اخر الروايات

رواية كوخ باخر المدينة الفصل الثالث 3 بقلم سارة سيف

رواية كوخ باخر المدينة الفصل الثالث 3 بقلم سارة سيف



ألقت إيلين بجسدها على فراشها تنظر لسقف الغرفه وعلى شفتيها تلك الابتسامة التي لم تغادرها منذ أن طلب آسر الزواج منها فشردت بفكرها عائده إلى تلك اللحظه وما يليها 
-تتجوزيني ؟
نظرت إليه غيلين بصدمه فهي لم تتوقع هذا الطلب منه هو وبهذه الطريقة التي تخلو من الرومانسية في نظرها فغمغمت: ليه؟
آسر بنفس الهدوء: عشان شايفك الانسانه اللي هاكون مبسوط معاها لاخر العمر
إيلين بخيبه واضحه: بس ؟
آسر باصرار: وعشان أنا عايز كدا...هاعيشك في مستوى تاني احسن عيشه وهالبسك أخر موديل وهتعيشي في فيلا عالنيل وهيبقى تحت أمرك خدم وحشم زي ما تحبي
لم تتعجب إيلين من تلك الكلمات فهي اعتادت عليه وعلى طريقته تلك ولكنها لم تتوقع ان يحافظ عليها حتى في هذه المناسبه فهو لم يقل لها أنه يحبها وكل هذا الكلام لا يعنيها فهي تريد كلمه واحده تسمعها منه لتحلق في السماء وهي"بحبك" لكنه لم يقلها !... ربما لانها ليست في قاموسه؟ ام لانه لا يشعر بها ؟ لا لا لقد شعرت بحبه أجل لم يقلها بصراحه ولكني شعرت بها من نظراته وما يثبت ذلك انه اخبلاها أنها من ستمنحه السعاده! فما تهم تلك الكلمه بجانب تلك الجمله...
آسر مستغربا صمتها: مالك؟ ساكته ليه؟ وبتبصيلي كدا ليه؟
إيلين بنظرة ثاقبه: عشان عرفت دلوقتي انك اتسرعت في طلبك دا
آسر بدهشه: بتقولي كدا ليه؟
إيلين بنفس النظرة: عشان انت اثبتلي انك ما تعرفنيش كويس...لو كنت عرفتني كويس كنت عرفت انه لا بيهمني لبس عالموضه ولا الخدم والحشم بتوعك دول
آسر بتوتر: مش قصدي .. أنا قصدي انه هاعيشك مرتاحه مش اكتر
إيلين بحزن: وأنت فاكر اني هاعيش مرتاحه بدول ؟ ولا براحتي مع معاك وحبك ليا؟
آسر: بالاتنين
شعرت إيلين بسعاده غامرة فقد اعترف بحبه لها ولكن بطريقه غير مباشرة...هذا يكفيها الآن فهي ما زالت غريبة عنه ولكن بالتأكيد بعد الزواج سيخبرها بما يشتهي قلبها
آسر: موافقه؟
إيلين بتردد: بس هنعيش فين ؟
آسر: في بيتي في القاهره
إيلين بقلق: وجدي ؟
آسر بأسف: هيعيش هنا... أنا حاولت اقنعه انه يجي معانا بس ما رضيش يسيب هنا
إيلين بتوتر: هو انت قولتله؟
آسر: أه أخدت رأيه قبل ما افاتحك في الموضوع ووافق
إيلين : وانت تتخيل اني ممكن اسيب جدي واسافر من غيره ؟
آسر مسرعا: انا فكرت انه لما نتجوز ونستقر هناك ويشوفك مبسوطة اكيد هيغير رأيه هو بيحبك اوي ومش هيقدر يبعد عنك كتير وخصوصا لما نجيب بيبي
خجلت إيلين بشدة من كلماته الاخيرة فنظرت إلى الارض لا تدري بماذا تجيب؟
آسر مبتسما: ماكنتش اقصد اكسفك... مع اني باحب اشوف كسوفك اوي
ازداد خجلها فقال: ها ؟ موافقه؟
إيلين هزت رأسها بخجل قائلة بصوت خافت يكاد لا يسمعه: موافقه
آسر بفرحه: تمام عشان الحق اجهز كل حاجه عشان نتجوز كمان 3 ايام
إيلين بصدمه: 3 أيام؟ ... أنا كدا مش هالحق اعمل أي حاجه
أجابها بحزم: انا بيتي جاهز في القاهره يدوب هتيجي تقعدي ولو حبيتي تغيري فيه حاجه بعد كدا براحتك وجهازك انا مش عايزك تجيبي حاجه لما نوصل القاهره هاخليكي تشتري اللي يعجبك من اي مكان تحبيه فاضل ايه تاني؟...الفرح؟ عادي الكل هيجي زي ما جم في فرح محمد عادي....فاضل فستان الفرح؟
إيلين مسرعه: لا أنا هالبس فستان ماما لسه عندي وكان نفسي البسه في فرحي
آسر بسعاده: تمام
إيلين مستغربه: هما اهلك مش هيحضروا؟
آسر بلا مبالاة: نادين عندها دراسة وماما مش هتقدر تسافر وتيجي هنا عشان صحتها وجاسر ما اعرفش هالاقيه ولا لا
شعر آسر بحزنها فابتسم مخففا عنها: مش مهم مين هيجي ومين مش هيجي! المهم انه احنا سوا ولا انتي ايه رأيك؟
ابتسمت إيلين حينها بسعاده واكملا طريقهما إلى الكوخ وهما يتناقشان في أمر العرس والحياة التي سيقبلون عليها معا !....
