادهم
كارمن تجلس منذ أكثر من ساعة علي الأريكة الموجودة أمام مكتب أدهم ، وتعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها بناءا علي تعليماته ، بينما أدهم جالس على مكتبه ، يتابع حركاتها اللطيفة من حين لآخر بابتسامة صغيرة دون أن تلاحظه.
وقفت كارمن علي قدميها ، وهي تستقيم بجسدها مع شعور طفيف بالألام في رقبتها من جلوسها بوضع ثابت فترة طويلة ، لكنها شعرت بالجوع وكانت علي وشك أن تسأله ماذا يأكل ، لكن هاجمها دوار مفاجئ لتتمايل قليلاً في وقفتها ، وشعرت بهزة تحت قدميها ، فجلست بسرعة ووضعت يدها على جبينها تدلكه بألم.
لاحظ أدهم ما حدث معها ، لينهض بسرعة من مقعده متجهًا نحوها ، قائلاً بإهتمام : حصلك ايه حاسة بحاجة بتوجعك ؟
ابتسمت كارمن له بإرهاق ، وحاولت أن تجعل صوتها طبيعيًا لكي تجعله يطمئن بعد أن إستشعرت خوفه عليها ، لكنه رغما عنها كان خافتًا : دوخة بسيطة يا حبيبي و عدت ماتقلقش
جلس أدهم بجانبها يلف كتفيها بحنان بذراعه ، ويربت على شعرها ، ثم قال بقلق يتخلله بعض اللوم بسبب خوفه عليها : ازاي ماقلقش انتي من مدة حاسة بصداع ودلوقتي دوخة .. اكيد من مجهودك طول الوقت في الشغل
رفعت كارمن عينيها إليه ، ثم تمتمت في محاولة أن تنكر ما يقوله برقة : لا يا ادهم انا ماكنش بيحصلي كدا وانا بشتغل زمان
لثم ادهم شعرها وهو يضمها أكثر بذراعه ، وقال بحنو : دلوقتي غير زمان انتي ناسية انك ضعيفة من وقت ما ولدتي ملك لازم نروح للدكتور نطمن
مدت كارمن ذراعيها حول رقبته ، وقالت بابتسامة هادئة مقوسة شفتيها للأسفل ببراءة : بس انا مش بحب الدكاترة ولا المستشفيات
ثم قبلته على ذقنه بأنفاس ساخنة ، وقالت بدلال : صدقني شوية ارهاق صغيرين وهيروحو لحالهم عشان خطري
تنهد من قلبه ، غير قادر على الضغط عليها ، لكنه همس بإصرار ، ورفع حاجبيه : بشرط تاخدي اليومين الجايين اجازة من الشغل
ادارت عيناها بتفكير ثم قالت برضوخ : ماشي
أردف ادهم بنفس الهمس المخملي ناظرا إليها بعيون تفيض حبًا : وتوعديني اذا حسيتي بتعب تاني تقوليلي ماتخبيش وحياتي عندك .. بلاش عنادك دا كله الا الصحة يا كارميلتي
نطقت كارمن بإبتسامة رائعة : حاضر هو انا اقدر اعاند قصاد الحنان والاهتمام دا كله
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر ادهم البارون ليلا
يجلس أدهم على مكتبه ، وينجز بعض الأعمال المهمة ، لكن شتت انتباهه دخول ملك عليه التي ركضت نحوه ، ليلتطقها بين يديه ويجلسها على قدميه قائلاً بحنان : ايه يا قلبي انتي تهتي منهم برا ولا ايه؟
هتفت ملك بتعثر بلهجتها الطفولية الناعمة : لا .. بابا .. مش عايزة اكل
إبتسم ادهم وقال بصبر : ليه يا روح بابا الاكل هيخليكي تكبري وتبقي حلوة .. انتي مش عايزة تبقي حلوة
عبست ملامحها البريئة قائلة بإشمئزاز : عاوزة .. بس لبن يع
ابتسم أدهم لحركاتها البريئة وقال ضاحكًا ، وهو يشير إلى قدميها الصغيرتين : لا اللبن هيخلي الرجلين الصغنين دول يكبروا بسرعة يا شقية
ثم دغدغها بمرح حتى رن ضحكها العالي في المكان بسعادة
دخلت كارمن من خلال باب المكتب المفتوح ، وشاهدت ما يحدث بابتسامة رقيقة على شفتيها ، قائلة بحزن متصنع : ايه دا انا قطعت عليكم اجتماع مهم ولا ايه ؟
ثم اكملت بتوعد زائف للصغيرة : كدا يا لوكة تدوخيني عليكي في الجنينه وانتي قاعدة مبسوطة وتضحكي هنا
نظر إليها أدهم ، ورفع شفتيه جانبًا ، وقال ساخرًا : هو دا اللي هتقعدي في البيت وترتاحي .. بقي هي دي قعدة البيت بتاعتك يا كارمن
زمت كارمن شفتيها بإحراج ، قائلة بدفاع عن نفسها : انا بقيت احسن صدقني وبعدين انا مش بتحرك كتير
هز رأسه بقلة حيلة من عنادها ، ثم وجه حديثه لملك قائلا بحنان : لوكة احسن منك يا ماما خلاص هي تشرب اللبن عشان تكبر مش كدا يا ملك
أومأت ملك ببراءة همهمت : اه
طبع ادهم قبلة علي وجنتها المكتنزة بحب وقال بلطف بالغ : طب يلا روحي مع ماما ولما تخلصي الاكل كلو هجيبلك لعبة كبيرة