شهقت إيلين فلقد أشرق النهار دون أن تنام ولو ساعة فقد استغرقت في تذكرها مدة طويلة فنهضت مسرعه تحضر الفطور لجدها وآسر الذي يصر ان يعمل في حقل مع جدها حتى موعد عودته إلى عمله الاصلي...
---------------------------------
ما زالت كوثر هانم ممسكه بسماعة الهاتف بيدها عندما دخلت عليها فريدة تلحق بها نادين فقد تقابلاتا أمام الفيلا
فريدة مستغربه: كوثر هانم؟
نظرت صوبهم ببلاهه لتسألها نادين بفزع: مالك يا نانا ؟ انتي كويسه؟
كوثر بذهول: آسر هيتجوز
صرخت فريدة: ايــــه!... هيتجوز مين؟
كوثر: مش عارفه
فريدة بغضب: ازاي يعني مش عارفه ؟ هو دا مش ابنك ولا ايه؟
افاقت كوثر من شرودها وبدأت بضرب بضعة ازرار على الهاتف: ايوه يا أستاذ فخري!.... الحمدلله كويسه...سمعت عن خبر جواز آسر؟...انت كمان ماتعرفش؟...طب أنا كنت عايزه خدمه من حضرتك... تسلم ربنا يخليك....كنت عايزاك تعرفلي البت دي مين واصلها وفصلها من الآخر تجبلي قرارها! ياخد وقت ؟... طيب تمام انا معتمده عليك يا أستاذ فخري...ماشي مع السلامة
فريده: ها؟
كوثر بهدوء: زي ما سمعتي هاعرف عنها كل حاجه خلال يومين تلاته
فريده بغل: بقى آسر يسيبني ويتجوز غيري؟ من امتى؟ هو مش كان رافض الجواز من الاساس؟
كوثر مطمئنه: ما تقلقيش اصبري بس لما نشوف هي مين وبنت مين الاول
فريده بغيظ: اديني صابره هو في ايدي حاجه غير كدا؟
انسحبت نادين بدون ان تشعر بها أيا منهما متجهه إلى غرفتها بحزن قائلة لنفسها: يعني كنت فرحانه انه بابا مش هيتجوز اللي اسمها فريده دي عشان في الاخر يتجوز واحده تانيه شبهها؟
ثم عادت لتفكر: طب مش يمكن ما تكونش شبهها؟ وتكون طيبه وتحبني واحبها؟ ربنا يستر بقى انا تعبت بجد من التفكير
اغلقت باب الغرفة خلفها ومازال عقلها يدور ويدور ....
---------------------------------------
أدارت إيلين ظهرها للفتيات وألقت باقة الزهور التي تمسكها لتلتقطها إحدى الفتيات فألتفت اليها البقية مهنئين وهي سعيدة بتلك الباقة بشدة فمن المعروف أن من تلتقط باقة الزهور من العروس هي أول من تتزوج من الحضور بعدها مباشرة.... ابتسمت إيلين بسعاده وشعرت بمن يجذبها من ذراعها فالتفتت لتجد "زوجها" فكم هي سعيدة بتلك الكلمة خصوصا أنها تعني بها آسر وليس أي شخص آخر
آسر مبتسما: مش يلا بينا ولا ايه؟
إيلين بتعجب: بسرعة كدا ؟
آسر ناظرا في ساعته: يدوب نلحق الساعة 5 دلوقتي
إيلين مستسلمه: اللي يريحك
اتجهت إيلين إلى جدها تضمه بقوة مانعة دموعها من التساقط كما يفعل جدها قائلا بصوت متحشرج: خلي بالك من نفسك! لو حسيتي انك مش قادره عالعيشه هناك تعالي أنا بابي هيفضل مفتوح ليكي دايما !