كانت الطفلة سعيدة للغاية ، ونزلت بسرعة من قدميه ، وتوجهت إلى والدتها التي قالت ، وهي ترفعها بين ذراعيها : افضل انت دلع فيها كدا وكل يوم شقاوتها بتزيد يا ادهم
تلاعب ادهم بحاجبيه وقال بخبث : من حق الجميل يدلع انا عارف انك متغاظة منها عشان بتدلع اكتر منك
شهقت كارمن قائلة بصدمة مزيفة ، وهي تقوس شفتيها للأسفل : بقي دي اخرتها هتركن علي الرف
قال ادهم بغمزة : ماعاش ولا جاش اللي يعمل فيكي كدا يا كارميلة قلبي
ثم اردف بهدوء : طلب صغير حبيبي قولي لكريمة تعملي فنجان قهوة دماغي وشت من الشغل
كارمن بإبتسامة جميلة : حاضر من عينيا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في المطبخ
دخلت كارمن وعلي ذراعيها تحمل ملك ، قائلة بابتسامة حلوة : دادة كريمة معلش هتعبك اعملي قهوة لادهم ووديهالو في المكتب علي ما اعشي ملك انتي عارفه مابتحلاش القهوة الا من ايدك
أومأت كريمة بطاعة قائلة ببشاشة : بس كدا غالي وادهم بيه يأمر
قالت كارمن بود لتلك المرأة الطيبة : تسلمي يا دادة ربنا يديكي الصحة
كريمة : سيدة في أواخر الأربعينيات من عمرها وتعمل في القصر منذ أن كانت طفلة ، وكانت هي التي اعتنت بأولاد ليلي واعتمدت عليها في أمور كثيرة ووثقت بها ، كما أن أدهم يكن لها مكانة خاصة كثيرا في قلبه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد قليل
دلفت كريمة المكتب بعد أن طرقت الباب ، وسمح لها أدهم بالدخول ، وهي تحمل صينية قهوة في يديها ، ثم بعد وضعتها على سطح المكتب ، ووقفت تنظر إليه بتردد وارتباك.
نظر أدهم إليها ، مندهشًا من وقوفها الصامت ، وهي تتحدث معه عادتا عندما تأتي إليه ، فسألها باهتمام : خير يا دادة انتي حاسة انك تعبانه!!
أجابت كريمة بتلعثم متوترا بعض الشئ : لا يا ابني الحمدلله انا كويسة
ضيق أدهم عينيه ، وهو ينظر إلى عيناها التي تدار في المكان ، ولا تنظر له مباشرة قائلا بشك : اومال مالك وشك مخطوف ليه
قالت كريمة بتردد : ادهم بيه انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع كدا
ترك أدهم القلم من يده واتكأ ظهره على الكرسي ، قائلاً بتوجس : طالما فيها ادهم بيه يبقي في مشكلة اكلمي من غير لف ودوران في ايه
أجابت كريمة بتنهيدة مضطربة : بصراحة في حاجة حصلت وانا مش لاقية ليها تفسير وكان لازم ابلغك بها فورا لكن مالحقتش الصبح
تنهد ادهم بضجر من مماطلتها له ، وقال بينما يفرك فروة رأسه بإنزعاج : يا دادة ادخلي في الموضوع علي طول الله .. انتي عارفاني مابحبش المقدمات الله يرضي عليكي قلقتيني
صمتت كريمة تحاول ترتيب كلماتها ، ثم ذكرت اسم الله في سرها ، وبدأت حديثها بهدوء : انا كنت بحضر السفرة انهاردة الصبح بنفسي زي ما ليلي هانم طلبت مني وبعدين خرجت اجيب اكل الكلب بتاع ملك .. لما رجعت شوفت مدام نادين بتحط برشام في كوباية العصير بتاعت مدام كارمن
جحظت عينيه بصدمة ، وزادت خفقات قلبه مما يسمعه قائلا بقلق وتشوش : انتي متأكدة من كلامك ايه البرشام دا
رفعت كريمة كتفيها دلالة علي عدم معرفتها و أردفت : معرفش والله يا بني .. انا بعد ما هي خرجت للجنينة قبل ما انتو تنزلو .. دخلت لميت كل الكوبيات .. رميت اللي فيها وصبيت لكل واحد فيكم في كوبيات تانية نظيفة .. لزوم الاحتياط ما هو انا معرفش هي حطت لمين تاني غير ست كارمن
احتدت نظرات ادهم الذي قال بغموض : ماشي يا دادة روحي انتي لشغلك و ماتجبيش سيرة لاي حد خالص فاهمه يا دادة و خصوصا امي مش عايزها تعرف حاجة دلوقتي
أومأت كريمة بطاعه وهمت لتغادر الغرفة : حاضر عن اذنك
أوقفها صوت ادهم قائلا بتحذير صارم : دادة خلي عينك علي نادين كويس ماتغفلش عن عينيكي و لما تخرج بكرا للنادي بلغيني
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباحا في اليوم التالي
داخل إحدي المقاهي بجانب القصر ، حيث يجلس أدهم و يبدو عليه الشرود بعيدا بتفكيره.