آسر ضاحكا: ايه؟ انت هتقويها عليا ولا ايه؟
الجد بجدية محذرا: انا لو عرفت انك زعلتها ولا نزلت دمعه واحده من عينها ليك معايا شغل تاني! انت فاهم؟ دي شمس حياتي وما ارضاش بحد يزعلها ابدا حتى لو كان انت يا آسر !
آسر مبتسما بهدوء: ما تقلقش دي في عنيا يا جدو.... مش يلا يا إيلين؟
الجد بحزن: مش عارف انت مصر تسافروا بعد الفرح بسرعه كدا ليه؟ مش كنت قضيتوا كام يوم هنا قبل ما تسافروا ؟... ولا انت مستعجل تحرمني منها ؟
آسر موضحا: يا جدو انت عارف انا سبت شغلي قد ايه ودا ما ينفعش اصلا وخصوصا اني عمري ما اخدت راحه ساعة واحده فجأة اغيب المده دي كلها؟ .... وبعدين أحرمك منها ايه؟ انت تقدر تغير رأيك وتيجي معانا دلوقتي لو تحب
هز رأسه نافيا: لا يا ابني انا حياتي هنا وخلاص مابقاش فيا عمر اتعود على حياة ولا مكان جديد
إيلين مسرعه: إخص عليك يا جدو ! بعد الشر ما تقولش كدا !
ابتسم الجد: طب يلا روحي بقى عشان ما تتأخروش اكتر من كدا
وبعد إقلاع الطائرة التفت آسر إليها فوجد الدموع تنهمر على وجنتيها فابتسم قائلا: ايه رأيك في الطيارة؟
إيلين بصوت متحشرج من البكاء: أه حلوه ... جبتها امتى؟
آسر بعدم اهتمام: عادي ... كلمت مدير أعمالي وقولتله عايز طيارة شبها اللي كانت عندي قبل الحادثه فجاب دي وبعتهالي
تعجبت إيلين فكيف يتحدث عن طائرة خاصة لا تعلم المبلغ المدفوع بها بل إذا عملت حياتها بأكملها فلن تستطيع أن تجني ربع ثمنها
إيلين بقلق: انت قولت لاهلك عني وعن جوازنا؟
آسر بلا مبالاة: اه كلمتهم تاني يوم طلبتك فيه
إيلين بانتباه: طب وكانت ايه ردت فعلهم؟ وافقوا ولا لا؟
آسر بملل: ما اعرفش ومش مهم ... اهم حاجه انه انا عايزك وخلاص يبقى الموضوع انتهى على كدا
إيلين بتعجب: ازاي؟ مش المفروض انه بنتك تقبل بوجودي عشان هتعيش معايا بعد كدا؟
آسر ملتفتا إليها بجدية: بصي يا إيلين هاقول حاجه وحطيها حلقة في ودنك ... ما تهتميش برأي حد في البيت دا غيري أنا ... أنا وبس!
دهشت إيلين من طريقة حديثه ومدى ثقته بنفسه والغرور الذي يتحلى فهي لم تشعر بغروره ابدا لقد عمل برفقة جدها بالحقل كباقي العمال..تناول معهم نفس الطعام البسيط... عاش بكوخ فقير فكيف يصبح الآن بهذا الغرور؟....إلتفتت تنظر من النافذه المجاورة تدعو ربها أن يكون بعونها وأن يلهمها الصبر والحكمه وموازنه الامور بطريقة صحيحه.... كتمت تسألت بدأت تتصاعد داخلها عن تسرعها في الزواج من آسر قبل مرور مدة كافية على تعارفهم متشاغله بالنظر إلى الخارج والاراضي الزراعية التي تراها من هذا العلو لاول مرة
-----------------------------------