فرك أدهم عينيه متعبًا ، حيث كان جالسًا على هذا الوضع لأكثر من ساعتين.
زفر ثم سند رأسه على مرفقيه أمام الطاولة منهكا ، لأنه لم يتذوق طعم النوم منذ أمس.
سيفقد عقله من كثرة التفكير في تصرفات تلك المجنونة التي تجلس في منزله ، ولا يدري ما الذي تخطط له وما المخزي من فعلتها.
همس ادهم بوعيد حاقد لنفسه : ياريت اللي في بالي يكون غلط عشان وقتها مش هرحمك يا نادين
انقطعت أفكاره بسبب رنين هاتفه فأجاب بلهفة : ها يا دادة في جديد
نظرت كريمة جيدًا حولها بشك ، لكي تتأكد من عدم وجود أحد ما قد يتنصت عليها ، حيث لم تعد تشعر بالراحة إلى معظم الخدم في القصر ، ثم قالت بصوت منخفض : الست نادين خرجت من خمس دقايق يا ادهم بيه
قال ادهم بتحذير : ماشي اوعي يكون حد حس بحاجة عندك
تنهدت كريمة وقالت بنفي : لا مافيش
زفر ادهم وقال ببرود : تمام سلام
نهض بسرعة وهو يتأكد من وجود مفاتيح السيارة في جيبه ، ثم سرعان ما غادر المقهى متجهًا مباشرة إلى القصر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة البارون
دخل يوسف مكتبه الذي يتشاركه مع زميله كإعصار دون أن ينبس ببنت شفة.
هتف بإستغراب : السلام لله يا اخينا
تمتم يوسف بحنق : وحيات ابوك تسيبني في حالي يا سامر
قام سامر من مقعده وذهب ، ليجلس فوق مكتب يوسف وقال : خير يا ابني .. وشك مالو مقلوب ليه كدا .. ما ترد عليا هفضل اكلم مع نفسي
حدق يوسف فيه بنظرة غاضبة ، وقال بغيظ : سمعت كلامك و جربت معها مرة و اتنين وعشرة كل يوم مافيش اي فايدة
ضرب سامر كف علي كف ، وهو ينظر إليه بحاجب مرفوع ، وقال بذهول : اما انت امرك عجيب صحيح .. منين تعجب بوحدة تانية وانت خاطبها ودلوقتي شاغل بالك بها وحليت أوي في عينك
زفر يوسف بحرارة ، قائلا بغضب من نفسه : كنت اعمي ارتحت كدا
ثم أضاف بندم غاضبًا ، بينما كان يضرب سطح المكتب أمامه بقوة : بس انا استحق اللي بيجرالي دا واكتر .. عشان جريت ورا وحدة زي رانيا دي .. معرفش عقلي كان فين !!
ربت سامر على كتفه بمواساه ، قائلا بتشجيع : خلاص طالما فوقت لنفسك وعايز تصالحها لازم تتعب شوية
فرك يوسف عينيه بإرهاق ، وقال بتنهيدة مؤلمة : بقالي شهور بحاول معاها و روحت لأبوها كذا مرة .. بيقولي نفس الجملة دي بنتي الوحيدة وانت من علي البر ماعرفتش تحافظ عليها اومال بعد الجواز هيحصل ايه
دعك سامر ذقنه ، وقال بتمتمة : عنده حق اب و يهمو مصلحة وامان بنته انت اللي غلطان
أومأ يوسف بتفاهم وقال مرددا حديث صديقه : صح مافيش حاجة بتحصل بالساهل عندك حق .. انا ماكنتش عارف اني بحبها بالشكل دا الا لما رجعتلي الدبلة وبعدت عني
واضاف بغيظ : بس هي دماغها حجر ربنا يقدرني عليها
قال سامر بتحذير : خد بالك هي اكيد فقدت الثقة فيك و مش بسهولة هتقدر تسامحك و تنسي و حتي اذا سامحت هتفضل تخنقك بشكها فيك و هيكون ليها حق ..