دخلت الخادمه مسرعة لتعلن وصول آسر بيه ودخوله من البوابة الرئيسية للفيلا فنهضت كوثر هانم برفقة فريدة التي جاءت خصيصا لترى زوجة آسر الجديدة واتجهتا معا لاستقبالهما... بينما كانت إيلين تنظر بدهشه إلى ذلك المكان الذي يسميه آسر منزلا أو فيلا وهو اشبه بالقصر الذي كانت تسمع عنه في الحكايات...توقفت السيارة فهبط آسر بينما اتجه السائق مسرعا ليفتح لإيلين الباب لكنها كانت قد سبقته وترجلت من السيارة فنظرت لها كوثر باستحقار ونظرات فريدة لا تختلف كثيرا بل زاد عليها الاستهانه بها وقد لاحظت هي تلك النظرات فزاد توترها وقف آسر بجانبها قائلا ببرود: اهلا يا فريده
اتجهت فريدة إليه متجاهلة إيلين وضمته بقوة قائلة: وحشتني اوي اوي يا آسوره
ازاحها آسر بهدوء: قولتلك مش باحب حد يناديني كدا
فريده مصطنعه الضحك: معلش يا آسر اصلي بانسى
وضع آسر ذراعه حول كتف إيلين قائلا: إيلين ... مراتي... اتمنى ما تنسيهاش هي كمان
رمتها فريدة بنظرة حقد ولكنها لم ترد بينما تتقدم والدته قائلة بسعاده: حمدالله عالسلامة بقى الحادثة دي تحصل وما تجبلناش خبر ؟
آسر: معلش ... ما حبتش أقلقكوا وانا كويس
كوثر: المهم رجعتلنا بالسلامه
آسر مقدما: دي إيلين يا ماما .... إيلين!... اقدملك امي كوثر هانم
إيلين بابتسامه: اهلا يا طنط
كوثر باستحقار: ايه طنط دي؟ ... قوليلي يا كوثر هانم
قالت إيلين بحرج: اللي تشوفيه حضرتك
آسر موجها حديثه لوالدته: اومال نادين فين؟
كوثر: نايمة شوية قبل العشا ما يجهز
توجه آسر إلى داخل الفيلا بصحبه إيلين بينما يتبعهم الآخرون
كوثر مستوقفة آسر: آسر ... عايزه اتكلم معاك شويه
آسر بتعجب: ودا وقته؟
كوثر باصرار: موضوع مهم
آسر بهدوء: طيب ... هاوري إيلين الاوضة بتاعتنا وبعدين انزلك
نظرت كوثر شذرا لإيلين: ماشي بس ما تتأخرش
تركها آسر صاعدا السلم تصحبه إيلين...دخلت الغرفة مذهوله وبعد دقائق نظرت لآسر نظرة لم يفهمها فسألها: بتبصيلي كدا ليه؟
إيلين: عشان مش بتعرف تقدر الحاجه
آسر مستغربا : ازاي يعني؟
إيلين: الطيارة اتكلمت عنها اكنك بتتكلم عن عجلة اشترتها من سوق الجمعه و القصر اتكلمت عنه زي ما يكون عشة و دي ! دي مش اوضة! دي شقة بحالها دي اكبر من البيت اللي كنت عايشة فيه مع جدي!
وضع اسره يده على كتفيها قائلا بهدوء صارم: أولا لازم تتعودي على كدا عشان انتي دلوقتي مراتي مرات آسر الحناوي! ومع الوقت هتتعودي انه الحاجات دي عادي مش بالاهمية اللي انتي شايفاها دلوقتي ثانيا ايه سوق الجمعه وعشة دي؟ مرات آسر الحناوي ما ينفعش تقول الكلمات دي! والا هيقولوا عليها بيئة!
اشتعلت إيلين غضبا فادارت له ظهرها قائلة: والله حضرتك اتجوزتني وانت عارف طريقة كلامي وألفاظي دي كويس! يعني انا ما ضحكتش عليك في حاجه يا آسر بيه الحناوي !
تنهد آسر وقال مستدركا: عارف... بس الناس الباقية مش عارفه هتفتكر حاجه تانية مع انه ما يفرقش معايا انا
نظرت له إيلين بسخرية: وانت مش قولتلي ما يهمكيش حد غيري ؟ ولا غيرت رأيك؟
استقام آسر وقال ببرود: لا ما غيرتش رأي بس أنا قولتلك ما يهمكيش رأي حد في البيت دا غيري لكن لما يكون فيه عملاء وتتكلمي كدا أكيد مش هيعجبني!
التفتت إليه إيلين فوجدته يتجه إلى باب آخر غير الذي دخلا منه لكن كلماته التالية أعلمتها إلى أين يقود ذلك الباب فقد قال بلا مبالاة: أنا داخل استحمى ... ياريت عقبال ما اخلص تكوني هديتي
تنهدت إيلين ملقية نظرة على الغرفة التي ستحيا بها في هذا المنزل...السرير ذهبي اللون يتداخل مع لون كريمي مزخرفا إياه كان واسعا لدرجه أنه يتسع لنوم 4 أشخاص فوقه وكانت توجد منضدة للزينة على أحد جانبي السرير بينهما باب ثالث لتلك الغرفة نظرت حولها فلم تجد أي خزانة للملابس فتعجبت واتجهت إلى النافذة لترى على ماذا تطل فوجدت حمام السباحة المتلئلئ بأضواء كثيرة ملونة ففتحتها تستنشق الهواء الذي يشبه إلى حد ما رائحة حقل جدها فيبدو أنهم يزرعون بالحديقة بعض الازهار والثمار قاطع استغراقها صوت الدق على الباب فقالت بهدوء: اتفضل
دخلت الخادمة تحمل الحقيبه الخاصة بها فكل اغراضها لا تتسع لاكثر من حقيبة واحده... راقبت الخادمة وهي تتجه إلى الباب الثالث تفتحه وتدلف إلى الداخل فلحقت بها لتجد غرفة كاملة للملابس فسخرت من تفكيرها في عدم وجود خزانة للملابس وبدأت الخادمة بفتح الحقيبة فبادرتها قائله: انتي بتعملي ايه ؟
اجابها صوت فتاة من خلفها: هترص هدومك في مكانها
التفتت إيلين لتجد فتاة ترتدي تي شيرت بحمالات وشورت قصير جدا وترفع شعرها على شكل ذيل حصان فقالت بابتسامة مستنتجه: انتي نادين صح؟
نظرت لها نادين بشك: اها
مدت إيلين يدها إليها محتفظه بابتسامتها الساحرة: وأنا إيلين
صافحتها نادين بشبح إبتسامة فقد شعرت انها ستحبها لانها مختلفة تماما عن فريدة: حمدالله عالسلامة
إيلين: الله يسلمك
نظرت نادين إلى الخادمة التي انتهت من عملها وقالت بتعجب: انتي حاجاتك قليلة اوي كدا ؟
أجابها صوت والدها من خلفها: هتنزل بكره تشتري اللي هي عايزاه
ركضت نادين لتضم والدها قائلة بسعاده: وحشتني اوووي يا بابا
أجابها والدها ببرود تعجبت له إيلين: وانتي كمان ... انا هانزل بقى عشان ماما مستنياني
واستدار لإيلين متابعا: غيري هدومك وانزلي على تحت يكون العشا جهز
قالت إيلين ضاحكة لتغطي على التوتر الذي أحدثه استقباله البارد لابنته: انت هتسبني في متاهة جحا دي لوحدي؟
آسر ببرود: قولنا بلاش الكلام دا ولا ايه؟
قالت نادين ضاحكه: أنا هاكون معاكي ما تقلقيش لاحسن نانا دلوقتي هتكون اتجننت عشان بابا اتأخر عليها ... روح يا بابا لاقضاك وانا هابقى أخدها اوريها اوضة السفرة فين
آسر بهدوء منصرفا: تمام

وجد آسر والدته بانتظاره في غرفة المكتب الخاصه به وفريدة تجلس برفقتها فزفر بضيق قائلا بكل برود: خير يا ماما ؟
كوثر بغضب: وهيجي منين الخير! لما تجيبلي واحدة زي دي وتخليها مراتك!
آسر بملل: ومالها دي يعني؟
كوثر وقد زاد غضبها: مالها؟...مالها انها واحده فلاحة جايبها من مكان تقريبا مش موجود عالخريطة! دا انا اول مرة اسمع اسم البلد بتاعتها دي!
آسر بسخرية: لحقتي عملتي مخابراتك وعرفتي عنها كل حاجه؟
كوثر بشموخ: طبعا ! هو انت فاكر اني هاسيبك تجيب اي واحده كدا وخلاص من غير ما اعرف اصلها وفصلها ؟!
آسر بهدوء: ووصلتي لايه بقى؟
كوثر: وصلت انها لا من مستواك المادي ولا الاجتماعي ولا العلمي! فقيرة ويدوب عايشة هي وجدها دا بالعافية ومافيش مستوى اجتماعي اساسا و كمان يدوب تعليمها دبلوم !
نظر آسر إلى فريده قائلا: مش ملاحظه انه دي أمور خاصة وفريده مش المفروض تحضر الكلام دا !
فريده بذهول: إخص عليك يا آسر بقى أنا غريبه؟
كوثر مدافعه عنها: انا اللي طلبت منها تقعد انا باعتبرها زي بنتي
آسر ساخرا: زي بنتك؟ طب وكنتي عايزة تجوزيني اختي ليه يا ماما؟
كوثر غاضبه: آسر! اتكلم معايا وكويس وبلاش التريقة بتاعتك دي...وما تهربش من الموضوع ! أنا نفسي افهم انت اتجوزتها على ايه دي؟!
آسر بهدوء شديد: عشان حبيتها ! ... ومن الآخر انا عارف كل الكلام اللي انتي قولتيه عنها وما يهمنيش كل دا .... المهم اني عايزها ومرتاح معاها !