حملق به يوسف بعيون تلتمع بحزن وقال : انا برده انسان مش معصوم من الغلط يعني .. و ربنا بيغفر ليه هي ما تغفرليش اول غلطة ليا
بسط سامر كفيه أمامه قائلا بهدوء : هي مابقتش عايزة تكمل معاك كل بنت حسب طاقتها في ست تسامح و ست ما تقدرش .. لو مراتك كانت ممكن تديك فرصة لكن دلوقتي هي قفلت الباب في وشك وانتهي الموضوع .. نصيحة من صحبك سيبها في حالها و شوف نصيبك بعيد عنها .. انت جرحت كرامتها و الست رانيا الله يكرمها ماسابتش حد الا و قالتلو انك سيبت نسمة عشان خاطرها
تمتم يوسف بصوت خفيض : دي بنت تيت انا فعلا ندمان اني عبرتها من الاول ..
ثم قال مردفا بعزيمة : بس مش هستسلم بسهولة و هفضل احاول يمكن وقتها تقتنع اني فعلا بحبها و شاريها
تنهد سامر بقلة حيلة من صديقه ، وصمت ليعود إلى عمله.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند ادهم
دخل أدهم القصر ، وصعد الدرج بسرعة حتى لا يراه أحد من الحاضرين بالأسفل.
ذهب أدهم مباشرة إلى جناح نادين ، وحالما دلف إلى الداخل ، بدأ يبحث في كل مكان وقعت عيناه عليه حتى وجد أخيرًا ما كان يبحث عنه في خزانة ملابسها.
جلس على السرير ، وقلب فيما وجده الذي كان عبارة عن مجموعة من علب الأدوية ، والعديد من الأقراص المختلفة.
أخرج هاتفه وكتب أحد أسماء تلك الأودية ، وبدأ يبحث عن ما تكون تلك الأشياء.
برزت عيناه مما اكتشفه ، وكأنه قد تلقى للتو صفعة قوية ، فما هي تلك الحبوب إلا من أجل منع الحمل ، ومن عيار شديد وخطير أيضًا ، كيف لم يفكر في تلك النقطة ، كيف له أن يغفل عما قد تفكر في فعله تلك الأفعي السامة؟
اشتعل قلبه بالحقد والكراهية تجاه تلك الحية التي تفرز سمها في كل مكان حولها ، وهو مثل الأحمق الذي لا يدري شيئا عما تفعله ، وقد يؤدي إهماله هذا إلى إصابة تلك المسكينة بالأذي التي لا ذنب لها فيما يجري من حولها.
ضغط أدهم علي تلك العلبة في قبضته حتي اعتصرها بقهر ، واعدًا نفسه أنه لن يرحمها ، ثم نهض بغضب جحيمي وهلع إلى الطابق السفلي ، ليهدر بصوت جهوري : كريمة
بعد لحظات هرولت راكضة إلى عنده بسبب صوته الذي نادرا ما يكون مرتفعا جدا إلا إذا كان في قمة غضبه : ايوه يا ادهم بيه
أمرها أدهم بعيون حمراء ونبرة حادة : اول ما توصل نادين من برا يا كريمة ماتخليهاش تطلع لفوق تجيبها علي مكتبي فورا مفهوم
أومأت كريمة بطاعة ، وهي تدعي في خاطرها أن يمر هذا اليوم علي خير : امرك حاضر
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن في توقيت العصر
نزلت من الجناح بعد أن أمضت اليوم كله في الفراش ، وهي لا تعرف ما هذا الخمول الذي أصابها ، ربما يكون هذا بسبب العمل الدائم خلال الفترة الماضية.
مرت إحدى الخادمات أمام كارمن ، وأوقفتها كارمن بابتسامة : مساء الخير يا رقية
رقية بتهذيب : مساء النور يا هانم
كارمن بتساءل : فين الجماعة و ملك
ابتسمت رقية لها ، وقالت بعفوية : موجودين في الجنينة و ملك بتلعب مع كلبها معهم و نادين هانم لسه في النادي و ادهم بيه في مكتبه
فوجئت أن أدهم جاء مبكرا جدا اليوم ، لأنه عادة يأتي بعد غروب الشمس ، لكنها ردت عليها بهدوء : تمام يا رقية روحي انتي علي شغلك
توجهت كارمن إلى المكتب ثم فتحت الباب بعد أن طرقته.
تساءلت كارمن بهدوء : حبيبي انت هنا من امتي؟
كان جالسًا خلف مكتبه ، ويبدو عليه الإرهاق ، ولكن عندما سمع طرقًا على الباب ، استقام في مقعده وأجابها بهدوء : من شوية
أومأت إليه كارمن بفهم ، ولم ترغب في إطالة الأسئلة عليه ، عندما لاحظت شحوب وجهه ، ثم مشيت نحوه بهدوء ، ووقفت خلف مقعده ، ثم رفعت ذراعيها وغمرت أصابعها في شعره ، ودلكته برفق.