غادر آسر الغرفة تاركا والدته وفريده فاغرين الفاه من الدهشه فقد توقعتا كل الاسباب الا الحب فآسر لا يعترف بالحب أبدا
قالت فريدة بخيبة: بيحبها؟ وهنعمل ايه دلوقتي؟
أجابت كوثر بشرود: عايزها ومرتاح معاها؟ يبقى لازم ما يرتحش معاها وبالتالي ما يعوزهاش عشان تمشي من هنا
انتبهت فريدة وقالت: ازاي؟
أجابت كوثر بابتسامة خبيثة: لا دي عايز تخطيط سيبيها عليا المهم دلوقتي يلا بينا نتعشى وبعدي نخطط ونتكتك
اتجهت كلا منهما الى غرفة الطعام وابتسامة خبيثة تحتل شفتي كلا منهما وبدأت كوثر هانم تدبر ما يفرق بين ابنها وزوجته.
-----------------------------
بعد مغادرته نظرت كلا منهما للاخرى فقد تعرضتا لبروده وانقذتا بعضهما البعض من الحرج قالت نادين مشيرة جهة الباب: هو على طول كدا انا اتعودت وانتي هتتعودي
دارت إيلين ضيقها بهذا الكلام: هو العشا بيبقى الساعة كام؟
نظرت نادين في الساعة التي بيدها وقالت: يعني كمان نص ساعة كدا
إيلين تنهدت قائلة: طيب يدوب اخد حمام والبس
دخلت إيلين الحمام ولكنها لم تلحظ الفخامة المحيطة بها فقد انشغل فكره بطريقة آسر التي لم تعتادها ولن تستطيع الاعتياد عليها وانتظرتها نادين حتى تخرج.... بدأت إيلين ترتدي حجابها عندما جذبته منها نادين قائلة بدهشه: انتي بتلبسي دا ليه؟ دا انتي شعرك حلو وناعم اوووي
اخذت إيلين الحجاب وبدأت تلفه قائلة: عشان دا أمر ربنا
نادين: انا كنت فاكره للكبار بس زي نانا
إيلين: لا طبعا لكل البنات من اول البلوغ
نادين: طب ما فريدة اهي بس مش محجبه
تذكرت إيلين الملابس التي كانت ترتديها فريدة فهي تفضح اكثر مما تستر وايضا كيف ألقت نفسها بين ذراعي آسر فهل هي قريبته ام ماذا؟ فهو لم يحدثها عنها ابدا
إيلين: هي مين فريدة دي؟ قريبتكوا ؟
نادين بدهشه: بابا ما كلمكيش عنها ؟... مش غريبة هو اصلا مش بيحبها
إيلين بتوجس: قصدك ايه؟
نادين ببساطه: نانا كانت عايزه بابا يتجوز فريدة دي بس هو كان بيرفض ويتهرب منها وعايزه اقولك على حاجه كمان لو شوفتيها بترمي نفسها على بابا في اي وقت ما تستغربيش هي على طول كدا ومش هتتغير
إيلين بغضب: ازاي يعني؟ دا ممكن قبل الجواز لكن بعد ما اتجوز خلاص لازم تبعد عنه وتعرف حدودها كويس معاه
ضحكت نادين: هههههه فريدة؟ دا انتي بتحلمي! دي هنا من الصبح عشان عرفت انه بابا جاي ومش بعيد لما ننزل عشان نتعشى تلاقيها بتعمل حركات مش طبيعية وبتقرب من بابا اوي
ظلت إيلين تفكر في كيفية التصرف مع إمرأة بتلك الوقاحة ولكن كلام نادين قاطع افكارها: بس انتي شعرك طبيعته كدا ولا انتي فارداه؟
إيلين بابتسامة بسيطه: لا هو كدا مش باستخدم السشوار ولا المكواة اصلا
نادين بحسره: يا بختك انا شعري لازم له مكواة و سشوار عشان يبقى كدا زي ما انتي شايفة هو اصلا عامل زي شعر الغجر كدا وملولو اوووي عارفه شعر ميريام فارس؟
إيلين: اه اعرفه
نادين متابعه: اهوانا شعري شبهه بالظبط
إيلين: طب ما تسبيه كدا هيبقى احلى عليكي عشان انتي وشك صغير ودا هيخلي شكلك أحلى
نادين مستغربه بسعاده: بجد ؟
إيلين بحنان: ربنا خلق لكل واحد فينا الحاجه المناسبة ليه حتى نوع الشعر يعني انا مثلا لو شعري كان شبه شعرك ما كنتش هانفع فيه لاني كنت على طول مع جدي في الارض او باشتغل في البيت يعني ما عنديش وقت اهتم بيه ونوع الشعر دا عايز اهتمام بس انتي بقى عندك وقت وشكلك بتحبي تهتمي بنفسك يبقى دا انسب ليك دا غير انه مناسب لوشك
سعدت نادين كثيرا بكلام ومنطق إيلين فضمتها قائلة بفرحة: أنا شكلي هأحبك اوووي
إيلين ضاحكه: أنا أصلا خلاص حبيتك ... يلا بقى لاحسن يضايقوا من تأخيرنا كل دا
نزلت إيلين برفقة نادين متجهين إلى غرفة الطعام ، كان الجميع بإنتظارهم يترأس آسر المائدة وعلى يساره تجلس والدته تجوارها فريدة ولاحظت نادين توترها فجذبت لها الكرسي الذي على يمين آسر قائلة بابتسامة: أنا اللي كنت بأقعد هنا بس ما دام انتي جيتي خلاص بقى مكانك وانا هاقعد جنبك
كوثر بغيظ: اقعدي مكانك يا نادين ! احنا مش هنغير نظامنا عشان حد
آسر بهدوء: تعالي اقعدي يا إيلين زي ما قالتلك نادين
بعد أن استقرت في جلستها ظلت تنظر إلى الطبق أمامها ولم ترفع بصرها ابدا حتى سمعت فريدة تقول بكل شماتة: ممكن يا ماما تناوليني التوست
كوثر بسعاده: طبعا يا حبيبتي
إذا فهي طلبت مني أن اناديها بكوثر هانم لتناديها تلك التي لا تعرف من تكون بماما! إلهذه الدرجة تكرهها؟ ولكن ماذا فعلت هي لكل هذا ؟...قطع دخول الخادمة بصحبة رجل يقارب آسر عمرا ولكن يتميز ببشاشة الوجه: سلامو عليكو
الجميع: وعليكم السلام
آسر: حماتك بتحبك تعالا اتعشى معانا
الشاب مازحا: إن ما كنتش تحلف بس وجلس متابعا : اصل أنا مش جعان خالص
كوثر ضاحكة: بالهنا والشفا
نادين بسعادة: أزيك يا كركورة ؟
الشاب ضاحكا: تصدقي كرهت الدلع بسببك يا نادو
نادين بغلاسه: يا عم انت لاقي حد يسأل فيك اصلا
الشاب ضاحكا: ماشي ماشي هتذليني يعني اكمني عازب وحيد ما هو مسيري الاقي اللي تدلعني دلع عليه القيمه مش دلع اي كلام زي صاحبته
أخرجت نادين لسانها قائلة: ههههه موت يا حمار
كوثر غاضبة: وبعدين يا نادين ما يصحش كدا
نظر الشاب إلى إيلين قائلا بابتسامة مرحبة: وانتي أكيد إيلين مرات آسر صح ؟
آسر مقدما: ايوه... إيلين دا كرم صاحبي ومدير أعمالي
إيلين بخجل: اهلا وسهلا ... تشرفت
كرم بابتسامته: الشرف ليا
كوثر بتهكم: ما بقاش إلا الفلاحه هي اللي تتشرف بمعرفتها
صدمت إيلين لهذا الهجوم المباشر عليها فسقطت الشوكة من يدها وركزت نظرها بصحنها حتى تمنع دموعها من الفرار من محجريهما وتكبح لسانها عن الرد
آسر بغضب: ماما ! لو سمحتي احترمي وجودي على الاقل
لم تنتظر أكثر من ذلك فنهضت قائلة: الحمدلله شبعت
خرجت إلى حيث لا تدري حتى وجدت نفسها بحديقة المنزل التي رأتها من غرفتها فأخذت عدة أنفاس مهدئة نفسها حتى فجأة فزعت لصوت يقول من خلفها: هو القمر قرر يتنازل و ينزل م السما انهارده ولا ايه ؟
-----------------------------------
في غرفة الطعام ما زال الجميع على حالهم بعد أن نهضت إيلين منصرفة ويسود بعض التوتر
آسر: نفسي اعرف ليه كل دا ؟
كوثر مبررة: دي واحده فلاحة ! إزاي تتجرأ وتخلي فلاحة تقعد معانا على سفرة واحده؟
آسر متمالكا أعصابه: الفلاحة اللي مش عجباكي دي خلاص بقت مراتي ومش هاتخلى عنها أبدا مفهوم ؟
فريدة متدخلة بانفعال: هي عملتلك ايه عشان تتمسك بيها كدا ؟
نهض آسر موجها كلامه لكرم: معلش مش هينفع أكلمك دلوقتي نتكلم بعدين أنا هاروح أشوف إيلين
كرم مسرعا: لا عادي خد راحتك انا مش هاطير يعني
أشار آسر برأسه مغادرا وتبعته نادين قائلة: بابا مش هيتجوز فريدة لو انطبقت السما عالارض يا نانا ! فياريت تريحي نفسك خالص من اللي بتعمليه دا
كوثر بغل: عجبك كدا يا كرم؟ اهي ما بقالهاش ساعتين واديها قلبتهم عليا !