أغمض أدهم عينيه مصدرا أنين خافت من التعب ، وراق له كثيرا ملمس أناملها الرقيقة بين خصلاته ، وطغي علي حواسه شعورا بالارتياح مذهل جعل الصداع الذي يألم رأسه يتقلص تدريجيا.
كارمن بخفوت : باين عليك التعب و ماما قالت انك مافطرتش قبل ماتنزل الصبح .. اكلت أي حاجة طول اليوم
همس أدهم وهو على حاله : لا يا قلبي
تفحصت كارمن وجهه بإهتمام ، ثم قالت بإبتسامة : طيب تحب اخليهم يحضرولنا الغداء و ناكل كلنا مع بعض
ادهم بتنهيدة : ماليش نفس
طبعت قبلة دافئة على جبهته ، قائلة بإصرار ناعم : عشان خطري تاكل شكلك مرهق اوي و دا غلط علي صحتك ولا انت غاوي بس تقولي اقعدي في البيت و ماتتعبيش نفسك وانت تتعب
أمسك بيديها اللتين وضعتهما على كتفه ، وقبّل راحة يدها ، ليقول بأنفاس حارة : كلي فداكي وبعدين يمكن تعبت شوية لاني طول اليوم ماكنتيش معايا في الشركة
قالت كارمن بضحكة رائعة جعلت أدهم لا يستطع المقاومة أو الرفض : انت بقيت بكاش اوي علي فكرة برده هتاكل ماتحاولش انا مصرة
وقال أدهم مازحًا بعد أن صفي ذهنه قليلا من أسلوبها الهادئ الحنون و رقة همساتها التي كان يعشقها : ماشي روحي خليهم يحضروا الاكل بس انتي تتفرجي من بعيد ماتبوظيش الاكل
ابتعدت كارمن عنه قليلاً ، قائلة بعبوس لطيف : دمك تقيل يا ادهم
ادهم بحب : بهزر يا عيونه
أرسلت له قبلة في الهواء ، لتقول بينما تغادر المكتب : ماشي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور ساعة
كانت كارمن تتحدث إلى روان على الهاتف ، بجانبها ملك التي تلاعب كلبها ، وليلي ومريم يتحدثان عن العديد من الموضوعات أثناء متابعتهما إلى التلفاز بعد أن تناولوا جميعًا الغداء.
روان : اخبارك ايه دلوقتي
اجابت كارمن ، بينما تلاعب خصلات شعر ابنتها بحنو : الحمدلله تمام بس تعرفي اتعودت علي الشغل حاسة بملل من القعدة
روان بتحذير : ريحي نفسك يا كارمن الصحة مافيهاش هزار
تنهدت كارمن ، وقالت بقلة حيلة : انا بقيت احسن دلوقتي والله
روان بنفي : ولو اسمعي الكلام
كارمن بإبتسامة : ماشي يا اختي قوليلي انتي ايه اخر اخبارك
روان بضجر : الروتين العادي الكلية و مذاكرة و طلبات زين و كدا
ثم اضافت بحماس : بس المفاجأة بقي اني اقنعت زين اننا نسافر يومين اسكندرية بعد كام يوم قبل زحمة الامتحانات
كارمن بإستغراب : يا مجنونة الجو بدأ يبرد ماتستني للصيف
روان بنعومة : لا هو بيقول ان اسكندرية في الوقت دا جوها جميل وانا هموت واروحها بقي
كارمن بهدوء : ماشي ربنا يهينيكم يا رورو .. واحنا مش باقيلنا كتير و يبدأ الديفليه وفي شغل لازم اخلصو و ادهم مصمم افضل في البيت
قالت روان بضحكة : ماتعانديش معه و خديه بالسياسة كدا امي علي طول تقولي الجملة دي بس انا ماشاء الله عليا زي الدبش برمي الكلام وانا ونصيبي بقي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكتب ادهم
نادين تقف أمام المكتب ، وخلفه يقف أدهم بهيئة صارمة للغاية بعد أن أغلق الباب ورائها عندما دخلت.
ينظر أدهم إليها ، بينما تغلفه هالة من الغموض لا تستطيع معها تخمين ما يدور في ذهنه.
عصفت الأفكار في ارتباك وقلق برأسها من صمته المطول منذ دخولها من دقائق ولم ينطق بشيء ،
و لقد أدى هذا حقًا إلى توتر أعصابها ، وجعل القلق يتفاقم بعمق أكبر داخلها.