فريدة بغضب: انا عارفة عملت لهم ايه بالظبط
كوثر: انت رأيك ايه يا كرم ؟
تنحنح كرم: معلش يا طنط بلاش انا تدخليني في الموضوع دا بالذات ... في الاول والاخر دي مراته هو وهو ادرى بيها
كوثر بحنق: ومين يشهد للعريس! ... عمرك ما هتقول كلمة عكس كلامه
نهض كرم قائلا بابتسامته المعتاده : طب انا هاستأذن عشان عندي شغل الصبح بدري
كوثر: طيب اهرب اهرب
فريدة: خدني معاك يا كرم
كوثر بفزع: انتي رايحة فين ؟
فريدة بملل: هاروح بقى يا طنط ما عادش لوجودي لازمة
امسك كوثر بذراعها لتجبرها على الجلوس: لا انتي هتقعدي عايزاكي في موضوع
كرم: يعني انا دلوقتي استنى ولا امشي؟
كوثر: لا لا روح انت مع السلامه عشان ما نأخركش اكتر من كدا
غادر كرم مستغربا ما يحدث قائلا لنفسه: هو الواحد قعد معاهم عشر دقايق دماغهم هتلسع ولا ايه؟ هو انا معدي اوي كدا ؟ هههههههههههه
-----------------------
إيلين بعصبيه :ما تلم نفسك يا جدع انت!
-قمررررررر اقسم بالله قمررر
إيلين في قمة غضبها: اللهم طولك يا روح! انت مين وعايز ايه يا جدع انت ؟!
-تصدقي اني اول مرة اعرف انه لما القمر بيتعصب بيبقى حلو اوووي كداا لا ونوره بيزيد كمان ما شاء الله
اتى صوت ثالث من خلفهم قادم من الباب الذي يصل الفيلا بالحديقة: جاسر!
فزع جاسر من ذلك الصوت فهو صوت ابن عمته ولكن يبدو عليه الغضب الشديد لكنه مكتوم لذلك لم يلحظ هذا الغضب الا جاسر فهو يعرفه تمام المعرفة: آسوره حبيبي منور يا باشا انت رجعت امتى ؟
آسر ببرود: من كام ساعه
جاسر: حمدالله عالسلامة
آسر: مش حاسس انك زودتها شوية مع إيلين ولا ايه؟
نظر جاسر إلى إيلين بإعجاب: هي كمان اسمها إيلين؟ لا لا اسم على مسمى ما شاء الله
كز آسر على اسنانه ليلجم غضبه: إيلين مراتي يا جاسر
جاسر بصدمه: مـ مـ مـراتك؟
اتجه آسر إليها وجذبها من ذراعها ليعودوا إلى الداخل :ايوه
انصرفا تاركين جاسر في حالة صدمة فهو لم يفكر فيمن تكون كان كل همه ان يتعرف عليها فقط منذ دخوله إلى الفيلا بسيارته مكشوفة السقف ورأيته لتلك الفتاة التي ترتدي فستان أبيض ملئ بالزهور الصغيرة يتلاعب بملابسها وحجابها هواء المساء العليل وينير القمر ملامح وجهها شعر وقتها انها أجمل من رأت عينيه ولاول مرة يحسد آسر على شئ يملكه بحياته!
بينما قابلا اثناء دخولهما فريدة وكوثر التي نظرت لإيلين شذرا قائلة لآسر: معلش يا حبيبي ممكن توصل فريدة لبيتها ؟
آسر بدهشه: وهي عربيتها فين؟
فريده بوداعه: اصلها بتتصلح وانا جيت في تاكس
كوثر: معلش يا حبيبي عارفة انك تعبان من السفر بس السواق روح ومافيش غير هنا يرجعها
دخل جاسر في تلك اللحظه فقال آسر بسخرية اثناء صعوده مع إيلين التي مازال ممسكا بيدها: اهو جاسر هنا وفاضي خليه هو يوصلها انا تعبان وطالع ارتاح تصبحوا على خير
ترك والدته وفريدة فاغرين فمهم بينما تظهر ملامح الدهشه على وجه جاسر الذي قال: اوصل مين ؟
كوثر: فريدة
جاسر بابتسامة: طب يلا اوصلك يا فيري
ودعت فريدة كوثر هانم التي همست لها بهدوء: اطمني مش هتطول هنا كتير
ابتسمت فريدة بثقة وغادرة متأكده من دعم كوثر هانم لها ....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close