تفوهت نادين بتوتر : في حاجة يا ادهم انت ليه موقفني كدا
تحدث أدهم ببرود مبهم ، وهو يحترق من الداخل ، لكنه سيطر على نفسه بكل قوته حتى لا يرتكب جريمة فيها : كنت عايز اسألك عن حاجة؟
دقت نواقيس الخطر داخل عقل نادين التي همست بحذر ، بينما قلبها يخفق مثل الطبول بين ضلوعها ، منذ متى يسألها عن أي شيء : اسأل
أخرج علب صغيرة من جيوبه ووضعها على مكتبه ، قائلاً بسؤال بارد ، بينما عيناه تطلقان أسهم الغضب التي كانت على وشك الإطاحة بكل شيء أمامه دون ذرة تفكير : تعرفي دول بتوع ايه!!
هرب الدم من وجهها ، وللحظة شعرت أن الغرفة تدور بها عندما رأت تلك الأشياء أمامها ، وجعلها الخوف مثل ورقة مزقتها ريح الخماسين ، التي تحمل آلاف الأطنان من الكوارث التي ستدمرها حتماً ، لكنها هتفت متلعثمة بإنكار : لا .. مع.. معرفش .. هما ايه دول
احتد صوت أدهم قائلا بنظرة قوية محذرا : متأكدة
نادين همست بعيون زائغة تفرك يديها في ارتباك شديد : ايوه
ابتسم أدهم ببرود ، يتلاعب بأعصابها أكثر ثم أجاب : دول موانع حمل والغريبة انهم كانو في اوضتك وتحديدا جوا دولابك
لم تطمئن أبدًا لهذا البرود الجليدي الذي يغلف صوته ، وهذا الهدوء الذي يسود كلامه ، تقسم أنه ما هو إلا هدوء ما قبل عاصفة ستندلع بسببها الأخضر و اليابس ، لكنها هتفت كاذبة : صدقني انا معرفش عنهم اي حاجة
تجعد أدهم حاجبيه شاعرا باشمئزاز من إنكارها غير المجدي قائلاً بسخرية : المفروض اسألك انتي بتستخدمي الحبوب دي ليه وانا مش بخلف ولا بقرب منك اصلا .. الا اذا كنتي بتلعبي بديلك من ورايا يا نادين هانم
سرت قشعريرة باردة في جسد نادين من الرعب الذي كانت تشعر به في تلك اللحظة ، وقالت بهستيريا بينما هزت رأسها مستنكرة : انا لا طبعا ازاي تفكر فيا بالشكل دا .. اكيد حد حطهم ليا..
هدر فيها أدهم بغضب شديد جعلها تجفل ، وتتوقف عن قول تلك الكلمات الحمقاء : او انتي اللي بتحطيهم لحد يا نادين
برزت عيني نادين بشدة ، وقالت بقشعريرة مضطربة : يعني ايه ؟!!
كشر أدهم عن أنيابه قائلا بغموض : هتعرفي دلوقتي
بعد أن قال ذلك ، توجه مباشرة إلى باب المكتب وفتحه ، ونادى بصوت عال : كريمة
هرولت إليه كريمة التي كانت واقفة على بعد أمتار قليلة من المكتب ، كما أمرها أدهم منذ قليل وقالت على الفور : ايوه يا ادهم بيه
أشار أدهم لها للدخول ، ثم التفتت عينيه إلى نادين ، وقال بسخط : عيدي تاني كلامك ليا امبارح
وزعت الأخرى نظراتها ، بينهما بقلق لكنها تشجعت ، وردت بصدق : انا شوفت الست نادين بتحط حبوب في كوباية مدام كارمن
صرخت نادين فيها بهستيرية : انتي وحدة كذابة انا معملتش حاج...
لم تكمل جملتها لأن أدهم هرع إليها ، وأمسكها بشدة من شعرها ، ولم تشعر إلا بصفعة قوية هشمت عظام خدها من يده الأخرى ، لتترك خدها مخدرًا من قوة الضربة ، ثم صرخ في وجهها بتحذير عنيف : اخرسي خالص ماسمعش حسك يا زبالة
زأر بصوت مخيف مخاطبا كريمة بكلماته ، دون أن يرفع عينيه المشتعلة بوميض ناري عن تلك المرتجفة من الخوف في يده : اخرجي انتي يا كريمة دلوقتي
أومأت كريمة برأسها خاضعة لأوامره التي لا يمكنهم كسرها واندفعت للخارج.
ثم واصل صراخه في نادين التي كانت تتلوى من الألم الرهيب بسبب قبضته القاسية على شعرها ، بصوت جهوري حاسم مليء بالغضب : انطقي والا اقسم بالله هدفنك مكانك
★★★
بينما ركضت كريمة إلى الصالة الكبيرة حيث جلست جميع السيدات.
تلعثمت بصوت لاهث ، وغير مفهوم من الإرتعاب : الحقي يا ست ليلي
نهضت ليلى من مقعدها واقتربت منها ، قائلة بقلق عندما لاحظت وجهها الشاحب : مالك يا كريمة انتي تعبانه
تكلمت كريمة بتحشرج : ادهم بيه
صاحت ليلي بذهول مذعور ، بينما خفقات قلبها بدأت تعلو بإضطراب : اتكلمي علي طول في ايه يا كريمة ادهم ماله
أمسكت كارمن بكتفها ، وسحبتها بعيدًا عن كريمة ، وقالت بحذر وهي تنظر إليها : استني بس يا ماما .. خدي نفسك يا ست كريمة و فهمينا
ابتلعت كريمة لعابها بصعوبة ، وواصلت حديثها بصوت متقطع : ادهم .. في المكتب مع ست نادين .. و بيضربها
استفهمت ليلي بإستنكار : ليه عملت ايه البني ادمه دي!!
انقبض قلب كارمن التي هتفت بسرعة : مش وقت اسئلة يا ماما تعالي ورايا بسرعة يا كريمة
وهرعوا جميعًا إلى المكتب بقلق ليروا ما يجري هناك
★★★
في المكتب
صاح ادهم بصوت مخيف بينما الشرز يتطاير من عينيه بغضب : صبرت عليكي سنين عملت فيكي بدل الثواب عشرة وانتي وحدة خس*سة وحق*رة ماطمرش فيكي رغم اني كنت مستحملك بعللك
ثم أضاف بقسوة بينما يواصل هزها بعنف ممسكا بذراعيها بقبضته الفولاذية : الحاجة الوحيدة للي هتخلي ناري تبرد شوية اني اشوفك مرمية في السجن يا نادين وهيحصل دلوقتي حالا
نزلت على ركبتيها ، تقبّل قدميه بضعف و ذعر من تلك الفكرة المروعة بالنسبة لها ، والدموع تنهمر من عينيها وقالت بتلعثم : ابوس ايدك .. ابوس رجلك ماتعملش كدا ماتأذنيش يا ادهم ارجوك .. صدقني والله انا هطلع من حياتك خالص مش هتشوفني تاني ولا هقرب منك بأي شكل .. بس وحياة اغلي حاجة عندك ماتسجنيش
صر أدهم على أسنانه بغضب كاسح حتى كاد أن يكسرها ، ليقول من بينهم بحقد وكراهية : كل اللي جرا منك زمان يا نادين لحد دلوقتي .. هتتحاسبي عليه هتدفعي تمنه ومش هرحمك مهما قولتي لان اي حاجة هتقوليها مش هصدقها اصلا .. و كلو كوم واذيتك لمراتي كوم هدوقك المر و محدش هيشفق علي ك*بة زيك
ثم عبست ملامحه ، واردف بإشمئزاز : كفاية السنين اللي ضيعتها من عمري وانا سكت فيها عن عمايلك .. وانا عارف انك بتكذبي عليا وان العيب منك وفاكرة نفسك ناصحة وبتخدعيني
شعرت أن دلوًا من الماء البارد قد سكب على رأسها ، و جحظت عيناها برعب ممَ قاله حيث خارت أعصابها ، وتركت ذراعه الذي كانت تمسكه بضعف ، علي أمل أن تستطيع استعطافه ليرحمها ، لكن الآن كل ما كانت تخاف منه صار مكشوفا وهو يعرف كل ما فعلته.
شق هدوء المكان صرخة قوية منها دوت في أرجاء المكتب ، حينما ركلها أدهم بمقدمة حذائه في بطنها ، ثم أمسكها مرة أخرى من شعرها الذي أصبح منتوف خصلات كثيرة منه بسبب قسوة قبضته عليه ، ليجعلها تنهض بعنف ، وقبل أن تتمكن من تخمين ما كان يفكر فيه.
نزل عليها بصفعات قوية متتالية على وجهها ، ممَ جعل شفتيها ينزفان بغزارة ، وكان الدم ينبض في عروق وجهها التي كانت ملونة بالأزرق ومتورمة من كثرة الضرب الذي إنهال عليها به ، بمنتهي الحقد والغضب الدفين.
تحت اصوات صراخها المستغيثة ، والتوسل اليه ان يرحمها ، لكنه لا يسمع أي شيئا مما تقوله لانه فقد السيطرة تماما ، ليصب جام غضبه فيها.
... : ادهم!!؟
لم يعيده إلى رشده إلا صوت كارمن المذعور وهي تركض إليه ، ووقفت حائلا في الطريق بينه وبين نادين.
تراجع إلى الوراء قسرًا لئلا تتأذى منه في حالته الجنونية التي وصل إليها ، وكان صدره يهبط ويعلو جراء أنفاسه سريعة ، وشعره متناثر على جبهته بفوضي مع وجود بعض قطرات العرق متساقطة عليه أثر المجهود الذي بذله للتو.
أما نادين فحدث ولا حرج ، كانت في حالة مذرية و فوضوية شديدة وشعرها أشعث ، وثيابها تناثرت بعض قطرات الدم عليها من وجهها الذي أصبح مثل خريطة ملونة بألوان عديدة.
سألت ليلي بدهشة وخوف مما تراه عيناها : ايه اللي بيجري يا ابني .. عملتلك ايه عشان تضربها بالمنظر دا ما تفهمنا
صرخ بهن هادراً بنفاذ صبر : خدوا بعضكم علي برا يا امي حالا
قالت نادين وهي تنتحب بصوت مبحوح : لا يا طنط ليلي ارجوكي دا هيموتني في ايده .. خليه يسيبني امشي وانا والله ما هقرب لحد فيكم ابدا
هتف فيها أدهم بزمجرة شرسة علي أثرها إرتجفت أوصالها ، وهي تزحف الى الوراء قليلا بعد أن سقطت علي الأرض بإنهاك قوي : تمشي منين يا روح امك انتي هتخرجي من هنا علي السجن
نظرت مريم إلى ليلي ، ثم هتفت الأولي ، متسائلة بعدم إستيعاب : سجن ايه بس يا ابني .. استهدي بالله كدا واقعد قولنا ايه اللي حصل
أجاب ادهم علي سؤالها بسؤال أخر بصوت شديد الصارمة : عايزين تعرفو في ايه .. ؟
أردف بصوت بارد يتخلله بعض الحدة ، بعد أن حدق فيها من رأسها إلى إخمص قدمها بنظرات حارقة كالبارود : الهانم كانت بتحط في عصير كارمن حبوب منع الحمل وكريمة شافتها وبلغتني
سكت الجميع للحظة ، يحدقون فيه بنظرات تفيض بالدهشة والاستنكار والاستغراب الشديد ، والأفكار المختلفة المتداولة في أذهان كل منهم على حدة.
ابتلعت ليلى ريقها قائلة بتوجس وعدم فهم : بشويش عليا عشان افهم يا ابني ازاي يعني !! وهي تعمل كدا ليه وانت اللي مش بتخلف
قهقه أدهم بقهر قبل أن يجيب عليها ببرود ساخر : المدام هي اللي عندها عقم مش انا .. فاكرة نفسها ذكية و بتخدعني ومكملة في التمثيلة بمنتهي البجاحة
أنهي جملته بينما كان يوجه عينيه نحو زوجته ، فوجد وجهها شاحبًا وهي ساندة على حافة المكتب في صدمة مروعة بعدم تصديق ، وعيناها مفروجتين على وسعهما.
صاحت نادين بتوسل : ارجوك انا غلطانة واستاهل اي حاجة تعملها فيا .. بس ابوس ايدك بلاش السجن يا ادهم والنبي
تقدم نحوها بغضب عاصف ، قاصد لكمها لتصمت ، لكن كارمن أوقفته عندما ركضت إليه مذعورة ، لتمنعه بأحاطتها ذراعه قائلة برجاء : ادهم لو سمحت عشان خطري انا .. ماتعملش كدا
هدر ادهم بها في حدة محاولا ابعادها عن طريقه : انتي مجنونه دي بتأذيكي الله اعلم بسبب الادوية دي اتسببت في ايه
نظرت كارمن له نظرات مترجية دامعة ، وهي مقوسة شفتيها الى الاسفل مردده في استماته مجددا ، لتهتف بصوت مبحوح : وحياتي عندك يا ادهم ماتعملش كدا فيها .. اذا علي العقاب ربنا المنتقم الجبار وقادر ياخد حقنا عشر اضعاف ما انت هتعمل فيها .. ماتشيلش ذنوب بسببها وسيبها تمشي من هنا
نظراتها البريئة وكلماتها المفعمة بالخوف عليه كانت كتعويذة سحرية جعلته لأول مرة في حياته ، يتراجع عما قاله ، ثم أدار عينيه فتجهمت نظراته فجأة ، تجاه تلك المرأة المنكمشة ، محاصرة نفسها في زاوية بعيدة بالمكتب ، و امتلأت عيناها بالذعر من المصير الذي ينتظرها ، ثم هتف بغضب مشمئز : سمعتي يا حقي** اللي كنتي بتأذيها بتقول ايه .. هسيبك تغوري من هنا بس عشانها .. لكن لو فكرتي بس تقربي من حد فينا تاني او شوفتك صدفة انتي الجانية علي روحك ساعتها
استرسل حديثه بصوت جهوري ، بينما يرمقها بنظرة مليئة بالاحتقار الشديد : انتي طالق يا نادين و ورقتك هتوصلك علي شقة ابوكي اللي بإسمك .. وحالا تطلعي برا من غير اي حاجة .. بالهدوم اللي عليكي وبس وسيبي مفاتيح العربية هنا
أشاح بصره عنها محدقًا في كريمة ، ليصيح ببرود : كريمة اتأكدي انها خرجت من القصر يلا